جماعة الصادعون بالحق
497 subscribers
762 photos
42 videos
6 files
1.66K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {8} - المدخل الصحيح للإسلام

إنَّ المدخلَ الحقيقيَّ لهذا الدينِ الذي أمرَ اللهُ به عبادَه -هو دعوةُ الناسِ إلى العبوديةِ الشاملةِ الكاملةِ للهِ، والخضوعُ المطلقُ له سبحانه في كلِّ شيءٍ، في الأمورِ السياسيةِ والاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ والأخلاقيةِ والتربويةِ، وكلِّ شيءٍ في حياةِ الإنسانِ عقلِه وضميرِه، قلبِه مشاعرِه، وأخلاقِه وسلوكِه، وبيعِه وشراءِه ومعاملاتِه، أكلِه وشربِه ولباسِه، وكلِّ شيءٍ في حياتِه.

حينما ندعو الناسَ إلى الإسلامِ إنما ندعوهم إلى العبوديةِ للهِ ربِّ العالمين، ندعوهم إلى ألوهية اللهِ الواحدةِ؛ ليدخلوا فيها، فإذا كانوا يعترفون أنَّ وراءَ هذا الكونِ قوةً عليا خلقته وأبدعتْهُ، ونظَّمتْهُ وصرَّفتْهُ، وتهيمنُ عليه وتدبِّرُه وترعاه، ينبغي أن يخضعوا لهذا الإلهِ الذي خلقَ وأبدعَ وصوَّرَ، ويأْتَمِرُوا بأمرِه وينتهُوا بنهيه.

إنَّ الإسلامَ هو نظامٌ للحياةِ البشريةِ، ذُو خصائصَ مميَّزةٍ، يقومُ على أساسِ اتباعِ منهجِ اللهِ وحدَه في أوضاعِ الحياةِ كلِّها، سواء أكانَ في مجالِ التصوُّرِ الصحيحِ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، أو صَرْفِ جميعِ العباداتِ الظاهرةِ والباطنةِ إليهِ وحدَه بلا شريكٍ، أو بالحكمِ والاحتكامِ إلى ما شرَّعَهُ سبحانَه للناسِ في تصرفاتِهم وأقوالِهم وأفعالِهم ومشاعرِهم ومبادئِهم وقيمِهم.

إنَّ الذين يزعمُون الإسلامَ، والعلماءَ الذين يتخيَّلون أنهم علماءُ بالإسلامِ -يقولون إنَّ الإنسانَ يستطيعُ أن يكون مسلمًا بمجردِ النطقِ "بلا إلهَ إلَّا الله". الأمرُ ليسَ كذلك؛ المقتضى الأول الذي يعطي شهادةَ لا إلهَ إلا الله حقيقتَها هي أن يتبرَّأَ الناسُ من كلِّ معبودٍ إلا الله، ثم يتوجهون بكُلِّيَّتِهِم إلى شريعةِ اللهِ يتبعونَها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المدخل_الصحيح_للإسلام
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {9} - علاقة العبد بربه

إنَّ إدراكَ الإنسانِ لمقامِ الألوهيَّةِ، ومعرفَته باللهِ حقَّ المعرفةِ، لا بُدَّ أنْ يُنبتَ الحبَّ العميقَ للهِ سبحانه وتعالى، وما نظنُّ أن مؤمنًا يختارُ الإسلامَ، ويختارُ التوحيدَ، ويؤمنُ بأنَّ اللهَ هو ربُّ السمواتِ والأرضِ، وأنَّ اللهَ هو خالقُه وفاطِرُه؛ ثم لا يحبُّه!

إنَّ معرفةَ المعنى الحقيقيِّ لكلمةِ التوحيدِ "لا إله إلا الله" يَنتُجُ عنه حبُّ هذا الإلهِ العظيمِ، الرحمنِ الرحيمِ، وينتجُ عنه الشعورُ بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يستحقُّ أن تُبذَل النفسُ في سبيلِه، وألَّا يعيشُ الإنسانُ إلا له، وألَّا يحْيَا إلَّا به. فلا بُدَّ أن يبدأَ طريقُ الإيمانِ بالحبِّ!

إنَّ العبوديةَ هي منتهى الذلِّ والحبِّ، مع منتهى الإجلالِ والتعظيمِ للهِ عزَّ وجلَّ، فلا بُدَّ لكي يؤمنَ الإنسانُ أنْ يُحبَّ الله ويذلَّ نفسَه له، ولا بُدَّ أن يعظِّمَ ويجلَّ اللهَ، لا بُدَّ من المعايشةِ الصادقةِ الطويلةِ والإحساسِ الدائمِ بالفقرِ والذلَّةِ والخوفِ والوجلِ، فالإنسانُ دائمًا يعيشُ مع اللهِ وهو آملٌ أنْ يقبلَه اللهُ عبدًا له.

لا بُدَّ أنْ نتعلَّم كيف يتعاملُ العبدُ مع ربِّه، وكيف يعيشُ حياةً عميقةً مع اللهِ عزَّ وجلَّ، وكيف تكونُ حياتُه كلُّها عبادةً، صلاتُه وصيامُه، ونومُه وصحوُه، وأكلُه وكلامُه، وسعيُه إلى الرِّزقِ، ويحققُ من خلالِها العبوديةَ للهِ سبحانه، بحيثُ لا يكونُ شيئًا في حياةِ الإنسانِ ولحظاتِ حياتِه بعيدًا عن السجودِ الدائمِ للهِ عزَّ وجلَّ!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#علاقة_العبد_بربه
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {10} – بداية التغيير


لكي ينشئَ الإسلامُ الواقعَ الجديدَ الذي ارتضاه اللهُ للبشرِ، ولكي يُغَيِّرَ الواقعَ الجاهليَّ الذي يَعْبُدُ الناسُ فيه بعضُهم بعضًا، ويتخذون إلهَهُم هواهُم فتفسدَ الأرضُ ومن فيها؛ لم يكنْ بُدٌّ أنْ يغيِّر تصوراتِها الجاهليَّة، وينشئَ لها تصورًا آخرَ ربانيَّا، يقومُ عليه واقعَها، أو بتعبيرٍ أصحَّ وأدقَّ؛ ينبثقُ منه واقعُها.


بدايةُ التغييرِ تغييرُ تصوُّرِ الناسِ عن معنى الحياةِ ومعنى الإلهِ، ومعنى العبوديَّةِ. وهذه هي مهمةُ الأنبياءِ، تغييرُ تصوراتِ الناسِ ومفاهيمِهم عن الحقائقِ التي غابتْ عنهم واندرستْ تماما. مهمَّتُهم أنْ يضعُوا تصورًا للحياةِ تقوم عليه الحياةُ، تصورًا صحيحًا تقومُ عليه حياةٌ صحيحةٌ.


في الجاهليةِ المعاصرةِ يتصورُ الناسُ أن التديُّنَ شيءٌ والواقعَ شيءٌ آخرٌ، هم يريدون أن يكونَ الإسلامُ مجردَ علاقةٍ شخصيَّةٍ بالله يُكيفها الفردُ كما يشاء، لا بأسَ مادامَ لم يطالبْ بنظامِ حياةٍ يُقامُ على نظامِ اللهِ وتشريعاتِه، ولا بأس إن كان هو مستديماً فقط على قول "لا إله إلا الله"!! ولا يوجد واقع يُصدِّق تلك الشهادة؛ فالكلمة مفرغة من محتواها ولا تحدث تغييراً في الحياة.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#بداية_التغيير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {11} - إلى أي شيء ندعو الناس


إنَّنا لا ندعُو الناسَ -ابتداءً- إلى أن يحْتَكِموا إلى شرعِ اللهِ، ولا ندعوهم إلى أن يصلُّوا، وإنَّما ندعوهم أولًا أن يعرفُوا اللهَ، وأن يوقِّروا اللهَ، وأن يُجلِّوا اللهَ، وأن يستيقنُوا أنه الواحدُ الأحدُ، الفردُ الصمدُ، الذي ليس كمثلِه شيءٌ، الحيُّ الذي لا يموتُ، الأولُ والآخرُ، والظاهرُ والباطنُ، هذه هي القضيَّةُ؛ يسلموا أنفسَهم إلى الحقِّ الجليلِ أولًا.


نحنُ نقفُ وقفةً صلبةً عند قضيَّةِ "لا إله إلا الله"، نوجِّهُ الناسَ ابتداءً إلى عظمةِ اللهِ وإلى فرديَّتِهِ ووحدانيَّتِه وذاتِه، وأنَّهُ متفرِّدٌ بالعظمةِ والجلالِ، وأنَّ ذاتَه هي الذاتُ التي ليسَ كمثلِها شيءٌ، هو الحيُّ الذي لا يموتُ والكلُّ يموتون، هذه هي القضيَّةُ؛ نريدُ أن نلفِتَ الناسَ للهِ عزَّ وجلَّ أولًا.


القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ هي قضيَّةُ "لا إله إلا الله"، بجلالِه وعظمتِه وقدرتِه، ثم تنبثِقُ من هذه القضيَّةِ كلُّ القضايا الأخرى، القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ أن ندعوهم إلى ألوهيَّةِ اللهِ كما ينبغي، ونحنُ لسنا مُطالَبِين بإدخالِ الإيمانِ إلى القلوبِ، أو إجبارِ الناسِ على الإيمانِ والاقتناعِ، ولكنَّ واجبَنا هو البلاغُ المبينُ، ولا يكونُ مُبِينًا حتى يضعَ الأساسَ الصحيحَ لكلِّ شيءٍ بالأسلوبِ الواضحِ البَيِّن. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#إلى_أي_شيء_ندعو_الناس
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {12} - الحقيقة المُطلقة المُتفردة

- الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ هي: حقيقةُ الألوهيَّةِ، الحقيقةُ المطلقةُ المتفرِّدَةُ بالوجودِ الحقِّ وبالكمالِ، وبالجمالِ والجلالِ، بالدَّيمُومَةِ والأزليَّةِ والأبديَّةِ، وجودُها ذاتيٌّ؛ فهي تقومُ بذاتِها، فهو الحيُّ القيُّوم، الوجودُ صفتُه، ولولاه ما وُجِدَ موجودٌ، الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ، وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ؛ المؤمنون والمُشرِكون والمُلحِدون.

- إنَّ حقيقةَ الألوهيَّةِ حقيقةٌ ثقيلةٌ، تُرغِمُ الجميعَ على التفكيرِ فيها، وتدفعُ كلَّ إنسانٍ أن يتَّخذَ منها موقِفًا. ومما لا شَكَّ فيه أنَّ فريقًا من الناسِ يهتدِي إلى الحقِّ في هذه المسألةِ، ويفهمون أبعادَها ومقتضياتِها ويضلُّ الآخرون ضلالاتٍ شتَّى، فاتباعُ هُدى اللهِ، والانشغالُ بحقيقةِ الألوهيَّةِ والتمسُّكُ بها هو الحقُّ، وما دون ذلك هو الباطلُ مهما تعدَّدَت أشكالُه وصورُه.

- نبغي أن تكون قضيَّةُ الألوهيَّةِ هي مدارُ انشغالِنا واهتمامِنا؛ لكي نستطيعَ أن نقومَ بأعباءِ متطلباتِ هذه الحقيقةِ، ونحقِّقَ بهذا سرَّ وجودِنا وغايةَ خلقِنا، ونحقِّقَ بذلك مرادَ الخالقِ العظيمِ فنفوزَ برضوانِ اللهِ وبسعادةِ الدارين، وصحبةِ النبيِّين والصدِّيقِين، والشهداء والصالحين.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الحقيقة_المُطلقة_المُتفردة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {13} - دور الإنسان في الوجود


لقد اختارَ اللهُ برحمتِه من البشرِ رسلًا، أعدَّهم لغايةٍ معيَّنةٍ، وصنعهم على عينِه، واصطنعهم لنفسِه، وكانوا هم مفتاحَ الخيرِ والسعادةِ، ومصدرَ النورِ والإشراقِ في حياةِ البشريَّةِ، إذ أوحى إليهم الخالقُ العظيمُ بالإجاباتِ الوافيةِ لكلِّ ما يتساءلُ عنه الإنسانُ في حدود فهمِه وقدرتِه على الاستيعاب.


لقد أنزلَ اللهُ للبشريَّةِ كتبًا محمَّلَةً بعقائدَ وشعائرَ، وشرائعَ ونظامًا مُحكَما للحياةِ، إذا سارُوا عليه سُعِدوا في دنياهم، وعاشُوا في سلامٍ مع فطرتِهم، ووِفقَ كِيانِهم وخلقتِهم، وانتظمَتْ حياتُهم وعلاقاتُهم، وارتفعُوا إلى قمَّةِ الكمالِ الإنسانيِّ المقدَّرِ لهم في الأرضِ في رفعةٍ وسلامٍ، ورقيٍّ واطمئنانٍ، ولا يحدثُ بينهم صدامٌ، ولا بينَهم وبينَ الكونِ من حولِهم.


أين الإنسانُ وسطَ هذا الإبداعِ الدقيقِ المُذهلِ، وقد خُلِق خلقًا فريدًا وزُوِّدَ بطاقاتٍ متميزةٍ وفُطِرَ بطبيعةٍ خاصَّةٍ مزدوجةٍ مختارةٍ، وأعطاه اللهُ حقَّ الاختيارِ بين طريقين؛ ليكونَ مُكرَّمًا بالإرادةِ المُختارةِ، ويكونَ مسئولًا عن يومه وغَدِهِ من خلال هذا الاختيارِ وهذه الإرادةِ. فكيف يقومُ هذا الإنسانُ بهذه المسؤولية؟ إنَّها أمانةٌ ثقيلةٌ مع ما يحفُّها من التكريم!


ماذا علينا لو عرفنا وأيقنَّا وعِشنا تلك الحقيقةَ كما تستحقُّ، ثمَّ أدركنا كيف ستكون حياتُنا إذا تزيَّنت بروعةِ تلك الحقيقةِ.  وعاشتْ في كنفِ هذه الحقيقةِ العظمى، حقيقةِ "لا إله إلا الله"، فاللهُ الذي خلقَنا وأبدعَنا، وأنعمَ علينا بفضلِه وكرمِه هو الوحيدُ المستحقُّ للعبادةِ والاتباعِ؛ لأنَّ من خلقَ هو الذي يستحقُّ الأمرَ وحدَه. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#دور_الإنسان_في_الوجود
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {14} - حقيقة التغيير المطلوب


بعضُ العلماءِ الآن - إلا من رحم الله - يُفهِمون الناسَ أنَّهم مؤمنونَ طالما ينطقون بكلمةِ "لا إله إلا الله" فقط؛ حتى ولو لم يُصلُّوا ولم يصومُوا. هذا تحريفٌ خطيرٌ لحقيقةِ الإسلامِ، وكذِبٌ على الله، واستهزاءٌ بدين الله، أن يقولوا كلمةً بلسانِهم ثم يخالفوا مدلولَ هذه الكلمةِ العظيمةِ ومفهومِها ومقتضياتِها في كلِّ شؤونِ حياتِهم؛ فهذا ليس من توقير الله في شيء. 


إن أعظمَ حقٍّ للهِ على عبيدِه أن يعبدُوه، ولا يُشرِكوا به شيئًا، وهذا هو ما دعا إليه الرسلُ جميعًا بقولِهم لأقوامِهم: (اعبدُوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره). وبمقتضى هذا الحقِّ أن يطيعُوه وحدَه فيما شَرَعَ لهم وأمَرَهم ونَهاهم، وبهذا تترتَّبُ الأمورَ ترتيبًا طبيعيًّا، تعبيدُ الناسِ أولًا، وحينما يُعَبَّدُون للهِ سيكونُوا طائعينَ لأوامرِه عزَّ وجلَّ.


إن أُولَى خصائصِ الألوهيَّةِ هي حقُّ تعبيدِ الناسِ، وتطويعِهم للشرائعِ والأوامرِ. حقُّ إقامةِ النُّظمِ والأوضاعِ والمناهجِ والشرائعَ، والقيمِ والموازينِ، وحَمْلِ الناسِ على اتباعِها. وهذا الحقُّ في جميعِ الأنظمةِ الأرضيَّةِ يدَّعِيهِ بعضُ الناسِ في صورةٍ من الصُّورِ ويرجع الأمر فيه إلى مجموعة من الناس.


يدَّعي بعضُ الناسِ حقَّ الألوهيَّةِ في الأنظمةِ الأرضيَّةِ، وهذه المجموعةُ التي تُخضِعُ الآخرين لأنظمتِها وأوضاعِها ومناهجها وشرائعِها، وقيمِها وموازينِها: هي الأربابُ الأرضيَّةُ التي يتخذُها الناسُ في جميعِ أنظمةِ الأرضِ أربابًا من دونِ اللهِ، ويسمحُون لها بادعاءِ خصائِصِ الألوهيَّةِ والربوبيَّةِ، عن طريقِ السماحِ لها بادَّعاءِ حقِّ التشريعِ للناسِ، ومزاولةِ هذا الحقِّ. 


إنَّ صُلبَ التغييرِ المرادِ تحقيقِه هو الكفرُ بالأربابِ المزيفين في الأرضِ وإفرادُ اللهِ سبحانه بالعبوديَّةِ والطاعةِ والخضوعِ، مع الحبِّ والإجلالِ له جلَّ وعَلا، فالناسُ يعبدُون غيرَ اللهِ حينما يتلقَّون الشرائعَ والأنظمةَ والقوانينَ من غيرِ اللهِ، فهم بهذا يتَّخذون أربابًا من دونِ اللهِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#حقيقة_التغيير_المطلوب
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {15} - أُفُق الهداية إلى الحق

إنَّ أُفُق الهدايةِ إلى الحق ونور القلب وطمأنينة النفس أفق جميل رحب فسيح. إنَّ اهتداء الإنسان إلى الحقيقة، وتوفيق الله سبحانه له أن يرى الحق حقاً، وأن يرى الباطل باطلاً، ثم تطمئن نفسه، ويشعر بنور الإيمان يملأ قلبه؛ إنَّ هذا أُفُق يَمُنُّ الله عزَّ وجلَّ به على من يشاءُ من عباده.

لقد أعطى اللهُ للإنسان كلَّ وسائلِ البحث عن الحق. فإذا استغلها الإنسان استغلالاً سليماً، مُلتزماً بمنهج الله في طريق المعرفة، وفي طريقة البحث، وفي الالتزام بما أنزله الله من كتب، وبما سنَّهُ الأنبياء من سُنن، وبما دعا إليه أهل الحق، وإذا حاول الإنسان أن يتحرى ويَصدُق ويتعب؛ فلا بد أن يصل إلى الحق.

الذين لا يصلون إلى الحق لابد أن يلوموا أنفسهم ويسألوها: لماذا لم يصلوا إلى الحق؟ والناسُ لا يشعرون حتى وهم على الباطل أنهم على الباطل، وهذا من ابتلاء الله للإنسان؛ يستطيع أن يخدع نفسه بنفسه، وإذا لم يكن مخلصاً زُيِّن له الباطل. فهذا جزاءٌ عادلٌ من الله لما يعرفه من قلب هذا العبد.

إنَّ البحث عن الحق مهمة ضخمة جداً، وعلى الناس أن يبذلوا الجهد من أجلها. والناس للأسف يتعبون من أجل لُعاعاتِ الأرض الفانية بما يهدر كل قواهم، ومستعدون للتضحية براحتهم وكل ما يملكون في سبيل تحقيق أمنية أرضية. ومهما كبرت تلك الأماني في حِسهم فهي فانية ووزنها تافه. ولكنهم -للأسف- لا يفعلون ذلك عندما يريدون أن يعرفوا الحق.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
ُفق_الهداية_إلى_الحق
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {17} - تكريم وتفضيل وشكر

لابد أنْ يَحني الإنسانُ قامتَه وجبهته لله ساجداً ليل نهار. لأنه -وهو المخلوق الطيني- مَحطُّ حبِّ الله، واهتمامِ الله، ورعايةِ الله سبحانه وتعالى. لذلك يبدو الكفر، والفسوق، والعصيان؛ شيء رهيب جداً في مواجهة هذا التكريم، وهذا العطاء الذي مَنَّ الله به على الإنسان.

لقد كرَّم الله الإنسان، وفضَّله على كثير من المخلوقات. وهذا أمر يحتاج منا أن نعيشه ونتأمله كثيراً، وأن نَعيِ تماماً ما يترتب على ذلك من قيام حياتنا كلها على هذا الحق، وأنْ تكون حياتنا كلها مظهراً حقيقياً لشكر الله سبحانه وتعالى على كل هذه النعم، وهذا التكريم والتفضيل.

من متطلبات شكرِ الله على تكريم الإنسان وتفضيله؛ هو التسليم والطاعة والاتباع المُطلق لله سبحانه وتعالى في حياتنا كلها. فالله هو الذي خلق وسخَّر هذا الكون كله لخدمة الإنسان، فينبغي أن يُعبد الله وحده ولا يُشرَك به شيئاً، وأي خروج عن ذلك هو الجحود والنُكران من هذا الإنسان تجاه ربه وخالقه.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#تكريم_وتفضيل_وشكر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {18} - ألوهية وعبودية

إنَّ تركيز المنهج القرآني والمنهج النبوي على قضية الألوهية والعبودية -وتقديمها على كل شيء، وأنها مناط الكفر والإسلام في هذا الدين- تحتاج منا أن نستوعبها ونفهمها جيداً. هذه القضية لا تريد الجاهلية أن تُقِر بها. وذراري المسلمين لا يستطيعون فهمها وإدراكها.

يَنبني على قضية الألوهية والعبودية أشياء كثيرة جداً، يخاف منها الناس ويتراجعون عن مقتضياتها ومتطلباتها. فيرفضون هذه القضية لأنَّ لها مُتطلبات ذات شأنٍ هائلٍ وكبير. فهم يتصورون أنها ستحرمهم من المُتع، ومن الحريات التي يتصورون أنهم يتمتعون بها. ولهذا السبب فهم يقفون أمام هذا الدين ويحاربونه محاربةً هائلة.

إنَّ المسافة هائلة.. بين حياة بشرية تقوم على أساس العبودية لله وحده، وحياة أخرى تقوم على أساس العبودية للعباد. والمسافة هائلة أيضاً.. بين حياة تقوم على توحيد السلطة التي يتعامل معها الإنسان في سرِّه وجَهرِه وفي دنياه وآخرته، وحياة تقوم على التمزق الذي ينشأ في النفس نتيجة التعامل مع سُلُطاتٍ وأربابٍ متفرقة.

حينما يعيش الإنسان مع الله، يشعر بالتوازن والاستقرار، ويشعر بالطمأنينة والتناسق والتوافق، الذي لا يُحدثه إلا العبودية لإله واحد الذي يستحق العبادة، والذي يَشرُف الإنسان أن يكون عبداً له، وخاضعاً له. بينما الأرباب الأخرى التي تتعبد الناس كلها أرباب تُحقِّر وتُقَلِّل من شأن الإنسان، وتجعله عبداً لكل ما ينبغي أن يكون هو سيداً له.. والفارق بلا شك كبير.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#ألوهية_وعبودية
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {19} - العبودية لله والعبودية للبشر

إنَّ المسافةَ بينَ عُبوديَّةِ البشرِ للبشرِ في كلِّ صورِها وأشكالِهِا، وبين تحرُّرِهِم من هذه العبوديةِ بعبوديتِهِم للهِ وحدَه، مسافةٌ هائلةٌ كبيرة، وهذا الذي لا يدركُهُ الناسُ تمامَ الإدراكِ، فالناسُ -إلا من رحم الله- لا يعرفون روحَ العبوديةِ ولا حقيقة َالألوهية ِولا التغيُّرَ الذي سيطرأُ على حياتِهِمُ حينما يُصبحونَ مسلمينَ على الحقيقةِ.

لابُّدَ أنْ يدركَ الناسُ الفرقَ الهائلَ بينَ الإسلامِ والجاهليةِ، وأنَّ الإسلامَ يختلفُ مع الجاهليةِ في كلِّ شيءٍ، صغيراً كانَ أو كبيراً، وأنَّهُم حينَ يُصبحون مسلمينَ حقاً وواقعاً لابُّدَ أنْ يَشعروا بالتميُّزِ الواضح ِبينَ حياتِهم بالإسلامِ وحياتِهم بالجاهليةِ، فالإسلامُ لا يتماثلُ بأيِّ صورةٍ من الصورِ في أيِّ جزئيةٍ من جزئياتِهِ مع الجاهليةِ.

إنَّ كلَّ جزئيةً مِنْ جزئياتِ المعرفةِ، وجزئياتِ الحركةِ، وجزئياتِ الواقعِ في الاقتصادِ والسياسةِ والحُكمِ والخُلُقِ والسُلوكِ والمعاملاتِ والأدبِ والفنِّ إلى آخرِ جوانبِ الحياةِ الإنسانيةِ؛ تتأثَّرُ تأثراً عميقاً وكلِّياً بمدى إدراكِ الناسِ لهذه الحقيقةِ، حقيقة ِلا إلهَ إلا اللهُ.

إنَّ بيانَ حقيقةِ الإسلامِ يستهدفُ التغييرَ الكُلِيَّ للحياةِ البشريَّةِ، تَصوراتِها وقِيمِها، أنظمتِها وأوضاعِها، شرائعِها وقوانينِها، تشكيلاتِها التنظيميَّةِ في كلِّ حقلٍ من حقولِ الحياةِ. مع تغييرِ أهدافِها وغاياتِها وبواعثِها واهتماماتِها، باعتبارِ أنَّ إنشاءَ واقعٍ جديدٍ، رفيع ٍكريمٍ، نام ٍمتجدد ٍللحياةِ البشريةِ لابُّدَ أنْ يسبقَهُ إنشاءُ تصورٍ جديدٍ للحياةِ يتَّسِمُ بسماتِ الإسلامِ ويصطبغُ بصبغةِ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#العبودية_لله_والعبودية_للبشر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {20} - المصدر الصحيح للبلاغ

كانَ القرآنُ الكريم هو مصدرُ البلاغِ في عهدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت أقوالُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعمالِهِ وتقريراتِهِ تشرحُ هذا القرآنَ، فكانت مهمةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي بيانُ القرآنِ، فالقرآنُ كان هو الوسيلةُ، والمصدرُ الوحيدُ في حياةِ البشريةِ كلِّها. والذي أنزلَهُ ربُّ العالمين ليكونَ هو مصدرَ البلاغِ للناسِ أجمعينَ، وكانت السُنَّةُ هي الشارحةُ والمبيِّنَةُ له.

إنَّ الاهتداءَ إلى الحقِّ الصريحِ الذي جاءَ به الأنبياءُ لم يُكْتَب إلا لنماذجٍ قد ملأَ عقولَها وقلوبَها السأمُ والاشمئزازُ مِنَ الجاهلية، ومِنْ ثمّ َفَهُم يبحثون وينتظرون المخرجَ والمُخَلِّصَ، فالذين استجابوا للهِ ورسولِه ِكانوا صنفاً معيناً من الناسِ، ولذلكَ ظلَّ أكثرُ الناسِ لا يُؤمنون.

القلَّةُ التي آمنت هي التي يعلمُ اللهُ أنَّ قلوبَهُم منشغلةٌ بقضيةِ البحثِ عن الحقِ، والاشمئزازِ والضيقِ مما يرونَ حولهم من الظلمِ والضياعِ والانحطاطِ وممارسةِ الشهواتِ الدنيئةِ والسلوكياتِ القذرةِ. فلما جاءَ الإسلامُ؛ رَأَوْا أنَّهُ هو الدينُ الذي ينقذُ البشريةَ من وهدتِها إلى هذه القمةِ السامقةِ، قمةِ الإيمان ِبالحقيقةِ، والطهرِ والنظافةِ، والعدلِ والرحمةِ.

لأنَّ المصدرَ كان هو القرآنَ، وكانت السنةُ تشرحُهُ، وكانت مشاعرُ من يهيئُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ لتلقِّي هذا الحقُ مشاعرَ خاصةً مشتاقةً إلى الخروج ِمن الظلماتِ التي كانوا يعيشون فيها، وكانوا يَتَطلَّعُون إلى الحقِّ؛ فحينما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا بدعوتِهِ الواضحةِ المختصرة ِالبيِّنَةِ الساطعةِ آمنَ به هؤلاءِ الناسُ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المصدر_الصحيح_للبلاغ
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {21} - عبودية الكون وعبودية الإنسان

اللهُ سبحانَهُ ذاتٌ متفردةٌ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ، والوجودُ كلُّهُ يدورُ حولَ محورِ التَّعَرُّفِ على هذه الذَّاتِ المتفردَةِ، فلا إلهَ إلاَّ اللهُ تُعَبِّرُ عنْ أنَّهُ لا فِعلَ ولا عملَ ولا شيءَ في حياةِ الكونِ كلِّهِ وليسَ في حياةِ البشرِ فقطْ؛ إلا وهوَ يدورُ حولَ محورِ الألوهيةِ.

حقيقةُ الألوهيةِ هي الحقيقةُ التي ينبغِي أنْ يَحيا بها ولها كُلُّ مخلوقٍ في هذا الكونِ، لا يجوزُ له إلاَّ أنْ تلهجَ حياتُهُ كلُّهَا بأنْ "لا إلهَ إلا اللهُ "، بحيثُ تكونَ كلُّ حركةٍ، وكلُّ تصرفٍ، وكلُّ خاطرٍ، وكلُّ قولٍ، وكلُّ سلوكٍ، وكلُّ شعورٍ، لا بُدَّ أنْ يكونَ لتحقيقِ "لا إلهَ إلا اللهُ".

الكونُ كلُّهُ عابدٌ للهِ عبوديةً صحيحةً تمامًا ماعدا عالمَ الإنسِ والجنِّ الذين أُعطُوا الفرصةَ ليختاروا بأنفسِهم - وهذا نوعٌ من البلاءِ ونوعٌ من التكريمِ أيضاً - فإذا نجحوا في الاختبار كانوا أفضلَ مَنْ فِي الكونِ كلِّهِ حتى الملائكةُ، وإذا سَقطوا كانوا أضلَّ من البهائمِ وأضلَّ حتى من الجمادِ.

الإحساسُ بالعجزِ الإنسانِيِّ أمامَ مقامِ الجلالِ الإلهِيِّ يُوَلِّدُ الشَّوقَ الدائمَ إلى اللهِ ويوَلِّدُ الحركةَ الدائمةَ، والسعيَ الجادَّ لتحقيقِ العبوديةِ الصحيحةِ الكاملةِ لله عزَّ وجلَّ. فهلْ آنَ لنَا أنْ نَعِي ذلكَ، ونَسْعى إليهِ!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#عبودية_الكون_وعبودية_الإنسان
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {22} - الإنسان بين التكليف والمصير

جنسُ الإنسانِ عمومًا ليس َكغيرِه ِمِنَ المخلوقاتِ، خُلقَ بتكليفٍ خاصٍ من ربِ العالمينَ، حيثُ أنَّهُ تحمَّلَ مسئوليةَ الاختيارِ، ولهذِهِ المسئوليةِ جزاءٌ خطيرٌ، إمَّا أنْ يزيغَ وينحرفَ فيكونَ مصيرُهُ خلودًا في النَّارِ، وإمَّا أنْ يُحسنَ ويُطيعَ ويَتَّبِعَ منهجَ اللهِ، فيكونَ خالدًا في الجنةِ، وهذا يستدعِي منْهُ استعدادًا لمواجهةِ هذا المصيرِ.

حينما يفكِّرُ الإنسان ُكيفَ يكسبُ المالَ، كيفَ يحقِّقُ طموحاتِهِ وآمالَهُ، فهُوَ يفكِّرُ بطريقةٍ تتَّسِمُ إلى حدٍ ما بالمنطقيةِ والمعقوليةِ إلاَّ في أمرِ الآخرةِ فلا ينشغلُ الناسُ بها ولا يُفكرون في مصيرِهِمُ هناكَ، كأنَّهُم كما قالَ اللهُ تعالى عنهُمُ {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19].

أمرُ الإنسانِ في هذهِ الدنيا عجيبٌ، يعيشُ في هذه الظلماتِ التي تَكْتَنِفُ الحياةَ الدنيا، من شهواتٍ وأخطاء ٍوكفرٍ وفسوقٍ وكلِّ ما يمكنُ أنْ يتعرضَ لهُ الإنسان ُإذا لمْ يَسْتَقِمْ على أمرِ اللهِ، فيتقلَّبُ في هذه الدَّيَاجيرِ المظلمةِ، وينسى المصيرَ الدائمَ الخالدَ الذي ينتظرُهُ في الآخرة!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الإنسان_بين_التكليف_والمصير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {23} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {1}

هناكَ دائماً قاعدتانِ اثنتانِ لتصوُّرِ الحياةِ، يقومُ على كلِّ قاعدةٍ نظامٌ للحياة ِخاصٌ بها، القاعدةُ الأولى هي تَفَرُّدُ اللهِ سبحانهُ بالألوهية ِوالربوبيةِ والقَوامة ِوالسلطانِ، والقاعدةُ الثانيةُ هي قاعدةٌ ترفضُ ألوهيةَ اللهِ وربوبيتَهُ وقَوامتَهُ وسلطانه، إمَّا في الوجود ِكلِّهِ بإنكارِ وجودِهِ سبحانَهُ، وإمَّا في شؤونِ الأرضِ وفي حياة ِالنَّاسِ، وهذه هي عبادةُ الطاغوتِ.

قاعدةُ تَفَرُّدِ اللهِ سبحانَهُ بالألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ، يقومُ عليها نظامٌ للحياةِ يتجرَّدُ فيه البشرُ من خصائصِ الألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ ويعترفونَ بها للهِ وحدَهُ، فيتلقَّوْنَ منه التصوُّرَ الاعتقاديَّ، والقيمَ الإنسانيةَ والاجتماعيةَ والأخلاقيةَ والمناهجَ الأساسيةَ للحياةِ الواقعيةِ، وكذلك كافةَ التشريعات والنُظمِ التي تَحْكُم ُهذه الحياةَ، ولا يَتلقَّوْنها من أحدٍ سِواهُ.

لا تتحقَّقُ عبادةُ اللِه سبحانَهُ إلاَّ حينما يتَلقَّى الناسُ كلَّ شيءٍ في حياتِهِمُ مِنَ اللهِ فقط. وحقيقةُ العُبوديَّةِ للهِ سبحانَهُ هي الطاعةُ والخضوعُ للهِ وحدَه مع الحبِّ والتعظيمِ والإجلالِ، فيكون َالإنسانُ عبداً لا يجادلُ سيِّدَهُ ولا يناقشُه ولا يتردَّدُ في طاعتِهِ ولا يضيقُ بطاعتِهِ ولا يتحرَّج ُمن حُكمٍ منْ أحْكامِهِ.

أيُّها الناسُ، ندعوكُم إلى أنْ تكونوا عبيدًا للهِ وحدهُ لا تتلقون في صغيرةٍ ولا كبيرةٍ في حياتِكُم إلاَّ من اللهِ ورسولِهِ سواءً في اعتقادِكُمُ، أو بالتَّقدُّمِ بالشعائرِ وكلِّ أنواعِ الطاعاتِ له سبحانَه ُدون َسواهُ، أو باتِّباع ِما شرَّعهُ لكم من نظمٍ للحياة ِكلِّها صغيرِها وكبيرِها، والتلقِّي في هذا كلِّهِ منه وحدَهُ دونَ غيره.

أيُّها الناسُ إما أنْ تتَّبعوا منهجَ اللهِ راضِينَ مستسلمينَ وإلاَّ فهي المفاصلةُ لدين ِاللهِ والخروجِ عن أمرِهِ لأنَّكُم بذلكَ تكونوا قد خالفتُم ما أمرَ به اللهُ وما جاءَ به جميعُ الرسلِ. هذا لابُّد أنْ يكونَ واضحًا لديكُم. ونحنُ في قمةِ اليقينِ بهذه الحقيقةِ وقمة ِالاعتزازِ بها. وهذه هي القاعدة ُالصحيحةُ الوحيدةُ للحياةِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {24} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {2}


إنَّ إنكارَ ألوهيةِ اللهِ في الأرضِ أو في حياةِ النَّاسِ هو الجاهليةُ بغضِّ النَّظرِ عنِ الأَشْكالِ المختلفةِ، والأوضاعِ المتعددةِ، والأسماءِ المتنوِّعَةِ التِّي يُطلقُها الناسُ على جاهليتِهِم، يُسمُّونَها حكمَ الفردِ، أو حُكمَ الشَّعبِ! يَسمُّونَهَا شيوعيةً، أو رأسماليةً! يُسمُّونَهَا ديموقراطيةً، أو ديكتاتوريةً! يُسمُّونَها أُوتوقراطيةً أو ثيوقراطيةً!


لقد وقعَ بعضُ العلماءِ المسلمينَ - إلا من رحم الله - في خطيئةِ تأييدِهِمُ للديموقراطيةِ وتأييدِهِمُ للاشتراكيةِ، لأنَّهُم لم يفهموا مفهومَ الألوهيةِ الصحيحِ، فهذه كلُّها أشكالٌ مختلفةٌ لحقيقةٍ واحدةٍ. حقيقةِ الخُروجِ عن دينِ اللهِ، وعدمِ اعطاءِ اللهِ حقَّ السلطانِ. يُسمُّونهَا أسماءً شتًّى، لكنْ لا عبرةَ بهذهِ التسمياتِ ولا بتلك َالأشكالِ لأنهَّا جميعاً تَلتقي في القاعدةِ الأساسيةِ، قاعدةُ عبادةُ البشرِ للبشرِ. 


إنَّ العبرةَ في اعتبارِ أيِّ نظامٍ اسلاميِّ أو جاهليٍّ هو الجهةُ التي يصدرُ عنها هذا النظامُ. فإنْ كان َصادرًا عن اللهِ، فهو إسلاميٌ. وإنْ كانَ صادراً عن غيرِ اللهِ، فهو جاهليٌ. وهذا هو مفرقُ الطريقِ بين الجاهليةِ والإسلامِ. في كلِّ وضعٍ وفي كلِّ نظامٍ. دونَ دُخولٍ في جزئياتِ وتفصيلاتِ هذا النظامِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {25} - بين المعرفة والعمل

إنَّ الْجاهليَّةَ تُضَخِّم ُجدًّا منْ قضيةِ الْعلمِ والمعرفةِ، العلمُ لذاتِ العلمِ، والمعرفةُ لذاتِ المعرفةِ، وتَهتَّمُ بهذا جدًّا في جميعِ أنحاءِ العالمِ وخاصة ًفيما يُسمَّى الْعالم ُالإسلاميُّ، الْمكتباتُ مكتظَّةٌ بكتبٍ لا حصرَ لها في كافةِ العلومِ الإسلاميةِ. لكنَّ الشَّيطانَ يُلهيهِمُ بالمعرفةِ في ذاتِها ويَصرفُهم عنِ الْعملِ بموجبِ هذه المعرفةِ.

نحنُ نَبتغي الْحركةَ من وراءِ المعرفةِ. نَبتغي أنْ تتحوَّلَ هذه المعرفةُ إلى قوةٍ دافعةٍ لتحقيقِ مَدْلُولهِا في عالم ِالْواقعِ. نَبتغي استجاشَة َضميرِ الإنسانِ لتحقيقِ غايةِ وجودِهِ الإنسانيّ، نَبتغي أنْ ترجعَ البشريَّةُ إلى ربِّها وإلى منهجِهِ الذي أرادَهُ لها، وإلى الحياةِ الكريمةِ الرَّفيعةِ التي تتَّفقُ مع الكرامةِ التي كتبها اللهُ للإنسانِ.

حينما بُعِثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانتِ البشريةُ على ضلالةٍ كاملةٍ فجاءَ الإسلامُ ليغيِّرَ كلَّ جزئياتِ الحياةِ كبيرِها وصغيرِها على السواءِ تغييرا ًكاملاً وشاملاً. لقد جاءَ الإسلام ُليغيِّرَ واقعَ البشريةِ، لا ليغيِّرَ مُعتقداتِهاَ وتَصوُّرَاتِها ومفاهيمَها ومشاعِرَها وشعائِرَها ِفَحَسْب، جاءَ لينشيءَ لها واقعاً آخرَ غيرَ واقعِ الجاهليةِ التي كانت تعيشُ فيها.

إنَّ الجاهليةَ وضعٌ منْ أوضاع ِالحياةِ لا فترةً مُحدَّدةً مِنَ الزمانِ، وهي تتمثَّلُ - ابتداءً - في عبادةِ النَّاسِ لغيرِ اللهِ سبحانَهُ سواءً بعبادةِ بعضِهم لبعضٍ، أو في عبادتِهِم لأهوائِهِم على وجهِ العمومُ، أو عبادتِهِم لمخلوقاتٍ أخرى.

عبادةُ النَّاسِ بعضِهِم لبعضٍ تتمثَّلُ في أنْ تكونَ الحاكميةُ في الأرضِ والتشريعُ للحياة ِحقاً لبعضِ العبادِ على بعضٍ، وعبادةُ الإنسانِ لهواهُ تتمثَّلُ في استقلالِه ِبوَضعِ التصوُّراتِ والمذاهبِ والتشريعاتِ والمناهجِ لحياتِهِ في معزلٍ عن منهجِ اللهِ وشريعتِهِ، وهذه وتلك تُنشئُ الجاهليةَ في واقعِ الحياةِ وواقعِ النَّاسِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#بين_المعرفة_والعمل
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {26} - الناس بين التصور والواقع

إنَّ تحقيقَ الإسلامِ يبدأُ مِنْ قلبٍ واحدٍ، أولاً يتغيرُ العقلُ والقلبُ، فيتغيرُ تصوُّرُه عنِ هذا الوجودِ، فيؤمِنُ بالحقِّ الذي تقومُ عليه السماواتُ والأرضُ، فيؤمنُ بأنَّ لهذا الوجودِ رباً واحداً ليس كمثلِهِ شيءٌ، وأنَّهُ هو صاحبُ السلطانِ على كلِّ شيءٍ، وأنَّهُ خلقَ الإنسانَ لِيُقِيمَ الحقَّ في الأرضِ. فإذا تغيَّرَ عقلُ الإنسانِ وقلبُهُ سيتغيرُ واقعُهُ.

نحنُ نطالبُ النَّاسَ قبلَ كلِّ شيءٍ أنْ يُغيروا عقولَهُم وقلوبَهُم فيمتلئُون بحقيقةِ الأُلوهيةِ، ومِنْ ثمَّ يبدأُ التغييرُ في واقعِهم، وهذا ليسَ أمراً سهلاً، حيثُ أنَّ المجتمعاتِ الَّتي كانت يوماً ما إسلاميةٌ قد بعُدَ تصوُّرُها عن "التصوُّر الإسلاميِّ للحياةِ" ومنْ ثَمَّ بَعُد واقعُ هذه المجتمعاتِ عنِ "النظامِ الإسلاميِّ للحياةِ"

لقدْ بدأَ الإسلامُ في صورةٍ صحيحةٍ وقامَ في واقعِ الأرضِ كما يريدُه اللهُ سبحانه في عهدِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي عهدِ الخلافةِ الرَّاشدَةِ، ثمَّ بدأَ النَّاسُ يَبعُدونَ عنِ حقائقِ الإسلامِ نتيجةَ خللٍ في تصوُّرِهم، فلمَّا تغيَّرَت بعضُ تصوُّراتِهم الإسلاميةِ، بَعُدَ واقعِهم عن ِالحياةِ الإسلاميةِ، ولما بَعُدُوا زادُوا بُعداً عنِ التَّصَوُّرِ الإسلاميِّ.

انحدرَ الناسُ وبَعُدُوا عن هذا الدِّينِ بفعلِ العواملِ الخارجيةِ والداخليةِ. حتى أصبحت الدولُ غريبةً غربةً كاملةً عنِ الإسلامِ، وتصوُّرِهِ الاعتقادِيِ، ونظامِهِ العمليِّ على السواءِ. وارتدَّت عن حقيقةِ الإسلامِ، وإنْ ظلَّتْ تدَّعِى لنفسِها صفةَ الإسلامِ. ومِنْ ثمَّ تؤَدِّي بهذا الادعاءِ وبواقعِها السَيِّءِ أسوأَ شهادةً يمكنُ أنْ يؤديها فردٌ، أو مجتمعٌ ضدَّ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الناس_بين_التصور_والواقع
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {26} - الناس بين التصور والواقع

إنَّ تحقيقَ الإسلامِ يبدأُ مِنْ قلبٍ واحدٍ، أولاً يتغيرُ العقلُ والقلبُ، فيتغيرُ تصوُّرُه عنِ هذا الوجودِ، فيؤمِنُ بالحقِّ الذي تقومُ عليه السماواتُ والأرضُ، فيؤمنُ بأنَّ لهذا الوجودِ رباً واحداً ليس كمثلِهِ شيءٌ، وأنَّهُ هو صاحبُ السلطانِ على كلِّ شيءٍ، وأنَّهُ خلقَ الإنسانَ لِيُقِيمَ الحقَّ في الأرضِ. فإذا تغيَّرَ عقلُ الإنسانِ وقلبُهُ سيتغيرُ واقعُهُ.

نحنُ نطالبُ النَّاسَ قبلَ كلِّ شيءٍ أنْ يُغيروا عقولَهُم وقلوبَهُم فيمتلئُون بحقيقةِ الأُلوهيةِ، ومِنْ ثمَّ يبدأُ التغييرُ في واقعِهم، وهذا ليسَ أمراً سهلاً، حيثُ أنَّ المجتمعاتِ الَّتي كانت يوماً ما إسلاميةٌ قد بعُدَ تصوُّرُها عن "التصوُّر الإسلاميِّ للحياةِ" ومنْ ثَمَّ بَعُد واقعُ هذه المجتمعاتِ عنِ "النظامِ الإسلاميِّ للحياةِ"

لقدْ بدأَ الإسلامُ في صورةٍ صحيحةٍ وقامَ في واقعِ الأرضِ كما يريدُه اللهُ سبحانه في عهدِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي عهدِ الخلافةِ الرَّاشدَةِ، ثمَّ بدأَ النَّاسُ يَبعُدونَ عنِ حقائقِ الإسلامِ نتيجةَ خللٍ في تصوُّرِهم، فلمَّا تغيَّرَت بعضُ تصوُّراتِهم الإسلاميةِ، بَعُدَ واقعِهم عن ِالحياةِ الإسلاميةِ، ولما بَعُدُوا زادُوا بُعداً عنِ التَّصَوُّرِ الإسلاميِّ.

انحدرَ الناسُ وبَعُدُوا عن هذا الدِّينِ بفعلِ العواملِ الخارجيةِ والداخليةِ. حتى أصبحت الدولُ غريبةً غربةً كاملةً عنِ الإسلامِ، وتصوُّرِهِ الاعتقادِيِ، ونظامِهِ العمليِّ على السواءِ. وارتدَّت عن حقيقةِ الإسلامِ، وإنْ ظلَّتْ تدَّعِى لنفسِها صفةَ الإسلامِ. ومِنْ ثمَّ تؤَدِّي بهذا الادعاءِ وبواقعِها السَيِّءِ أسوأَ شهادةً يمكنُ أنْ يؤديها فردٌ، أو مجتمعٌ ضدَّ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الناس_بين_التصور_والواقع
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {28} - إلهٌ واحد

ندعوكُمُ أيُّها النَّاسُ إلى ألوهيةِ اللهِ الواحدِ، تُؤمنون َباللهِ الواحدِ، بصفاتِهِ الَّتِي ينبغي أنْ تعرفُوها، وتُعطونَ اللهَ ما يَنبغي له من الإجْلالِ والتَّوقيرِ والحُبِّ والخضوعِ، والاعترافِ بهِ إلهاً واحداً لا شريكَ لهُ، ولا مثيلَ لهُ في شيءٍ على الإطلاقِ، وأنَّ كلَّ شيءٍ في هذا الوجودِ إنما هوَ مِنْ خلقِ اللهِ وخاضعٌ لهُ سبحانَهُ.

الَّذِي يعرفُ مقامَ الأُلوهيةِ، لا بدَّ لهُ أنْ يُقِرَّ في نفسِ الَّلحظةِ أنَّهُ لا مرجعَ لهُ إلاَّ اللهَ، ولا مصدرَ لحياتِهِ ولعلمِهِ ولشرعِهِ إلاَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، فتصبحُ قضيةُ الاحتكامِ إلى اللهِ، والالتجاءِ إلى اللهِ وإلى شرعِ اللهِ قضيةً منتهيةً وليستْ مجالاً للجدالِ وليستْ مجالاً للنقاشِ.

حينما تعلمونَ أنَّ الإنسانَ بكلِّ ما أوتيَ من ذكاءٍ وقدراتٍ، هو كائنٌ ضعيفٌ خلقَهُ اللهُ من طينٍ، ونفخَ فيهِ من روحِهِ، وأعطاهُ كلَّ هذه القدراتِ، ثمَّ يَتوفَّاهُ، ثمَّ يبعثُهُ ليُحاسبه؛ ستعلمونَ تلقائِيًّا أنَّهُ لا مكانَ مع اللهِ لسلطانٍ أو مُشَرِّعٍ أو رازقٍ، ولا مكانَ لخوفٍ منْ غيرِ اللهِ، ولا لطمعٍ في غيرِ اللهِ، بحيثُ أنَّ الجدالَ فيها يصبحُ -منَ البداهةِ- جدالاً عقيماً ولا قيمةَ لهُ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#إله_واحد
#جماعة_الصادعون_بالحق