جماعة الصادعون بالحق
516 subscribers
785 photos
181 videos
7 files
1.79K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {19} - العبودية لله والعبودية للبشر

إنَّ المسافةَ بينَ عُبوديَّةِ البشرِ للبشرِ في كلِّ صورِها وأشكالِهِا، وبين تحرُّرِهِم من هذه العبوديةِ بعبوديتِهِم للهِ وحدَه، مسافةٌ هائلةٌ كبيرة، وهذا الذي لا يدركُهُ الناسُ تمامَ الإدراكِ، فالناسُ -إلا من رحم الله- لا يعرفون روحَ العبوديةِ ولا حقيقة َالألوهية ِولا التغيُّرَ الذي سيطرأُ على حياتِهِمُ حينما يُصبحونَ مسلمينَ على الحقيقةِ.

لابُّدَ أنْ يدركَ الناسُ الفرقَ الهائلَ بينَ الإسلامِ والجاهليةِ، وأنَّ الإسلامَ يختلفُ مع الجاهليةِ في كلِّ شيءٍ، صغيراً كانَ أو كبيراً، وأنَّهُم حينَ يُصبحون مسلمينَ حقاً وواقعاً لابُّدَ أنْ يَشعروا بالتميُّزِ الواضح ِبينَ حياتِهم بالإسلامِ وحياتِهم بالجاهليةِ، فالإسلامُ لا يتماثلُ بأيِّ صورةٍ من الصورِ في أيِّ جزئيةٍ من جزئياتِهِ مع الجاهليةِ.

إنَّ كلَّ جزئيةً مِنْ جزئياتِ المعرفةِ، وجزئياتِ الحركةِ، وجزئياتِ الواقعِ في الاقتصادِ والسياسةِ والحُكمِ والخُلُقِ والسُلوكِ والمعاملاتِ والأدبِ والفنِّ إلى آخرِ جوانبِ الحياةِ الإنسانيةِ؛ تتأثَّرُ تأثراً عميقاً وكلِّياً بمدى إدراكِ الناسِ لهذه الحقيقةِ، حقيقة ِلا إلهَ إلا اللهُ.

إنَّ بيانَ حقيقةِ الإسلامِ يستهدفُ التغييرَ الكُلِيَّ للحياةِ البشريَّةِ، تَصوراتِها وقِيمِها، أنظمتِها وأوضاعِها، شرائعِها وقوانينِها، تشكيلاتِها التنظيميَّةِ في كلِّ حقلٍ من حقولِ الحياةِ. مع تغييرِ أهدافِها وغاياتِها وبواعثِها واهتماماتِها، باعتبارِ أنَّ إنشاءَ واقعٍ جديدٍ، رفيع ٍكريمٍ، نام ٍمتجدد ٍللحياةِ البشريةِ لابُّدَ أنْ يسبقَهُ إنشاءُ تصورٍ جديدٍ للحياةِ يتَّسِمُ بسماتِ الإسلامِ ويصطبغُ بصبغةِ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#العبودية_لله_والعبودية_للبشر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {20} - المصدر الصحيح للبلاغ

كانَ القرآنُ الكريم هو مصدرُ البلاغِ في عهدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت أقوالُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعمالِهِ وتقريراتِهِ تشرحُ هذا القرآنَ، فكانت مهمةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي بيانُ القرآنِ، فالقرآنُ كان هو الوسيلةُ، والمصدرُ الوحيدُ في حياةِ البشريةِ كلِّها. والذي أنزلَهُ ربُّ العالمين ليكونَ هو مصدرَ البلاغِ للناسِ أجمعينَ، وكانت السُنَّةُ هي الشارحةُ والمبيِّنَةُ له.

إنَّ الاهتداءَ إلى الحقِّ الصريحِ الذي جاءَ به الأنبياءُ لم يُكْتَب إلا لنماذجٍ قد ملأَ عقولَها وقلوبَها السأمُ والاشمئزازُ مِنَ الجاهلية، ومِنْ ثمّ َفَهُم يبحثون وينتظرون المخرجَ والمُخَلِّصَ، فالذين استجابوا للهِ ورسولِه ِكانوا صنفاً معيناً من الناسِ، ولذلكَ ظلَّ أكثرُ الناسِ لا يُؤمنون.

القلَّةُ التي آمنت هي التي يعلمُ اللهُ أنَّ قلوبَهُم منشغلةٌ بقضيةِ البحثِ عن الحقِ، والاشمئزازِ والضيقِ مما يرونَ حولهم من الظلمِ والضياعِ والانحطاطِ وممارسةِ الشهواتِ الدنيئةِ والسلوكياتِ القذرةِ. فلما جاءَ الإسلامُ؛ رَأَوْا أنَّهُ هو الدينُ الذي ينقذُ البشريةَ من وهدتِها إلى هذه القمةِ السامقةِ، قمةِ الإيمان ِبالحقيقةِ، والطهرِ والنظافةِ، والعدلِ والرحمةِ.

لأنَّ المصدرَ كان هو القرآنَ، وكانت السنةُ تشرحُهُ، وكانت مشاعرُ من يهيئُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ لتلقِّي هذا الحقُ مشاعرَ خاصةً مشتاقةً إلى الخروج ِمن الظلماتِ التي كانوا يعيشون فيها، وكانوا يَتَطلَّعُون إلى الحقِّ؛ فحينما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا بدعوتِهِ الواضحةِ المختصرة ِالبيِّنَةِ الساطعةِ آمنَ به هؤلاءِ الناسُ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المصدر_الصحيح_للبلاغ
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {21} - عبودية الكون وعبودية الإنسان

اللهُ سبحانَهُ ذاتٌ متفردةٌ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ، والوجودُ كلُّهُ يدورُ حولَ محورِ التَّعَرُّفِ على هذه الذَّاتِ المتفردَةِ، فلا إلهَ إلاَّ اللهُ تُعَبِّرُ عنْ أنَّهُ لا فِعلَ ولا عملَ ولا شيءَ في حياةِ الكونِ كلِّهِ وليسَ في حياةِ البشرِ فقطْ؛ إلا وهوَ يدورُ حولَ محورِ الألوهيةِ.

حقيقةُ الألوهيةِ هي الحقيقةُ التي ينبغِي أنْ يَحيا بها ولها كُلُّ مخلوقٍ في هذا الكونِ، لا يجوزُ له إلاَّ أنْ تلهجَ حياتُهُ كلُّهَا بأنْ "لا إلهَ إلا اللهُ "، بحيثُ تكونَ كلُّ حركةٍ، وكلُّ تصرفٍ، وكلُّ خاطرٍ، وكلُّ قولٍ، وكلُّ سلوكٍ، وكلُّ شعورٍ، لا بُدَّ أنْ يكونَ لتحقيقِ "لا إلهَ إلا اللهُ".

الكونُ كلُّهُ عابدٌ للهِ عبوديةً صحيحةً تمامًا ماعدا عالمَ الإنسِ والجنِّ الذين أُعطُوا الفرصةَ ليختاروا بأنفسِهم - وهذا نوعٌ من البلاءِ ونوعٌ من التكريمِ أيضاً - فإذا نجحوا في الاختبار كانوا أفضلَ مَنْ فِي الكونِ كلِّهِ حتى الملائكةُ، وإذا سَقطوا كانوا أضلَّ من البهائمِ وأضلَّ حتى من الجمادِ.

الإحساسُ بالعجزِ الإنسانِيِّ أمامَ مقامِ الجلالِ الإلهِيِّ يُوَلِّدُ الشَّوقَ الدائمَ إلى اللهِ ويوَلِّدُ الحركةَ الدائمةَ، والسعيَ الجادَّ لتحقيقِ العبوديةِ الصحيحةِ الكاملةِ لله عزَّ وجلَّ. فهلْ آنَ لنَا أنْ نَعِي ذلكَ، ونَسْعى إليهِ!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#عبودية_الكون_وعبودية_الإنسان
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {22} - الإنسان بين التكليف والمصير

جنسُ الإنسانِ عمومًا ليس َكغيرِه ِمِنَ المخلوقاتِ، خُلقَ بتكليفٍ خاصٍ من ربِ العالمينَ، حيثُ أنَّهُ تحمَّلَ مسئوليةَ الاختيارِ، ولهذِهِ المسئوليةِ جزاءٌ خطيرٌ، إمَّا أنْ يزيغَ وينحرفَ فيكونَ مصيرُهُ خلودًا في النَّارِ، وإمَّا أنْ يُحسنَ ويُطيعَ ويَتَّبِعَ منهجَ اللهِ، فيكونَ خالدًا في الجنةِ، وهذا يستدعِي منْهُ استعدادًا لمواجهةِ هذا المصيرِ.

حينما يفكِّرُ الإنسان ُكيفَ يكسبُ المالَ، كيفَ يحقِّقُ طموحاتِهِ وآمالَهُ، فهُوَ يفكِّرُ بطريقةٍ تتَّسِمُ إلى حدٍ ما بالمنطقيةِ والمعقوليةِ إلاَّ في أمرِ الآخرةِ فلا ينشغلُ الناسُ بها ولا يُفكرون في مصيرِهِمُ هناكَ، كأنَّهُم كما قالَ اللهُ تعالى عنهُمُ {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19].

أمرُ الإنسانِ في هذهِ الدنيا عجيبٌ، يعيشُ في هذه الظلماتِ التي تَكْتَنِفُ الحياةَ الدنيا، من شهواتٍ وأخطاء ٍوكفرٍ وفسوقٍ وكلِّ ما يمكنُ أنْ يتعرضَ لهُ الإنسان ُإذا لمْ يَسْتَقِمْ على أمرِ اللهِ، فيتقلَّبُ في هذه الدَّيَاجيرِ المظلمةِ، وينسى المصيرَ الدائمَ الخالدَ الذي ينتظرُهُ في الآخرة!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الإنسان_بين_التكليف_والمصير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {23} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {1}

هناكَ دائماً قاعدتانِ اثنتانِ لتصوُّرِ الحياةِ، يقومُ على كلِّ قاعدةٍ نظامٌ للحياة ِخاصٌ بها، القاعدةُ الأولى هي تَفَرُّدُ اللهِ سبحانهُ بالألوهية ِوالربوبيةِ والقَوامة ِوالسلطانِ، والقاعدةُ الثانيةُ هي قاعدةٌ ترفضُ ألوهيةَ اللهِ وربوبيتَهُ وقَوامتَهُ وسلطانه، إمَّا في الوجود ِكلِّهِ بإنكارِ وجودِهِ سبحانَهُ، وإمَّا في شؤونِ الأرضِ وفي حياة ِالنَّاسِ، وهذه هي عبادةُ الطاغوتِ.

قاعدةُ تَفَرُّدِ اللهِ سبحانَهُ بالألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ، يقومُ عليها نظامٌ للحياةِ يتجرَّدُ فيه البشرُ من خصائصِ الألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ ويعترفونَ بها للهِ وحدَهُ، فيتلقَّوْنَ منه التصوُّرَ الاعتقاديَّ، والقيمَ الإنسانيةَ والاجتماعيةَ والأخلاقيةَ والمناهجَ الأساسيةَ للحياةِ الواقعيةِ، وكذلك كافةَ التشريعات والنُظمِ التي تَحْكُم ُهذه الحياةَ، ولا يَتلقَّوْنها من أحدٍ سِواهُ.

لا تتحقَّقُ عبادةُ اللِه سبحانَهُ إلاَّ حينما يتَلقَّى الناسُ كلَّ شيءٍ في حياتِهِمُ مِنَ اللهِ فقط. وحقيقةُ العُبوديَّةِ للهِ سبحانَهُ هي الطاعةُ والخضوعُ للهِ وحدَه مع الحبِّ والتعظيمِ والإجلالِ، فيكون َالإنسانُ عبداً لا يجادلُ سيِّدَهُ ولا يناقشُه ولا يتردَّدُ في طاعتِهِ ولا يضيقُ بطاعتِهِ ولا يتحرَّج ُمن حُكمٍ منْ أحْكامِهِ.

أيُّها الناسُ، ندعوكُم إلى أنْ تكونوا عبيدًا للهِ وحدهُ لا تتلقون في صغيرةٍ ولا كبيرةٍ في حياتِكُم إلاَّ من اللهِ ورسولِهِ سواءً في اعتقادِكُمُ، أو بالتَّقدُّمِ بالشعائرِ وكلِّ أنواعِ الطاعاتِ له سبحانَه ُدون َسواهُ، أو باتِّباع ِما شرَّعهُ لكم من نظمٍ للحياة ِكلِّها صغيرِها وكبيرِها، والتلقِّي في هذا كلِّهِ منه وحدَهُ دونَ غيره.

أيُّها الناسُ إما أنْ تتَّبعوا منهجَ اللهِ راضِينَ مستسلمينَ وإلاَّ فهي المفاصلةُ لدين ِاللهِ والخروجِ عن أمرِهِ لأنَّكُم بذلكَ تكونوا قد خالفتُم ما أمرَ به اللهُ وما جاءَ به جميعُ الرسلِ. هذا لابُّد أنْ يكونَ واضحًا لديكُم. ونحنُ في قمةِ اليقينِ بهذه الحقيقةِ وقمة ِالاعتزازِ بها. وهذه هي القاعدة ُالصحيحةُ الوحيدةُ للحياةِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {24} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {2}


إنَّ إنكارَ ألوهيةِ اللهِ في الأرضِ أو في حياةِ النَّاسِ هو الجاهليةُ بغضِّ النَّظرِ عنِ الأَشْكالِ المختلفةِ، والأوضاعِ المتعددةِ، والأسماءِ المتنوِّعَةِ التِّي يُطلقُها الناسُ على جاهليتِهِم، يُسمُّونَها حكمَ الفردِ، أو حُكمَ الشَّعبِ! يَسمُّونَهَا شيوعيةً، أو رأسماليةً! يُسمُّونَهَا ديموقراطيةً، أو ديكتاتوريةً! يُسمُّونَها أُوتوقراطيةً أو ثيوقراطيةً!


لقد وقعَ بعضُ العلماءِ المسلمينَ - إلا من رحم الله - في خطيئةِ تأييدِهِمُ للديموقراطيةِ وتأييدِهِمُ للاشتراكيةِ، لأنَّهُم لم يفهموا مفهومَ الألوهيةِ الصحيحِ، فهذه كلُّها أشكالٌ مختلفةٌ لحقيقةٍ واحدةٍ. حقيقةِ الخُروجِ عن دينِ اللهِ، وعدمِ اعطاءِ اللهِ حقَّ السلطانِ. يُسمُّونهَا أسماءً شتًّى، لكنْ لا عبرةَ بهذهِ التسمياتِ ولا بتلك َالأشكالِ لأنهَّا جميعاً تَلتقي في القاعدةِ الأساسيةِ، قاعدةُ عبادةُ البشرِ للبشرِ. 


إنَّ العبرةَ في اعتبارِ أيِّ نظامٍ اسلاميِّ أو جاهليٍّ هو الجهةُ التي يصدرُ عنها هذا النظامُ. فإنْ كان َصادرًا عن اللهِ، فهو إسلاميٌ. وإنْ كانَ صادراً عن غيرِ اللهِ، فهو جاهليٌ. وهذا هو مفرقُ الطريقِ بين الجاهليةِ والإسلامِ. في كلِّ وضعٍ وفي كلِّ نظامٍ. دونَ دُخولٍ في جزئياتِ وتفصيلاتِ هذا النظامِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {25} - بين المعرفة والعمل

إنَّ الْجاهليَّةَ تُضَخِّم ُجدًّا منْ قضيةِ الْعلمِ والمعرفةِ، العلمُ لذاتِ العلمِ، والمعرفةُ لذاتِ المعرفةِ، وتَهتَّمُ بهذا جدًّا في جميعِ أنحاءِ العالمِ وخاصة ًفيما يُسمَّى الْعالم ُالإسلاميُّ، الْمكتباتُ مكتظَّةٌ بكتبٍ لا حصرَ لها في كافةِ العلومِ الإسلاميةِ. لكنَّ الشَّيطانَ يُلهيهِمُ بالمعرفةِ في ذاتِها ويَصرفُهم عنِ الْعملِ بموجبِ هذه المعرفةِ.

نحنُ نَبتغي الْحركةَ من وراءِ المعرفةِ. نَبتغي أنْ تتحوَّلَ هذه المعرفةُ إلى قوةٍ دافعةٍ لتحقيقِ مَدْلُولهِا في عالم ِالْواقعِ. نَبتغي استجاشَة َضميرِ الإنسانِ لتحقيقِ غايةِ وجودِهِ الإنسانيّ، نَبتغي أنْ ترجعَ البشريَّةُ إلى ربِّها وإلى منهجِهِ الذي أرادَهُ لها، وإلى الحياةِ الكريمةِ الرَّفيعةِ التي تتَّفقُ مع الكرامةِ التي كتبها اللهُ للإنسانِ.

حينما بُعِثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانتِ البشريةُ على ضلالةٍ كاملةٍ فجاءَ الإسلامُ ليغيِّرَ كلَّ جزئياتِ الحياةِ كبيرِها وصغيرِها على السواءِ تغييرا ًكاملاً وشاملاً. لقد جاءَ الإسلام ُليغيِّرَ واقعَ البشريةِ، لا ليغيِّرَ مُعتقداتِهاَ وتَصوُّرَاتِها ومفاهيمَها ومشاعِرَها وشعائِرَها ِفَحَسْب، جاءَ لينشيءَ لها واقعاً آخرَ غيرَ واقعِ الجاهليةِ التي كانت تعيشُ فيها.

إنَّ الجاهليةَ وضعٌ منْ أوضاع ِالحياةِ لا فترةً مُحدَّدةً مِنَ الزمانِ، وهي تتمثَّلُ - ابتداءً - في عبادةِ النَّاسِ لغيرِ اللهِ سبحانَهُ سواءً بعبادةِ بعضِهم لبعضٍ، أو في عبادتِهِم لأهوائِهِم على وجهِ العمومُ، أو عبادتِهِم لمخلوقاتٍ أخرى.

عبادةُ النَّاسِ بعضِهِم لبعضٍ تتمثَّلُ في أنْ تكونَ الحاكميةُ في الأرضِ والتشريعُ للحياة ِحقاً لبعضِ العبادِ على بعضٍ، وعبادةُ الإنسانِ لهواهُ تتمثَّلُ في استقلالِه ِبوَضعِ التصوُّراتِ والمذاهبِ والتشريعاتِ والمناهجِ لحياتِهِ في معزلٍ عن منهجِ اللهِ وشريعتِهِ، وهذه وتلك تُنشئُ الجاهليةَ في واقعِ الحياةِ وواقعِ النَّاسِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#بين_المعرفة_والعمل
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {26} - الناس بين التصور والواقع

إنَّ تحقيقَ الإسلامِ يبدأُ مِنْ قلبٍ واحدٍ، أولاً يتغيرُ العقلُ والقلبُ، فيتغيرُ تصوُّرُه عنِ هذا الوجودِ، فيؤمِنُ بالحقِّ الذي تقومُ عليه السماواتُ والأرضُ، فيؤمنُ بأنَّ لهذا الوجودِ رباً واحداً ليس كمثلِهِ شيءٌ، وأنَّهُ هو صاحبُ السلطانِ على كلِّ شيءٍ، وأنَّهُ خلقَ الإنسانَ لِيُقِيمَ الحقَّ في الأرضِ. فإذا تغيَّرَ عقلُ الإنسانِ وقلبُهُ سيتغيرُ واقعُهُ.

نحنُ نطالبُ النَّاسَ قبلَ كلِّ شيءٍ أنْ يُغيروا عقولَهُم وقلوبَهُم فيمتلئُون بحقيقةِ الأُلوهيةِ، ومِنْ ثمَّ يبدأُ التغييرُ في واقعِهم، وهذا ليسَ أمراً سهلاً، حيثُ أنَّ المجتمعاتِ الَّتي كانت يوماً ما إسلاميةٌ قد بعُدَ تصوُّرُها عن "التصوُّر الإسلاميِّ للحياةِ" ومنْ ثَمَّ بَعُد واقعُ هذه المجتمعاتِ عنِ "النظامِ الإسلاميِّ للحياةِ"

لقدْ بدأَ الإسلامُ في صورةٍ صحيحةٍ وقامَ في واقعِ الأرضِ كما يريدُه اللهُ سبحانه في عهدِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي عهدِ الخلافةِ الرَّاشدَةِ، ثمَّ بدأَ النَّاسُ يَبعُدونَ عنِ حقائقِ الإسلامِ نتيجةَ خللٍ في تصوُّرِهم، فلمَّا تغيَّرَت بعضُ تصوُّراتِهم الإسلاميةِ، بَعُدَ واقعِهم عن ِالحياةِ الإسلاميةِ، ولما بَعُدُوا زادُوا بُعداً عنِ التَّصَوُّرِ الإسلاميِّ.

انحدرَ الناسُ وبَعُدُوا عن هذا الدِّينِ بفعلِ العواملِ الخارجيةِ والداخليةِ. حتى أصبحت الدولُ غريبةً غربةً كاملةً عنِ الإسلامِ، وتصوُّرِهِ الاعتقادِيِ، ونظامِهِ العمليِّ على السواءِ. وارتدَّت عن حقيقةِ الإسلامِ، وإنْ ظلَّتْ تدَّعِى لنفسِها صفةَ الإسلامِ. ومِنْ ثمَّ تؤَدِّي بهذا الادعاءِ وبواقعِها السَيِّءِ أسوأَ شهادةً يمكنُ أنْ يؤديها فردٌ، أو مجتمعٌ ضدَّ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الناس_بين_التصور_والواقع
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {26} - الناس بين التصور والواقع

إنَّ تحقيقَ الإسلامِ يبدأُ مِنْ قلبٍ واحدٍ، أولاً يتغيرُ العقلُ والقلبُ، فيتغيرُ تصوُّرُه عنِ هذا الوجودِ، فيؤمِنُ بالحقِّ الذي تقومُ عليه السماواتُ والأرضُ، فيؤمنُ بأنَّ لهذا الوجودِ رباً واحداً ليس كمثلِهِ شيءٌ، وأنَّهُ هو صاحبُ السلطانِ على كلِّ شيءٍ، وأنَّهُ خلقَ الإنسانَ لِيُقِيمَ الحقَّ في الأرضِ. فإذا تغيَّرَ عقلُ الإنسانِ وقلبُهُ سيتغيرُ واقعُهُ.

نحنُ نطالبُ النَّاسَ قبلَ كلِّ شيءٍ أنْ يُغيروا عقولَهُم وقلوبَهُم فيمتلئُون بحقيقةِ الأُلوهيةِ، ومِنْ ثمَّ يبدأُ التغييرُ في واقعِهم، وهذا ليسَ أمراً سهلاً، حيثُ أنَّ المجتمعاتِ الَّتي كانت يوماً ما إسلاميةٌ قد بعُدَ تصوُّرُها عن "التصوُّر الإسلاميِّ للحياةِ" ومنْ ثَمَّ بَعُد واقعُ هذه المجتمعاتِ عنِ "النظامِ الإسلاميِّ للحياةِ"

لقدْ بدأَ الإسلامُ في صورةٍ صحيحةٍ وقامَ في واقعِ الأرضِ كما يريدُه اللهُ سبحانه في عهدِ رسولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي عهدِ الخلافةِ الرَّاشدَةِ، ثمَّ بدأَ النَّاسُ يَبعُدونَ عنِ حقائقِ الإسلامِ نتيجةَ خللٍ في تصوُّرِهم، فلمَّا تغيَّرَت بعضُ تصوُّراتِهم الإسلاميةِ، بَعُدَ واقعِهم عن ِالحياةِ الإسلاميةِ، ولما بَعُدُوا زادُوا بُعداً عنِ التَّصَوُّرِ الإسلاميِّ.

انحدرَ الناسُ وبَعُدُوا عن هذا الدِّينِ بفعلِ العواملِ الخارجيةِ والداخليةِ. حتى أصبحت الدولُ غريبةً غربةً كاملةً عنِ الإسلامِ، وتصوُّرِهِ الاعتقادِيِ، ونظامِهِ العمليِّ على السواءِ. وارتدَّت عن حقيقةِ الإسلامِ، وإنْ ظلَّتْ تدَّعِى لنفسِها صفةَ الإسلامِ. ومِنْ ثمَّ تؤَدِّي بهذا الادعاءِ وبواقعِها السَيِّءِ أسوأَ شهادةً يمكنُ أنْ يؤديها فردٌ، أو مجتمعٌ ضدَّ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الناس_بين_التصور_والواقع
#جماعة_الصادعون_بالحق