قال تعالى لنبيِّهِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ
لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (الأنعام: 19).
ولنا عندَ هذهِ الآيةِ وقفاتٌ:
الوقفةُ الأُولى: مفرَقُ الطريقِ
يُقَرِّرُ اللهُ سبحانَهُ في هذهِ الآيةِ الكريمةِ حقائقَ هذا الدِّينِ
وطبيعتَهُ، بتوجيهِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ يقِفَ معَ المُشرِكِينَ المُكذِّبِينَ بربِّهِم موقِفَ الإشهادِ والإنذارِ والمفاصَلةِ والتبرُّءِ منَ المشاركةِ
في الشِّركِ؛ ليُبَيِّنَ لهُم مفرَقَ الطريقِ بينَ دينِهِ ودينِهِم، وبينَ توحيدِهِ وشِركِهِم، وبينَ إسلامِهِ وجاهليَّتِهِم، وليُقَرِّرَ لهُم أنَّهُ لا موضعَ للِّقاءِ
بينَهُ وبينَهُم.
ولا يمكنُ أن يَجتمِعَ الإسلامُ والشركُ في قلبٍ واحدٍ على هذا النحوِ
الذي كانوا يتصورونَهُ، والذي لا يزالُ يتصورُهُ ناسٌ في هذا الزمانِ، من أنَّهُ يمكنُ أن يكونَ الإنسانُ مسلمًا للهِ، بينما هو يتلقَّى من غيرِ اللهِ التشريعاتِ في شؤونِ
الحياةِ، وبينما هو يَخضعُ لغيرِ اللهِ، ويستنصرُ بغيرِ اللهِ، ويتحاكمُ إلى غيرِ كتابِ اللهِ، ويتولَّى غيرَ اللهِ!
الوقفةُ الثانيةُ: الإشهادُ والإنذارُ
﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾
ها هو ذا رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يؤمرُ من ربِّهِ أنْ
يسألَ المشركينَ الذين يُخاصِمُونَهُ فيما يدعو إليه:
أيُّ شاهدٍ في هذا الوجودِ كلِّه أكبرُ شهادةً، بحيثُ تقبلونها عن تسليمٍ وإذعانٍ؟ أيُّ شاهدٍ تعلو شهادتُهُ كلَّ شهادةٍ؟ أيُّ شاهدٍ تُحسَمُ شهادتُهُ في القضيةِ،
فلا يبقى بعدَ شهادتِهِ شهادةٌ؟
ثم أَمرَهُ أن يُجيبَهُم بالحقيقةِ التي لا يُماري فيها عاقلٌ، وهي أنَّ شهادةَ اللهِ هي أكبرُ شهادةٍ وأقواها وأزكاها؛ لأنها شهادةُ من يستحيلُ عليهِ الكذبُ
أو الخطأُ، وهو الذي يَقُصُّ الحقَّ، وهو خيرُ الفاصلينَ، ولا قولَ بعدَ قولِهِ.
ثم أعلنَ أنَّ شهادةَ اللهِ سبحانَه تضمَّنَها هذا القرآنُ الذي أُوحِيَ إليه، ليُنذِرَهُم بهِ منَ العقابِ والعذابِ الأليمِ.
الوقفةُ الثالثةُ: المُفاصَلةُ بينَ الحقِّ والباطلِ
﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَّا
أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾
فيأمرُ اللهُ سبحانَهُ نبيَّهُ أن يَستنكرَ ما عليهِ المشركونَ من كُفرٍ وإلحادٍ وشِركٍ، ويشهدَ لربِّهِ بالوحدانيةِ المطلقةِ والألوهيةِ المتفردةِ، وأنَّهُ
يُفاصلُهم على هذا عندَ مَفْرَقِ الطريقِ، ويُعلنَ براءتَهُ منهم ومن معبوداتِهم، في صيغةِ التشديدِ والتوكيدِ.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://m.youtube.com/watch?v=AoR3bBMNBzA
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#وحدانية_الله_عز_وجل
#جماعة_الصادعون_بالحق
﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ
لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (الأنعام: 19).
ولنا عندَ هذهِ الآيةِ وقفاتٌ:
الوقفةُ الأُولى: مفرَقُ الطريقِ
يُقَرِّرُ اللهُ سبحانَهُ في هذهِ الآيةِ الكريمةِ حقائقَ هذا الدِّينِ
وطبيعتَهُ، بتوجيهِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ يقِفَ معَ المُشرِكِينَ المُكذِّبِينَ بربِّهِم موقِفَ الإشهادِ والإنذارِ والمفاصَلةِ والتبرُّءِ منَ المشاركةِ
في الشِّركِ؛ ليُبَيِّنَ لهُم مفرَقَ الطريقِ بينَ دينِهِ ودينِهِم، وبينَ توحيدِهِ وشِركِهِم، وبينَ إسلامِهِ وجاهليَّتِهِم، وليُقَرِّرَ لهُم أنَّهُ لا موضعَ للِّقاءِ
بينَهُ وبينَهُم.
ولا يمكنُ أن يَجتمِعَ الإسلامُ والشركُ في قلبٍ واحدٍ على هذا النحوِ
الذي كانوا يتصورونَهُ، والذي لا يزالُ يتصورُهُ ناسٌ في هذا الزمانِ، من أنَّهُ يمكنُ أن يكونَ الإنسانُ مسلمًا للهِ، بينما هو يتلقَّى من غيرِ اللهِ التشريعاتِ في شؤونِ
الحياةِ، وبينما هو يَخضعُ لغيرِ اللهِ، ويستنصرُ بغيرِ اللهِ، ويتحاكمُ إلى غيرِ كتابِ اللهِ، ويتولَّى غيرَ اللهِ!
الوقفةُ الثانيةُ: الإشهادُ والإنذارُ
﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ﴾
ها هو ذا رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يؤمرُ من ربِّهِ أنْ
يسألَ المشركينَ الذين يُخاصِمُونَهُ فيما يدعو إليه:
أيُّ شاهدٍ في هذا الوجودِ كلِّه أكبرُ شهادةً، بحيثُ تقبلونها عن تسليمٍ وإذعانٍ؟ أيُّ شاهدٍ تعلو شهادتُهُ كلَّ شهادةٍ؟ أيُّ شاهدٍ تُحسَمُ شهادتُهُ في القضيةِ،
فلا يبقى بعدَ شهادتِهِ شهادةٌ؟
ثم أَمرَهُ أن يُجيبَهُم بالحقيقةِ التي لا يُماري فيها عاقلٌ، وهي أنَّ شهادةَ اللهِ هي أكبرُ شهادةٍ وأقواها وأزكاها؛ لأنها شهادةُ من يستحيلُ عليهِ الكذبُ
أو الخطأُ، وهو الذي يَقُصُّ الحقَّ، وهو خيرُ الفاصلينَ، ولا قولَ بعدَ قولِهِ.
ثم أعلنَ أنَّ شهادةَ اللهِ سبحانَه تضمَّنَها هذا القرآنُ الذي أُوحِيَ إليه، ليُنذِرَهُم بهِ منَ العقابِ والعذابِ الأليمِ.
الوقفةُ الثالثةُ: المُفاصَلةُ بينَ الحقِّ والباطلِ
﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَّا
أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾
فيأمرُ اللهُ سبحانَهُ نبيَّهُ أن يَستنكرَ ما عليهِ المشركونَ من كُفرٍ وإلحادٍ وشِركٍ، ويشهدَ لربِّهِ بالوحدانيةِ المطلقةِ والألوهيةِ المتفردةِ، وأنَّهُ
يُفاصلُهم على هذا عندَ مَفْرَقِ الطريقِ، ويُعلنَ براءتَهُ منهم ومن معبوداتِهم، في صيغةِ التشديدِ والتوكيدِ.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://m.youtube.com/watch?v=AoR3bBMNBzA
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#وحدانية_الله_عز_وجل
#جماعة_الصادعون_بالحق