نتحدث اليوم بمشيئةِ اللهِ، عن آياتٍ من سورةِ الحجِّ، تتكلمُ عن قدرةِ اللهِ ورحمتِهِ في تسخيرِ الكونِ لصالحِ الإنسانِ.
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجُّ: 65).
تشتملُ هذهِ الآيةُ الكريمةُ على ثلاثِ نِعَمٍ من أكبرِ نِعَمِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، التي امتنَّ اللهُ بها على عبادِهِ، وهي:
النعمةُ الأولى:
أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى سخَّرَ للإنسانِ، بفضلِهِ وكرمِهِ ومنِّهِ، كلَّ ما في الأرضِ، من أحياءٍ وثرواتٍ وطاقاتٍ ظاهرةٍ وكامنةٍ، يكتشفُ منها الإنسانُ واحدةً بعدَ واحدةٍ.
فهو يزرعُ الأرضَ، ويحصدُ منها مختلفَ أنواعِ الحبوبِ، والخضرواتِ، والفواكهِ، والبقوليَّاتِ. كما ترعى فيها أنعامُهُ، التي يستمدُّ منها الأصوافَ والألبانَ واللحومَ.
وتَنبُتُ من الأرضِ الأشجارُ والأخشابُ، التي يصنعُ منها بيوتَهُ وأدواتِهِ في الطعامِ وغيرِ ذلك، ويستظلُّ ببعضِها، ويستخرجُ منها الأشياءَ التي يتداوى بها، ويستخدمُ من بعضَها العطورَ وغيرَ ذلك.
ومن الأرضِ يستخرجُ بعضَ الكنوزِ والمعادنِ الثمينةِ، التي يصنعُ من بعضِها الطائراتِ والقطاراتِ والسياراتِ، ويتخذُ بعضَها طاقاتٍ لتحريكِ تلكَ الوسائلِ.
وكمْ منْ ثروةٍ سخَّرَها اللهُ لهذا الإنسانِ، وهو غافلٌ عنْ يدِ اللهِ ونِعمتِهِ، التي يتقلَّبُ فيها بالليلِ والنَّهارِ؟!
لقدْ سخَّرَ اللهُ ما في الأرضِ لهذا الإنسانِ، فجعلَ نواميسَها موافقةً لفطرتِهِ وطاقاتِهِ، ولو اختلفتْ فطرةُ الإنسانِ وتركيبُهُ عنْ نواميسِ هذهِ الأرضِ، ما استطاعَ الحياةَ عليها، فضلًا عن الانتفاعِ بها وبما فيها!
النِّعمةُ الثانيةُ:
كما ورد في الآية: ﴿وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾
نعمةُ المواصلاتِ البحريَّةِ منَ السُّفنِ، والبواخرِ، والزوارقِ، والقواربِ، ممَّا يُمثِّلُ معجزةً يعجزُ الإنسانُ عنْ تصوُّرِها، فكيفَ تشقُّ هذهِ البواخرُ بضخامَتِها وبالأمتعةِ التي تحملُها عبابَ البحرِ، الذي يغوصُ فيهِ الحجرُ الصغيرُ؟
هذا ممَّا لا يجدُ لهُ الإنسانُ تفسيرًا، إلا أنْ يُقِرَّ بقدرةِ اللهِ، بتسخيرِ اللهِ البحارَ والمحيطاتِ والأنهارَ والخلجانَ لهذا المخلوقِ الضَّعيفِ.
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (لقمان: 31).
ويقولُ أيضًا: ﴿رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (الإسراء: 66).
النِّعمةُ الثالثةُ:
معجزةُ السَّماءِ، كما ورد في الآية: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾
فالسماءُ يستظلُّها الناسُ دونَ أنْ يروا أعمدةً وأركانًا تمسكُها! اللهُ القديرُ هو الذي تولَّى مهمةَ منعِها منَ السقوطِ على رؤوسِهِمْ!
يقولُ المولى سبحانه: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ (الأنبياء: 32).
ويقولُ أيضًا: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ (لقمان: 10).
اللهُ، الذي أنعمَ على الناسِ كلَّ تلكَ النِّعَمِ وغيرَها، وقدَّمَ لهم كلَّ هذهِ التَّسهيلاتِ، أَلا يستحقُّ أنْ يعبدوهُ وحدَهُ، ولا يُشرِكوا بهِ شيئًا، وأنْ يعظِّموهُ، ويعرِفوا فضلَهُ وكرمَهُ ومَنَّهُ، ويستسلموا لهُ استسلامًا كاملًا، ويتَّبعوا شرعَهُ ومنهجَهُ؟!
أيُّها النَّاسُ، إنَّ أولى الأولويَّاتِ في الحياةِ هي أنْ يعرِفَ الإنسانُ ربَّهُ، ويعرِفَ نفسَهُ، ويعرِفَ علاقتَهُ بربِّهِ، ويعرِفَ الهدفَ منَ الحياةِ، ويحقِّقَ عبوديَّتَهُ للهِ، ليَسعدَ في الدُّنيا، وينجو منْ عذابِ اللهِ في الآخرةِ.
يقولُ المولى جلَّ وعلا: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (النحل: 83).
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/QG4yECZSmIo
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#نعم_الله_على_الناس
#جماعة_الصادعون_بالحق
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجُّ: 65).
تشتملُ هذهِ الآيةُ الكريمةُ على ثلاثِ نِعَمٍ من أكبرِ نِعَمِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، التي امتنَّ اللهُ بها على عبادِهِ، وهي:
النعمةُ الأولى:
أنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى سخَّرَ للإنسانِ، بفضلِهِ وكرمِهِ ومنِّهِ، كلَّ ما في الأرضِ، من أحياءٍ وثرواتٍ وطاقاتٍ ظاهرةٍ وكامنةٍ، يكتشفُ منها الإنسانُ واحدةً بعدَ واحدةٍ.
فهو يزرعُ الأرضَ، ويحصدُ منها مختلفَ أنواعِ الحبوبِ، والخضرواتِ، والفواكهِ، والبقوليَّاتِ. كما ترعى فيها أنعامُهُ، التي يستمدُّ منها الأصوافَ والألبانَ واللحومَ.
وتَنبُتُ من الأرضِ الأشجارُ والأخشابُ، التي يصنعُ منها بيوتَهُ وأدواتِهِ في الطعامِ وغيرِ ذلك، ويستظلُّ ببعضِها، ويستخرجُ منها الأشياءَ التي يتداوى بها، ويستخدمُ من بعضَها العطورَ وغيرَ ذلك.
ومن الأرضِ يستخرجُ بعضَ الكنوزِ والمعادنِ الثمينةِ، التي يصنعُ من بعضِها الطائراتِ والقطاراتِ والسياراتِ، ويتخذُ بعضَها طاقاتٍ لتحريكِ تلكَ الوسائلِ.
وكمْ منْ ثروةٍ سخَّرَها اللهُ لهذا الإنسانِ، وهو غافلٌ عنْ يدِ اللهِ ونِعمتِهِ، التي يتقلَّبُ فيها بالليلِ والنَّهارِ؟!
لقدْ سخَّرَ اللهُ ما في الأرضِ لهذا الإنسانِ، فجعلَ نواميسَها موافقةً لفطرتِهِ وطاقاتِهِ، ولو اختلفتْ فطرةُ الإنسانِ وتركيبُهُ عنْ نواميسِ هذهِ الأرضِ، ما استطاعَ الحياةَ عليها، فضلًا عن الانتفاعِ بها وبما فيها!
النِّعمةُ الثانيةُ:
كما ورد في الآية: ﴿وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾
نعمةُ المواصلاتِ البحريَّةِ منَ السُّفنِ، والبواخرِ، والزوارقِ، والقواربِ، ممَّا يُمثِّلُ معجزةً يعجزُ الإنسانُ عنْ تصوُّرِها، فكيفَ تشقُّ هذهِ البواخرُ بضخامَتِها وبالأمتعةِ التي تحملُها عبابَ البحرِ، الذي يغوصُ فيهِ الحجرُ الصغيرُ؟
هذا ممَّا لا يجدُ لهُ الإنسانُ تفسيرًا، إلا أنْ يُقِرَّ بقدرةِ اللهِ، بتسخيرِ اللهِ البحارَ والمحيطاتِ والأنهارَ والخلجانَ لهذا المخلوقِ الضَّعيفِ.
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (لقمان: 31).
ويقولُ أيضًا: ﴿رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ، إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (الإسراء: 66).
النِّعمةُ الثالثةُ:
معجزةُ السَّماءِ، كما ورد في الآية: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾
فالسماءُ يستظلُّها الناسُ دونَ أنْ يروا أعمدةً وأركانًا تمسكُها! اللهُ القديرُ هو الذي تولَّى مهمةَ منعِها منَ السقوطِ على رؤوسِهِمْ!
يقولُ المولى سبحانه: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ (الأنبياء: 32).
ويقولُ أيضًا: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ (لقمان: 10).
اللهُ، الذي أنعمَ على الناسِ كلَّ تلكَ النِّعَمِ وغيرَها، وقدَّمَ لهم كلَّ هذهِ التَّسهيلاتِ، أَلا يستحقُّ أنْ يعبدوهُ وحدَهُ، ولا يُشرِكوا بهِ شيئًا، وأنْ يعظِّموهُ، ويعرِفوا فضلَهُ وكرمَهُ ومَنَّهُ، ويستسلموا لهُ استسلامًا كاملًا، ويتَّبعوا شرعَهُ ومنهجَهُ؟!
أيُّها النَّاسُ، إنَّ أولى الأولويَّاتِ في الحياةِ هي أنْ يعرِفَ الإنسانُ ربَّهُ، ويعرِفَ نفسَهُ، ويعرِفَ علاقتَهُ بربِّهِ، ويعرِفَ الهدفَ منَ الحياةِ، ويحقِّقَ عبوديَّتَهُ للهِ، ليَسعدَ في الدُّنيا، وينجو منْ عذابِ اللهِ في الآخرةِ.
يقولُ المولى جلَّ وعلا: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (النحل: 83).
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/QG4yECZSmIo
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#نعم_الله_على_الناس
#جماعة_الصادعون_بالحق