جماعة الصادعون بالحق
585 subscribers
930 photos
348 videos
8 files
2.06K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {19} - العبودية لله والعبودية للبشر

إنَّ المسافةَ بينَ عُبوديَّةِ البشرِ للبشرِ في كلِّ صورِها وأشكالِهِا، وبين تحرُّرِهِم من هذه العبوديةِ بعبوديتِهِم للهِ وحدَه، مسافةٌ هائلةٌ كبيرة، وهذا الذي لا يدركُهُ الناسُ تمامَ الإدراكِ، فالناسُ -إلا من رحم الله- لا يعرفون روحَ العبوديةِ ولا حقيقة َالألوهية ِولا التغيُّرَ الذي سيطرأُ على حياتِهِمُ حينما يُصبحونَ مسلمينَ على الحقيقةِ.

لابُّدَ أنْ يدركَ الناسُ الفرقَ الهائلَ بينَ الإسلامِ والجاهليةِ، وأنَّ الإسلامَ يختلفُ مع الجاهليةِ في كلِّ شيءٍ، صغيراً كانَ أو كبيراً، وأنَّهُم حينَ يُصبحون مسلمينَ حقاً وواقعاً لابُّدَ أنْ يَشعروا بالتميُّزِ الواضح ِبينَ حياتِهم بالإسلامِ وحياتِهم بالجاهليةِ، فالإسلامُ لا يتماثلُ بأيِّ صورةٍ من الصورِ في أيِّ جزئيةٍ من جزئياتِهِ مع الجاهليةِ.

إنَّ كلَّ جزئيةً مِنْ جزئياتِ المعرفةِ، وجزئياتِ الحركةِ، وجزئياتِ الواقعِ في الاقتصادِ والسياسةِ والحُكمِ والخُلُقِ والسُلوكِ والمعاملاتِ والأدبِ والفنِّ إلى آخرِ جوانبِ الحياةِ الإنسانيةِ؛ تتأثَّرُ تأثراً عميقاً وكلِّياً بمدى إدراكِ الناسِ لهذه الحقيقةِ، حقيقة ِلا إلهَ إلا اللهُ.

إنَّ بيانَ حقيقةِ الإسلامِ يستهدفُ التغييرَ الكُلِيَّ للحياةِ البشريَّةِ، تَصوراتِها وقِيمِها، أنظمتِها وأوضاعِها، شرائعِها وقوانينِها، تشكيلاتِها التنظيميَّةِ في كلِّ حقلٍ من حقولِ الحياةِ. مع تغييرِ أهدافِها وغاياتِها وبواعثِها واهتماماتِها، باعتبارِ أنَّ إنشاءَ واقعٍ جديدٍ، رفيع ٍكريمٍ، نام ٍمتجدد ٍللحياةِ البشريةِ لابُّدَ أنْ يسبقَهُ إنشاءُ تصورٍ جديدٍ للحياةِ يتَّسِمُ بسماتِ الإسلامِ ويصطبغُ بصبغةِ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#العبودية_لله_والعبودية_للبشر
#جماعة_الصادعون_بالحق
قالَ تعالى على لسانِ نبيِّ اللهِ يوسفَ عليهِ السلامُ:
﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)﴾ (يوسف: 39-40).

لقدْ رسمَ يوسفُ - عليهِ السلامُ - بهذه الكلماتِ القليلةِ، الناصعةِ، الحاسمةِ، المنيرةِ، كلَّ معالمِ هذا الدينِ، وكلَّ مقوماتِ هذه العقيدةِ، كما هزَّ بها كلَّ قوائمِ الشركِ والطاغوتِ والجاهليةِ، هزًّا شديدًا عنيفًا.

﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾

سؤالٌ يهجمُ على الفطرةِ في أعماقِها، ويهزُّها هزًّا شديدًا…
إنَّ الذي يستحقُّ أنْ يكونَ ربًّا، يُعبَدُ، ويُطاعُ أمرُهُ، ويُتَّبعُ شرعُهُ، هو اللهُ الواحدُ القهَّارُ.
وما يجوزُ لحظةً واحدةً أنْ يعرفَ الناسُ أنَّ اللهَ واحدٌ، وأنَّهُ هو القاهِرُ فوق عباده، ثمَّ يدينوا لغيرِهِ، ويخضعوا لأمرِهِ، ويتخذوا بذلكَ منْ دونِ اللهِ ربًّا، يُطاعُ، ويُتَّبعُ أمرُهُ وشرعُهُ.

وما شَقِيَتِ البشريةُ قَطُّ شقاءَها بتعددِ الأربابِ وتفرُّقِهِمْ! وتعددِ المناهجِ التي يضعُها لهُمُ الأربابُ الأرضيةُ القاصرةُ!

هذه الأربابُ الأرضيةُ لا تملكُ لحظةً أنْ تتخلَّصَ منْ أهوائِها، ومنْ حرصِها على ذاتِها وبقائِها، ومنَ الرغبةِ الملحَّةِ في استبقاءِ سلطانِها وتقويتِهِ، وفي تدميرِ كلِّ القوى والطَّاقاتِ التي تُهدِّدُ ذلكَ السلطانَ، منْ قريبٍ أوْ منْ بعيدٍ، وفي تسخيرِ تلكَ القوى والطَّاقاتِ في تمجيدِها، والطَّبْلِ حولَها، والزَّمْرِ، والنفخِ فيها، كيْ لا تَذْبُلُ، ولا ينطفئُ بريقها الخادِعُ!

ففرقٌ بين الدينونةِ للهِ الواحدِ القهّارِ، والدينونةِ للأربابِ المتفرقةِ، بعيدٌ!

والحكمُ مقصورٌ عليهِ - سبحانه - بحكمِ ألوهيَّتِهِ؛ إذِ الحاكميَّةُ من خصائصِ الألوهيَّةِ، ومن ادعى الحقَّ فيها، فقد نازعَ اللهَ - سبحانه - أولى خصائصِ ألوهيَّتِهِ.

﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾

إنَّ مدلولَ العبادةِ في الآيةِ الكريمةِ هو الدينونةُ للهِ وحدَهُ، والخضوعُ له وحدَهُ، واتباعُ أمرِهِ وحدَهُ، سواءٌ تعلَّقَ هذا الأمرُ بشعيرةٍ تعبُّديةٍ، أو تعلَّقَ بتوجيهٍ أخلاقيٍّ، أو تعلَّقَ بشريعةٍ قانونيَّةٍ، فالدينونةُ للهِ وحدَهُ في هذا كلِّه، هي مدلولُ العبادةِ التي خصَّ اللهُ - سبحانه - بها نفسَهُ، ولم يجعلْها لأحدٍ من خلقِهِ.

إنَّ هذا القرآنَ بآياتِهِ البيِّناتِ، إنما جاءَ ليُحرِّرَ الناسَ من عبوديَّةِ العبادِ، وجورِ الأديانِ، إلى رحابةِ الإيمانِ، وعدلِ الإسلامِ، ويرسمَ لهم خارطةَ الطريقِ في هذه الحياة.

يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:

https://youtu.be/1gSRgWKrvvI
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#العبودية
#جماعة_الصادعون_بالحق