التشريع في الحياة البشرية {1}
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن الحياة البشرية إن هي إلا ترس صغير في عجلة هذا الكون الكبير، فينبغي أن يحكمها تشريع يتمشى مع تلك النواميس، ولا يتحقق هذا إلا حين يُشرع لهذا المحيطُ بتلك النواميس، وكل من عدا الله قاصر عن تلك الإحاطة بلا جدال، فلا يؤتمن على التشريع لحياة البشر مع ذلك القصور، ومع وضوح هذه الحقيقة إلى حد البداهة؛ يجادل الكثيرون فيها أو لا يقتنعون بها وهم يجرؤون على استمداد التشريع من غير ما شرّع الله زاعمين أنهم يختارون الخير لشعوبهم ويوائمون بين ظروفهم والتشريع الذي يُنشئونه من عند أنفسهم كأنما هُم أعلم من الله وأحكم من الله أو كأنما لهم شركاء من دون الله يُشرّعون لهم ما لم يأذن به الله، وليس أخيب من ذلك ولا أجرأ على الله.
لقد شرع الله للبشرية ما يعلم سُبحانه أنه يتناسق مع طبيعتها وفطرتها ومن ثم يحقق لهذه البشرية أقصى درجات التعاوُن فيما بينها والتعاوُن كذلك مع القوى الكونية الكُبرى، شرّع في هذا كله أصولاً وترك للبشر فقط استنباط التشريعات الجزئية المتجددة مع حاجات الحياة في حدود المنهج الكلي والتشريعات العامة، فإذا ما اختلف البشر في شيء من هذا ردوه إلى الله ورجعوا به إلى تلك الأصول الكُلية التي شرَعها للناس لتبقى ميزاناً يزن به البشر كلَّ تشريع جزئي وكل تطبيق، بذلك يتوحّد مصدر التشريع ويكون الحُكم لله وحده -وهو خيرُ الحاكمين-، وما عدا هذا المنهج هو خروج على شريعة الله وعلى دين الله، لذلك لا بُد من الأمر بالمعروف الأكبر وهو الاعتراف بسلطان الله ومنهجه للحياة، والنهي عن المنكر الأكبر وهو رفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة، وبعد إقامة الأساس يمكن أن يُقام البنيان. فلتُوَفُّر الجهود المبعثرة إذن ولتُحشد كلها في جبهة واحدة لإقامة الأساس الذي عليه وحده يقام البنيان.
إن الإنسان ليرثي أحياناً ويعجب لأُناس طيبين ينفقون جُهدهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفروع بينما الأصل الذي تقوم عليه حياة المجتمع ويقوم عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقطوع، فما غناء أن تنهى الناس عن أكل الحرام مثلاً في مجتمع يقوم اقتصاده كُله على الربا فيستحيل ماله كله حراماً ولا يملك فرد أن يأكل من حلال لأن نظامه الاجتماعي والاقتصادي كله لا يقوم على شريعة الله لأنه ابتداء يرفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة؟
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن الحياة البشرية إن هي إلا ترس صغير في عجلة هذا الكون الكبير، فينبغي أن يحكمها تشريع يتمشى مع تلك النواميس، ولا يتحقق هذا إلا حين يُشرع لهذا المحيطُ بتلك النواميس، وكل من عدا الله قاصر عن تلك الإحاطة بلا جدال، فلا يؤتمن على التشريع لحياة البشر مع ذلك القصور، ومع وضوح هذه الحقيقة إلى حد البداهة؛ يجادل الكثيرون فيها أو لا يقتنعون بها وهم يجرؤون على استمداد التشريع من غير ما شرّع الله زاعمين أنهم يختارون الخير لشعوبهم ويوائمون بين ظروفهم والتشريع الذي يُنشئونه من عند أنفسهم كأنما هُم أعلم من الله وأحكم من الله أو كأنما لهم شركاء من دون الله يُشرّعون لهم ما لم يأذن به الله، وليس أخيب من ذلك ولا أجرأ على الله.
لقد شرع الله للبشرية ما يعلم سُبحانه أنه يتناسق مع طبيعتها وفطرتها ومن ثم يحقق لهذه البشرية أقصى درجات التعاوُن فيما بينها والتعاوُن كذلك مع القوى الكونية الكُبرى، شرّع في هذا كله أصولاً وترك للبشر فقط استنباط التشريعات الجزئية المتجددة مع حاجات الحياة في حدود المنهج الكلي والتشريعات العامة، فإذا ما اختلف البشر في شيء من هذا ردوه إلى الله ورجعوا به إلى تلك الأصول الكُلية التي شرَعها للناس لتبقى ميزاناً يزن به البشر كلَّ تشريع جزئي وكل تطبيق، بذلك يتوحّد مصدر التشريع ويكون الحُكم لله وحده -وهو خيرُ الحاكمين-، وما عدا هذا المنهج هو خروج على شريعة الله وعلى دين الله، لذلك لا بُد من الأمر بالمعروف الأكبر وهو الاعتراف بسلطان الله ومنهجه للحياة، والنهي عن المنكر الأكبر وهو رفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة، وبعد إقامة الأساس يمكن أن يُقام البنيان. فلتُوَفُّر الجهود المبعثرة إذن ولتُحشد كلها في جبهة واحدة لإقامة الأساس الذي عليه وحده يقام البنيان.
إن الإنسان ليرثي أحياناً ويعجب لأُناس طيبين ينفقون جُهدهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفروع بينما الأصل الذي تقوم عليه حياة المجتمع ويقوم عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقطوع، فما غناء أن تنهى الناس عن أكل الحرام مثلاً في مجتمع يقوم اقتصاده كُله على الربا فيستحيل ماله كله حراماً ولا يملك فرد أن يأكل من حلال لأن نظامه الاجتماعي والاقتصادي كله لا يقوم على شريعة الله لأنه ابتداء يرفض ألوهية الله برفض شريعته للحياة؟
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق
التشريع في الحياة البشرية {2}
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن الذين يحكمون على عابد الوثن ولا يحكمون على المتحاكم إلى الطاغوت بالشرك، ويتحرّجون من هذه ولا يتحرّجون من تلك؛ إنّ هؤلاء لا يقرؤون القرآن ولا يعرفون طبيعة هذا الدين فليقرؤوا القرآن كُله وليأخذوا قول الله بجد ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾، وإن بعض هؤلاء المتحمسيّن الغيورين على هذا الدين يضرون بهذا الدين من حيث لا يشعرون، بل يطعنونه الطعنة النجلاء بمثل هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة، إنهم يفرٌغون الطاقات العقيدية الباقية في نفوس الناس في هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة، إنهم يؤدون شهادة ضمنية لهذه الأوضاع الجاهلية؛ شهادة بأن هذا الدين قائم فيها لا ينقُصه ليكمل إلا أن تُصحح هذه المخالفات، بينما الدين كُله متوقف عن الوجود أصلاً ما دام لا يتمثل في واقع يحكمه الله وحده دون سواه.
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن الذين يحكمون على عابد الوثن ولا يحكمون على المتحاكم إلى الطاغوت بالشرك، ويتحرّجون من هذه ولا يتحرّجون من تلك؛ إنّ هؤلاء لا يقرؤون القرآن ولا يعرفون طبيعة هذا الدين فليقرؤوا القرآن كُله وليأخذوا قول الله بجد ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾، وإن بعض هؤلاء المتحمسيّن الغيورين على هذا الدين يضرون بهذا الدين من حيث لا يشعرون، بل يطعنونه الطعنة النجلاء بمثل هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة، إنهم يفرٌغون الطاقات العقيدية الباقية في نفوس الناس في هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة، إنهم يؤدون شهادة ضمنية لهذه الأوضاع الجاهلية؛ شهادة بأن هذا الدين قائم فيها لا ينقُصه ليكمل إلا أن تُصحح هذه المخالفات، بينما الدين كُله متوقف عن الوجود أصلاً ما دام لا يتمثل في واقع يحكمه الله وحده دون سواه.
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق
التشريع في الحياة البشرية {3}
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن المعركة الحقيقية التي خاضها الإسلام ليُقرر وجودَه لم تكن هي المعركة مع الإلحاد حتى يكون مُجرد التديُن هو ما يسعى إليه المتحمسّون لهذا الدين، ولم تكُن هي المعركة مع الفساد الاجتماعي أو الفساد الأخلاقي، إنما هي معارك تالية لمعركة وجود هذا الدين، لقد كانت المعركة الأولى التي خاضها الإسلام ليُقرر وجوده هي معركة العقيدة ومن ضمنها لمن تكون الحاكمية في كل حياة البشر، لذلك خاضها وهو في مكة، خاضها وهو ينشئ العقيدة ولا يتعرض للنظام والشريعة، خاضها ليُثبت في الضمير أن الحاكمية لله وحده لا يدّعيها لنفسه مسلم، ولا يُقره على هذا الادعاء مسلم. فلما أن رسخت هذه العقيدة في نفوس العصبة المُسلمة في مكة تَيسَّر لهم مزاولتها الواقعية في المدينة. فلينظر المتحمسون لهذا الدين ما هُم فيه وليفكروا فيما يجب أن يكون بعد أن يدركوا المفهوم الحقيقي لهذا الدين. وهكذا التبس مفهوم الدين على كثير من المسلمين حتى ارتدوا عن دينهم وهم لا يشعرون ﴿لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾، وهكذا تمت الزحزحة عن هذا الدين فأصبح ملتبساً غامضاً لا يقف الناس منه على تصور واضح.
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ.. ﴾ [سورة الشورى: 21].
إن المعركة الحقيقية التي خاضها الإسلام ليُقرر وجودَه لم تكن هي المعركة مع الإلحاد حتى يكون مُجرد التديُن هو ما يسعى إليه المتحمسّون لهذا الدين، ولم تكُن هي المعركة مع الفساد الاجتماعي أو الفساد الأخلاقي، إنما هي معارك تالية لمعركة وجود هذا الدين، لقد كانت المعركة الأولى التي خاضها الإسلام ليُقرر وجوده هي معركة العقيدة ومن ضمنها لمن تكون الحاكمية في كل حياة البشر، لذلك خاضها وهو في مكة، خاضها وهو ينشئ العقيدة ولا يتعرض للنظام والشريعة، خاضها ليُثبت في الضمير أن الحاكمية لله وحده لا يدّعيها لنفسه مسلم، ولا يُقره على هذا الادعاء مسلم. فلما أن رسخت هذه العقيدة في نفوس العصبة المُسلمة في مكة تَيسَّر لهم مزاولتها الواقعية في المدينة. فلينظر المتحمسون لهذا الدين ما هُم فيه وليفكروا فيما يجب أن يكون بعد أن يدركوا المفهوم الحقيقي لهذا الدين. وهكذا التبس مفهوم الدين على كثير من المسلمين حتى ارتدوا عن دينهم وهم لا يشعرون ﴿لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾، وهكذا تمت الزحزحة عن هذا الدين فأصبح ملتبساً غامضاً لا يقف الناس منه على تصور واضح.
#الدين
#التشريع
#الشريعة
#جماعة_الصادعون_بالحق