﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ؟ أَفَلَا تَسْمَعُونَ؟ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ؟ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟﴾ (القصص: 71-72)
كلُّ هذهِ النعمِ الظاهرةِ والباطنةِ، التي أنعمَ اللهُ بها على الإنسانِ، هي من أجلِ تحقيقِ الغايةِ الكبرى، والغايةِ الأساسيَّةِ التي خُلِقَ الإنسانُ من أجلِها؛ وهي عبادةُ اللهِ وحدَهُ بلا شريكٍ، كما قالَ سبحانهُ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات:56).
ومن تلكَ النعمِ الجليلةِ: نعمةُ تعاقبِ الليلِ والنهارِ.
والناسُ لا تستغني عن هذا التبادلِ بين الأوقاتِ، فكلُّ وقتٍ لهُ دورُهُ، ومهمتُهُ، وقيمتُهُ في حياتِهِم.
فقد خلق اللهُ الليلَ للناسِ للاسترخاءِ والراحةِ، ليهدأوا فيهِ ويسكُنوا، وتستريحَ أبدانُهُمْ وأنفسُهُمْ من تعبِ العملِ والكَدِّ في النهارِ، وخلقَ اللهُ النَّهارَ للعملِ والنشاطِ، والكدِّ، والإبداعِ، والابتكارِ. فهذا من فضلِهِ ورحمتِهِ بعبادِهِ!
فالليلُ سكينةٌ وقرارٌ، والنَّهارُ نشاطٌ وعملٌ… والمتَّجَهُ فيه إلى فضلِ اللهِ، فما يُعطي الناسَ شيئًا إلَّا من فضلِهِ: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
والسؤالُ الذي وردَ في هذه الآياتِ هو: هل أحدٌ يقدرُ على شيءٍ من ذلك؟
فلو جعلَ اللهُ على الإنسانِ الليلَ سرمدًا إلى يومِ القيامةِ، هل هناك إلهٌ غير اللهِ يأتينا بنهارٍ ننشطُ ونعملُ فيه؟! ولو جعلَ اللهُ النَّهارَ سرمدًا إلى يومِ القيامةِ، هل هناك إلهٌ غير اللهِ يأتينا بليلٍ نسكنُ فيه؟!
ومعنى كلمةِ “الليلِ سرمدًا” أي: ليلًا دائمًا، متصلًا، لا يُخلفُهُ نهارٌ أبدًا. أو “النَّهارِ سرمدًا” أي: دائمًا، متصلًا، لا يُخلفُهُ ليلٌ أبدًا.
يقولُ المولى: ﴿مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ؟ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟﴾، ويقولُ أيضًا: ﴿مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ؟ أَفَلَا تَسْمَعُونَ؟﴾.
وفي الحقيقةِ… لا أحدَ يقدرُ على ذلك البتَّةَ إلَّا اللهُ الواحدُ الأحدُ، سبحانهُ وتعالى…
إذًا… كيفَ نُقدّرُ تلكَ النعمَ التي أسبغَ اللهُ علينا، ظاهرةً وباطنةً؟ وكيفَ نعبدُ اللهَ حقَّ عبادتِهِ؟ وكيفَ نؤدّي حقَّهُ تجاهَ هذهِ النعمِ والآلاءِ، التي لا حياةَ بدونِها في هذا الكونِ؟
فحقٌّ على الناسِ أنْ يوظّفوا عقولَهم وتفكيرَهم، وأسماعَهم وأبصارَهم، لتدبُّرِ وتمعُّنِ الحقائقِ التي تتحدّثُ عنها هذهِ الآياتُ، لكي يستيقظوا من سُباتِهم العميقِ، وتنجلي عنهم الغشاوةُ، وينبضَ ضميرُهم، وترتجفَ قلوبُهم، ويعودوا إلى بارئِهم الذي أوجدَهم من العدمِ، وأسبغَ عليهم النِّعمَ والآلاءَ.
وبعدَ هذا التذكيرِ بهذه النعمِ العظيمةِ، نعمةِ تعاقبِ الليلِ والنهارِ، ألا يستحقُّ ربُّنا سبحانهُ أن نعبدهُ وحدهُ بلا شريكٍ، وأن نعظّمَهُ ونُجِلَّهُ ونوقّرَهُ، ونشكرَهُ، وأن نُعَظِّمَ أمرَهُ ونُحَكِّمَ شرعَهُ، فنستسلمَ لهُ ونطيعَهُ، ولا نطيعَ أحدًا غيرَهُ في معصيةِ اللهِ، ونستجيبَ لما يدعونا إليه؟!
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/B7qFXoIz6jU
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#آيات_الله_في_الكون
#جماعة_الصادعون_بالحق
كلُّ هذهِ النعمِ الظاهرةِ والباطنةِ، التي أنعمَ اللهُ بها على الإنسانِ، هي من أجلِ تحقيقِ الغايةِ الكبرى، والغايةِ الأساسيَّةِ التي خُلِقَ الإنسانُ من أجلِها؛ وهي عبادةُ اللهِ وحدَهُ بلا شريكٍ، كما قالَ سبحانهُ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات:56).
ومن تلكَ النعمِ الجليلةِ: نعمةُ تعاقبِ الليلِ والنهارِ.
والناسُ لا تستغني عن هذا التبادلِ بين الأوقاتِ، فكلُّ وقتٍ لهُ دورُهُ، ومهمتُهُ، وقيمتُهُ في حياتِهِم.
فقد خلق اللهُ الليلَ للناسِ للاسترخاءِ والراحةِ، ليهدأوا فيهِ ويسكُنوا، وتستريحَ أبدانُهُمْ وأنفسُهُمْ من تعبِ العملِ والكَدِّ في النهارِ، وخلقَ اللهُ النَّهارَ للعملِ والنشاطِ، والكدِّ، والإبداعِ، والابتكارِ. فهذا من فضلِهِ ورحمتِهِ بعبادِهِ!
فالليلُ سكينةٌ وقرارٌ، والنَّهارُ نشاطٌ وعملٌ… والمتَّجَهُ فيه إلى فضلِ اللهِ، فما يُعطي الناسَ شيئًا إلَّا من فضلِهِ: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
والسؤالُ الذي وردَ في هذه الآياتِ هو: هل أحدٌ يقدرُ على شيءٍ من ذلك؟
فلو جعلَ اللهُ على الإنسانِ الليلَ سرمدًا إلى يومِ القيامةِ، هل هناك إلهٌ غير اللهِ يأتينا بنهارٍ ننشطُ ونعملُ فيه؟! ولو جعلَ اللهُ النَّهارَ سرمدًا إلى يومِ القيامةِ، هل هناك إلهٌ غير اللهِ يأتينا بليلٍ نسكنُ فيه؟!
ومعنى كلمةِ “الليلِ سرمدًا” أي: ليلًا دائمًا، متصلًا، لا يُخلفُهُ نهارٌ أبدًا. أو “النَّهارِ سرمدًا” أي: دائمًا، متصلًا، لا يُخلفُهُ ليلٌ أبدًا.
يقولُ المولى: ﴿مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ؟ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟﴾، ويقولُ أيضًا: ﴿مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ؟ أَفَلَا تَسْمَعُونَ؟﴾.
وفي الحقيقةِ… لا أحدَ يقدرُ على ذلك البتَّةَ إلَّا اللهُ الواحدُ الأحدُ، سبحانهُ وتعالى…
إذًا… كيفَ نُقدّرُ تلكَ النعمَ التي أسبغَ اللهُ علينا، ظاهرةً وباطنةً؟ وكيفَ نعبدُ اللهَ حقَّ عبادتِهِ؟ وكيفَ نؤدّي حقَّهُ تجاهَ هذهِ النعمِ والآلاءِ، التي لا حياةَ بدونِها في هذا الكونِ؟
فحقٌّ على الناسِ أنْ يوظّفوا عقولَهم وتفكيرَهم، وأسماعَهم وأبصارَهم، لتدبُّرِ وتمعُّنِ الحقائقِ التي تتحدّثُ عنها هذهِ الآياتُ، لكي يستيقظوا من سُباتِهم العميقِ، وتنجلي عنهم الغشاوةُ، وينبضَ ضميرُهم، وترتجفَ قلوبُهم، ويعودوا إلى بارئِهم الذي أوجدَهم من العدمِ، وأسبغَ عليهم النِّعمَ والآلاءَ.
وبعدَ هذا التذكيرِ بهذه النعمِ العظيمةِ، نعمةِ تعاقبِ الليلِ والنهارِ، ألا يستحقُّ ربُّنا سبحانهُ أن نعبدهُ وحدهُ بلا شريكٍ، وأن نعظّمَهُ ونُجِلَّهُ ونوقّرَهُ، ونشكرَهُ، وأن نُعَظِّمَ أمرَهُ ونُحَكِّمَ شرعَهُ، فنستسلمَ لهُ ونطيعَهُ، ولا نطيعَ أحدًا غيرَهُ في معصيةِ اللهِ، ونستجيبَ لما يدعونا إليه؟!
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/B7qFXoIz6jU
#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#آيات_الله_في_الكون
#جماعة_الصادعون_بالحق