يقول الله تعالى في سورة ص: ﴿قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ﴾
والذي ينْظُرُ نَظْرَةَ المتدبّرِ المتفكّرِ في واقعنا اليوم يَجِدُ إعراضاً عمّا جاء في كتاب الله الكريم وما بيّنته سنّة رسوله الأمين-عليه الصلاة والسلام-سواءً على مستوى المجتمعات أو على مستوى كثيرٍ من الأفراد وذلك بصور الإعراض المختلفة: عدم الاكتراث والاهتمام-التجاهل-التخلّي والترك-الابتعاد والانصراف عنه، وغيرها.
ولتوضيح المسألة يُمكنُ أن نطرحَ هذا التساؤل:
هل تُقْصِرُ هذه المجتمعاتُ وأكثرُ الأفراد-إلّا من رحم ربُّك-تلقّيها في شئون حياتها على هذين المَصْدَرَين (الكتاب والسنّة) دون سواهما؟ وتعملُ به وتُطبِّقُهُ في واقعها؟ وفي كافة المجالات:
ـــ في العقائدِ والقِيَمِ والمفاهيم والاعتبارات والموازين.
ــــ في الشعائر التعبديّة والنُسك.
ــ في الأخلاق والسلوك والمعاملات.
ـــ في التشريعات والقوانين.
ـــ في اللباس والزينة والفنّ.
ـــ في نطاق الفرد ونطاق الأسرة.
ـــ في نُظُمِ الحياة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
إنَّ واقع الحال يُبيّنُ بجلاءٍ ويُؤكّدُ أنّ هؤلاء يُمارسون إعراضاً عن كتابِ الله الكريم وهدْيِ رسوله الأمين عليه أتمَ الصلاة وأزكى التسليم إذْ يتلقّون في جوانب الحياة المختلفة التي سبقَ ذِكرها من جِهاتٍ ومَصَادِرَ-ما أنزل اللهُ بها من سُلطان-ويُطبّقُون ما يتلقّونَه منها في واقعهم، فيجعلُونَ من تلكَ الجهاتِ والمصادر شركاءَ للهِ سبحانه في الأمرِ والنّهي وفيما شَرَعَ من الدِين.
وهمْ إذْ يُعرضونِ عن اللهِ سبحانَهُ فإنَّهمْ بالمقابلِ يميلُونَ إلى تلكَ الجهات والمصادرَ، من الزعماءِ والقادةِ والكبراءِ، ومن الأهواء والشهوات، ومن مُخرجات الفكر الغربي المادي، وغيرها، فيعظِّمُونها ويُقبلونَ عليها ويُسلِمُون مقادَهمْ لتلك الآلهة المُدَّعاة ويُعطونَها حقَّ السيادةِ في كُلِّ شئونِ حياتِهم.
والعجيبُ أنّ هؤلاء لا يجِدُونَ في هذا الأفعال والممارساتِ أيةَ غضاضةٍ أو تناقضٍ، وكأنّهم مُخيّرون في أن يقبلوا ما شاءوا ممّا جاء في كتاب الله الكريم أو في هدْي رسوله الأمين عليه أتمَ الصلاة وأزكى التسليم أو أن يردُّوا ما شاءوا، يقولُ اللهُ تعالى في سورة البقرة: (.... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85))، ويقول سبحانه في سورة النساء: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65))، إنَّ حالةَ التشتتِ التي يعيشُهَا هؤلاء وهم مُوزّعون بين طاعة هذا الإلهِ أو ذاكْ، وبينَ إرضاءِ هذا الإلهِ أو ذاكْ، وصفها القرآنُ الكريمُ وصفاً جِدُّ بليغٍ، وعبَّرَ عنها كأتمِّ ما يكونُ البيانُ والتوضيحْ، وقارنَ بينهَا وبينَ حالةِ العبدِ الموحّد للهِ سبحانه، الذي أسلمَ للهِ وأطاعَهُ دُونَ سِواهْ، يقولً اللهُ تعالى في سورةِ الزُمَرِ: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)).
ألا يجعلُ هذا من جميع هذه المجتمعات وأكثر هؤلاء الأفراد-إلّا من رحم ربُّك-في دائرة الخطاب القرآني، الذي خُوطبت به قريشٌ أوّل مرّة: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68))؟
هذه دعوةٌ-أيُّهَا الأحباب-لمراجعةِ النّفس حتى لا نكونَ من المُعرِضين عن النبأ العظيم؟
يمكنكم مشاهدة الحلقة التاسعة من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/XKbPjNMQB-Q
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
والذي ينْظُرُ نَظْرَةَ المتدبّرِ المتفكّرِ في واقعنا اليوم يَجِدُ إعراضاً عمّا جاء في كتاب الله الكريم وما بيّنته سنّة رسوله الأمين-عليه الصلاة والسلام-سواءً على مستوى المجتمعات أو على مستوى كثيرٍ من الأفراد وذلك بصور الإعراض المختلفة: عدم الاكتراث والاهتمام-التجاهل-التخلّي والترك-الابتعاد والانصراف عنه، وغيرها.
ولتوضيح المسألة يُمكنُ أن نطرحَ هذا التساؤل:
هل تُقْصِرُ هذه المجتمعاتُ وأكثرُ الأفراد-إلّا من رحم ربُّك-تلقّيها في شئون حياتها على هذين المَصْدَرَين (الكتاب والسنّة) دون سواهما؟ وتعملُ به وتُطبِّقُهُ في واقعها؟ وفي كافة المجالات:
ـــ في العقائدِ والقِيَمِ والمفاهيم والاعتبارات والموازين.
ــــ في الشعائر التعبديّة والنُسك.
ــ في الأخلاق والسلوك والمعاملات.
ـــ في التشريعات والقوانين.
ـــ في اللباس والزينة والفنّ.
ـــ في نطاق الفرد ونطاق الأسرة.
ـــ في نُظُمِ الحياة الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
إنَّ واقع الحال يُبيّنُ بجلاءٍ ويُؤكّدُ أنّ هؤلاء يُمارسون إعراضاً عن كتابِ الله الكريم وهدْيِ رسوله الأمين عليه أتمَ الصلاة وأزكى التسليم إذْ يتلقّون في جوانب الحياة المختلفة التي سبقَ ذِكرها من جِهاتٍ ومَصَادِرَ-ما أنزل اللهُ بها من سُلطان-ويُطبّقُون ما يتلقّونَه منها في واقعهم، فيجعلُونَ من تلكَ الجهاتِ والمصادر شركاءَ للهِ سبحانه في الأمرِ والنّهي وفيما شَرَعَ من الدِين.
وهمْ إذْ يُعرضونِ عن اللهِ سبحانَهُ فإنَّهمْ بالمقابلِ يميلُونَ إلى تلكَ الجهات والمصادرَ، من الزعماءِ والقادةِ والكبراءِ، ومن الأهواء والشهوات، ومن مُخرجات الفكر الغربي المادي، وغيرها، فيعظِّمُونها ويُقبلونَ عليها ويُسلِمُون مقادَهمْ لتلك الآلهة المُدَّعاة ويُعطونَها حقَّ السيادةِ في كُلِّ شئونِ حياتِهم.
والعجيبُ أنّ هؤلاء لا يجِدُونَ في هذا الأفعال والممارساتِ أيةَ غضاضةٍ أو تناقضٍ، وكأنّهم مُخيّرون في أن يقبلوا ما شاءوا ممّا جاء في كتاب الله الكريم أو في هدْي رسوله الأمين عليه أتمَ الصلاة وأزكى التسليم أو أن يردُّوا ما شاءوا، يقولُ اللهُ تعالى في سورة البقرة: (.... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85))، ويقول سبحانه في سورة النساء: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65))، إنَّ حالةَ التشتتِ التي يعيشُهَا هؤلاء وهم مُوزّعون بين طاعة هذا الإلهِ أو ذاكْ، وبينَ إرضاءِ هذا الإلهِ أو ذاكْ، وصفها القرآنُ الكريمُ وصفاً جِدُّ بليغٍ، وعبَّرَ عنها كأتمِّ ما يكونُ البيانُ والتوضيحْ، وقارنَ بينهَا وبينَ حالةِ العبدِ الموحّد للهِ سبحانه، الذي أسلمَ للهِ وأطاعَهُ دُونَ سِواهْ، يقولً اللهُ تعالى في سورةِ الزُمَرِ: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)).
ألا يجعلُ هذا من جميع هذه المجتمعات وأكثر هؤلاء الأفراد-إلّا من رحم ربُّك-في دائرة الخطاب القرآني، الذي خُوطبت به قريشٌ أوّل مرّة: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68))؟
هذه دعوةٌ-أيُّهَا الأحباب-لمراجعةِ النّفس حتى لا نكونَ من المُعرِضين عن النبأ العظيم؟
يمكنكم مشاهدة الحلقة التاسعة من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/XKbPjNMQB-Q
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
YouTube
في رحاب القرآن - الحلقة {9}
في رحاب القرآن - الحلقة {9}
{قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ (67) أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ (68)} (ص: 67-68)
هل تُقْصِرُ هذه المجتمعاتُ وأكثرُ الأفراد في تلقّيها في شئون حياتها على هذين المَصْدَرَين (الكتاب والسنّة) دون سواهما؟ وتعملُ به وتُطبِّقُهُ في…
{قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ (67) أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ (68)} (ص: 67-68)
هل تُقْصِرُ هذه المجتمعاتُ وأكثرُ الأفراد في تلقّيها في شئون حياتها على هذين المَصْدَرَين (الكتاب والسنّة) دون سواهما؟ وتعملُ به وتُطبِّقُهُ في…
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "في رحاب القرآن" | صور الشرك في واقعنا
يظن بعض الناس أنهم بإمكانهم أن يسموا أنفسهم مسلمين ثم يعيشوا حياتهم بعيدا عن شرع الله ومنهجه والعجيب أن هؤلاء الناس لا يجدون أي غضاضة، ولا يجدون تناقضًا في حياتهم، وكأنهم مخيرون بين أن يقبلوا أو يردوا ما جاء في كتاب الله الكريم أو في هدي رسوله الأمين
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/XKbPjNMQB-Q
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
يظن بعض الناس أنهم بإمكانهم أن يسموا أنفسهم مسلمين ثم يعيشوا حياتهم بعيدا عن شرع الله ومنهجه والعجيب أن هؤلاء الناس لا يجدون أي غضاضة، ولا يجدون تناقضًا في حياتهم، وكأنهم مخيرون بين أن يقبلوا أو يردوا ما جاء في كتاب الله الكريم أو في هدي رسوله الأمين
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/XKbPjNMQB-Q
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "شريعة كونية"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/973
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#شريعة_كونية
#أضواء_على_كتاب_الشروح
فصل "شريعة كونية"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/973
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#شريعة_كونية
#أضواء_على_كتاب_الشروح
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "ويعلمكم الله" | الجاهلية ليست فترة زمنية
الجاهلية ليست فترة سابقة من التاريخ وليست مرحلة ماضية، وإنما هي حالة تتميز بعدم الإيمان الصحيح بالله وعدم التحاكم إلى شرع الله.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/FQN01HOnJbY
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
الجاهلية ليست فترة سابقة من التاريخ وليست مرحلة ماضية، وإنما هي حالة تتميز بعدم الإيمان الصحيح بالله وعدم التحاكم إلى شرع الله.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/FQN01HOnJbY
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "شريعة كونية"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/973
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#شريعة_كونية
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
فصل "شريعة كونية"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/973
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#شريعة_كونية
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
لا شك أن البشرية في هذه الحياة لا تخرج عن إحدى حالتين: إما هدى أو ضلال، وإما جاهلية أو إسلام. قال تعالى: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). ومهما كان التطور المادي أو الحضاري الذي تمر به البشرية، فإنها لا تخرج عن إحدى هذين الإطارين. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما روي عنه: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية". والسر وراء ذلك هو أنه إذا الإنسان جهل ما هي الجاهلية، قد يقع في أوضاع أو أشياء هي من الجاهلية وهو لا يدري، أو أحياناً قد يدعو إليها. فهنا أهمية أن يدرك الإنسان ويفهم جيداً هذا المصطلح المهم.
الجاهلية لغة مشتقة من "الجهل" الذي هو عكس "العلم"، والجهالة تعني سوء الخلق. قال الله سبحانه وتعالى: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"، وقال الله سبحانه وتعالى: "وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".
أما اصطلاحًا، فهي حالة تمر بها البشرية، تعني عدم الاهتداء إلى الله سبحانه وتعالى، وعدم التحاكم بشرعه سبحانه وتعالى. وهذه بالطبع تُعَرَّف سواء لغة أو اصطلاحًا كما يعرفها كثير من العلماء.
فمصطلح الجاهلية هو مصطلح يعني عدم الاهتداء إلى الله وعدم التحاكم بشرعه الله. ولا شك أن مصطلح الجاهلية هو مصطلح قرآني، لأن العرب لم يستخدموا هذه الكلمة بهذه الصياغة، وإنما كانوا يقولون "جهل"، و"جاهلين"، و"جهالة"، ولم يكونوا يستخدمونها بصيغة الفاعلية "الجاهلية". فمن هنا ينبغي أن نحتكم أو نرجع إلى القرآن، نستفتيه في معنى هذا المصطلح من جميع الوجوه، ونتتبع الآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها هذا المصطلح لنعرف أبعاده، ونعرف معناه كما وضعه القرآن الكريم.
وقد ورد مصطلح "الجاهلية" في القرآن في أربعة مواضع:
الموضع الأول: في سورة آل عمران: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ). وتعريف ظن الجاهلية هو عدم المعرفة الحقة بالله سبحانه وتعالى، وعدم الإيمان الصحيح بالله سبحانه وتعالى، وعدم تقدير ولا توقير الله، مع سوء الظن والغفلة عن لقاء الله. وبقليل من الشرح يتبين أن ظن الجاهلية هو شك الجاهلية الناتج عن عدم اليقين بألوهية الله سبحانه وتعالى وصفاته وآياته، وينتج عن ذلك بسبب ضعف المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وعدم المعرفة الصحيحة بالله سبحانه وتعالى ولا بالدين، والذي ينتج في النهاية بالغفلة عن اليوم الآخر.
الموضع الثاني: في سورة المائدة: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) فكما أن للجاهلية حكما فإن لها أيضا اعتقاداً وتشريعاً فطبيعة المجتمع البشري ألا يعيش بدون نظام وبدون حكم، وبالتالي فإن هناك حكمان: حكم الجاهلية، ويقابله حكم الله. وهو سبحانه يقرر أنه لا ينبغي للناس أن يقبلوا بحكم الجاهلية ولا أن يرضوا به. وقد جاءت هذه الآية بعد تقرير الله سبحانه ثلاث مرات بأنه من لم يحكم بشرعه فهو خارجٌ عن دينه، كما قال تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". وفي آية أخرى: "الظالمون" و"الفاسقون". إذاً، هناك حكمٌ باطل للجاهلية، يقابله حكمٌ جاء من عند الله سبحانه وتعالى، وجاءت به الأنبياء، كما في قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
الموضع الثالث: في سورة الأحزاب: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ). وهذه الآية الكريمة تشير إلى منظومة أخلاقية تتميز بالسفور والتبرج، الذي هو هدف شيطاني، حيث قال الله تعالى: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة، ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما". فهذا هدف شيطاني، المراد به إخراج المرأة من البيت، وإخراجها من مملكتها التي هي المفروض أن تكون داخلها، بحيث تربي الأجيال وتصنع الإنسان. فالجاهلية تحاول بكل الطرق، وهي معروفة أن المرأة عندما تخرج من البيت وتتبرج داخل المجتمعات، فلا شك أن المجتمع يكون مجتمعًا جاهليًا بعيدًا عن الله عز وجل. أما المرأة، فمكانها الحقيقي هو البيت، وتربية الأولاد وتعليمهم ونشأتهم على دين الله سبحانه وتعالى
الموضع الرابع: في سورة الفتح: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ)، تظهر هنا أصرة الترابط بين المجتمعات الجاهلية بعضها مع بعض، أو بين الأفراد الجاهليين. فرابطة اللون والجنس والأرض واللغة والقبيلة كلها روابط جاهلية تفرق ولا تجمع. فالإنسان لا يستطيع أن يغير مكان مولده أو الأرض التي نشأ فيها، ولا حتى الجنس الذي ينتمي إليه. وجعل تلك الروابط هي التي ينتمي ويلتقي عليها الناس هو جهل وخطأ كبير. فقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "دعوها فإنها منتنة".
الجاهلية لغة مشتقة من "الجهل" الذي هو عكس "العلم"، والجهالة تعني سوء الخلق. قال الله سبحانه وتعالى: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"، وقال الله سبحانه وتعالى: "وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ".
أما اصطلاحًا، فهي حالة تمر بها البشرية، تعني عدم الاهتداء إلى الله سبحانه وتعالى، وعدم التحاكم بشرعه سبحانه وتعالى. وهذه بالطبع تُعَرَّف سواء لغة أو اصطلاحًا كما يعرفها كثير من العلماء.
فمصطلح الجاهلية هو مصطلح يعني عدم الاهتداء إلى الله وعدم التحاكم بشرعه الله. ولا شك أن مصطلح الجاهلية هو مصطلح قرآني، لأن العرب لم يستخدموا هذه الكلمة بهذه الصياغة، وإنما كانوا يقولون "جهل"، و"جاهلين"، و"جهالة"، ولم يكونوا يستخدمونها بصيغة الفاعلية "الجاهلية". فمن هنا ينبغي أن نحتكم أو نرجع إلى القرآن، نستفتيه في معنى هذا المصطلح من جميع الوجوه، ونتتبع الآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها هذا المصطلح لنعرف أبعاده، ونعرف معناه كما وضعه القرآن الكريم.
وقد ورد مصطلح "الجاهلية" في القرآن في أربعة مواضع:
الموضع الأول: في سورة آل عمران: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ). وتعريف ظن الجاهلية هو عدم المعرفة الحقة بالله سبحانه وتعالى، وعدم الإيمان الصحيح بالله سبحانه وتعالى، وعدم تقدير ولا توقير الله، مع سوء الظن والغفلة عن لقاء الله. وبقليل من الشرح يتبين أن ظن الجاهلية هو شك الجاهلية الناتج عن عدم اليقين بألوهية الله سبحانه وتعالى وصفاته وآياته، وينتج عن ذلك بسبب ضعف المعرفة بالله سبحانه وتعالى، وعدم المعرفة الصحيحة بالله سبحانه وتعالى ولا بالدين، والذي ينتج في النهاية بالغفلة عن اليوم الآخر.
الموضع الثاني: في سورة المائدة: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) فكما أن للجاهلية حكما فإن لها أيضا اعتقاداً وتشريعاً فطبيعة المجتمع البشري ألا يعيش بدون نظام وبدون حكم، وبالتالي فإن هناك حكمان: حكم الجاهلية، ويقابله حكم الله. وهو سبحانه يقرر أنه لا ينبغي للناس أن يقبلوا بحكم الجاهلية ولا أن يرضوا به. وقد جاءت هذه الآية بعد تقرير الله سبحانه ثلاث مرات بأنه من لم يحكم بشرعه فهو خارجٌ عن دينه، كما قال تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون". وفي آية أخرى: "الظالمون" و"الفاسقون". إذاً، هناك حكمٌ باطل للجاهلية، يقابله حكمٌ جاء من عند الله سبحانه وتعالى، وجاءت به الأنبياء، كما في قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
الموضع الثالث: في سورة الأحزاب: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ). وهذه الآية الكريمة تشير إلى منظومة أخلاقية تتميز بالسفور والتبرج، الذي هو هدف شيطاني، حيث قال الله تعالى: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة، ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما". فهذا هدف شيطاني، المراد به إخراج المرأة من البيت، وإخراجها من مملكتها التي هي المفروض أن تكون داخلها، بحيث تربي الأجيال وتصنع الإنسان. فالجاهلية تحاول بكل الطرق، وهي معروفة أن المرأة عندما تخرج من البيت وتتبرج داخل المجتمعات، فلا شك أن المجتمع يكون مجتمعًا جاهليًا بعيدًا عن الله عز وجل. أما المرأة، فمكانها الحقيقي هو البيت، وتربية الأولاد وتعليمهم ونشأتهم على دين الله سبحانه وتعالى
الموضع الرابع: في سورة الفتح: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ)، تظهر هنا أصرة الترابط بين المجتمعات الجاهلية بعضها مع بعض، أو بين الأفراد الجاهليين. فرابطة اللون والجنس والأرض واللغة والقبيلة كلها روابط جاهلية تفرق ولا تجمع. فالإنسان لا يستطيع أن يغير مكان مولده أو الأرض التي نشأ فيها، ولا حتى الجنس الذي ينتمي إليه. وجعل تلك الروابط هي التي ينتمي ويلتقي عليها الناس هو جهل وخطأ كبير. فقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "دعوها فإنها منتنة".
YouTube
ويعلمكم الله - الموضوع الخامس - الإسلام والجاهلية - الحلقة الثانية
ويعلمكم الله - الموضوع الخامس - الإسلام والجاهلية - الحلقة الثانية
" تُنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فالمجتمعات اليوم إما أنها تعيش بالإسلام والمظلة التي تظلها مظلة إسلامية؛…
" تُنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فالمجتمعات اليوم إما أنها تعيش بالإسلام والمظلة التي تظلها مظلة إسلامية؛…
وقد جاء الإسلام بمفهوم وتصور جديد للبشرية عن قضية الترابط والوشائج. فآصرة التجمع في الإسلام هي العقيدة، وهذه العقيدة تربط البشر جميعًا، كلهم متساوون أمام الله، والتفاضل بينهم بالتقوى. أما حواجز اللغة والمكان واللون والجنس، فلا يُعير لها الإسلام اعتبارًا. فَوَطن المسلم ليس قطعة أرض، وجنسية المسلم ليست جنسية حكم، وعشيرة المسلم ليست آصرة دم. يقول الله تعالى: "يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير."
ونستخلص من هذا كله أن الجاهلية ليست فترة سابقة من التاريخ وليست مرحلة ماضية، وإنما هي حالة تتميز بعدم الإيمان الصحيح بالله وعدم التحاكم إلى شرع الله. وأن الجاهلية المعاصرة عندها فرصة كبيرة لأن تعود إلى دين الله، وذلك بسبب حفظ هذا الدين من عند الله سبحانه وتعالى وتوفر كل أسباب الرجوع إلى الحق. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيدنا إلى هذا الحق.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/FQN01HOnJbY
#الإسلام
#الجاهلية
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
ونستخلص من هذا كله أن الجاهلية ليست فترة سابقة من التاريخ وليست مرحلة ماضية، وإنما هي حالة تتميز بعدم الإيمان الصحيح بالله وعدم التحاكم إلى شرع الله. وأن الجاهلية المعاصرة عندها فرصة كبيرة لأن تعود إلى دين الله، وذلك بسبب حفظ هذا الدين من عند الله سبحانه وتعالى وتوفر كل أسباب الرجوع إلى الحق. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيدنا إلى هذا الحق.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/FQN01HOnJbY
#الإسلام
#الجاهلية
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
YouTube
ويعلمكم الله - الموضوع الخامس - الإسلام والجاهلية - الحلقة الثانية
ويعلمكم الله - الموضوع الخامس - الإسلام والجاهلية - الحلقة الثانية
" تُنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فالمجتمعات اليوم إما أنها تعيش بالإسلام والمظلة التي تظلها مظلة إسلامية؛…
" تُنقض عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
فالمجتمعات اليوم إما أنها تعيش بالإسلام والمظلة التي تظلها مظلة إسلامية؛…
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "في رحاب القرآن" | الملك المطلق
ملك الإنسان في هذه الدنيا هو ملك نسبي وليس ملكًا مطلقًا لكن لله مُلك السماوات والأرض على الإطلاق ومقتضى ملك الله لهذا الكون ولهذه المخلوقات أنه هو الذي خلق وهو الذي يعلم وهو الذي يدبر كل شيء في السماوات والأرض فمقتضى ذلك أن يكون له التصرف في هذا الملك
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
ملك الإنسان في هذه الدنيا هو ملك نسبي وليس ملكًا مطلقًا لكن لله مُلك السماوات والأرض على الإطلاق ومقتضى ملك الله لهذا الكون ولهذه المخلوقات أنه هو الذي خلق وهو الذي يعلم وهو الذي يدبر كل شيء في السماوات والأرض فمقتضى ذلك أن يكون له التصرف في هذا الملك
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
يقول الله تعالى في سورة الشورى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾
وقد ورد اسمُ اللهِ "العظيم" في القرآن الكريم في تسعة مواضع، كما ورد في عدّة أحاديث عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلّم، منها ما صححّه ابن حبّان عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكي عن ربِّه جلَّ وعلا: (الكبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري فمَن نازَعني واحداً منهما قذَفْتُه في النّارِ).
ومن معاني اسمُ اللهِ "العظيم": أنّه سبحانه الجامع لجميع صفات الكبرياء والمجد والكمال، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، فلا يستحق أحدٌ من الخلق أن يُعظّم كما يُعظّم سبحانه، فيستحقُ جلَّ جلالُهُ من عباده أن يعظّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم.
وإنّما يكون تعظيمه سبحانه، بأن يُتقى حق تقاته، فيُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وأنّ تُعظّم حُرماته وشعائره وما شرعه عزّ وجلّ من الدِّين.
إنّ من أكبر مظاهر الشرك في هذا الزمان، أنَّ كثيراً من الناس يُعطون صفات العظمة هذه لغير الله سبحانه، فيعظّمون السادة والكبراء والزعماء وغيرهم، ابتداءً من الخضوع لهم وطاعتهم واتباعهم فيما يخالف ما شرعه اللهُ من الدِّين، وتعظّيم أمرهم ونهيهم دون أمر الله ونهيه، وانتهاءً بتنزيههم عن العيوب والنقائص، فيجعلون منهم وهم عبيدٌ أمثالُهم أنداداً لله سبحانه، والعياذ بالله، ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، وهم لا يجدون حرجاً في تبرير ما يوقعهُ هؤلاء السادة والكبراء وغيرهم من صور الظلم والفساد في الأرض، وفي حياة النّاس بما يدعونهم إليه من الباطل، وبما يضعون لهم من قيم وموازينَ وسلوكيّاتٍ وشرائعَ ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وما يترتبُ عن ذلك من سفكٍ للدماء وانتهاكٍ للأعراض والحرمات، وأكلِ أموال الناس بالباطل والتعدي على حقوقهم، وغيرها من أشكال الظلم والفساد في الأرض، بل يستحسنون تلك الأفعال ويؤيدونها، ولا شكّ أنّ هذا من أوضح صور التعظيم والطاعة والاتباع لغير الله.
واللهُ سبحانه تقدّست أسماؤُهُ هو الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فهو وحده سبحانه المستحق للعبادة والطاعة والتعظيم، وهو وحده عزّ وجلّ المَلِك المتصرّف، الذي شرع للنّاس ما رَضِيَّ لهم من الدِّين، من العقائدَ والقيمَ والموازينَ والشعائرّ والأخلاقَ والشرائعَ، فقد خلقَ سبحانه الخلق ليكونوا عبيداً له وحده، وجعل الإنسان خليفة في الأرض، وكرَّمه على كثير من خلقه، وأنعم عليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وسخر له ما في السماوات والأرض جميعاً منه، فأرسلَ إليه رُسلَهُ، وأنزل إليه كُتبه، ودعاه إلى عبادته، وللإنسان أن يختار لنفسه، فإمّا أن يُعظّم الله بأن يعبدَه ويتبع شرعه القويم ويهتدي بنوره، فيسعد في الدنيا ويخلد في الجنة، وإما أن يُعظّم غير الله – معه أومن دونه- فيُشركُ بالله ويتبع خطوات الشيطان، فيشقى في الدنيا، ويدفع ضريبتها غالية يتنازل فيها عن إنسانيته وكرامته وحريته، ثمَّ يخلدُ بعد ذلك في جهنم والعياذ بالله.
يقولُ اللهُ تعالى في سورة البقرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ﴾.
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
يمكنكم مشاهدة الحلقة العاشرة من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
وقد ورد اسمُ اللهِ "العظيم" في القرآن الكريم في تسعة مواضع، كما ورد في عدّة أحاديث عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلّم، منها ما صححّه ابن حبّان عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال فيما يحكي عن ربِّه جلَّ وعلا: (الكبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري فمَن نازَعني واحداً منهما قذَفْتُه في النّارِ).
ومن معاني اسمُ اللهِ "العظيم": أنّه سبحانه الجامع لجميع صفات الكبرياء والمجد والكمال، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، فلا يستحق أحدٌ من الخلق أن يُعظّم كما يُعظّم سبحانه، فيستحقُ جلَّ جلالُهُ من عباده أن يعظّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم.
وإنّما يكون تعظيمه سبحانه، بأن يُتقى حق تقاته، فيُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وأنّ تُعظّم حُرماته وشعائره وما شرعه عزّ وجلّ من الدِّين.
إنّ من أكبر مظاهر الشرك في هذا الزمان، أنَّ كثيراً من الناس يُعطون صفات العظمة هذه لغير الله سبحانه، فيعظّمون السادة والكبراء والزعماء وغيرهم، ابتداءً من الخضوع لهم وطاعتهم واتباعهم فيما يخالف ما شرعه اللهُ من الدِّين، وتعظّيم أمرهم ونهيهم دون أمر الله ونهيه، وانتهاءً بتنزيههم عن العيوب والنقائص، فيجعلون منهم وهم عبيدٌ أمثالُهم أنداداً لله سبحانه، والعياذ بالله، ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، وهم لا يجدون حرجاً في تبرير ما يوقعهُ هؤلاء السادة والكبراء وغيرهم من صور الظلم والفساد في الأرض، وفي حياة النّاس بما يدعونهم إليه من الباطل، وبما يضعون لهم من قيم وموازينَ وسلوكيّاتٍ وشرائعَ ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وما يترتبُ عن ذلك من سفكٍ للدماء وانتهاكٍ للأعراض والحرمات، وأكلِ أموال الناس بالباطل والتعدي على حقوقهم، وغيرها من أشكال الظلم والفساد في الأرض، بل يستحسنون تلك الأفعال ويؤيدونها، ولا شكّ أنّ هذا من أوضح صور التعظيم والطاعة والاتباع لغير الله.
واللهُ سبحانه تقدّست أسماؤُهُ هو الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فهو وحده سبحانه المستحق للعبادة والطاعة والتعظيم، وهو وحده عزّ وجلّ المَلِك المتصرّف، الذي شرع للنّاس ما رَضِيَّ لهم من الدِّين، من العقائدَ والقيمَ والموازينَ والشعائرّ والأخلاقَ والشرائعَ، فقد خلقَ سبحانه الخلق ليكونوا عبيداً له وحده، وجعل الإنسان خليفة في الأرض، وكرَّمه على كثير من خلقه، وأنعم عليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وسخر له ما في السماوات والأرض جميعاً منه، فأرسلَ إليه رُسلَهُ، وأنزل إليه كُتبه، ودعاه إلى عبادته، وللإنسان أن يختار لنفسه، فإمّا أن يُعظّم الله بأن يعبدَه ويتبع شرعه القويم ويهتدي بنوره، فيسعد في الدنيا ويخلد في الجنة، وإما أن يُعظّم غير الله – معه أومن دونه- فيُشركُ بالله ويتبع خطوات الشيطان، فيشقى في الدنيا، ويدفع ضريبتها غالية يتنازل فيها عن إنسانيته وكرامته وحريته، ثمَّ يخلدُ بعد ذلك في جهنم والعياذ بالله.
يقولُ اللهُ تعالى في سورة البقرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ﴾.
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
يمكنكم مشاهدة الحلقة العاشرة من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
YouTube
في رحاب القرآن الحلقة {10}
في رحاب القرآن - الحلقة {10}
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (الشورى: 4)
اللهُ سبحانه تقدّست أسماؤُهُ هو الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فهو وحده سبحانه المستحق للعبادة والطاعة والتعظيم، وهو وحده عزَّ وجلَّ…
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (الشورى: 4)
اللهُ سبحانه تقدّست أسماؤُهُ هو الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فهو وحده سبحانه المستحق للعبادة والطاعة والتعظيم، وهو وحده عزَّ وجلَّ…
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "في رحاب القرآن" | أندادًا من دون الله
من مظاهر الشرك المنتشرة في واقعنا وفي وقتنا الحالي، أن نرى بعض الناس يعطون صفات العظمة لغير الله سبحانه وتعالى. كيف؟ إنهم يعظمون السادة والكبراء والزعماء. وصور هذا التعظيم تبدأ من الخضوع لهم، وطاعتهم، واتباعهم فيما يخالف ما شرعه الله سبحانه وتعالى
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
من مظاهر الشرك المنتشرة في واقعنا وفي وقتنا الحالي، أن نرى بعض الناس يعطون صفات العظمة لغير الله سبحانه وتعالى. كيف؟ إنهم يعظمون السادة والكبراء والزعماء. وصور هذا التعظيم تبدأ من الخضوع لهم، وطاعتهم، واتباعهم فيما يخالف ما شرعه الله سبحانه وتعالى
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q5WxQn5wuIs
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "ويعلمكم الله" | الخطوة الأولى الاستسلام لله
إذا أراد الإنسان أن ينتقل من الجاهلية إلى الإسلام، فعليه أن يُسلم نفسه لله سبحانه وتعالى ومعنى هذا أن الإنسان يتلقى الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية كلها من الله سبحانه وتعالى وحده في كافة جوانب الحياة
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
إذا أراد الإنسان أن ينتقل من الجاهلية إلى الإسلام، فعليه أن يُسلم نفسه لله سبحانه وتعالى ومعنى هذا أن الإنسان يتلقى الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية كلها من الله سبحانه وتعالى وحده في كافة جوانب الحياة
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "ويعلمكم الله" | النقلة العظيمة
الخطوة الأولى لكي ينتقل الإنسان هذه النقلة العظيمة من الجاهلية إلى الإسلام هي أن يعزم عزمة صادقة على أن يُسلم نفسه لله بالكُليّة، وأن يتلقى كل شأن من شؤون حياته من الله ومن القرآن وحده. وما ينطبق على الفرد ينطبق أيضًا على المجتمع.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
الخطوة الأولى لكي ينتقل الإنسان هذه النقلة العظيمة من الجاهلية إلى الإسلام هي أن يعزم عزمة صادقة على أن يُسلم نفسه لله بالكُليّة، وأن يتلقى كل شأن من شؤون حياته من الله ومن القرآن وحده. وما ينطبق على الفرد ينطبق أيضًا على المجتمع.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "في رحاب القرآن" | شرعة ومنهاج
يقول تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شِرعةً ومنهاجًا﴾
قيل في تفسيره: الشِرعة هي الدين، والمنهاج هو الطريق. وقيل: الشِرعة والمنهاج جميعًا بمعنى الطريق، والطريق ها هنا هو الدين.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
يقول تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شِرعةً ومنهاجًا﴾
قيل في تفسيره: الشِرعة هي الدين، والمنهاج هو الطريق. وقيل: الشِرعة والمنهاج جميعًا بمعنى الطريق، والطريق ها هنا هو الدين.
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
أينَ نحنُ من شريعةِ اللهِ سبحانه؟
وردت كلمة (ش ر ع) ومشتقاتها في القرآن الكريم في خمسة مواضع:
الأول- قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48)﴾
الثاني-قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)﴾.
الثالث-قوله تعالى في سورة الشورى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13)﴾.
الرابع-قوله تعالى في سورة الشورى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(21)﴾.
الخامس-قوله تعالى في سورة الجاثية: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18)﴾.
فإذا نظرنا إلى ما جاء في هذه المواضع، واستثنينا منها الموضع الذي ورد في سورة الأعراف لخروجه عن مجال البحث، (فمعنى شُرَّعًا هنا أنّ الحيتان تأتيهم كثيرة طافية على وجه البحر)، فإنّ المواضع الأربع الأخرى وردت ثلاثة منها بصيغة (شريعة) في سورٍ مكيّةٍ، وذلك قبل أن تنزل أكثر التشريعات التفصيلية للنظام الإسلامي.
وهكذا فإنَّ مفهوم الشريعة لا يقتصر على الأحكام التفصيلية للشعائر التعبدية من الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج إضافة إلى القوانين الإسلامية الخاصة بالأحوال الشخصية وتلك الخاصة بالحدود وما يدخلُ تحت مُسمّى التشريعات القانونيّة، بل تشملُ كلَّ ما شرعه اللهُ من الدّين في كافة مجالات الحياة الإنسانية: العقائد والتصورات والقيم والموازين والمفاهيم والاعتبارات، الأخلاق والسلوك والمعاملات، الشعائر التعبدية والنسك، اللباس والزينة، التشريعات القانونيّة، أنظمة المجتمع التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها،
ويُقابلُ ما شرعه اللهُ سبحانه لعباده من الدِّين ما يُشرِّعُهُ الشركاءُ من السادة والزعماء والقادة والشيوخ والمجالس النيابية وغيرها ممّا لم يأذن به الله إتباعاً لأهوائهم، يقول سبحانه في سورة الشورى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(21)﴾، ويقولُ سبحانه في سورة الجاثية: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18)﴾، فكلُّ ما عدا شَريعة اللهُ سبحانه وتعالى فهو شرْعُ هؤلاء الشركاء.
فلينظرْ كلٌّ منّا: أين هو من شريعة الله سبحانه؟
يمكنكم مشاهدة الحلقة الحادية عشر من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
وردت كلمة (ش ر ع) ومشتقاتها في القرآن الكريم في خمسة مواضع:
الأول- قوله تعالى في سورة المائدة: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48)﴾
الثاني-قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)﴾.
الثالث-قوله تعالى في سورة الشورى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13)﴾.
الرابع-قوله تعالى في سورة الشورى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(21)﴾.
الخامس-قوله تعالى في سورة الجاثية: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18)﴾.
فإذا نظرنا إلى ما جاء في هذه المواضع، واستثنينا منها الموضع الذي ورد في سورة الأعراف لخروجه عن مجال البحث، (فمعنى شُرَّعًا هنا أنّ الحيتان تأتيهم كثيرة طافية على وجه البحر)، فإنّ المواضع الأربع الأخرى وردت ثلاثة منها بصيغة (شريعة) في سورٍ مكيّةٍ، وذلك قبل أن تنزل أكثر التشريعات التفصيلية للنظام الإسلامي.
وهكذا فإنَّ مفهوم الشريعة لا يقتصر على الأحكام التفصيلية للشعائر التعبدية من الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج إضافة إلى القوانين الإسلامية الخاصة بالأحوال الشخصية وتلك الخاصة بالحدود وما يدخلُ تحت مُسمّى التشريعات القانونيّة، بل تشملُ كلَّ ما شرعه اللهُ من الدّين في كافة مجالات الحياة الإنسانية: العقائد والتصورات والقيم والموازين والمفاهيم والاعتبارات، الأخلاق والسلوك والمعاملات، الشعائر التعبدية والنسك، اللباس والزينة، التشريعات القانونيّة، أنظمة المجتمع التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها،
ويُقابلُ ما شرعه اللهُ سبحانه لعباده من الدِّين ما يُشرِّعُهُ الشركاءُ من السادة والزعماء والقادة والشيوخ والمجالس النيابية وغيرها ممّا لم يأذن به الله إتباعاً لأهوائهم، يقول سبحانه في سورة الشورى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(21)﴾، ويقولُ سبحانه في سورة الجاثية: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18)﴾، فكلُّ ما عدا شَريعة اللهُ سبحانه وتعالى فهو شرْعُ هؤلاء الشركاء.
فلينظرْ كلٌّ منّا: أين هو من شريعة الله سبحانه؟
يمكنكم مشاهدة الحلقة الحادية عشر من سلسلة "في رحاب القرآن" من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
YouTube
في رحاب القرآن - الحلقة {11}
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحاً وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ…
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "في رحاب القرآن" | ما يدخل في مفهوم الشريعة
مفهوم الشريعة لا يقتصر على الشعائر التعبدية وقوانين الأحوال الشخصية والتشريعات القانونية فقط بل يشمل كل ما شرعه الله من الدين في كافة مجالات الحياة الإنسانية: في العقائد والقيم والموازين في الأخلاق والسلوك في اللباس والزينة وغيرها في شتى مجالات الحياة
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
مفهوم الشريعة لا يقتصر على الشعائر التعبدية وقوانين الأحوال الشخصية والتشريعات القانونية فقط بل يشمل كل ما شرعه الله من الدين في كافة مجالات الحياة الإنسانية: في العقائد والقيم والموازين في الأخلاق والسلوك في اللباس والزينة وغيرها في شتى مجالات الحياة
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/Q4yoju0Hh4U
#القرآن
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من سلسلة "ويعلمكم الله" | جيل قرآني فريد
من أهم النقاط التي ميزت جيل الصحابة هذا الجيل الفريد هي التلقي للتنفيذ. فتلقّيهم للقرآن لم يكن لمجرد المتاع الثقافي أو المعرفة الباردة فقط، إنما كان تلقيًا فيه جدية وصدق لتنفيذ الأوامر الربانية فور نزولها. وهذا هو ما ميز هذا الجيل
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
من أهم النقاط التي ميزت جيل الصحابة هذا الجيل الفريد هي التلقي للتنفيذ. فتلقّيهم للقرآن لم يكن لمجرد المتاع الثقافي أو المعرفة الباردة فقط، إنما كان تلقيًا فيه جدية وصدق لتنفيذ الأوامر الربانية فور نزولها. وهذا هو ما ميز هذا الجيل
يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/G0v0nwBwHTA
#ويعلمكم_الله
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من كتاب "شروح معالم في الطريق"
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق
فصل "الإسلام هو الحضارة"
يمكنكم قراءة هذا الفصل على الموقع الرسمي لجماعة الصادعون بالحق عبر الرابط التالي 👇🏻:
https://www.sdahaqq.com/ar/posts/974
#معالم_في_الطريق
#شروح_كتاب_معالم_في_الطريق
#الإسلام_هو_الحضارة
#أضواء_على_كتاب_الشروح
#جماعة_الصادعون_بالحق