جماعة الصادعون بالحق
520 subscribers
776 photos
151 videos
7 files
1.76K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {8} - المدخل الصحيح للإسلام

إنَّ المدخلَ الحقيقيَّ لهذا الدينِ الذي أمرَ اللهُ به عبادَه -هو دعوةُ الناسِ إلى العبوديةِ الشاملةِ الكاملةِ للهِ، والخضوعُ المطلقُ له سبحانه في كلِّ شيءٍ، في الأمورِ السياسيةِ والاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ والأخلاقيةِ والتربويةِ، وكلِّ شيءٍ في حياةِ الإنسانِ عقلِه وضميرِه، قلبِه مشاعرِه، وأخلاقِه وسلوكِه، وبيعِه وشراءِه ومعاملاتِه، أكلِه وشربِه ولباسِه، وكلِّ شيءٍ في حياتِه.

حينما ندعو الناسَ إلى الإسلامِ إنما ندعوهم إلى العبوديةِ للهِ ربِّ العالمين، ندعوهم إلى ألوهية اللهِ الواحدةِ؛ ليدخلوا فيها، فإذا كانوا يعترفون أنَّ وراءَ هذا الكونِ قوةً عليا خلقته وأبدعتْهُ، ونظَّمتْهُ وصرَّفتْهُ، وتهيمنُ عليه وتدبِّرُه وترعاه، ينبغي أن يخضعوا لهذا الإلهِ الذي خلقَ وأبدعَ وصوَّرَ، ويأْتَمِرُوا بأمرِه وينتهُوا بنهيه.

إنَّ الإسلامَ هو نظامٌ للحياةِ البشريةِ، ذُو خصائصَ مميَّزةٍ، يقومُ على أساسِ اتباعِ منهجِ اللهِ وحدَه في أوضاعِ الحياةِ كلِّها، سواء أكانَ في مجالِ التصوُّرِ الصحيحِ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، أو صَرْفِ جميعِ العباداتِ الظاهرةِ والباطنةِ إليهِ وحدَه بلا شريكٍ، أو بالحكمِ والاحتكامِ إلى ما شرَّعَهُ سبحانَه للناسِ في تصرفاتِهم وأقوالِهم وأفعالِهم ومشاعرِهم ومبادئِهم وقيمِهم.

إنَّ الذين يزعمُون الإسلامَ، والعلماءَ الذين يتخيَّلون أنهم علماءُ بالإسلامِ -يقولون إنَّ الإنسانَ يستطيعُ أن يكون مسلمًا بمجردِ النطقِ "بلا إلهَ إلَّا الله". الأمرُ ليسَ كذلك؛ المقتضى الأول الذي يعطي شهادةَ لا إلهَ إلا الله حقيقتَها هي أن يتبرَّأَ الناسُ من كلِّ معبودٍ إلا الله، ثم يتوجهون بكُلِّيَّتِهِم إلى شريعةِ اللهِ يتبعونَها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المدخل_الصحيح_للإسلام
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {9} - علاقة العبد بربه

إنَّ إدراكَ الإنسانِ لمقامِ الألوهيَّةِ، ومعرفَته باللهِ حقَّ المعرفةِ، لا بُدَّ أنْ يُنبتَ الحبَّ العميقَ للهِ سبحانه وتعالى، وما نظنُّ أن مؤمنًا يختارُ الإسلامَ، ويختارُ التوحيدَ، ويؤمنُ بأنَّ اللهَ هو ربُّ السمواتِ والأرضِ، وأنَّ اللهَ هو خالقُه وفاطِرُه؛ ثم لا يحبُّه!

إنَّ معرفةَ المعنى الحقيقيِّ لكلمةِ التوحيدِ "لا إله إلا الله" يَنتُجُ عنه حبُّ هذا الإلهِ العظيمِ، الرحمنِ الرحيمِ، وينتجُ عنه الشعورُ بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يستحقُّ أن تُبذَل النفسُ في سبيلِه، وألَّا يعيشُ الإنسانُ إلا له، وألَّا يحْيَا إلَّا به. فلا بُدَّ أن يبدأَ طريقُ الإيمانِ بالحبِّ!

إنَّ العبوديةَ هي منتهى الذلِّ والحبِّ، مع منتهى الإجلالِ والتعظيمِ للهِ عزَّ وجلَّ، فلا بُدَّ لكي يؤمنَ الإنسانُ أنْ يُحبَّ الله ويذلَّ نفسَه له، ولا بُدَّ أن يعظِّمَ ويجلَّ اللهَ، لا بُدَّ من المعايشةِ الصادقةِ الطويلةِ والإحساسِ الدائمِ بالفقرِ والذلَّةِ والخوفِ والوجلِ، فالإنسانُ دائمًا يعيشُ مع اللهِ وهو آملٌ أنْ يقبلَه اللهُ عبدًا له.

لا بُدَّ أنْ نتعلَّم كيف يتعاملُ العبدُ مع ربِّه، وكيف يعيشُ حياةً عميقةً مع اللهِ عزَّ وجلَّ، وكيف تكونُ حياتُه كلُّها عبادةً، صلاتُه وصيامُه، ونومُه وصحوُه، وأكلُه وكلامُه، وسعيُه إلى الرِّزقِ، ويحققُ من خلالِها العبوديةَ للهِ سبحانه، بحيثُ لا يكونُ شيئًا في حياةِ الإنسانِ ولحظاتِ حياتِه بعيدًا عن السجودِ الدائمِ للهِ عزَّ وجلَّ!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#علاقة_العبد_بربه
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {10} – بداية التغيير


لكي ينشئَ الإسلامُ الواقعَ الجديدَ الذي ارتضاه اللهُ للبشرِ، ولكي يُغَيِّرَ الواقعَ الجاهليَّ الذي يَعْبُدُ الناسُ فيه بعضُهم بعضًا، ويتخذون إلهَهُم هواهُم فتفسدَ الأرضُ ومن فيها؛ لم يكنْ بُدٌّ أنْ يغيِّر تصوراتِها الجاهليَّة، وينشئَ لها تصورًا آخرَ ربانيَّا، يقومُ عليه واقعَها، أو بتعبيرٍ أصحَّ وأدقَّ؛ ينبثقُ منه واقعُها.


بدايةُ التغييرِ تغييرُ تصوُّرِ الناسِ عن معنى الحياةِ ومعنى الإلهِ، ومعنى العبوديَّةِ. وهذه هي مهمةُ الأنبياءِ، تغييرُ تصوراتِ الناسِ ومفاهيمِهم عن الحقائقِ التي غابتْ عنهم واندرستْ تماما. مهمَّتُهم أنْ يضعُوا تصورًا للحياةِ تقوم عليه الحياةُ، تصورًا صحيحًا تقومُ عليه حياةٌ صحيحةٌ.


في الجاهليةِ المعاصرةِ يتصورُ الناسُ أن التديُّنَ شيءٌ والواقعَ شيءٌ آخرٌ، هم يريدون أن يكونَ الإسلامُ مجردَ علاقةٍ شخصيَّةٍ بالله يُكيفها الفردُ كما يشاء، لا بأسَ مادامَ لم يطالبْ بنظامِ حياةٍ يُقامُ على نظامِ اللهِ وتشريعاتِه، ولا بأس إن كان هو مستديماً فقط على قول "لا إله إلا الله"!! ولا يوجد واقع يُصدِّق تلك الشهادة؛ فالكلمة مفرغة من محتواها ولا تحدث تغييراً في الحياة.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#بداية_التغيير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {11} - إلى أي شيء ندعو الناس


إنَّنا لا ندعُو الناسَ -ابتداءً- إلى أن يحْتَكِموا إلى شرعِ اللهِ، ولا ندعوهم إلى أن يصلُّوا، وإنَّما ندعوهم أولًا أن يعرفُوا اللهَ، وأن يوقِّروا اللهَ، وأن يُجلِّوا اللهَ، وأن يستيقنُوا أنه الواحدُ الأحدُ، الفردُ الصمدُ، الذي ليس كمثلِه شيءٌ، الحيُّ الذي لا يموتُ، الأولُ والآخرُ، والظاهرُ والباطنُ، هذه هي القضيَّةُ؛ يسلموا أنفسَهم إلى الحقِّ الجليلِ أولًا.


نحنُ نقفُ وقفةً صلبةً عند قضيَّةِ "لا إله إلا الله"، نوجِّهُ الناسَ ابتداءً إلى عظمةِ اللهِ وإلى فرديَّتِهِ ووحدانيَّتِه وذاتِه، وأنَّهُ متفرِّدٌ بالعظمةِ والجلالِ، وأنَّ ذاتَه هي الذاتُ التي ليسَ كمثلِها شيءٌ، هو الحيُّ الذي لا يموتُ والكلُّ يموتون، هذه هي القضيَّةُ؛ نريدُ أن نلفِتَ الناسَ للهِ عزَّ وجلَّ أولًا.


القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ هي قضيَّةُ "لا إله إلا الله"، بجلالِه وعظمتِه وقدرتِه، ثم تنبثِقُ من هذه القضيَّةِ كلُّ القضايا الأخرى، القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ أن ندعوهم إلى ألوهيَّةِ اللهِ كما ينبغي، ونحنُ لسنا مُطالَبِين بإدخالِ الإيمانِ إلى القلوبِ، أو إجبارِ الناسِ على الإيمانِ والاقتناعِ، ولكنَّ واجبَنا هو البلاغُ المبينُ، ولا يكونُ مُبِينًا حتى يضعَ الأساسَ الصحيحَ لكلِّ شيءٍ بالأسلوبِ الواضحِ البَيِّن. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#إلى_أي_شيء_ندعو_الناس
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {12} - الحقيقة المُطلقة المُتفردة

- الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ هي: حقيقةُ الألوهيَّةِ، الحقيقةُ المطلقةُ المتفرِّدَةُ بالوجودِ الحقِّ وبالكمالِ، وبالجمالِ والجلالِ، بالدَّيمُومَةِ والأزليَّةِ والأبديَّةِ، وجودُها ذاتيٌّ؛ فهي تقومُ بذاتِها، فهو الحيُّ القيُّوم، الوجودُ صفتُه، ولولاه ما وُجِدَ موجودٌ، الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ، وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ؛ المؤمنون والمُشرِكون والمُلحِدون.

- إنَّ حقيقةَ الألوهيَّةِ حقيقةٌ ثقيلةٌ، تُرغِمُ الجميعَ على التفكيرِ فيها، وتدفعُ كلَّ إنسانٍ أن يتَّخذَ منها موقِفًا. ومما لا شَكَّ فيه أنَّ فريقًا من الناسِ يهتدِي إلى الحقِّ في هذه المسألةِ، ويفهمون أبعادَها ومقتضياتِها ويضلُّ الآخرون ضلالاتٍ شتَّى، فاتباعُ هُدى اللهِ، والانشغالُ بحقيقةِ الألوهيَّةِ والتمسُّكُ بها هو الحقُّ، وما دون ذلك هو الباطلُ مهما تعدَّدَت أشكالُه وصورُه.

- نبغي أن تكون قضيَّةُ الألوهيَّةِ هي مدارُ انشغالِنا واهتمامِنا؛ لكي نستطيعَ أن نقومَ بأعباءِ متطلباتِ هذه الحقيقةِ، ونحقِّقَ بهذا سرَّ وجودِنا وغايةَ خلقِنا، ونحقِّقَ بذلك مرادَ الخالقِ العظيمِ فنفوزَ برضوانِ اللهِ وبسعادةِ الدارين، وصحبةِ النبيِّين والصدِّيقِين، والشهداء والصالحين.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الحقيقة_المُطلقة_المُتفردة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {13} - دور الإنسان في الوجود


لقد اختارَ اللهُ برحمتِه من البشرِ رسلًا، أعدَّهم لغايةٍ معيَّنةٍ، وصنعهم على عينِه، واصطنعهم لنفسِه، وكانوا هم مفتاحَ الخيرِ والسعادةِ، ومصدرَ النورِ والإشراقِ في حياةِ البشريَّةِ، إذ أوحى إليهم الخالقُ العظيمُ بالإجاباتِ الوافيةِ لكلِّ ما يتساءلُ عنه الإنسانُ في حدود فهمِه وقدرتِه على الاستيعاب.


لقد أنزلَ اللهُ للبشريَّةِ كتبًا محمَّلَةً بعقائدَ وشعائرَ، وشرائعَ ونظامًا مُحكَما للحياةِ، إذا سارُوا عليه سُعِدوا في دنياهم، وعاشُوا في سلامٍ مع فطرتِهم، ووِفقَ كِيانِهم وخلقتِهم، وانتظمَتْ حياتُهم وعلاقاتُهم، وارتفعُوا إلى قمَّةِ الكمالِ الإنسانيِّ المقدَّرِ لهم في الأرضِ في رفعةٍ وسلامٍ، ورقيٍّ واطمئنانٍ، ولا يحدثُ بينهم صدامٌ، ولا بينَهم وبينَ الكونِ من حولِهم.


أين الإنسانُ وسطَ هذا الإبداعِ الدقيقِ المُذهلِ، وقد خُلِق خلقًا فريدًا وزُوِّدَ بطاقاتٍ متميزةٍ وفُطِرَ بطبيعةٍ خاصَّةٍ مزدوجةٍ مختارةٍ، وأعطاه اللهُ حقَّ الاختيارِ بين طريقين؛ ليكونَ مُكرَّمًا بالإرادةِ المُختارةِ، ويكونَ مسئولًا عن يومه وغَدِهِ من خلال هذا الاختيارِ وهذه الإرادةِ. فكيف يقومُ هذا الإنسانُ بهذه المسؤولية؟ إنَّها أمانةٌ ثقيلةٌ مع ما يحفُّها من التكريم!


ماذا علينا لو عرفنا وأيقنَّا وعِشنا تلك الحقيقةَ كما تستحقُّ، ثمَّ أدركنا كيف ستكون حياتُنا إذا تزيَّنت بروعةِ تلك الحقيقةِ.  وعاشتْ في كنفِ هذه الحقيقةِ العظمى، حقيقةِ "لا إله إلا الله"، فاللهُ الذي خلقَنا وأبدعَنا، وأنعمَ علينا بفضلِه وكرمِه هو الوحيدُ المستحقُّ للعبادةِ والاتباعِ؛ لأنَّ من خلقَ هو الذي يستحقُّ الأمرَ وحدَه. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#دور_الإنسان_في_الوجود
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {14} - حقيقة التغيير المطلوب


بعضُ العلماءِ الآن - إلا من رحم الله - يُفهِمون الناسَ أنَّهم مؤمنونَ طالما ينطقون بكلمةِ "لا إله إلا الله" فقط؛ حتى ولو لم يُصلُّوا ولم يصومُوا. هذا تحريفٌ خطيرٌ لحقيقةِ الإسلامِ، وكذِبٌ على الله، واستهزاءٌ بدين الله، أن يقولوا كلمةً بلسانِهم ثم يخالفوا مدلولَ هذه الكلمةِ العظيمةِ ومفهومِها ومقتضياتِها في كلِّ شؤونِ حياتِهم؛ فهذا ليس من توقير الله في شيء. 


إن أعظمَ حقٍّ للهِ على عبيدِه أن يعبدُوه، ولا يُشرِكوا به شيئًا، وهذا هو ما دعا إليه الرسلُ جميعًا بقولِهم لأقوامِهم: (اعبدُوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره). وبمقتضى هذا الحقِّ أن يطيعُوه وحدَه فيما شَرَعَ لهم وأمَرَهم ونَهاهم، وبهذا تترتَّبُ الأمورَ ترتيبًا طبيعيًّا، تعبيدُ الناسِ أولًا، وحينما يُعَبَّدُون للهِ سيكونُوا طائعينَ لأوامرِه عزَّ وجلَّ.


إن أُولَى خصائصِ الألوهيَّةِ هي حقُّ تعبيدِ الناسِ، وتطويعِهم للشرائعِ والأوامرِ. حقُّ إقامةِ النُّظمِ والأوضاعِ والمناهجِ والشرائعَ، والقيمِ والموازينِ، وحَمْلِ الناسِ على اتباعِها. وهذا الحقُّ في جميعِ الأنظمةِ الأرضيَّةِ يدَّعِيهِ بعضُ الناسِ في صورةٍ من الصُّورِ ويرجع الأمر فيه إلى مجموعة من الناس.


يدَّعي بعضُ الناسِ حقَّ الألوهيَّةِ في الأنظمةِ الأرضيَّةِ، وهذه المجموعةُ التي تُخضِعُ الآخرين لأنظمتِها وأوضاعِها ومناهجها وشرائعِها، وقيمِها وموازينِها: هي الأربابُ الأرضيَّةُ التي يتخذُها الناسُ في جميعِ أنظمةِ الأرضِ أربابًا من دونِ اللهِ، ويسمحُون لها بادعاءِ خصائِصِ الألوهيَّةِ والربوبيَّةِ، عن طريقِ السماحِ لها بادَّعاءِ حقِّ التشريعِ للناسِ، ومزاولةِ هذا الحقِّ. 


إنَّ صُلبَ التغييرِ المرادِ تحقيقِه هو الكفرُ بالأربابِ المزيفين في الأرضِ وإفرادُ اللهِ سبحانه بالعبوديَّةِ والطاعةِ والخضوعِ، مع الحبِّ والإجلالِ له جلَّ وعَلا، فالناسُ يعبدُون غيرَ اللهِ حينما يتلقَّون الشرائعَ والأنظمةَ والقوانينَ من غيرِ اللهِ، فهم بهذا يتَّخذون أربابًا من دونِ اللهِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#حقيقة_التغيير_المطلوب
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {15} - أُفُق الهداية إلى الحق

إنَّ أُفُق الهدايةِ إلى الحق ونور القلب وطمأنينة النفس أفق جميل رحب فسيح. إنَّ اهتداء الإنسان إلى الحقيقة، وتوفيق الله سبحانه له أن يرى الحق حقاً، وأن يرى الباطل باطلاً، ثم تطمئن نفسه، ويشعر بنور الإيمان يملأ قلبه؛ إنَّ هذا أُفُق يَمُنُّ الله عزَّ وجلَّ به على من يشاءُ من عباده.

لقد أعطى اللهُ للإنسان كلَّ وسائلِ البحث عن الحق. فإذا استغلها الإنسان استغلالاً سليماً، مُلتزماً بمنهج الله في طريق المعرفة، وفي طريقة البحث، وفي الالتزام بما أنزله الله من كتب، وبما سنَّهُ الأنبياء من سُنن، وبما دعا إليه أهل الحق، وإذا حاول الإنسان أن يتحرى ويَصدُق ويتعب؛ فلا بد أن يصل إلى الحق.

الذين لا يصلون إلى الحق لابد أن يلوموا أنفسهم ويسألوها: لماذا لم يصلوا إلى الحق؟ والناسُ لا يشعرون حتى وهم على الباطل أنهم على الباطل، وهذا من ابتلاء الله للإنسان؛ يستطيع أن يخدع نفسه بنفسه، وإذا لم يكن مخلصاً زُيِّن له الباطل. فهذا جزاءٌ عادلٌ من الله لما يعرفه من قلب هذا العبد.

إنَّ البحث عن الحق مهمة ضخمة جداً، وعلى الناس أن يبذلوا الجهد من أجلها. والناس للأسف يتعبون من أجل لُعاعاتِ الأرض الفانية بما يهدر كل قواهم، ومستعدون للتضحية براحتهم وكل ما يملكون في سبيل تحقيق أمنية أرضية. ومهما كبرت تلك الأماني في حِسهم فهي فانية ووزنها تافه. ولكنهم -للأسف- لا يفعلون ذلك عندما يريدون أن يعرفوا الحق.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
ُفق_الهداية_إلى_الحق
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {17} - تكريم وتفضيل وشكر

لابد أنْ يَحني الإنسانُ قامتَه وجبهته لله ساجداً ليل نهار. لأنه -وهو المخلوق الطيني- مَحطُّ حبِّ الله، واهتمامِ الله، ورعايةِ الله سبحانه وتعالى. لذلك يبدو الكفر، والفسوق، والعصيان؛ شيء رهيب جداً في مواجهة هذا التكريم، وهذا العطاء الذي مَنَّ الله به على الإنسان.

لقد كرَّم الله الإنسان، وفضَّله على كثير من المخلوقات. وهذا أمر يحتاج منا أن نعيشه ونتأمله كثيراً، وأن نَعيِ تماماً ما يترتب على ذلك من قيام حياتنا كلها على هذا الحق، وأنْ تكون حياتنا كلها مظهراً حقيقياً لشكر الله سبحانه وتعالى على كل هذه النعم، وهذا التكريم والتفضيل.

من متطلبات شكرِ الله على تكريم الإنسان وتفضيله؛ هو التسليم والطاعة والاتباع المُطلق لله سبحانه وتعالى في حياتنا كلها. فالله هو الذي خلق وسخَّر هذا الكون كله لخدمة الإنسان، فينبغي أن يُعبد الله وحده ولا يُشرَك به شيئاً، وأي خروج عن ذلك هو الجحود والنُكران من هذا الإنسان تجاه ربه وخالقه.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#تكريم_وتفضيل_وشكر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {18} - ألوهية وعبودية

إنَّ تركيز المنهج القرآني والمنهج النبوي على قضية الألوهية والعبودية -وتقديمها على كل شيء، وأنها مناط الكفر والإسلام في هذا الدين- تحتاج منا أن نستوعبها ونفهمها جيداً. هذه القضية لا تريد الجاهلية أن تُقِر بها. وذراري المسلمين لا يستطيعون فهمها وإدراكها.

يَنبني على قضية الألوهية والعبودية أشياء كثيرة جداً، يخاف منها الناس ويتراجعون عن مقتضياتها ومتطلباتها. فيرفضون هذه القضية لأنَّ لها مُتطلبات ذات شأنٍ هائلٍ وكبير. فهم يتصورون أنها ستحرمهم من المُتع، ومن الحريات التي يتصورون أنهم يتمتعون بها. ولهذا السبب فهم يقفون أمام هذا الدين ويحاربونه محاربةً هائلة.

إنَّ المسافة هائلة.. بين حياة بشرية تقوم على أساس العبودية لله وحده، وحياة أخرى تقوم على أساس العبودية للعباد. والمسافة هائلة أيضاً.. بين حياة تقوم على توحيد السلطة التي يتعامل معها الإنسان في سرِّه وجَهرِه وفي دنياه وآخرته، وحياة تقوم على التمزق الذي ينشأ في النفس نتيجة التعامل مع سُلُطاتٍ وأربابٍ متفرقة.

حينما يعيش الإنسان مع الله، يشعر بالتوازن والاستقرار، ويشعر بالطمأنينة والتناسق والتوافق، الذي لا يُحدثه إلا العبودية لإله واحد الذي يستحق العبادة، والذي يَشرُف الإنسان أن يكون عبداً له، وخاضعاً له. بينما الأرباب الأخرى التي تتعبد الناس كلها أرباب تُحقِّر وتُقَلِّل من شأن الإنسان، وتجعله عبداً لكل ما ينبغي أن يكون هو سيداً له.. والفارق بلا شك كبير.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#ألوهية_وعبودية
#جماعة_الصادعون_بالحق