الإصلاح نت
1.1K subscribers
682 photos
66 videos
9 files
9.05K links
Download Telegram
وبحسب وسائل إعلام نقلا عن مسؤول بوزارة الأوقاف والإرشاد في سلطة الحوثيين، فإن الطلاب الذين تستهدفهم مليشيا الحوثي بمراكزها الصيفية "يخضعون بشكل مكثف لمناهج طائفية ومتطرفة تتضمن كتيبات وملازم لمؤسس المليشيا حسين الحوثي، إلى جانب استماعهم لخطابات عبد الملك زعيم المليشيا الحوثية".

ويشير المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية استهدافه من قبل المليشيا إلى "استهداف الميلشيا الإيرانية لعقول الطلاب والشباب عبر مراكزها بمحاضرات تعبوية تحثهم على اعتناق الأفكار الطائفية وترديد الصرخة الحوثية وتدربهم على استخدام السلاح وإجبارهم بعد ذلك على الالتحاق بصفوفها للمشاركة بجبهاتها القتالية".

التعليم في خطر

ويقول رئيس منظمة "سياج لحماية الطفولة" الأستاذ أحمد القرشي: "مؤكد بأن العملية التعليمية في اليمن شهدت قدرا كبيرا من التجريف خلال هذه الحرب منذ 2014 وحتى هذا اليوم، ولا زالت مستمرة في النيل من العملية التعليمية بمختلف جوانبها، نال الطلاب الكثير من الأذى في مدارسهم وفي مناهجهم الدراسية وفي أمنهم وفي حياتهم".

ويضيف رئيس منظمة سياج: "هذه إشكالية خطيرة جدا تهدد حاضرهم ومستقبلهم، مليشيا الحوثي تبحث عن بقاء وتبحث عن استمرار لتعزيز وجودها وتعزيز سلطتها للاستمرار، والإشكالية أن العملية تضررت ليس على مستوى مناطق الحوثيين، العملية تضررت في البلاد بشكل عام، عشرات الآلاف من المعلمين نزحوا وأصبحوا مهجرين، بعضهم التحقوا بالجبهات، وبعضهم التحقوا بمهن وأعمال أخرى غير التعليم بسبب توقف رواتبهم".

ويختم القرشي حديثه بالقول إن "المناهج تم تجريفها، العملية التعليمية تم القضاء عليها بشكل كبير جدا، تحتاج إلى سنين من العمل الجاد من أجل استعادة التعليم إلى مربعه الطبيعي، للأسف الشديد المعالجات وعمليات الحماية تكاد تكون منعدمة، تقارير حماية الطفل لا تتعدى أن تكون تقارير وإحصاءات على الأرض، لا توجد إجراءات حقيقية من أجل حماية الأطفال، ما حديث من عملية تجنيد تجاوز الصومال وغيرها، وعلى الأسرة أن تقوم بواجب التوعية الجادة لحماية الأطفال من هذا التجريف".

غسل الأدمغة

ويكشف بعض الأهالي الذين شارك أبناؤهم في مثل هذه الدورات جانبا من طبيعة تلك المخيمات التي تستهدف الطلاب والتي ينظمها ويشرف عليها الحوثيون في كل عطلة مدرسية، ويؤكد الأهالي أنّ تلك الدورات تركز على التعبئة القتالية لمن هم فوق سن العاشرة، ويتم اعتماد عناوين لا تتناسب مع أعمار تلك الفئة المستهدفة مثل "علم وجهاد".

ويضيف المصدر: "لا وجود لأية أنشطة ثقافية وفنية كما يزعم الحوثيون، هناك منهج موحد يقومون بتلقينه للأطفال، ولا هدف لهم سوى غسل أدمغة التلاميذ بالأفكار الهدامة والمتطرفة التي تُحرّض على القتل وتعمق الشرخ الاجتماعي وتصوير كافة المناهضين لمشروع المليشيا بأنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل".

وقد تناقل ناشطون صوراً لنسخة من المناهج الحوثية الجديدة الخاصة بالمراكز الصيفية الموجهة للأطفال وصغار السن والتي تحتوي على دروس وأناشيد جديدة تمجد ما يسمى بـ"الولاية" وتحثهم على الانتماء للفكر الطائفي لمليشيا الحوثي، بالإضافة إلى إدراج الصرخة الإيرانية ضمن أدبيات المنهج وتدريبات الدروس.

ووفقا لمراقبين فإن المناهج الحوثية الجديدة التي اعتمدتها مليشيا الحوثي للمراكز الصيفية بمضامينها الواردة من شأنها العبث بمستقبل الأجيال القادمة وتفخيخها بالطائفية وشحنها بالعنف وتخريج جيل جاهز للتضحية من أجل الأهداف والمشاريع الطائفية لمليشيا الحوثي وداعميها في إيران.

أرقام صادمة

ووفقا لبيان صدر عن منظمة سام للحقوق والحريات فقد اعتبرت هذه المراكز بأنها أماكن للتعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال لتدريبهم على القتال، تقول المنظمة: "تلك المخيمات الصيفية عبارة عن قنابل موقوتة لما تتضمنه من ممارسات خطيرة مثل التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة".

وتشير المنظمة إلى أن ظهور "يحيى بدر الدين الحوثي" شقيق زعيم المليشيا والمُعين كوزير للتربية والتعليم في سلطة صنعاء وهو يتوسط حشداً من الأطفال داخل أحد المراكز الصيفية يعتبر تأكيدا على حرص المليشيا على الحشد للمخيمات الصيفية والذي أصبح يحظى بتقدير كبير في سياسة قادة المليشيا التي تهدف إلى ممارسة العبث الفكري والثقافي بعقول الأطفال، وغرس التطرف والكراهية في عقولهم من أجل استمرار الحرب وخلق حضانة مجتمعية مستقبلية.

وتؤكد "سام" أن العدد الإجمالي للمستهدفين في هذه المخيمات حسب وسائل إعلام تابعة للمليشيا الحوثية "وصل إلى مليون و500 ألف طالب وطالبة، في 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ومغلقة خصصتها لهذا الشأن، يعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس في المحافظات والمديريات".
معسكرات مغلقة

وقد حذّرت الشبكة اليمنيّة للحقوق والحريات، في بيان لها مطلع مايو الجاري 2023، من خطورة المراكز الصيفيّة التي أعلنت مليشيا الحوثي عن تدشينها هذا العام، ووصفتها الشبكة بـ"بالقنابل الموقوتة".

وتقول الشبكة في بيانها: "إنّ أغلب المراكز الصيفيّة التي تم فتحها من قبل مليشيا الحوثيين معسكرات إرهابيّة مغلقة يشرف عليها ويشارك في إدارتها خبراء إيرانيون لتدريب الأطفال على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والدفع بهم في جبهات القتال، ونشر الأفكار المتطرفة الدخيلة على اليمن".

وتضيف الشبكة اليمنية بالقول: "إنّ مليشيا الحوثيين تستهدف ما يزيد على مليون ونصف المليون طفل من طلاب المدارس في المعسكرات الصيفيّة الحوثيّة، والتي تمثّل وباءً فكريًا، وتلوثًا عقليا على النشء، من خلال فكر طائفي صفوي دخيل على اليمن، وثقافة خمينية مستوردة، لا علاقة لها بهوية المجتمع اليمني".

وأوضحت أن مليشيا الحوثيين تسعى من خلال المراكز الصيفية لإطالة أمد الحرب التي تدور رحاها في اليمن، في استثمارها بعقول الأطفال للمستقبل، مشيرة إلى أنّها لاحظت العديد من الفيديوهات والصور وهم يعلمون الأطفال تنظيف وتركيب الأسلحة.

وتبين الشبكة في بيانها أنّ "انعكاسات مخرجات هذه المراكز والتدابير الحوثية على النسيج الاجتماعي والتعايش بين اليمنيين، تجعل الأطفال في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية فريسة سهلة ووقودًا لمعاركهم ومخططاتهم التخريبية التي تدار من إيران وتستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة العربية".

ويؤكد بيان الشبكة أنّ "مليشيا الحوثيين تنفق أموالًا طائلة لهذه المعسكرات، بينما أوقفت صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، الأمر الذي يؤكد على هدفها الإجرامي من وراء غسل أدمغة النشء، حيث جعلت منهم -حسب تقارير أممية- محاضن لطمس الهوية الحقيقية للشعب اليمني، ونشر ثقافة العنف، وزرع الأفكار المسمومة، والعبث بعقول الجيل الحالي".

ولفت البيان إلى أنّه "بالرغم من توقيع مليشيا الحوثي اتفاقًا مع الأمم المتحدة يهدف إلى منعها من تجنيد الأطفال واستغلالهم في الحروب، إلا أنها شرعت في تدشين معسكراتها الصيفية والتي تتسم بالطائفية، مستهدفة آلاف الطلاب في المحافظات الواقعة في نطاق سيطرتها"، داعيا المجتمع الدولي وجميع المنظمات الدوليّة والإقليميّة إلى ممارسة الضغوط على مليشيا الحوثيين لإيقاف هذه المراكز التي تفخخ عقول النشء بتلك الأفكار.
التجمع اليمني للإصلاح والثوابت الوطنية.. نضال تحت راية القواسم المشتركة

الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10284
ينطلق الأداء السياسي للتجمع اليمني للإصلاح من تمسكه بالثوابت الوطنية باعتبارها صمام أمان اليمن بمختلف مكوناته وقواه، كما أن الثوابت الوطنية هي القاسم المشترك بين جميع فئات الشعب اليمني، وهي المرجعيات التي يستند إليها الجميع في نضالهم لاستعادة الدولة والقضاء على انقلاب مليشيا الحوثيين الإرهابية، التي لا تعترف بتلك الثوابت، وتراها إدانة لها، ومحفزة للنضال ضدها كمليشيا ظلامية قادمة من زمن الجهل والخرافات.

ومن أهم الثوابت الوطنية التي تعد صمام أمان اليمن وتحظى بالإجماع: الوحدة الوطنية، والجمهورية، والدولة المدنية الحديثة، والديمقراطية، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، وغير ذلك من الثوابت التي ترسم الحدود الفاصلة بين المكونات الوطنية من جهة ومليشيا الحوثيين الإرهابية من جهة أخرى.

ويأتي حرص الإصلاح على الثوابت الوطنية والتوعية بأهميتها باعتبارها وعاء للتضامن الوطني لمواجهة مختلف التحديات التي تهدد اليمن، استشعارا منه بخطورة التفريط بها وما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على البلاد، لا سيما أن هناك أطرافا مستعدة للتخلي عن تلك الثوابت من أجل مكاسب السلطة، بل فمليشيا الحوثيين تعمل على هدم تلك الثوابت لتحل محلها مرتكزات الطائفية السياسية العنصرية، وترى الثوابت الوطنية بشكل عام تشكل تهديدا وجوديا لها.

- الإصلاح وتكريس الثوابت الوطنية

المتأمل في الأداء السياسي للتجمع اليمني للإصلاح، في السلم أو الحرب، سيلاحظ أنه يعمل على تكريس الثوابت الوطنية ونشر الوعي بأهميتها، فهي الأسس التي تستند عليها الدولة، وصمام أمن الوطن، والمرجعيات الرئيسية للمواطنة المتساوية، ولا يمكن أن يستقيم حال أي بلد إلا بأسس ومرجعيات تمثل بالنسبة له ثوابت مقدسة يلتف حولها جميع أبنائه، كونها الأساس الذي ينظم العلاقة بين مكوناته، ويحشدهم نحو العمل والبناء وخدمة الوطن، والوقوف صفا واحدا ضد الأخطار التي تهدده.

وتكتسب الثوابت الوطنية أهميتها من كونها أسس ومبادئ وقيم فوق الدستور، ذلك أن الدستور يمكن تعديله أو إجراء تغييرات واسعة فيه، وهذه التغييرات قد تخضع للاستفتاء الشعبي، بينما الثوابت الوطنية لا تتبدل ولا تتغير ولا تخضع للاستفتاء الشعبي، وهي العنوان الأكبر للتوافق الوطني، وهذا هو ما يحرص عليه حزب الإصلاح منذ تأسيسه وحتى اليوم، وقدم في سبيل التوافق الوطني الكثير من التنازلات، ويدعو دوما إلى جعل مصلحة الوطن مقدمة على كافة الاعتبارات أو المصالح الشخصية.

وفيما يلي أهم الثوابت الوطنية التي يعمل الإصلاح على تكريسها ونشر الوعي بأهميتها وجعلها المرجعيات الأساسية للتوافق والتضامن الوطني:

• الوحدة الوطنية
عندما يحرص التجمع اليمني للإصلاح على استمرار الوحدة الوطنية ويرفض العودة لزمن التشطير والانقسامات، فذلك ينبع من إدراكه لمدى خطورة مشاريع الانفصال على أمن اليمن والمنطقة، كما أن العودة إلى زمن التشطير تعني إدانة العهد الجمهوري وتمجيد عهود الإمامة السلالية العنصرية والاحتلال الأجنبي، لأن تشطير اليمن كان من إفرازاتهما، وبنفس الوقت فالتشطير نسف لثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963 وارتداد عنهما، لأن الوحدة الوطنية كانت من أهم أهداف تلك الثورتين.

يضاف إلى ذلك أن الوحدة الوطنية هي ملك للشعب اليمني بأكمله، وليست حكرا لفئة بعينها لترفضها متى ما تشاء أو تقبل بها متى ما تشاء أو تحولها إلى وسيلة للتكسب السياسي أو المزايدة بها، فالوحدة كقيمة وطنية كبرى لها مكانتها المقدسة لدى الأجيال المتعاقبة، وبالتالي فإنه من غير اللائق أن تتحول إلى وسيلة للمكايدات والابتزاز السياسي، ويجب تنزيهها، أي الوحدة، عن أخطاء الحكام، فأخطاء الحكام تتم معالجتها وفقا للدستور والقانون، بحيث يتحمل الحكام وحدهم المسؤولية عن أخطاء حكمهم، وليست الوحدة الوطنية هي من تتحمل مسؤولية أخطائهم، لأن ذلك يعني شخصنة الوحدة واختزالها في أشخاص، وهذا غير لائق بالوحدة كمنجز وطني تاريخي يعد ملكا لجميع اليمنيين وليس ملكا لأشخاص قد لا يكون لهم أي دور في إنجازه أو الحفاظ عليه.

• النظام الجمهوري
كان اختيار اليمنيين للنظام الجمهوري بعد عقود من النضال الوطني ضد الإمامة الكهنوتية الاستبدادية والاحتلال الأجنبي، كما أن النظام الجمهوري التعددي الضامن للمواطنة المتساوية هو النقيض تماما للإمامة الكهنوتية الظلامية التي تعتاش على التمييز العنصري المصطنع والدخيل على ثقافة اليمنيين، واحتكار السلطة والثروة في سلالة عنصرية طائفية وفقا لمعتقدات باطلة، مع تعطيل تام للإنتاج وكبح فاعلية المجتمع وحيويته وإغراقه في الجهل والتخلف والفقر والجوع والمرض.
ولذلك فالإصلاح يرى أن النظام الجمهوري خط أحمر وخيار مقدس لليمنيين لا يمكن التنازل عنه، فهو النقيض للإمامة الكهنوتية السلالية المدعومة من إيران، ويشكل حصانة للبلاد من التغلغل الإيراني الذي يعتاش على الطائفية السلالية لتكون أداته لنشر الإرهاب والتطرف وتوسيع نشاطه التخريبي في المنطقة العربية، كما أن النظام الجمهوري يضمن المساواة بين جميع مكونات الشعب اليمني، ولا يعطي أفضلية لفئة على أخرى، وهو بمنزلة مظلة للتوافق الوطني ضد الكهنوت السلالي وما شابهه من المشاريع المليشياوية الفئوية الظلامية.

• الدولة المدنية الحديثة بصرف النظر عن الجدل حول مفهوم الدولة المدنية الحديثة وتعدد تعريفاتها ومحاولة البعض تحميلها أعباء أيديولوجية لتكون وسيلة للتنابز السياسي والجدل العقيم، تظل الدولة المدنية الحديثة مطلبا شعبيا يحظى بإجماع مختلف المكونات اليمنية، وبالتالي فهي من الثوابت الوطنية التي يعمل الإصلاح على تكريسها، لأن الدولة المدنية الحديثة تقوم على المواطنة المتساوية وسيادة القانون، ويمارس فيها الأفراد حريتهم ويحصلون على حقوقهم ويؤدون جميعا ما عليهم من واجبات، مع عدم التمييز بين مختلف فئات ومكونات الشعب، وهذا هو ما يدعو إليه الإصلاح ويعده من الثوابت الوطنية، ويشترك معه في ذلك جميع المكونات الوطنية، وبالتالي فلا خلاف حول الدولة المدنية، التي يحكم فيها المدنيون وليس العسكر، وتكون مناقضة للقبلية والطائفية والمناطقية والبداوة وغيرها من الانتماءات الفرعية، التي تشكل مدخلا للانقسامات والحروب.

• الديمقراطية والتعددية السياسية:
عندما يشدد التجمع اليمني للإصلاح على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية كآلية للتداول السلمي للسلطة، فذلك نابع من بعد نظر استنادا لتجارب الصراع على السلطة في اليمن وغيرها من بلدان العالم الثالث، فتداول السلطة بالوسائل الديمقراطية يشكل عامل استقرار لليمن ولجواره الإقليمي أيضا، لأن تداول السلطة إذا لم يتم عبر صناديق الاقتراع فإنه سيتم عبر صناديق الرصاص، وعندما تشتعل الحروب الأهلية فإن نيرانها تلتهم مختلف فئات الشعب ويتطاير لهيبها إلى الجوار الإقليمي، وبنفس الوقت فالحروب الأهلية تمنح القوى التخريبية في المنطقة، مثل إيران، فرصة لاختراق الدول وتفكيكها من داخلها وبالتالي تمدد نفوذها ومشروعها الطائفي، والتجارب طافحة بذلك في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

ختاما، الثوابت الوطنية هي كتلة واحدة لا تتجزأ، فلا يمكن فصل الوحدة الوطنية عن النظام الجمهوري، لأن الجمهورية والوحدة من أهم أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، ولا يمكن فصل الوحدة والنظام الجمهوري عن الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة، لأن الديمقراطية تشكل حصانة للوحدة الوطنية وللنظام الجمهوري، ومن دون الديمقراطية ستحتكر فئة معينة السلطة وستقصي الجميع منها، وقد تكون هذه الفئة سلالة أو عائلة أو قبيلة أو قرية، وهذا بدوره سيشعل الحروب الأهلية والانقسامات، كما أن الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة تشكل حصانة للجمهورية من عودة الإمامة السلالية العنصرية وترسيخ حكمها البدائي والظلامي المتطرف.

يضاف إلى ذلك أن استمرار الوحدة الوطنية ورسوخها ستجعل من مليشيا الحوثيين فئة صغيرة في اليمن الكبير والموحد، وأما العودة لزمن التشطير فهي تخدم بدرجة أولى إيران ومليشياتها، لأن الانفصال يعني تسليم دولة بكاملها لإيران في الشمال، ومع مرور الوقت ستتحول تلك الدولة إلى نسخة مشوهة من إيران، وستهدد الجوار الجغرافي بأكمله، وليس الشطر الجنوبي فقط بذريعة استعادة الوحدة، وهكذا تشكل الثوابت الوطنية السابق ذكرها حصنا منيعا لليمن وعامل استقرار لجواره الجغرافي.
المليشيا الإرهابية والكهنوت الثقافي (الحلقة الرابعة)

خرافة الكهنوت.. الباعث والهدف

عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10285

أولا، مفهوم الكهنوت السلالي:

جعانين السلالية العنصرية الانقلابية الإرهابية يقولون إن الله اختصهم -وحدهم فقط دون سائر الناس- بفهم القرآن وتفسيره وفهم وتفسير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهم معصومون من أي خطأ -قرين القرآن نموذجا- الصواب: قرين الشيطان.

خرافة الكهنوت هي دعوى توارثها جعانين السلالية عن الأحبار والرهبان، قال تعالى : "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله". ذلكم هو مفهوم خرافة الكهنوت الثقافي، وذلكم هو هدفهم واضح بنص القرآن.. سنفصل لاحقا أكثر حول الأهداف.

ثانيا، الباعث وراء خرافة الكهنوت:

- الباعث الأول والأخير هو منظومة الرفض الكسروية، ذلك أن دولة الفرس المجوسية الكسروية تهاوت أمام دعوة الإسلام ذات الأهداف الإنسانية الواضحة.

أهداف دعوة الإسلام أعلنها الصحابة أمام رستم وأركان حربه قبل معركة القادسية: نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

- تهاوت دولة الطغيان الكسروية ولم تستطع الصمود، ذلك أن مجتمعات الفرس كغيرها اتجهت:
- إمّا لاعتناق الإسلام.
- وإمّا للعيش في ظل عدل الإسلام. بل إن عددا من سكان أقاليم فارس لم يعتنقوا الإسلام ولكنهم قاتلوا تحت راية الإسلام ضد طغيان ملوك وإقطاعيي فارس.

- طغاة وإقطاعيو فارس أكل قلوبهم الحقد ضد دولة الإسلام، علما بأنهم عاشوا موفوري الكرامة وحقوقهم محمية، لكن الحقد الفارسي المجوسي لم يخمد له أوار، فقد أكل قلوب الطغاة.
واستغل طغاة الفرس حرية العيش في ظل سماحة الإسلام فاتجهوا إلى توظيف خبراتهم الثقافية الفارسية المتراكمة قرابة 10 قرون.

اتخذ طغاة الفرس أساليب مختلفة في محاربة دولة الإسلام - سياسيا وعسكريا واجتماعيا وغيرها، لكننا سنقتصر في هذه الحلقة على أسلوب توظيف خرافة الكهنوت الثقافي، والحق يقال إن الأسلوب الثقافي كان أخطر الأساليب مطلقا فلا زالت أمة الإسلام تتجرع آثاره الكارثية المدمرة حتى اللحظة.

ثالثا، منطلقات المنظومة الكسروية:

سلكت المنظومة الكسروية عدة مجالات ثقافية بهدف الدس والتشويه والتلويث الثقافي والمتمثلة فيما يلي:

- مجال مصدري التشريع - كتابا وسنة.
- مجال التاريخ.
- مجال الأدب العام.
- مجال الأدب الشعبي.

من الصعب استقصاء ما ورد في المجالات الآنفة وإنما سنركز على أهم وأبرز المعالم، وذلك على النحو التالي:

المجال الأول، وينقسم إلى:

- المصدر التشريعي الأول:

سنكتفي بمعلمين بارزين يعرفهما الغالبية ولكن لا يعلمون.. قل من يعلم السبب.

1- تحريف القرآن عن مواضعه: نجد هذا المعلم البارز في سياق اعتماد المصحف العثماني، فقد اتفقت أمهات كتب السنة أن الصحابي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من "أوزبكستان".. انتبه أيها القارئ.. قدم حذيفة من فارس، وقال للخليفة عثمان رضي الله عنه: أدرك القرآن قبل أن تفترق حوله الأمة كما افترقت بنو إسرائيل في التوراة.

انتهت القصة باعتماد المصحف "الأمام" مكون من ثماني نسخ إلى كل إقليم نسخة مرجعية، واستمر العمل به حتى اللحظة.

هنا قطعت الطريق وتم إغلاق أخطر باب فتحته المنظومة الكسروية، والفضل بعد الله لرجل المخابرات الثقافية، حذيفة بن اليمان، الذي حال دون تحريف القرآن عن مواضعه.
يعود السبب إلى المنظومة الكسروية الحاقدة التي استغلت عامة المسلمين بخبث ومكر.

2- المعلم الثاني: تحريف القرآن من بعد مواضعه، وذلك بوضع آيات تفسير للقرآن ونسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

سنوضح هذه النقطة تحت المصدر التشريعي التالي:

المصدر التشريعي الثاني:

- الكذب في الأحاديث على الرسول صلى الله عليه وسلم.. لقد بلغ الكذب في هذا المجال التشريعي حدا يكاد يتحير العقل أمامه.

- نكتفي بشاهد واحد من الوضوح بمكان.. لقد اشتهر عن الإمام البخاري رحمه الله أنه قال: انتقيت الجامع الصحيح - صحيح البخاري - من بين 600 ألف حديث.

- الأحاديث المنتقاة في صحيح البخاري - من دون تكرار - بلغت حسب إحصاء ابن حجر في فتح الباري 2750 حديثا.

- أطلب منك أخي القارئ تضع الحاسبة بين يديك ثم استخرج النسبة المئوية، فقد لا تصل النسبة 1%.

لقد كان الاختراق مركزا ومكثفا وفق خطة خبيثة لولا أن البخاري وضع مصفاة ومسطرة عصفت بل وعملت على تعرية الإجرام المجوسي الفارسي تعرية عالية طالت مجال صحة السند وهذا جهد جبار.. وقريبا من البخاري فعل الإمام مسلم رحمه الله.
الموجة الكسروية الثانية:
في أواخر القرن الرابع ومطلع القرن الخامس الهجريين، ظهرت موجة أعتى تمثلت في مستدرك الحاكم تحت حماية الدولة البويهية الشيعية الرافضية، فقد قام بوضع 9500 رواية مدعيا أنها حازت شروط البخاري ومسلم - منها 75% كذب وزور وقاح كما قال الإمام الذهبي.. بقية الـ25% طعن فيها كبار المحدثين.

- نجحت منظومة الرفض الكسروية في حماية ذلك الافتراء إبان دولة البويهيين طيلة 110 سنين. دخل الكثير من الروايات المكذوبة في تفسير القرآن وذلك في مستدرك الحاكم وبقية المحدثين في عصره وبعد عصره، ومن يقرأ في كتب التفسير بالروايات يجد الكثير الكثير من سب الصحابة والطعن فيهم وكذلك مدح الروافض.. مثال: روى ابن جرير الطبري عند تفسير "أولئك هم خير البرية" أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: هو علي وشيعته.. وهناك أمثلة كثيرة تخدم التشيع بطريقة مباشرة وغير مباشرة عند ابن جرير وغيره.

بعض المحققين قدموا جهدا مشكورا ولكن بقي الكثير الكثير.. وسأكتفي بالمعلمين التاليين:

المعلم الأول، اعتماد التفسير بالروايات: الإشادة والمديح واعتبار صحة وسلامة التفسير بالروايات الضعيفة، واتهام التفسير للقرآن بالقرآن وبمقاصد القرآن.

المعلم الثاني، القرآن حمّآل أوجه: يا لها من فرية؟ يا له من إرهاب فكري؟ العياذ بالله من هذا الافتراء والزور على كتاب الله.
إنها مقولة يرفعونها إرهابا في وجه من يفسر القرآن بالقرآن وبمقاصد القرآن، فقد نسبوا هذه المقولة كذبا وزورا إلى علي بن أبي طالب - القرآن حمال أوجه، وأنه قالها لابن عباس عندما أرسله إلى مناظرة الخوارج - ناظرهم بالسنة لأن القرآن حمال أوجه، والتاريخ يكذب هذا الافتراء، ذلك أن ابن عباس ناظرهم بمنطق القرآن لا غير.

معلم فرعي.. تفسير حرف الباء

تحت فكرة تعظيم القرآن يقذفون بهذه الفرية المنسوبة إلى علي بن أبي طالب مفادها أن رجلا سأل عليا عن تفسير فاتحة الكتاب، فرد عليه: يا مغفل، لو قلت لك إن حرف الباء من "بسم الله" يحتاج حمل سبعين بعيرا من الورق لتفسيره.. هكذا يرددها حملة الإرهاب الفكري حتى اللحظة بحجة حماية الدين.

نتيجة المعالم الثلاثة الآنفة:

- لجوء قارئ التفسير إلى الرواية الضعيفة والمنقطعة السند وغيرها.

- إذا لم يجد رواية عليه أن يفسر بأقوال السلف - السلف مفهوم مطاط - كل يلصقه حسب ما يحلو له.

ثالثا، خرافة كهنوتية التعاليم.. للقرآن ظاهر وباطن:

لم تكتف منظومة الرفض الكسروية بالحصار الفكري الآنف وإنما قذفت بأخطر فكرة شيطانية إلى ميدان التفسير وهي التفسير الباطني للقرآن - ظهرت هذه المقولة الإجرامية ودعمت بالروايات المكذوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وراجت هذه الفرية في عهد البويهيين ونسبوها إلى الفرقة الباطنية - نسبة إلى الإمام "الباطن" المعصوم إسماعيل السابع، ويقال لها السبعية، نسبة للسابع، ولكي تنطلي الخدعة على العقل السني يعلن الروافض عداوتهم للباطنية، وفي نفس الوقت يتبنون تفسيرات الباطنية.

وقد تعددت صور التفسير الباطني منها -على سبيل المثال لا الحصر- أن تذبحوا بقرة - هي عائشة، اذهب إلى فرعون - هو القلب، الكافرين عذاب أليم - مشتق من العذوبة، خاتم النبيين - زينة النبيين كالخاتم زينة الإصبع - وإذن، النبوة لم تنقطع، والنبوة مستمرة في المعصومين، والله منحهم وحدهم فهم القرآن وتعاليمه، ولا يجوز لأحد يفسر القرآن غيرهم، فهذا اعتداء على الكهنوتية التعاليمية - قرين القرآن نموذجا.

من صور التفسير الباطني:

تأمل كيف تم تفسير النص القرآني التالي: "من ذا الذي يشفع عنده إلا بأذنه".. من ذل، ذي، يُشْفَ، عُ. المعنى الممسوخ - من، ذل - أي أهان، ذي، أي نفسه في جوفه، يُشْفَ - أي يعافى من أمراضها، عُ - أي افهموا وعوا هذا المعنى.

بهذا المسخ المبهرج يرهبون ضعفاء العقول بأن هذا تفسير لجنة النعاليم - التي هي شبيهه بأتباع الحواريين - الرهبان.
انتشرت هذه الضلالة تحت دعوى امتداد النبوة الهادفة إلى نشر التعاليم كما شاء الله.

فرية - الرازي يكذب النبوة:

الرازي هذا فيلسوف مسلم عاقل عاش مطلع القرن الرابع الهجري، والظاهر أنه أفحم أحد الباطنيين - أصحاب نبوة التعاليمية الباطنية حيث قال له: أنا لا أحتاج نبوتك فلدي نبي خاتم ولدي عقل أفهم القرآن. وبعد موت الرازي أخرج المجرمون كتاب "إنكار النبوة"، نسبوه للرازي، وقد وقفت على الكتاب فوجدته عار عن أي قول للرازي، فقط يوجد في السطر الأول: الرازي ينكر النبوة.
ثم اتجه ينكر على الرازي، وهي طريقة متبعة كثيرا وحتى اليوم تمارسها منظومة الروافض الكسروية - حسب الثقافة الفارسية المتوارثة.
المجال الثالث، مجال التاريخ:

وهذا باب واسع جدا نفذت من خلاله الكسروية شوهت بالصحابة والإسلام ودولة الإسلام - نموذج معركة صفين.. لا وجود لها أبدا إلا في ذهنية روافض الكوفة ولا يوجد أدنى كلمة عنها لدى أهل الشام، وهذه الفجاجة انطلت كثيرا وجاء المؤرخ العراقي د. صالح العلي رحمه الله فدحضها منهجيا، وكذلك شتائم معاوية ويزيد ومعركة الحرة كلها افتراءات شيعية 100%، ومنها أن الصحابة ارتدوا، وأهل اليمن أيضا، وكلها افتراءات.

المجال الرابع، مجال الأدب العربي والحكايات الشعبية:

هذا المجال عبثت به الرافضة وأصبح الشعراء والأدباء كلهم شيعة لأنهم لم يجدوا سوى ذلك الكذب والافتراء - نموذج هارون الرشيد وأبي نواس.
أشرف د. عماد الدين خليل على رسالة ماجستير حول التقاء هارون الرشيد بأبي نواس فلم يجد الباحث أدنى دليل يثبت لقاء الاثنين على الإطلاق.
تلكم هي بواعث الكهنوتية الثقافية باختصار شديد، وقد نجحت فكرة الكهنوت في ترويض الثقافة الإسلامية.

رابعا، الهدف الكهنوتي:

1- صناعة كائنات دينية لا عقل لها ولا منهج ولا مبادئ ولا أسس.

2- إفساد الفكر وتأزيم العقل المسلم والدفع به إلى لجج التيه فيستسلم للخرافة.

3- إذلال النفوس والأرواح وتركيع واستعباد الأجساد عند ركب جعانين السلالية العنصرية.

4- إفساد مقاصد القرآن عقيدة وقيما وأخلاقا وإهدار الدماء وهتك الأعراض وابتزاز الأموال، والواقع صارخ في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

5- الاستيلاء على مقدرات الأمة وتدمير الأوطان وإفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل.

6- تحصين الطغيان السلالي وتقديسه باسم الإسلام والإسلام بريء.

7- تحويل الدين الإسلامي إلى ألغاز لكي تتمكن السلالية من فتح الباب المزور - علي باب مدينة العلم - الغريب هو ترديد هذه الضحالة من علماء سنة.

8- تكريس تدين سني موازٍ للتدين الرافضي - يقول الروافض: لا تحك رأسك إلا بقول صادر من معصوم.. وهنا وجدنا علماء سنة يقولون حرفيا: لو استطعت أن تحك رأسك بأثر السلف فافعل.. وهكذا تم إغراق الحياة بتدين لا صلة له بالشرع المعصوم.

9- تمييع المعالم بين ثوابت الشريعة ومتغيرات الواقع.

10- تكريس البدع والضلالات - عبادة القبور والرقص والانتحاب... إلخ السفاهات.

أخي القارئ سرح النظر وستجد إضافات إلى كل ما سبق، والسبب هو خرافة الكهنوت السلالي العنصري استهدافا وتسلطا على النفوس والعقول وإفساد الدين.

خيار المواجهة ثقافيا.. هذا هو موضوع الحلقة الخامسة.. نلتقي بعونه سبحانه.

.........................
* هامش:
الآثار الثقافية الكسروية قد تستمر إلى ما لا نهاية، ما لم يفق العقل السني فينطلق من أسس منهجية، كما سنوضح ذلك بعونه سبحانه في الحلقة الخامسة.
الدائرة السياسية للإصلاح تنظم ندوة بمناسبة ذكرى الوحدة ودورها في بناء الدولة واستقرار المنطقة

الإصلاح نت - خاص

نظمت الدائرة السياسية في الامانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، اليوم السبت، ندوة عن الوحدة ودورها في بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال رئيس الدائرة السياسية للإصلاح، سعيد شمسان، في إن الوحدة جاءت نتاج تضحيات كافة فئات الشعب شمالا وجنوبا وخلاصة نضال ثوار سبتمبر واكتوبر وانبثاقا من أهداف الثورتين، مشيرا الى ان الاخطاء التي رافقت الوحدة لا تبرر الانقلاب على المكتسب الوطني الذي كان وما يزال محل فخر وتقدير لكل يمني.
وأضاف الاستاذ شمسان أن مخرجات الحوار الوطني قد وضعت معالجات للقضية الجنوبية.
وأكد شمسان ان الوحدة كخيار شعبي ودستوري هي الضامن الحقيقي لاستقرار اليمن والمنطقة في ظل دولة يمن اتحادي قوي يضمن التوزيع العادل للثروة والسلطة والنهج الديمقراطي وسيلة لبناء اليمن والحفاظ على النظام الجمهوري.
وتناولت الندوة ثلاث اوراق عمل الاولى عن الوحدة اليمنية تحديات الحاضر وافاق المستقبل، قدمها رئيس اصلاح مارب، الشيخ مبخوت الشريف، اكد فيها ان الانقلاب الحوثي يمثل اكبر خطر على الوطن ومكتسباته كالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية والتعددية السياسة موضحا أن التشققات الحاصلة في الصف الوطني وضعف تماسك مكوناته من ابرز التحديات التي تواجهها الوحدة.
وأشار الى ان الوحدة تجاوزت الكثير من المنعطفات وخرجت منها اقوى مما كانت قبل ذلك.
وقدم الدكتور عبدالسلام المهنّدي الورقة الثانية التي تناولت المكاسب والمنجزات الوطنية التي تحققت في ظل الوحدة منها علنية الممارسة السياسية وتشكيل الأحزاب والتنظيمات السياسية والعمل بأدوات رسمية وعلنية ومخاطبة الراي العام ورفع مستوى الثقافة والوعي الديموقراطي للشعب اليمني والدورات الانتخابية واختيار من يمثله.
وفي الورقة الثالثة قدم عبدالقادر سعيد، ورقة عمل عن الوحدة اليمنية في مسار الوحدة العربية تحدث فيها عن ما تمثله الوحدة من اهمية في زمن التكتلات والتحالفات وضرورة لتعزيز استقرار المنطقة ومصلحة الشعوب العربية في مقدمة مصالح الوحدة اليمنية منوها أن الانفصال سيكون اثاره ممتدة للمنطقة كذلك وهو ما يدركه العالم اليوم ولذا نرى التأكيد المستمر على وحدة اليمن.
واثريت الندوة بمداخلات من الحضور اكدت على ان الوحدة اليمنية ثمرة سنوات وعهود طويلة من النضال من اجل نيل الحرية والاستقلال.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10286
الهجري يهنئ قيادة وشعب الأردن بعيد الاستقلال ويشيد بمواقفها تجاه اليمن

الإصلاح نت – خاص

هنأ عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح رئيس الكتلة البرلمانية، النائب عبدالرزاق الهجري، قيادة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، بمناسبة عيد الاستقلال.
وعبر الهجري في تصريح لـ "الإصلاح نت" عن خالص التهاني لقيادة الأردن ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده، وحكومة وشعب الأردن بالذكرى الـ77 للاستقلال.
وأشاد الهجري بمواقف المملكة الأردنية الهاشمية، الداعمة لليمن وشعبه وشرعيته، والتي تأتي امتداداً لمواقفها الثابتة والراسخة في دعم كل الجهود التي تحقق أمن واستقرار اليمن ووحدته واستقلاله.
كما أشاد الهجري بمستوى العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين اليمن والأردن، معرباً عن أمله بأن تشهد المزيد من التطور والازدهار، متمنيا أن تعود هذه المناسبة وقد تحقق للأردن كل خير ونماء.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10287
تجربة الإصلاح في السلطة والمعارضة.. قراءة في الممارسة السياسية

الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10288
طوال مسيرته السياسية، قدم التجمع اليمني للإصلاح تجربة سياسية ثرية تنقل خلالها من الشراكة في السلطة إلى المعارضة ثم الشراكة في السلطة مجددا، وأفاد من موقعه سواء في السلطة أو في المعارضة للحفاظ على العملية السياسية من الانهيار وترسيخ التجربة الديمقراطية الوليدة، والحرص على الشراكة والتوافق الوطني، وقدم تنازلات وتضحيات لأجل ذلك وفق متطلبات كل مرحلة.

كما أن انخراط حزب الإصلاح في المشهد السياسي أضفى عليه حركية سياسية فاعلة، حيث أسهم في ترشيد العملية السياسية، وإجبار النظام الحاكم، آنذاك، على احترام الهامش الديمقراطي وعدم وأد العملية السياسية أو خنق حرية الرأي والتعبير، وبنفس الوقت ظل يعمل على توعية الجماهير بأهمية ثقافة النضال السلمي كوسيلة حضارية لنيل الحقوق والحريات، بدلا من ثقافة العنف وما تجلبه من خراب ودمار.

ورغم التجربة السياسية الثرية لحزب الإصلاح، لكنها لم تنل حقها من الدراسة والتقييم، بل إن معظم الكتابات التي تتحدث عنه متحيزة وتنطلق من أحكام مسبقة غير منصفة، وتأتي في سياق العداء والخصومة السياسية والدعاية السوداء، مع أن الممارسة السياسية للحزب، وتجربته في السلطة والمعارضة، وعلاقته مع أحزاب السلطة والمعارضة، تكاد تشكل حالة استثنائية ليس في اليمن فقط وإنما أيضا في العالم العربي.

أُعلن عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر عام 1990، بعد أشهر قليلة من إعادة تحقيق الوحدة الوطنية في 22 مايو 1990، التي كانت فاتحة عهد جديد في تاريخ اليمن، وكانت إعادة تحقيقها التي ارتبطت بالتعددية السياسية والحزبية استجابة لضغوط الجماهير في شطري البلاد وضغوط كثير من النخب السياسية، قد جعلت شريكي الوحدة يتفقان على أن يتزامن مع إعلان إعادة تحقيق الوحدة اعتماد النظام الجمهوري الديمقراطي التعددي وحرية العمل السياسي وتشكيل الأحزاب السياسية.

- إرساء مبدأ المعارضة السياسية

وبعد مرور مدة قصيرة على تأسيس حزب الإصلاح، أصبح الحزب يمثل الصوت الأقوى في المعارضة للحزبين الحاكمين حينها، المؤتمر والاشتراكي، بل فقد كان أول تيار سياسي يمني يرسي مفهوم المعارضة السياسية في أوساط الشعب قولا وعملا، وذلك عندما دعا إلى مظاهرات شعبية رفضا لبعض بنود دستور دولة الوحدة، عام 1991، ليكون بذلك قد أدخل تقاليد سياسية كانت مستحيلة قبل ذلك الوقت، من شأنها تعزير وترسيخ مفهوم الديمقراطية والتعددية السياسية، وتعريف الجماهير بأبرز مضامينها، ثم إنه مارس الرقابة على أداء الحزب الحاكم، رغم أنه كان مشاركا في السلطة، قبل أن يغادرها تماما بعد انتخابات عام 1997 البرلمانية، وتحول إلى حزب معارض مرسخا مفهوم المعارضة السياسية الفاعلة في الأوساط الشعبية.

- المشاركة في السلطة

عندما أجريت أول انتخابات برلمانية، عام 1993، كانت المفاجأة أن حزب الإصلاح حل في المركز الثاني، حيث حصل على 63 مقعدا في البرلمان، بعد حزب المؤتمر الذي حصل على 123 مقعدا، بينما حل الحزب الاشتراكي في المركز الثالث بحصوله على 56 مقعدا، وأسفر عن تلك النتيجة اتفاق الأحزاب الثلاثة على الدخول في تجربة ائتلاف ثلاثي، يتضمن تشكيل حكومة ائتلافية وتنسيق برلماني بين الكتل البرلمانية الثلاث.

ورغم التوتر السياسي بين حزب المؤتمر والحزب الاشتراكي، بسبب نتائج الانتخابات وقضايا خلافية أخرى، إلا أن علاقة الإصلاح بالحزبين ظلت متوازنة، في الوقت الذي شهدت علاقته بالاشتراكي تحسنا كبيرا بعد تشكيل الحكومة الائتلافية الأولى. بيد أن تجربة الائتلاف (الحاكم) تلك لم يكتب لها الاستمرار، فانهارت بسبب الأزمة السياسية التي انتهت بحرب صيف 1994 الأهلية وخروج الحزب الاشتراكي من السلطة، في ما يشبه إقصاء سياسي له.

وبعد الحرب، تم تشكيل ائتلاف ثنائي جمع حزب المؤتمر وحزب الإصلاح، لكن سرعان ما دبت الخلافات بين الحزبين وانهار التحالف بينهما، بسبب تبنى حزب المؤتمر، آنذاك، سياسة الإقصاء، وتحجيم الشركاء، والتخلص من مشاركة الإصلاح، وبدأ بمحاربة وزراء الإصلاح بتقليص صلاحياتهم، واشتدت حملات القمع وارتفاع حدة الفساد، وتضييق الهامش الديمقراطي، وحصول المزيد من الانفلات الأمني والإداري، وانهيار الأوضاع المعيشية.

- مغادرة السلطة إلى المعارضة

لم تدم شراكة حزب الإصلاح كثيرا في السلطة، إذ غادرها بعد انتخابات 1997 البرلمانية، وبدأ العمل على إرساء تقاليد ديمقراطية تنهض بالعملية السياسية وتمارس دور الرقيب على أداء النظام أو الحزب الحاكم، فخاض الإصلاح حوارا مع الأحزاب السياسية التي كانت منضوية في "مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة"، وهي: الحزب الاشتراكي، والتنظيم الناصري، وحزب البعث القومي، واتحاد القوى الشعبية، وحزب الحق.
وبالرغم من خروج الإصلاح من السلطة، وتحوله إلى حزب معارض، إلا أنه أعلن دعمه لعلي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية عام 1999، والهدف من ذلك الحفاظ على العملية السياسية حتى يقوى عودها، لأنه كان من الصعب تصور قبول علي صالح بنتائج الانتخابات إذا قدمت المعارضة مرشحا قويا وفاز في الانتخابات الرئاسية، والخشية من أن يؤدي ذلك إلى انتكاس العملية السياسية، وإلغاء الديمقراطية والأحزاب، والعودة إلى الحكم الفردي الشمولي.

لقد كانت انتخابات 1999 الرئاسية آخر محطة تحالف بين حزب الإصلاح وعلي صالح، وسرعان ما اتخذ الحزب موقفا معارضا لحزب المؤتمر وعلي صالح بعد الانتخابات المحلية والاستفتاء على الدستور في العام 2001، واستمر الحوار واللقاءات بين حزب الإصلاح وبقية أحزاب المعارضة، حتى الإعلان عن تكتل أحزاب اللقاء المشترك، في العام 2003. وكان تشكيل ذلك التكتل نقلة نوعية في الحياة السياسية اليمنية، حيث انتقلت أحزاب المعارضة إلى مرحلة جديدة من النضال السلمي ضد النظام الحاكم، الذي كان يعمل على إفراغ التجربة الديمقراطية من مضمونها، وازدادت وتيرة النضال السلمي بعد انتخابات 2006 الرئاسية والمحلية.

- تنازلات الإصلاح للحفاظ على العملية السياسية من الانهيار

اتسمت الممارسة السياسية لحزب الإصلاح منذ تأسيسه بتقديم تنازلات كثيرة للحفاظ على العملية السياسية من الانهيار والانزلاق في مربع العنف والفوضى ووأد التجربة الديمقراطية في مهدها، ومن نماذج ذلك أنه بعد انتخابات عام 1993 تراجع عمدا من المركز الثاني إلى المركز الثالث، وهو ما انعكس على حجم مقاعده الوزارية، مقارنة بحجمه في البرلمان، وذلك للحيلولة دون تعثر العملية السياسية، بعد تفاقم الخلافات التي برزت بقوة بين حزبي المؤتمر والاشتراكي.

وبعد الأزمة السياسية واندلاع حرب صيف 1994، طرح حزب الإصلاح في مؤتمره العام الأول، عام 1994، ضرورة حل القضية الجنوبية بعد حرب صيف 1994، سعيا منه لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها بما قد يعطل تطور العملية السياسية مستقبلا، وهو ما حدث بالفعل، حيث تنامت مشكلة الجنوب وصولا إلى تفجر القضية الجنوبية وتدشين فعاليات الحراك الجنوبي التي بدأت شرارتها الأولى مع إعلان ملتقيات ما عرف حينها بالتصالح والتسامح، مطلع العام 2006، ثم انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007، وكان ذلك مؤشرا واضحا على تعطل الحياة السياسية وجنوحها صوب العمل الشعبي الجماهيري.

في عام 1997، كانت العملية السياسية مهددة، بسبب مقاطعة معظم الأحزاب للانتخابات البرلمانية في ذلك العام، وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني، حيث هدد رئيس البلاد حينها، علي عبد الله صالح، بإلغاء التعددية السياسية، ولم يكن أمام الإصلاح من خيار سوى المشاركة في الانتخابات رغم علمه المسبق بأنها لن تكون نزيهة، حيث كان أمام خيارين أحلاهما مر، فإما المشاركة في الانتخابات المعروفة نتائجها سلفا، وإما نسف العملية السياسية كما هدد علي صالح، بعد سبع سنوات فقط من إعلان الوحدة، ولذا فقد كان خيار المشاركة دعما لمسيرة الحياة السياسية التي ولدت مع الوحدة، وللحفاظ على التجربة الديمقراطية الهشة حتى يقوى عودها.

وعندما تم تأسيس تكتل اللقاء المشترك، عام 2003، قدم حزب الإصلاح تنازلات ساعدت بعض الأحزاب على النهوض، حيث تنازل لها عن بعض دوائره الانتخابية التي كانت مضمونة له، في انتخابات عام 2003 البرلمانية، وانتخابات عام 2006 للمجالس المحلية التي تزامنت مع الانتخابات الرئاسية، وحشد أنصاره للتصويت لصالح مرشحي اللقاء المشترك من الأحزاب الأخرى، لا سيما مرشحي بعض الأحزاب التي لم يكن لها أنصار في بعض الدوائر الانتخابية.

- الحرص على الشراكة والتوافق الوطني

يحرص التجمع اليمني للإصلاح دائما على تكريس مبدأ الشراكة وعدم القبول أن يقوم أي طرف بإقصاء الآخرين، وما يزال الحزب حريصا على مساندة مختلف الخطوات التي تكرس وحدة الصف الوطني، ومن نماذج ذلك، دعمه لحكومة الوفاق الوطني، التي تشكلت وفقا للمبادرة الخليجية، بعد ثورة 11 فبراير 2011 الشعبية السلمية، ومشاركته في تلك الحكومة، وحرصه على نجاحها، وتحذيره المبكر من انقلاب مليشيا الحوثيين الإرهابية، وترحيبه بعملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية ضد الانقلاب الحوثي، وتحالفه مع السلطة الشرعية ضد الانقلاب الحوثي.

وعملا بمبدأ تجسيد الشراكة الوطنية، لم يطالب حزب الإصلاح أن تكون حصته في حكومة الوفاق الوطني والحكومات التي تلتها تتناسب مع حجمه الجماهيري أو تمثيله في مجلس النواب، وعمل على دعم تلك الحكومات ومساندتها لتجاوز العقبات والتحديات الماثلة أمامها، مكرسا كل جهوده لدعم التوافق الوطني والشراكة، وتركيز الجهود ضد انقلاب مليشيا الحوثيين حتى استعادة الدولة والشرعية والحياة السياسية.
المليشيا الانقلابية وثقافة الكهنوت (الحلقة الخامسة)

خيار المواجهة.. مسارات ومفاهيم

عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10289
خلاصة، وتذكير:

في الحلقات الأربع الماضية تحدثنا حول خرافات المليشيا الفارسية السلالية الانقلابية الإرهابية - خرافة الحق الإلهي، وخرافة الخمس، وخرافة الغدير، وخرافة ثقافة الكهنوت.
وفي نهاية الحلقة الرابعة ذكرنا أبرز الأهداف الخبيثة التي تسعى إليها السلالية العنصرية.

المليشيا السلالية تدرك تماما أنها عاجزة إزاء ثقافة جيل التعليم - مرحلة الإعدادية والثانوية، فهذا الجيل قد ترسخ في ذهنه النشيد الوطني رسوخ جبال وطننا الحبيب.

هنا، اتجهت المليشيا السلالية إلى تلويث الناشئة التي تفتقد الحصانة الثقافية، غير أنه من المضحك ادّعاء المليشيا أنها استهدفت مليونا ونصف المليون طفل. الهدف من هذا الهريف هو إيصال رسالة أن المليشيا السلالية تحظى برضا حاضنة شعبية واسعة وهيهات.

غير أن الواجب يحتم علينا تحصين المجتمع عموما بلا استثناء، وذلك باختيار أفضل المسارات والمفاهيم ذات الفاعلية والتأثير في الوعي المجتمعي.
سنشير إلى أبرز المسارات والمفاهيم تحت المحاور التالية:

المحور الأول، إرساء روح الممانعة الثقافية:

قال تعالى: "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون • وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين • ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل • إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم" (سورة الشورى، 39 - 42).

تعليق إجمالي حول النص:

- النص أعطى المظلوم حق الانتصار من الظالمين بصريح الدلالة، وأن مواجهة الثقافة السلالية العنصرية جزء لا يتجزأ من الجهاد بل هي الأساس الأول للجهاد، وأننا نعبد الله في الدفاع عن هويتنا اليمنية - عقيدة ولغة وثقافة وتاريخا وحضارة وجغرافيا.

- يجب -ضرورة- أن يفهم المجتمع أن "البغي" السلالي العنصري الانقلابي الإرهابي قد سحق كرامة الإنسان اليمني - عقيدة، ودماء، وأعراضا، وعقولا، وأموالا، وحرية، وحقوقا، ووطنا، إرضاء لنزاوته السلالية العنصرية الإرهابية الطاغية الباغية، وتحكما في رقاب الشعب اليمني واستعبادا للأرواح والنفوس والأجساد.

- يجب -ضرورة- توعية المجتمع بأهداف السلالية العنصرية التي ذكرناها في نهاية الحلقة الرابعة.

- يجب ترسيخ تلك الأهداف في الوعي المجتمعي حتى تكون حاضرة شاخصة في أعماق ذهنية المجتمع وفي غاية الوضوح.

- يجب نفخ روح الكرامة والحرية وعزة المسلم اليمني اقتداء بالصحابة اليمنيين الكرام الفاتحين الناشرين للإسلام في ربوع آسيا وأفريقيا والأندلس.

- يجب -ضرورة- توعية المجتمع عموما والأجيال الناشئة خصوصا بخطورة السلالية على كرامة الإنسان اليمني، وأن السلالية بطغيانها وإجرامها تحارب دين الإسلام - عقيدة وقيما وأخلاقا وأعرافا.

في بيتنا ذئب*

هذا هو المسار الأول لإرساء وترسيخ روح الممانعة الثقافية ينطلق بقوة، رافعا شعارا يقرع الأسماع بجرس غاية في القوة.. شعار مكوّن من ثلاث كلمات هي: في بيتنا ذئب.. نعم، ذئبٌ.
شعار يجب أن يصل إلى كل يمني - أطفال، وشباب وشيوخ.

في بيتنا ذئب.. يجب أن يتجسد هذا الشعار صورة شاخصة في الذهنية المجتمعية مصحوبا بتعرية جرائم السلالية، المتمثلة في انتهاك وإفساد وإسقاط كل المقدسات.
ومصحوبا بأقوى العبارات التي تنفخ روح الكرامة الإنسانية والعزة والإباء والأنفة في النفوس.. نعم، فليكن حالنا أشبه بمن ينادى عليه من مكان بعيد - أسرع، يا بابا، "في بيتنا ذئب".. ذئب يتجه إلى الفتك بأخينا الوليد الوحيد.
ذلكم هو المسار الثقافي المجتمعي الأول.

المحور الثاني، مسار الإصلاح المنهج الأصولي:

- تفعيل المنهج الأصولي المتفق عليه عند جمهور فقهاء الأصول، ذلك أن العقل الفقهي دخل نفق التقليد المذهبي في جانب الأصول. وللعلم فإن التقليد المذهبي في مجال الأصول هو الأخطر على الفكر والفقه والفهم والثقافة وفقه الواقع من التقليد في مجال فروع الفقه.

التقليد المذهبي في الأصول بدأ مبكرا في ثقافتنا، وقد كان له الأثر السلبي الكبير على العقلية الفقهية، فالهدف من التقليد المذهبي في الأصول يتمثل في كلام باهت مفاده - اقرأ الأصول للعلم - أي كي تعلم أن هناك أصولا.. يعني اقرأ الأصول ليس للتطبيق والإنتاج الفقهي المواكب للمستجدات ومعالجة قضايا الاجتماع، وإنما حشوا للذهن أن هناك شيئا اسمه أصول.

إعادة التأصيل المقاصدي:

المنهج المقاصدي كان حاضرا بقوة، سيما في المنعطفات التاريخية المصيرية، قيادة للمجتمع نحو معالجة قضايا الحياة، انطلاقا من فقه الصحابة السهل البسيط الذي يدور حول معنى واضح في الذهنية المجتمعية في مفهوم غاية في الوضوح قواعد خلاصته "قواعد الأحكام مصالح الأنام".**
- يجب علينا -ضرورة شرعية- إذا أردنا للفقه أن يقود المجتمع، يجب أن نرسي فقه الحياة على هذا الأساس - جلب مصلحة، أو دفع مفسدة.. وبهذا سيتحول الفقيه من السير خلف المجتمع إلى قيادة المجتمع.. وهنا سيتم تعرية السلالية العنصرية وستنهتك أسمال وغلالات التدين المغشوش التي تحصن الطغيان باسم الدين زورا وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- فهم القرآن من خلال مقاصده الكلية والجزئية، والمقصود هنا إبراز فقه قيم القرآن ومبادئه وتنزيله للمجتمع - بدءًا من مركزية التوحيد وكرامة الإنسان وحماية حريته وحقوقه، والقيام بالقسط والحكم بالعدل انطلاقا من مبدأ المساواة وترسيخ مبدأ الوسطية - الأمة الوسط وتفعيل مقصد التيسير القرآني المستند إلى 22 دليلا من القرآن ومثلها من السنة الصحيحة.. نعم، يجب إنزال هذه المفاهيم للمجتمع، بل للإنسانية جميعا، وهنا نكون قد وضعنا أسس الثقافة الصحيحة وقطعنا الطريق أمام السلالية العنصرية الخبيثة الرامية إلى استعباد الناس.

- شعارنا باختصار: يكون شعارنا الفقهي الأصولي هو ما قاله الفاروق رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتم أحرارا"؟

- محاصرة الطغيان والاستبداد بأنواعه وتعرية كل ما يخدم الاستبداد والطغيان.
ربط القيم الكونية بركني الإيمان بالله واليوم الآخر من جهة، ومن جهة ثانية ربط القيم الكونية بمقاصدها السننية الخادمة للاجتماع الإنساني، وتنزيل القيم بلغة الثقافة المعاصرة من جهة ثالثة.

- ربط القيم الخلقية بركني الإيمان بالله واليوم الآخر وكذا ربطها بمقاصدها الاجتماعية المتمثلة في تجسيد وترسيخ شبكة العلاقات الاجتماعية وغايتها المتمثلة في فاعلية السنن الحامية الحافظة للاجتماع.

- تفعيل كل قيم القرآن ذات الصلة بحماية الاجتماع من تغول الطغيان السلالي والاستبداد أيا كان مصدره وشعاره، بشرط أن يكون التفعيل وسائل تحمي المجتمع: منظمات، نقابات، أندية، منتديات، تستند إلى أساس الشورى.

إعمالا وانطلاقا من المقصدين القرآنيين، المقصد الأول: عدم الركون إلى الظلمة: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار".

المقصد الثاني: أولو بقية: "فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض".

المحور الثالث، المفاهيم، والوسائل:

تجنبا للإطالة، نستطيع القول جازمين إننا قادرون على بلورة المفاهيم وإيصالها إلى كل أسرة وكل أب وكل أم، إن لم نستطع إيصالها إلى كل طفل، وهذه نماذج سريعة:

- جودة الحضور: المقصود بسيط جدا وهو أن إيصال مفهوم "جودة الحضور" إلى كل أب وأم والمتمثل في توجيه رب الأسرة أن يقوم خلال دقيقتين كل يوم بغرس مفهوم إيجابي في ذهن الطفل - كرامة الإنسان، حريته، المساواة... إلخ المفاهيم الآنفة الذكر.

- غرس المفهوم السالب، المتمثل في جملة صغيرة: لا تصدق هراء السلالية.. إنهم كذابون.

- نستطيع إرسال بيت شعري للزبيري رحمه الله، مثل: أتحنو لطاغية جبهتي؟.. لا، من يقال له؟ من أبوه؟

وهناك عشرات الأبيات من هذا النوع، من قائلها؟ ومتى؟ ولم قالها؟ كل هذا في دقيقة أثناء الطعام وغير ذلك.. هذا هو مفهوم جودة الحضور.

- يمكن قص جملة من النشيد الوطني، وإرسالها يوتيوب، رسالة نصية، حالة، خلفية... إلخ.

- رسم كاريكاتير بسيط هادف يعري الكهنوت السلالي.

- إسكتش أطفال ساخر من السخف الكهنوتي السلالي العنصري وخطورته وأن الجيل قد شب عن الطوق.

المحور الرابع، السير عكس ما نحن عليه:

- معرفة أهداف السلالية والسعي إلى قطع الطريق أمامها وتنمية الممانعة الثقافية بالحكمة، بالمثل الشعبي، بالنكتة... إلخ.

باختصار، أحد فلاسفة أوروبا خاطب الشعب بجملة بسيطة سهلة قائلا للشعب: سيروا عكس ما أنتم عليه ستجدون أنكم في الطريق الصحيح.

ونحن نقول: افعلوا عكس أهداف السلالية - رسخوا مفهوم الكرامة، الحرية، المساواة، دوسوا التسيد الإبليسي الفرعون الطبقي السلالي العنصري، قدسوا الحرية، قدسوا الحقوق كما أراد الله لها في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة.

- رسخوا الولاء لله الذي علمنا مقارعة الظالمين بالكلمة حماية لسنن الحياة.

- رسخوا مفهوم الولاء للأمة بكل مقوماتها وقواسمها المشتركة - هوية، وثقافة، وتاريخا، وحضارة، ودستورا، ودولة، وجيشا.
جسدوا القيم الوطنية، وكرامة الشعب والديمقراطية.. كل هذا لن يأخذ من الأسرة كل يوم دقيقتين.

- إحياء أدب الثورة - شعرا وتاريخا، وأغاني وطنية، وهذا الأخير لا عذر فيه لأحد أيا كان، صغيرا أو كبيرا، متعلما او أمّيّا، مثل:
أرضنا نحن غسلنا وجهها
وكسونا أفقها صبحا مبينا
وزرعنا في ثراها عزها
لا يرى ثراها مستكينا

- نحن رفض رافض إن مسنا
ظلم ظلام بعيدا أو قريبا
نحن رفض رافض لكننا
نعشق الحق جليلا ومهيبا

- أربعينياتنا فيها رفضنا
وضحى سبتمبر/ أكتوبر فيها رفضنا
ومدى السبعين يوما قد رفضنا
وسنمضي رافضين
كل من قد لكي يدجي ضحانا

... إلخ، مع شرح مبسط للفكرة.

- يا ماردا في هامة التاريخ يصهر المحن.. وصانعا أيلول صنعاء وتشرين عدن

الفنان، من هو؟ وما هو المارد؟

- أنا للطغيان لا لن أنحني
عصمة الإسلام تجري في دمي

هذا هو الفنان محمد حمود الحارثي رحمه الله.

الخلاصة: السطور السابقة هي من باب التذكير والإلهام لا غير.

حفظ الله وطننا اليمني أرضا وإنسانا.. النصر للشعب اليمني المناضل في سبيل الكرامة والحرية والمساواة والحب والإخاء.. المجد والخلود لكل الشهداء.. الشفاء للجرحى.. الخزي والعار السلالية العنصرية..

.......................

* هامش:

الشطر الأخير من المحور الأول - في بيتنا ذئب مقتبس من الفيلسوف د. محمد عابد الجابري رحمه الله، في كتابه: نقد الحاجة إلى الإصلاح.

** قواعد الأحكام في مصالح الأنام، هو عنوان لأعظم سفر أصولي مقاصدي، للفقيه سلطان العلماء، العز بن عبد السلام، رحمه الله، والعنوان يدل على عقلية فقهية فذة في غاية الإشراق الحضاري.
عندما تبرز أنياب لص صنعاء

صلاح الحاج

علي واقع العبث الانقلابي بصنعاء بين الحين والاخر يظهر اللص الحوثي مهدي المشاط تحت مسمي المشير ورئيساً للإنقلاب في عبث وتدنيس وانتهاك اخر للمصطلحات والمسميات. المُصاحب لانتهاك ونهب وطن بأكمله له ولولي نعمته الاجرامية عبده الحوثي وعصاباته اللصوصية التي استنزفت كل مقدرات وخيرات اليمنيين وقطعت كل سبل العيش الكريم دون رحمة او إنسانية او وازع ديني يردعهم حيال ما صنعوه ومازالوا يصنعونه من إفقار وتجويع وقطع لمرتبات اليمنيين وتسخير كل ايرادات المحافظات المسيطرين عليها لحساباتهم طوال ثمانية اعوام عجاف علي اليمن سمان لهم ولزعيمهم المتخلف عبده الحوثيراني.
يظهر مهدي اللص وقد انتفخ جلد وجهه حراماً وسحتاً من قوت الاسر اليمنية التي يطحنها الفقر والجوع والمعاناة.
ويستعرض الدعي مهدي بعصاباته المسلحة مدعياً بأنها جيش لحماية اليمنيين بينما ملايين اللعنات والسخط تلاحقه من عامة الشعب هو وعصاباته المسلحة المتفاخر بها جراء وصفه الكاذب المفضوح النزق لوصف تلك العصابات بالجيش وما ترتكبه تلك المليشيات من تجويع وافقار وابتزاز ونهب وسرقة لأموال الشعب وممارسة أبشع جرائم الانسانية بحق المواطنين من اعتداء واعتقال وقتل وخراب وتدمير، ابعد كل ذلك يجرؤ الحوثي مصاص دماء اليمنيين ان يستعرض بجحافل مليشياته الدموية الاجرامية؟!
وعن أي جيش يدعي مهدي لص صنعاء ويتشدق وتبرز انياب فكيه وملامح وجهه الاجرامية الافاكة واصفاً مليشياته التي تقتل اليمنيين وتصنع الموت في كل مدينة وقرية وبيت، من تقتحم البيوت والمساجد وتفرجها، من تنتهك حرمة البيوت والنساء والاطفال وكبار السن، من تفرض حصارها على تعز وتزرع في كل جبل وسهل الغامها، العصابات الحوثية الاجرامية التي تصادر اموال ومرتبات، وقوت الشعب لهذا اللص ولزعيمهم الحوثي عبدالملك الخميني، بأنها في خدمة الشعب، فعلي من تكذبون والي متي سيتمر كذبكم وزيفكم الوضيع.
.إن اصرار المليشيات الحوثية في المضي قدماً في استمرار مشروعها التجهيلي والكهنوتي علي كاهل اليمن واليمنيين قد بلغ ذروته الخانقة والاكثر معاناة وبؤساً في المناطق التي يسيطر عليها سيفيض ويليه ثورة عارمة كالطوفان مصدرها الجوع والفقر والظلم والفساد والاستبداد الحوثي العبثي وبلا شك فالاحتقان المجتمعي والشعبي في تلك المناطق جراء الظلم والاجرام الحوثي وسياساته الافقارية واللصوصية لأموال الشعب وانتهاك حقوقه وحرياته سيفي بغرض الخروج عن حالة الصمت وكسر عظم وصلف وجبروت الحوثي بانتفاضة وثورة تؤدي به الي السحيق الذي لا اثر له ولا مفر منه ..
والايام شواهد

https://alislah-ye.net/articles.php?id=916
تمسك اليمنيين بالنظام الجمهوري.. ثورة مستمرة ضد الإمامة بنسختها الحوثية

الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10295

عندما اندلعت ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة السلالية الكهنوتية، كان اختيار الأحرار اليمنيين للنظام الجمهوري كتعبير عن رفضهم للإمامة بكل بشاعتها، وتأكيد على حق اليمنيين في الحياة وفي الحرية وفي الكرامة الإنسانية، ومهما كانت مساوئ الأنظمة التي حكمت الجمهورية، فلا مجال للمقارنة بينها وبين الإمامة، فبالجمهورية يستعيد الشعب إنسانيته وحريته وكرامته وعقيدته وهويته قبل أن ينال حقه في العدالة والمساواة.

ومن غير المنطقي مقارنة أنظمة معاصرة حتى وإن كانت ديكتاتورية بمليشيا الحوثيين الإمامية الإرهابية، لأن الإمامة ليست نظام حكم يختلف عن الجمهورية أو الملكية أو أي نظام عصري ولو كان ديكتاتوريا، فالإمامة هي الإرهاب والخراب وموت الإنسان ودمار المدن، ولم يسبق أن شهد العالم عبر التاريخ طريقة حكم مثل الإمامة في اليمن التي يمثلها اليوم الحوثيون، فالإمامة بكل مراحلها خليط غريب من العنصرية والفاشية والتخلف والجهل والإرهاب والإبادة الجماعية والقتل وتدمير الأوطان وتمزيق النسيج الاجتماعي وعدوان سافر على الإنسانية.

- الحوثية أبشع مراحلة الإمامة

وتمثل المليشيا الحوثية اليوم أسوأ وأبشع مراحل الإمامة، لأنها ابتدعت أساليب قتل وتنكيل وإبادة وحرب طائفية وثقافية وهوياتية بطريقة أسوأ مما كانت تفعله الإمامة سابقا، ساعدها على ذلك تطور أدوات القتل والعنف ووسائل التحريض والتضليل ونشر ثقافة الموت والإرهاب والكراهية.

وتعد الإمامة أسوأ النكبات والكوارث التاريخية التي حلت باليمن، وشكلت حاجزا صلبا بين اليمنيين وبين كل سبل ووسائل الحكم في التاريخ الإسلامي، بمعنى أنه لا يوجد ما يشبه الإمامة في تاريخ المسلمين كله وفي مذاهب المسلمين جميعا المنقرضة والحية، ويزيد من فظاعة الأمر أن الإمامة بقيت بنفس بشاعتها من عهد الرسي إلى عهد الحوثي، ولم تتطور الإمامة إلا للأسوأ بتطور وسائل القتل والتدمير والتنكيل والعنف والإرهاب بكل أشكاله.

لقد أوقفت الإمامة التراكم الحضاري لليمنيين، وحالت دون استقرار اليمن خلال ألف ومئة عام، ودمرت بكل ما أوتيت من وسائل الدمار المدن والبنيان والآثار وأحرقت المؤلفات والمخطوطات، ومزقت وحدة البلاد، وانتهكت الإنسانية، ويزيد من بشاعة الأمر عندما تتمكن من الحكم والسيطرة، وهو ما يتجسد اليوم في حكم مليشيا الحوثيين بمناطق سيطرتها. ونتيجة لكل ما سبق ذكره، يرى اليمنيون النظام الجمهوري طوق نجاة من الإمامة الإرهابية بنسختها الحوثية، وهو الراية الجامعة لكل اليمنيين للتخلص من آخر أعراض التخلف والجهل والظلام الكهنوتي السلالي العنصري.

- أبرز ملامح حكم الإمامة

من ملامح نظام الحكم الإمامي الذي قضت عليه الجمهورية وتريد مليشيا الحوثيين الإرهابية إعادته:

• كانت الأمراض الفتاكة تفتك بآلاف اليمنيين، وحتى الأمراض البسيطة التي كان يصاب بها المواطنون تتفاقم إلى أن تؤدي إلى الوفاة نظرا لعدم وجود خدمات أو رعاية طبية ولا حتى أدوية يمكن أن تقدم لهم، في حين أن الفقر الشديد للأسر اليمنية كان يجعل معظم الأسر تقف عاجزة عن إنقاذ مريضها وتجبر على التخلي عن المريض حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.

• كان نصف الأطفال المواليد عرضة للموت في اليمن في تلك الحقبة، لانعدام الخدمات الصحية والتحصين ضد الأمراض وسوء التغذية وغياب الرعاية للأم والطفل.

• كان اليمنيون يعيشون حياة القرون الغابرة، جراء التخلف والتردي الكبير والفقر المدقع والجهل والمعاناة الشديدة التي كان يعيشونها آنذاك، ولا يمكن أن تقارن بما كانت وصلت إليه البشرية في وقتها، بل تشبه حياة القرون الغابرة.

• كان اليمنيون يعانون من المجاعة الشديدة، ولجأ الآلاف من أبناء تهامة إلى المرتفعات، وتفشي الإسهال والدوسنتاريا بسبب الاكتظاظ والجوع وانعدام النظافة وارتفع عدد الموتى.

• القمع والتنكيل، والذي كان من مظاهره أن أطفالا بعمر الزهور رهائن لدى الإمام، حيث كان الحكم الإمامي يتفنن في إذلال الشعب اليمني وممارسته الضغوط على شيوخ ووجهاء القبائل اليمنية لإبقائها خاضعة لطغيانه من خلال أخذ الرهائن.

• كانت الإمامة تحكم بالسيف، وكان الإمام يعدم معارضيه علنا، بل فالإمام أحمد ذبح اثنين من أشقائه علنا.

- الجمهورية كنقيض للإمامة

اختار اليمنيون النظام الحمهوري كنظام حكم يضمن العدالة والمساواة بعد أن اكتووا بنيران الإمامة العنصرية السلالية الكهنوتية خلال عقود كثيرة، فبالرغم من أنها سلالة وافدة، لكنها قسمت المجتمع إلى طبقات ومنحت نفسها الأفضلية على سكان البلاد الأصليين، وهذه الأفضلية لا تقتصر على التمييز الطبقي العنصري، وإنما منحت نفسها أحقية احتكار السلطة والثروة ونهب أموال المواطنين بذريعة زكاة الخُمس وغيرها، وهذا ما دفع الأحرار اليمنيين إلى الثورة على الإمامة الكهنوتية في 26 سبتمبر