📽 كلمة (مرئية) لسماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله بمناسبة مولد أمير المؤمنين عليه السلام وقد بُثت للمؤمنين في خارج البلاد

https://youtu.be/jQAaFQFoZfA

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

أنقل لكم درس سماحة الشيخ علي الجزيري

ليلة الجمعة 28 رجب ١٤٣٧

https://youtu.be/xA9vStDsalY

* نعتذر على التأخير لشغل شغلنا .. وسيتم تقطيع المقطع (كل سؤال على حدا) قريبا إن شاء الله

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

أنقل لكم درس سماحة الشيخ علي الجزيري

ليلة السبت 29 رجب ١٤٣٧
https://youtu.be/tAEbksOIP0w


* نعتذر على التأخير لشغل شغلنا .. وسيتم تقطيع المقطع (كل سؤال على حدا) قريبا إن شاء الله

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

يتجدد اللقاء بكم مع سماحة الشيخ علي الجزيري حفظه الله

ليلة الجمعه القادمة الساعة الثامنة والنصف مساء ١٢ مايو ٢٠١٦م.

حضوركم إحياء لأمر محمد وآله عليهم السلام.

فحياكم الله على الرحب والسعه
محبكم فاضل العمار بوحسين (صاحب المنزل)

---------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

تقرير مقدمة درس ليلة السبت كاملا 29 رجب 1437هـ للشيخ علي الجزيري (دامت بركاته):

قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا" [سورة الأحزاب: 45-46 ].

في هذه الآيةِ بَعْضٌ مِن أَمرِ رسول الله (صلّى اللهُ عليـه وآله وسلم). هذه الآية لَمْ تُبيّن كُل أَمره؛ بيّنت بَعضاً من أَمره، ونحنُ لن نتطرق إلى كُلِّ ما بينتهُ هاتان الآيتان، وإنما سنكتفي بالحديث عن ما بيَّنتهُ الآيةُ الأولى في الصفة الأولى (شاهداً).

لا بُدّ أن يكون الشاهدُ عالماً بما يَشهدُ به، رسول الله صلى الله عليـه وآله وسلم أُرسِلَ شاهداً، فإذاً لا بدّ أن يكون عالماً بما يشهدُ عليه، وأما شهادة الجاهل فغيرُ مقبولةٍ بل لو أنّ الله سبحانهُ إعتدّ بشهادةِ الجاهلِ لكَان ذلك مَطعناً في الدين. هذا والحال أننا نتحدث على وفق المرتكز في أذهانكم إبتداءً من أن الشهادة التي تتصورونها هي الشهادةُ ولو على مثل هذا القلم وعلى ملكيته، ومَا قدرُ هذا القلم وما قيمتهُ حتى يُشترطُ في الشهادة على ملكيته أن يكون الشاهدُ عالماً بما يشهد، بل جاء في النص الشرعي على مثل هذا – وأشار إلى الشمس- فاشهد وإلّا فلا (1)، فالشهادة لا تكونُ إلاّ عن علمٍ، ورسول الله صلى الله عليه وآله قَد جُعل شاهداً فلا يُعقلُ أن يُجعل شاهداً إلّا أن يُؤتى العلم بما يشهدُ عليه.

مالذي يشهدُ عليه النبي صلى الله عليه وآله ؟ النبي يشهدُ على أمته كما بيّن القرآن الكريم ذلك " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" . [ سورة التوبة: 105 ].

بعض العمل يَأتي به بُعضُ العباد جهراً، وبعضه يَأتي به بعض العبادِ سراً، يأتي بعض العباد بالصلاة في المسجد تارةً وفي بيوتهم تارةً أخرى! هذا بالنسبة للأ‘عمال الظاهرة، والعملُ ليس خاصاً بالأعمال الظاهرة، بل من الأعمال: أعمالُ القلوب، وهي أمرٌ باطنٌ لا يُمكن أن يَطَّلِعَ عليه حتى من يُلازمك صباحاً ومساءً. بل أعظم الأعمال التي يقومُ بها العبدُ هي أعمالُ القلوب، وكفى بذلك أنّ الإيمان عملٌ من أعمال القلوب وهو أعظم الأعمال على الإطلاق. والنيةُ والإخلاصُ من أعمال القلوب، والتولي والتبري من أعمال القلوب، فحيث جُعل رسول الله صلى الله عليه وآله شاهداً على الأمة، وَجَبَ بِحُكمِ العقل أن يُعطى علمَ ما يفعلهُ العبادُ بقلوبهم لتصحّ شهادتهُ عليهم. هذا بعضُ أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، وبمقتضى حديث المنزلة الذي رواهُ المؤالفُ والمخالف وقد صرح بتواتره جماعةٌ من حُفاظ غيرنا (2)، وهو المروي في الصحيحين – صحيح البخاري (3) وصحيح مسلم (4) – "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي" أو "لا نبوة بعدي" (5) ومن منزلة هارون من موسى ما بينه الله سبحانه في قوله " إجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي* أشدد به أزري وأشركه في أمري* فكل أمر موسى (ع) قد أشركهُ الله فيه مع هارون (ع)، وما أشرك الله فيه موسى وهارون من الأمر، قَدْ أشركَ اللهُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وعلياً عليه السلام في الأمرِ إلا النبوة. وحيث أن من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه شاهدٌ على الأمة، فمن أَمر عليٍ عليه السلام أنه شاهداً على الأمة.
—---------—

(1) جعفر بن الحسن بن سعيد المحقق في [الشرايع] عن النبي صلى الله عليه وآله وقد سُئل عن الشهادة قال: "هل ترى الشمس؟ على مثلها فاشهد أو دع". وسائل الشيعة: 18 / 250، باب 20 من أبواب الشهادات، حديث 3. وأورد صاحب كتاب "المقاصد الحسنة فيماإشتهر على الألسنة" من طرق المخالفين: الحدِيثٌ : " عَلَى مثل الشَّمْسِ فَاشْهَدْ أَوْ دَعْ " عن الحاكم والبيهقي عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : إذا علمت مثل الشمس فاشهد وإلا فدع ، وأورده الديلمي في الفردوس عنه بلفظ : يا ابن عباس لا تشهد إلا على أمر يضيع لك كضياع الشمس ، وهو عند الطبراني ، ثم الديلمي عن ابن عمر.
https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1849&pid=909641&hid=683

(2) من الذين صرّحوا بتواتر حديث المنزلة الإمام جلال الدين السيوطي في كتاب "قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" ص 282.

(3) حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه [ وآله] وسلم لعلي [ع]: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى". صحيح البخاري» كتاب فضائل الصحابة.

(4) عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ [ بن أبي وقاص] ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ وَآَلهِ] وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ [ع] : " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " . صحيح مسلم » كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ . حديث رقم (4428)
https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4428&pid=108073

(5) جاء الحديثُ بهذا اللفظ في صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ لَهُ : خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي" حديث رقم (4427)
https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4427&pid=108073

تم رفع الجزء الرابع والخامس من سلسلة "أبحاث في العقيدة" لسماحة الشيخ علي الجزيري

الجزء الرابع بعنوان - الإيمان وجوبه وأهميته
الرابط : https://youtu.be/BAEgDB_n5V8

الجزء الخامس بعنوان - التقليد في الإيمانيات (أصول الدين)
الرابط : https://youtu.be/B9J7lAwAHmE

كما يمنكم الدخول على رابط السلسلة مباشرة بالضغط على الرابط أدناه
https://www.youtube.com/playlist?list=PLyFaABOfDDglzVFwHe8TM1Yd5G8tZmFXb

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

درس سماحة الشيخ علي الجزيري ليلة الجمعة 28 رجب 1437 👆🏻

درس سماحة الشيخ علي الجزيري ليلة السبت 29 رجب 1437 👆🏻

أسئلة وأجوبة لسماحة الشيخ حفظه الله



س٢ : هل يكره الإنسان على العبادات مثل الصلاة أو الحج أو... ؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له مراتب. المرتبة الأولى بأن يوجه الخطاب للإنسان بأن يفعل الواجب وأن يترك المحرم فإذا لم يأتمر بالأمر بالمعروف ولم ينتهِ من النهي عن المنكر، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأتي له مراتب ودرجات أشد من مجرد إنشاء صيغة افعل ولا تفعل ، فتصل إلى مرتبة الإكراه .

فمثلا المرأة التي لا تنتهي عن التحجب فإنها تكره على الحجاب ، وكذلك بالنسبة لمن لا يأتمر بالفعل في الواجبات فإنه يكره على ذلك ، هذا في الواجبات والمحرمات التوصلية .

وأما في الواجبات العبادية فإن التارك للصلاة مثلا يكره على فعل الصلاة ولكن هذه الصلاة التي يأتي بها غير مسقطة للتكليف إلا إذا جاء بها بقصد القربة، فمن يجب عليه الأمر بالمعروف يقوم بإكراه التارك لها ، وأما الشخص التارك للصلاة والمكره على فعل الصلاة فهذه الصلاة لا تجديه حتى في إسقاط التكليف ، فضلا عن مرتبة القبول .

وتوضيح ذلك أن لفعل الصلاة أثرين :

الأثر الأول: أن تكون الصلاة مسقطة للتكليف المتوجه إلى الإنسان ، فإذا أتى العبد بالصلاة بجميع أجزائها وشروطها تحقق هذا الأثر ، وسقط التكليف . فلا تجب عليه إعادة الصلاة ولا يجب عليه قضاؤها إذا فات وقتها ، وأما إذا لم يأت بالصلاة كذلك ، بأن ترك الصلاة من رأس أو أتى بالصلاة فاقدة لبعض الأجزاء أو فاقدة لبعض الشروط ، لم يتحقق هذا الأثر . كما إذا صلى من غير وضوء أو صلى بوضوء باطل أو صلى في ثوب نجس مع العلم والعمد ، فإن هذه الصلاة لا تسقط التكليف فيجب عليه أن يعيد الصلاة إن كان الوقت باقيا ، وإذا فات الوقت وجب عليه أن يقضي الصلاة.

الأثر الثاني: أن تكون الصلاة مقبولة ، وهذا أثر أشرف من الأثر الأول ، لأن العبادات بل سائر الأعمال تقبل بقبول الصلاة ، وكما ورد في الخبر أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم يوم القيامة هو الصلاة ، فإن صحت نظر في عمله ، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله .

وشرط قبول الأعمال بصفة عامة هو التقوى، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِين} فلابد أن يكون الإنسان متقيا لكي يتقبل الله منه عمله ومن تلك الأعمال الصلاة.

فالصلاة إذا كانت فاقدة للاختيار فلا تكون هذه الصلاة مسقطة للتكليف فضلاً عن أن تكون مقبولة.

ولكن يجب على من يأمر بالمعروف أن يكره تارك الصلاة على فعل الصلاة، ويلزمه بذلك ، بل إن تارك الصلاة يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل في إذا تحققت شروط خاصة لذلك .

فهذا إكراه ، وهو إكراه على التدين - إن صح التعبير- أي على التعبد ، وإن كانت هذه العبادة لا تنفع المتعبد بها حتى في إسقاط التكليف.

فإذا كان الإنسان التارك للواجب جاهلاً، فينبغي على الآمر بالمعروف أن يرشده أولاً إلى أن هذا الفعل واجب، فإذا عرف أنه واجب، يأمره بأن يأتي به.

وهناك فرق بين الإرشاد والأمر بالمعروف:

الإرشاد يكون للجاهل بحكم الشيء ، والأمر بالمعروف يكون للعالم بحكم الشيء. فإذا علمه به ابتدأه بأن يأمره بصيغة ( افعل ) أو ( لا تفعل ) ثم بعد ذلك ترتفع هذه المراتب بالتدريج. إلى درجة الإكراه.

---

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدرس هذه الليلة الساعة ٨.٣٠ بمنزل والد سماحة الشيخ رحمه الله تعالى
—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

أنقل لكم درس سماحة الشيخ علي الجزيري

ليلة الجمعة 5 شعبان ١٤٣٧

https://youtu.be/ZGdBGwltVYk

* سيتم تقطيع المقطع (كل سؤال على حدا) قريبا إن شاء الله

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

درس سماحة الشيخ علي الجزيري ليلة الجمعة 👆🏻

بتاريخ 5 شعبان 1437هـ الموافق 12 مايو 2016م

أنقل لكم درس سماحة الشيخ علي الجزيري

ليلة السبت 6 شعبان ١٤٣٧

https://youtu.be/XQwDXx_tv4w

* سيتم تقطيع المقطع (كل سؤال على حدا) قريبا إن شاء الله

—-------
للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك في قناة سماحة الشيخ علي الجزيري عبر برنامج التلغرام
http://cutt.us/hlQbL

درس سماحة الشيخ علي الجزيري ليلة السبت 6 شعبان 1437هـ 👆🏻

تقرير مقدمة درس ليلة السبت 6 شعبان 1437هـ رجب 1437هـ/ 13 / 5 / 2016م للشيخ علي الجزيري (دامت بركاته):

أَعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

روى إمامُ أهلِ السنّة في علم الحديث المشهور بلقبه "الحاكم النيسابوري" في مستدركه على الصحيحين بسنده عن عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ، يَقُولُ : وَهُوَ آخِذٌ بِبَابِ الْكَعْبَةِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ عَرَفَنِي فَأَنَا مَنْ عَرَفْتُمْ ، وَمَنْ أَنْكَرَنِي فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : "مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ" [1].

قال الحاكم النيسابوري "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ".

قرائنُ مهمة في فهم الحديث:
في هذا الحديث دلالةٌ على إمامة أهل البيت عليهم السلام، ولكنّ دلالة هذا الحديث تحتاجُ إلى توضيحٍ [لأنّ] في الحديث قرائن شتّى [ و ] ينبغي للقارئ الفطن أن يَتنبهَ إليها.

1- لا موضعَ للمشاغبة: أبوذر رضوان الله تعالى عليه إستشهد في زمان عثمان، [ و ] لم يدرك الحُروب التي خاضها أمير المؤمنين عليه السلام في زمان ثني الوسادة له بالمقدار الذي حصل، وفي هذا خصوصيةٌ في دلالة هذا الحديث فإنّه رُبما شاغب مشاغبٌ على بعض أحاديث فضائل عليٍ عليه السلام بأنها قيلت لنصرته في حروبه التي فُرضت عليه وأمّا هذا الحديث الذي يرويه أبوذر رضوان الله تعالى عليه فلا موضع لهذه المشاغبة فيه.

2-المكان: أبوذر لم ينقل هذا الحديث لرجلٍ واحدٍ تَكلم له بهذا الحديث بينه وبينه، [ بل ] إختار موضعاً خاصاً لبيان هذا الحديث[ وهو ] أفضل موضعٍ في (أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) [2]. [وقد] إختار أن يُبيِّن هذا الحديث في البيت الحرام عند الكعبة المشرفة، عند باب الكعبة، هذا من حيث المكان.

3-الزمان: وأمّا من حيث الزمان فإنّ أباذر لم يكن في زمان عثمان ولا قبله - بعد أن هاجرَ مع رسول الله صلى الله عليه وآله- مِن سَكنةِ مكّة، وإذا كان ذلك كذلك فَمِن وجودِ أبي ذر في البيت الحرام يُعلم أنّ أباذر قد إختارَ لتبليغ هذا الحديث زماناً خاصاً وهو زمانُ الحج أو زمان العمرة، فهاتان خصوصيتان لهما أعظمُ الأثرِ في بيان دلالة هذا الحديث: خصوصية الزمان وخصوصية المكان.

4-الكيفية: وفي الحديث أيضاً خصوصيةٌ ثالثةٌ دخيلةٌ في بيان دلالة الحديث وهي كيفية بيان أبي ذر لهذا الحديث. [ فـــــ] أبوذر لم يكتفي بالزمان الخاص ولم يكتفي بالمكان الخاص بل أضاف إليهما خصوصيةً ثالثةً وهي خصوصية كيفية التبليغ [حيثُ] "أخذ بباب الكعبة"! وهل إكتفى رضي الله عنه بذلك في بيان أهمية ما سيبينه من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله؟! لم يكتفي بذلك بل إسترعى إنتباه السامعين واستجلب سَمعهم واستعار آذانهم، فقال: "أيها الناس" [ و] هذه الكلمة تُقال لاسترعاء الإنتباه [بمعنى] إذا كنت غير مصغٍ لي فأصغ من الآن! إنني أريد أن أحدثكم بحديثٍ له أهمية كبيرة "أيها الناس".

5-الناقل: بعد أن استرعى انتباههم، أراد أن يُعرِّفهم وثاقة النقل، وكيف يكون تعريفة بوثاقة النقل؟! إنّما يكون ذلك ببيان صفته- إنّ الناقل لكم ناقلٌ أمين. إن الناقل لهذا الحديث مخبرٌ صادق، صادقٌ وأي صادق، فقال رحمهُ الله: "أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم"- أي في صدق لهجتي وأنه ما أظلت السماء ولا أقلت الغبراء بذي لهجةٍ أصدق من أبي ذر[3]- ومن أنكرني فأنا أبوذر- أي وكفى! من كان من أهل الإسلام ينبغي له أن يعرف صدق أبي ذر ومكانة أبي ذر وهو من السابقين الأولين، دخل في الإسلام طوعاً، جاء بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يكن من سكان مكّة، وطلب منه أن يُخبره بخبره وأن يبيّن له ما عنده من البيّنات فلمّا بين له رسول الله صلى الله عليه وآله ما عنده صَدَّقَهُ وآَمنَ بِهِ.

إطلالةٌ على الحديث:
إذا كان هذا هو المكان وهذا هو الزمان وهذه كيفية البيان، وهذا واسطة النقل والبيان، فما هو الحديث الذي يسترعي كل هذه القرائن والمنبهات على أهميته؟! إنّه الحديث الذي فيه بيانُ رحمة رسول الله صلى الله عليه وآله بالمؤمنين (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [4]. حريصٌ عليكم في حياته في هذه النشأة وهو حريصٌ عليكم بعد رحلته إلى الرفيق الأعلى. لمّا كان بين ظهرانيكم حرصَ عليكم أشد الحرص في إصلاحكم وفي إنقاذكم من الضلالة، وبعد أَن يمضي إلى الرفيق الأَعلى بَّين لكم طريق نجاتكم. "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق" أبوذر رحمه