جماعة الصادعون بالحق
585 subscribers
930 photos
349 videos
8 files
2.06K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
قالَ تعالى: ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءً فَتُصۡبِحُ ٱلۡأَرۡضُ مُخۡضَرَّةًۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ ﴾ (الحج: ٦٣).

وردَ في التفسيرِ:
فاللهُ سبحانهُ وتعالى يُرَغِّبُ في النَّظرِ إلى آياتِهِ الكونيَّةِ الدَّالةِ على وحدانيَّتِهِ، وكمالِ قدرتِهِ، ويُخاطبُ كينونةَ الإنسانَ بصورةٍ تُثيرُ مشاعرَهُ، فيقولُ: ﴿أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾، وهوَ المطرُ، فينزلُ على أرضٍ خاشعةٍ مُجدِبةٍ قدْ اغْبَرَّتْ أرجاؤُها، ويبسَ ما فيها منْ أشجارٍ ونباتٍ، فتُصبحُ مُخضَرَّةً قدْ اكتسَتْ منْ كلِّ زوجٍ كريمٍ، وصارَ لها بذلكَ منظرٌ بهيجٌ.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾، أي: اللطيفُ الذي يُدركُ بواطنَ الأشياءِ وخفاياها، والذي يسوقُ إلى عبدِهِ الخيرَ، ويدفعُ عنهُ الشرَّ بطرقٍ لطيفةٍ تخفى على العبادِ. ﴿خَبِيرٌ﴾ بسرائرِ الأمورِ وخبايا الصدورِ.

ألا يستحقُّ هذا الربُّ المنعِمُ المتفضِّلُ على عبادِهِ بهذه النِّعَمِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصى أنْ نشكرَهُ، وأنْ نعبدَهُ حقَّ عبادتِهِ، وأنْ نخضعَ لهُ في حُكمِهِ وشرعِهِ القويمِ؟

فهذهِ الأرضُ التي تُنبِتُ لنا كلَّ الخيراتِ والأرزاقِ، والتي جعلها الله كفاتًا للأحياءِ والأمواتِ! من هيَّأها بهذهِ الصورةِ العجيبةِ الرائعةِ؟!

كما يُنبِّهُنا ربُّنا الكريمُ المنَّانُ الوهَّابُ على تذكُّرِ هذهِ النِّعَمِ دائمًا: ﴿وَفِی ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٌ مُّتَجَـٰوِرَ ⁠تٌ وَجَنَّـٰتٌ مِّنۡ أَعۡنَـٰبٍ وَزَرۡعٌ وَنَخِیلٌ صِنۡوَانٌ وَغَیۡرُ صِنۡوَانٍ یُسۡقَىٰ بِمَاۤءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٍ فِی ٱلۡأُكُلِۚ إِنَّ فِی ذَ ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ یَعۡقِلُونَ﴾ (الرعد: ٤).

ففي ذلكَ آياتٌ لمن كانَ واعيًا وعاقِلًا، وهذا منْ أعظمِ الدلائلِ على الفاعلِ المُختارِ المنعِمِ، الذي بقدرتِهِ المُعجِزةِ فاوتَ بينَ الأشياءِ، وخلَقَها على ما يريدُ؛ إنعامًا للناسِ، لعلَّهم يشكرونَ ربَّهم على هذهِ النِّعَمِ التي لا يُمكنُ عدُّها ولا حصرُها، فضلًا عنْ أنْ يأتُوا شكرَها على الوجهِ الأكملِ. لكنَّ اللهَ -منْ كرمِهِ ورحمتِهِ على عبادِهِ- يتقبَّلُ منهم قليلًا منَ الشكرِ على نعمِهِ.

يقولُ ربُّ العزَّةِ: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَىِٕن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِیدَنَّكُمۡۖ وَلَىِٕن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِی لَشَدِیدٌ﴾.

إنَّ القرآنَ يجولُ بالناسِ، بقلوبِهِم وأبصارِهِم وأفكارِهِم، بينَ مجالي الكونِ الكُبرى: السماءِ والأرضِ، الرواسي والفِجاجِ، الليلِ والنهارِ، الشمسِ والقمرِ… مُوجِّهًا أنظارَهُم إلى وحدةِ النواميسِ التي تحكُمُها وتصرِّفُها، وإلى دلالةِ هذهِ الوحدةِ على وحدةِ الخالقِ المدبِّرِ، والمالكِ الذي لا شريكَ لهُ في الملكِ والحكمِ، كما أنَّهُ لا شريكَ لهُ في الخلقِ.

يمكنكم مشاهدة الحلقة كاملة من الرابط 👇🏻:
https://youtu.be/9rR8SNnKmug

#القرآن_الكريم
#القرآن_يتساءل
#الحساب_بعد_الموت
#جماعة_الصادعون_بالحق