جماعة الصادعون بالحق
589 subscribers
934 photos
353 videos
8 files
2.07K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
﴿... وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]

يذَكِرُنَا العيدُ بأعظمِ نعمةٍ وهَديةٍ من اللهِ للبشريةِ، هديَّةِ معرفةِ الإسلامِ للهِ وحدَهُ بِلاَ شريكٍ، تلك الهديةُ والنعمةُ التي يسعدُ بهَا الإنسانُ -إنْ أخذَهَا بِحَقِّهَا- سعادةَ الدُنْيَا والآخِرةِ، إنَّها معرفة ُالمبدأِ والمنتهى، والمهمَّةِ والطريقِ إلى اللهِ ربِ العالمينِ، فحُقَّ لنَا أنْ نكبِّرَ اللهَ تعَالَى ونحمدَه ُأنْ هدَانَا لهذَا الصراطِ المستقيمِ، ومنهجِ الحياةِ المتكاملِ القويمِ، المفضِي لوعدِ الحقِ بدخولِ الجنَّةِ، لمنْ أخذَ هذا الدينَ بقوةٍ، وصَدَقَ القولَ والعملَ، وأخلصَ للهِ وحدَهُ بِلاَ شريكٍ.

ولا يمكنُنَا أنْ نتحدَّث عن عيدِ الفطرِ مجردًا كأنَّهُ موروثٌ قديمٌ سارَ عليهِ الأجدادُ، وورثناهُ عنهُم دونَ نيةٍ وقصدٍ وعقيدةٍ، إنَّ العيد َفِي الإسلام ِمرتبطٌ بالعقيدةِ، بلْ إنَّ كلَّ حركةٍ فِي حياة ِالمسلمِ مرتبطةٌ بعقيدتِه، ِ"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)" الأنعام.. فالعيدَ للمسلمِ يقعُ ضمنَ منهجِ الحياةِ المتكاملِ، المُهدَى لنَا منْ ربِّ العالمِين، والذي يعيشُهُ المسلمُ خاضعًا للهِ، سعيدًا بتوجيهاتِ خالقِه، لا يضِلُّ ولا يشْقَى في أيِّ ظرفٍ أو زمانٍ، فحتى مع غربةِ الإسلامِ الشديدةِ اليومَ -بعدَ تنحيةِ نظامِهِ المتكاملِ ما أفضى لشقاوة ِالبشريةِ وخسرانِهَا– فإنَّ تذوُّقَ معنى العيدِ وبهجتِهِ ليستجيشُ في نفوسِهِم ذكرياتِ عزِّ الإسلامِ، والعيشِ في ظلالِهِ، وتذوقِ عدلِهِ ورحمتِه، ِومجتمعِهِ الفاضلِ الكريمِ، كمَا وترتبطُ فيه أواصرُ المؤمنينَ العاملينَ لهدفٍ واحدٍ هو إرضاءُ اللهِ ربِّ العالمينَ، واتباعُ أمرِه ِفي خاصةِ النفسِ، وفي التجمعِ المحبِّ للهِ الساعِي ليكونَ الدينُ كلُّهُ للهِ.

إنَّ عيدنا أيُّهَا الناسُ جزءٌ من شريعةِ خالقِ الإنسانِ، يراعِي فطرتَهُ وحاجتَهُ النفسيةِ والجسديةِ، حاجتَهُ للأنسِ بعدَ الجهدِ، والأجرِ بعدَ الطاعةِ، ويأخذُ بيده ِللكمالِ والرفعةِ التي يريدُهَا اللهُ لعبادهِ المخلصينَ، إنها شريعةٌ كلُّهَا رحمةٌ، وكلُّهَا عدلٌ وكلُّهَا تيسيرٌ، تُوازنُ حياةَ الانسانِ، فلا رهبانيةَ في الإسلامِ، ولا انحلالَ ولا بطرَ، قالَ رسولُنَا الكريمُ: "إنَّما أنا أَعْلَمُكُم باللَّهِ و أَخْشَاكُم له، ولَكِنِّي أقومُ وأنامُ، وأصومُ وأفطِرُ، وأتزوَّجُ النِّساءَ، فمَن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي".

فكيفَ لنَا لا نفرحُ بدينِ ربِ العالمين، دينُ الفطرةِ، ونظامُ التكاملِ مع الذاتِ والحياةِ، والأحياءِ والكونِ، ولنْ يستشعرَ تلكَ السعادةَ أحدٌ من البشرِ إلا منْ أسلمَ وجهَهُ للهِ وهوَ محسنٌ، وكلُّ البشرِ-إلا المسلمونَ-يشقونَ ويتخبطونَ فِي الظلماتِ؛ لضياع ِارتباطِهم بربِّ العالمينَ، ومغزى الحياةِ ومعناهَا، ولو اصْطَنَعُوا لهُم ألْفَ عيدٍ.. لذلِكَ؛ فَلاَبُدَّ أنْ نكونَ مِمَّنْ يُسْلِمُونَ للهِ، ويتحركُونَ بالإسلامِ للهِ وحدَهُ بِلاَ شريكٍ عنْ علمٍ وفهمٍ لمعنَاهُ وحقيقَتِهِ، إيمانٌ باللهِ وكفرٌ بالطاغوتِ، ثمَّ نكونُ مِمَّنْ أخذُوه ُبقوة ٍوصدقٍ وإخلاصٍ، وسط َغربةِ الإسلام ِالشديدَةِ في واقع ِالأرضِ اليوم.

#عيد_الفطر
#عيد_مبارك
#جماعة_الصادعون_بالحق