الإصلاح نت
1.27K subscribers
703 photos
70 videos
9 files
9.98K links
Download Telegram
الحوثيون وصراعات السلطة

#الإصلاح_ننت – خاص/ فهد سلطان (الحلقة الثالثة)

في أواخر 2012م انفردت صحيفة الجمهورية الرسمية الصادرة من مدينة تعز - وسط اليمن - بنشر حوار صحفي مع العلامة الزيدي ( الهادوي) محمد عبدالعظيم الحوثي, وتحدث بكلام كثير في ذات اللقاء, عن حقيقة خلافه مع جماعة الحوثي وتأكيده أنهم حاولوا الهيمنة على الحكم مستغلين المذهب الزيدي – واصفاً إياهم يعني الحوثيين – غير مأمونين عليه (المذهب)، كما وصفهم بالفساق والطغاة والمجرمين، وقال إن هناك علاقة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح ودعمه السخي للحوثيين(1) ، معتبراً صالح من أتباع عبدالملك الحوثي. وأضاف في تعليقه على الحوثيين بقوله: "ونرى أنهم فساق وبغاة ومجرمون، ويعتدون على دين الإسلام، تجنوا على الزيدية عموما وعلى أهل البيت خصوصا، لعدوانهم الدموي".

وسبق له أن اتهمهم بأنهم "جهلة وصغار السن"، وأنهم يتهمون رجال الدين الزيدية بالخنوع والعجز, واصفاً نفسه بأنه "منفتح" على جميع الآراء والكتب والمذاهب، متهما جماعة الحوثيين بالانغلاق وأن أتباعهم "بدو وأعراب يجيدون القتال"(2)

يظهر هنا عبدالعظيم الحوثي أنه على خلاف شديد مع جماعة الحوثيين، وهذا صحيح من حي المبدأ, غير أن الصحيح المختفي والذي لم يتم الانتباه له في أغلب الكتابات التي تناولت هذه الحادثة, أن الخلاف بين الطرفين كان على الولاية (السلطة) تحديداً, فكلاهما يعني جماعة الحوثيين وجماعة عبدالعظيم الحوثي, متفقون على نظرية ولاية البطنين وأن الحق في الحكم (الأمر) فيمن تناسل عن الحسن والحسين, وأنهم هم الورثاء الشرعيون لذلك الحق الإلهي, ولكنهم اختلفوا فيمن يمثله حالياً, فعبدالعظيم الحوثي يرى أنه اعلم من عبدالملك الحوثي بل ومن حسين بدر الحوثي, ويرى نفسه أولى بهذا الحق, كونه تنطبق عليه شروط الإمامة التي حددها المذهب, فيما الحوثيون لا يرونه كذلك. وبسبب قوة عبدالعظيم الحوثي وان قتاله أو اعلان الحرب عليه سوف يسبب فتنة ومشاكل عميقة داخل المذهب في صعدة وخارجها, فقد آثر الحوثيون السلامة معه وعدم استفزازه أو الرد على فتاويه التكفيرية بحقهم.(3)

وفي لقاء آخر لعبدالعظيم الحوثي ذاته مع صحيفة الأهالي 2010م، وأعاد موقع المصدر أونلاين نشره على الانترنت بتاريخ الخميس 9 ديسمبر/ كانون أول 2010م حول سؤال وجهه المحرر "ما هي نظرتكم لشرط البطنين في عقد البيعة للإمام؟ فأجاب عبدالعظيم الحوثي صراحة بقوله: "هذا عندنا شرط ضروري من أصول الدين ولن نتنازل عنه!!.."، وهو ما يؤكد ما نذهب إليه أنه لا فرق بين جماعة الحوثيين المسلحة وبين المنشقين عن الفكرة لسبب آخر مع بقاء ذات الهدف كما هو الحالف فيما سبق قوله هنا!!

وما ذهب إليه هناك عبدالعظيم الحوثي كان يؤمن به الدكتور المرتضى المحطوري والذي تعامل مع الحوثيين من الزاوية السياسية فقط فيما الأحق بالإمامة وخلافة الناس لم يكن يؤمن ببيت الحوثي ولا بمن انبثق عنهم, وسوف تزيد الخلاف بين الطرفين داخل البيت الهاشمي, سوف يوضع حداً فاصلاً لذلك الخلاف باغتيال المحطوري في 20 مارس/ اذار 2015م, فيما لم تكشف نتائج التحقيق في استهدافه واغتياله داخل مسجده بمركز بدر وسط صنعاء أثناء خطبة الجمعة منذ ذلك التوقيت وحتى اليوم.!!


فتوى الزيدية ضد الحوثي


تعد فتوى فقهاء الزيدية ضد التمرد الذي قاده حسين بدر الدين الحوثي في صعدة 2004م ، واحدة من أشهر الفتاوى والتي تناقلها الكثير بشيء من الحفاوة والتأييد, وبُني عليها مواقف عدة, ونزعم في هذه السطور أن الذين علقوا عليها آمالاً واسعة قد فاتهم أن هذه الفتاوى كان لها سياق خاص, ولتقريب الفكرة نستطيع أن نقول أن شيئا من التقية قد صاحب هذه الفتوى الشهيرة, وهي أن صالح قد انتزعها منهم بطريقة أو بأخرى, وفي أحسن الظن يمكن القول أن صالح قد استطاع إقناع علماء الزيدية ( الجارودية) القريبين منهم في صنعاء ومحافظات قريبة من خطورة الحوثي على المذهب, وأنه يسعى الى تجاوزهم مباشرة, فخرجت تلك الفتوى كما أعلنت في اللقاء الذي جمع صالح بعدد من المراجع الزيدية (الجارودية) بتاريخ الـ 3 يوليو/ تموز 2004م, أي بعد قرابة ثلاثة أسابيع فقط من قيام الحرب الأولى ضد الحوثيين, ثم ستخرج الوثيقة الشهيرة 2012م بما ينسف تلك الفتوى ويكشف الأمر على حقيقته.(4)

ويجدر بنا أن ننقل تعليق للكاتب السياسي ناصر يحيى حول هذه الفتوى في مقاله نشرت له في صحيفة المصدر في الـ 1 ابريل/ نيسان 2013م، أشار يحيى الى أن الفتوى تكشف حقيقة الدوافع التي وقفت وراء فتوى فقهاء الزيدية ضد حسين الحوثي وتضمنت ما يلي:

- اتهام حسين الحوثي بالتحذير من قراءة كتب أئمة العترة وكتب علماء المسلمين، وعلى وجه الخصوص كتب أصول الدين وأصول الفقه.

- اتهام الحوثي بتضليل أئمة أهل البيت من لدن أمير المؤمنين علي عليه السلام ومرورا بأئمة أهل البيت وإلى عصرنا هذا، والتي يتهجم فيها على علماء الإسلام عموما، وعلى علماء الزيدية خصوصا.

- التحذير من ضلالات الحو