المكتب التنفيذي للإصلاح بالجوف يعقد اجتماعه الأول بعد انتخابه
#الإصلاح_نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10041
#الإصلاح_نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10041
alislah-ye.net
المكتب التنفيذي للإصلاح بالجوف يعقد اجتماعه الأول بعد انتخابه
- المكتب التنفيذي للإصلاح بالجوف يعقد اجتماعه الأول بعد انتخابه
معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 1) المعرفة المغلقة
الإصلاح نت-خاص | عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10042
أولا، ضبط المفهوم:
تعمدنا تركيب عنوان الحلقة بصورة تحمل التناقض تماما: معرفة، ولكنها مغلقة.
تركيب العنوان على النحو الآنف يستند إلى دلالات صريحة صحيحة يعرفها كل من انتظم في طلب الفقه الشرعي بل وفي دروس الوعظ الشرعي.
سيجد القارئ أنه لا فرق بين الفترة الزمنية في تكوين العقلية الفقهية طالت أو قصرت، بل إن الذي طال انتظامه يكون أكثر انغلاقا وعجزا عن فهم النص الشرعي وتنزيله على الواقع - مواجهة متغيرات الحياة.
وعليه يمكننا أن نؤكد على ما قلته مرارا: إن الأزمة المحورية المركزية في هذا الصدد هي غياب منظومة المنهج المقاصدي.
غياب منظومة المنهج المقاصدي انعكس سلبا تجاه تكوين العقلية الفقهية، والنتيجة هي "المعرفة المغلقة".
ثانيا، مكونات المعرفة المغلقة:
مفهوم المعرفة المغلقة توصلنا إليه من خلال النظر العميق في طرق وأساليب تكوين العقل الفقهي، وقد وجدنا أن تكوين العقل الفقهي يواجه ترسانة من "المغالق" العقلية، وإن شئت قل: أقفال يكتسبها طالب العلم الشرعي، حيث يصطدم بمنظومة متظافرة من المفاهيم المربكة والتي تحاصر فكر طالب الفقه الشرعي، والنتيجة الحقيقية هي أننا قد صنعنا عقلية "المعرفة المغلقة" بامتياز.
مفردات مكونات الترسانة الصانعة للمعرفة المغلقة هي موضوع السطور التالية:
1- التلقين لجزئيات الفقه، بدءا من المياه والطهارة... إلخ.
2- التلقين الأخطر: يصاحب التلقين للجزئيات تلقين أخطر يتضمن التأكيد على أهمية التقليد لمذهب فقهي معين وليس للدليل الشرعي.
3- مبررات التزام التمذهب: كثيرة هي المبررات التي لا تخلو من مغالطات مصحوبة بجرس صوتي وتقاسيم الوجه الموحية برهبوت فكري، ومنها قولهم: امش خلف "مذهب" وستجد نفسك ذات يوم في ساحل الشريعة جنبا إلى جنب مع كبار فقهاء المذاهب، وبدون اقتفاء مذهب محدد فالضياع والتيه.
4- الترهيب من اتباع الدليل: هذا الترهيب يأتي في إطار تحريم الانتقال بين المذاهب، ولو كان هذا الانتقال بحثا عن الدليل الأصح، وهنا يبرز أسلوب ماكر: "التنقل بين المذاهب" زندقة.
5- اتهم عقلك بالقصور: هكذا يقال لطالب العلم الشرعي الذي جاء ليبني فكره فقهيا لكنه يلاقي مغاليق وأقفالا مربكة تماما.. المهم لا تفكر، وإمام المذهب قد فكر لأجلك، ويجب تقديس إمام المذهب بل رجاله هكذا دون تفريق بين الاحترام والتقديس.
6- مفردات متن المذهب مقدم على الدليل: هذا المفهوم حاضر بقوة طيلة زمن التكوين، والمثال التالي بمثابة رأس الجليد: هذا شيخ حافظ للقرآن، وللنحو، ومتن المذهب، طاعن في السن، والمجتمع ينظر إليه بتعظيم بحسب المتوارث، فالحافظ هو العالم بلا نزاع.
باختصار، قلت له: يا شيخ، الحديث النبوي يقول: "لا تستقبلوا القبلة ببول ولا تستدبروها ولكن شرّقوا وغرّبوا"، هل هذا خاص بالجزيرة العربية أم بسائر البلدان؟ وأضفت قائلا إن سكان مصر إذا شرّقوا فقد اتجهوا إلى القبلة تماما.
أجاب: نص الشافعي أنه لا يجوز استقبال القبلة.
كررت السؤال: يا شيخ، الحديث يقول: "شرّقوا"، فهل يجوز لسكان مصر مخالفة الحديث؟
الجواب: الشافعي منع ذلك. وأضاف هذه المقولة: "الرأي ليل والحديث نهار".
انظروا إلى المقولة جيء بها دفاعا عن الحديث النبوي، ولكن المقلدين يستشهدون بها لصالح المذهب بطريقة فجة.. قل لي بربك إن لم تكن هذه هي صناعة المعرفة المغلقة فما هي إذن؟
7- طاعة ولي الأمر مقدمة على المذهب: الشيخ يملي على الطلاب نصوص المذهب قائلا: وعندنا لا يجوز للمرأة أن تملك بالمرأة ولو كان أبوها قد وكلها أن تملك بأختها.
شخص زائر للشيخ سأل: يا شيخ، المرأة أصبحت قاضية ومحامية ووكيلة نيابة وأمينة شرعية وصدر بها قرار تعيين من رئيس الدولة.
أجاب الشيخ بلغة لا تخلو من ارتباك قائلا: هذا المذهب، ولكن طاعة ولي الأمر مقدمة.
تلكم نماذج سريعة، وهناك إشكالات كثيرة ناتجة عن المعرفة المغلقة.
ثالثا، التقليد في أصول الفقه:
1- هذه إشكالية أكثر تعقيدا وأكثر خطورة على المستويات العليا من الفقهاء المقلدين للمذاهب، إنها الإشكالية الأسوأ في إغلاق التفكير الفقهي، كما أنها تصنع إشكاليات عدة في آن، منها التعصب الأعمى للمذهب، والانغلاق العقلي والممانعة، والعجز عن الفهم الأصولي أولا، والفشل في تقديم الحل ثانيا.
2- مفهوم أصول الفقه: أصول الفقه هي آليات لفهم النصوص، بمثابة مفاتيح بيد مهندس الماكينات، ولكن هذه الآليات، بسبب التقليد، تحولت إلى أقفال على التفكير الفقهي.
3- من فسر القرآن برأيه -وإن أصاب- فقد أخطأ.. هذا مفهوم حاضر بقوة، وهيهات هيهات للتفكير أن يلتفت إلى النص مهما كان صريحا، والحل هو التقليد والعجز.
4 الإجماع السيف المرعب: فهم الإجماع عند مقلدة الأصول يبعث على البكاء، كونه يعتبر نقل المتأخرين عن السابقين هو الإجماع.
الإصلاح نت-خاص | عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10042
أولا، ضبط المفهوم:
تعمدنا تركيب عنوان الحلقة بصورة تحمل التناقض تماما: معرفة، ولكنها مغلقة.
تركيب العنوان على النحو الآنف يستند إلى دلالات صريحة صحيحة يعرفها كل من انتظم في طلب الفقه الشرعي بل وفي دروس الوعظ الشرعي.
سيجد القارئ أنه لا فرق بين الفترة الزمنية في تكوين العقلية الفقهية طالت أو قصرت، بل إن الذي طال انتظامه يكون أكثر انغلاقا وعجزا عن فهم النص الشرعي وتنزيله على الواقع - مواجهة متغيرات الحياة.
وعليه يمكننا أن نؤكد على ما قلته مرارا: إن الأزمة المحورية المركزية في هذا الصدد هي غياب منظومة المنهج المقاصدي.
غياب منظومة المنهج المقاصدي انعكس سلبا تجاه تكوين العقلية الفقهية، والنتيجة هي "المعرفة المغلقة".
ثانيا، مكونات المعرفة المغلقة:
مفهوم المعرفة المغلقة توصلنا إليه من خلال النظر العميق في طرق وأساليب تكوين العقل الفقهي، وقد وجدنا أن تكوين العقل الفقهي يواجه ترسانة من "المغالق" العقلية، وإن شئت قل: أقفال يكتسبها طالب العلم الشرعي، حيث يصطدم بمنظومة متظافرة من المفاهيم المربكة والتي تحاصر فكر طالب الفقه الشرعي، والنتيجة الحقيقية هي أننا قد صنعنا عقلية "المعرفة المغلقة" بامتياز.
مفردات مكونات الترسانة الصانعة للمعرفة المغلقة هي موضوع السطور التالية:
1- التلقين لجزئيات الفقه، بدءا من المياه والطهارة... إلخ.
2- التلقين الأخطر: يصاحب التلقين للجزئيات تلقين أخطر يتضمن التأكيد على أهمية التقليد لمذهب فقهي معين وليس للدليل الشرعي.
3- مبررات التزام التمذهب: كثيرة هي المبررات التي لا تخلو من مغالطات مصحوبة بجرس صوتي وتقاسيم الوجه الموحية برهبوت فكري، ومنها قولهم: امش خلف "مذهب" وستجد نفسك ذات يوم في ساحل الشريعة جنبا إلى جنب مع كبار فقهاء المذاهب، وبدون اقتفاء مذهب محدد فالضياع والتيه.
4- الترهيب من اتباع الدليل: هذا الترهيب يأتي في إطار تحريم الانتقال بين المذاهب، ولو كان هذا الانتقال بحثا عن الدليل الأصح، وهنا يبرز أسلوب ماكر: "التنقل بين المذاهب" زندقة.
5- اتهم عقلك بالقصور: هكذا يقال لطالب العلم الشرعي الذي جاء ليبني فكره فقهيا لكنه يلاقي مغاليق وأقفالا مربكة تماما.. المهم لا تفكر، وإمام المذهب قد فكر لأجلك، ويجب تقديس إمام المذهب بل رجاله هكذا دون تفريق بين الاحترام والتقديس.
6- مفردات متن المذهب مقدم على الدليل: هذا المفهوم حاضر بقوة طيلة زمن التكوين، والمثال التالي بمثابة رأس الجليد: هذا شيخ حافظ للقرآن، وللنحو، ومتن المذهب، طاعن في السن، والمجتمع ينظر إليه بتعظيم بحسب المتوارث، فالحافظ هو العالم بلا نزاع.
باختصار، قلت له: يا شيخ، الحديث النبوي يقول: "لا تستقبلوا القبلة ببول ولا تستدبروها ولكن شرّقوا وغرّبوا"، هل هذا خاص بالجزيرة العربية أم بسائر البلدان؟ وأضفت قائلا إن سكان مصر إذا شرّقوا فقد اتجهوا إلى القبلة تماما.
أجاب: نص الشافعي أنه لا يجوز استقبال القبلة.
كررت السؤال: يا شيخ، الحديث يقول: "شرّقوا"، فهل يجوز لسكان مصر مخالفة الحديث؟
الجواب: الشافعي منع ذلك. وأضاف هذه المقولة: "الرأي ليل والحديث نهار".
انظروا إلى المقولة جيء بها دفاعا عن الحديث النبوي، ولكن المقلدين يستشهدون بها لصالح المذهب بطريقة فجة.. قل لي بربك إن لم تكن هذه هي صناعة المعرفة المغلقة فما هي إذن؟
7- طاعة ولي الأمر مقدمة على المذهب: الشيخ يملي على الطلاب نصوص المذهب قائلا: وعندنا لا يجوز للمرأة أن تملك بالمرأة ولو كان أبوها قد وكلها أن تملك بأختها.
شخص زائر للشيخ سأل: يا شيخ، المرأة أصبحت قاضية ومحامية ووكيلة نيابة وأمينة شرعية وصدر بها قرار تعيين من رئيس الدولة.
أجاب الشيخ بلغة لا تخلو من ارتباك قائلا: هذا المذهب، ولكن طاعة ولي الأمر مقدمة.
تلكم نماذج سريعة، وهناك إشكالات كثيرة ناتجة عن المعرفة المغلقة.
ثالثا، التقليد في أصول الفقه:
1- هذه إشكالية أكثر تعقيدا وأكثر خطورة على المستويات العليا من الفقهاء المقلدين للمذاهب، إنها الإشكالية الأسوأ في إغلاق التفكير الفقهي، كما أنها تصنع إشكاليات عدة في آن، منها التعصب الأعمى للمذهب، والانغلاق العقلي والممانعة، والعجز عن الفهم الأصولي أولا، والفشل في تقديم الحل ثانيا.
2- مفهوم أصول الفقه: أصول الفقه هي آليات لفهم النصوص، بمثابة مفاتيح بيد مهندس الماكينات، ولكن هذه الآليات، بسبب التقليد، تحولت إلى أقفال على التفكير الفقهي.
3- من فسر القرآن برأيه -وإن أصاب- فقد أخطأ.. هذا مفهوم حاضر بقوة، وهيهات هيهات للتفكير أن يلتفت إلى النص مهما كان صريحا، والحل هو التقليد والعجز.
4 الإجماع السيف المرعب: فهم الإجماع عند مقلدة الأصول يبعث على البكاء، كونه يعتبر نقل المتأخرين عن السابقين هو الإجماع.
alislah-ye.net
معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 1) المعرفة المغلقة
- معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 1) المعرفة المغلقة
من جهة ثانية، إذا رأى المقلد كلمة إجماع فلا يتحقق من صحة نقل الإجماع، ولا ينظر في دليل الإجماع، ذلك أنه تلقى مفهوما يقول لا يشترط النظر في دليل الإجماع، التسليم وكفى.
5- التكفير أسرع من البرق: لو جاء من يناقش بعلم ومعرفة فكرة حصول الإجماع في مسألة ما، فالمخالفة للإجماع هي عين الكفر.
باختصار، لا عبرة بأي دليل أمام السيف الصدئ، الإجماع، الذي يتم إشهاره في وجه البحث العلمي الصحيح، فالإجماع مقدم على الكتاب والسنة** والعياذ بالله.
رابعا، القياس:
1- السياق التاريخي الذي نشأت فيه فكرة القياس، انعكست على القياس تعقيدا بالغ الصعوبة.
2- فقر بالغ في الأمثلة: مهما بحثنا في القياس فلن نجد سوى مثال واحد هو: علة تحريم الخمر هي الإسكار، وبالتالي فالنبيذ حرام لأنه مسكر.
إنها معركة جدلية مذهبية في غاية العماية، فالعقل المقلد يقرأ 400 صفحة حول العلة دون أن يجد مثالا واحدا، ومع ذلك يصرخ قائلا: القياس هو المصدر الرابع للتشريع.
3- المصلحة الشرعية: المصلحة الشرعية تمت إضاعتها من قبل التقليد المذهبي في الأصول، وبالتالي فإذا جاء من ينظر إلى المصلحة فحكمه على الأقل مبتدع زائغ.
أكتفي بهذا القدر، على أمل اللقاء في الحلقة 2: السنة بين أزمة الفهم وأغبياء التغريب.
....................
هامش:
* تنويه:
- خلال الشهرين المنصرمين، ديسمبر ويناير، تحدثنا حول بناء شخصية الأمة في 5 حلقات، وحول بناء الأمة الوسط في 4 حلقات.
- للتذكير نشير بإيجاز إلى أبرز مكونات بناء فقه الأمة وهي: التوحيد، التزكية، عمارة الأرض، كرامة الإنسان، القيام بالقسط، العدل في الحكم، التعارف، الوسطية، التعاون على البر بما في ذلك فقه السنن الحاكمة للاجتماع.
** البحث في الدراسات الإسلامية، كتاب مقرر على طلاب الدكتوراه، د. عبد الوهاب أبو سليمان، ص 14، وص 27.
5- التكفير أسرع من البرق: لو جاء من يناقش بعلم ومعرفة فكرة حصول الإجماع في مسألة ما، فالمخالفة للإجماع هي عين الكفر.
باختصار، لا عبرة بأي دليل أمام السيف الصدئ، الإجماع، الذي يتم إشهاره في وجه البحث العلمي الصحيح، فالإجماع مقدم على الكتاب والسنة** والعياذ بالله.
رابعا، القياس:
1- السياق التاريخي الذي نشأت فيه فكرة القياس، انعكست على القياس تعقيدا بالغ الصعوبة.
2- فقر بالغ في الأمثلة: مهما بحثنا في القياس فلن نجد سوى مثال واحد هو: علة تحريم الخمر هي الإسكار، وبالتالي فالنبيذ حرام لأنه مسكر.
إنها معركة جدلية مذهبية في غاية العماية، فالعقل المقلد يقرأ 400 صفحة حول العلة دون أن يجد مثالا واحدا، ومع ذلك يصرخ قائلا: القياس هو المصدر الرابع للتشريع.
3- المصلحة الشرعية: المصلحة الشرعية تمت إضاعتها من قبل التقليد المذهبي في الأصول، وبالتالي فإذا جاء من ينظر إلى المصلحة فحكمه على الأقل مبتدع زائغ.
أكتفي بهذا القدر، على أمل اللقاء في الحلقة 2: السنة بين أزمة الفهم وأغبياء التغريب.
....................
هامش:
* تنويه:
- خلال الشهرين المنصرمين، ديسمبر ويناير، تحدثنا حول بناء شخصية الأمة في 5 حلقات، وحول بناء الأمة الوسط في 4 حلقات.
- للتذكير نشير بإيجاز إلى أبرز مكونات بناء فقه الأمة وهي: التوحيد، التزكية، عمارة الأرض، كرامة الإنسان، القيام بالقسط، العدل في الحكم، التعارف، الوسطية، التعاون على البر بما في ذلك فقه السنن الحاكمة للاجتماع.
** البحث في الدراسات الإسلامية، كتاب مقرر على طلاب الدكتوراه، د. عبد الوهاب أبو سليمان، ص 14، وص 27.
معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 2)
أزمة فهم السنة النبوية
عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10044
تذييل واستخلاص:
تحدثنا في الحلقة الأولى حول المعوّق الأول وقلنا إن غياب منظومة المنهج المقاصدي هو المعوّق المحوري المركزي، وإن كل المعوقات ناتجة عن غيابه.
وقلنا إن أول المعوقات يعود إلى طريقة تكوين العقلية الفقهية والمتمثلة في التلقين لجزئيات الفقه المذهبي، وإن طريقة التلقين جعلت العقل الفقهي يعيش إشكالية مربكة إلى حد العجز.. تلكم هي خلاصة المجال الأول، فإلى المجال الثاني.
المجال الثاني: أزمة فهم السنة النبوية.. أسباب، عوامل، نتائج:
أولا، أسباب أزمة الفهم:
1- التقليد المذهبي الأعمى، ويدخل في إطاره التلقين لجزئيات المقرر الفقهي تلقينا تسليما للمذهب في غياب تام لأبسط القواعد الأصولية.
2- الخلط بين أهمية السنة النبوية كتطبيق عملي وبين درجتها المنهجية في التشريع.
3- إغفال تام لأبجديات المنهج الأصولي المتفق عليه من عهد الراشدين ومعهم سائر الصحابة وفقهاء التابعين وكبار المحدثين وأئمة المذاهب وسائر فقهاء الأصول عبر التاريخ الإسلامي.
4- تعزيز الخلط الآنف بترسانة من الروايات وأقوال السلف حول أهمية السنة بأسلوب هو أقرب إلى الالتواء الذي يصدق فيه المثل السائر: "كلمة حق أريد بها باطل".
5- عامل الترهيب من الهجمة العلمانية ضد السنة النبوية.
ونحن هنا لا ننكر ما يقوله متسولو الثقافة العلمانية، ولكننا ننتقد الطريقة اللاعلمية في بناء العقل الفقهي من جهة، والأسلوب اللامنهجي في إسكات المقلدين - العملاء الحضاريين للغرب.
6- نماذج لترسانة المفاهيم المربكة:
أ- السنة قاضية على القرآن.. هذه المقولة قالها أحد التابعين فقط، وكل العلماء يخالفونه وفي مقدمتهم إمام المحدثين أحمد بن حنبل، رحمه الله، قال: لا أجرؤ على هذا القول، وإنما السنة مبينة للقرآن.
ومثله فقهاء المقاصد وفي مقدمتهم الفقيه الشاطبي رحمه الله، وتظافرت أقوال فقهاء الأصول حول هذا المعنى حرفيا كقولهم إن السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن.
ب- الرأي ليل والحديث نهار: وهذا الكلام لا خلاف عليه، لكن الخطأ هو سوء التوظيف المربك أثناء تكوين العقل الفقهي، وأصبح الإرباك حاضرا لدى الكثير من الوعاظ والخطباء دون فرق بين طلاب الجامعات أو التعليم الأهلي الشرعي.
ج- العلم ما جاء فيه قال حدثنا وما سواه فوسواس الشياطين.. انظر أيها القارئ كيف تم تجاوز المصدر الأول للعلم وهو القرآن ثم المنهج العلمي الأصولي المتفق عليه، ثم كيف تم حصر العلم كله في "قال حدثنا" فقط.
الغريب أن هذا الكلام ينسبونه إلى الإمام الفقيه الشافعي رحمه الله، ولا يصح نسبة هذا الكلام إليه، كيف لا وهو أحد أبرز أساطين اللغة والفقه والأدب، بل كيف يقول هذا وهو الذي ترك العمل ببعض الأحاديث (تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير نموذجا)، وهو حديث صحيح، فأباح أكل الضبع والثعلب.
د- لا قياس مع النص.. لا اجتهاد مع النص.. لا اجتهاد في مورد النص.. قالوا إنها قاعدة أصولية والحقيقة أنه لا وجود لها عند الصحابة والتابعين وفقهاء المذاهب وفقهاء المنهج المقاصدي، وخلاصة الأمر هذه المقولة مدسوسة بهدف النيل من الراشدين ومعهم الصحابة ودوافع الدس هي السياسة، أي أن الصحابة خالفوا النصوص بل ارتدوا بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم.
7- من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.. هذا الكلام تم توظيفه في اتجاهين: الأول، إرهاب فكري يمنع الاستدلال بنصوص القرآن ولو كان فقيها مؤمنا مجتهدا، وهذا مخالف لنصوص القرآن (ولقد يسرنا القرآن للذكر) نموذجا.
الاتجاه الثاني، إغلاق التفكير الفقهي وإدخاله "زقاق العجز"، لكي لا يتعاطى مع المستجدات وسنن الواقع، وإذا استجدت قضايا فيجب استفتاء موتى القرون الغابرة، وبالتالي هيهات إقناع هذا التوجه بأن هذه القضايا لم تكن في عصر السلف رحمهم الله.
8- وخير الأمور السالفات على الهدى.. وشر الأمور المحدثات البدائعُ
هذا المفهوم يقول لا تجديد ولا قضايا الحياة متغيرة وبالتالي لا يسعنا إلا اتباع السلف.
يا قوم، هذه الأقوال خاصة بقضايا العقائد والشعائر والعقوبات المقدٌرة، فلا ينبغي الخلط بينها وبين متغيرات الحياة.. أليس القرآن كتاب الرسالة الخاتمة؟
9- فهذا الحق ليس به مراءٌ
فدعني من ثنيات الطريقِ
لا طريق إلا بما قاله السلف والمقاصد والمصالح بدعة قول واحد.
تلكم هي إشارات حول ترسانة الأقوال المربكة للعقل الفقهي، والنتيجة أزمة فهم للسنة النبوية: مكانة، وخصائص، ووظيفة.
أزمة فهم السنة النبوية
عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10044
تذييل واستخلاص:
تحدثنا في الحلقة الأولى حول المعوّق الأول وقلنا إن غياب منظومة المنهج المقاصدي هو المعوّق المحوري المركزي، وإن كل المعوقات ناتجة عن غيابه.
وقلنا إن أول المعوقات يعود إلى طريقة تكوين العقلية الفقهية والمتمثلة في التلقين لجزئيات الفقه المذهبي، وإن طريقة التلقين جعلت العقل الفقهي يعيش إشكالية مربكة إلى حد العجز.. تلكم هي خلاصة المجال الأول، فإلى المجال الثاني.
المجال الثاني: أزمة فهم السنة النبوية.. أسباب، عوامل، نتائج:
أولا، أسباب أزمة الفهم:
1- التقليد المذهبي الأعمى، ويدخل في إطاره التلقين لجزئيات المقرر الفقهي تلقينا تسليما للمذهب في غياب تام لأبسط القواعد الأصولية.
2- الخلط بين أهمية السنة النبوية كتطبيق عملي وبين درجتها المنهجية في التشريع.
3- إغفال تام لأبجديات المنهج الأصولي المتفق عليه من عهد الراشدين ومعهم سائر الصحابة وفقهاء التابعين وكبار المحدثين وأئمة المذاهب وسائر فقهاء الأصول عبر التاريخ الإسلامي.
4- تعزيز الخلط الآنف بترسانة من الروايات وأقوال السلف حول أهمية السنة بأسلوب هو أقرب إلى الالتواء الذي يصدق فيه المثل السائر: "كلمة حق أريد بها باطل".
5- عامل الترهيب من الهجمة العلمانية ضد السنة النبوية.
ونحن هنا لا ننكر ما يقوله متسولو الثقافة العلمانية، ولكننا ننتقد الطريقة اللاعلمية في بناء العقل الفقهي من جهة، والأسلوب اللامنهجي في إسكات المقلدين - العملاء الحضاريين للغرب.
6- نماذج لترسانة المفاهيم المربكة:
أ- السنة قاضية على القرآن.. هذه المقولة قالها أحد التابعين فقط، وكل العلماء يخالفونه وفي مقدمتهم إمام المحدثين أحمد بن حنبل، رحمه الله، قال: لا أجرؤ على هذا القول، وإنما السنة مبينة للقرآن.
ومثله فقهاء المقاصد وفي مقدمتهم الفقيه الشاطبي رحمه الله، وتظافرت أقوال فقهاء الأصول حول هذا المعنى حرفيا كقولهم إن السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن.
ب- الرأي ليل والحديث نهار: وهذا الكلام لا خلاف عليه، لكن الخطأ هو سوء التوظيف المربك أثناء تكوين العقل الفقهي، وأصبح الإرباك حاضرا لدى الكثير من الوعاظ والخطباء دون فرق بين طلاب الجامعات أو التعليم الأهلي الشرعي.
ج- العلم ما جاء فيه قال حدثنا وما سواه فوسواس الشياطين.. انظر أيها القارئ كيف تم تجاوز المصدر الأول للعلم وهو القرآن ثم المنهج العلمي الأصولي المتفق عليه، ثم كيف تم حصر العلم كله في "قال حدثنا" فقط.
الغريب أن هذا الكلام ينسبونه إلى الإمام الفقيه الشافعي رحمه الله، ولا يصح نسبة هذا الكلام إليه، كيف لا وهو أحد أبرز أساطين اللغة والفقه والأدب، بل كيف يقول هذا وهو الذي ترك العمل ببعض الأحاديث (تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير نموذجا)، وهو حديث صحيح، فأباح أكل الضبع والثعلب.
د- لا قياس مع النص.. لا اجتهاد مع النص.. لا اجتهاد في مورد النص.. قالوا إنها قاعدة أصولية والحقيقة أنه لا وجود لها عند الصحابة والتابعين وفقهاء المذاهب وفقهاء المنهج المقاصدي، وخلاصة الأمر هذه المقولة مدسوسة بهدف النيل من الراشدين ومعهم الصحابة ودوافع الدس هي السياسة، أي أن الصحابة خالفوا النصوص بل ارتدوا بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم.
7- من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.. هذا الكلام تم توظيفه في اتجاهين: الأول، إرهاب فكري يمنع الاستدلال بنصوص القرآن ولو كان فقيها مؤمنا مجتهدا، وهذا مخالف لنصوص القرآن (ولقد يسرنا القرآن للذكر) نموذجا.
الاتجاه الثاني، إغلاق التفكير الفقهي وإدخاله "زقاق العجز"، لكي لا يتعاطى مع المستجدات وسنن الواقع، وإذا استجدت قضايا فيجب استفتاء موتى القرون الغابرة، وبالتالي هيهات إقناع هذا التوجه بأن هذه القضايا لم تكن في عصر السلف رحمهم الله.
8- وخير الأمور السالفات على الهدى.. وشر الأمور المحدثات البدائعُ
هذا المفهوم يقول لا تجديد ولا قضايا الحياة متغيرة وبالتالي لا يسعنا إلا اتباع السلف.
يا قوم، هذه الأقوال خاصة بقضايا العقائد والشعائر والعقوبات المقدٌرة، فلا ينبغي الخلط بينها وبين متغيرات الحياة.. أليس القرآن كتاب الرسالة الخاتمة؟
9- فهذا الحق ليس به مراءٌ
فدعني من ثنيات الطريقِ
لا طريق إلا بما قاله السلف والمقاصد والمصالح بدعة قول واحد.
تلكم هي إشارات حول ترسانة الأقوال المربكة للعقل الفقهي، والنتيجة أزمة فهم للسنة النبوية: مكانة، وخصائص، ووظيفة.
alislah-ye.net
معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 2) أزمة فهم السنة النبوية
- معوّقات بناء فقه الأمة (الحلقة 2) أزمة فهم السنة النبوية
كشف الزيف.. والمغالطات والدعاوى العريضة:
الفقيه السيوطي المتوفي مطلع القرن العاشر الهجري، هو فقيه مشهور بجمع أعمال السابقين، وها هو يقدم البرهان الداحض لكل الدعاوى الصادرة عمن يهرفون بما لا يعرفون.
لقد جمع السيوطي، رحمه الله، كل الروايات المتعلقة بتفسير القرآن المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، صحيحها وضعيفها، فبلغت 54 صفحة لا غير، وعليه، هل يعقل أن هذا هو تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن؟ فلماذا الكذب على الدين؟
أبعاد الأزمة:
1- إنكار مطلق، بل وفي غاية الفجاجة أن هناك روايات مخالفة للقرآن.
2- الإنكار الآنف مخالف لما هم عليه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون وكبار أئمة الحديث والفقهاء... إلخ.
3- تقديم الرواية على القرآن مطلقا، وهذا مخالف للمنهج المتبع عبر التاريخ الفقهي.
4- ادعاء عجيب أنه لا يوجد أيٌّ كان قال بتقديم القرآن على الرواية.
5- كشف الزيف مرة أخرى.. نموذج سريع لتقديم القرآن مطلقا:
هذا كلام الفقيه الشاطبي، رحمه الله، حول أمثلة عرض الحديث على القرآن ومنهج الفقهاء كما لخصها في كتابه الموافقات.
قال الشاطبي:
"فَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا؛ فَقَدْ فَرَضُوا: خَبَرُ الْوَاحِدِ إِذَا كَمُلَتْ شُرُوطَ صِحَّتِهِ؛ هَلْ يَجِبُ عَرْضُهُ عَلَى الْكِتَابِ، أَمْ لَا؟
وعليه، فَقَدْ رَدَّتْ عَائِشَةُ حَدِيثَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عليه"، بهذا الأصل نفسه؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}.
وردَّتْ حَدِيث رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَبِّهِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، وَإِنْ كَانَ عِنْدَ غَيْرِهَا غَيْرَ مَرْدُودٍ؛ لِاسْتِنَادِهِ إِلَى أَصْلٍ آخَرَ لَا يُنَاقِضُ الْآيَةَ، وَهُوَ ثُبُوتُ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ بِأَدِلَّةٍ قُرْآنِيَّةٍ وَسُنِّيَّةٍ تَبْلُغُ الْقَطْعَ، وَلَا فَرْقَ فِي صِحَّةِ الرُّؤْيَةِ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وردَّتْ هِيَ وَابْنُ عَبَّاسٍ خَبَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَسْلِ الْيَدَيْنِ قَبْلَ إِدْخَالِهِمَا فِي الْإِنَاءِ؛ اسْتِنَادًا إِلَى أَصْلٍ مَقْطُوعٍ بِهِ، وَهُوَ رَفْعُ الْحَرَجِ وَمَا لَا طَاقَةَ بِهِ عَنِ الدِّينِ؛ فلذلك قالا: "فكيف يصنع بالمهراس؟".
وَرَدَّتْ أَيْضًا خَبَرَ ابْنِ عُمَرَ فِي الشُّؤْمِ، وَقَالَتْ: "إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَقْوَالِ الْجَاهِلِيَّةِ"؛ لِمُعَارَضَتِهِ الْأَصْلَ الْقَطْعِيَّ، أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، وَأَنَّ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا، وَلَا طيرة ولا عدوى.
وَفِي الشَّرِيعَةِ مِنْ هَذَا كَثِيرٌ جِدًّا، وَفِي اعْتِبَارِ السَّلَفِ لَهُ نَقْلٌ كَثِيرٌ. وَلَقَدِ اعْتَمَدَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ لِصِحَّتِهِ فِي الِاعْتِبَارِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ غَسْلِ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ سَبْعًا: "جاء الحديث ولا أَدْرِي مَا حَقِيقَتُهُ؟ "، وَكَانَ يُضَعِّفُهُ وَيَقُولُ: "يُؤْكَلُ صيده؛ فكيف نكره لُعَابُهُ؟".
وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا يَرْجِعُ قَوْلُهُ في حديث خيار المجلس؛ حيث قال بَعْدَ ذِكْرِهِ: "وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ، وَلَا أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ" إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْمَجْلِسَ مَجْهُولُ الْمُدَّةِ، وَلَوْ شَرَطَ أَحَدٌ الْخِيَارَ مُدَّةً مَجْهُولَةً لَبَطَلَ إِجْمَاعًا؛ فَكَيْفَ يَثْبُتُ بِالشَّرْعِ حُكْمٌ لَا يَجُوزُ شَرْطًا بِالشَّرْعِ؟ فَقَدْ رَجَعَ إِلَى أَصْلٍ إِجْمَاعِيٍّ. وَأَيْضًا؛ فَإِنَّ قَاعِدَةَ الْغَرَرِ وَالْجَهَالَةِ قَطْعِيَّةٌ، وَهَى تُعَارِضُ هَذَا الْحَدِيثَ الظَّنِّيَّ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ أَثْبَتَ مَالِكٌ خِيَارَ المجلس في التمليك، قيل: الطلاق يُعَلَّقُ عَلَى الْغَرَرِ، وَيَثْبُتُ فِي الْمَجْهُولِ؛ فَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا، بِخِلَافِ الْبَيْعِ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَالِكًا أَهْمَلَ اعْتِبَارَ حَدِيثِ: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ؛ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ"، وَقَوْلِهِ: "أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكِ دِينٌ؟ " الْحَدِيثَ؛ لِمُنَافَاتِهِ لِلْأَصْلِ الْقُرْآنِيِّ الْكُلِّيِّ، نَحْوَ قَوْلِهِ: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، كَمَا اعْتَبَرَتْهُ عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. أي رد عائشة.
الفقيه السيوطي المتوفي مطلع القرن العاشر الهجري، هو فقيه مشهور بجمع أعمال السابقين، وها هو يقدم البرهان الداحض لكل الدعاوى الصادرة عمن يهرفون بما لا يعرفون.
لقد جمع السيوطي، رحمه الله، كل الروايات المتعلقة بتفسير القرآن المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، صحيحها وضعيفها، فبلغت 54 صفحة لا غير، وعليه، هل يعقل أن هذا هو تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن؟ فلماذا الكذب على الدين؟
أبعاد الأزمة:
1- إنكار مطلق، بل وفي غاية الفجاجة أن هناك روايات مخالفة للقرآن.
2- الإنكار الآنف مخالف لما هم عليه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون وكبار أئمة الحديث والفقهاء... إلخ.
3- تقديم الرواية على القرآن مطلقا، وهذا مخالف للمنهج المتبع عبر التاريخ الفقهي.
4- ادعاء عجيب أنه لا يوجد أيٌّ كان قال بتقديم القرآن على الرواية.
5- كشف الزيف مرة أخرى.. نموذج سريع لتقديم القرآن مطلقا:
هذا كلام الفقيه الشاطبي، رحمه الله، حول أمثلة عرض الحديث على القرآن ومنهج الفقهاء كما لخصها في كتابه الموافقات.
قال الشاطبي:
"فَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا؛ فَقَدْ فَرَضُوا: خَبَرُ الْوَاحِدِ إِذَا كَمُلَتْ شُرُوطَ صِحَّتِهِ؛ هَلْ يَجِبُ عَرْضُهُ عَلَى الْكِتَابِ، أَمْ لَا؟
وعليه، فَقَدْ رَدَّتْ عَائِشَةُ حَدِيثَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عليه"، بهذا الأصل نفسه؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}.
وردَّتْ حَدِيث رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَبِّهِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}، وَإِنْ كَانَ عِنْدَ غَيْرِهَا غَيْرَ مَرْدُودٍ؛ لِاسْتِنَادِهِ إِلَى أَصْلٍ آخَرَ لَا يُنَاقِضُ الْآيَةَ، وَهُوَ ثُبُوتُ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ بِأَدِلَّةٍ قُرْآنِيَّةٍ وَسُنِّيَّةٍ تَبْلُغُ الْقَطْعَ، وَلَا فَرْقَ فِي صِحَّةِ الرُّؤْيَةِ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وردَّتْ هِيَ وَابْنُ عَبَّاسٍ خَبَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَسْلِ الْيَدَيْنِ قَبْلَ إِدْخَالِهِمَا فِي الْإِنَاءِ؛ اسْتِنَادًا إِلَى أَصْلٍ مَقْطُوعٍ بِهِ، وَهُوَ رَفْعُ الْحَرَجِ وَمَا لَا طَاقَةَ بِهِ عَنِ الدِّينِ؛ فلذلك قالا: "فكيف يصنع بالمهراس؟".
وَرَدَّتْ أَيْضًا خَبَرَ ابْنِ عُمَرَ فِي الشُّؤْمِ، وَقَالَتْ: "إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَقْوَالِ الْجَاهِلِيَّةِ"؛ لِمُعَارَضَتِهِ الْأَصْلَ الْقَطْعِيَّ، أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ، وَأَنَّ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا، وَلَا طيرة ولا عدوى.
وَفِي الشَّرِيعَةِ مِنْ هَذَا كَثِيرٌ جِدًّا، وَفِي اعْتِبَارِ السَّلَفِ لَهُ نَقْلٌ كَثِيرٌ. وَلَقَدِ اعْتَمَدَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ لِصِحَّتِهِ فِي الِاعْتِبَارِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ غَسْلِ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ سَبْعًا: "جاء الحديث ولا أَدْرِي مَا حَقِيقَتُهُ؟ "، وَكَانَ يُضَعِّفُهُ وَيَقُولُ: "يُؤْكَلُ صيده؛ فكيف نكره لُعَابُهُ؟".
وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا يَرْجِعُ قَوْلُهُ في حديث خيار المجلس؛ حيث قال بَعْدَ ذِكْرِهِ: "وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ، وَلَا أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ" إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْمَجْلِسَ مَجْهُولُ الْمُدَّةِ، وَلَوْ شَرَطَ أَحَدٌ الْخِيَارَ مُدَّةً مَجْهُولَةً لَبَطَلَ إِجْمَاعًا؛ فَكَيْفَ يَثْبُتُ بِالشَّرْعِ حُكْمٌ لَا يَجُوزُ شَرْطًا بِالشَّرْعِ؟ فَقَدْ رَجَعَ إِلَى أَصْلٍ إِجْمَاعِيٍّ. وَأَيْضًا؛ فَإِنَّ قَاعِدَةَ الْغَرَرِ وَالْجَهَالَةِ قَطْعِيَّةٌ، وَهَى تُعَارِضُ هَذَا الْحَدِيثَ الظَّنِّيَّ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ أَثْبَتَ مَالِكٌ خِيَارَ المجلس في التمليك، قيل: الطلاق يُعَلَّقُ عَلَى الْغَرَرِ، وَيَثْبُتُ فِي الْمَجْهُولِ؛ فَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا، بِخِلَافِ الْبَيْعِ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَالِكًا أَهْمَلَ اعْتِبَارَ حَدِيثِ: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ؛ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ"، وَقَوْلِهِ: "أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكِ دِينٌ؟ " الْحَدِيثَ؛ لِمُنَافَاتِهِ لِلْأَصْلِ الْقُرْآنِيِّ الْكُلِّيِّ، نَحْوَ قَوْلِهِ: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، كَمَا اعْتَبَرَتْهُ عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. أي رد عائشة.
وَأَنْكَرَ مَالِكٌ حَدِيثَ إِكْفَاءِ الْقُدُورِ الَّتِي طُبِخَتْ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ قَبْلَ الْقَسَمِ تَعْوِيلًا عَلَى أَصْلِ رَفْعِ الْحَرَجِ الَّذِي يُعَبِّرُ عَنْهُ بالمصالح المرسلة؛ فأجاز أكل الطعام قبل القسم لمن احتاج إليه، قَالَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ.
وَنَهَى عَنْ صِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ مَعَ ثُبُوتِ الْحَدِيثِ فِيهِ؛ تَعْوِيلًا عَلَى أَصْلِ سَدِّ الذَّرَائِعِ.
وَلَمْ يَعْتَبِرْ فِي الرَّضَاعِ خَمْسًا وَلَا عَشْرًا؛ لِلْأَصْلِ الْقُرْآنِيِّ فِي قوله: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ"، وَفِي مَذْهَبِهِ مِنْ هَذَا كَثِيرٌ.
وَهُوَ أَيْضًا رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ؛ فَإِنَّهُ قَدَّمَ خَبَرَ الْقَهْقَهَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقِيَاسِ، إِذْ لَا إِجْمَاعَ فِي الْمَسْأَلَةِ.
وَرَدَّ خَبَرَ الْقُرْعَةِ؛ لِأَنَّهُ يُخَالِفُ الأصول، لأن الأصول قطعية وخبر الواحد ظَنِّيٌّ، وَالْعِتْقُ حِلٌّ فِي هَؤُلَاءِ الْعَبِيدِ، وَالْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ الْعِتْقَ بَعْدَ مَا نَزَلَ فِي الْمَحَلِّ لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ؛ فَلِذَلِكَ رَدَّهُ. كَذَا قَالُوا.
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: "إِذَا جَاءَ خَبَرُ الْوَاحِدِ مُعَارِضًا لِقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرْعِ؛ هَلْ يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ، أَمْ لَا؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَجُوزُ، وَتَرَدَّدَ مَالِكٌ فِي الْمَسْأَلَةِ".
قَالَ: "وَمَشْهُورُ قَوْلِهِ وَالَّذِي عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ أَنَّ الْحَدِيثَ إِنْ عَضَّدَتْهُ قَاعِدَةٌ أُخْرَى قَالَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ تَرَكَهُ".
ثُمَّ ذَكَرَ مَسْأَلَةَ مَالِكٍ فِي وُلُوغِ الْكَلْبِ؛ قَالَ: "لِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ عَارَضَ أَصْلَيْنِ عَظِيمَيْنِ" أَحَدُهُمَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}، الثاني: أَنَّ عِلَّةَ الطَّهَارَةِ هِيَ الْحَيَاةُ، وَهِيَ قَائِمَةٌ فِي الْكَلْبِ.
وَحَدِيثُ الْعَرَايَا إِنْ صَدَمَتْهُ قَاعِدَةُ الربا عضدته قاعدة المعروف".
وَكَذَلِكَ لَمْ يَأْخُذْ أَبُو حَنِيفَةَ بِحَدِيثِ مَنْعِ بيع الرطب بالتمر لتلك العلة أيضا.
وَقَدْ رَدَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ مُقْتَضَى حَدِيثِ المُصَرَّاة وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ؛ لِمَا رَآهُ مُخَالِفًا لِلْأُصُولِ، فَإِنَّهُ قَدْ خَالَفَ أَصْلَ: "الْخَرَاجِ بِالضَّمَانِ" ، وَلِأَنَّ متلف الشَّيْءِ إِنَّمَا يُغَرَّمُ مِثْلَهُ أَوْ قِيمَتَهُ، وَأَمَّا غُرْمُ جِنْسٍ آخَرَ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الْعُرُوضِ؛ فَلَا.
وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ فِيهِ: "إِنَّهُ لَيْسَ بِالْمُوَطَّأِ وَلَا الثَّابِتِ"، وَقَالَ بِهِ فِي الْقَوْلِ الآخر شهادة بأنه لَهُ أَصْلًا مُتَّفَقًا عَلَيْهِ يَصِحُّ رَدُّهُ إِلَيْهِ، بِحَيْثُ لَا يُضَادُّ هَذِهِ الْأُصُولُ الْأُخَرَ، وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا كُلُّهُ؛ ظَهَرَ وَجْهُ الْمَسْأَلَةِ إِنْ شاء الله"
انتهى كلام الشاطبي رحمه الله.
(الموافقات، ج 2).
وهناك أمثلة كثيرة جدا، سيوفق الله إيرادها في مناسبة قادمة.
أكتفي بهذا القدر ولنا لقاء مع الحلقة الثالثة بعونه سبحانه.
وَنَهَى عَنْ صِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ مَعَ ثُبُوتِ الْحَدِيثِ فِيهِ؛ تَعْوِيلًا عَلَى أَصْلِ سَدِّ الذَّرَائِعِ.
وَلَمْ يَعْتَبِرْ فِي الرَّضَاعِ خَمْسًا وَلَا عَشْرًا؛ لِلْأَصْلِ الْقُرْآنِيِّ فِي قوله: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ"، وَفِي مَذْهَبِهِ مِنْ هَذَا كَثِيرٌ.
وَهُوَ أَيْضًا رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ؛ فَإِنَّهُ قَدَّمَ خَبَرَ الْقَهْقَهَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقِيَاسِ، إِذْ لَا إِجْمَاعَ فِي الْمَسْأَلَةِ.
وَرَدَّ خَبَرَ الْقُرْعَةِ؛ لِأَنَّهُ يُخَالِفُ الأصول، لأن الأصول قطعية وخبر الواحد ظَنِّيٌّ، وَالْعِتْقُ حِلٌّ فِي هَؤُلَاءِ الْعَبِيدِ، وَالْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ الْعِتْقَ بَعْدَ مَا نَزَلَ فِي الْمَحَلِّ لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ؛ فَلِذَلِكَ رَدَّهُ. كَذَا قَالُوا.
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: "إِذَا جَاءَ خَبَرُ الْوَاحِدِ مُعَارِضًا لِقَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرْعِ؛ هَلْ يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ، أَمْ لَا؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَجُوزُ، وَتَرَدَّدَ مَالِكٌ فِي الْمَسْأَلَةِ".
قَالَ: "وَمَشْهُورُ قَوْلِهِ وَالَّذِي عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ أَنَّ الْحَدِيثَ إِنْ عَضَّدَتْهُ قَاعِدَةٌ أُخْرَى قَالَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ تَرَكَهُ".
ثُمَّ ذَكَرَ مَسْأَلَةَ مَالِكٍ فِي وُلُوغِ الْكَلْبِ؛ قَالَ: "لِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ عَارَضَ أَصْلَيْنِ عَظِيمَيْنِ" أَحَدُهُمَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}، الثاني: أَنَّ عِلَّةَ الطَّهَارَةِ هِيَ الْحَيَاةُ، وَهِيَ قَائِمَةٌ فِي الْكَلْبِ.
وَحَدِيثُ الْعَرَايَا إِنْ صَدَمَتْهُ قَاعِدَةُ الربا عضدته قاعدة المعروف".
وَكَذَلِكَ لَمْ يَأْخُذْ أَبُو حَنِيفَةَ بِحَدِيثِ مَنْعِ بيع الرطب بالتمر لتلك العلة أيضا.
وَقَدْ رَدَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ مُقْتَضَى حَدِيثِ المُصَرَّاة وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ؛ لِمَا رَآهُ مُخَالِفًا لِلْأُصُولِ، فَإِنَّهُ قَدْ خَالَفَ أَصْلَ: "الْخَرَاجِ بِالضَّمَانِ" ، وَلِأَنَّ متلف الشَّيْءِ إِنَّمَا يُغَرَّمُ مِثْلَهُ أَوْ قِيمَتَهُ، وَأَمَّا غُرْمُ جِنْسٍ آخَرَ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الْعُرُوضِ؛ فَلَا.
وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ فِيهِ: "إِنَّهُ لَيْسَ بِالْمُوَطَّأِ وَلَا الثَّابِتِ"، وَقَالَ بِهِ فِي الْقَوْلِ الآخر شهادة بأنه لَهُ أَصْلًا مُتَّفَقًا عَلَيْهِ يَصِحُّ رَدُّهُ إِلَيْهِ، بِحَيْثُ لَا يُضَادُّ هَذِهِ الْأُصُولُ الْأُخَرَ، وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا كُلُّهُ؛ ظَهَرَ وَجْهُ الْمَسْأَلَةِ إِنْ شاء الله"
انتهى كلام الشاطبي رحمه الله.
(الموافقات، ج 2).
وهناك أمثلة كثيرة جدا، سيوفق الله إيرادها في مناسبة قادمة.
أكتفي بهذا القدر ولنا لقاء مع الحلقة الثالثة بعونه سبحانه.
الأمين العام للإصلاح يهنئ بالعيد الوطني لدولة الكويت
الإصلاح نت – خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10045
بعث الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، برقية تهنئة، إلى سعادة سفير دولة الكويت لدى بلادنا، فلاح الحجرف، بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت.
وعبر الآنسي عن أصدق التهاني والتبريكات للسفير الحجرف، ومن خلاله إلى قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق، بالعيد الوطني وذكرى يوم التحرير، متمنياً للكويت تحقيق المزيد من النماء والتطور، إلى جانب ما تشهده اليوم من إنجازات عززت دورها البارز ومكانتها الإقليمية والدولية.
وأعرب عن التقدير الكبير لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن والكويت، مثمناً عالياً أدوار الكويت التنموية والإنسانية الملموسة في دعم اليمن في هذه المرحلة تحديداً، وفي مختلف المراحل والظروف، معرباً عن أمله أن تزداد هذه العلاقات متانةً ورسوخاً.
وتمنى أمين عام الإصلاح لسعاد السفير الحجرف موفور الصحة والسعادة، ولقيادة وحكومة وشعب دولة الكويت دوام التقدم والنماء.
نص التهنئة:
سعادة السفير/ فلاح الحجرف
سفير دولة الكويت لدى اليمن الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يطيبُ لنا أن نبعث إليكم بأصدق التهاني والتبريكات، ومن خلالكم نهنئ قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق، بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت وذكرى يوم التحرير.
ونعبرُ لكم عن أُمنياتنا لبلدكم العزيز بتحقيق المزيد من النماء والتطور، إلى جانب ما تشهده الكويت اليوم من إنجازات عززت دورها البارز ومكانتها الإقليمية والدولية.
كما نعرب لكم عن تقديرنا الكبير لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن والكويت، ونُثمن عالياً أدوار الكويت التنموية والإنسانية الملموسة في دعم اليمن في هذه المرحلة تحديداً، وفي مختلف المراحل والظروف، آملين أن تزداد هذه العلاقات متانةً ورسوخاً.
نكرر تهانينا لكم بهذه المناسبة، متمنين لكم موفور الصحة والسعادة، ولقيادة وحكومة وشعب دولة الكويت دوام التقدم والنماء.
عبدالوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
السبت 25 فبراير 2023
الإصلاح نت – خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10045
بعث الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، برقية تهنئة، إلى سعادة سفير دولة الكويت لدى بلادنا، فلاح الحجرف، بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت.
وعبر الآنسي عن أصدق التهاني والتبريكات للسفير الحجرف، ومن خلاله إلى قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق، بالعيد الوطني وذكرى يوم التحرير، متمنياً للكويت تحقيق المزيد من النماء والتطور، إلى جانب ما تشهده اليوم من إنجازات عززت دورها البارز ومكانتها الإقليمية والدولية.
وأعرب عن التقدير الكبير لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن والكويت، مثمناً عالياً أدوار الكويت التنموية والإنسانية الملموسة في دعم اليمن في هذه المرحلة تحديداً، وفي مختلف المراحل والظروف، معرباً عن أمله أن تزداد هذه العلاقات متانةً ورسوخاً.
وتمنى أمين عام الإصلاح لسعاد السفير الحجرف موفور الصحة والسعادة، ولقيادة وحكومة وشعب دولة الكويت دوام التقدم والنماء.
نص التهنئة:
سعادة السفير/ فلاح الحجرف
سفير دولة الكويت لدى اليمن الأكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يطيبُ لنا أن نبعث إليكم بأصدق التهاني والتبريكات، ومن خلالكم نهنئ قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق، بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت وذكرى يوم التحرير.
ونعبرُ لكم عن أُمنياتنا لبلدكم العزيز بتحقيق المزيد من النماء والتطور، إلى جانب ما تشهده الكويت اليوم من إنجازات عززت دورها البارز ومكانتها الإقليمية والدولية.
كما نعرب لكم عن تقديرنا الكبير لعمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن والكويت، ونُثمن عالياً أدوار الكويت التنموية والإنسانية الملموسة في دعم اليمن في هذه المرحلة تحديداً، وفي مختلف المراحل والظروف، آملين أن تزداد هذه العلاقات متانةً ورسوخاً.
نكرر تهانينا لكم بهذه المناسبة، متمنين لكم موفور الصحة والسعادة، ولقيادة وحكومة وشعب دولة الكويت دوام التقدم والنماء.
عبدالوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
السبت 25 فبراير 2023
alislah-ye.net
الأمين العام للإصلاح يهنئ بالعيد الوطني لدولة الكويت
- الأمين العام للإصلاح يهنئ بالعيد الوطني لدولة الكويت
معوقات بناء فقه الأمة (الحلقة 3)
التخلف الفكري والغزو الثقافي
عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10046
أولا، نافذة فكرية:
يقرر فلاسفة الاجتماع أن فاعلية الفقه الإسلامي والسير أمام المجتمع وقيادته إنسانيا وحضاريا، مرهون بفكر وثقافة المجتمع - ارتقاء، وانحطاطا.. وهذا ينطبق على التشريعات القانونية أيضا.
ثانيا، آثار التخلف الفكري والثقافي:
1- معوقات بناء فقه الأمة تراكمت عبر قرون عديدة، وكلما ابتعد الفكر والثقافة الفقهية عن هيمنة القرآن انعكس ذلك الابتعاد سلبا على بناء فقه الأمة نحو التخلف، الأمر الذي يدفع المعالجات الفقهية نحو مزيد من التقليد لمقلدي المقلدين، سعيا إلى معالجات قضايا الواقع ولكن بمزيد من التعمية المكرّسة للتشدد، وأحيانا كثيرة يجد القارئ أنه أمام "أحاجي وألغاز".
2- تزداد العماية والتعقيد عندما يأتي المتأخرون فيكتبوا حواشي على حواشي السابقين.
3- الأسوأ هو إضفاء القدسية على تلكم التعمية والتعقيد بحجة أن شريعة الله ليست لمن هب ودب.
4- الوضوء أصبح هو الرخصة: شريعة الإسلام قائمة على منهج التيسير، وإليك مثال سريع: رخصة التيمم في القرآن في غاية الوضوح واليسر - سببا، وكيفية، فالأسباب: مرض، سفر، فقدان الماء.. والرسول صلى الله عليه وسلم وضح الكيفية أنها ضربة باليدين على التراب ومسح الوجه والكفين من تلك الضربة.
بهذا التيسير تعبدنا الله، لكن التقليد حول رخصة التيمم إلى محنة، فأصبحت عزيمة الوضوء هي الرخصة.
5- هناك 14 حاشية في كتاب، إنه كتاب "الغاية في أصول الفقه" لأحد فقهاء الهادوية الذين يرفضون التقليد، فهذا الكتاب حمل 14 حاشية - أعلى الصفحة وأسفلها وجوانبها وبلغة عمياء كل صاحب حاشية يدعي أنه يريد التيسير فلا تجد إلا ظلمات بعضها فوق بعض، وكذلك كتب السنة -حواشي وحواشي على الحواشي- 4 حواشي على تفسير الكشاف، وثلاث حواشي على كتاب الفروق للقرافي، والنماذج كثيرة.
6- دفن النماذج المشرقة: منهجية فقه جلب المصالح ودفع المفاسد ظلت حاضرة على قلّتها قياسا بغيرها، وأصحابها أعلام كبار جدا في مذاهب المالكية كالقرافي والشاطبي والشافعية كالجويني والعز بن عبد السلام، والحنابلة كابن تيمية وابن القيم، وغيرهم كثيرون، لكن هذا العطاء المشرق تم تجاهله - دفنه إلى حد النسيان.. نموذج الموافقات للشاطبي غاب طيلة أربعة قرون.
نعم، ظهر في مطلع القرن العشرين وتناولته الكتابات المختلفة، ولكن الاستبداد الديني والسياسي حضرت وصايتهما، فالديني يصف المنهج المقاصدي بالبدعة، والسياسي حضرت عصاته الغليظة في أذهان الباحثين الأكاديميين، فاكتفوا بضرب الأمثلة من التراث، ولم يجرؤ واحد على تقديم أمثلة من الواقع، كالكرامة، والحرية، والمساواة، والحكم الرشيد، والتعددية، والنقابات... إلخ.
7- التقليد المذهبي انزوى نحو التشدد.. كل مذهب فقهي فيه اجتهادات إيجابية صالحة لإنتاج اجتهاد يقدم حلولا لقضايا معاصرة.
وبالمقابل هناك اجتهادات داخل كل مذهب كانت إجابة في سياقات ظرفية لم يعد لها وجود.
النتيجة، إهالة التراب على فقه المصالح، وفقه الوسائل، وفقه السنن الحاكمة للاجتماع.
بالمقابل حصلت هرولة سريعة إلى زقاق التشدد والتزمت -اعتناق الزاوية الضيقة لدى مدرسة الأثر- تحت مبرر اتباع السلف، فخضعت الحياة لسيطرة بعد معرفي واحد، وساعد على ذلك طفرة نقدية تم توظيفها لصالح الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والسوفييت الشيوعي الذي تهاوت دولته أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
8- استغفال مضحك: الدخول في زقاق التشدد صاحبته تبريرات غاية في الضحالة والسخافة، ذلك أن البعض كان يتساءل عن ذلك التشدد الذي طاول كل جوانب الحياة، فيأتي الجواب بغلاف قدسي استغلالا للتخلف الفكري والثقافي للهيمنة على الوجدان والعقل في أن قائلا: "أين مهبط الوحي" أليست مكة والمدينة؟ هنا يرضخ العقل الجمعي للخيالات الدينية ظنا أن الوحي لا زال يتنزل.
فلو قيل انتهى عصر الوحي يأتي الجواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأرز الدين إلى مكة والمدينة كما تأرز الحية إلى جحرها".. يأرز: ينزوي إليهما.
عجيب، تشبيه الدين الخاتم بالحيّة لا يمكن يصدر عن أفصح الخلق صلى الله عليه وسلم، لكن هذا الاعتراض يحتاج منهجا علميا أصوليا مقاصديا.. وهيهات.
ثالثا، الاحتيال على الدين والشرع:
كنا ولا زلنا نسمع من ثقافة الجدات -حكمة تدل على بقايا إرث ثقافة المنهجية- تقول الحكمة: "من أغلق بابا من الشريعة أحوجه الله إليه".
وجه الدلالة، أن إغفال وتناسي الآفاق المنهجية الخادمة للدين والدنيا دفع بالجمود الفقهي إلى اجتراء خطير على الدين والشرع بسبب محاصرة التشريع الرحب بالعقليات الجامدة، فحضر "فقه الحيل" والعياذ بالله، وإليك الأمثلة التالية.
التخلف الفكري والغزو الثقافي
عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10046
أولا، نافذة فكرية:
يقرر فلاسفة الاجتماع أن فاعلية الفقه الإسلامي والسير أمام المجتمع وقيادته إنسانيا وحضاريا، مرهون بفكر وثقافة المجتمع - ارتقاء، وانحطاطا.. وهذا ينطبق على التشريعات القانونية أيضا.
ثانيا، آثار التخلف الفكري والثقافي:
1- معوقات بناء فقه الأمة تراكمت عبر قرون عديدة، وكلما ابتعد الفكر والثقافة الفقهية عن هيمنة القرآن انعكس ذلك الابتعاد سلبا على بناء فقه الأمة نحو التخلف، الأمر الذي يدفع المعالجات الفقهية نحو مزيد من التقليد لمقلدي المقلدين، سعيا إلى معالجات قضايا الواقع ولكن بمزيد من التعمية المكرّسة للتشدد، وأحيانا كثيرة يجد القارئ أنه أمام "أحاجي وألغاز".
2- تزداد العماية والتعقيد عندما يأتي المتأخرون فيكتبوا حواشي على حواشي السابقين.
3- الأسوأ هو إضفاء القدسية على تلكم التعمية والتعقيد بحجة أن شريعة الله ليست لمن هب ودب.
4- الوضوء أصبح هو الرخصة: شريعة الإسلام قائمة على منهج التيسير، وإليك مثال سريع: رخصة التيمم في القرآن في غاية الوضوح واليسر - سببا، وكيفية، فالأسباب: مرض، سفر، فقدان الماء.. والرسول صلى الله عليه وسلم وضح الكيفية أنها ضربة باليدين على التراب ومسح الوجه والكفين من تلك الضربة.
بهذا التيسير تعبدنا الله، لكن التقليد حول رخصة التيمم إلى محنة، فأصبحت عزيمة الوضوء هي الرخصة.
5- هناك 14 حاشية في كتاب، إنه كتاب "الغاية في أصول الفقه" لأحد فقهاء الهادوية الذين يرفضون التقليد، فهذا الكتاب حمل 14 حاشية - أعلى الصفحة وأسفلها وجوانبها وبلغة عمياء كل صاحب حاشية يدعي أنه يريد التيسير فلا تجد إلا ظلمات بعضها فوق بعض، وكذلك كتب السنة -حواشي وحواشي على الحواشي- 4 حواشي على تفسير الكشاف، وثلاث حواشي على كتاب الفروق للقرافي، والنماذج كثيرة.
6- دفن النماذج المشرقة: منهجية فقه جلب المصالح ودفع المفاسد ظلت حاضرة على قلّتها قياسا بغيرها، وأصحابها أعلام كبار جدا في مذاهب المالكية كالقرافي والشاطبي والشافعية كالجويني والعز بن عبد السلام، والحنابلة كابن تيمية وابن القيم، وغيرهم كثيرون، لكن هذا العطاء المشرق تم تجاهله - دفنه إلى حد النسيان.. نموذج الموافقات للشاطبي غاب طيلة أربعة قرون.
نعم، ظهر في مطلع القرن العشرين وتناولته الكتابات المختلفة، ولكن الاستبداد الديني والسياسي حضرت وصايتهما، فالديني يصف المنهج المقاصدي بالبدعة، والسياسي حضرت عصاته الغليظة في أذهان الباحثين الأكاديميين، فاكتفوا بضرب الأمثلة من التراث، ولم يجرؤ واحد على تقديم أمثلة من الواقع، كالكرامة، والحرية، والمساواة، والحكم الرشيد، والتعددية، والنقابات... إلخ.
7- التقليد المذهبي انزوى نحو التشدد.. كل مذهب فقهي فيه اجتهادات إيجابية صالحة لإنتاج اجتهاد يقدم حلولا لقضايا معاصرة.
وبالمقابل هناك اجتهادات داخل كل مذهب كانت إجابة في سياقات ظرفية لم يعد لها وجود.
النتيجة، إهالة التراب على فقه المصالح، وفقه الوسائل، وفقه السنن الحاكمة للاجتماع.
بالمقابل حصلت هرولة سريعة إلى زقاق التشدد والتزمت -اعتناق الزاوية الضيقة لدى مدرسة الأثر- تحت مبرر اتباع السلف، فخضعت الحياة لسيطرة بعد معرفي واحد، وساعد على ذلك طفرة نقدية تم توظيفها لصالح الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والسوفييت الشيوعي الذي تهاوت دولته أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
8- استغفال مضحك: الدخول في زقاق التشدد صاحبته تبريرات غاية في الضحالة والسخافة، ذلك أن البعض كان يتساءل عن ذلك التشدد الذي طاول كل جوانب الحياة، فيأتي الجواب بغلاف قدسي استغلالا للتخلف الفكري والثقافي للهيمنة على الوجدان والعقل في أن قائلا: "أين مهبط الوحي" أليست مكة والمدينة؟ هنا يرضخ العقل الجمعي للخيالات الدينية ظنا أن الوحي لا زال يتنزل.
فلو قيل انتهى عصر الوحي يأتي الجواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأرز الدين إلى مكة والمدينة كما تأرز الحية إلى جحرها".. يأرز: ينزوي إليهما.
عجيب، تشبيه الدين الخاتم بالحيّة لا يمكن يصدر عن أفصح الخلق صلى الله عليه وسلم، لكن هذا الاعتراض يحتاج منهجا علميا أصوليا مقاصديا.. وهيهات.
ثالثا، الاحتيال على الدين والشرع:
كنا ولا زلنا نسمع من ثقافة الجدات -حكمة تدل على بقايا إرث ثقافة المنهجية- تقول الحكمة: "من أغلق بابا من الشريعة أحوجه الله إليه".
وجه الدلالة، أن إغفال وتناسي الآفاق المنهجية الخادمة للدين والدنيا دفع بالجمود الفقهي إلى اجتراء خطير على الدين والشرع بسبب محاصرة التشريع الرحب بالعقليات الجامدة، فحضر "فقه الحيل" والعياذ بالله، وإليك الأمثلة التالية.
alislah-ye.net
معوقات بناء فقه الأمة (الحلقة 3) التخلف الفكري والغزو الثقافي
- معوقات بناء فقه الأمة (الحلقة 3) التخلف الفكري والغزو الثقافي
1- زواج التحليل: فالجمود الفقهي لا يتساءل عن دوافع الطلاق وموجباته وإنما يتجه إلى حيلة مخالفة للشرع، وقد بلغت صور التحليل أكثر من 8 صور، كلها تخالف الشرع الصريح، وتحل ما حرم الله.
2- الوصايا، النذور، الوقف: احتيال تحت واحد من هذه المسميات، بهدف حرمان البنات أو حرمان ابن الزوجة السابقة أو حرمان للأبناء الكبار لصالح الصغير المدلل. وقد دخل تحت هذه المسميات صور مقذعة مقززة من الحرمان والحيل، وباسم الشريعة.
3- استباحة الربا: هناك صور كثيرة للاحتيال على الربا، حيث يتقدم طالب قرض نقدي لبناء غرفة يستر بها عرضه أو يعالج قريبه أو لشراء ماكنة تصوير مثلا.
الخلاصة، تنتهي العملية إلى بيع شكلي احتيال على الشرع.
4- تحريم التأمين الاجتماعي والتجاري.. حوادث المرور نموذجا.
هذا النوع من التأمين مصلحته محققة وراجحة من منظور المنهج المقاصدي، ولكن هيهات - فاقد الشيء لا يعطيه.
الخلاصة، أساليب الحيل، وتحريم التأمين، تعكسان أزمة جمود فقهي مستحكمة بعيدة الغور.
5- الاستدلال بالروايات الضعيفة: اللافت للنظر في هذا المقام أن بعض حملة الفقه لا يعلمون ضعف أًدلة مذهبهم.
البعض الآخر يعلمون ضعف تلك الروايات لكن عقلية الجمود تنطلق من منطق الوصاية المتلذذة بالتشدد والتزمت بل وتتلذذ بإفساد مقاصد الشريعة وتدمير الأسر... إلخ، وهذا مثال: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، الطلاق، الرجعة، وفي رواية العتاق.
هذه الرواية سندها ضعيف جدا، ومتنها مخالف لصريح القرآن حول المقصد النفسي: "ولا تعزموا عقدة النكاح".. "وإن عزموا الطلاق".. الحديث: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
القاعدة الفقهية الأصولية المقاصدية "الأمور بمقاصدها".. والقاعدة المتفرعة عنها "العبرة بالقصود والمعاني لا بالألفاظ والمباني".
كل قاعدة مكونة من عشرات الأدلة كتابا وسنة، ولكن الجمود يضرب بكل ذلك خلف الحيط ويتبع الرواية الضعيفة، ولا يهمه هنا أنه دمر أسرة أو أفسد صياما أو أي عبادة، أو استباح محرما أو حرم حلالا.
رابعا، سحق كرامة الشعب:
الجمود الفقهي يجعل العقل أشبه بالكوز المنكوس، كما في الحديث، لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا، وبالتالي اتجهت العقلية الجامدة إلى تحصين الطغيان، وهدم مقاصد القرآن، الذي جاء لحماية الأمم والشعوب - كرامة وحرية ومساواة ودماء وأعراض، حقوقا ومواطنة متساوية ومقدرات أوطان... إلخ.
ومن يطالع الثقافة الغثة في هذا الصدد، سيجد الفظاعات المذهلة بل يجد الجرأة على الله، وإليك الشاهد التالي:
1- "للأمير الظالم في اليوم سبعون صدقة كبرى".. هذه الوقاحة والجرأة على الله قادمة من خلفية عقدية أفظع وهي "تأليه الطغيان".
2- الحاكم الطاغي لو ارتكب المحرمات وابتدع أسوأ أنواع البدع فهو مغفور له، والفقيه المجتهد صاحب النظر كالرازي، والجويني، والعز، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم، لو اجتهد في مسألة فهو مبتدع زائغ ضال مضل، وأحيانا لغة الإرهاب الفكري (مخالف للإجماع) لن ينجو من الكفر، وفي اللغة المهذبة: لقد زل، ولكن حسناته ستكفر زلته.. باختصار، عقلية الجمود توزع صكوك غفران.
خامسا، الاستخفاف بهيمنة القرآن:
القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة، والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم مكلف بالخضوع والاتباع للقرآن: "إن اتبع إلا ما يوحى إلي".
وسنته العملية والقولية هي شارحة ومفسرة لمقاصد القرآن، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم مقاصد القرآن: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
لكن الجمود والتقليد عكف على الروايات وإن كانت في غاية الضعف، والنتيجة إهمال هيمنة القرآن اتباعا للأهواء وحراسة للطغيان، والمضحك هو الادعاء أن عبادة أقوال السلف ليست مذهبية.
سادسا، تمييع عقيدة مركزية التوحيد:
مركزية التوحيد هي محور بناء فقه الأمة، وهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، واعتماد مركزية التوحيد هو الباب نحو الفاعلية المجتمعية إنسانيا وحضاريا.
ولكن تعالوا بنا إلى العقيدة التي أدت إلى تمييع مركزية التوحيد، ها هو العقل الراسف في أغلال التقليد الصدئة يدعونا إلى اعتماد 315 عقيدة.. من أين أتيتم بهذا؟ الجواب: من صراع القرون.
وهكذا باسم التوحيد يتم هدم مركزية التوحيد.. باختصار بالغ، تلكم هي نتائج وآثار التخلف الفكري والثقافي.
2- الوصايا، النذور، الوقف: احتيال تحت واحد من هذه المسميات، بهدف حرمان البنات أو حرمان ابن الزوجة السابقة أو حرمان للأبناء الكبار لصالح الصغير المدلل. وقد دخل تحت هذه المسميات صور مقذعة مقززة من الحرمان والحيل، وباسم الشريعة.
3- استباحة الربا: هناك صور كثيرة للاحتيال على الربا، حيث يتقدم طالب قرض نقدي لبناء غرفة يستر بها عرضه أو يعالج قريبه أو لشراء ماكنة تصوير مثلا.
الخلاصة، تنتهي العملية إلى بيع شكلي احتيال على الشرع.
4- تحريم التأمين الاجتماعي والتجاري.. حوادث المرور نموذجا.
هذا النوع من التأمين مصلحته محققة وراجحة من منظور المنهج المقاصدي، ولكن هيهات - فاقد الشيء لا يعطيه.
الخلاصة، أساليب الحيل، وتحريم التأمين، تعكسان أزمة جمود فقهي مستحكمة بعيدة الغور.
5- الاستدلال بالروايات الضعيفة: اللافت للنظر في هذا المقام أن بعض حملة الفقه لا يعلمون ضعف أًدلة مذهبهم.
البعض الآخر يعلمون ضعف تلك الروايات لكن عقلية الجمود تنطلق من منطق الوصاية المتلذذة بالتشدد والتزمت بل وتتلذذ بإفساد مقاصد الشريعة وتدمير الأسر... إلخ، وهذا مثال: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح، الطلاق، الرجعة، وفي رواية العتاق.
هذه الرواية سندها ضعيف جدا، ومتنها مخالف لصريح القرآن حول المقصد النفسي: "ولا تعزموا عقدة النكاح".. "وإن عزموا الطلاق".. الحديث: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
القاعدة الفقهية الأصولية المقاصدية "الأمور بمقاصدها".. والقاعدة المتفرعة عنها "العبرة بالقصود والمعاني لا بالألفاظ والمباني".
كل قاعدة مكونة من عشرات الأدلة كتابا وسنة، ولكن الجمود يضرب بكل ذلك خلف الحيط ويتبع الرواية الضعيفة، ولا يهمه هنا أنه دمر أسرة أو أفسد صياما أو أي عبادة، أو استباح محرما أو حرم حلالا.
رابعا، سحق كرامة الشعب:
الجمود الفقهي يجعل العقل أشبه بالكوز المنكوس، كما في الحديث، لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا، وبالتالي اتجهت العقلية الجامدة إلى تحصين الطغيان، وهدم مقاصد القرآن، الذي جاء لحماية الأمم والشعوب - كرامة وحرية ومساواة ودماء وأعراض، حقوقا ومواطنة متساوية ومقدرات أوطان... إلخ.
ومن يطالع الثقافة الغثة في هذا الصدد، سيجد الفظاعات المذهلة بل يجد الجرأة على الله، وإليك الشاهد التالي:
1- "للأمير الظالم في اليوم سبعون صدقة كبرى".. هذه الوقاحة والجرأة على الله قادمة من خلفية عقدية أفظع وهي "تأليه الطغيان".
2- الحاكم الطاغي لو ارتكب المحرمات وابتدع أسوأ أنواع البدع فهو مغفور له، والفقيه المجتهد صاحب النظر كالرازي، والجويني، والعز، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم، لو اجتهد في مسألة فهو مبتدع زائغ ضال مضل، وأحيانا لغة الإرهاب الفكري (مخالف للإجماع) لن ينجو من الكفر، وفي اللغة المهذبة: لقد زل، ولكن حسناته ستكفر زلته.. باختصار، عقلية الجمود توزع صكوك غفران.
خامسا، الاستخفاف بهيمنة القرآن:
القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة، والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم مكلف بالخضوع والاتباع للقرآن: "إن اتبع إلا ما يوحى إلي".
وسنته العملية والقولية هي شارحة ومفسرة لمقاصد القرآن، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم مقاصد القرآن: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
لكن الجمود والتقليد عكف على الروايات وإن كانت في غاية الضعف، والنتيجة إهمال هيمنة القرآن اتباعا للأهواء وحراسة للطغيان، والمضحك هو الادعاء أن عبادة أقوال السلف ليست مذهبية.
سادسا، تمييع عقيدة مركزية التوحيد:
مركزية التوحيد هي محور بناء فقه الأمة، وهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، واعتماد مركزية التوحيد هو الباب نحو الفاعلية المجتمعية إنسانيا وحضاريا.
ولكن تعالوا بنا إلى العقيدة التي أدت إلى تمييع مركزية التوحيد، ها هو العقل الراسف في أغلال التقليد الصدئة يدعونا إلى اعتماد 315 عقيدة.. من أين أتيتم بهذا؟ الجواب: من صراع القرون.
وهكذا باسم التوحيد يتم هدم مركزية التوحيد.. باختصار بالغ، تلكم هي نتائج وآثار التخلف الفكري والثقافي.
إصلاح وادي حضرموت ينظم ندوة حول الأدوار الوطنية للفقيد فيصل بن شملان
#الإصلاح_نت – #سيئون
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10047
#الإصلاح_نت – #سيئون
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10047
alislah-ye.net
إصلاح وادي حضرموت ينظم ندوة حول الأدوار الوطنية للفقيد فيصل بن شملان
- إصلاح وادي حضرموت ينظم ندوة حول الأدوار الوطنية للفقيد فيصل بن شملان
سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تنظم دورة تدريبية في بناء العلاقات السياسية
الإصلاح نت - خاص
نظمت الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة صنعاء السبت الماضي دورة تدريبية للفريق السياسي الموسع بعنوان "بناء العلاقات السياسية".
وقال عضو الدائرة السياسية عبدالله الظبياني إن الدورة تهدف إلى إكساب المشاركين معرفة واسعة في بناء العلاقات العامة.
وأضاف أن الدورة حضيت بمشاركة واسعة من الفريق المستهدف، موضحا أنها تأتي في إطار برنامج تدريبي تقوم بها الدائرة السياسية لكوادرها والشخصيات النشطة في الجانب السياسي.
وعبر الظبياني عن شكره الكبير للدكتور عبدالسلام المهندي أستاذ العلوم السياسية بجامعة إقليم سبأ على تفاعله وتجاوبه وقيامه بتدريب الفريق المشارك في الدورة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10048
الإصلاح نت - خاص
نظمت الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة صنعاء السبت الماضي دورة تدريبية للفريق السياسي الموسع بعنوان "بناء العلاقات السياسية".
وقال عضو الدائرة السياسية عبدالله الظبياني إن الدورة تهدف إلى إكساب المشاركين معرفة واسعة في بناء العلاقات العامة.
وأضاف أن الدورة حضيت بمشاركة واسعة من الفريق المستهدف، موضحا أنها تأتي في إطار برنامج تدريبي تقوم بها الدائرة السياسية لكوادرها والشخصيات النشطة في الجانب السياسي.
وعبر الظبياني عن شكره الكبير للدكتور عبدالسلام المهندي أستاذ العلوم السياسية بجامعة إقليم سبأ على تفاعله وتجاوبه وقيامه بتدريب الفريق المشارك في الدورة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10048
alislah-ye.net
سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تنظم دورة تدريبية في بناء العلاقات السياسية
- سياسية الإصلاح بأمانة العاصمة تنظم دورة تدريبية في بناء العلاقات السياسية
فشل إداري وفساد مالي.. هكذا يدير الحوثيون حكومة الانقلاب
الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10050
الخبرة والمعرفة والإلمام بفنون وعلوم الإدارة العلمية وامتلاك المؤهل الأكاديمي التخصصي، بالإضافة إلى الممارسة والمواصفات القيادية والإدارية الأخرى، شرط لإدارة الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وعلاقاتها الخارجية ومعاملاتها الاقتصادية والمالية والعسكرية والأمنية والخدمية التي يحتاجها الوطن والمواطن وكل ما له علاقة بحياة الناس ومعيشتهم ومعاملاتهم، كل ذلك وغيره يعد من أساسيات إدارة الحكم.
غير أن ما حدث ويحدث في اليمن بخصوص انقلاب المليشيا الحوثية تجاوز ذلك كله ليتم بذلك الانقلاب إدخال اليمن في فوضى عارمة، والقضاء على الدولة، وإجهاض مشروع اليمن الجديد، نتيجة لافتقار المليشيا الحوثية للكوادر المؤهلة، بل الحد الأدنى للشروط المطلوبة لتسيير الحكومات.
نموذج سيئ
ومنذ تمرد مليشيا الحوثي وانقلابها على الدولة وتفردها بالسلطة شهدت اليمن تدهورا كبيرا في كل جوانب الحياة بما فيها الأمنية والسياسية والاقتصادية على نحو غير مسبوق، وسجلت تقارير منظمات حقوقية وأممية أرقاما صادمة للتراجع الخطير الذي شهدته البلاد، والتي تعكس إفلاسا واضحا وفشلا ذريعا في إدارة شؤون البلاد باعتبارها سلطة أمر واقع.
ووفقا لمراقبين فإن مليشيا الحوثي الانقلابية تمثل واحدا من أسوأ النماذج في إدارة السلطة وتسيير الحكم في المنطقة العربية والعالم عموما، إذ لا يماثلها في هذا الفشل إلا الحكومة العراقية التي تديرها فصائل شيعية في العراق -على نسب متفاوتة- والتي تدين بالولاء للإيرانيين وتأتمر بأمرهم.
وقد شمل الفساد المالي والإداري مختلف نواحي الحياة، تمثلت في توقف الخدمات العامة وشلل المؤسسات الحكومية، التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية التي فشلت في إدارتها، بعد أن حولتها لمقرات مسلحة، واستغلتها استغلالا ضيقا لصالح قيادات وشخصيات معينة للنهب والتكسب لمزيد من الثراء والتلميع الشخصي.
اعتراف ضمني
وقد اعترفت مليشيا الحوثي في وقت سابق بشكل رسمي ولأول مرة، بالفشل والعجز في إدارة الحكومة بعد أكثر من سبع سنوات من انقلابها على الإجماع الوطني في سبتمبر 2014.
وقال القيادي في المليشيا "محمد علي الحوثي" عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إنهم ورثوا "دولة مفككة، تحكمها الإقطاعية والوساطة، وتحركها الرشوة والابتزاز، وتدين بولائها للخارج وتستلم رواتبها منه"، في اعتراف ضمني للمليشيا بفشلها الذريع وإخفاقها في إدارة الدولة، وتعبيرا عن تخوين مباشر لكافة موظفي وقيادات الدولة.
ويضيف القيادي الحوثي: "وقد تغولها مجموعة من النفعيين واستثمروا علاقاتها من دولية إلى شخصية، إن لم تكن في أغلب الأحيان علاقات استخباراتية، وبدلا من بناء الدولة بنت فلل الداخل والخارج وحصنتها بأرصدتها"، كاتهام صريح لكافة مسؤولي الدولة اليمنية بالعمل لصالح دول خارجية، ما يؤكد تكرار المليشيا الحوثية لذات السلوك المستنكر، ومحاولة للتهرب من المسؤولية عما آلت إليه البلاد من تدهور كبير في مختلف جوانب الحياة، واعتراف ضمني بفقدان السيطرة والتحكم بالأوضاع التي تمضي من سيئ إلى أسوأ.
أرقام مخيفة
وبحسب تقارير محلية ودولية فقد ارتفع عدد الفقراء في اليمن جراء تداعيات الحرب في البلاد، المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات لتصل النسبة إلى مستوى غير مسبوق.
وقد حذرت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن وارتفاع نسبة الفقر إلى أعلى مستوياتها والتي باتت تقارب 26 مليون شخص.
وحسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) نشرته على حسابها الرسمي منتصف العام الماضي 2022، فإنه يعيش في اليمن 25.5 مليون شخص تحت خط الفقر وملايين الأطفال خارج المدرسة. وطالبت المنظمة بالتبرع لها حتى تتمكن من تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتنقلين والمجتمعات المضيفة.
وتؤكد المنظمة أن "سبع سنوات من حرب اليمن جعلت 25.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر من أصل 30 مليونا إجمالي السكان"، مضيفة أن "الحرب أدت إلى تشرد أكثر من 4 ملايين يمني، فيما هناك مليوني طفل بلا تعليم".
وتقول المنظمة الدولية إن "السكان في اليمن هم بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى".
الانتماء أولا
ووفقا لمصادر فإن المليشيا الحوثية اعتمدت في إدارة المرافق الحكومية والوزارات بما فيها التعليمية والصحية والتخطيط والصناعة على شخصيات وأفراد موالين لها، أو ممن ينحدرون من السلالة الهاشمية وفق تصنيف المليشيا، دون النظر إلى الكفاءة والخبرة أو المؤهلات العلمية.
الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10050
الخبرة والمعرفة والإلمام بفنون وعلوم الإدارة العلمية وامتلاك المؤهل الأكاديمي التخصصي، بالإضافة إلى الممارسة والمواصفات القيادية والإدارية الأخرى، شرط لإدارة الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وعلاقاتها الخارجية ومعاملاتها الاقتصادية والمالية والعسكرية والأمنية والخدمية التي يحتاجها الوطن والمواطن وكل ما له علاقة بحياة الناس ومعيشتهم ومعاملاتهم، كل ذلك وغيره يعد من أساسيات إدارة الحكم.
غير أن ما حدث ويحدث في اليمن بخصوص انقلاب المليشيا الحوثية تجاوز ذلك كله ليتم بذلك الانقلاب إدخال اليمن في فوضى عارمة، والقضاء على الدولة، وإجهاض مشروع اليمن الجديد، نتيجة لافتقار المليشيا الحوثية للكوادر المؤهلة، بل الحد الأدنى للشروط المطلوبة لتسيير الحكومات.
نموذج سيئ
ومنذ تمرد مليشيا الحوثي وانقلابها على الدولة وتفردها بالسلطة شهدت اليمن تدهورا كبيرا في كل جوانب الحياة بما فيها الأمنية والسياسية والاقتصادية على نحو غير مسبوق، وسجلت تقارير منظمات حقوقية وأممية أرقاما صادمة للتراجع الخطير الذي شهدته البلاد، والتي تعكس إفلاسا واضحا وفشلا ذريعا في إدارة شؤون البلاد باعتبارها سلطة أمر واقع.
ووفقا لمراقبين فإن مليشيا الحوثي الانقلابية تمثل واحدا من أسوأ النماذج في إدارة السلطة وتسيير الحكم في المنطقة العربية والعالم عموما، إذ لا يماثلها في هذا الفشل إلا الحكومة العراقية التي تديرها فصائل شيعية في العراق -على نسب متفاوتة- والتي تدين بالولاء للإيرانيين وتأتمر بأمرهم.
وقد شمل الفساد المالي والإداري مختلف نواحي الحياة، تمثلت في توقف الخدمات العامة وشلل المؤسسات الحكومية، التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية التي فشلت في إدارتها، بعد أن حولتها لمقرات مسلحة، واستغلتها استغلالا ضيقا لصالح قيادات وشخصيات معينة للنهب والتكسب لمزيد من الثراء والتلميع الشخصي.
اعتراف ضمني
وقد اعترفت مليشيا الحوثي في وقت سابق بشكل رسمي ولأول مرة، بالفشل والعجز في إدارة الحكومة بعد أكثر من سبع سنوات من انقلابها على الإجماع الوطني في سبتمبر 2014.
وقال القيادي في المليشيا "محمد علي الحوثي" عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إنهم ورثوا "دولة مفككة، تحكمها الإقطاعية والوساطة، وتحركها الرشوة والابتزاز، وتدين بولائها للخارج وتستلم رواتبها منه"، في اعتراف ضمني للمليشيا بفشلها الذريع وإخفاقها في إدارة الدولة، وتعبيرا عن تخوين مباشر لكافة موظفي وقيادات الدولة.
ويضيف القيادي الحوثي: "وقد تغولها مجموعة من النفعيين واستثمروا علاقاتها من دولية إلى شخصية، إن لم تكن في أغلب الأحيان علاقات استخباراتية، وبدلا من بناء الدولة بنت فلل الداخل والخارج وحصنتها بأرصدتها"، كاتهام صريح لكافة مسؤولي الدولة اليمنية بالعمل لصالح دول خارجية، ما يؤكد تكرار المليشيا الحوثية لذات السلوك المستنكر، ومحاولة للتهرب من المسؤولية عما آلت إليه البلاد من تدهور كبير في مختلف جوانب الحياة، واعتراف ضمني بفقدان السيطرة والتحكم بالأوضاع التي تمضي من سيئ إلى أسوأ.
أرقام مخيفة
وبحسب تقارير محلية ودولية فقد ارتفع عدد الفقراء في اليمن جراء تداعيات الحرب في البلاد، المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات لتصل النسبة إلى مستوى غير مسبوق.
وقد حذرت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن وارتفاع نسبة الفقر إلى أعلى مستوياتها والتي باتت تقارب 26 مليون شخص.
وحسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) نشرته على حسابها الرسمي منتصف العام الماضي 2022، فإنه يعيش في اليمن 25.5 مليون شخص تحت خط الفقر وملايين الأطفال خارج المدرسة. وطالبت المنظمة بالتبرع لها حتى تتمكن من تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتنقلين والمجتمعات المضيفة.
وتؤكد المنظمة أن "سبع سنوات من حرب اليمن جعلت 25.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر من أصل 30 مليونا إجمالي السكان"، مضيفة أن "الحرب أدت إلى تشرد أكثر من 4 ملايين يمني، فيما هناك مليوني طفل بلا تعليم".
وتقول المنظمة الدولية إن "السكان في اليمن هم بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى".
الانتماء أولا
ووفقا لمصادر فإن المليشيا الحوثية اعتمدت في إدارة المرافق الحكومية والوزارات بما فيها التعليمية والصحية والتخطيط والصناعة على شخصيات وأفراد موالين لها، أو ممن ينحدرون من السلالة الهاشمية وفق تصنيف المليشيا، دون النظر إلى الكفاءة والخبرة أو المؤهلات العلمية.
alislah-ye.net
فشل إداري وفساد مالي.. هكذا يدير الحوثيون حكومة الانقلاب
- فشل إداري وفساد مالي.. هكذا يدير الحوثيون حكومة الانقلاب
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق عن أن الحوثيين "عينوا في كثير من الأحيان موالين لهم، لا يملكون أي شهادات، في مواقع مسؤولية عن موظفي الدولة، الذين يملكون خبرات مهمة"، لافتة إلى قول أحد رجال الأعمال في صنعاء إنه "ذهب إلى مركز الشرطة لرفع شكوى، فوجد أن هناك حوالي 12 ضابطا لا يستطيعون اتخاذ قرار دون العودة إلى المسؤول الحوثي".
وتضيف الصحيفة "لزيارة مستشفى الأطفال والولادة الرئيسي في صنعاء كان علينا أن نأخذ تصريحا من مديره الجديد، الذي قال إن مؤهله الوحيد هو درجة الدبلوم في التمريض، وقال ممرض عمل في هذا المجال لمدة 16 عاما إنه لم يتم دفع راتبه لمدة شهرين".
فشل سياسي
وعلى الرغم من سيطرة المليشيا الحوثية عبر الانقلاب على العاصمة صنعاء والقصر الرئاسي والوزارات والمقرات الحكومية إضافة إلى عدة محافظات وأجزاء واسعة من البلاد، إلا أن سلطة المليشيا الانقلابية لم تحظ بأي تأييد أو اعتراف دولي، تمثل ذلك بالمؤشرات السياسية في المواقف الدولية والعربية القوية الرافضة للانقلاب والمساندة للحكومة الشرعية، ورفض أي دولة الاعتراف بما يسمى الإعلان الدستوري الذي أصدره الانقلابيون بعيد الانقلاب لشرعنة تمردهم وانقلابهم على الرئيس المنتخب والحكومة الشرعية، فيما كانت إيران هي الحالة الشاذة التي ساندت الانقلاب وباركته واعتبرت ذلك نصرا لها ودخول رابع عاصمة عربية تحت سلطتها، والتي قوبلت بمواقف خليجية ودولية صارمة، وقد كان لدول الخليج الدور الأكبر في تحجيم الدور الإيراني الداعم للمتمردين من خلال فرض قيود وحصار من قبل التحالف على تحركاته المشبوهة.
وعلى الرغم من جهود إيران المكثفة ودعمها اللامحدود للمليشيا الحوثية الانقلابية سياسيا وعسكريا ولوجستيا، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، ولم يخرج المليشيا الحوثية من عزلتها المفروضة عليها عربيا وإقليميا ودوليا، ناهيك عن العزلة المجتمعية والرفض الشعبي المطلق، باعتبارها حالة شاذة خارجة عن الإجماع الشعبي والوطني، وفشل المليشيا في إيجاد قبول مجتمعي، وتحقيق انسجام شعبي وتوافق ملموس مع سياستها الإجرامية ومشروعها الانقلابي.
ونتيجة للعزلة التي فرضها المجتمع الدولي، ورفضه المطلق للانقلاب الحوثي، فقد ترجمت تلك المواقف إلى خطوات عملية تمثلت في مغادرة جميع الأطقم الدبلوماسية العربية والأجنبية والشركات الأجنبية، ومغادرة معظم الكوادر السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية والتجارية البلاد والانضمام إلى الشرعية.
سياسة العنف
وقد سلكت المليشيا في التعامل مع ملف الأزمة مسلك العنف، وتعاملت بالقوة لإسكات الأصوات المعارضة وفرض سياستها الإجرامية وأفكارها الدخيلة.
ولا يزال المتمردون ماضين في استخدام سياسة القوة والعنف، وهي السياسة التي شرعت بتطبيقها منذ اليوم الأول للانقلاب، في إدارة شؤون المدن التي تحت سيطرتهم بقوة السلاح والاعتقال والتعذيب لكل من يعارضهم أو يشكون في معارضته لهم وعدم الولاء لهم، بالإضافة إلى قيام سلطة المليشيا بحجب جميع المواقع الإعلامية المعارضة لسياستها، والعبث بمحتويات الصحف الأهلية والحزبية والخاصة وفرض القيود على حرية الصحافة، واعتقال الناشطين والحقوقيين والسياسيين والصحافيين والكتاب وكل من له نشاط معارض لتوجههم، والاستيلاء على المؤسسات الثقافية والصحافية والإعلامية وأجهزتها المختلفة وتحويلها للعمل لتضليل الرأي العام وخدمة أهداف الانقلاب.
وقد دفعت هذه الممارسات إلى توقف جميع أنشطة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات المختلفة عقب سيطرة المليشيا على الحكم، وسعي المليشيا بعدها إلى العمل على تمزيق النسيج الاجتماعي عبر إخضاع القبائل المحيطة بصنعاء وإجبارها على التوقيع على وثائق تهدر دم من خالفهم، وتخوين وتجريم كل من خالف سياسة المليشيا، الأمر الذي وسع من دائرة الرفض المجتمعي، وترك سخطا شعبيا عارما وغضبا متصاعدا وانطباعا سيئا جراء ممارسات وتصرفات المليشيا الانقلابية.
أطفال على كف الموت
ويعتبر تجنيد الأطفال وإقحامهم في الحرب مظهرا آخر من مظاهر الفشل الذي منيت به المليشيا الحوثية، إذ عجزت المليشيا عن توظيف الجيش وتطويعه لخدمة مشروعها الانقلابي، وقوبلت بمواجهة واسعة ورفض قاطع من قبل القوات العسكرية والأمنية، التي رفضت عملية الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي، والذي اعتبر مخالفا للإجماع الوطني والاصطفاف الشعبي، إذ أعلنت الوحدات العسكرية تمردها على سلطة المليشيا الحوثية، وانحيازها للشرعية الدستورية وتمسكها بخيار الوحدة والجمهورية، الأمر الذي عكس فشل المليشيا بتقديم خطاب منطقي لكافة أبناء الشعب وعجزها عن إدارة الملف بما يخدم أهدافها ومشاريعها.
وتضيف الصحيفة "لزيارة مستشفى الأطفال والولادة الرئيسي في صنعاء كان علينا أن نأخذ تصريحا من مديره الجديد، الذي قال إن مؤهله الوحيد هو درجة الدبلوم في التمريض، وقال ممرض عمل في هذا المجال لمدة 16 عاما إنه لم يتم دفع راتبه لمدة شهرين".
فشل سياسي
وعلى الرغم من سيطرة المليشيا الحوثية عبر الانقلاب على العاصمة صنعاء والقصر الرئاسي والوزارات والمقرات الحكومية إضافة إلى عدة محافظات وأجزاء واسعة من البلاد، إلا أن سلطة المليشيا الانقلابية لم تحظ بأي تأييد أو اعتراف دولي، تمثل ذلك بالمؤشرات السياسية في المواقف الدولية والعربية القوية الرافضة للانقلاب والمساندة للحكومة الشرعية، ورفض أي دولة الاعتراف بما يسمى الإعلان الدستوري الذي أصدره الانقلابيون بعيد الانقلاب لشرعنة تمردهم وانقلابهم على الرئيس المنتخب والحكومة الشرعية، فيما كانت إيران هي الحالة الشاذة التي ساندت الانقلاب وباركته واعتبرت ذلك نصرا لها ودخول رابع عاصمة عربية تحت سلطتها، والتي قوبلت بمواقف خليجية ودولية صارمة، وقد كان لدول الخليج الدور الأكبر في تحجيم الدور الإيراني الداعم للمتمردين من خلال فرض قيود وحصار من قبل التحالف على تحركاته المشبوهة.
وعلى الرغم من جهود إيران المكثفة ودعمها اللامحدود للمليشيا الحوثية الانقلابية سياسيا وعسكريا ولوجستيا، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، ولم يخرج المليشيا الحوثية من عزلتها المفروضة عليها عربيا وإقليميا ودوليا، ناهيك عن العزلة المجتمعية والرفض الشعبي المطلق، باعتبارها حالة شاذة خارجة عن الإجماع الشعبي والوطني، وفشل المليشيا في إيجاد قبول مجتمعي، وتحقيق انسجام شعبي وتوافق ملموس مع سياستها الإجرامية ومشروعها الانقلابي.
ونتيجة للعزلة التي فرضها المجتمع الدولي، ورفضه المطلق للانقلاب الحوثي، فقد ترجمت تلك المواقف إلى خطوات عملية تمثلت في مغادرة جميع الأطقم الدبلوماسية العربية والأجنبية والشركات الأجنبية، ومغادرة معظم الكوادر السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية والتجارية البلاد والانضمام إلى الشرعية.
سياسة العنف
وقد سلكت المليشيا في التعامل مع ملف الأزمة مسلك العنف، وتعاملت بالقوة لإسكات الأصوات المعارضة وفرض سياستها الإجرامية وأفكارها الدخيلة.
ولا يزال المتمردون ماضين في استخدام سياسة القوة والعنف، وهي السياسة التي شرعت بتطبيقها منذ اليوم الأول للانقلاب، في إدارة شؤون المدن التي تحت سيطرتهم بقوة السلاح والاعتقال والتعذيب لكل من يعارضهم أو يشكون في معارضته لهم وعدم الولاء لهم، بالإضافة إلى قيام سلطة المليشيا بحجب جميع المواقع الإعلامية المعارضة لسياستها، والعبث بمحتويات الصحف الأهلية والحزبية والخاصة وفرض القيود على حرية الصحافة، واعتقال الناشطين والحقوقيين والسياسيين والصحافيين والكتاب وكل من له نشاط معارض لتوجههم، والاستيلاء على المؤسسات الثقافية والصحافية والإعلامية وأجهزتها المختلفة وتحويلها للعمل لتضليل الرأي العام وخدمة أهداف الانقلاب.
وقد دفعت هذه الممارسات إلى توقف جميع أنشطة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات المختلفة عقب سيطرة المليشيا على الحكم، وسعي المليشيا بعدها إلى العمل على تمزيق النسيج الاجتماعي عبر إخضاع القبائل المحيطة بصنعاء وإجبارها على التوقيع على وثائق تهدر دم من خالفهم، وتخوين وتجريم كل من خالف سياسة المليشيا، الأمر الذي وسع من دائرة الرفض المجتمعي، وترك سخطا شعبيا عارما وغضبا متصاعدا وانطباعا سيئا جراء ممارسات وتصرفات المليشيا الانقلابية.
أطفال على كف الموت
ويعتبر تجنيد الأطفال وإقحامهم في الحرب مظهرا آخر من مظاهر الفشل الذي منيت به المليشيا الحوثية، إذ عجزت المليشيا عن توظيف الجيش وتطويعه لخدمة مشروعها الانقلابي، وقوبلت بمواجهة واسعة ورفض قاطع من قبل القوات العسكرية والأمنية، التي رفضت عملية الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي، والذي اعتبر مخالفا للإجماع الوطني والاصطفاف الشعبي، إذ أعلنت الوحدات العسكرية تمردها على سلطة المليشيا الحوثية، وانحيازها للشرعية الدستورية وتمسكها بخيار الوحدة والجمهورية، الأمر الذي عكس فشل المليشيا بتقديم خطاب منطقي لكافة أبناء الشعب وعجزها عن إدارة الملف بما يخدم أهدافها ومشاريعها.
وبحسب تصريح لمصدر حقوقي يمني في وقت سابق فإن مليشيا الحوثيين جندت 12054 طفلاً في عدد من المحافظات خلال الفترة من مايو 2014 وحتى مايو 2021.
ويقول المدير التنفيذي لـ"التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" (رصد)، مطهر البذيجي، إن المليشيا الحوثية عملت على تجنيد 12054 طفلاً، بينهم 308 أطفال مجندين ينتمون للفئة العمرية ما بين 8 و11 عاما، و4430 طفلاً ينتمون للفئة العمرية ما بين 12 و14 عاماً، و7305 أطفال في الفئة العمرية ما بين 15 و17 عاما، مضيفا أن "الفريق الميداني لتحالف رصد وثق وجود 6729 طفلاً مجنداً لا يزالون مستمرين بالقتال مع المليشيا، فيما قُتل 2450 طفلا في العمليات العسكرية وأصيب 498 طفلا وتم أسر 790 طفلا في الجبهات المختلفة، في حين عاد 1004 أطفال إلى أسرهم"، مؤكدا أن مصير 572 طفلاً لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، مطالباً في الوقت ذاته المليشيا الحوثية بالوقف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال وإشراكهم في العمليات العسكرية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
رفض شعبي
ووسط هذا الفشل العسكري كان الجيش الوطني في تدفق مستمر لإعادة تشكيل نفسه وقواته في مختلف الجبهات، بالتزامن مع استمرار تدفق اليمنيين للمعسكرات للمشاركة في معارك الشرعية، كما استمر الدفع بتعزيزات وآليات عسكرية وقوات من التحالف والجيش الوطني المدرب في السعودية إلى المحافظات المحررة والاستعداد لمعارك الحسم.
وقد ساهم التقدم الكبير للجيش الوطني وإحرازه لانتصارات عدة في تغيير مواقف وقناعات الكثير من القبائل ذات الطابع المسلح التي أبدت تأييدها للانقلاب منذ البداية والمحيطة بالعاصمة صنعاء، الأمر الذي دفعها إلى إعلان دعمها للشرعية بعد تكشف حقيقة الانقلابيين الكاذبة في محاربة الفساد وإصلاح الشأن الخدمي والمعيشي والسياسي.
وإزاء العزلة ورفض المواطنين لفكرة الحوثيين وانقلابهم، فقد لجأت المليشيا الحوثية إلى استغلال التعليم والوظيفة العامة والمال العام في تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك التي تخوضها ضد الحكومة والجيش الوطني، بعد مقتل آلاف من مناصري الانقلاب في المعارك بالمحافظات وعلى الحدود السعودية، على أيدي الجيش الوطني واستهدافهم من قبل طائرات التحالف في مواقع متعددة.
وعلى الرغم من فشل المليشيا في تحسين الوضع المعيشي وإصلاح الشأن الخدمي، وهو العنوان الذي سوقته لتبرير انقلابها ضد الحكومة الشرعية وعجزها عن توفير رواتب الموظفين والذين يقدر عددهم بنحو 1.2 مليون موظف حكومي كانوا يعتمدون منذ عقود على ما يتقاضونه من الوظيفة الحكومية قبل أن ينحدروا نحو هاوية الفقر والجوع، وتسبب المليشيا الحوثية بتوقف الخدمات الأساسية وارتفاع نسبة الفقر إلى حد غير مسبوق وأرقام مخيفة، إلا أنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت عبثها بالبلاد وتسببت بوضع أكثر مأساوية من خلال التضييق على المنظمات الأممية الخيرية والإغاثية، الأمر الذي اضطر العشرات منها لإغلاق مكاتبها ومغادرة البلاد، مما فاقم المأساة وخلق أوضاعا أكثر صعوبة.
العبث بالأرواح
مؤخرا أثارت الحرب المعلنة من قبل المليشيا الحوثية ضد اللقاحات في مناطق سيطرتها، غضب الأوساط الصحية والحكومة اليمنية، بعد محاولة قادة المليشيا تصوير اللقاحات ضد الأوبئة على أنها مؤامرة دولية تستهدف السكان، حسب ما جاء في ندوة نظمتها المليشيا قبل أيام بحضور رئيس حكومتها الانقلابية.
وقد أبدت الأوساط الصحية في اليمن تخوفها من أن يقود توجه المليشيا الانقلابية المعادي لحملات التحصين إلى ظهور الأمراض وتفشي الأوبئة على نطاق واسع خاصة في أوساط الأطفال، ونددت الحكومة اليمنية بهذا السلوك الذي وصفته بـ"الطائش"، ورأت أن "خرافات المليشيا" مغامرة بمستقبل الأطفال.
التنديد الحكومي اليمني جاء في بيان أصدرته وزارة الصحة في الحكومة الشرعية، قالت فيه إن "رعاية مثل هذه الخرافات مغامرة بمستقبل أطفال اليمن في مناطق سيطرة المليشيا وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب، في الوقت الذي أجمع فيه العالم كله على الطب المبني على الأدلة العلمية".
وأوضحت الوزارة أن واجبها هو "نشر الرسالة الإعلامية الصحية السليمة وإيصال المعلومة الدقيقة، وأن العمل الوقائي المانع لظهور الأمراض والأوبئة، وأهمها اللقاحات، هو أفضل وسيلة لمواجهة الأمراض".
وأشارت إلى أنه بفضل اللقاحات تم القضاء على كثير من الأمراض التي كانت منتشرة في اليمن مثل الجدري، وأكدت إعلان اليمن خالياً من شلل الأطفال عام 2009 ليعود عام 2019 في محافظة صعدة، نتيجة لسلوك المليشيا المتعنت المانع للقاحات.
ويقول المدير التنفيذي لـ"التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" (رصد)، مطهر البذيجي، إن المليشيا الحوثية عملت على تجنيد 12054 طفلاً، بينهم 308 أطفال مجندين ينتمون للفئة العمرية ما بين 8 و11 عاما، و4430 طفلاً ينتمون للفئة العمرية ما بين 12 و14 عاماً، و7305 أطفال في الفئة العمرية ما بين 15 و17 عاما، مضيفا أن "الفريق الميداني لتحالف رصد وثق وجود 6729 طفلاً مجنداً لا يزالون مستمرين بالقتال مع المليشيا، فيما قُتل 2450 طفلا في العمليات العسكرية وأصيب 498 طفلا وتم أسر 790 طفلا في الجبهات المختلفة، في حين عاد 1004 أطفال إلى أسرهم"، مؤكدا أن مصير 572 طفلاً لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، مطالباً في الوقت ذاته المليشيا الحوثية بالوقف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال وإشراكهم في العمليات العسكرية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
رفض شعبي
ووسط هذا الفشل العسكري كان الجيش الوطني في تدفق مستمر لإعادة تشكيل نفسه وقواته في مختلف الجبهات، بالتزامن مع استمرار تدفق اليمنيين للمعسكرات للمشاركة في معارك الشرعية، كما استمر الدفع بتعزيزات وآليات عسكرية وقوات من التحالف والجيش الوطني المدرب في السعودية إلى المحافظات المحررة والاستعداد لمعارك الحسم.
وقد ساهم التقدم الكبير للجيش الوطني وإحرازه لانتصارات عدة في تغيير مواقف وقناعات الكثير من القبائل ذات الطابع المسلح التي أبدت تأييدها للانقلاب منذ البداية والمحيطة بالعاصمة صنعاء، الأمر الذي دفعها إلى إعلان دعمها للشرعية بعد تكشف حقيقة الانقلابيين الكاذبة في محاربة الفساد وإصلاح الشأن الخدمي والمعيشي والسياسي.
وإزاء العزلة ورفض المواطنين لفكرة الحوثيين وانقلابهم، فقد لجأت المليشيا الحوثية إلى استغلال التعليم والوظيفة العامة والمال العام في تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك التي تخوضها ضد الحكومة والجيش الوطني، بعد مقتل آلاف من مناصري الانقلاب في المعارك بالمحافظات وعلى الحدود السعودية، على أيدي الجيش الوطني واستهدافهم من قبل طائرات التحالف في مواقع متعددة.
وعلى الرغم من فشل المليشيا في تحسين الوضع المعيشي وإصلاح الشأن الخدمي، وهو العنوان الذي سوقته لتبرير انقلابها ضد الحكومة الشرعية وعجزها عن توفير رواتب الموظفين والذين يقدر عددهم بنحو 1.2 مليون موظف حكومي كانوا يعتمدون منذ عقود على ما يتقاضونه من الوظيفة الحكومية قبل أن ينحدروا نحو هاوية الفقر والجوع، وتسبب المليشيا الحوثية بتوقف الخدمات الأساسية وارتفاع نسبة الفقر إلى حد غير مسبوق وأرقام مخيفة، إلا أنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت عبثها بالبلاد وتسببت بوضع أكثر مأساوية من خلال التضييق على المنظمات الأممية الخيرية والإغاثية، الأمر الذي اضطر العشرات منها لإغلاق مكاتبها ومغادرة البلاد، مما فاقم المأساة وخلق أوضاعا أكثر صعوبة.
العبث بالأرواح
مؤخرا أثارت الحرب المعلنة من قبل المليشيا الحوثية ضد اللقاحات في مناطق سيطرتها، غضب الأوساط الصحية والحكومة اليمنية، بعد محاولة قادة المليشيا تصوير اللقاحات ضد الأوبئة على أنها مؤامرة دولية تستهدف السكان، حسب ما جاء في ندوة نظمتها المليشيا قبل أيام بحضور رئيس حكومتها الانقلابية.
وقد أبدت الأوساط الصحية في اليمن تخوفها من أن يقود توجه المليشيا الانقلابية المعادي لحملات التحصين إلى ظهور الأمراض وتفشي الأوبئة على نطاق واسع خاصة في أوساط الأطفال، ونددت الحكومة اليمنية بهذا السلوك الذي وصفته بـ"الطائش"، ورأت أن "خرافات المليشيا" مغامرة بمستقبل الأطفال.
التنديد الحكومي اليمني جاء في بيان أصدرته وزارة الصحة في الحكومة الشرعية، قالت فيه إن "رعاية مثل هذه الخرافات مغامرة بمستقبل أطفال اليمن في مناطق سيطرة المليشيا وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب، في الوقت الذي أجمع فيه العالم كله على الطب المبني على الأدلة العلمية".
وأوضحت الوزارة أن واجبها هو "نشر الرسالة الإعلامية الصحية السليمة وإيصال المعلومة الدقيقة، وأن العمل الوقائي المانع لظهور الأمراض والأوبئة، وأهمها اللقاحات، هو أفضل وسيلة لمواجهة الأمراض".
وأشارت إلى أنه بفضل اللقاحات تم القضاء على كثير من الأمراض التي كانت منتشرة في اليمن مثل الجدري، وأكدت إعلان اليمن خالياً من شلل الأطفال عام 2009 ليعود عام 2019 في محافظة صعدة، نتيجة لسلوك المليشيا المتعنت المانع للقاحات.
وتقول وزارة الصحة إنها تلقت رسالة مشتركة من ممثل منظمة الصحة العالمية والقائم بأعمال ممثل منظمة الطفولة العالمية (يونيسف) في شهر سبتمبر من العام 2020، عبرت فيها عن مخاوفها من نتائج الاستمرار بعدم سماح المليشيا الحوثية بتنظيم حملات التحصين التكميلية ضد شلل الأطفال، وانخفاض نسب التحصين الروتيني ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة في بعض مناطق البلاد، وخاصة المناطق الخاضعة لسلطة الانقلاب.
وتأتي المخاوف الأممية -وفق البيان الحكومي- بعد ظهور عدد من حالات الإصابة بشلل الأطفال في محافظتي صعدة وحجة، والتي على إثرها وخلال أسبوع "طرحت الوزارة تلك الاهتمامات على مختلف المحافل الإقليمية والعربية والدولية، وطالبت باتخاذ خطوات جادة في سبيل الضغط على المليشيا الانقلابية لتلافي الوضع قبل حلول الخطر الذي يتهدد ملايين الأطفال في اليمن".
وتأتي المخاوف الأممية -وفق البيان الحكومي- بعد ظهور عدد من حالات الإصابة بشلل الأطفال في محافظتي صعدة وحجة، والتي على إثرها وخلال أسبوع "طرحت الوزارة تلك الاهتمامات على مختلف المحافل الإقليمية والعربية والدولية، وطالبت باتخاذ خطوات جادة في سبيل الضغط على المليشيا الانقلابية لتلافي الوضع قبل حلول الخطر الذي يتهدد ملايين الأطفال في اليمن".
عام من التهديدات المتواصلة.. وملامح ضعف مليشيا الحوثيين
الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10051
انقضت إلى الآن سنة كاملة من التهديدات المتواصلة التي تطلقها مليشيا الحوثيين الإرهابية باستئناف العمل العسكري ضد الحكومة الشرعية والتهديد بقصف الأراضي السعودية والإماراتية، تأتي هذه التهديدات بعد سنة كاملة من المعارك في محيط محافظة مأرب، والتي انتهت بهزيمة مدوية للمليشيا الحوثية، فالمليشيا لم تتمكن من تحقيق هدفها بالسيطرة على محافظة مأرب كاملة، وفوق ذلك فقد خسرت ثلاث مديريات في محافظة شبوة كانت تسيطر عليها، كما خسرت عددا من المواقع في جبهات تعز وحجة وصعدة.
وأمام هذه الهزائم المتزامنة بعد عام كامل من معركتها الخاسرة بمحافظة مأرب، شنت المليشيا هجمات يائسة على السعودية والإمارات، وعندما كان الرد عليها عنيفا ومؤلما، وجدت المليشيا أنه لم تعد تجدي المعارك الميدانية في جبهات الداخل، وأن الهجمات العابرة للحدود هجمات انتحارية بامتياز، وهنا وجد الوسطاء الدوليون أنه حانت "لحظة النضج" لتحقيق هدنة تمهد لحل سياسي شامل، وأن المليشيا الحوثية في حالة ضعف، وستستجيب لذلك، وهو ما كان بالفعل، لكن المليشيا استجابت للهدنة، ولم تستجب لوساطات الحل السياسي.
لقد وجدت المليشيا الحوثية في الهدنة مخرجا مشرفا للتغطية على هزيمتها في مأرب. وبعد سنة كاملة من المعارك الخاسرة، مضت بعدها سنة كاملة من التهديدات باستئناف القتال، مع الاكتفاء بهجمات محدودة في بعض الجبهات، وهذا أقوى مؤشر على ضعف المليشيا عسكريا، فلو كان لديها القوة العسكرية الكافية لتوسيع سيطرتها الميدانية، فإنها لن تتأخر عن ذلك لحظة واحدة، وستظل معركتها في مأرب كابوسا موحشا يلقي بتأثيره عليها كلما فكرت مجددا بخوض معركة واسعة.
- من عام الانتكاسات إلى عام ترميم الهزائم
كانت معركة مأرب، خلال العام 2021، معركة مفصلية في مسار الصراع والحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية، وقد أعدت المليشيا لتلك المعركة كل إمكانياتها، وألقت بكل ثقلها فيها، وكانت بقيادة الضابط في ما يسمى الحرس الثوري الإيراني الإرهابي حسن إيرلو، الذي ظهر في صنعاء قبل المعركة بأشهر منتحلا صفة "سفير"، وكانت المليشيا الحوثية تعتقد أنه بسيطرتها على محافظة مأرب فإن ما سواها أسهل، باعتبار مأرب مركز القوة الصلبة للسلطة الشرعية.
لكن لم تكن معركة مأرب كما أرادتها المليشيا، ورغم الحشود الهائلة من المقاتلين، إلا أن المليشيا بدأت تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد منذ بدء المعركة. ومع كثافة جنازات قتلى المليشيا العائدة من مأرب، فقد كانت وسائل إعلام المليشيا تتحدث عن تحقيق انتصارات ميدانية متسارعة، للتغطية على الخسائر الفادحة، ورفع معنويات مقاتليها، الذين كانت تعدهم بالغنائم والامتيازات في حال تمت السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ومع نهاية العام 2021، بدأت تتكشف خسائر المليشيا، حيث قتل الضابط الإيراني حسن إيرلو، وبدأت المليشيا الحوثية تشيع بعض قادتها ممن ينتمون للسلالة الهاشمية العنصرية، وهو ما يعني أن المعركة استنزفت مقاتلي المليشيا من أبناء القبائل، فهب بعض السلاليين للقتال وقيادة المعركة لاعتقادهم بأنه سيمكنهم إنقاذ الموقف، كما بدأت المليشيا بحملات قمع واضطهاد لبعض أبناء القبائل، واختطفت عددا من مشايخ القبائل والوجاهات الاجتماعية، بتهمة المماطلة في حشد مقاتلين من قبائلهم للقتال في صفوف المليشيا.
وبعد انكسار المليشيا وهزيمتها في مأرب وشبوة وجبهات أخرى، رأت في الهدنة، التي بدأت منذ مطلع أبريل 2022 وتم تمديدها إلى 2 أكتوبر 2022، رأت فيها مخرجا مشرفا لهزيمتها في مأرب وغيرها، وبعد أن جردت خسائرها اكتشفت هول الكارثة، فالمليشيا كانت قد اعترفت، في ديسمبر 2021، أنها خسرت 15 ألف قتيل في مأرب، لكن تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية أعلن حينها أن خسائر مليشيا الحوثيين حوالي 30 ألف مقاتل.
- عروض عسكرية وهياكل خداعية
لم تتمسك المليشيا بالهدنة الإنسانية، ولم تنفذ بنود الهدنة، مثل رفع الحصار عن مدينة تعز، ولم تتمسك بوقف إطلاق النار، حيث شهدت مختلف الجبهات خروقات شبه يومية للهدنة، وكل هذه الخروقات والتعنت بشأن رفع الحصار عن تعز يعكس الموقف البائس للمليشيا وفداحة اللحظة الحرجة التي تبدت بعد انكسارها في محافظة مأرب. ومع اقتراب نهاية الهدنة بعد تمديدها للمرة الثانية، كانت المليشيا تهدد بأنها ستستأنف العمل العسكري إذا لم تتم تلبية شروطها كاملة للموافقة على تمديد الهدنة.
أيضا، استغلت المليشيا الحوثية الهدنة لرفع معنويات مقاتليها والتغطية على حجم الكارثة التي خلفتها معركة مأرب في صفوفها، ومن ذلك أنها أقامت عروضا عسكرية في صنعاء والحديدة، حشدت لها حتى منتسبي قوات الأمن والشرطة بعد تجميعهم من محافظات عدة تسيطر عليها، كما أن بعض الأسلحة التي ظهرت في العروض العسكرية كانت مجرد هياكل خداعية، وهو ما كشفته بعض
الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10051
انقضت إلى الآن سنة كاملة من التهديدات المتواصلة التي تطلقها مليشيا الحوثيين الإرهابية باستئناف العمل العسكري ضد الحكومة الشرعية والتهديد بقصف الأراضي السعودية والإماراتية، تأتي هذه التهديدات بعد سنة كاملة من المعارك في محيط محافظة مأرب، والتي انتهت بهزيمة مدوية للمليشيا الحوثية، فالمليشيا لم تتمكن من تحقيق هدفها بالسيطرة على محافظة مأرب كاملة، وفوق ذلك فقد خسرت ثلاث مديريات في محافظة شبوة كانت تسيطر عليها، كما خسرت عددا من المواقع في جبهات تعز وحجة وصعدة.
وأمام هذه الهزائم المتزامنة بعد عام كامل من معركتها الخاسرة بمحافظة مأرب، شنت المليشيا هجمات يائسة على السعودية والإمارات، وعندما كان الرد عليها عنيفا ومؤلما، وجدت المليشيا أنه لم تعد تجدي المعارك الميدانية في جبهات الداخل، وأن الهجمات العابرة للحدود هجمات انتحارية بامتياز، وهنا وجد الوسطاء الدوليون أنه حانت "لحظة النضج" لتحقيق هدنة تمهد لحل سياسي شامل، وأن المليشيا الحوثية في حالة ضعف، وستستجيب لذلك، وهو ما كان بالفعل، لكن المليشيا استجابت للهدنة، ولم تستجب لوساطات الحل السياسي.
لقد وجدت المليشيا الحوثية في الهدنة مخرجا مشرفا للتغطية على هزيمتها في مأرب. وبعد سنة كاملة من المعارك الخاسرة، مضت بعدها سنة كاملة من التهديدات باستئناف القتال، مع الاكتفاء بهجمات محدودة في بعض الجبهات، وهذا أقوى مؤشر على ضعف المليشيا عسكريا، فلو كان لديها القوة العسكرية الكافية لتوسيع سيطرتها الميدانية، فإنها لن تتأخر عن ذلك لحظة واحدة، وستظل معركتها في مأرب كابوسا موحشا يلقي بتأثيره عليها كلما فكرت مجددا بخوض معركة واسعة.
- من عام الانتكاسات إلى عام ترميم الهزائم
كانت معركة مأرب، خلال العام 2021، معركة مفصلية في مسار الصراع والحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية، وقد أعدت المليشيا لتلك المعركة كل إمكانياتها، وألقت بكل ثقلها فيها، وكانت بقيادة الضابط في ما يسمى الحرس الثوري الإيراني الإرهابي حسن إيرلو، الذي ظهر في صنعاء قبل المعركة بأشهر منتحلا صفة "سفير"، وكانت المليشيا الحوثية تعتقد أنه بسيطرتها على محافظة مأرب فإن ما سواها أسهل، باعتبار مأرب مركز القوة الصلبة للسلطة الشرعية.
لكن لم تكن معركة مأرب كما أرادتها المليشيا، ورغم الحشود الهائلة من المقاتلين، إلا أن المليشيا بدأت تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد منذ بدء المعركة. ومع كثافة جنازات قتلى المليشيا العائدة من مأرب، فقد كانت وسائل إعلام المليشيا تتحدث عن تحقيق انتصارات ميدانية متسارعة، للتغطية على الخسائر الفادحة، ورفع معنويات مقاتليها، الذين كانت تعدهم بالغنائم والامتيازات في حال تمت السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ومع نهاية العام 2021، بدأت تتكشف خسائر المليشيا، حيث قتل الضابط الإيراني حسن إيرلو، وبدأت المليشيا الحوثية تشيع بعض قادتها ممن ينتمون للسلالة الهاشمية العنصرية، وهو ما يعني أن المعركة استنزفت مقاتلي المليشيا من أبناء القبائل، فهب بعض السلاليين للقتال وقيادة المعركة لاعتقادهم بأنه سيمكنهم إنقاذ الموقف، كما بدأت المليشيا بحملات قمع واضطهاد لبعض أبناء القبائل، واختطفت عددا من مشايخ القبائل والوجاهات الاجتماعية، بتهمة المماطلة في حشد مقاتلين من قبائلهم للقتال في صفوف المليشيا.
وبعد انكسار المليشيا وهزيمتها في مأرب وشبوة وجبهات أخرى، رأت في الهدنة، التي بدأت منذ مطلع أبريل 2022 وتم تمديدها إلى 2 أكتوبر 2022، رأت فيها مخرجا مشرفا لهزيمتها في مأرب وغيرها، وبعد أن جردت خسائرها اكتشفت هول الكارثة، فالمليشيا كانت قد اعترفت، في ديسمبر 2021، أنها خسرت 15 ألف قتيل في مأرب، لكن تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية أعلن حينها أن خسائر مليشيا الحوثيين حوالي 30 ألف مقاتل.
- عروض عسكرية وهياكل خداعية
لم تتمسك المليشيا بالهدنة الإنسانية، ولم تنفذ بنود الهدنة، مثل رفع الحصار عن مدينة تعز، ولم تتمسك بوقف إطلاق النار، حيث شهدت مختلف الجبهات خروقات شبه يومية للهدنة، وكل هذه الخروقات والتعنت بشأن رفع الحصار عن تعز يعكس الموقف البائس للمليشيا وفداحة اللحظة الحرجة التي تبدت بعد انكسارها في محافظة مأرب. ومع اقتراب نهاية الهدنة بعد تمديدها للمرة الثانية، كانت المليشيا تهدد بأنها ستستأنف العمل العسكري إذا لم تتم تلبية شروطها كاملة للموافقة على تمديد الهدنة.
أيضا، استغلت المليشيا الحوثية الهدنة لرفع معنويات مقاتليها والتغطية على حجم الكارثة التي خلفتها معركة مأرب في صفوفها، ومن ذلك أنها أقامت عروضا عسكرية في صنعاء والحديدة، حشدت لها حتى منتسبي قوات الأمن والشرطة بعد تجميعهم من محافظات عدة تسيطر عليها، كما أن بعض الأسلحة التي ظهرت في العروض العسكرية كانت مجرد هياكل خداعية، وهو ما كشفته بعض
alislah-ye.net
عام من التهديدات المتواصلة.. وملامح ضعف مليشيا الحوثيين
- عام من التهديدات المتواصلة.. وملامح ضعف مليشيا الحوثيين
الصور ومقاطع الفيديو التي مصدرها المليشيا ذاتها.
وقد ظهرت بعض الأسلحة التي كانت مجرد هياكل خداعية وعلى متنها أشخاص يحملون السلاح كانوا مجرد هياكل أيضا لا تتحرك، وكل ذلك لتوحي المليشيا لمقاتليها ولأعدائها أيضا بأنها ما زالت قوة كبيرة، علما أن الهياكل الخداعية من التكتيكات المعروفة التي تأتي في سياق الحرب النفسية على العدو، حيث تلجأ بعض الجيوش إلى صناعة هياكل خداعية فارغة بتصاميم لصواريخ حديثة وغيرها، وتلجأ لتلك الهياكل واستعراضها في حالات الضعف والعجز.
وخلال الهدنة أيضا، أجرت مليشيا الحوثيين عمليات تبديل لمقاتليها في الجبهات، وأظهرت ذلك بأنه حشود وتعزيزات عسكرية جديدة، بالتزامن مع حشد مسلحين جدد، وعندما وجدت صعوبة في عملية التجنيد، لجأت إلى العروض العسكرية والهياكل الخداعية للأسلحة وعمليات تبديل المقاتلين والآليات العسكرية في المواقع، لأجل رفع معنويات مقاتليها، وأيضا لتشجيع القبائل على تجنيد أبنائها للقتال في صفوف المليشيا من خلال إيهامها بأن المليشيا ما زالت قوة لا تقهر، رغم أن غبار معركة مأرب لم ينقشع بعد، والتي تكبدت فيها المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
- مغامرات خاسرة
لا شك أن مليشيا الحوثيين لديها وفرة هائلة من الأسلحة المنهوبة من مخازن قوات الجيش والأمن التي نهبتها بعد الانقلاب، فضلا عن الأسلحة التي تهربها لها إيران، لكن تلك الأسلحة تفقد أهميتها كونها بيد مليشيا بدائية بلا خبرات عسكرية ولا تجيد تكتيكات الحروب، وكل ما تفعله هو الانفراد بالخصوم، وخوض المعارك بطريقة عشوائية، اعتقادا منها أن المعركة تحتاج فقط وفرة في المقاتلين مع وفرة من الأسلحة، وهو ما حصل في معركة مأرب، فقد اعتمدت المليشيا على ما تسميها "الأنساق"، أي أفواج المقاتلين، وهذه الطريقة القتالية من ابتكار خميني إيران في انقلابه على الشاه الذي سماه "ثورة".
وكانت فكرة الخميني في هذه الطريقة القتالية أن أفواج المقاتلين المتحمسين أفضل وسيلة لتحقيق النصر بدلا من تكتيكات الجيوش التي تقتضي أنه إذا وَجد القائد أن الجيش سيفنى في المعركة فإنه يأمره بالانسحاب، لكن في فكر خميني إيران الذي أتى به حسن إيرلو للحوثيين، فإن أفواج المقاتلين بعد تعبئتهم أفضل تكتيك، فالجيش ينسحب إذا أحس بالهزيمة، لكن الأفواج شبه الغوغائية والمتحمسة تحت ضغط تعبئة عنيفة ستقاتل حتى النصر أو الفناء.
وهو ما حصل في مأرب، حيث اعتمدت المليشيا أسلوب الأفواج الغفيرة من المقاتلين ودفعت بهم للمغامرة مهما كان، رغم كثافة أعداد القتلى، لدرجة أن الجيش الوطني بدأ يناشد القبائل ألا تسلم أبناءها ليكونوا وقودا لمعارك الحوثيين، وبعض جنود الجيش الوطني قالوا إنهم كانوا يتألمون عندما يرون تساقط أعداد غفيرة من المقاتلين الحوثيين برصاصاتهم، ومن استسلم منهم يعاملونه معاملة حسنة، لاسيما صغار السن.
- المليشيا في أضعف حالاتها
تؤكد كل الشواهد أن مليشيا الحوثيين في أضعف حالاتها، وستنهار بسرعة غير متوقعة في حال اشتعال جميع جبهات القتال ضدها بشكل متزامن، ولو كان لديها القدرة على تحقيق انتصارات ميدانية فلن تتأخر عن ذلك، علما أن جميع المحافظات التي تسيطر عليها كان ذلك دون قتال، وطوال السنوات الماضية لم تنتصر مليشيا الحوثيين في أي معركة بدأتها هي بالهجوم، مثل معركة مأرب، ولم تنتصر في أي معركة كانت فيها في وضع الدفاع، مثل معارك تحرير عدن وتعز وجنوب الحديدة والضالع وغيرها.
وتستمد مليشيا الحوثيين بقاءها من تقاعس مكونات الصف الجمهوري عن معركة الحسم ضدها، رغم إدراك الجميع أن المليشيا لن تستطيع خوض معارك متزامنة في محيط دائري يطوقها من جميع الجهات، وعندما تنهار تحصيناتها الأمامية فما وراءها سينهار تلقائيا، وستتشجع القبائل على حمل السلاح وقتال الحوثيين عندما ترى أن لحظة الحسم قد حانت، وأنها ستكون مسنودة بالسلطة الشرعية والجيش الحكومي.
وأما تهديدات الحوثيين باستئناف العمل العسكري، واستغلال أمن الطاقة بعد حرب روسيا على أوكرانيا، فتلك التهديدات دليل ضعف وليس دليل قوة، وتأمل المليشيا أن تحصل على مكاسب بواسطة الابتزاز لا يمكنها الحصول عليها بواسطة العمل العسكري، كما أن المليشيا تتخذ من التهديدات والمفاوضات في عمان وغيرها وسائل للمراوغة واستهلاك الوقت لتتمكن من تعويض خسائرها وتجنيد مزيد من المقاتلين وتهريب مزيد من الأسلحة من إيران لتتجاوز ضعفها حاليا، استعدادا لجولة صراع عنيفة.
ولذلك فإن المبادرة لحسم المعركة ضد المليشيا حاليا ستكون كلفتها قليلة، وكلما تأجلت معركة الحسم ستكون كلفتها باهظة أكثر. وبشأن ما لدى المليشيا حاليا من أسلحة خطيرة، مثل الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فهذه الأسلحة تمكنها من الإيذاء والابتزاز فقط ولا تمكنها من حسم المعركة لمصلحتها. ومهما يكن، فبنظرة شاملة على مختلف الكوارث التي خلفها انقلاب المليشيا الحوثية، فإن كلفة السلام معها أكثر فداحة من كلفة الحسم العسكري ضدها.
وقد ظهرت بعض الأسلحة التي كانت مجرد هياكل خداعية وعلى متنها أشخاص يحملون السلاح كانوا مجرد هياكل أيضا لا تتحرك، وكل ذلك لتوحي المليشيا لمقاتليها ولأعدائها أيضا بأنها ما زالت قوة كبيرة، علما أن الهياكل الخداعية من التكتيكات المعروفة التي تأتي في سياق الحرب النفسية على العدو، حيث تلجأ بعض الجيوش إلى صناعة هياكل خداعية فارغة بتصاميم لصواريخ حديثة وغيرها، وتلجأ لتلك الهياكل واستعراضها في حالات الضعف والعجز.
وخلال الهدنة أيضا، أجرت مليشيا الحوثيين عمليات تبديل لمقاتليها في الجبهات، وأظهرت ذلك بأنه حشود وتعزيزات عسكرية جديدة، بالتزامن مع حشد مسلحين جدد، وعندما وجدت صعوبة في عملية التجنيد، لجأت إلى العروض العسكرية والهياكل الخداعية للأسلحة وعمليات تبديل المقاتلين والآليات العسكرية في المواقع، لأجل رفع معنويات مقاتليها، وأيضا لتشجيع القبائل على تجنيد أبنائها للقتال في صفوف المليشيا من خلال إيهامها بأن المليشيا ما زالت قوة لا تقهر، رغم أن غبار معركة مأرب لم ينقشع بعد، والتي تكبدت فيها المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
- مغامرات خاسرة
لا شك أن مليشيا الحوثيين لديها وفرة هائلة من الأسلحة المنهوبة من مخازن قوات الجيش والأمن التي نهبتها بعد الانقلاب، فضلا عن الأسلحة التي تهربها لها إيران، لكن تلك الأسلحة تفقد أهميتها كونها بيد مليشيا بدائية بلا خبرات عسكرية ولا تجيد تكتيكات الحروب، وكل ما تفعله هو الانفراد بالخصوم، وخوض المعارك بطريقة عشوائية، اعتقادا منها أن المعركة تحتاج فقط وفرة في المقاتلين مع وفرة من الأسلحة، وهو ما حصل في معركة مأرب، فقد اعتمدت المليشيا على ما تسميها "الأنساق"، أي أفواج المقاتلين، وهذه الطريقة القتالية من ابتكار خميني إيران في انقلابه على الشاه الذي سماه "ثورة".
وكانت فكرة الخميني في هذه الطريقة القتالية أن أفواج المقاتلين المتحمسين أفضل وسيلة لتحقيق النصر بدلا من تكتيكات الجيوش التي تقتضي أنه إذا وَجد القائد أن الجيش سيفنى في المعركة فإنه يأمره بالانسحاب، لكن في فكر خميني إيران الذي أتى به حسن إيرلو للحوثيين، فإن أفواج المقاتلين بعد تعبئتهم أفضل تكتيك، فالجيش ينسحب إذا أحس بالهزيمة، لكن الأفواج شبه الغوغائية والمتحمسة تحت ضغط تعبئة عنيفة ستقاتل حتى النصر أو الفناء.
وهو ما حصل في مأرب، حيث اعتمدت المليشيا أسلوب الأفواج الغفيرة من المقاتلين ودفعت بهم للمغامرة مهما كان، رغم كثافة أعداد القتلى، لدرجة أن الجيش الوطني بدأ يناشد القبائل ألا تسلم أبناءها ليكونوا وقودا لمعارك الحوثيين، وبعض جنود الجيش الوطني قالوا إنهم كانوا يتألمون عندما يرون تساقط أعداد غفيرة من المقاتلين الحوثيين برصاصاتهم، ومن استسلم منهم يعاملونه معاملة حسنة، لاسيما صغار السن.
- المليشيا في أضعف حالاتها
تؤكد كل الشواهد أن مليشيا الحوثيين في أضعف حالاتها، وستنهار بسرعة غير متوقعة في حال اشتعال جميع جبهات القتال ضدها بشكل متزامن، ولو كان لديها القدرة على تحقيق انتصارات ميدانية فلن تتأخر عن ذلك، علما أن جميع المحافظات التي تسيطر عليها كان ذلك دون قتال، وطوال السنوات الماضية لم تنتصر مليشيا الحوثيين في أي معركة بدأتها هي بالهجوم، مثل معركة مأرب، ولم تنتصر في أي معركة كانت فيها في وضع الدفاع، مثل معارك تحرير عدن وتعز وجنوب الحديدة والضالع وغيرها.
وتستمد مليشيا الحوثيين بقاءها من تقاعس مكونات الصف الجمهوري عن معركة الحسم ضدها، رغم إدراك الجميع أن المليشيا لن تستطيع خوض معارك متزامنة في محيط دائري يطوقها من جميع الجهات، وعندما تنهار تحصيناتها الأمامية فما وراءها سينهار تلقائيا، وستتشجع القبائل على حمل السلاح وقتال الحوثيين عندما ترى أن لحظة الحسم قد حانت، وأنها ستكون مسنودة بالسلطة الشرعية والجيش الحكومي.
وأما تهديدات الحوثيين باستئناف العمل العسكري، واستغلال أمن الطاقة بعد حرب روسيا على أوكرانيا، فتلك التهديدات دليل ضعف وليس دليل قوة، وتأمل المليشيا أن تحصل على مكاسب بواسطة الابتزاز لا يمكنها الحصول عليها بواسطة العمل العسكري، كما أن المليشيا تتخذ من التهديدات والمفاوضات في عمان وغيرها وسائل للمراوغة واستهلاك الوقت لتتمكن من تعويض خسائرها وتجنيد مزيد من المقاتلين وتهريب مزيد من الأسلحة من إيران لتتجاوز ضعفها حاليا، استعدادا لجولة صراع عنيفة.
ولذلك فإن المبادرة لحسم المعركة ضد المليشيا حاليا ستكون كلفتها قليلة، وكلما تأجلت معركة الحسم ستكون كلفتها باهظة أكثر. وبشأن ما لدى المليشيا حاليا من أسلحة خطيرة، مثل الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فهذه الأسلحة تمكنها من الإيذاء والابتزاز فقط ولا تمكنها من حسم المعركة لمصلحتها. ومهما يكن، فبنظرة شاملة على مختلف الكوارث التي خلفها انقلاب المليشيا الحوثية، فإن كلفة السلام معها أكثر فداحة من كلفة الحسم العسكري ضدها.
رئيس سياسية إصلاح تعز: نعول على وحدة الكلمة والصف باتجاه تحرير الوطن واسقاط مشروع الكهنوت
الإصلاح نت - متابعات
رحب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز أحمد عبدالملك المقرمي، بزيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح إلى مدينة تعز.
وقال المقرمي في تصريح لقناة سهيل، "نحن نعول على مثل هذه الزيارات في وحدة الصف واتحاد الكلمة، إذ أنه لا نريد أن تتشظى اليمن إلى مقاطعات ومناطق نفوذ تكون متصلة بشخص ما أو بعضو ما وإنما نريد أن تكون اليمن كلها في إطار الجمع والكل والوحدة والاتحاد".
وأضاف المقرمي "أن مثل هذه الزيارات لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي نريدها أن تعمل بصف واحد وبجهود متلاحمة مع رئيس المجلس وأن يكون جهود الجميع في اتجاه تحرير الوطن بشكل عام وإسقاط مشروع الكهنوت الحوثي المدعوم من إيران".
وزار عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح مدينة تعز، أمس الأربعاء، والتقى قيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية، في أول زيارة للمدينة التي تعيش تحت وطأة حصار مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران منذ 2015.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10052
الإصلاح نت - متابعات
رحب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز أحمد عبدالملك المقرمي، بزيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح إلى مدينة تعز.
وقال المقرمي في تصريح لقناة سهيل، "نحن نعول على مثل هذه الزيارات في وحدة الصف واتحاد الكلمة، إذ أنه لا نريد أن تتشظى اليمن إلى مقاطعات ومناطق نفوذ تكون متصلة بشخص ما أو بعضو ما وإنما نريد أن تكون اليمن كلها في إطار الجمع والكل والوحدة والاتحاد".
وأضاف المقرمي "أن مثل هذه الزيارات لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي نريدها أن تعمل بصف واحد وبجهود متلاحمة مع رئيس المجلس وأن يكون جهود الجميع في اتجاه تحرير الوطن بشكل عام وإسقاط مشروع الكهنوت الحوثي المدعوم من إيران".
وزار عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح مدينة تعز، أمس الأربعاء، والتقى قيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية، في أول زيارة للمدينة التي تعيش تحت وطأة حصار مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران منذ 2015.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10052
alislah-ye.net
رئيس سياسية إصلاح تعز: نعول على وحدة الكلمة والصف باتجاه تحرير الوطن واسقاط مشروع الكهنوت
- رئيس سياسية إصلاح تعز: نعول على وحدة الكلمة والصف باتجاه تحرير الوطن واسقاط مشروع الكهنوت