عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
#الإصلاح_نت - خاص- عبد العزيز العسالي (الحلقة الاولى)
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1238
#الإصلاح_نت - خاص- عبد العزيز العسالي (الحلقة الاولى)
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1238
alislah-ye.net
عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
- عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
#الإصلاح_نت - خاص- عبد العزيز العسالي (الحلقة الاولى)
قراءة في أسباب الإخفاق وعوامله
يتساءل البعض: متى بدأ عصر النهضة العربية؟ وهنا اختلف فلاسفة الاجتماع والمفكرون العرب حول البداية الاولى. ونحن هنا -وبحسب الحيّز المتاح- لا نريد الخوض في هذه النقطة كثيرا; ذلك أننا نرى أن الأهم هو معرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى الإخفاق; لأننا في الوطن العربي والإسلامي لا زلنا نتجرع إخفاقات عصر النهضة, بل نعيد انتاجها مراراً وتكراراً, الأمر الذي يستدعينا للوقوف حول الاسباب والعوامل التي ادت الى الاخفاق طيلة 200 عام وزيادة لا زلنا ننتج التخلف ونحرسه!
يمكننا القول إن:
ــ المجتمع العربي الإسلامي حاول الإفاقة بعد نوم طويل؛ اذ كان العقل العربي قد خامرته احاسيس قوية بهوة التخلف ادت الي يقظة العقل العربي المسلم, غيران العقل العربي والمسلم اصطدم بكتلة خرسانية ضاربة عمقا و جاثمة افقياً ومتشابكة, واجه اشكالية بنيوية بكل ما تحمله كلمة اشكالية من معانٍ.
ـ وحتى نقترب من ايضاح الإشكالية يمكننا ضرب المثال التالي تقريبا للصورة, ولعل تقديم المثال سيجعلنا نقترب من تصوير معنى الإشكالية تيسيرا على القارئ فنقول:
لو أن شخصا يعاني علة ضغط الدم + وهن في عضلات القلب + سكر + قرحة المعده + تليف في الكبد+ سُمنة مفرطة + قلق نفسي + فقدان النظر+ مقدمات فشل كلوي..لاشك أن حالة هذا المريض تحتاج الى جمعية متكاملة من الاطباء المتخصصين اولاً, وثانيا المضاعفات الناجمة عن التلازم بين هذه العلل من جهة. ومن جانب العلاج أيضا فإن لكل علاج مضاعفات سلبية تنعكس على الحالات الأخرى.
من جهة ثالثة أن هذه المضاعفات واردة بلا شك في حالة اجتماع الأطباء واتفاقهم, فما القول عن المضاعفات اذا اختلف الأطباء واختلف التشخيص مع غياب شبه تام للعلاجات ذات الفاعلية?!
ــ أزعم أنني من خلال المثال الذي اوردناه: يمكننا اسقاطه تمامًا على المجتمع العربي والاسلامي, وبالتالي نكون قد اقتربنا -الى حد ما- من إيضاح معنى الإشكالية للقارئ الكريم والتي واجهها (المصلحون) المحافظون, في عصر النهضة والتي كما اسلفنا لازلنا نتجرع إخفاقاته حتى اللحظة. كيف لا ونحن اليوم نعيش التساؤلات عينها التي طرحت في عصر النهضة!
الإشكالية هي هي وان اختلفت في بعض الفروع.
ألا يعني هذا اننا خلال (2017) لم نبارح مكاننا الا في جزئيات بسيطة لم تغيّر من جوهر القضية بل ربما عمقت الإشكالية!
ابرز المعضلات التي واجهها رواد الإصلاح
بعد تأمل طويل في ما كتبه المحللون والنقاد وجدنا سلسلة منظومة من العوائق والأسباب المترابطة والمتشابكة ـــ أمراضاً بل وأعراضاً احيانا اقوى واكثر فتكا من الامراض!
ــ حاولنا ربط العلل بأسبابها او كما يقال ربط السبب بالمسبَّب الاول في متتالية رياضية إن جاز التعبير, فتوصلنا الى تحديد ابرز المعضلات الاساسية التي أعاقت رواد الإصلاح من بداية عصر النهضة وحتى اللحظة, تتمثل في معضلات ثلاث محورية مركزية.
وكل معضلة من هذه الثلاث يتفرع عنها عدة عوامل وأسباب, كما ان هذه المعضلات في ذات الوقت هي منظومة متداخلة مترابطة متشابكة غايةً في التعقيد! فكل معضلة تؤازر الأخرى كما سنوضح لاحقا.
ــ المعضلات الثلاث المحورية هي:
1- الأمية الفكرية والثقافية.
2- الاستبداد الداخلي.
3- البعد الخارجي .
إذاً فلتكن وقفتنا عند المعضلة الاولى قائلين:
لن نكشف سراً، ولن نهتك ستراً إذا قلنا إن الأمية الفكرية والثقافية اخطر بكثير من الأمية الحرفية, أخطر مئات المرات.. هذه المعضلة الفكرية والثقافية كانت متداخلة مع بقية المعضلات الآنفة تداخلاً وظيفياً متبادلًا بين المعضلات!
ثم إننا عندما نتحدث عن الأمية الفكرية والثقافية: فإننا نقصد (محاضن تنوير العقل والفكر) المتمثلة في:
الأزهر, الزيتونة القيروان, ومراكش, قم, مكة, المدينة, زبيد, جبلة, الجامع الكبير بصنعاء, حضرموت, وما شابهها. هذه المصانع الفكرية والثقافية كانت تنتج ما يسمى (المعرفة المغلقة) كانت ولا زالت، علما أن الجامعات ذات الصبغة الحديثة والتي جاءت تنافس المصانع التاريخية ــ التقليدية الآنفة, كانت هذه المحاضن التعليمية الحديثة قد خلقت كسيحة ــ تشارك في صناعة وانتاج التخلف!!
وعليه: فإذا كان هذا حال محاضن التنوير العقلي تعيش أمية فكرية وثقافية, فإنه بالمقابل كانت الأمية الحرفية ضاربة الاغوار واسعة الانتشار في عموم المجتمع العربي والإسلامي!
ــ هذه الأمية الحرفية كانت خاضعة بطبيعة الحال لتوجيهات الأمية الفكرية والثقافية, بل كانت الأمية الفكرية والثقافية مسيطرة على العقول والارواح, وقل مثل هذا عن الفلسفة والمنطق؛ فقد كانا يعيشان اسوأ انتكاسة اجترار مفردات في قوالب جامدة من اقوال القرون الغابرة! أقوالاً تجعل العقل تابعًا مستسلماً عند باب الفتوى وكل الاقوال الغابرة!; ذلك أن الفلسفة والمنطق. وإن كانا ي
#الإصلاح_نت - خاص- عبد العزيز العسالي (الحلقة الاولى)
قراءة في أسباب الإخفاق وعوامله
يتساءل البعض: متى بدأ عصر النهضة العربية؟ وهنا اختلف فلاسفة الاجتماع والمفكرون العرب حول البداية الاولى. ونحن هنا -وبحسب الحيّز المتاح- لا نريد الخوض في هذه النقطة كثيرا; ذلك أننا نرى أن الأهم هو معرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى الإخفاق; لأننا في الوطن العربي والإسلامي لا زلنا نتجرع إخفاقات عصر النهضة, بل نعيد انتاجها مراراً وتكراراً, الأمر الذي يستدعينا للوقوف حول الاسباب والعوامل التي ادت الى الاخفاق طيلة 200 عام وزيادة لا زلنا ننتج التخلف ونحرسه!
يمكننا القول إن:
ــ المجتمع العربي الإسلامي حاول الإفاقة بعد نوم طويل؛ اذ كان العقل العربي قد خامرته احاسيس قوية بهوة التخلف ادت الي يقظة العقل العربي المسلم, غيران العقل العربي والمسلم اصطدم بكتلة خرسانية ضاربة عمقا و جاثمة افقياً ومتشابكة, واجه اشكالية بنيوية بكل ما تحمله كلمة اشكالية من معانٍ.
ـ وحتى نقترب من ايضاح الإشكالية يمكننا ضرب المثال التالي تقريبا للصورة, ولعل تقديم المثال سيجعلنا نقترب من تصوير معنى الإشكالية تيسيرا على القارئ فنقول:
لو أن شخصا يعاني علة ضغط الدم + وهن في عضلات القلب + سكر + قرحة المعده + تليف في الكبد+ سُمنة مفرطة + قلق نفسي + فقدان النظر+ مقدمات فشل كلوي..لاشك أن حالة هذا المريض تحتاج الى جمعية متكاملة من الاطباء المتخصصين اولاً, وثانيا المضاعفات الناجمة عن التلازم بين هذه العلل من جهة. ومن جانب العلاج أيضا فإن لكل علاج مضاعفات سلبية تنعكس على الحالات الأخرى.
من جهة ثالثة أن هذه المضاعفات واردة بلا شك في حالة اجتماع الأطباء واتفاقهم, فما القول عن المضاعفات اذا اختلف الأطباء واختلف التشخيص مع غياب شبه تام للعلاجات ذات الفاعلية?!
ــ أزعم أنني من خلال المثال الذي اوردناه: يمكننا اسقاطه تمامًا على المجتمع العربي والاسلامي, وبالتالي نكون قد اقتربنا -الى حد ما- من إيضاح معنى الإشكالية للقارئ الكريم والتي واجهها (المصلحون) المحافظون, في عصر النهضة والتي كما اسلفنا لازلنا نتجرع إخفاقاته حتى اللحظة. كيف لا ونحن اليوم نعيش التساؤلات عينها التي طرحت في عصر النهضة!
الإشكالية هي هي وان اختلفت في بعض الفروع.
ألا يعني هذا اننا خلال (2017) لم نبارح مكاننا الا في جزئيات بسيطة لم تغيّر من جوهر القضية بل ربما عمقت الإشكالية!
ابرز المعضلات التي واجهها رواد الإصلاح
بعد تأمل طويل في ما كتبه المحللون والنقاد وجدنا سلسلة منظومة من العوائق والأسباب المترابطة والمتشابكة ـــ أمراضاً بل وأعراضاً احيانا اقوى واكثر فتكا من الامراض!
ــ حاولنا ربط العلل بأسبابها او كما يقال ربط السبب بالمسبَّب الاول في متتالية رياضية إن جاز التعبير, فتوصلنا الى تحديد ابرز المعضلات الاساسية التي أعاقت رواد الإصلاح من بداية عصر النهضة وحتى اللحظة, تتمثل في معضلات ثلاث محورية مركزية.
وكل معضلة من هذه الثلاث يتفرع عنها عدة عوامل وأسباب, كما ان هذه المعضلات في ذات الوقت هي منظومة متداخلة مترابطة متشابكة غايةً في التعقيد! فكل معضلة تؤازر الأخرى كما سنوضح لاحقا.
ــ المعضلات الثلاث المحورية هي:
1- الأمية الفكرية والثقافية.
2- الاستبداد الداخلي.
3- البعد الخارجي .
إذاً فلتكن وقفتنا عند المعضلة الاولى قائلين:
لن نكشف سراً، ولن نهتك ستراً إذا قلنا إن الأمية الفكرية والثقافية اخطر بكثير من الأمية الحرفية, أخطر مئات المرات.. هذه المعضلة الفكرية والثقافية كانت متداخلة مع بقية المعضلات الآنفة تداخلاً وظيفياً متبادلًا بين المعضلات!
ثم إننا عندما نتحدث عن الأمية الفكرية والثقافية: فإننا نقصد (محاضن تنوير العقل والفكر) المتمثلة في:
الأزهر, الزيتونة القيروان, ومراكش, قم, مكة, المدينة, زبيد, جبلة, الجامع الكبير بصنعاء, حضرموت, وما شابهها. هذه المصانع الفكرية والثقافية كانت تنتج ما يسمى (المعرفة المغلقة) كانت ولا زالت، علما أن الجامعات ذات الصبغة الحديثة والتي جاءت تنافس المصانع التاريخية ــ التقليدية الآنفة, كانت هذه المحاضن التعليمية الحديثة قد خلقت كسيحة ــ تشارك في صناعة وانتاج التخلف!!
وعليه: فإذا كان هذا حال محاضن التنوير العقلي تعيش أمية فكرية وثقافية, فإنه بالمقابل كانت الأمية الحرفية ضاربة الاغوار واسعة الانتشار في عموم المجتمع العربي والإسلامي!
ــ هذه الأمية الحرفية كانت خاضعة بطبيعة الحال لتوجيهات الأمية الفكرية والثقافية, بل كانت الأمية الفكرية والثقافية مسيطرة على العقول والارواح, وقل مثل هذا عن الفلسفة والمنطق؛ فقد كانا يعيشان اسوأ انتكاسة اجترار مفردات في قوالب جامدة من اقوال القرون الغابرة! أقوالاً تجعل العقل تابعًا مستسلماً عند باب الفتوى وكل الاقوال الغابرة!; ذلك أن الفلسفة والمنطق. وإن كانا ي
عالجان الجانب الدنيوي فانهما كفر والحاد! وليس في الإمكان ابدع مما كان! وهكذا يرتكس العقل رافضا النظر الى الأسباب معللا أن خالق الأسباب هو الله والتعلق بالأسباب كفر فكيف نترك خالق الاسباب ونتجه للاسباب? هذه هي حال المدخلات الفكرية والعقلية في محاضن التنوير!
ــ من زاوية أخرى: ماذا عن جانب التزكية/ التصوف?
هذا الجانب هو المهمين على المجتمعات العامة فقد كان –ولازال- يعيش نفس الغيبوبة الحضارية؛ فالجانب التزكوي لا يتعدى أبياتا في السيرة النبوية يلوكها وصولا الى منزل حليمة مرضعة الرسول ثم الانعطاف نحو العودة!
وماذا عن شعار التزكية؟ إنه شعار استهلاكي يزعمون انهم يعالجون به مشكلات الواقع في نظر اصحاب هذه الحاضنة!
انه شعار يقدم المبررات الحمقى ويرسخها عاطفيا ووجدانيا مثل:
(دع الملك للمالك)
( اقام العباد فيما اراد)
نحن في آخر زمن قال فيه الرسول كيت وكيت؛ اي لا داعي لتحريك العقول, بل حرام تحريك العقول كون تحريكها يصادم الأقدار.
هي سيرة مكتوبة في اللوح المحفوظ.. قد جف القلم بما هو كائن!
ايضا التنظير بأن المهدي فقط هو الذي يتجاوز بمعجزاته كل الأنبياء هو من سيأتي وسيحل المشكلة بطرفة عين! هذا الطرح المسموم بل القاتل هو الأقوى سيطرة والأقوى حضوراً والأقوى استبداداً للعقول والوجدان!
ــ كان المستبد الداخلي الحاكم الإقليمي يشجع هذه الثقافة بطريقه مباشرة وغير مباشرة; كونه أقوى وأمضى سلاح في بطح المجتمع, كما هو أسرع واشد من الحجر الصلد في مواجهة أي عقل إصلاحي.
نخبوية رواد الإصلاح
لقد انفرد العقل ذو المعرفة المغلقة والتزكية المنحرفة بالساحة الديموغرافية ــ اكبر شرائح المجتمع في حين ظل العقل الإصلاحي التنويري (المحافظ) وغير المحافظ في حالة (النخبوية ـ أقرب الى التقوقع إن جاز التعبير ــ اعني بالتقوقع العيش داخل قوقعة! ولو كُتب للعقلية الإصلاحية أن تقترب من المجتمع فإن الوجدان المجتمعي المتشبع بالتزكية المنحرفة تواجه وجدانا يحمل أقوى حالات الممانعة الثقافية رفضا جاهزا دونما نقاش; علما أن العقل الإصلاحي كان يمثل أقوى درع للهوية والثقافة والحضارة العربية الإسلامية, ولكن هيهات!
ـ لقد واجه رواد الإصلاح المحافظون جبهات مختلفة؛ الأمية الفكرية والثقافية والأمية الحرفية, والاستبداد من الحاكم المحلي والحاكم الأعلى ــ الباب العالي، الخلافة ــ و البعد الخارجي على النحو التالي:
ـ لقد تصادم العقل الإصلاحي المحافظ مع المستبد المحلي حول أولويات النهوض; لأن الحاكم المحلي ركز ع المجال العسكري تحت مبررات مختلفة أهمها وأبرزها:
أن الوطن العربي خصوصا مصر والشام تواجهان أطماعاً خارجيةً..
هذا الاختلاف تحول الى احتكاك فتصادم بين رواد الإصلاح المحافظين والحاكم المحلي.
إن هذا يعطينا مؤشراً هاما أن معضلة الأمية الفكرية والثقافية كانت حاضرة بقوة لدى النخبة عموماً ــ حكاما ومثقفين المتمثلين في رواد الإصلاح والتغيير بشقيهم المحافظ والمتغرب!
ــ سيشتد حنق الحاكم المستبد أكثر اذا كان مضمرا لأهدافه الخاصة المتمثلة بإقامة (امبراطورية) مصر والشام والجزيرة!
ـ لا خلاف أن البعد الخارحي كان متربصا ــ يتحفز للإنقضاض على أطراف الدولة الإسلامية! لم يكن هذا التربص الخارجي بعيدًا عن رواد الإصلاح المحافظين ; الامر الذي جعلهم مختلفين في موقفهم ازاء شكل الدولة المركزية (الخلافهة) فكان أغلبهم مع بقاء الدولة المركزية كرمز جامع للوحدة الإسلامية في وجه الاحتلال المتغول والقوي !
ـ هذا الموقف إزاء دولة الخلافة واجه ردة فعل من داخل شريحة رواد الإصلاح (المحافظين) حيث رفض بعضهم بقاء الخلافة; معللا انه لم يبق بيد الخلافة غير الظلم والاستبداد وهو كل مالديها، وعليه لا مفر من الإطاحة بمنظومة الحكم المتهالك (الخلافة والحكم المحلي) حسب رؤيته وقدم البديل عنها شعار الجامعة الاسلامية.
ــ موقف المحافظين هذا أدى الى مواجهة مع الخلافة ــ ردة فعل من رواد النهضة (المتغربنين) واصمين المحافظين انهم دعاة تخلف فكري وسياسي الخ.. موظفين الأمية الفكرية والثقافية في محاضن العلم التقليدية في قلب للحقائق بأن رواد الإصلاح المحافظين دعاة هدم للمذاهب كيف لا وعصر التجديد للدين قد ولى عصره, وبالتالي فالتجديد كفر ومروق عن الدين! هكذا مكر خبيث.
من جهة أخرى كان رواد الإصلاح المحافظون مختلفين في أولويات الإصلاح, (محمد عبده) يرى البداية من التعليم في حين ان جمال الدين الأفغاني يرى الثورة اولا علي النظم الحاكمة!
من جهة ثالثة، كان رواد النهضة المتغربنين يدعون للثورة على كل مايتصل بالقديم؛ دينا و دولة وتراثا وهوية وحضارة!
من جهة رابعة: كان المحافظون لديهم دعوة للتجديد داخل مدارس الفكروالفقه، وان يكون التجديد قادما من داخل منظومة الموروث (تفجير طاقة التراث) هذه الرؤية المحافظة لاقت أشرس المعارك ليس من المتغربنين وانما مشيخة الأزهر وأمثاله من محاضن التنوير!
فقد كانت المحاضن ضد رواد الإصلاح المحافظ
ــ من زاوية أخرى: ماذا عن جانب التزكية/ التصوف?
هذا الجانب هو المهمين على المجتمعات العامة فقد كان –ولازال- يعيش نفس الغيبوبة الحضارية؛ فالجانب التزكوي لا يتعدى أبياتا في السيرة النبوية يلوكها وصولا الى منزل حليمة مرضعة الرسول ثم الانعطاف نحو العودة!
وماذا عن شعار التزكية؟ إنه شعار استهلاكي يزعمون انهم يعالجون به مشكلات الواقع في نظر اصحاب هذه الحاضنة!
انه شعار يقدم المبررات الحمقى ويرسخها عاطفيا ووجدانيا مثل:
(دع الملك للمالك)
( اقام العباد فيما اراد)
نحن في آخر زمن قال فيه الرسول كيت وكيت؛ اي لا داعي لتحريك العقول, بل حرام تحريك العقول كون تحريكها يصادم الأقدار.
هي سيرة مكتوبة في اللوح المحفوظ.. قد جف القلم بما هو كائن!
ايضا التنظير بأن المهدي فقط هو الذي يتجاوز بمعجزاته كل الأنبياء هو من سيأتي وسيحل المشكلة بطرفة عين! هذا الطرح المسموم بل القاتل هو الأقوى سيطرة والأقوى حضوراً والأقوى استبداداً للعقول والوجدان!
ــ كان المستبد الداخلي الحاكم الإقليمي يشجع هذه الثقافة بطريقه مباشرة وغير مباشرة; كونه أقوى وأمضى سلاح في بطح المجتمع, كما هو أسرع واشد من الحجر الصلد في مواجهة أي عقل إصلاحي.
نخبوية رواد الإصلاح
لقد انفرد العقل ذو المعرفة المغلقة والتزكية المنحرفة بالساحة الديموغرافية ــ اكبر شرائح المجتمع في حين ظل العقل الإصلاحي التنويري (المحافظ) وغير المحافظ في حالة (النخبوية ـ أقرب الى التقوقع إن جاز التعبير ــ اعني بالتقوقع العيش داخل قوقعة! ولو كُتب للعقلية الإصلاحية أن تقترب من المجتمع فإن الوجدان المجتمعي المتشبع بالتزكية المنحرفة تواجه وجدانا يحمل أقوى حالات الممانعة الثقافية رفضا جاهزا دونما نقاش; علما أن العقل الإصلاحي كان يمثل أقوى درع للهوية والثقافة والحضارة العربية الإسلامية, ولكن هيهات!
ـ لقد واجه رواد الإصلاح المحافظون جبهات مختلفة؛ الأمية الفكرية والثقافية والأمية الحرفية, والاستبداد من الحاكم المحلي والحاكم الأعلى ــ الباب العالي، الخلافة ــ و البعد الخارجي على النحو التالي:
ـ لقد تصادم العقل الإصلاحي المحافظ مع المستبد المحلي حول أولويات النهوض; لأن الحاكم المحلي ركز ع المجال العسكري تحت مبررات مختلفة أهمها وأبرزها:
أن الوطن العربي خصوصا مصر والشام تواجهان أطماعاً خارجيةً..
هذا الاختلاف تحول الى احتكاك فتصادم بين رواد الإصلاح المحافظين والحاكم المحلي.
إن هذا يعطينا مؤشراً هاما أن معضلة الأمية الفكرية والثقافية كانت حاضرة بقوة لدى النخبة عموماً ــ حكاما ومثقفين المتمثلين في رواد الإصلاح والتغيير بشقيهم المحافظ والمتغرب!
ــ سيشتد حنق الحاكم المستبد أكثر اذا كان مضمرا لأهدافه الخاصة المتمثلة بإقامة (امبراطورية) مصر والشام والجزيرة!
ـ لا خلاف أن البعد الخارحي كان متربصا ــ يتحفز للإنقضاض على أطراف الدولة الإسلامية! لم يكن هذا التربص الخارجي بعيدًا عن رواد الإصلاح المحافظين ; الامر الذي جعلهم مختلفين في موقفهم ازاء شكل الدولة المركزية (الخلافهة) فكان أغلبهم مع بقاء الدولة المركزية كرمز جامع للوحدة الإسلامية في وجه الاحتلال المتغول والقوي !
ـ هذا الموقف إزاء دولة الخلافة واجه ردة فعل من داخل شريحة رواد الإصلاح (المحافظين) حيث رفض بعضهم بقاء الخلافة; معللا انه لم يبق بيد الخلافة غير الظلم والاستبداد وهو كل مالديها، وعليه لا مفر من الإطاحة بمنظومة الحكم المتهالك (الخلافة والحكم المحلي) حسب رؤيته وقدم البديل عنها شعار الجامعة الاسلامية.
ــ موقف المحافظين هذا أدى الى مواجهة مع الخلافة ــ ردة فعل من رواد النهضة (المتغربنين) واصمين المحافظين انهم دعاة تخلف فكري وسياسي الخ.. موظفين الأمية الفكرية والثقافية في محاضن العلم التقليدية في قلب للحقائق بأن رواد الإصلاح المحافظين دعاة هدم للمذاهب كيف لا وعصر التجديد للدين قد ولى عصره, وبالتالي فالتجديد كفر ومروق عن الدين! هكذا مكر خبيث.
من جهة أخرى كان رواد الإصلاح المحافظون مختلفين في أولويات الإصلاح, (محمد عبده) يرى البداية من التعليم في حين ان جمال الدين الأفغاني يرى الثورة اولا علي النظم الحاكمة!
من جهة ثالثة، كان رواد النهضة المتغربنين يدعون للثورة على كل مايتصل بالقديم؛ دينا و دولة وتراثا وهوية وحضارة!
من جهة رابعة: كان المحافظون لديهم دعوة للتجديد داخل مدارس الفكروالفقه، وان يكون التجديد قادما من داخل منظومة الموروث (تفجير طاقة التراث) هذه الرؤية المحافظة لاقت أشرس المعارك ليس من المتغربنين وانما مشيخة الأزهر وأمثاله من محاضن التنوير!
فقد كانت المحاضن ضد رواد الإصلاح المحافظ
ين، ولم يشفع للمحافظين أعمالهم العظيمة المنافحة عن الدين والحضارة والهوية والتاريخ واللغة.
من جهة خامسة:
ــ المحافظون المؤيدون بقاء الخلافة العثمانية كذراع حديدي في وجه الأطماع الخارجية كانوا في ذات الوقت ناقمين على التخلف الذي تعيشه دولة الخلافة في كل اتجاه, هذه النقمة على التخلف قوبلت بحنق وغيظ ونقمة من دولة الخلافة تجاه رواد الإصلاح المحافظين، وكان الأزهر واضرابه خير عون ضد الرواد المحافظين!
رواد النهضة المتغربون
ـ العقلية التقليدية الجامدة والضيقة التي واجهت الفكر الإصلاحي المحافظ كانت تعيش جمودا قاتلا! فماذا عن العقلية التنويرية المتغربنة؟ لقد كانت اشد ضيقاً وأسوأ تقليداً (اسفنجة) تمتص كل ما هو قادم من الغرب وبصورة اكثر حدية (اقصاء الآخر) رافضين الهوية والحضارة والتاريخ والدين داعين الى التخلي عن كل ما هو قديم وماله علاقة بالحضارة الإسلامية والهوية والتاريخ واللغة، وفي ذات الوقت هم ضد الباب العالي (الدولة المركزية العثمانية)، وضد التعلم الديني, وأكثر من يمثّل هذا التيار مسيحيو الشام قوميون وشيوعيون, والجمعيات السرية, ليبراليون.
ــ كان الاشتباك بين هؤلاء والمحافظين مستعر الأوار؛ صراع فكري لا يخمد له أوار، علما أن الرواد المحافظين كانوا يقدمون إجابات راقية وناضجة حول قضايا العصر من المنظور الإسلامي حول الحرية, المدنية, المساواة, حقوق الانسان, وتحديث الدولة, بل انتقدوا التعليم المتخلف في الأزهر، داعين إلى التجديد في الفقه ووسائل التربية .. الخ.
باختصار:
لقد اصطدم المصلحون المحافظون بجبهات عدة؛ جهل المجتمع, والاستبداد السياسي والاستبداد الديني, وإكراهات الواقع التي دعتهم الى تقديم إجابات تجديدية ناضجة حول قضايا العصر.. هذه الإجابات الناضجة من التيار الإصلاحي المحافظ جعل حملة هذا التيار يفوزون بأوسمة جاهزة من كل جبهة فهم ببساطة, بكلمة واحدة (ماسونيون).
الــمـــجـــتمــع
ــ رغم النخبوية التي عاشها فريق التغيير (المتغربن) لكنهم استفادوا أيما استفادة من جهل المجتمع إزاء الاقتصاد الصناعي الاستهلاكي المتدفق من الغرب؛ فقد كان المجتمع يتوحل في حمأة الاستهلاك .. اذ كانت قلوب المجتمع مع ثقافة استهلاك السلع القادمة, وألسنتهم ضد المحافظين رواد النهضة, فكانت ثقافة الاستهلاك اكبر عون للثقافة الغربية ودعاتها.
وهنا سنجد أن العلمانية قد غزت الشريحة الأوسع في المجتمع عبر الاستهلاك، فأحدثت شرخاً بل وقطيعة بين نخبة المحافظين والمجتمع! أوليس الوسط المجتمعي يعج بالأمية الحرفية والأمية الفكرية والثقافية؟
ــ هذه الإكراهات الواقعية كان لها أثرها البالغ في دفع الخطى النهضوية الإصلاحية المحافظة صوب الإخفاق.
دور التعليم الحديث:
أمر آخر هو: التعليم الحديث.
كان الحاكم المحلي قد أنجز شيئا في الجانب العسكري مدارس وإنتاج وتكتيك وأزياء وتسلح كل ذلك مستورد..
ــ الشيء الجديد هو: المدارس التبشيرية دخلت تحت شعار الامتيازات الدبلوماسية.
فدخلت مدارس تبشيرية مختلفة لغة وثقافة ودخل أبناء الذوات هذه المدارس وإغراءات بالوظائف وهنا اتجه المجتمع مع التعليم الحديث التعليم باللغات الأجنبية, فما إن يصل إلى صف سادس فقط وهو يجيد اللغة الأجنبية (انجليزي, فرنسي)، وهنا يمنح درجة مدير إدارة أقل شيء, وراتب 12 جنيها يومها كان هذا رقما فلكيا!
ـ مجتمع يتمرغ في وحل الاستهلاك ويرتمي في محاضن التعليم التبشيري تحت مسمى الحداثة، وطبيعي أن يتم لعن رواد الإصلاح تارة لأنهم ضد الدين ومع الغرب, وتارة هم متخلفون لأنهم لم يقدموا إجابات تحل مشاكل الحياة والسبب أن الإصلاحيين المحافظين عاشوا النخبوية ووسائلهم الإعلامية اقل بكثير الى جانب أن هناك فارقا هاما يشكل ثقافة المجتمع هو الاقتصاد الصناعي الذي يغرق السوق؛ فهو يتحدث نيابة عن التغريب والمتغربنين، بل خير معوان لهم!
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1238
من جهة خامسة:
ــ المحافظون المؤيدون بقاء الخلافة العثمانية كذراع حديدي في وجه الأطماع الخارجية كانوا في ذات الوقت ناقمين على التخلف الذي تعيشه دولة الخلافة في كل اتجاه, هذه النقمة على التخلف قوبلت بحنق وغيظ ونقمة من دولة الخلافة تجاه رواد الإصلاح المحافظين، وكان الأزهر واضرابه خير عون ضد الرواد المحافظين!
رواد النهضة المتغربون
ـ العقلية التقليدية الجامدة والضيقة التي واجهت الفكر الإصلاحي المحافظ كانت تعيش جمودا قاتلا! فماذا عن العقلية التنويرية المتغربنة؟ لقد كانت اشد ضيقاً وأسوأ تقليداً (اسفنجة) تمتص كل ما هو قادم من الغرب وبصورة اكثر حدية (اقصاء الآخر) رافضين الهوية والحضارة والتاريخ والدين داعين الى التخلي عن كل ما هو قديم وماله علاقة بالحضارة الإسلامية والهوية والتاريخ واللغة، وفي ذات الوقت هم ضد الباب العالي (الدولة المركزية العثمانية)، وضد التعلم الديني, وأكثر من يمثّل هذا التيار مسيحيو الشام قوميون وشيوعيون, والجمعيات السرية, ليبراليون.
ــ كان الاشتباك بين هؤلاء والمحافظين مستعر الأوار؛ صراع فكري لا يخمد له أوار، علما أن الرواد المحافظين كانوا يقدمون إجابات راقية وناضجة حول قضايا العصر من المنظور الإسلامي حول الحرية, المدنية, المساواة, حقوق الانسان, وتحديث الدولة, بل انتقدوا التعليم المتخلف في الأزهر، داعين إلى التجديد في الفقه ووسائل التربية .. الخ.
باختصار:
لقد اصطدم المصلحون المحافظون بجبهات عدة؛ جهل المجتمع, والاستبداد السياسي والاستبداد الديني, وإكراهات الواقع التي دعتهم الى تقديم إجابات تجديدية ناضجة حول قضايا العصر.. هذه الإجابات الناضجة من التيار الإصلاحي المحافظ جعل حملة هذا التيار يفوزون بأوسمة جاهزة من كل جبهة فهم ببساطة, بكلمة واحدة (ماسونيون).
الــمـــجـــتمــع
ــ رغم النخبوية التي عاشها فريق التغيير (المتغربن) لكنهم استفادوا أيما استفادة من جهل المجتمع إزاء الاقتصاد الصناعي الاستهلاكي المتدفق من الغرب؛ فقد كان المجتمع يتوحل في حمأة الاستهلاك .. اذ كانت قلوب المجتمع مع ثقافة استهلاك السلع القادمة, وألسنتهم ضد المحافظين رواد النهضة, فكانت ثقافة الاستهلاك اكبر عون للثقافة الغربية ودعاتها.
وهنا سنجد أن العلمانية قد غزت الشريحة الأوسع في المجتمع عبر الاستهلاك، فأحدثت شرخاً بل وقطيعة بين نخبة المحافظين والمجتمع! أوليس الوسط المجتمعي يعج بالأمية الحرفية والأمية الفكرية والثقافية؟
ــ هذه الإكراهات الواقعية كان لها أثرها البالغ في دفع الخطى النهضوية الإصلاحية المحافظة صوب الإخفاق.
دور التعليم الحديث:
أمر آخر هو: التعليم الحديث.
كان الحاكم المحلي قد أنجز شيئا في الجانب العسكري مدارس وإنتاج وتكتيك وأزياء وتسلح كل ذلك مستورد..
ــ الشيء الجديد هو: المدارس التبشيرية دخلت تحت شعار الامتيازات الدبلوماسية.
فدخلت مدارس تبشيرية مختلفة لغة وثقافة ودخل أبناء الذوات هذه المدارس وإغراءات بالوظائف وهنا اتجه المجتمع مع التعليم الحديث التعليم باللغات الأجنبية, فما إن يصل إلى صف سادس فقط وهو يجيد اللغة الأجنبية (انجليزي, فرنسي)، وهنا يمنح درجة مدير إدارة أقل شيء, وراتب 12 جنيها يومها كان هذا رقما فلكيا!
ـ مجتمع يتمرغ في وحل الاستهلاك ويرتمي في محاضن التعليم التبشيري تحت مسمى الحداثة، وطبيعي أن يتم لعن رواد الإصلاح تارة لأنهم ضد الدين ومع الغرب, وتارة هم متخلفون لأنهم لم يقدموا إجابات تحل مشاكل الحياة والسبب أن الإصلاحيين المحافظين عاشوا النخبوية ووسائلهم الإعلامية اقل بكثير الى جانب أن هناك فارقا هاما يشكل ثقافة المجتمع هو الاقتصاد الصناعي الذي يغرق السوق؛ فهو يتحدث نيابة عن التغريب والمتغربنين، بل خير معوان لهم!
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1238
alislah-ye.net
عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
- عصر الـنهضة من غـياب المـشـروع إلى إنـتاج التخلف
صعدة 13 عاماً من الدمار والقتل واستباحه الاموال والاعراض على يد مليشيات الموت الحوثية
انفوجرافيك اليمن
http://alislah-ye.net/play_video.php?play=C_DxRxQB8Nc
انفوجرافيك اليمن
http://alislah-ye.net/play_video.php?play=C_DxRxQB8Nc
موقع التجمع اليمني للإصلاح
صعدة 13 عاماً من الدمار والقتل واستباحه الاموال والاعراض على يد مليشيات الموت الحوثية
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فيديو : صعدة 13 عاماً من الدمار والقتل واستباحه الاموال والاعراض على يد مليشيات الموت الحوثية
انفوجرافيك اليمن
http://alislah-ye.net/play_video.php?play=C_DxRxQB8Nc
انفوجرافيك اليمن
http://alislah-ye.net/play_video.php?play=C_DxRxQB8Nc
الحوثيون ومجهود " الثقب الاسود"!
#الإصلاح_نت– خاص/ فهد سلطان
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1239
#الإصلاح_نت– خاص/ فهد سلطان
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1239
alislah-ye.net
الحوثيون ومجهود
- الحوثيون ومجهود " الثقب الاسود"!
الحوثيون ومجهود " الثقب الاسود"!
#الإصلاح_نت– خاص/ فهد سلطان
حتى الآن لم يأخذ تقرير لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن - حول اليمن - حظه من الدراسة والاهتمام, والتقرير عبارة عن رسالة مؤرخة في 26 يناير/ كانون الثاني 2018م مقدمة من الفريق الى مجلس الأمن ضمن قرار 2342- 2017م.
كانت المقدمة التي افتتح بها التقرير مخيفة وصادمة, وقال التقرير إن اليمن على وشك أن يتلاشى من الخريطة السياسية للبلاد, بسبب عدد من السلطات في الشمال والجنوب والوسط, وتنامي مليشيات بصورة كبيرة.
تناول التقرير قضايا في غاية الأهمية, وسلط الضوء على عدد من القضايا ومنها الجانب الاقتصادي وتركز على تمويل المليشيات (جماعة الحوثيين المتمردة) وهي القضية التي تدخل في دائرة المسكوت عنه, ولم تأخذ هذه القضية حظها من النقاش والاهتمام في وسائل الإعلام, أو في أروقة السياسة لدى الشرعية!
الجانب المالي ليس قضية ثانوية, بل قضية في عمق المشكلة التي تعاني منها البلاد, بل تقف هذه القضية على رأس سلم المشكلات التي يعاني منها الجميع, ويمكن القول أنها القضية التي تتفرع منها كل مشكلات الجماعة داخل البلاد, وهي باختصار شديد الحبل السري الذي يزود الجماعة بقدر على البقاء والصمود أكثر في مواجهة اليمنيين لاستعادة دولتهم السليبة من أحفاد الإمامة.
حيث جاء في مقدمة التقرير، وهو يتحدث عن البنك المركزي الذي انشطر الى نصفين في الشمال والجنوب ولم يقم بأي دور يذكر, بينما في الشمال أشار التقرير الى أن الحوثيين يجمعون الضرائب, ويبتزون التجار, ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي(1)
وجاء في الفقرة (126) من التقرير ما نصه "لا يزال الحوثيون يواصلون السيطرة بصورة مباشرة على معظم الاقتصاد الوطني في مناطقهم بواسطة الوزراء والمديرين والموالين لهم أو بواسطة اللجان الثورية, أو النواب الذي يتصرفون بوصفهم مشرفين داخل منظماتهم".
وجاء في الفقرة (127) وقد حلل الفريق الإرادات غير الضريبية استناداً إلى آخر ميزانية حكومية متاحة ميزانية عام 2011م من أجل تقييم ما يمكن أن يكون متاحاً للاستعمال من جانب الحوثيين وهذا يعادل ما يقارب 2818 بليون ريال (11,3) بليون دولار) وقد تكون خاضعة لسيطرتهم.(2)
ومن خلال هذه الأموال ذات الأرقام المهولة, يتضح بجلاء استماتة الحوثيين وغيرهم على استمرار الحرب, فالتقرير أشار أيضاً في سطوره الأولى التي افتتح بها التقرير بأن الأوضاع في البلاد قد أفضت الى نمو أسواق سوداء والى تجار حرب ومن الطبيعي لوضع هذا حاله أن تتزايد الفوضى وأن يحرص هؤلاء على استمرار الحرب لفترة أطول, وخاصة تجار السلاح والتي تجاوز التوزيع الى مناطق خارج اليمن.
الإحصاءات والثقب الأسود
حتى الآن لا تزال الإحصائيات التي تخرج بها عدد من التقارير المحلية والدولية تعتمد على ما يقع تحت بصرها من وثائق وأرقام, وبسبب هشاشة الاقتصاد اليمني ذاته, فقد جعل من الصعب الإحاطة بصورة قاطعة بما يجنيه الحوثيون من هذه الحرب من أموال, مع التأكيد أن الأرقام التي تنشر بين فترة وأخرى تظل متواضعة, وأن طريقة النهب وجمع الثروات والمال باتت لها طرق غير مشروعة كثيرة لا تخضع لإحصاءات دقيقة بسبب الوضع العام في مناطق الحوثيين وغياب المعلومة الدقيقة.
وحسب التقرير الدولي فإن مصادر الدخل التابعة لجماعة الحوثيين باتت متنوعة, وهي التي تسببت بأزمة السيولة في البلاد, حيث مثل نهب السيولة وخاصة من العملة الصعبة الثقب الأسود الذي يلتهم أية محاولة للإصلاح أو تخفيف المعاناة, وهنا سيكون أي محاولة من قبل الشرعية في التخفيف أو رفد السوق بعملة جديدة أو دفع رواتب الموظفين أنها ستصل الى النتيجة نفسها, فسحب العملة وإخفاؤها وعدم بقائها في المؤسسات المالية والمصرفين يفاقم من وضع المشكلة, وهو ما يجعل قضية الحوثيين قضية مركبة.
مثل قطاع الاتصالات واحدة من أكبر مصادر التمويل للحوثيين, وحققت هذا القطاع أرباح كبيرة وكلها تم مصادرتها من قبل الجماعة, ومثلت واحدة من ابرز الدعم الذي تلقته, هي تقدر حسب التقرير الدولي للجنة الخبراء "159 مليون دولار خلال عام واحد, يضاف إليه أيضاً الأسواق السوداء والتي باتت توفر من الدعم وفارق السعر بمبلغ يزيد عن 318 مليون دولار, وهو رقم كبير بالنظر الى الوضع الذي تعيشه البلاد.
هذه الأموال الكبيرة التي تحصلها الجماعة الى جانب ما ذكرنا سابقاً من طرق لم يتناولها التقرير من الضرائب ومن النهب المنظم ومن السطو ومن النقاط والجمارك كلها تضخم من الجماعة وتجعل من إسقاطها صعب المنال, بل أن هذه الطريقة في تحصيل المال تصيب البلاد بالشلل.
استثمار الوضع المعيشي
لم يعر الحوثيون للتحذيرات المحلية والدولية من مغبة ما يقومون به من استنزاف كبير للسيولة, واستهداف مباشر للاقتصاد اليمني ما تبقى من خيط يبقي اليمنيون على الحياة, وعلى الأقل يمنع عنهم المجامعة التي باتت تهدد ملايين اليمنيين بحسب تقارير دولية.
فالحوثيون لا يعترفون بمؤسسات الدولة ولا تصدر توجيهات
#الإصلاح_نت– خاص/ فهد سلطان
حتى الآن لم يأخذ تقرير لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن - حول اليمن - حظه من الدراسة والاهتمام, والتقرير عبارة عن رسالة مؤرخة في 26 يناير/ كانون الثاني 2018م مقدمة من الفريق الى مجلس الأمن ضمن قرار 2342- 2017م.
كانت المقدمة التي افتتح بها التقرير مخيفة وصادمة, وقال التقرير إن اليمن على وشك أن يتلاشى من الخريطة السياسية للبلاد, بسبب عدد من السلطات في الشمال والجنوب والوسط, وتنامي مليشيات بصورة كبيرة.
تناول التقرير قضايا في غاية الأهمية, وسلط الضوء على عدد من القضايا ومنها الجانب الاقتصادي وتركز على تمويل المليشيات (جماعة الحوثيين المتمردة) وهي القضية التي تدخل في دائرة المسكوت عنه, ولم تأخذ هذه القضية حظها من النقاش والاهتمام في وسائل الإعلام, أو في أروقة السياسة لدى الشرعية!
الجانب المالي ليس قضية ثانوية, بل قضية في عمق المشكلة التي تعاني منها البلاد, بل تقف هذه القضية على رأس سلم المشكلات التي يعاني منها الجميع, ويمكن القول أنها القضية التي تتفرع منها كل مشكلات الجماعة داخل البلاد, وهي باختصار شديد الحبل السري الذي يزود الجماعة بقدر على البقاء والصمود أكثر في مواجهة اليمنيين لاستعادة دولتهم السليبة من أحفاد الإمامة.
حيث جاء في مقدمة التقرير، وهو يتحدث عن البنك المركزي الذي انشطر الى نصفين في الشمال والجنوب ولم يقم بأي دور يذكر, بينما في الشمال أشار التقرير الى أن الحوثيين يجمعون الضرائب, ويبتزون التجار, ويصادرون الممتلكات باسم المجهود الحربي(1)
وجاء في الفقرة (126) من التقرير ما نصه "لا يزال الحوثيون يواصلون السيطرة بصورة مباشرة على معظم الاقتصاد الوطني في مناطقهم بواسطة الوزراء والمديرين والموالين لهم أو بواسطة اللجان الثورية, أو النواب الذي يتصرفون بوصفهم مشرفين داخل منظماتهم".
وجاء في الفقرة (127) وقد حلل الفريق الإرادات غير الضريبية استناداً إلى آخر ميزانية حكومية متاحة ميزانية عام 2011م من أجل تقييم ما يمكن أن يكون متاحاً للاستعمال من جانب الحوثيين وهذا يعادل ما يقارب 2818 بليون ريال (11,3) بليون دولار) وقد تكون خاضعة لسيطرتهم.(2)
ومن خلال هذه الأموال ذات الأرقام المهولة, يتضح بجلاء استماتة الحوثيين وغيرهم على استمرار الحرب, فالتقرير أشار أيضاً في سطوره الأولى التي افتتح بها التقرير بأن الأوضاع في البلاد قد أفضت الى نمو أسواق سوداء والى تجار حرب ومن الطبيعي لوضع هذا حاله أن تتزايد الفوضى وأن يحرص هؤلاء على استمرار الحرب لفترة أطول, وخاصة تجار السلاح والتي تجاوز التوزيع الى مناطق خارج اليمن.
الإحصاءات والثقب الأسود
حتى الآن لا تزال الإحصائيات التي تخرج بها عدد من التقارير المحلية والدولية تعتمد على ما يقع تحت بصرها من وثائق وأرقام, وبسبب هشاشة الاقتصاد اليمني ذاته, فقد جعل من الصعب الإحاطة بصورة قاطعة بما يجنيه الحوثيون من هذه الحرب من أموال, مع التأكيد أن الأرقام التي تنشر بين فترة وأخرى تظل متواضعة, وأن طريقة النهب وجمع الثروات والمال باتت لها طرق غير مشروعة كثيرة لا تخضع لإحصاءات دقيقة بسبب الوضع العام في مناطق الحوثيين وغياب المعلومة الدقيقة.
وحسب التقرير الدولي فإن مصادر الدخل التابعة لجماعة الحوثيين باتت متنوعة, وهي التي تسببت بأزمة السيولة في البلاد, حيث مثل نهب السيولة وخاصة من العملة الصعبة الثقب الأسود الذي يلتهم أية محاولة للإصلاح أو تخفيف المعاناة, وهنا سيكون أي محاولة من قبل الشرعية في التخفيف أو رفد السوق بعملة جديدة أو دفع رواتب الموظفين أنها ستصل الى النتيجة نفسها, فسحب العملة وإخفاؤها وعدم بقائها في المؤسسات المالية والمصرفين يفاقم من وضع المشكلة, وهو ما يجعل قضية الحوثيين قضية مركبة.
مثل قطاع الاتصالات واحدة من أكبر مصادر التمويل للحوثيين, وحققت هذا القطاع أرباح كبيرة وكلها تم مصادرتها من قبل الجماعة, ومثلت واحدة من ابرز الدعم الذي تلقته, هي تقدر حسب التقرير الدولي للجنة الخبراء "159 مليون دولار خلال عام واحد, يضاف إليه أيضاً الأسواق السوداء والتي باتت توفر من الدعم وفارق السعر بمبلغ يزيد عن 318 مليون دولار, وهو رقم كبير بالنظر الى الوضع الذي تعيشه البلاد.
هذه الأموال الكبيرة التي تحصلها الجماعة الى جانب ما ذكرنا سابقاً من طرق لم يتناولها التقرير من الضرائب ومن النهب المنظم ومن السطو ومن النقاط والجمارك كلها تضخم من الجماعة وتجعل من إسقاطها صعب المنال, بل أن هذه الطريقة في تحصيل المال تصيب البلاد بالشلل.
استثمار الوضع المعيشي
لم يعر الحوثيون للتحذيرات المحلية والدولية من مغبة ما يقومون به من استنزاف كبير للسيولة, واستهداف مباشر للاقتصاد اليمني ما تبقى من خيط يبقي اليمنيون على الحياة, وعلى الأقل يمنع عنهم المجامعة التي باتت تهدد ملايين اليمنيين بحسب تقارير دولية.
فالحوثيون لا يعترفون بمؤسسات الدولة ولا تصدر توجيهات
هم أو تصرفاتهم في كل ما يقومون به وفق مؤسسات الدولة أو منطقها, وإنما بطريقة عشوائية, وهو ما وسع من دائرة الفساد والمحسوبية, وظهرت على اثر هذه الأوضاع طبقة تزداد ثراء فاحشاً, وهي تنهب أموال المواطنين والتجار باسم المجهود الحربي, المخصص للعمليات الحربية.
قبل أيام كان ناشطون قد تداولوا مقاطعاً صادمة, وهي تظهر عدد من اليمنيين يأكلون من مخلفات الطعام المرمية في الشوارع, وسبق أن نشرت قنوات عالمية قبل اشهر أطفال في محافظة الحديدة يتجمعون حول مقلب نفايات للبحث عن بقايا طعام.!
وكما استثمر الحوثيون وباء الكوليرا أمام المنظمات الدولية, يتكرر ذات الأمر اليوم بسبب تدهور الأوضاع المعيشية للناس, حيث تقوم عدد من المنظمات الدولية بإدخال معونات للنازحين والفقراء وهي التي يسطون عليها ويتكرر ذلك باستمرار, دون أن تصدر تقارير في هذا الجانب, وتطور النهب للمعونات الى بيعها في الأسواق السوداء وعلى صرفها بين فئة تابعة لهم بينهما عامة الناس يلاقون ويلات الجوع والفقر.
..................
هوامش:
1- نص الفقرة مقتبس من مقدمة لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن حول اليمن, تبدأ الفقرة من بداية الصفحة الثالثة.
2- نص التقرير ص 44
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1239
قبل أيام كان ناشطون قد تداولوا مقاطعاً صادمة, وهي تظهر عدد من اليمنيين يأكلون من مخلفات الطعام المرمية في الشوارع, وسبق أن نشرت قنوات عالمية قبل اشهر أطفال في محافظة الحديدة يتجمعون حول مقلب نفايات للبحث عن بقايا طعام.!
وكما استثمر الحوثيون وباء الكوليرا أمام المنظمات الدولية, يتكرر ذات الأمر اليوم بسبب تدهور الأوضاع المعيشية للناس, حيث تقوم عدد من المنظمات الدولية بإدخال معونات للنازحين والفقراء وهي التي يسطون عليها ويتكرر ذلك باستمرار, دون أن تصدر تقارير في هذا الجانب, وتطور النهب للمعونات الى بيعها في الأسواق السوداء وعلى صرفها بين فئة تابعة لهم بينهما عامة الناس يلاقون ويلات الجوع والفقر.
..................
هوامش:
1- نص الفقرة مقتبس من مقدمة لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن حول اليمن, تبدأ الفقرة من بداية الصفحة الثالثة.
2- نص التقرير ص 44
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1239
alislah-ye.net
الحوثيون ومجهود
- الحوثيون ومجهود " الثقب الاسود"!
هادي والإصلاح ...
(يسلم البابكري)
بدأت الحكاية مع بلوغ الزخم الثوري مداه الأقصى في منتصف ٢٠١١م، كان الشعب قد حسم الخيار بخلع الرئيس صالح، وكان الأخير قد اتخذ قراره بالمواجهة حتى آخر نفس، وكانت مؤسسات الدولة قد انشطرت بين الفريقين والحرب قد تجاوزت دق الطبول الى المواجهة، عندها كان الجنوح الى السلم هو الخيار الأمثل فكانت المبادرة الخليجية التي تلكأ صالح في القبول بها الى اللحظة الأخيرة. والمبادرة تعني انتقال السلطة الى نائب الرئيس هادي ثم إجراء انتخابات رئاسية.
لا يخفى على أحد الدور الذي كان يلعبه الإصلاح في مسار الثورة، فالجميع يدرك ولا ينكر أن الإصلاح كان أحد أبرز القوى المؤثرة في مجريات أحداث الثورة صالح كان يعي هذه الحقيقة، وكان يرى في الإصلاح خصمه اللدود وعدوه الأكبر. وصل الجميع الى الانتخابات المبكرة وضع الإصلاح وشباب الثورة ومكوناتها ثقلهم خلف هادي كانوا يدركون تماما أهمية الانتخابات وماذا يعني انتزاع الشرعية من صالح وتسليمها لهادي. الحقيقة التي لا تنكر أن أغلب القوى سعت للتعطيل أو الحياد في مسألة الانتخابات فيما اعتبرها الإصلاح وشباب الثورة معركتهم التي لا تقبل التهاون. كان هادي جنوبيا إضافة الى كونه نائب الرئيس، والإصلاح لديه التزام قطعه أن يكون الرئيس القادم لليمن من الجنوب استكمالا لما بدأه مع الراحل فيصل بن شملان في ٢٠٠٦.
سار الإصلاح مع شرعية هادي ورضي بها ولم يمانع أو يعارض أي قرار اتخذه حتى ولو كان فيه غبن أو ضيم. كانت مرحلة صعبة وشاقة تلك التي وجد فيها هادي نفسه ، لم يلق الإصلاح بالا الى تمثيله غير المنصف في الحكومة او مؤتمر الحوار لكنه ساهم في انجاحهما مهما يكن ..
بدأت ملامح الإنقلاب تتضح وتحالفه الخفي يخرج للعلن. وبدأت الحرب في أطراف عمران تستهدف القوى العسكرية والقبلية الموالية للثورة. صرخ الإصلاح: القصة ليست المحافظ دماج ولا القائد القشيبي. قاوم الإصلاح التحركات الإنقلابية وسعى لأن تتحرك مؤسسات الدولة التي كان الإنقلابيون قد نخروا جسدها فحدثت مأساة سقوط عمران التي كانت تعني سقوطا وشيكا لصنعاء. الإصلاح لا يقاتل خارج إطار الدولة يرفض تماماً أن يكون مليشيا. دعا الدولة للقيام بواجبها، وأكد أنه حزب وليس دولة فحدث سقوط صنعاء. ظن البعض أن من سقط الإصلاح والواقع غير ذلك، ثم انتقل الإنقلاب لاجتثاث الإصلاح، ثم اجتثاث الدولة برئيسها وحكومتها وقواها والإنطلاق لاجتثاث كل البلد وتجاوز الحدود. نجا الرئيس هادي من أنياب الإنقلاب ليجد الإصلاح مرة أخرى الى جواره في نفس الطريق. لم يكن الوقت يسمح حتى للعتب!
الإصلاح لديه قضية محورية لا تقبل التكتيك والمناورة وهي الاستماتة في بقاء الدولة وعدم السماح بانهيارها او تفكيكها وخلق كيانات موازية. اتجهت قوى في الشمال والجنوب لخلق كيانات ذات طابع مليشاوي وبقي الإصلاح يدفع ثمن مقاومته لهذه النهج. سعت قوى في الشمال والجنوب على هدم شرعية الرئيس هادي وبقي الإصلاح هنا وهناك يستمسك بها وبرفض التفريط والتخلي عنها. بمفهوم الربح والخسارة فالثمن الذي دفعه الإصلاح لتمسكه بالشرعية كان باهظا وثقيلا لكنه كان خيارا وحيدا.
حاولت قوى الإساءة للرئيس باعتباره مختطفا كما يحلو لهم تسميته وانه متماهياً مع الإصلاح، والحقيقة أن الإصلاح برغم عدم حصوله على التمثيل الذي يناسب تأثيره في مؤسسات الدولة إلا أنه لم يبد أي اعتراض على سياسة الرئيس واستقلال قراره. أعداد كبيرة ممن وثق بهم الرئيس ومنحهم ثقته من نائب الرئيس رئيس الحكومة والوزراء والمحافظين انقلبوا عليه ثم نالوا منه وهاجموه بينما محافظون ممن يحسبون على الإصلاح ورغم إقالتهم بعد فترة وجيزة من تعيينهم إلا أنهم قالوها نحن جنود للوطن حيث يضعنا الرئيس، ولا أدل على ذلك من المحافظين البكري وبلغيث. بالمقابل تعرض الرئيس لهجوم كبير من الآخرين الذين أقيلوا فساروا في طريق يهدم شرعية الرئيس بل ويقاتلها بقوة السلاح، بل إن خطاب الإصلاح الإعلامي في مراحل بقي وحيداً ينافح عن الرئيس وشرعيته.
الخلاصة أن علاقة الإصلاح بالرئيس هادي مبنية على أساس مبدئي باعتباره رئيس الدولة وممثلها الشرعي هي علاقة تقدر صعوبة المرحلة وتعقيداتها فتسير بهدف واحد الحفاظ على كيان الدولة في مواجهة مشاريع التمزيق!
http://alislah-ye.net/articles.php?id=326
(يسلم البابكري)
بدأت الحكاية مع بلوغ الزخم الثوري مداه الأقصى في منتصف ٢٠١١م، كان الشعب قد حسم الخيار بخلع الرئيس صالح، وكان الأخير قد اتخذ قراره بالمواجهة حتى آخر نفس، وكانت مؤسسات الدولة قد انشطرت بين الفريقين والحرب قد تجاوزت دق الطبول الى المواجهة، عندها كان الجنوح الى السلم هو الخيار الأمثل فكانت المبادرة الخليجية التي تلكأ صالح في القبول بها الى اللحظة الأخيرة. والمبادرة تعني انتقال السلطة الى نائب الرئيس هادي ثم إجراء انتخابات رئاسية.
لا يخفى على أحد الدور الذي كان يلعبه الإصلاح في مسار الثورة، فالجميع يدرك ولا ينكر أن الإصلاح كان أحد أبرز القوى المؤثرة في مجريات أحداث الثورة صالح كان يعي هذه الحقيقة، وكان يرى في الإصلاح خصمه اللدود وعدوه الأكبر. وصل الجميع الى الانتخابات المبكرة وضع الإصلاح وشباب الثورة ومكوناتها ثقلهم خلف هادي كانوا يدركون تماما أهمية الانتخابات وماذا يعني انتزاع الشرعية من صالح وتسليمها لهادي. الحقيقة التي لا تنكر أن أغلب القوى سعت للتعطيل أو الحياد في مسألة الانتخابات فيما اعتبرها الإصلاح وشباب الثورة معركتهم التي لا تقبل التهاون. كان هادي جنوبيا إضافة الى كونه نائب الرئيس، والإصلاح لديه التزام قطعه أن يكون الرئيس القادم لليمن من الجنوب استكمالا لما بدأه مع الراحل فيصل بن شملان في ٢٠٠٦.
سار الإصلاح مع شرعية هادي ورضي بها ولم يمانع أو يعارض أي قرار اتخذه حتى ولو كان فيه غبن أو ضيم. كانت مرحلة صعبة وشاقة تلك التي وجد فيها هادي نفسه ، لم يلق الإصلاح بالا الى تمثيله غير المنصف في الحكومة او مؤتمر الحوار لكنه ساهم في انجاحهما مهما يكن ..
بدأت ملامح الإنقلاب تتضح وتحالفه الخفي يخرج للعلن. وبدأت الحرب في أطراف عمران تستهدف القوى العسكرية والقبلية الموالية للثورة. صرخ الإصلاح: القصة ليست المحافظ دماج ولا القائد القشيبي. قاوم الإصلاح التحركات الإنقلابية وسعى لأن تتحرك مؤسسات الدولة التي كان الإنقلابيون قد نخروا جسدها فحدثت مأساة سقوط عمران التي كانت تعني سقوطا وشيكا لصنعاء. الإصلاح لا يقاتل خارج إطار الدولة يرفض تماماً أن يكون مليشيا. دعا الدولة للقيام بواجبها، وأكد أنه حزب وليس دولة فحدث سقوط صنعاء. ظن البعض أن من سقط الإصلاح والواقع غير ذلك، ثم انتقل الإنقلاب لاجتثاث الإصلاح، ثم اجتثاث الدولة برئيسها وحكومتها وقواها والإنطلاق لاجتثاث كل البلد وتجاوز الحدود. نجا الرئيس هادي من أنياب الإنقلاب ليجد الإصلاح مرة أخرى الى جواره في نفس الطريق. لم يكن الوقت يسمح حتى للعتب!
الإصلاح لديه قضية محورية لا تقبل التكتيك والمناورة وهي الاستماتة في بقاء الدولة وعدم السماح بانهيارها او تفكيكها وخلق كيانات موازية. اتجهت قوى في الشمال والجنوب لخلق كيانات ذات طابع مليشاوي وبقي الإصلاح يدفع ثمن مقاومته لهذه النهج. سعت قوى في الشمال والجنوب على هدم شرعية الرئيس هادي وبقي الإصلاح هنا وهناك يستمسك بها وبرفض التفريط والتخلي عنها. بمفهوم الربح والخسارة فالثمن الذي دفعه الإصلاح لتمسكه بالشرعية كان باهظا وثقيلا لكنه كان خيارا وحيدا.
حاولت قوى الإساءة للرئيس باعتباره مختطفا كما يحلو لهم تسميته وانه متماهياً مع الإصلاح، والحقيقة أن الإصلاح برغم عدم حصوله على التمثيل الذي يناسب تأثيره في مؤسسات الدولة إلا أنه لم يبد أي اعتراض على سياسة الرئيس واستقلال قراره. أعداد كبيرة ممن وثق بهم الرئيس ومنحهم ثقته من نائب الرئيس رئيس الحكومة والوزراء والمحافظين انقلبوا عليه ثم نالوا منه وهاجموه بينما محافظون ممن يحسبون على الإصلاح ورغم إقالتهم بعد فترة وجيزة من تعيينهم إلا أنهم قالوها نحن جنود للوطن حيث يضعنا الرئيس، ولا أدل على ذلك من المحافظين البكري وبلغيث. بالمقابل تعرض الرئيس لهجوم كبير من الآخرين الذين أقيلوا فساروا في طريق يهدم شرعية الرئيس بل ويقاتلها بقوة السلاح، بل إن خطاب الإصلاح الإعلامي في مراحل بقي وحيداً ينافح عن الرئيس وشرعيته.
الخلاصة أن علاقة الإصلاح بالرئيس هادي مبنية على أساس مبدئي باعتباره رئيس الدولة وممثلها الشرعي هي علاقة تقدر صعوبة المرحلة وتعقيداتها فتسير بهدف واحد الحفاظ على كيان الدولة في مواجهة مشاريع التمزيق!
http://alislah-ye.net/articles.php?id=326
alislah-ye.net
موقع التجمع اليمني للإصلاح
السلام.. ومعسكرات الحوثي!
#الإصلاح_نت/ المركز الإعلامي إب
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1240
#الإصلاح_نت/ المركز الإعلامي إب
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1240
alislah-ye.net
السلام.. ومعسكرات الحوثي!
- السلام.. ومعسكرات الحوثي!
اء المحافظة إلى الوقوف صفا واحدا إلى جانب الشرعية من اجل تخليص المحافظة من شرور هذه الجماعة الإرهابية وعودة مدينة إب إلى وضعها الطبيعي المساند للدولة.
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1240
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1240
alislah-ye.net
السلام.. ومعسكرات الحوثي!
- السلام.. ومعسكرات الحوثي!
السلام.. ومعسكرات الحوثي!
#الإصلاح_نت/ المركز الإعلامي إب
لم تعد مفردة "السلام" في إب، كذبة يوم أو شهر أو عام، بل باتت كذبة سنوات الحرب وأعوام المعاناة.
في إب يكذب القتلة باسم السلام، ويُقتل المواطن باسم السلام، وتموت المدينة كمداً وهي ترفع راية السلام..السلام الذي يسلم فيه القاتل من العقاب وينجو من المسائلة وفق تعريفات الواقع.
لا يمضي يوم في إب ، إلا وتراق فيه دماء المدنيين بسلاح مليشيا الحوثي الانقلابية التي استباحت المدينة وحولتها إلى إقطاعية خاصة تمارس فيها كل الجرائم وبمساعدة أبنائها باسم وهم السلام الزائف.
في الأثناء تجوب المحافظة لجان حوثية من أجل حصر المتقاعدين العسكريين والجنود الذين فضلوا البقاء في منازلهم على قتال اليمنيين، تجوب اللجان لحصرهم ودفعهم إلى الجبهات أو إسقاط أسمائهم وأرقامهم العسكرية وإحلال مسلحين جدد بديلاً عنهم.
في غضون ذلك كشفت مصادر محلية في مديريات جبلة والحزم وبعدان ويريم، إلى قيام مليشيا الحوثي الانقلابية، باستحداث مواقع عسكرية في تلك المديريات بهدف فتح معسكرات جديدة لهم .
لجان الدفاع الحوثية
كشفت مصادر محلية، في عدد من مديريات محافظة إب، عن نزول لجان ميدانية حوثية إلى المحافظة لحصر القيادات العسكرية والجنود بعيداً عن إحصائيات الوزارات المختصة.
وقالت المصادر إن تلك اللجان تقوم بحصر أفراد الجيش والأمن والمتقاعدين العسكريين والأمنيين لفرض تجنيدهم مجددا.
ودشنت مليشيات الحوثي الانقلابية مطلع الأسبوع الماضي ما يسمى بالتعبئة العامة بفعالية خاصة أقيمت وسط جامعة إب وسط استياء واسع من الأكاديميين والطلاب من تحويل منبر تعليمي لمركز أنشطة للمليشيا والإساءة لأكبر صرح تعليمي بالمحافظة.
ونفذت المليشيا فعاليات عدة من قبل لجان خاصة بالمتقاعدين والعسكريين في مديريات عدة منها مديرية السبرة جنوب شرق إب ومديرية فرع العدين غرب إب ومديرية حبيش شمال محافظة إب ومديرية الظهار وسط مدينة إب ومديريات أخرى وسط رفض مجتمعي كبير لتلك الدعوات.
استخدام المساجد
إلى ذلك قالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي ومن خلال خطبائها، تستخدم المساجد في المديريات إلى دعوة العسكريين المتقاعدين والشباب إلى رفد الجبهات وعودتهم إلى مقاتلة اليمنيين.
ووجه مكتب الأوقاف في المحافظة أئمة المساجد والخطباء إلى إنجاح عمل لجان الحصر الحوثية، وحث المواطنين والعسكريين على التوجه إلى الجبهات للقتال، في سابقة خطيرة في استخدام المساجد لأغراض سياسية طائفية.
ولاقت الخطوة استهجان كثير من المواطنين، الذين عبروا عن سخطهم من تلك الدعوات والاستخدام الفج لرسالة المسجد من أجل مشاريع طائفية.
استحداث معسكرات
وفي سبيل استعدادات المليشيات الانقلابية العسكرية وتحويل المحافظة إلى تجمع عسكري لقواتها، استحدثت مواقع عسكرية في عدد من مديريات المحافظة.
ووفقاً لمصادر مطلعة فقد تم استحداث مواقع عسكرية في مديريات حزم العدين وفرع العدين، وجبلة، وبعدان، ويريم.
وأفاد سكان محليون، بمديرية جبلة، جنوب غرب إب، وسط اليمن، قيام مليشيا الحوثي الانقلابية، باستحداث مواقع عسكرية في أعلى قمة جبل التعكر المطل على أكثر من مديرية في المحافظة
وبحسب المصادر فإن المليشيات عززت بأفراد وآليات إلى الموقع ومن المتوقع استخدامه كمعسكر تدريبي لمقاتليها المجندين قسرياً.
إلى ذلك قالت مصادر محلية في مديرية يريم، إن مليشيا الحوثي، استحدثت موقعاً عسكرياً في جبل "إرياب"، المطل على منطقة كتاب، من الجهة الجنوبية.
وأضافت المصادر، بان الموقع أصبح معسكراً تدريبياً ويحتوي على عتاد عسكري ثقيل وفيه العشرات من المسلحين الحوثيين.
ويأتي استحداث الموقع للسيطرة على الخط العام الرابط بين محافظات (صنعاء، ذمار ، إب، تعز) وللسيطرة على القاع الكامل لمنطقة كتاب بمديرية يريم، وفق المصادر.
وعملت المليشيا على استحداث تلك المواقع العسكرية في الوقت الذي تدور فيه معارك عسكرية على الحدود الشرقية والجنوبية والغربية للمحافظة وسط أحاديث عن خطة عسكرية للقوات الحكومية بفتح جبهة عسكرية في المحافظة بغرض تحريرها.
الدعام: الحوثيون حولوا إب إلى ثكنة عسكرية
من جانبه، قال وكيل اول محافظة إب محمد الدعام إن مليشيا الحوثي الإنقلابية تسعى إلى تحويل محافظة إب إلى ثكنة عسكرية بتطويقها المرتفعات الجبلية في المدينة واستحداثها مواقع عسكرية عليها.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الميليشيات قامت باستحداث موقعاً عسكرياً جديداً في أعلى قمة جبل "التعكر" الاستراتيجي في مديرية جبلة جنوب محافظة إب والذي لم يستخدم عسكريا من قبل .. مشيراً إلى أن هذه التحركات تؤكد أن الميليشيا تعيش آخر أيامها وإنها إلى زوال.
وأضاف: "ان المليشيا تتلقى ضربات موجعة من قوات الجيش الوطني بإسناد التحالف العربي في مديريتي حيس والجراحي بمحافظة الحديدة واللتين تقعان على الحدود الغربية لمحافظة إب".. داعياً أبن
#الإصلاح_نت/ المركز الإعلامي إب
لم تعد مفردة "السلام" في إب، كذبة يوم أو شهر أو عام، بل باتت كذبة سنوات الحرب وأعوام المعاناة.
في إب يكذب القتلة باسم السلام، ويُقتل المواطن باسم السلام، وتموت المدينة كمداً وهي ترفع راية السلام..السلام الذي يسلم فيه القاتل من العقاب وينجو من المسائلة وفق تعريفات الواقع.
لا يمضي يوم في إب ، إلا وتراق فيه دماء المدنيين بسلاح مليشيا الحوثي الانقلابية التي استباحت المدينة وحولتها إلى إقطاعية خاصة تمارس فيها كل الجرائم وبمساعدة أبنائها باسم وهم السلام الزائف.
في الأثناء تجوب المحافظة لجان حوثية من أجل حصر المتقاعدين العسكريين والجنود الذين فضلوا البقاء في منازلهم على قتال اليمنيين، تجوب اللجان لحصرهم ودفعهم إلى الجبهات أو إسقاط أسمائهم وأرقامهم العسكرية وإحلال مسلحين جدد بديلاً عنهم.
في غضون ذلك كشفت مصادر محلية في مديريات جبلة والحزم وبعدان ويريم، إلى قيام مليشيا الحوثي الانقلابية، باستحداث مواقع عسكرية في تلك المديريات بهدف فتح معسكرات جديدة لهم .
لجان الدفاع الحوثية
كشفت مصادر محلية، في عدد من مديريات محافظة إب، عن نزول لجان ميدانية حوثية إلى المحافظة لحصر القيادات العسكرية والجنود بعيداً عن إحصائيات الوزارات المختصة.
وقالت المصادر إن تلك اللجان تقوم بحصر أفراد الجيش والأمن والمتقاعدين العسكريين والأمنيين لفرض تجنيدهم مجددا.
ودشنت مليشيات الحوثي الانقلابية مطلع الأسبوع الماضي ما يسمى بالتعبئة العامة بفعالية خاصة أقيمت وسط جامعة إب وسط استياء واسع من الأكاديميين والطلاب من تحويل منبر تعليمي لمركز أنشطة للمليشيا والإساءة لأكبر صرح تعليمي بالمحافظة.
ونفذت المليشيا فعاليات عدة من قبل لجان خاصة بالمتقاعدين والعسكريين في مديريات عدة منها مديرية السبرة جنوب شرق إب ومديرية فرع العدين غرب إب ومديرية حبيش شمال محافظة إب ومديرية الظهار وسط مدينة إب ومديريات أخرى وسط رفض مجتمعي كبير لتلك الدعوات.
استخدام المساجد
إلى ذلك قالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي ومن خلال خطبائها، تستخدم المساجد في المديريات إلى دعوة العسكريين المتقاعدين والشباب إلى رفد الجبهات وعودتهم إلى مقاتلة اليمنيين.
ووجه مكتب الأوقاف في المحافظة أئمة المساجد والخطباء إلى إنجاح عمل لجان الحصر الحوثية، وحث المواطنين والعسكريين على التوجه إلى الجبهات للقتال، في سابقة خطيرة في استخدام المساجد لأغراض سياسية طائفية.
ولاقت الخطوة استهجان كثير من المواطنين، الذين عبروا عن سخطهم من تلك الدعوات والاستخدام الفج لرسالة المسجد من أجل مشاريع طائفية.
استحداث معسكرات
وفي سبيل استعدادات المليشيات الانقلابية العسكرية وتحويل المحافظة إلى تجمع عسكري لقواتها، استحدثت مواقع عسكرية في عدد من مديريات المحافظة.
ووفقاً لمصادر مطلعة فقد تم استحداث مواقع عسكرية في مديريات حزم العدين وفرع العدين، وجبلة، وبعدان، ويريم.
وأفاد سكان محليون، بمديرية جبلة، جنوب غرب إب، وسط اليمن، قيام مليشيا الحوثي الانقلابية، باستحداث مواقع عسكرية في أعلى قمة جبل التعكر المطل على أكثر من مديرية في المحافظة
وبحسب المصادر فإن المليشيات عززت بأفراد وآليات إلى الموقع ومن المتوقع استخدامه كمعسكر تدريبي لمقاتليها المجندين قسرياً.
إلى ذلك قالت مصادر محلية في مديرية يريم، إن مليشيا الحوثي، استحدثت موقعاً عسكرياً في جبل "إرياب"، المطل على منطقة كتاب، من الجهة الجنوبية.
وأضافت المصادر، بان الموقع أصبح معسكراً تدريبياً ويحتوي على عتاد عسكري ثقيل وفيه العشرات من المسلحين الحوثيين.
ويأتي استحداث الموقع للسيطرة على الخط العام الرابط بين محافظات (صنعاء، ذمار ، إب، تعز) وللسيطرة على القاع الكامل لمنطقة كتاب بمديرية يريم، وفق المصادر.
وعملت المليشيا على استحداث تلك المواقع العسكرية في الوقت الذي تدور فيه معارك عسكرية على الحدود الشرقية والجنوبية والغربية للمحافظة وسط أحاديث عن خطة عسكرية للقوات الحكومية بفتح جبهة عسكرية في المحافظة بغرض تحريرها.
الدعام: الحوثيون حولوا إب إلى ثكنة عسكرية
من جانبه، قال وكيل اول محافظة إب محمد الدعام إن مليشيا الحوثي الإنقلابية تسعى إلى تحويل محافظة إب إلى ثكنة عسكرية بتطويقها المرتفعات الجبلية في المدينة واستحداثها مواقع عسكرية عليها.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الميليشيات قامت باستحداث موقعاً عسكرياً جديداً في أعلى قمة جبل "التعكر" الاستراتيجي في مديرية جبلة جنوب محافظة إب والذي لم يستخدم عسكريا من قبل .. مشيراً إلى أن هذه التحركات تؤكد أن الميليشيا تعيش آخر أيامها وإنها إلى زوال.
وأضاف: "ان المليشيا تتلقى ضربات موجعة من قوات الجيش الوطني بإسناد التحالف العربي في مديريتي حيس والجراحي بمحافظة الحديدة واللتين تقعان على الحدود الغربية لمحافظة إب".. داعياً أبن
تعز .. الكلمة كمصدر للقوة والضعف!
بقلم/ أحمد عثمان
من حق كل فرد من ابناء تعز ان يعترض على اداء بعض إعلامييه ومتصفحي صفحات التواصل ويقول لهم قفوا بحق الله ورابط الدم والدين والعيش والمصير المشترك.. قفوا جميعا واتركوا هذا العبث!
وواجب هؤلاء الانصات الى هذا الصوت الذي كاد يتحول الى رأي عام ضد الكلمة التي كانت وما زالت مصدر قوة تعز فتحولت بفعل التمادي في (الهبالة) و(العباطة) السياسية وانعدام المسؤولية الى نقطةضعف وتشهير و تشويش على صفاء تعز وبطولاتها بل وإعاقة امام فرصها المتاحة للوحدة وابداع القوة.
فهناك اداء سيئ لدى البعض هنا وهناك بغض النظر عن حسن النية فهو يحمل عداء نحو الآخر وتشفي وتحامل ضد اشخاص ومكونات وظلم وتجنيات ومهاترات عمياء
دون النظر للحقيقة والأدلة حيث يغيب فيها معيار الانصاف والمصلحة العامة
وهو أداء تخريبي لايحمل معه اي عطاء وطني.
ان المساهمة في توحيد الناس ولم شملهم واستنهاض الخير في النفوس ودعم قضايا اللحظة الحرجة مثل التحرير والأمن ومؤسسات الدولة ودعم الجيش والسلطة وتوحيد مسار قوى تعز ومكوناتها وترك الفجور في الخصومة والمكايدات
هي البطولة والابداع الصعب في هذا الظرف التاريخي.
اما المساهمة في تسويد الصفحات بالتهم الفارغة والتحريش والتحريض وإضعاف المؤسسات الشعبية والرسمية واستنهاض الشرور فهو عمل يتسم بالضعف ويتصف بالشر، وهو بالمناسبة عمل سهل فمهمة التدمير سهلة ومغرية وستجد الشيطان ينفث خلفك اعجابات وتعليقات مشجعة وبيعا للوهم.
والخلاصة إن لم ننتبه جميعا لإيقاف هذا العبث بالكلمة والحرف ضد بعضنا بدون حق ولابصيرة فسيظل ابليس الرجيم يجرنا نحو إثارة دوافع الشر المختلفة ويمنع عنا وحدة القول والفعل حتى نقع وعندما نقع يكون الندم نوع من العقوبة المريرة!
http://alislah-ye.net/articles.php?id=327
بقلم/ أحمد عثمان
من حق كل فرد من ابناء تعز ان يعترض على اداء بعض إعلامييه ومتصفحي صفحات التواصل ويقول لهم قفوا بحق الله ورابط الدم والدين والعيش والمصير المشترك.. قفوا جميعا واتركوا هذا العبث!
وواجب هؤلاء الانصات الى هذا الصوت الذي كاد يتحول الى رأي عام ضد الكلمة التي كانت وما زالت مصدر قوة تعز فتحولت بفعل التمادي في (الهبالة) و(العباطة) السياسية وانعدام المسؤولية الى نقطةضعف وتشهير و تشويش على صفاء تعز وبطولاتها بل وإعاقة امام فرصها المتاحة للوحدة وابداع القوة.
فهناك اداء سيئ لدى البعض هنا وهناك بغض النظر عن حسن النية فهو يحمل عداء نحو الآخر وتشفي وتحامل ضد اشخاص ومكونات وظلم وتجنيات ومهاترات عمياء
دون النظر للحقيقة والأدلة حيث يغيب فيها معيار الانصاف والمصلحة العامة
وهو أداء تخريبي لايحمل معه اي عطاء وطني.
ان المساهمة في توحيد الناس ولم شملهم واستنهاض الخير في النفوس ودعم قضايا اللحظة الحرجة مثل التحرير والأمن ومؤسسات الدولة ودعم الجيش والسلطة وتوحيد مسار قوى تعز ومكوناتها وترك الفجور في الخصومة والمكايدات
هي البطولة والابداع الصعب في هذا الظرف التاريخي.
اما المساهمة في تسويد الصفحات بالتهم الفارغة والتحريش والتحريض وإضعاف المؤسسات الشعبية والرسمية واستنهاض الشرور فهو عمل يتسم بالضعف ويتصف بالشر، وهو بالمناسبة عمل سهل فمهمة التدمير سهلة ومغرية وستجد الشيطان ينفث خلفك اعجابات وتعليقات مشجعة وبيعا للوهم.
والخلاصة إن لم ننتبه جميعا لإيقاف هذا العبث بالكلمة والحرف ضد بعضنا بدون حق ولابصيرة فسيظل ابليس الرجيم يجرنا نحو إثارة دوافع الشر المختلفة ويمنع عنا وحدة القول والفعل حتى نقع وعندما نقع يكون الندم نوع من العقوبة المريرة!
http://alislah-ye.net/articles.php?id=327
alislah-ye.net
موقع التجمع اليمني للإصلاح
تعز بين مطرقة القذائف الحوثية وسندان حملات التحريض على القيادات الأمنية والعسكرية
#الإصلاح_نت - خاص/ عامر دعكم
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1241
#الإصلاح_نت - خاص/ عامر دعكم
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1241
alislah-ye.net
تعز بين مطرقة القذائف الحوثية وسندان حملات التحريض على القيادات الأمنية والعسكرية
- تعز بين مطرقة القذائف الحوثية وسندان حملات التحريض على القيادات الأمنية والعسكرية
معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)
الإصلاح – خاص – ثابت الأحمدي
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1242
الإصلاح – خاص – ثابت الأحمدي
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1242
alislah-ye.net
معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)
- معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)
معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)
الإصلاح – خاص – ثابت الأحمدي
تكلمنا في الحلقة السابقة عن الملامح الحضارية في اليمن القديم على الصعيد السياسي، وكيف شكلت تلك الأنظمة عامل قوة وتقدم، فتجاوزت الحضارة مكانها إلى خارج حدودها، أي أنها كانت امبراطورية حضارية مترامية الأطراف بفضل تلك الأنظمة السياسية العادلة والمتقدمة، ونتكلم في هذه الحلقة عن القوة العسكرية كواحدة من قوى الدولة التي تعكس أوضاعها بشكل عام.
القوة العسكرية جزء من القوة السياسية لأي دولة، وبما أن اليمن قد بلغت شأوا عاليا على المستوى السياسي كما أشرنا، فقد كانت كذلك على الصعيد العسكري الذي يعتبر جزءا من امبراطوريتها السياسية الممتدة خارج الجزيرة العربية.
وقد كان الجيش اليمني "أسد ملكين" في التاريخ القديم مؤسسة قائمة بكافة فرقه الحربية، وأزيائه الموحدة، وأسلحته التي تختص بها كل فرقة، كما تذكر نصوص المسند التاريخية؛ حيث "عُرف جند المشاة والهجانة والفرسان والقواسين، أو الندافين، لقد استخدموا تشكيلة متنوعة من الأسلحة القتالية، وذلك تبعا لمهام الفرد في أرض المعركة"1؛ أما في السلم فقد كانت مهمتهم حماية قوافل التجارة وحراسة المدن والمرافق العامة للدولة، وحراسة المكارب والملوك وكبار موظفي الدولة والشخصيات الهامة، ومساعدة موظفي الضرائب على تحصيلها.2
وللترتيب الكبير والتنظيم العالي فقد تم تقسيمه إلى عدة فرق عسكرية، كل فرقة تؤدي مهمة معينة، ولها سلاحها الخاص بها. وهذه الفرق هي:
المشاة
"أسدم" أو "رجلم" هو الاسم الرسمي لهذه الفرقة الأكثر عدة وعتادا، وكانوا الأكثر أهمية من غيرهم من الفرق في الحروب الجبلية التي لا تستطيع الجمال أو الفرسان استعراض مهارتها العسكرية فيها كثيرا. وكانت تستخدم السهام في المعارك، ويذكر نقش (J631/33) فئة حربية اسمها: "ندف معفرم" وتعني رماة المعافر. والندف التراشق، وتنادفوا تعني تراشقوا. وفئة أخرى أيضا اسمها: "صيدهمو وقبضهمو" التي تعني الرماة ومساعديهم، وتساهم في تموين الجيش والقوات الأخرى معه التي تحتاج إلى اللحوم وغيرها، خاصة في الغزوات البعيدة. وثمة نصوص كثيرة تؤرخ للحملات العسكرية في بلاد المعافر وما بعدها باتجاه العاصمة ظفار. وتذكر بعضا من الأسلحة المستخدمة آنذاك.3
وأهم سلاح المشاة آنذاك هو السيوف والرماح والنبال والفؤوس ذات الحدين.4
الهجانة
بحكم اتساع مساحة اليمن القديم وتمددها فقد كان من الضروري أن يؤسس الجيش فرقة الهجانة، أو راكبي الجمال، وقد ورد اسم هذه الفرقة في نصوص المسند باسم "ركبم" أو "ركوبيسم" أو "ركبت" كما في النقش: (Ja577/15) حيث ذكرت معارك حربية في القرنين الثاني والثالث الميلادي فيها هذه الفرقة، في عهد سبأ علهان نهفان، ومن بعده شعر أوتر، وبجمال مدربة أعدادها كثيرة تفوق أعداد الخيول؛ وقد وصل عدد الهجانة في إحدى المعارك ألفا وستمئة هجانا؛ بل إنه في إحدى المعارك بين الجيش الحميري والجيش الحضرمي في العام 305م، بلغت الهجانة الحضرمية 3500 هجانا و125 فارسا، مقابل 750 هجانا حميريا و70 فارسا، كما يذكر نص النقش 5، ولهذا لا غرابة أن يرتبط الإنسان بالجمل ارتباطا وجدانيا إلى حد مصاحبته بعد موته، كما هو الشأن في بعض القبور التي نبشت ووجد من ضمن الأثاث الجنائزي هياكل عظمية لجمال رافقت الأموات في قبورهم.!
وهذه قوة هجومية سريعة تعتمد على السرعة وخفة الحركة والمطاردة والمراقبة والاستطلاع وحماية الأطراف والمؤخرة، وجزء منها مختص بحمل الأثقال من مؤن وطعام وشراب..6
الرماة
وهؤلاء يقاتلون مع المشاة والهجانة، مهمتهم الهجوم أول المعركة، وحماية من بعدهم من أي هجوم، وسلاحهم النبال.7
الفرسان
يُعتبر الفرسان أو الخيالة الفرقة الثالثة في الجيش اليمني القديم، وقد اقترنت الخيل بالحرب عبر الزمن، ولها من الأهمية الكبيرة ما لها، فهي الفئة الحاسمة غالبا في أي معركة، حتى في التشريع الإسلامي كان للفرسان من الامتيازات ما ليس لغيرهم، وقد ذكرت كثيرا في نصوص المسند، كما في حملة القائد الحميري سعد تألب إلى حضرموت سنة 315م. والذي استطاع أن ينقض على مملكة حضرموت بسبعين فارسا وسبعمئة وخمسين هجانا.8 ، وقد تم استخدام الخيول في المعارك الحربية اليمنية منذ القرن الثامن قبل الميلاد. وثمة رسومات قديمة تصور الفارس على الخيل أثناء احتدام المعارك، وطبيعة قتاله.
لباس الجند
لكون الجيش مؤسسة رسمية في تاريخ اليمن القديم فلا بد أن يكون لجنوده هيئتهم الرسمية الخاصة بهم، كموظفي دولة، الأمر الذي يزيدهم هيبة إلى هيبتهم، ومن ذلك الخوذة العسكرية التي تحمي الرأس وجانبي الوجه، ويعلوها قرنان معقوفان، يشبهان قرني الثور، وقد لبسها الجندي المعيني في القرن الثامن قبل الميلاد. وأيضا الدرع الحديدي الذي كان يلبسه ويقي صدره وظهره ويصل إلى مستوى الساقين.9
"وقد عُثر على صورة جندي يمني قديم مرسومة على قطعة عقيق، تكون لباسه من سروال قصير، وقميص نصف كم، وحذاء برقبة، وخوذة على
الإصلاح – خاص – ثابت الأحمدي
تكلمنا في الحلقة السابقة عن الملامح الحضارية في اليمن القديم على الصعيد السياسي، وكيف شكلت تلك الأنظمة عامل قوة وتقدم، فتجاوزت الحضارة مكانها إلى خارج حدودها، أي أنها كانت امبراطورية حضارية مترامية الأطراف بفضل تلك الأنظمة السياسية العادلة والمتقدمة، ونتكلم في هذه الحلقة عن القوة العسكرية كواحدة من قوى الدولة التي تعكس أوضاعها بشكل عام.
القوة العسكرية جزء من القوة السياسية لأي دولة، وبما أن اليمن قد بلغت شأوا عاليا على المستوى السياسي كما أشرنا، فقد كانت كذلك على الصعيد العسكري الذي يعتبر جزءا من امبراطوريتها السياسية الممتدة خارج الجزيرة العربية.
وقد كان الجيش اليمني "أسد ملكين" في التاريخ القديم مؤسسة قائمة بكافة فرقه الحربية، وأزيائه الموحدة، وأسلحته التي تختص بها كل فرقة، كما تذكر نصوص المسند التاريخية؛ حيث "عُرف جند المشاة والهجانة والفرسان والقواسين، أو الندافين، لقد استخدموا تشكيلة متنوعة من الأسلحة القتالية، وذلك تبعا لمهام الفرد في أرض المعركة"1؛ أما في السلم فقد كانت مهمتهم حماية قوافل التجارة وحراسة المدن والمرافق العامة للدولة، وحراسة المكارب والملوك وكبار موظفي الدولة والشخصيات الهامة، ومساعدة موظفي الضرائب على تحصيلها.2
وللترتيب الكبير والتنظيم العالي فقد تم تقسيمه إلى عدة فرق عسكرية، كل فرقة تؤدي مهمة معينة، ولها سلاحها الخاص بها. وهذه الفرق هي:
المشاة
"أسدم" أو "رجلم" هو الاسم الرسمي لهذه الفرقة الأكثر عدة وعتادا، وكانوا الأكثر أهمية من غيرهم من الفرق في الحروب الجبلية التي لا تستطيع الجمال أو الفرسان استعراض مهارتها العسكرية فيها كثيرا. وكانت تستخدم السهام في المعارك، ويذكر نقش (J631/33) فئة حربية اسمها: "ندف معفرم" وتعني رماة المعافر. والندف التراشق، وتنادفوا تعني تراشقوا. وفئة أخرى أيضا اسمها: "صيدهمو وقبضهمو" التي تعني الرماة ومساعديهم، وتساهم في تموين الجيش والقوات الأخرى معه التي تحتاج إلى اللحوم وغيرها، خاصة في الغزوات البعيدة. وثمة نصوص كثيرة تؤرخ للحملات العسكرية في بلاد المعافر وما بعدها باتجاه العاصمة ظفار. وتذكر بعضا من الأسلحة المستخدمة آنذاك.3
وأهم سلاح المشاة آنذاك هو السيوف والرماح والنبال والفؤوس ذات الحدين.4
الهجانة
بحكم اتساع مساحة اليمن القديم وتمددها فقد كان من الضروري أن يؤسس الجيش فرقة الهجانة، أو راكبي الجمال، وقد ورد اسم هذه الفرقة في نصوص المسند باسم "ركبم" أو "ركوبيسم" أو "ركبت" كما في النقش: (Ja577/15) حيث ذكرت معارك حربية في القرنين الثاني والثالث الميلادي فيها هذه الفرقة، في عهد سبأ علهان نهفان، ومن بعده شعر أوتر، وبجمال مدربة أعدادها كثيرة تفوق أعداد الخيول؛ وقد وصل عدد الهجانة في إحدى المعارك ألفا وستمئة هجانا؛ بل إنه في إحدى المعارك بين الجيش الحميري والجيش الحضرمي في العام 305م، بلغت الهجانة الحضرمية 3500 هجانا و125 فارسا، مقابل 750 هجانا حميريا و70 فارسا، كما يذكر نص النقش 5، ولهذا لا غرابة أن يرتبط الإنسان بالجمل ارتباطا وجدانيا إلى حد مصاحبته بعد موته، كما هو الشأن في بعض القبور التي نبشت ووجد من ضمن الأثاث الجنائزي هياكل عظمية لجمال رافقت الأموات في قبورهم.!
وهذه قوة هجومية سريعة تعتمد على السرعة وخفة الحركة والمطاردة والمراقبة والاستطلاع وحماية الأطراف والمؤخرة، وجزء منها مختص بحمل الأثقال من مؤن وطعام وشراب..6
الرماة
وهؤلاء يقاتلون مع المشاة والهجانة، مهمتهم الهجوم أول المعركة، وحماية من بعدهم من أي هجوم، وسلاحهم النبال.7
الفرسان
يُعتبر الفرسان أو الخيالة الفرقة الثالثة في الجيش اليمني القديم، وقد اقترنت الخيل بالحرب عبر الزمن، ولها من الأهمية الكبيرة ما لها، فهي الفئة الحاسمة غالبا في أي معركة، حتى في التشريع الإسلامي كان للفرسان من الامتيازات ما ليس لغيرهم، وقد ذكرت كثيرا في نصوص المسند، كما في حملة القائد الحميري سعد تألب إلى حضرموت سنة 315م. والذي استطاع أن ينقض على مملكة حضرموت بسبعين فارسا وسبعمئة وخمسين هجانا.8 ، وقد تم استخدام الخيول في المعارك الحربية اليمنية منذ القرن الثامن قبل الميلاد. وثمة رسومات قديمة تصور الفارس على الخيل أثناء احتدام المعارك، وطبيعة قتاله.
لباس الجند
لكون الجيش مؤسسة رسمية في تاريخ اليمن القديم فلا بد أن يكون لجنوده هيئتهم الرسمية الخاصة بهم، كموظفي دولة، الأمر الذي يزيدهم هيبة إلى هيبتهم، ومن ذلك الخوذة العسكرية التي تحمي الرأس وجانبي الوجه، ويعلوها قرنان معقوفان، يشبهان قرني الثور، وقد لبسها الجندي المعيني في القرن الثامن قبل الميلاد. وأيضا الدرع الحديدي الذي كان يلبسه ويقي صدره وظهره ويصل إلى مستوى الساقين.9
"وقد عُثر على صورة جندي يمني قديم مرسومة على قطعة عقيق، تكون لباسه من سروال قصير، وقميص نصف كم، وحذاء برقبة، وخوذة على
الرأس، وجنبية خنجر، وهذا اللباس العسكري كان خاصا بالجيش الرسمي المسمى خميس، وكذلك للمتطوعين فيه، ويُسلم هذا الزي لأفراد الجيش من الدولة".10
وفي معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي ما يشي إلى نوع معين من اللباس اسمه "اليلب" يبدو أنه من لباس الفرسان آنذاك، حيث قال:
علينا البيض اليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنينا.
القيادة
كان الملك نفسه هو القائد الأعلى للجيش، يقودهم في المعارك الحاسمة ميدانيا، وقد أشرف على الإعداد والتجهيز وعين القادة الذين عادة ما يكونون من الأقيال والأذواء الذين يضمون إلى الجند بعضا من أفراد الشعب فيقاتلون معهم، وقد كانت الكثرة ـ سابقا ـ هي رهان النصر لأي جيش في الغالب، لذا يتم رفد الجيش الرسمي للدولة بأفراد من الشعب بواسطة هؤلاء الأقيال أو الأذواء.11
الحملات العسكرية اليمنية إلى الخارج
ما من قوة عسكرية عبر التاريخ تشعر بفائض القوة إلا وفكرت في غزو بلاد أخرى خارج حدودها، ولما كانت القوة العسكرية اليمنية القديمة على قدر عال من القوة والإمكانات المادية والسياسية فقد غزت بلادا عدة، متجاوزة الصحارى والبحار..
وتوثق نصوص المسند بعضا من هذه الحملات التي ذكرت..
كما ذكرت كتب التاريخ ذلك أيضا. وقد ذكر نشوان بن سعيد الحميري أن شمر يرعش غزا بابل وفارس وسجستان وخراسان وبلاد الترك وسمرقند وسميت باسمه. وهو ذو القرنين عند بعض أهل العلم، وقيل أن ذا القرنين هو تبع الأقرن والذي سار بجيوشه في الممالك الشرقية حتى وصل التبت والصين، وكذا ابنه تبع الأكبر الذي أقام في التبت حامية من الجيش العربي، لا تزال سلالتهم معروفة حتى اليوم.12
وإلى هذه الواقعة أشار دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته الشهيرة ..عن بطولات اليمنيين، بقوله:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا الكاتبينا
وهم سموا قديما سمرقندا وهم غرسوا هنالك التبيينا
وبحسب الهمداني فإن قبر الصعب بن ذي القرنين في منطقة "حنو قراقر" جنوب العراق؛ حيث وافاه الأجل هناك وهو قافل إلى اليمن، بعد أن مرض ثماني ليال، ثم مات. وقد رثاه النعمان بن الأسود المعترف بقوله:
بحنو قراقر أمسى رهينا أخو الأيام والدهر الهجان
لئن أمست وجوه الدهر سودا جلين بذاك للملك اليماني
لقد صحب الردى ألفين عاما ولاقاه الحمام على ثمان
كما رثاه كثيرون أيضا بقصائد مطولة، منهم أسعد تبع بقصيدة تجاوزت ثلاثمئة بيت.13
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأسلحة في اليمن القديم، 150.
2ـ انظر الصراع بين الممالك اليمنية القديمة، أسبابه ونتائجه، عبدالله علي الفيش عطبوش، أطروحة دكتوراة، جامعة دمشق. مارس، 2008م.
3ـ الأسلحة في اليمن القديم، 151.
4ـ الصراع بين الممالك، سابق، 160، نقلا عن استرابو.
5ـ الأسلحة في اليمن القديم، 157
6ـ جيش اليمن قبل الإسلام، الحارثي، 49.
7ـ نفسه، 49.
8ـ الأسلحة في اليمن، 160. . يذكر النقش Ja 665 أن هذا سعد تالب تيلف الجدني قائد جيش الأعراب الحميري أرسل أربعة فرسان للاستطلاع، وليكونوا طليعة الجيش، فعادوا وأخبروا الهجانة المكونة من ثلاثين راكبا ليأخذوا مواقعهم الدفاعية استعدادا لمقابلة سبعين راكبا من هجانة حضرموت، وهذا النص يوحي بأن ثمة عيونا للجيش أو ما يسمى اليوم رجال الاستطلاع الحربي.
9ـ نفسه، 147.
10 ـ الصراع بين الممالك اليمنية القديمة، 163.
11ـ نفسه، 165. والقيل أقل مرتبة من الملك، يليه الذو، ويعني صاحب القصر.
12ـ حسين عيضة شبيبة، مجلة الإكليل، ع:1، لسنة ..102.
13ـ الإكليل، 187/8.
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1242
وفي معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي ما يشي إلى نوع معين من اللباس اسمه "اليلب" يبدو أنه من لباس الفرسان آنذاك، حيث قال:
علينا البيض اليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنينا.
القيادة
كان الملك نفسه هو القائد الأعلى للجيش، يقودهم في المعارك الحاسمة ميدانيا، وقد أشرف على الإعداد والتجهيز وعين القادة الذين عادة ما يكونون من الأقيال والأذواء الذين يضمون إلى الجند بعضا من أفراد الشعب فيقاتلون معهم، وقد كانت الكثرة ـ سابقا ـ هي رهان النصر لأي جيش في الغالب، لذا يتم رفد الجيش الرسمي للدولة بأفراد من الشعب بواسطة هؤلاء الأقيال أو الأذواء.11
الحملات العسكرية اليمنية إلى الخارج
ما من قوة عسكرية عبر التاريخ تشعر بفائض القوة إلا وفكرت في غزو بلاد أخرى خارج حدودها، ولما كانت القوة العسكرية اليمنية القديمة على قدر عال من القوة والإمكانات المادية والسياسية فقد غزت بلادا عدة، متجاوزة الصحارى والبحار..
وتوثق نصوص المسند بعضا من هذه الحملات التي ذكرت..
كما ذكرت كتب التاريخ ذلك أيضا. وقد ذكر نشوان بن سعيد الحميري أن شمر يرعش غزا بابل وفارس وسجستان وخراسان وبلاد الترك وسمرقند وسميت باسمه. وهو ذو القرنين عند بعض أهل العلم، وقيل أن ذا القرنين هو تبع الأقرن والذي سار بجيوشه في الممالك الشرقية حتى وصل التبت والصين، وكذا ابنه تبع الأكبر الذي أقام في التبت حامية من الجيش العربي، لا تزال سلالتهم معروفة حتى اليوم.12
وإلى هذه الواقعة أشار دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته الشهيرة ..عن بطولات اليمنيين، بقوله:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا الكاتبينا
وهم سموا قديما سمرقندا وهم غرسوا هنالك التبيينا
وبحسب الهمداني فإن قبر الصعب بن ذي القرنين في منطقة "حنو قراقر" جنوب العراق؛ حيث وافاه الأجل هناك وهو قافل إلى اليمن، بعد أن مرض ثماني ليال، ثم مات. وقد رثاه النعمان بن الأسود المعترف بقوله:
بحنو قراقر أمسى رهينا أخو الأيام والدهر الهجان
لئن أمست وجوه الدهر سودا جلين بذاك للملك اليماني
لقد صحب الردى ألفين عاما ولاقاه الحمام على ثمان
كما رثاه كثيرون أيضا بقصائد مطولة، منهم أسعد تبع بقصيدة تجاوزت ثلاثمئة بيت.13
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأسلحة في اليمن القديم، 150.
2ـ انظر الصراع بين الممالك اليمنية القديمة، أسبابه ونتائجه، عبدالله علي الفيش عطبوش، أطروحة دكتوراة، جامعة دمشق. مارس، 2008م.
3ـ الأسلحة في اليمن القديم، 151.
4ـ الصراع بين الممالك، سابق، 160، نقلا عن استرابو.
5ـ الأسلحة في اليمن القديم، 157
6ـ جيش اليمن قبل الإسلام، الحارثي، 49.
7ـ نفسه، 49.
8ـ الأسلحة في اليمن، 160. . يذكر النقش Ja 665 أن هذا سعد تالب تيلف الجدني قائد جيش الأعراب الحميري أرسل أربعة فرسان للاستطلاع، وليكونوا طليعة الجيش، فعادوا وأخبروا الهجانة المكونة من ثلاثين راكبا ليأخذوا مواقعهم الدفاعية استعدادا لمقابلة سبعين راكبا من هجانة حضرموت، وهذا النص يوحي بأن ثمة عيونا للجيش أو ما يسمى اليوم رجال الاستطلاع الحربي.
9ـ نفسه، 147.
10 ـ الصراع بين الممالك اليمنية القديمة، 163.
11ـ نفسه، 165. والقيل أقل مرتبة من الملك، يليه الذو، ويعني صاحب القصر.
12ـ حسين عيضة شبيبة، مجلة الإكليل، ع:1، لسنة ..102.
13ـ الإكليل، 187/8.
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1242
alislah-ye.net
معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)
- معالم الصورة الحضارية في اليمن القديم (الحلقة الثانية)