الإصلاح نت
1.27K subscribers
703 photos
70 videos
9 files
9.97K links
Download Telegram
خاطر سبتمبري

عبدالملك شمسان

نحتفي اليوم بالذكرى الخامسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة في ظروف أكسبتها عمقا جديدا في الشعور لدى كل يمني، بما هي تذكرة لكل فرد ومكون في الشرعية، ولكل طرف في قوى الانقلاب..

السادس والعشرون من سبتمبر ليس مجرد يوم، بل تتويج لعقود طويلة من النضال والكفاح والتضحيات لشعب تواق للحرية، عاشق لعز الحياة وحياة العز، يرفض الاستبداد والاستعباد، واتفقت طبقته النخبوية على حمل همومه وآلامه، وتبني تطلعاته وآماله، فاتحدت من أجله، واصطفت لتحقيق هدفه، مكرسة له جهودها، متجردة عن كل ما يصرفها أو يشغلها عنه، حتى بلغت به المراد، ووصل بها إلى المقصد، فخلد التاريخ تلك التضحيات والنضالات على أنصع صفحاته.

للشعب اليمني العظيم أن يتغنى بمعجزة السادس والعشرين من سبتمبر وأنه صنع أشعة الضوء في جوف ذلك الليل المعتم، وتخلص من نظام سلالي يمسك بيمينه كل مقدرات القوة والسلاح والمال والثروة، مكرسا -فوق ذلك- فقر الشعب المدقع وحالة الجهل المطبق، ويرفع بشماله أكاذيب الاصطفاء الإلهي ومزاعم الاجتباء السماوي، مستغلا –فوق ذلك- عاطفة الشعب الدينية والجهل السائد..

وإن شعبا تجاوز في ثلاثينيات القرن الماضي كل تلك المعوقات من الضعف وقلة العدد والعتاد وكثرة الجهل والجوع والفقر والمرض، وامتلك كل تلك الإرادة والعزيمة والإصرار ليستمر في ثورته، باذلاً دونها الغالي والنفيس، متجاوزا إلى غايتها كل محاولات الكيد الرامية لتمزيق رايته باسم المناطقية والمذهبية وصور الترغيب والترهيب حتى تتوجت نضالاته وتكللت بالنجاح في الستينات، لهو شعب يستحق الإجلال والإكبار.. ومن جاء بعد نصف قرن يريد إلغاء هذه التضحيات، ونسف هذه الثورة، وعميت بصيرته عن رؤية هذا الماضي القريب، وعمي بصره عن رؤية الحاضر في الألفية الثالثة، ليتوهم القدرة على طمس كل هذه المآثر وإعادة التاريخ كل هذه المسافة، إنما يجدّف ضد تيار الحياة الهادر، ولهو جاهل بطبيعة هذا الشعب، مستخفّ بعلمه ووعيه وعدده وعتاده وآماله وتطلعاته، غارق في الوهم، سابح في الحلم، وما لم يستيقظ لنداءات العقل، فعمّا قريب يصحو على فزع هو وحلفاؤه ممن بلغوا السلطة بفضل الجمهورية، وبنوا القوة المسلحة باسم الجمهورية، وامتلكوا السلاح بأموال الجمهورية، ثم تملكوه وتنكروا للجمهورية وارتدوا يطعنون به ظهرها، غدرا وخيانة، وإنكارا لقيمها وأهداف ثورتها، وتنكرا لفضلها، واستخفافا بتضحيات شعب بأسره والأجيال المتعاقبة..

لقد غرر هؤلاء بأعداد من أبناء الجمهورية، ومارسوا بحقهم الخداع والتضليل، إلا أن كثيرا من هؤلاء لم تعد تنطلي عليهم الأكاذيب وأساليب الخداع، وما تزال كرامة الجمهورية تنبض فيهم، ولا يمكن أن يستمروا في طريق ينتهي بهم إلى العبودية والخضوع والمذلة، وهاماتهم التي نهلت يوما من الجمهورية لا يتوقع منها أن تستمر في الانحناء لتقبيل يدٍ "قطعُها أجملُ من تلك القُبَل"!!

http://alislah-ye.net/articles.php?lng=arabic&id=215
لماذا سبتمبر؟!
(الحلقة الثالثة)
عبد العزيز العسالي
تحدثنا في الحلقة الثانية الهدف الأول من أهداف الثورة 26 سبتمبر، وحصرنا حدثينا حول مخلفات الاستبداد، وأن التحرر من مخلفات الاستبداد كالتحرر من الاستبداد سواء بسواء.
تحدثنا عن عوامل بقاء مخلفات الاستبداد؛ أهمها الجهل - الأمية الحرفية والثقافية لدى غالبية المجتمع-.
وذكرنا دخول الثورة في أزمة حرب مع فلول السلالية، ثم حرب مع الجيران وكانت حرباً عبثية، فشلت كبار العقول في الحيلولة دون وقوع هذه الحرب، وأن الجيش المصري رغم تضحياته مع الثورة اليمنية إلا أنه تدخل في القرار السياسي والإداري والفكري، وأبرز عامل هنا هو منع التعددية السياسية، كما أن هنالك أخطاء وتصرفات طائشة فجة من المحسوبين على الثورة أساءت الى الثورة والجمهورية، واستغلتها السلالية.
الخلاصة: مخلفات الاستبداد باقية، بل ستترسخ أكثر كما سنلاحظ لاحقاً بسبب اختراق الدولة العميقة سلالياً، وبفضل التصاهر بين الدولة العميقة والقبيلة تصاهر (مو جه) لا مجال هنا لتفاصيله؛ تصاهر مدروس بعناية وذكاء وخبرة بنفسية اجتماع القبيلة.

الجمهورية الثانية
- كانت الجمهورية بقيادة الأب الروحي للثورة وحامل فكرة الدولة المدنية والتف معه أكثر قوى الشعب في البداية؛ حيث يلاحظ المتتبع أن الشيوعية والبعثية والقبيلة اتفقوا على قيام الجمهورية الثانية. هذا الاتفاق كان سببه الأكبر هو رد الفعل تجاه الجمهورية الأولى التي ألغت التعددية - الإقصاء للآخر- كما أسلفنا، وبدأت ملامح أولية تجاه الدولة المدنية ..ايجاد برلمان بالتعيين، مجلس شورى، مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء، تشكيل حكومة، إيجاد قانون. اتجه الرئيس الارياني -رحمه الله- لانتزاع
فتيل الحرب بين اليمن والسعودية، غير أن هذا أغضب دولة اليمن الجنوبي وأغضب شيوعيي الشمال بطبيعة الحال والقوميين أنصار ناصر في الشمال. لم يكن هناك حزب ناصري يومها وإنما يسمون أنصار ناصر وتشكل الحزب الناصري في عام 1970.
- ولأن الارياني رئيس مدني وليس عسكرياً فقد تمرد الجيش النظامي الذي كان يرى نفسة حامى الثورة القومية، وتحول الى مليشيا شعبية والتحق بالجنوب ليكون مصدراً لإقلاق الأمن والاستقرار - قتل المشايخ وخصوصاً في المناطق تعز وإب بشكل أخص وصولاً إلى اشتعال الحرب بين الشطرين. ولأن الاتفاق السعودي اليمني نص على عودة كل من كان في صف الفلول الملكية السلالية عدا بيت حميد الدين؛ فاليمن وطن
الجميع، عاد أولئك ولهم برنامجهم تحت مظلة الجمهورية، استطاعوا دخول القضاء ومرافق حساسة، وتقاربوا مع القبيلة، كما أن نازحي الجنوب من الحكم الاشتراكي تم استعمالهم أيضاً ضد الجمهورية الثانية، ينتهي الموقف، كما أشرنا تفجير الحرب بين الشطرين.
تحرك الرئيس الارياني لانتزاع فتيل الحرب ووقع اتفاق أولي حول الوحدة (تشكيل لجنة صياغة الدستور)، المهم هو إطفاء الحرب أولاً، غير أن هذا الاتفاق لم يرضِ الجيران كما لم يرضِ نازحي الجنوب، كما لم
يرضِ الناصريين؛ كون نظام عدن قضى على القوميين شريحة أنصار ناصر.
كانت فلول السلالية، كل مقاتليها العائدين إلى صنعاء تمد يديها لكل الفرقاء باستثناء التوجه المدني؛ بل تم الزج بعسكريين ملكيين إلى صفوف الجيش بقوة التنسيق السلالي القبلي والدولة العميقة (عفاش نموذجاً ملكي حتى النخاع).
هنا تم إزاحة عسكريين كثر ليحل محلهم الجيش القبلي، ولأن كاتب السطور عاش تلك المرحلة فقد كان الجيش الذي يطارد عصابات الماركسية - قتلة المشايخ- كان جيشاً قبلياً من شمال الشمال يقوده ضابط شيخ قبلي خريج عسكرياً وكنت أحمل إليهم الخبز الجاف وأنا صغير السن إلى المواقع..
الخلاصة: كان الجيش القبلي يحمل عقلية طائفية ملكية قبيلة بامتياز.
لقد كان الرئيس الارياني -رحمه الله- (في نظري) الرجل الصح في الزمن الخطأ ؛ حيث إن الوضع الأمني غير المستقر قادم من الجيش المتحلل المتحزب التواق الى الزخم الاشتراكي إعلامياً تجذبه شعارات
براقة .. ولأن التصاهر أثر بقوة بين الدول العميقة والقبيلة ورؤوس الجيش، فقد كانت النتيجة استحواذ شخصيات قبلية على مرافق هامة كادت تصبح مقاطعات خاصة أنه الطعم المقدم من السلالية لتحكم أكثر، بل إن بعض الأسر القبلية تواجدت في أكثر مفاصل الدولة عسكرياً
وإدارياً. وحسب مذكرات القاضي الارياني -رحمه الله- فإن خلال فترة حكم السلال -رحمه الله- والذي خضع لتوجهات مصر في منع التعددية هذا المنع الإقصائي لاحظ الارياني ومن على شاكلته – التوجه المدني - كانت الفكرة حسب الارياني إقامة تنظيم مؤتمر شعبي عام يضم كل
الأطياف، ولكن هيهات؛ فالسلال لا يمتلك أي قرار في ظل وجود القوات المصرية!
ومثل هذا أيضاً فكرة الحكم الفيدرالي الذي كان الزبيري والنعمان والارياني قد حاولوا تأسيسه.
لاشك أن فكرة إقامة تنظيم الخ.... كانت حاضرة لدى الارياني، لكن العوامل السابقة (التصاهر بين الدولة العميقة والقبيلة) كان حجرة عثرة وإبراز عامل التحزب داخل الجيش والأمن، والذي ظه
رت مؤشراته قتل المشايخ وإقلاق الأمن كان هذا مؤرقاً للجميع بلا نزاع، رغم أن اغلب الشباب في تلك الفترة اتجهوا إلى الاغتراب فانعكس هذا إيجابياً على تجفيف منابع القلاقل الأمنية الشخصية، وبقية القلاقل المنظمة ماركسياً.

مبادرة الحمدي
ظهرت مبادرة الحمدي خلاصتها: برنامج التصحيح المالي والإداري داخل القوات المسلحة والأمن (لأن الهاجس الأمني أثر في المجتمع). لاشك، ولا ريب، أن مبادرة الحمدي كانت مدعومة من الدولة العميقة والتصاهر القبلي، ولا يستبعد وجود دعم إقليمي ودولي.
الخلاصة: إن مبادرة الحمدي لاقت الترحيب ووافق عليها رئيس الجمهورية، وتم تعيين الحمدى بمنصب في الداخلية، وأعطي صلاحيات تنفيذية، ظل قرابة سنتين يزيح من يراه ويقدم، ويعطل، وكانت الدولة العمية قد تمكنت من تمكين القاضي غالب عبدالله راجح رئيساً
لمحكمة أمن الدولة (الأمن السياسي) فحوكمت شخصيات وسجنت وأعدمت أخرى، وكان يومها الأمن الوطني (الأمن السياسي)، مصدر رعب وأي رعب؟!
كانت الدولة العميقة الباطنية ذراع السلالية في القضاء ومحكمة أمن الدولة متناغمة سلالياً ومذهبياً كلها ساعدت برنامج (مبادرة الحمدي) أن يقترب من التمام، وبقى شيء واحد وهو شخصيات في هيئة الأركان -حسب كلام الحمدي- إنها لا تخضع له إدارياً، فتم تعيينه نائباً لرئيس الأركان، فاستغل صلاحياته وفعل كما فعل تقديماً وتأخيراً في الداخلية.
هنا امتلك الثقة لدى الجهات الداعمة لمبادرته قبلياً، كان البعث العراقي حاضرا بقوة في مفاصل الدولة وعلى المستوى القبلي، فتم العزف على الوتر الحساس جهوياً وطائفياً بطريقة ذكية حيث تم توظيف هذا بإيعاز ذكي من الدولة العميقة، وأن الوضع العسكري خصوصاً بحاجة إلى
شخصية عسكرية تضبطه.
كانت التناقضات القبلية (حاشد بكيل) ترفض رئاسة شخص من
ذروة القبيلتين، كما أن مشكلة الرئيس السلال العسكري والجيش المصري كانت حاضرة مخاوفها بقوة لدى القبيلة، غير أن النفوذ البعثي القبلي (بيت لحوم) المدفوع من الدولة العميقة بقوة استطاع إقناع حاشد أن الحاكم العسكري القادم لن يكون من الذؤابة العليا للقبيلتين، وإنما شخص عادي يتبع القبيلتين. كان شعار الارياني -رحمه الله- (رفض إراقة دم ديك في سبيل الكرسي)، لكنه لم يترك القبيلة تستمتع بشهر عسلها القادم، حيث قال للقبيلة: نحن متفقون نحكم سوياً أو نخرج سوياً، فوقع المشايخ محضراً على الخروج سويا!
خروج القبيلة هنا أزاح من طريق الرئيس القادم أكبر الصخرات.

الحمدي من المبادرة إلى الطموح
كان رئيس هيئة الأركان العامة – محمد عبدلله الارياني في أجازته السنوية، والرئيس الارياني قدم استقالته، فخرجت الدبابة بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان العقيد الحمدي ومعه عدد من الضباط الى جوار الجرش مجلس الشورى مطالباً القبيلة ومجلس الشورى بتسليم الحكم للجيش؟ لم تجد القبيلة أمامها إلا الرضوخ، كيف لا والارياني قد دبسها في المحضر؟!
- تسلم الجيش الحكم، وأصبح الجيش يمشى بالريموت الجديد!
شعرت القبيلة وأنها قد حكمت على نفسها بالإعدام، غير أن الدولة العميقة التوت تجاه القبيلة محرضة إياها ان تدق جرس الإنذار للرئيس الحمدي انه لابد أن يأخذ فترة أربع سنوات ثم يخضع للانتخابات من جهة مجلس الشورى (كلمة حق أريد بها باطل). هذه المناقشة بين القبيلة والرئيس الحمدي في المقايل حسب كلام الشيخ سنان أبو لحوم في مذكراته.
ينتهي الشيخ سنان إلى القول: إن الحمدي كان يرد قائلاً: "من سينتخبني"؟!
- سنان: مجلس الشورى
- الحمدي: يعني المشايخ؟!
- قلنا: إن الجهل المجتمعي كان من الأسباب البارزة – الأمية الحرفية الثقافية.
بدأ الحمدي بتعداد سكاني، وكان المؤشر التعليمي 20 %! أردفها بانتخابات مجالس محلية – هيئة التطوير- وكان قراراً ذكياً جداً، حيث استشعر المواطن أن الثورة جاءت اليوم وأن المواطن أصبح هو
صاحب القرار، فقدم الموطن الأموال لإصلاح الطرقات وبناء المدارس في أغلب المناطق، كما أن قرار الانتخابات المحلية كانت بمثابة مسبار (ترمومتر) اختبار لوعي الشعب؛ فقد تكشفت الانتخابات المحلية على رقم مفزع – تمثل في فوز ساحق للمشايخ وكان حظ المتعلمين من الفوز ثلاثة أشخاص على مستوى الجمهورية العربية اليمنية!
النتيجة: الحمدي يحل مجلس الشورى، ويعلق الدستور، بالمقابل مد يده الى سالم ربيع علي في خطوة نحو الوحدة، المواطن مرتاح، الأمن مستتب، عائدات الطفرة النقدية من المغتربين كانت خرافية، لكن الدولة العميقة (البعث آل لحوم) أقيلوا من مفاصل الدولة. الخارج قلق
من التقارب بين الشطرين. نازحو الجنوب أيضا قلقون. القبيلة تلاحمت. حتى أن شيخاً من تعز رد على مشايخ صنعاء "قلنا لكم: ارضوا بالإرياني وعمامته، قلتم لا: نريد عسكري معه دبابة"!
وإبرم الاتفاق ببيت أمين عام حزب البعث على تصفية الحمدي، ونجحت الدولة العميقة ذراع السلالية في فتح باب الدموية الانقلابية، سيكون عفاش الملكي على صلة بالدولة العميقة (قاتل الحمدي والغشمي)، ليدخل الوطن بعدها في حكم عائلي
ولكن على نار هادئة بفضل الذراع السلالية التي انتهت بعفاش إلى إحياء السلالية وتسليمها الدولة ومقدرات الأمن والوطن جيشاً وثروة مما تبقى فقد سرقها عفاش طيلة دورة فلكية كاملة.

لماذا سبتمبر؟! (الحلقة الثالثة)
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=647
نائب رئيس الجمهورية يؤكد على أهمية دور الإعلام في التوعية بمضامين أعياد الثورة
سبتمبر مجيد

#كتابات / فيصل علي

السلام على أمتنا اليمنية الواحدة، فبثورتها في 26 سبتمبر 1962 قد صنعت السلام، وهذه أهم ما يمز ثوراتها عن ثورات الأمم الأخرى، فأمة رصيدها الحضاري يتعدى ما سواها من الأمم لابد أن يكون سلوكها الثوري مختلفا، السلام على كل رجال اليمن الكبار اللذين يقفون اليوم خلف سواترهم في أشرف المهام الوطنية وهي مهمة استعادة الدولة. السلام على كل أبناء شعبنا في الداخل والخارج ممن يعانون ضياع الدولة جراء الانقلاب والحرب المفروضة على شعبنا.

كم كان رائعاً هذا العام ايقاد شعلة سبتمبر من جبال نهم العظيمة من جنودنا الاوفياء للجمهورية ولسبتمبر وفبراير. كانت شعلة تعز هي الأكبر لأنها تعز الثورة أولا، ولأنه شارع "جمال" شارع الحرية والثورة التي حماها ناصر في الستينات ودفعت مصر ثمن ذلك غاليا من أرواح شهداء العروبة العظماء.

ارتفعت نيران الشعلة من سبأ العظيمة من مارب أمنا وعاصمتنا الأولى وقبيلتنا الأولى ومحضن جمهوريتنا الثانية، قرى اليمن التي اوقدت الشعلة قالت للغزاة الجدد لا مكان لكم، فسبتمبر إرادة أمة وجمهورية شعب، ولا مكان للسلالة والخرافة والرجعية في اليمن الكبير.

للأسف لم توقد الشعلة في حضرموت لا في الوادي ولا في الصحراء لأن امرؤ القيس غائب والتجهيل مستمر بتاريخ حضرموت بن سبأ الأصغر وبتاريخ كندة، لكن هذا لن يستمر، العاصمة المؤقتة عدن أيضا غابت، لكن لا مشكلة فعدن يراد تغييبها وغيابها لن يطول.

فشلت مناهج التعليم في خلق روح الثورة في الأجيال على المستوى القومي، لكن روح سبتمبر ظلت نابضة عند الناس اللذين شهدوا فضلها، جماهير سبتمبر في أزال صنعاء أجبرت "الصيع" على الاحتفاء بسبتمبر مع أنهم احتفوا بنقيضها قبل أيام، كم هو عظيم شعبنا الذي أجبر من باعوا الجمهورية والثورة صالح وزبانيته وآل السلالة على أن يحتفلوا -ولو من باب اسقاط الواجب-لقد سقطوا عند صيحة البعث في هذه المناسبة في نفاقهم وحتى يحاولوا إخراج عصاباتهم من العزلة المفروضة عليهم شعبيا.

بعد أن تغلغلت الهاشمية السياسية في مفاصل الدولة والمؤسسات والأحزاب حاولت أن تقلل من قيمة ثورة 26 سبتمبر، لكن الشعب جدد البيعة لسبتمبر في 11 فبراير 2011 وأحيا ما أردوا له الموت، فما كان من النظام الانتهازي المصلحي المتشبع باحتقار الشعب واحتقار ثورته المندلعة إلا استدعاء أسوأ ما لديه من خطط مثل أجهزة الإرهاب التابعة له واستعدى النفس المناطقي والطائفي مكونا بما سبق ثلاثة سياجات لحمايته، وعندما فشل في هز ثقة الجماهير بثورة فبراير اسقط مؤسسات الدولة في يد الهاشمية السياسة علنا، وتخلص من هم التستر على نموها في جيشه وبين صفوفه.

تأتي هذه المناسبة اليوم والعاصمة لا تزال بيد أعداء النظام الجمهوري وأعداء الثورة اليمنية الخالدة، لكن الحكم أولا وأخيرا بين السلطة والناس لابد أن يحكم بثلاث عوامل; هوية جامعة، وعقد اجتماعي، ومرجعية حضارية ثقافية واحدة، وجميع هذه العوامل مفقودة عند سلطة الانقلاب المفروضة على صنعاء، والعداء واضح بين الشعب والميليشيات وهذا هو أهم ما يهدد بقاء الانقلاب.

ومن لا يستمد بقائه من النظام الجمهوري ومن ثورة 26 سبتمبر لن يستطيع مواصلة السير وسيصل إلى نقطة افتراق، لم تستطع مليشيات الانقلاب بشقيها العافشي والحوثي أن تخلق حبا واندفاعا حقيقيا في قلوب الناس للانقلاب المشؤوم، لقد عزلتهم ثورة 26سبتمبر عن الشعب اليوم بعد مضي 55 عاما على اندلاعها، ولو أن الشرعية أطلقت الجيش نحو صنعاء لأنهى أمرهم، لكن الحسابات السياسية مازالت غير مدركة أن ثورات اليمن سبتمبر واكتوبر وفبراير ليست موجهة ضد أحد، وغير قابلة للتصدير، لأنها ببساطة تملك أسبابا موضوعية لقيامها، ولم تكن مخططات خارجية ولا عصبوية ولا يقف خلفها سوى الفلاحين والطلاب والعمال والجنود والمدرسين... بحثاً عن الاستقرار والسلام لا غير.
صور لمليونية عيد ثورة 26 سبتمبر التي اقيمت في شارع جمال وسط مدينة #تعز
بحضور نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء .. لاول مرة تشهد تعز مثل هذه الحشود من الاحرار الذي توافدوا من كل المديريات ليحتفلوا في عيد ثورتهم المجيده ويرسلوا رساله للانقلابيين ان تعز حرة جمهورية لن تستسلم او تركع او تذل للانقلابيين وستقف في وجه مشروعهم الانقلابي الكهنوتي السلالي