الإصلاح نت
1.29K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.9K links
Download Telegram
أحزاب تعز تدين جريمة اغتيال موظف بالغذاء العالمي وتعتبره استهدافاً لتعز وموقفها ومظاهر الدولة

الإصلاح نت - تعز
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10430
أدانت فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بأشد عبارات الإدانةـ جريمة الاغتيال الجبانة التي استهدفت حياة الراحل "مؤيد حميدي" مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في تعز أثناء تواجده لتناول وجبة الغداء في إحدى مطاعم مدينة التربة، واصابة عدد من المواطنين.
وأكدت أحزاب تعز، في بيان، اليوم الجمعة، بأن الرصاصات التي استهدفت الراحل إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار، كما أنها تستهدف الموقف الإيجابي للمنظمات تجاه تعز ومكاسبها التي حققتها بتضحيات جسيمة في مجال استتباب الأمن وترسيخ مظاهر الدولة واحترام حقوق الإنسان.
وأشارت إلى تزامن هذا الحادث الجبان مع اختيار محافظة تعز كنموذج لتطبيق مشروع الانتقال للمشاريع المستدامة من قبل المنظمات الدولية.
وعبرت عن بالغ أسفها وتعازيها لأسرة الراحل "مؤيد حميدي" ولزملائه في برنامج الغذاء العالمي وكل المنظمات والهيئات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني.
وثمنت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بتقدير بالغ جهود المنظمات الإنسانية، وفي طليعتها برنامج الغذاء العالمي لتخفيف معاناة المدنيين في اليمن، وفي تعز المحاصرة بوجه خاص.
وأعربت عن تقديرها لجميع المخاطر والظروف الصعبة والتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه المنظمات والهيئات لمساعدة المدنيين وضحايا الصراعات والحروب.
ودعت أحزاب تعز، السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إلى سرعة التحرك لكشف ملابسات الجريمة، والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، وعمل كل ما من شأنه محاصرة الجريمة وحماية آمن المواطن والقادمين إلى تعز عبر خطة أمنية متكاملة ومستمرة لحماية الشخصيات والمنظمات الدولية ومنع ومحاصرة حدوث الجرائم المقلقة للسكينة والأمن العام.
وعبرت عن أملها في ألا تؤثر هذه الحادثة الأليمة على برنامج الغذاء العالمي، ومعه كل المنظمات الفاعلة للاستمرار في عملها الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز، وتفويت الفرصة على المتربصين بتعز وأبنائها المظلومين من إضاعة أبسط حقوقهم في الحصول على أدنى مستويات العيش الكريم وفقدان فرصهم في تلقي المساعدة اللازمة، مشيرة إلى ظروف قاسية وحرب قاهرة وتجويع واستهداف تعددت أقطابه والمستفيدين منه وفي المقدمة مليشيات الحوثي التي تضرب حصارها على تعز.
وأكدت الأحزاب أن تعز ستمضي بكل أبنائها المخلصين في مشروعها المدني السلمي وستنتصر لقيم العدالة وترسيخ مؤسسات الدولة، وستفشل كل المؤامرات الرخيصة التي تحاك ضد هذه المحافظة المدنية المتشبثة بقيم المدنية والسلام.

نص البيان:
تدين فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بأشد عبارات الادانة جريمة الإغتيال الجبانة التي استهدفت حياة الراحل "مؤيد حميدي" مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في تعز أثناء تواجده لتناول وجبة الغداء في إحدى مطاعم مدينة التربة بالاضافة الى اصابة عدد من المواطنين.
وإذ تعبر فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز عن بالغ أسفها وتعازيها لأسرة الراحل "مؤيد حميدي" ولزملائه في برنامج الغذاء العالمي وكل المنظمات والهيئات الدولية والمحلية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، فإنها تؤكد بأن الرصاصات التي استهدفت الراحل إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار كما أنها تستهدف الموقف الإيجابي للمنظمات تجاه تعز ومكاسبها التي حققتها بتضحيات جسيمة في مجال استتباب الأمن وترسيخ مظاهر الدولة واحترام حقوق الإنسان، حيث يتزامن هذا الحادث الجبان مع اختيار محافظة تعز كنموذج لتطبيق مشروع الانتقال للمشاريع المستدامة من قبل المنظمات الدولية.
وإذ تثمن فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز بتقدير بالغ جهود المنظمات الإنسانية وفي طليعتها برنامج الغذاء العالمي لتخفيف معاناة المدنيين في اليمن، وفي تعز المحاصرة بوجه خاص، فإنها تعبر عن تقديرها لجميع المخاطر والظروف الصعبة والتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه المنظمات والهيئات لمساعدة المدنيين وضحايا الصراعات والحروب.
وأمام هذا الحدث المؤسف تدعو فروع الاحزاب والتنظيمات السياسية بتعز السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إلى سرعة التحرك لكشف ملابسات الجريمة والقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وعمل كل ما من شأنه محاصرة الجريمة وحماية آمن المواطن والقادمين إلى تعز عبر خطة أمنية متكاملة ومستمرة لحماية الشخصيات والمنظمات الدولية ومنع ومحاصرة حدوث الجرائم المقلقة للسكينة والأمن العام.
كما تأمل فروع الاحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز أن لا تؤثر هذه الحادثة الأليمة على برنامج الغذاء العالمي ومعه كل المنظمات الفاعلة للإستمرار في عملها الإنساني النبيل والبناء لخدمة المواطنين ومساعدتهم في تعز، وتفويت الفرصة على المتربصين بتعز وأبنائها المظلومين من إضاعة أبسط حقوقهم في الحصول على أدنى مستويات العيش الكريم وفقدان فرصهم في تلقي المساعدة اللازمة في ظل ظروف قاسية وحرب قاهرة وتجويع واستهداف تعددت أقطابه والمستفيدين منه وفي المقدمة مليشيات الحوثي التي تضرب حصارها على تعز.

وتؤكد أن تعز ستمضي بكل أبنائها المخلصين في مشروعها المدني السلمي وستنتصر لقيم العدالة وترسيخ مؤسسات الدولة وستفشل كل المؤامرات الرخيصة التي تحاك ضد هذه المحافظة المدنية المتشبثة بقيم المدنية والسلام .
الرحمة والخلود للشهيد ، والشفاء للجرحى، والنصر ليمن آمن ومستقر.
صادر عن فروع الاحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز
الجمعة 21 يوليو 2023 م
مساحة وعي.. ميلاد الحضارة واستعادتها..
فلسفة استعادة الحضارة(الحلقة 2 - 2)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10431
أولا، فلسفة استعادة الحضارة.. كيف؟ ولماذا؟

استعادة المسلمين للحضارة يجب أن تنطلق من رؤية فلسفية، ذلك أن الثقافة العربية الإسلامية قد رزحت تحت نير الجمود والانغلاق، فدخلت في نوم عميق طلية ثلاثة قرون متوالية، وصاحب ذلك النوم تراكمات من الصراعات الداخلية المختلفة.

أفاقت الأمة العربية والإسلامية على اتفاقية سايكس بيكو - تقسيم تركة الدولة العثمانية بين دول أوروبا، وصاحب ذلك التمزيق الإجرامي اختراق ثقافي - مزيج متشابك مشحون بمضامين الصراعات الاجتماعية الأوروبية الغربية والشرقية والسوفيتية، محملة بمضامين أيديولوجية مرتكزها ومصدرها الرئيسي الفلسفة المادية، وتجلت سلوكياتها في مظاهر - عَداء وتمرد، إلى مقاطعة الماضي بلا استثناء.

باختصار شديد، لقد خضعت النخبة العربية والإسلامية للانقسام الحاد بين سلفيتين - السلفية الأولى التشبث بماضي الثقافة الإسلامية ولكن ليست ثقافة الرعيل الإسلامي الأول، وإنما سلفية ثقافة الانغلاق والجمود ما بعد القرن العاشر الهجري.. السلفية الثانية سلفية الليبرالية والماركسية والعلمانية، فتشبثت النخبة المحافظة بما لديها دون استثناء خشية على الذات من الذوبان أمام دعوة النخبة المتغربنة، فاحتدم الصراع بين نخبتي التقليد، وانتهى القرن العشرون وعقدان من القرن الـ21 والفريقان يركضان في دروب أفضت بهما إلى اللاشيء.

من جهة ثانية انقسمت النخبة المحافظة إلى فرق مختلفة، والعجيب الغريب أنها رغم اختلافها، فإنها تنطلق من ثقافة سننية منكوسة بسبب صراعات القرون الغابرة خلاصتها التنكر للسنن الإلهية في الحياة والنفس والاجتماع، بل وصل الحد إلى إطلاق تهمة الشرك والعلمنة تجاه من دعا إلى الثقافة السننية ولو كان منطلقه القرآن ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم.. هذا الموقف الجامد المنغلق إسلاميا اتكأت عليه نخبة التغريب ولا زالت المعركة مستعرة حتى اللحظة.

ثانيا، الرؤية الفلسفية:

وانطلاقا مما سبق فقد اتفق رجال الفكر الحضاري الإسلامي - مالك بن نبي رحمه الله، ود. عبد المجيد النجار، ود. محمد الطلابي، ود. رشدي فكار رحمه الله، ود. علي شريعتي رحمه الله، وغيرهم.. اتفقوا على قول واحد مفاده: إذا أرادت أمة الإسلام استعادة الحضارة يجب عليها أن تنطلق من رؤية فلسفية تجاه الإنسان، والكون، والحياة، على أن يكون منطلق فلسفتها من المنابع الأولى لثقافتها الإسلامية - كتاب الله، ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم - سنته الصحيحة.

ثالثا، التوحيد الغائي والتوحيد السنني:

اتفق رجال الفكر الحضاري الإسلامي على أن استعادة الحضارة الإسلامية يجب -ضرورة- أن تستند -ضرورة- إلى أسس ومنطلقات ومفاهيم وأهداف واضحة، منها:

- إعادة بناء الثقافة الإسلامية انطلاقا بناءً يجعلها قادرة على مواجهة الاختراق الثقافي المادي الغربي والتغلب عليه، وهنا تكون الثقافة قد رفضت القابلية للاستعمار (والاستحمار، حسب علي شريعتي).

- ضرورة التجديد الثقافي المستند إلى مصادرنا الثقافية المعصومة (الأولى) كتاب الله والسنة.. ومن دون التجديد فلا نجاح في مواجهة الاختراق الثقافي، وإنما نحن نخادع أنفسنا، وفوق ذلك نلصق التهمة بمصادرنا المعصومة المقدسة.

- حسب المفكر د. عبد المجيد النجار، أن نجاح التجديد الثقافي الآنف مرهون بنوعين من التوحيد: النوع الأول، التوحيد الغائي، والمقصود هنا المقصد الأول من الخلق: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".

النوع الثاني، التوحيد السنني.. المقصود هنا التوحيد السببي - الأخذ بالأسباب، ذلك أن التوحيد الغائي وإن كان يمارس تدينا في الوسط الإسلامي لكنه منفصل عن التوحيد السنني - التعاطي مع الأسباب جراء تراكمات صراعات القرون الغابرة والتي فرضت على المسلمين مئات العقائد كإجابات على أسئلة تاريخية لم يعد لها وجود اليوم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تلك الصراعات دفنت عقيدة التعاطي مع التوحيد السنني السببي.. وعليه، فاستعادة الحضارة تقتضي ضرورة اعتقاد التعاطي مع التوحيد السبي كاعتقاد التوحيد الغائي، فكلا العقيدتين أمران صادران عن الله، وأي تفريق بين نوعي التوحيد هو مخالف لهدي القرآن ومقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم التي قررتها السيرة العطرة - سنته العملية المبينة للقرآن.

يؤكد رواد الفكر الحضاري الإسلامي أن انهيار الحضارة الإسلامية جاء من الانفصال بين التوحيد الغائي والتوحيد السنني - التعاطي مع الأسباب من منظور عقدي دونما تفريق أو انفصال، فالانفصال قد أصاب الحضارة الإسلامية في مقتل.
رابعا، توجيه الثقافة والعلم ورأس المال:

المقصود أمران من توجيه الثقافة: الأول، الوصل بين القيم الكونية والخلقية وبين ركني الإيمان بالله واليوم الآخر.

الثاني، ربط الثقافة بمقاصد القيم الكونية ومقاصد القيم الخلقية، ذلك أن القيم الكونية والقيم الخلقية لها مقاصدها المتصلة اتصالا وثيقا بالتوحيد من جهة، ومتصلة بتعليم الحكمة: "ويعلمهم الكتاب والحكمة".. وما لم يتم وصل القيم بالتوحيد وربطها بحكمتها، فإن القيم ستصبح حركات آلية لا روح لها، ويصبح فعلها عديم الجدوى، فتهتز مكانتها عقديا ووجدانيا وسلوكيا، فضلا عن اختراقها من الثقافة الغازية المتسلطة بوسائلها وأساليبها المختلفة.

فالقيم والأخلاق والثقافة تأتي من تعليم، والتعليم يجب أن يكون موجها نحو الأهداف البانية للأمة توجيها واضحا يحمل مزيجا ثقافيا يغرس ويرسخ في وجدان المجتمع ثقافة روحها العقيدة، ذلك أن الإنسان عموما يتحرك بقوة تجاه ما يعتقد ويتحرك المسلم، خصوصا لأن وجدانه وضميره متشبع بمرضاة الله.. ومن دون توجيه الثقافة والعلم فلن ينجح توجيه رأس المال نحو البناء.

كما أن توجيه الثقافة والعلم على النحو الآنف يثمر فوائد ثقافية هامة، منها: ترسيخ ثقافة الواجب قبل الحق، ورفض ثقافة الاستهلاك، ورفض التكديس، فالتكديس -على سبيل المثال- أكوام من اللباس والأثاث ومتابعة الماركات... إلخ.

خامسا، فاعلية الثقافة في المجتمع:

يرى مالك بن نبي وشريعتي، رحمهما الله، ود. النجار، أن أقوى سنن الفاعلية الثقافية في المجتمع تأتي من مفهوم خلقي اجتماعي واحد هو خلق الإخاء، مؤكدين أن قيمة الإخاء سنة خلقية عقدية أمر بها القرآن في أسلوب خبري، أي أن قيمة خلق الإخاء سنة كونية اجتماعية وأمر قرآني مفروغ منه ولا جدال حوله: "إنما المؤمنون إخوة".. لذلك نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد قام بتطبيق هذه السنة الحاكمة للاجتماع عمليا في سيرته العطرة، فأصبحت تشريعا اجتماعيا راسخ الأركان، مؤكدين بالحرف والفحوى أن لكل مجتمع ثقافته وقيمه والأخلاق هي سمة يمتاز بها الاجتماع الإسلامي، وأضافوا أنه ينضوي تحت خلق الإخاء عدد من القيم المعززة لبناء المجتمع وهي: التعارف، والتكافل، والحب، والتعاون، الأمانة - سيادة الثقة بين أفراد المجتمع.

سادسا، الثمرة الأكبر:

عرفنا في الحلقة الأولى أن النظرية الحضارية عند مالك بن نبي تتمثل في ثلاثة مفاهيم هي: الإنسان، والتراب، والوقت.

وقلنا إنه أضاف الثقافة في كتاباته الأخرى، وقد أشرنا بإيجاز أعلاه إلى مفهوم الثقافة، غير أن مفهوم الثقافة لا زال بحاجة إلى الإضافة النوعية الهامة التالية: بما أن الثقافة الموجهة تعني العناية ببناء المجتمع، فإنها أيضا تمثل الخيط المتين الناظم للوجدان المجتمعي تجاه خدمة ومصلحة المجتمع، كما أنها ترتقي بمفهوم النظرية الحضارية من مرتبة الإنسان والتراب والوقت إلى مرتبة الأفكار أولا، والأشخاص ثانيا، والأشياء ثالثا، وهذا الارتقاء الترتيبي يكتنز فيها مفاهيم ثقافية كبرى وهي: العيش للأفكار والمبادئ والانتماء لها أولا، يليها التضامن الأخوي بين الأشخاص بقدر دورانهم وانتمائهم للأفكار، ويأتي ترتيب الأشياء - الوسائل في المرتبة الثالثة، وبفضل الثقافة الموجهة والناظمة تكون الأفكار هي الجهاز الناظم والموجه للأمة، وتنخرط الأمة في فاعلية تطبيق الأفكار والمبادئ، وهنا تتفجر المواهب وتنطلق العقول على قدم المساواة نحو ابتكار الوسائل - التكنولوجيا من موقع المحاكاة والإبداع - بصمة حضارية متميزة لا تعرف التقليد الكسيح، وصولا إلى الثمرة: الدالة الحضارية الكبرى، المتمثلة في "شبك العلاقات الاجتماعية" متانة النسيج المجتمعي، والتي تقود إلى سنة الشورى التي بدورها تختار السلطة التنفيذية من جهة وتظل تحت رقابة المجتمع من جهة ثانية، وهنا تتحقق الشخصية الاعتبارية للأمة، حيث تصبح ذات هيبة أمام السلطات الداخلية ومحل تقدير العالم الخارجي.

كما أن الثقافة الموجهة ينبثق منها خلق الصبر وتحمل التقشف - نموذج اليابان وألمانيا بعد الحرب التدميرية - العالمية الثانية، وكذلك الصين تقشفت كثيرا انطلاقا من رؤية ثقافية موجهة.

سابعا، نزوع يتطلع إلى استقلالية الأمة:

المقصود هنا طموح عقدي، فكري، ثقافي، سياسي، يتطلع نحو استقلال الأمة - القيام على ساقها، والسعي الحثيث غير المستفز إلى امتلاك قرار أمنها الحضاري، ابتداء من امتلاك أولوياتها الفكرية المدروسة المتدرجة، وصولا إلى امتلاك ناصية استقلالها وطنيا وإنسانيا وسياسيا واقتصاديا وحضاريا.

وليس أخيرا، يؤكد فلاسفة الحضارة - مسلمون، وغربيون، أن أي حضارة مهما بلغت في المجال المادي من دون أخلاق فلا قيمة لها، دمرت الإنسان بصورة أو بأخرى، وإن ادعت أنها خدمت الإنسان فهي أشبه بخدمة حيوان الحظيرة وربما أكثر سقوطا: "إن هم إلا كالأنعام بل هم أظل"..
ينتهي رواد الفكر الحضاري الإسلامي إلى القول بأن نجاح المسلمين في إقامة الحضارة الأخلاقية يجب عليهم - ضرورة عقدية الوصول إلى غاية أهم وهي الإسهام في إنقاذ إنسانية الإنسان أخلاقيا وقيميا من جحيم الحضارة المادية التي دمرت الإنسان وصولا إلى إجباره على الشذوذ، وكفى بهذا انحطاطا.

إذن، فالإسلام هو الأخلاق، والأخلاق هي الحضارة، وأي حضارة مادية من دون أخلاق فهي تدمير لأنها فاقدة أخلاق العلم.

تلكم هي باختصار شديد خلاصة فلسفة استعادة الحضارة.. نلتقي بعونه سبحانه مع حدث الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
أمين عام الإصلاح يهنئ قيادة وشعب مصر بذكرى ثورة ٢٣ يوليو

الإصلاح نت - خاص

بعث الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، برقية تهنئة، إلى سعادة سفير جمهورية مصر العربية لدى بلادنا، أحمد فاروق، بمناسبة الذكرى الواحد والسبعين لثورة 23 يوليو.
وعبر الأمين العام عن خالص تهانيه للقيادة السياسية في مصر ممثلة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وشعب مصر الشقيق، بهذه المناسبة.
وأشار إلى أن ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ مثلت تحولا كبيراً ليس لمصر وحدها بل للأمة العربية.
وجدد الآنسي التعبير عن الاعتزاز بأواصر الإخاء ومتانة الروابط التاريخية، بين البلدين والشعبين الشقيقين، لافتاً إلى أنها تزداد رسوخاً بمواقف مصر وقيادتها وشعبها تجاه اليمن وشعبها في مختلف الظروف.
وثمن أمين عام الإصلاح عالياً موقف مصر قيادة وشعباً، الداعم لليمن وحكومته وشعبه وشرعيته وجهود استعادة الدولة والأمن والاستقرار.
وأشاد الآنسي بجهود مصر في حماية الأمن القومي العربية، مشيرا إلى أنها كانت ومازالت فاعلة في التحالف العربي لدعم الشرعية واستعادة الدولة في اليمن.
وأعرب عن تقدير الإصلاح الكبير لمواقف مصر تجاه أبناء الشعب اليمني على أراضيها، وما يحظون به من رعاية وتسهيلات، موضحاً أن هذه غريبة على مصر التي أيدت وساندت وضحت مع شعبنا اليمني وثورته المجيدة 26 سبتمبر 1962 وجمهوريته، للخلاص من عهود الإمامة والكهنوت والعنصرية والرجعية، مؤكداً أن هذه المواقف الراسخة في الوجدان اليمني.
وتمنى الأمين العام لسعادة السفير المصري، موفور الصحة والسعادة، ولمصر وشعبها التقدم والازدهار.

نص التهنئة:
سعادة السفير/ أحمد فاروق
سفير جمهورية مصر العربية لدى بلادنا الأكرم

يطيب لنا أن نبعث إليكم ومن خلالكم إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وشعب مصر الشقيق، بأسمى التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الواحد والسبعين لثورة 23 يوليو، التي مثلت تحولا كبيراً ليس لمصر وحدها بل للأمة العربية.
وفي هذه المناسبة العزيزة نجدد التعبير عن الاعتزاز بأواصر الإخاء ومتانة الروابط التاريخية، بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تزداد رسوخاً بمواقف بلدكم وقيادتكم وشعبكم تجاه اليمن وشعبها في مختلف الظروف.
وفي هذا الصدد نثمن عالياً موقف مصر قيادة وشعباً، الداعم لليمن وحكومته وشعبه وشرعيته وجهود استعادة الدولة والأمن والاستقرار، كما نشيد بجهود مصر في حماية الأمن القومي العربية، كما ان مشاركة مصر كانت ومازالت فاعلة في التحالف العربي لدعم الشرعية واستعادة الدولة في اليمن.
كما نعرب عن تقديرنا الكبير لمواقف مصر تجاه أبناء شعبنا اليمني على أراضيها، وما يحظون به من رعاية وتسهيلات، فليست هذه غريبة على مصر التي أيدت وساندت وضحت مع شعبنا اليمني وثورته المجيدة 26 سبتمبر 1962 وجمهوريته، للخلاص من عهود الإمامة والكهنوت والعنصرية والرجعية، وهي المواقف الراسخة في الوجدان اليمني.
تهانينا لكم وللقيادة السياسية وشعب مصر العظيم، متمنين لكم موفور الصحة والسعادة، ولمصر وشعبها التقدم والازدهار.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير،،

عبدالوهـاب احمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح

السبت 22 يوليو 2022
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10432
دائرة طلاب الإصلاح بحجة تقيم اللقاء السنوي الثاني «الشباب حماة الوطن والهوية»

الاصلاح نت - حجة

دشنت دائرة الطلاب للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة اليوم فعاليات الملتقى الطلابي الثاني، لطلاب الثانوية والجامعة، تحت شعار "الشباب حماة الوطن والهوية".
ويهدف الملتقى الذي يقام خلال الفترة 23 -26 يوليو الجاري، بمشاركة 250طالبا، إلى تعزيز الهوية الوطنية وأهمية الذود عنها وحمايتها من الثقافات الدخيلة، والتعريف بالتضحيات التي قدمها المناضلون على طريق ترسيخ القيم الوطنية والدينية الوسطية المناهضة للطائفية والعنصرية وكافة اشكال العصبية المقيتة..
وخلال التدشين القى القائم بأعمال رئيس دائرة التعليم بإصلاح المحافظة، محمد عبدالله ردوه، كلمة أكد فيها أهمية المخيم في تنمية مواهب الشباب وتنمية قدراتهم المختلفة، داعيا المشاركين إلى اغتنام الفرصة والاستفادة من فعاليات الملتقى الثقافية والرياضية والإبداعية.
وقال ردوه "أيها الأبناء، واقعنا المتردي يحتاج إلى التحدي، وأنتم أهل لأن تتحدوا من تحداكم، لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، والواقع المر سيمر، والوضع الممقوت سيفوت".
وأضاف القائم بأعمال رئيس دائرة التعليم بإصلاح حجة، بأن مشروع مليشيا الحوثي الارهابية إلى زوال، ودويلة البغي إلى ارتحال، وحكومة الانقلاب ستصبح ماضياً.
وخاطب ردوه المشاركين قائلا: "الأوطان لا يبنيها الفوضويون، والبلدان لا يحرسها العشوائيون، والأقطار لا يحميها المتفلتون، ولا يقوم على حراسة سور الكرامة المهازيل، ولا يضحي من أجل القيم الضعفاء، ولا يسهر على سلامة البلد الجبناء".
هذا وقد تخلل الفعالية التي حضرها نائب رئيس الدائرة الاجتماعية احمد الشامي، وعدد من القيادات الشبابية، فقرات فنية وثقافية بمشاركة الشاعر ابو الزبير الحجوري.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10434
قناة اليمن اليوم وبعض مواقع افتقدت المصداقية والمهنية..
رئيس إعلامية الإصلاح بتعز يستهجن حملة التلفيقات التي أعقبت نجاح الأمن في ضبط قتلة موظف أممي

الإصلاح نت – متابعة خاص

استهجن رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز، أحمد عثمان، حملة من التلفيقات واختراع القصص التحريضية وكيل التهم، التي أعقبت نجاح الأجهزة الأمنية في القبض على قتلة رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، مؤيد حميدي، الذي اغتالته أيادي الإجرام، في مدينة التربة، الجمعة الماضية.
واستغرب عثمان، في منشور له على فيسبوك، أسلوب قناة اليمن اليوم وبعض المواقع الإخبارية، في تناول الحادثة وتداعياتها، بصورة تفتقر للمصداقية والمهنية.
وقال عثمان: "يبدوا ان الأخوة القائمين على قناة اليمن اليوم وبعض مواقع الأخبار، انزعجوا من نجاح الاجهزة الأمنية في تعز في القبض على الجناة بحادثة التربة وبهذه السرعة أكثر من انزعاجهم من الجريمة ذاتها".
وأشار رئيس إعلامية الإصلاح بتعز، إلى أن قناة اليمن اليوم ومواقع إخبارية، ذهبوا وبصورة غير مبررة وغير مفهومة لصناعة حملة من التلفيقات، واختراع القصص التحريضية وكيل التهم التي لا اساس لها في الواقع، وبصورة تفتقر إلى المصداقية والحد الادنى من المهنية.
وأضاف: "وكأن وحدة كلمة الاحزاب وكبار رجال الدولة وغالبية الكتاب وصناع الرأي في مواجهة هذه الجريمة الخطيرة ومحاصرتها لم تروق لهم".
وأكد أن ما حدث أمر مؤسف، خاصة في مثل هذه الحوادث التي يفترض ان تدار بمهنية عالية، بعيدا عن غبار الماضي وادخنة المكايدات الصغيرة، وسموم تصفية الحسابات الخاصة على حساب الحقيقة ومصلحة البلاد.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10435
النازحون في اليمن.. من أزيز الحرب وبطش الحوثي إلى براثن الجوع والمأساة(1-2)

#الإصلاح_نت-خاص

أدت الحرب التي تشهدها اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية على الدولة في سبتمبر 2014 إلى نزوح أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون يمني، احتلت محافظة مأرب الأولى على مستوى اليمن في احتضانها للنازحين الفارين من بطش المليشيا المتمردة، حيث قدر عددهم بأكثر من 2 مليون نازح..


https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10436
الهجرة النبوية.. صناعة أمة من العيار الثقيل (قراءة سننية)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10437
تقارير:

1- السيرة العطرة حياة كاملة لكنها ملفوفة بثياب الموتى.. وحقائق حضارية لكنها ملفوفة بثياب الأساطير. (الشيخ المفكر الفقيه محمد الغزالي، رحمه الله).

2- "إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا".. إذن، الهجرة النبوية تكوين هوية أمة الإسلام انطلاقا من القول الثقيل إلى بناء إنسان من العيار الثقيل وصولا إلى صناعة أمة من العيار الثقيل.

3- كافحت أوروبا ما يزيد على ثلاثمئة سنة، ثم خرجت بإعلان حقوق الإنسان الذي رافق قيام الثورة الفرنسية وقيل عنه يومها إنه ميثاق رسالة عالمية.

لكنه جاء ناقصا من مبدأين اثنين هما الحرية وحقوق المرأة، وبعد ثلاث سنوات خرجت المرأة تدعو إلى حقوق المرأة، فلاقت الدعوة استجابة، ولكن عام 1978م، بعد مرور 187 عاما تقريبا، مفادها أنه يحق للمرأة أن تكون ناخبة.

4- الرسول صلى الله عليه وسلم خلال 23 عاما صنع أمة نموذجية فيها ثمانية آلاف صحابي، بينهم ألف امرأة. وهذا الرقم هو المقصود بالقول صناعة أمة من العيار الثقيل.

5- الصناعة النبوية للأمة لم تقم على معجزات وإنما وفق السنن الإلهية التي زخرت بها آيات القرآن.

يتضمن موضوعنا ستة محاور هي:

أولا، ضبط المفاهيم.
ثانيا، معالم البناء الثقيل للفرد.
ثالثا، معالم الصناعة الثقيلة للأمة.
رابعا، معالم شبكة الشروط الحضارية - سنن إلهية.
خامسا، معالم مخرجات الصناعة الثقيلة.
سادسا، أبرز الدروس المستفادة.

أولا، ضبط المفاهيم:

المقصود بالقول الثقيل هو القرآن المجيد الهادي إلى طريق الرشاد، قال تعالى: "إنا سمعنا قرآنا عجبا • يهدي إلى الرشد".. وقال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".. وقال تعالى: "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم".. وقال تعالى: "والذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين".. باختصار، القرآن زاخر بالنصوص الدالة على القول الثقيل - عقيدة، وقيما وتزكية خلقية - تربية وتشريعا إنسانيا، وحضاريا.. فماذا عن البناء الثقيل للفرد؟ يمكننا الاكتفاء بالغاية الوظيفية التي حددها القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".

لقد تكررت النصوص القرآنية الدالة على وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن.

والمقصود بالتلاوة هو أن يتشبع الفرد المسلم وجدانيا وعقليا ولسانا ليس بترديد نصوص القرآن فحسب وإنما هي تلاوة يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم مترسلا هدف بناء المفاهيم من جهة وصياغة الشخصية المنشودة وفقا لتلك المفاهيم التي يتم استفادتها من تراكيب عبارات القرآن المركبة، ذلك أن القصص القرآني كان في العهد المكي بنسبة 98%، فإذا اقتربنا قليلا نحو المفاهيم القرآنية الواردة في فلسفة أمثال القرآن المجيد سنجد أنها "قارّة" بكل معنى الكلمة.. قال تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون".

وحسب د. محمد جابر فياض العلواني الذي أخرج لنا كتابا ضخما حول الأمثال في القرآن.. لقد طالت مقدمة الكتاب وانتهى إلى الاعتراف بالعجز إزاء عمق فلسفة أمثال القرآن، ذلك أنها تكتنز فيها قصصا وتجارب وسنن وأهدافا ثقافية وتربوية ولها عظيم الأثر في بناء شخصية الفرد والمجموع.

باختصار، وظيفة التلاوة النبوية طيلة 84 سورة في العهد المكي كانت تثبيتا لفؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم: "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وذكرى للمؤمنين".

وبما أنها تثبيت لفؤاد الرسول، فهي ذكرى للمؤمنين كي يثبتوا على المبادئ، وقد ثبتوا رضي الله عنهم، فأول شهيدة كانت سمية وزوجها بعد ثبات أسطوري أصاب المشركين بإحباط قاتل، ثم ماذا عن وظيفة التزكية؟ نستطيع القول إن التزكية امتزجت فيها بقيّة الوظائف - تعليم الكتاب، وتعليم الحكمة، فالتزكية هي غرس القيم الخلقية - الضمير القلبي، المستحضر لأبعاد ومقاصد التزكية، الضابط للسلوك العملي وثماره وآثاره في النفس والاجتماع، وتدخل القيم الكونية ومقاصدها وحكمتها في إطار التزكية دخولا أوليا والمتمثلة في كرامة الإنسان وحريته وإرادته واختياره و مبدأ العدل والمساواة والتعارف والأخوة والتكافل... إلخ.

أما الهدف من وظيفة النبوة في التعليم فيتمثل في البناء الفكري كالتعاطي مع السنن الكونية في النفس والاجتماع وكيفية اجتراح وسائل بناء الفرد في كل اتجاه، وهكذا استمرت التربية النبوية للصحابة في مكة وفق معايير البناء الثقيل..
وفي نظري يتركز ثقل البناء في بلورة وترسيخ حكمة التشريع ومقاصده الكلية بوضوح تام بما في ذلك الأهداف المرحلية ووسائلها، ومن هنا نعرف سر الثبات والتضحية في العهد المكي لأن الصحابة تجلت أمامهم الحكمة الشاملة بدءًا من المقاصد العليا لخلق الإنسان - عبادة وعمارة وكرامة وتزكية بفضل التربية النبوية التي تشربها الصحابة فأصبحت ثقافة - سلوكا راسخا في النفوس يحدوه تطلع ونزوع فكري ونفسي إلى التطبيق العملي من خلال الظرف المواتي زماننا ومكانا.

الجدير ذكره أن التاريخ لم يسجل حالة ردة من مسلمي مكة، بل إن مكاسب الدعوة لم يعترِها أي نقص. وحسب د. طيب برغوث فإن أصعب السنوات المكية على الصحابة هما سنة 6 و7 للبعثة، حيث لا كسب إلى صف الدعوة من داخل مكة لكن حصل الكسب خارج مكة.

وفي سنة 11 للبعثة نزلت سورة يوسف، حيث لم تقتصر السورة على بعث الأمل وتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة فقط، وإنما تضمنت منهجا فكريا، قال تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني".. البصيرة، يكتنز فيها رؤية متسقة متكاملة عقديا وقيميا وسننيا وتزكية وتربية وأبعاد المنهج المعرفي والتطلع إلى إعمال وتفعيل الوسائل والتفكير بالظروف المواتية زمانا ومكانا، وهذا موضوع المحور التالي.

ثالثا، معالم الصناعة الثقيلة للأمة في العهد المدني:

حضور الحكمة المقاصدية في كلا العهدين، فإذا كان الصحابة في العهد المكي قد واجهتهم صور شتى من العنت - حقد أهل الضلال والشرك وفوضوية الطاغوت وغواية وعنجهية التسلط الطاغوتي، فها هم الصحابة يلاقوا ابتلاء من نوع آخر يتفق والعهد المدني الجديد الذي اتسمت معالمه بروح الأمن والاستقلال النسبي، فقد كان النفاق أسوأ صور العنت، الأمر الذي يحتاج إلى علم وحكمة جديدة تعين على الثبات والتوازن والمضي صوب الأهداف.

صحيح أن النفاق يمثل أقلّية، لكنه كان أشبه بالفئران داخل مكونات جدار البناء المجتمعي، سيما والمجتمع الإسلامي لا زال حديث التجربة والتكوين، ولا شك أن الانتقال بالبناء الفردي إلى مسار صناعة أمة من العيار الثقيل شاق على الذهنية والسلوك، ذلك أن الصحابة في مكة ثبتوا، وكان للبيئة دورها ولو نسبيا، فتحملوا خلق الاستكبار العشائري القائم على توازن القوى وثقافة مجتمع مشرك وأنانياته المختلفة، فكذلك جغرافية المدينة اجتمع فيه عدد من البطون اليهودية المختلفة ثقافة وأعرافا، نلمس ذلك من تنصيص دستور المدينة أن لكل بطن ثقافتها وعرفها... إلخ.

وفوق ذلك النفسية اليهودية المهترئة المحطمة تعاليا وحسدا وخساسة وتربصا ونزوات نفسية، كل ذلك خلف أحقادا لا يخمد لهيبها سعيا إلى تفتيت المجتمع الإسلامي الجديد.

نعم، قد كان كل ذلك كوم، والنفاق كوم، وحداثة المقام وتجربة صناعة المجتمع كوم، لولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سلك طريق السنن الإلهية الآنفة الذكر، فكان التأييد الإلهي في معيته، كما أن التربية المكية كانت قد رسخت في أذهان الصحابة مفاهيم السنن الإلهية - حد التشبع، كيف لا والقرآن المكي زاخر بالهداية السننية، فهذا التشبع بحد ذاته سنة كان لها أثرها في سلاسة التطبيق سيما ثقافة التعايش مع المخالف المتربص والحقود اللجوج الحسود.

إلى جانب ذلك فقد كان التعاطي النبوي مع سنن اجتماع لها أثرها في انقياد النفوس والعقول بطريقة أو بأخرى، إنها سنن القواسم المشتركة وفي مقدمتها، الإخاء، كرامة الإنسان، العدل، الحرية، المساواة، المواطنة - أي حق الانتماء إلى الرقعة الجغرافية بنص الدستور، وأفضل من ذلك مبدأ الدفاع المشترك، والتزام الصحابة بمبادئ القواسم المشتركة من منطلق عقدي قيمي خلقي تشريعي سلوكي.

باختصار، يمكننا القول إن التعاطي مع سنن الله في النفس والاجتماع هي السنة العملية للرسول صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة تشريعا عمليا تطبيقيا في ميدان السنن الإلهية، والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة في هذا الصدد يقول: لماذا غاب هذا المنهج النبوي العملي من كتب المنهج الأصولي؟ بل أكثر من ذلك، من الذي زرع النظر الأعور القائل إن السنة النبوية العملية غير ملزمة، والسنة القولية فقط هي الملزمة؟ كيف غزتنا ثقافة الأحبار والرهبان؟

رابعا، معالم شبكة الشروط الحضاري - مدخلات الصناعة الثقيلة - إنها سنن إلهية بامتياز.

يتفق علماء الاجتماع حول صعوبة التغيير الثقافي العادي ناهيك عن التغيير الهادف إلى صناعة الأمة وفق السنن الإلهية ابتداء من تغيير ما في الأنفس وصهرها في إطار مجتمع جديد، علما بأن المجتمع أبوي قبلي.. الفرد والمجموع يعشقان الفوضى والتفلت ويكرهان النظام.. حماية ابن القبيلة الظالم نموذجا.
هذا المجتمع القبلي يتلقى برنامج تغيير جذري يريد تزكيته النفسية والعقلية وصولا به إلى حب النظام والتزامه وكراهة التسيب والفوضى انطلاقا من قناعة داخلية ذاتية لا بقوة القانون.

نعم، لقد حصل التغيير المنشود بواسطة عدد من الشروط السننية كانت هي مادة الصناعة الثقيلة للأمة فتأهلت الأمة لحمل المشروع الحضاري، تمثلت تلكم الشروط في المسرد التالي:

1- التوحيد في مواجهة الشرك.
2- العلم والمعرفة في مواجهة الأمية والظن والهوى والجهل والخرافة.
3- الدولة في مواجهة القبيلة.
4- الأمة في مواجهة العشيرة.
5- التشريع في مواجهة الآبائية والأعراف المعوجّة.
6- الشورى في مواجهة الفردية والإقصاء للآخر.
7- الإصلاح والإعمار والنظام في مواجهة التخريب والفوضى والإفساد.
8- الأخوة الإنسانية في مواجهة العنصرية "والتسيد الإبليسي".*
9- المبدئية في مواجهة الشخصانية.
10- صناعة الأمة من خلال الفرد الملتزم بالنظام والقيم الإنسانية المنبثقة من العقيدة، والمتجذرة في عمق العقيدة السمحة، في مواجهة الشخص الجاهلي المتفلت المتعشق للفوضى والتسيب وكراهية النظام.

إذا تأملنا شبكة الشروط الحضارية الآنفة سنجدها قد تضمنت تطبيقا عمليا لـ"مركزية التوحيد" على الوجهين - إيجابا وسلبا، فالإيجاب هو الإقرار بإفراد الله بالعبادة من خلال النطق بكلمة التوحيد، "لا إله إلا الله". أما الجانب السلبي وهو الكفر بالطاغوت: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها".. ذلك أن التوحيد الإيجابي لا يتحقق إلا بالتوحيد السلبي وهو الكفر بالطاغوت.

أعد النظر في المواجهة الآنفة بين المفاهيم الإيجابية للتوحيد يقابلها الكفر بالمفاهيم الطاغوتية قولا وعملا.. انظروا إلى القرآن كيف يهدينا للتي هي أقوم - عدم الركون إلى الظلمة نموذجا، قال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون".

خامسا، نماذج لمخرجات الصناعة الثقيلة:

الوعي الراسخ بأهداف الرسالة الخاتمة، الأمر الذي يعطينا دلالات لا تقبل الجدل حول وضوح مقاصد التربية النبوية المستندة إلى مقاصد وكليات القرآن، كما تعطينا دلالة قاطعة على مكانة التوظيف النبوي للقول الثقيل المتمثل في السنن الإلهية، والتي صنعت أمة من العيار الثقيل، كما تعطينا دلالة في غاية الأهمية وهي أن مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم تجاوزت مفهوم بناء كائنات دينية إلى مفهوم آخر هو تحقيق قول الله: "من المؤمنين رجال"... إلخ.

نعم، قلنا في التقارير أعلاه لقد التف حول الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية آلاف صحابي منهم ألف امرأة إحداهن حكمت السوق في خلافة عمر، وأخرى اعترضت على مشروع قانون أراد إصداره الفاروق رضي الله عنه بشأن غلاء المهور، فاعترضت عليه امرأة بحسب فهمها فسحب الفاروق مشروعه ولم يقل لها من أين أتيتِ بفهمك لدلالة القنطار في القرآن؟ "وآتيتم إحداهن قنطارا".

وثالثة تستنبط حكما شرعيا بشأن المدة التي يمكن للمرأة أن تتحمل فراق الزوج خلالها، وذلك من مفهوم آية الإيلاء: "للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر"... إلخ.

لقد قدمت استنباطها مصحوبا بعبارة لاذعة للفاروق - كنت عميرا وجاء الإسلام فسماك عمر وأصبحت خليفة ولكن لم تفقه تكييف قضية تحمل المرأة، فقال لها: علميني، لعلك أفقه مني.. فتلت عليه آية الإيلاء.. الجدير ذكره أن الفاروق لم يشاور الرجال.

هذا الموقف وحده يحمل تراكما دلاليا وأي تراكم؟ ننتقل إلى برهان - إنفاذ جيش أسامة، هذا الموقف له دلالات سننية جسدها أبو بكر الصديق رضي الله عنه من خلال فهمه العملاق للأبعاد النبوية ومقاصده صلى الله عليه وسلم من تجهيز جيش أسامة، حيث رد الصديق على طلب البعض أن المدينة بحاجة للجيش، فقال: لن أفك لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وانطلق يستأذن أسامة أن يسمح له ببقاء عمر بجوار الصديق فالمهمة جديدة وشاقة ولا تفكير في الاستبداد، وفي اليوم التالي خرج الصديق يحمل غرارة البضاعة فارغة متجها إلى السوق فالتقاه الفاروق سائلا: إلى أين؟ أجاب: إلى السوق.. أأترك أهلي وأولادي جياعا؟

الفاروق: ارجع إلى المسجد لمشاورة مجلس الشورى بشأن تحديد جراية - راتب شهري يكفيك وأولادك؟

تأملوا تراكم الدلالات في الموقف الآنف؟ دلالات على الصناعة الثقيلة المتجسدة في الموقف الآنف؟

نأتي إلى موقف الفاروق في "مؤتمر الجابية" بالشام عقب معركتي اليرموك والقادسية.. ها هو الفاروق يحضر إلى ضاحية الشام ويجمع قادة الجيش قائلا: إلى هنا وكفى.. يا إلهي، عمر يمنع الفتوحات؟ الجواب: نعم، نعم، ولكن، تعالوا إلى المقصد الفاروقي العظيم.. إنه يريد إنزال الصناعة الثقيلة للمجتمعات المفتوحة.. سبحانك يا خالق هذا الإنسان.. إنه يريد التوقف سنوات فقط، وهدفه رسالي واضح.. لم يتعسف القرار وإنما قدم مبررات دالة بوضوح على أهمية الصناعة الثقيلة للأمة، فوافقه الجميع..
فقط استأذنه عمرو بن العاص بفتح مصر مبررا طلبه بتقديم خريطة للشام يشقها سهم تجاه مصر قائلا إنه لا استقرار للشام من دون فتح مصر، هنالك أقره الخليفة مؤكدا ألا يقوم بعد ذلك بأي عمل عسكري إلا بعد انتهاء المدة المحددة المتفق عليها.. بعد ذلك أصدر الفاروق قرارا سننيا فريدا، قرارا اجتماعيا سياسيا ثقافيا كفيلا بالصناعة الثقيلة للأمة.. تمثل القرار في تسليم أرض العراق إلى الأنباط الفلاحين الذين يعملون في زراعة الأرض بمقابل ما يشبع بطن الفلاح وبقية الغلال تذهب للإقطاع الفارسي.

اعترض قادة الفتح على الخليفة قائلين إن القرار مخالف للفعل النبوي وفعل الصديق بل وفعل الفاروق في السنوات الأولى من خلافته، فهل استبد الفاروق بالقرار؟ لا.. أبدا.. وإنما جمع كبار فقهاء الصحابة واستمر الحوار 65 يوما وتوصل الجميع إلى المقاصد الجبارة للقرار الفاروقي العظيم والمتمثلة -أولا- في مقاصد القرآن في مجال المال، إنه التفتيت.. "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم".

وثانيا، تحقيق مقصد رسالي إسلامي إنساني اجتماعي أعظم يتمثل في نسف الطبقية السلالية والإقطاعية قائلا لقادة الفتح بلسان الحال والمقال: ما الفرق بين إزاحة إقطاعي فارسي وإحلال إقطاعي عربي؟

وثالثا، إرساء أعمدة الصناعة الثقيلة للأمة وفي مقدمتها الحرية للأنباط قائلا لهم: إسلامكم وعدمه لن يؤثر على امتلاككم للأرض، وإنما مطلوب تقديم نسبة محددة من غلال الأرض.

أبرز آثار القرار: تجذرت هوية الانتماء لدى الأنباط للدولة الإسلامية، كيف لا وها هم أصبحوا أحرارا دون خوف من طبقات الإقطاع الفارسي، وبمرور الأيام يصبح الأنباط تجارا وقادة جيش ووزراء وجلساء في بلاط الخلفاء وغيرهم.

ومن تداعيات القرار أن فلّاحي بقية الأقاليم انضموا إلى جيش المسلمين لمحاربة الإقطاعيين رغبة في الحرية وانعتاقا من أسار ظلم الإقطاع، فتهاوت الإمبراطورية في زمن قياسي، أرأيتم قرارات رجال الصناعة الثقيلة الذين ترسخت فيهم مقاصد الرسالة الخاتمة؟

ما يثير القرف أننا نسمع بغاما لسيد القطعان المليشاوية السلالية العنصرية قائلا -وبكل وقاحة وصفاقة وزور وبهتان على الله والرسول صلى الله عليه وسلم- قائلا إن انتسابه إلى المجوسية الفارسية والتسيد الإبليسي جاء به القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وإن القرآن منحه خمس خزينة الدولة.. وهنالك كائنات دينية تنتمي إلى السُنة ها هي تبقبق حتى اللحظة قائلة ببقاء الرق - العبودية إلى يوم القيامة، وإن خرافة الخمس منحة سماوية للسلالية، والمطلوب من السيئ ترك سب الصحابة والخمس جاهز.!!

إعلان الفاروق هوية الأمة الإسلامية دلالة لافتة على الصناعة الثقيلة.. الجدير ذكره أن الصحابة ناقشوا عدة مناسبات لكن الفاروق اختار حدث الهجرة، كيف لا، والهجرة صانعة الأمة.

نأتي إلى نموذج "أمني"، إنه الصحابي صاحب العقلية الأمنية الفذة - أمين السر النبوي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي عاد مسرعا من فارس بعدما وجد الفرس قد تشعبوا في اختراع بلبلة - قراءات قرآنية لا أصل لها وأصبحوا يجادلون حد الشغب عن كذبهم وبهتانهم بعدما عجزوا عن المواجهة العسكرية.

حضر حذيفة إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه قائلا: أدرك الأمة لقد اختلفت في كتاب ربها فأدركها قبل أن تصل إلى ما وصل إليه بنو إسرائيل في توراتهم.. فكان القرار الثقيل الحاسم للموقف حدد قراءة واحدة أو بما لا يختلف مع رسم المصحف وتمت طباعة ثمانية مصاحف أرسلها إلى الأقاليم، فهل القول إننا إزاء صناعة ثقيلة فيه مبالغة؟

أستكمل بنموذجين.. أورد الإمام الذهبي في ميزان رجال الحديث قائلا: بلغ رواة الحديث من النساء 3200 فقيهة - محدثة، لم يسجل التاريخ على واحدة أنها أخطأت أو أنها ضعيفة، أما الكذب فمستحيل.

أيضا د. أكرم إبراهيم الندوي، أستاذ الحديث بجامعات بريطانيا، خرج إلينا أواخر عام 2015م بـ43 مجلدا تضمنت تراجم لعشرة آلاف امرأة متخصصات في الحديث خلال 1300 عام.

الجدير ذكره أن د. أكرم فاجأنا بترجمة للفقيهة المحدثة فاطمة البغدادية والتي عاصرت ابن تيمية، وحضرت إلى دمشق، وكانت بغزارة علمها تسكت الفقهاء، وكان ابن تيمية رحمه الله يجلس القرفصاء إذا سمعها قادمة ويستمر في جلسته حتى تنتهي من درسها، والأكثر غرابة أن فاطمة البغدادية كانت تخطب الجمعة في جامع دمشق بحضرة علماء المذاهب.

باختصار، نماذج الصناعة الثقيلة كثيرة، ويكفي أن الأمة عبر التاريخ ظلت تستحضر تلك الصناعة الثقيلة لأنها تستهوي الأفئدة في التأسي والإنتاج الحضاري الفذ طيلة 10 قرون بشهادة خصوم الإسلام.

سادسا، الدروس المستفادة:

الرسول صلى الله عليه وسلم لم تقم دعوته ولا نجح في بناء الأمة عن طريق المعجزات وإنما تعاطى مع السنن الإلهية مجسدا لمقاصد القرآن عقيدة وتشريعا وسننا وقيما، وهذه نماذج لغايات القرآن ومقاصده: "لعلكم تعقلون".. "لعلكم تتفكرون".. "لعلكم تتذكرون".. "لعلكم تتفكرون".. "لعلكم تتقون".. "إن في ذلك لعبرة لمن يخشى"..
"لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب".. "فاعتبروا يا أولي الأبصار".. "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".. "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله".. لماذا تقدم الكفر بالطاغوت؟.. "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار".

غير خاف أن السنن الإلهية حاضرة في القرآن ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يستدعي تحريك العقلانية المؤمنة لاسترداد الفاروق وأمثاله ولكن من أفق ثقافة العصر - فاعلية السنن الإلهية.

الاحتفال بحادثة الهجرة في حقيقة الأمر هو احتفال بصانع الهجرة والأمة ومؤسس الدولة الإسلامية القائمة على القيم الكونية - الحرية والمساواة في طليعة تلكم القيم، فلا سلالية عنصرية ولا طبقية ولا جهوية... إلخ.

نؤكد بأن تفعيل السنن الإلهية كفيل بإخراج "المثقف الاستثنائي" الحامل للرؤية الكونية الشاملة للحياة والنفس والاجتماع والقادر على بناء المجتمع الواعي بقيم القرآن والمقتدي بالسيرة العطرة - السنة العملية، بل والقادر على التجديد الفكري والفقهي وصناعة الثقافة الحية.
................
* ما بين القوسين إضافة من كاتب المقال.
قيادة إصلاح حضرموت تكرم القيادي الشيخ علي باغيثان عضو مجلس الشورى

الإصلاح نت – تريم

نظمت قيادة التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت، اليوم الثلاثاء، زيارة تكريمية للشيخ المفتي وعضو مجلس الشورى، الشيخ علي بن سالم بكير باغثيان، في بيته بمدينة تريم بمحافظة حضرموت.
وخلال الزيارة التي حملت شعار "الوفاء لورثة الأنبياء" أكد عضو هيئة شورى الإصلاح المحلية وعضو مجلس النواب سعيد دومان حرص التجمع اليمني للإصلاح واهتمامه بالعلماء وتثمين الدور الكبير الذي يؤدونه في حفظ المجتمع وترسيخ دعائم الدين والوطن.
من جانبه استحضر عضو مجلس النواب وعضو هيئة شورى الإصلاح المحلية أحمد باحويرث مواقف من سيرة الشيخ علي بكير ودوره الدعوي والاجتماعي والثقافي وسعيه في إصلاح ذات البين، بالإضافة إلى غزارة علمه وفقهه ما جعله أحد أبرز علماء الفتوى في البلاد.
وأشار عضو هيئة شورى الإصلاح المحلية الاستاذ أحمد باحنان إلى المكانة التي يحتلها الشيخ علي بكير في قلوب أبناء مجتمعه، وتاريخه الزاهر في مختلف مجالات الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى أن هذه اللفتة لم تكن سواء لمسة وفاء تعبر عن عمق المحبة والتقدير والاجلال الذي يوليه الإصلاح لمؤسسيه وعلماء الأمة وقدواتها.
وقدمت قيادة الإصلاح خلال الزيارة لوحة تكريمية وتقديرية، بالإضافة لفقرات إنشاديه وقصائد شعرية من الموروث الشعبي والديني، فيما عبر الشيخ علي بكير عن سعادته بالزيارة مقدما شكره للحاضرين.
يشار إلى أن الشيخ علي بن سالم بكير باغيثان المولود في مدينة تريم عام 1361هـ، أحد المؤسسين الاوائل للإصلاح في المحافظة، ويعد من كبار علماء حضرموت وأبرز المراجع العلمية في الفقه الشافعي في اليمن وله جهود علمية كبيرة في تدريس الفقه عموما والفقه الشافعي خصوصا وله جهود دعوية وعلمية كبيرة في تعليم الفرائض والمواريث وغيره من أبواب الفقه.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10438
اختتام اللقاء السنوي الثاني لطلاب الإصلاح بحجة بالتأكيد على أهمية تحصين الشباب وحماية الهوية الوطنية

الاصلاح نت - مأرب

أكد وكيل محافظة حجة محمد يعقوب، على ضرورة مضاعفة الجهود لتحصين الشباب من خرافة الكهنوت، وتعزيز القيم الوطنية وحماية هويتهم وقيمهم الدينية.
جاء ذلك خلال فعاليات اختتام الملتقى الطلابي الثاني، لطلاب الثانوية والجامعة، الذي نظمته دائرة الطلاب للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة، تحت شعار "الشباب حماة الوطن والهوية" على مدى 4أيام بمدينة مأرب.
وأشار وكيل المحافظة، إلى أهمية أن تعي الاجيال الفرق بين منهج العبودية الذي تعلمه المليشيا لعناصرها، ومنهج الحرية الذي نتعلمه في مواكب الجمهورية، والطريق الرافض للاستبداد والتسلط، مشيدا بمثل هذه الفعاليات التوعوية المهمة.
الملتقى الذي شارك فيه 250طالبا، تضمن أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية متنوعة، ساهمت في إبراز مواهب وقدرات المشاركين، إلى جانب ما تلقوه من برامج ثقافية ركزت على تعزيز الهوية الوطنية والدينية الوسطية المناهضة للطائفية والعنصرية وكافة اشكال العصبية المقيتة.
وفي الفعالية التي اقيمت بحضور عدد من قيادات الإصلاح بالمحافظة، اكد امين المكتب التنفيذي للإصلاح محمد هطيف، دعمه الإصلاح لمثل هذه الانشطة البناءة التي تبني الروح الإبداعية لدى الشباب.
ودعا هطيف إلى أهمية الارتقاء بالشباب في كافة المجالات كونهم عماد الامة وبناة المستقبل، مثمنا دور دائرة الطلاب واحتوائها لشباب الإصلاح في مثل هذه الأنشطة الواسعة.
واشار امين مكتب إصلاح حجة، إلى الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد نتيجة الانقلاب الحوثي وما آلت إليه الأوضاع، والذي يتطلب مزيدا من الوعي بضرورات المرحلة وفي مقدمتها التسلح بالعلم والمعرفة والفكر المستنير بالتحديات التي تواجه الوطن.
وفي ختام الحفل تم تكريم المبرزين في الأنشطة الثقافية والرياضية، كما تخلل الفعالية عدد من الفقرات الفنية والثقافية بمشاركة الشاعر ابو الزبير الحجوري.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10439
الكهنوت السلالي بين الأمس واليوم.. تضليل وخداع بحثا عن قداسة مزيفة

الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10440
مثلما أن الإمامة الكهنوتية السلالية البائدة في اليمن قامت على كم كبير من الأكاذيب والأساطير والتضليل والخداع بحثا عن قداسة دينية مزيفة لتثبيت حكمها وإحاطته بهالة من القداسة، فإن مليشيا الحوثيين الإرهابية، التي جاءت من نسل تلك السلالة، قامت هي الأخرى على كم كبير من الأكاذيب والتضليل والخداع بحثا عن قداسة دينية مزيفة أيضا، باعتبارها الطريق الأقصر لخداع الجماهير وتضليلهم، خصوصا الجهلة والمغفلين والمتعصبين طائفيا، لتحيط نفسها بسياج قوي يحمي سلطتها من جانب، ويبرر أعمالها الإجرامية بحق المجتمع من جانب آخر.

لم يكن البحث عن القداسة المزيفة إلا انعكاسا لحالة الفقر الأخلاقي والتدليس باسم الدين لسلالة تسعى للحكم بالقوة والعنف ولو كلف ذلك سفك دماء الملايين من البشر، ولتوظف تلك القداسة للتغطية على خلو رصيدها الخدمي للمواطنين من أي إنجازات، ولتبرير القتل وسفك الدماء ونهب الأموال وغير ذلك من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وفي هذا السياق لم تكتفِ تلك السلالة بادعاءاتها أن الحكم أو السلطة حق حصري مقدس خاص بها، وإنما تتعمد إضفاء سيل من الأساطير والقداسة على أبرز رموزها لدرجة جعلهم في مقام النبوة أو أكثر، وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الكهنوت الديني.

وسنكتفي هنا بإيراد نموذجين عن صناعة القداسة لرموز السلالة، هما يحيى بن القاسم الرسي، المؤسس الأول للإمامة الكهنوتية في اليمن، وعبد الملك الحوثي، زعيم مليشيا الحوثيين الإرهابية الانقلابية، التي تسعى لإعادة حكم الإمامة البائد، وأشعلت أبشع حرب أهلية في تاريخ اليمن، وتفوقت في حروبها وإجرامها على حروب وإجرام الإمامة، نتيجة تطور أدوات العنف والقتل وسفك الدماء.

- صاحب الرس.. السلالي الأول

تطفح الكتب التي ألفها سلاليون بمفردات التبجيل والقداسة الدينية التي يصبغونها على المدعو الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، مؤسس الإمامة السلالية الكهنوتية في اليمن، ونسبوا له خوارق ومعجزات لم تحدث حتى للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وأحاطوه بسياج منيع من الأوصاف والألقاب التي تجعله منزها من الأخطاء وترفعه إلى مقام النبوة، وهو ما يتجلى في كتاب "سيرة الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين"، لدرجة أنهم لووا آيات قرآنية وأحاديث نبوية زاعمين أنها تبشر بظهور الهادي في اليمن، ووصفوا الحروب التي أشعلها في اليمن من أجل الحكم بأنها جهاد في سبيل الله ونشر لدين الإسلام.

كما أنهم وصفوه بأنه "صاحب اليمن" الذي يظهر في زمن الجور وتجب نصرته، وفق المرويات الشيعية، وهو الهادي الذي ظهر في اليمن ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ويميز بين الحق والباطل، مع أن الواقع -حينها- يؤكد عكس ذلك تماما، فهو، أي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، منذ قدومه إلى اليمن، ملأ الأرض حروبا وظلما وسفك دماء، مدعيا أنه من نسل النبوة، ومن ذرية علي بن أبي طالب، للتغطية على إشعاله الحروب وسفكه الدماء، بذريعة الحق الإلهي أو المقدس في السلطة والثروة، وأن الولاية لا تكون إلا في البطنين.

وتفيد المصادر التاريخية بأن الكهنوتي يحيى الرسي ظل طوال سنوات بقائه إماما في بعض مناطق شمالي اليمن يخوض المعارك تلو المعارك لتوسيع نفوذه وسيطرته، ويقول بعض أتباعه إنه خاض أكثر من سبعين معركة مع من وصفوهم بالباطنيين، ومعارك أخرى كثيرة خاضها ضد آل طريف وآل يعفر وآل الدعام والسفيانيين وغيرهم. ورغم كل تلك الحروب، لكنهم يقولون إن قدومه إلى مدينة صعدة كان بعد أن عمت فيها الفتن، وأن ذلك القدوم كان بطلب من قبائل صعدة نفسها للصلح بينها.

وهذا فيه تضليل كبير، فالفتن والصراعات لم تظهر في صعدة وما جاورها إلا بعد مجيء يحيى الرسي، وأما القول بأنه جاء بطلب من قبائل صعدة للصلح بينها، فهو أيضا فيه تضليل، ذلك أنه لم يكن شخصية مشهورة في ذلك الوقت، ولم تكن قبائل صعدة تعرف عنه شيئا، وإذا افترضنا صحة الزعم بأنه قدم إلى صعدة بطلب من بعض قبائلها ليصلح بينها، فما علاقة ذلك بحشده المقاتلين وإشعال الحروب ليقيم مملكته الخاصة ويحكم بلادا ليست بلاده ولا ينتمي إليها، ويشعل الحروب ويسفك الدماء باسم الحق الإلهي في السلطة؟!

- عبد الملك الحوثي.. بين التقديس وصنمية الفرد

تبالغ مليشيا الحوثيين الإرهابية في إطلاق الأوصاف على زعيمها عبد الملك الحوثي، وتتعمد تغذية عقول مسلحيها وأتباعها بخرافات وأوصاف تضليلية مبالغ فيها، لتكريس صنمية الفرد وتقديسه، في عملية تدمير عقلي ممنهج تجعل من أتباعها مجرد قطيع مقاتلين خانعين ينفذون الأوامر باعتبار أي أمر يصدره عبد الملك الحوثي بأنه أمر إلهي، والقتال تحت رايته جهاد في سبيل الله، واعتبار حكم السلالة أمرا إلهيا لا يجوز الاعتراض عليه، والقتال لأجله واجب شرعي، وغير ذلك من التدليس والتضليل والكذب باسم الدين.
والمتأمل في إعلام الحوثيين يجد أنه يضيف عبارة "رضي الله عنه" كلما ذكر اسم الكهنوتي عبد الملك الحوثي، كما يصفونه بأنه "ابن رسول الله"، وفي مجالسهم الخاصة والدورات الطائفية يبالغون من الأوصاف وتأليف قصص عن بطولات وخوارق ومعجزات وأساطير للإعلاء من شأنه، وجعله في مقام الأنبياء والمرسلين، مثل زعمهم أنه في إحدى الغارات التي استهدفته لم يصب بأي سوء رغم ما أحدثته الغارة من دمار حوله وقتل من كانوا بجواره، وأن الغارة كانت عليه بردا وسلاما، لتشبيهه بنبي الله إبراهيم عليه السلام الذي لم تضره النار التي وضع فيها وكانت عليه بردا وسلاما بأمر الله.

واللافت أن هذا التبجيل والتعظيم للإرهابي عبد الملك الحوثي لم يصدر من شخصيات سلالية عادية، وإنما يتولى وزره سلاليون تلقوا تعليما في جامعات محلية وأجنبية، لكنهم لم يستطيعوا التخلص من السلوك الكهنوتي الغريزي، لا سيما إذا كان هذا التبجيل المبالغ فيه سيحول عددا كبيرا من الأميين والجهلة إلى قطعان يسوقونها إلى الجبهات كوقود للمعارك التي ستحمي السلالة التي ليس لديها ما تقدمه لقطعانها لإقناعهم بالقتال والصمود فيه لأجلها، لدرجة أن هناك مواطنين ظهروا في تسجيلات مصورة وهم يتباهون بمقتل أبنائهم في الجبهات باعتبار ذلك تضحية بالبنين من أجل عبد الملك الحوثي باعتباره "ابن البني" بعد أن أقنعهم كهنة السلالة بتلك الفرية.

ويعد التقديس والتعظيم لزعيم المليشيا الإرهابي عبد الملك الحوثي أهم إستراتيجية تعتمدها مليشيا الحوثيين لتجريف وتفخيخ عقول الأطفال والمراهقين، ويشترك مختلف قادتها في هذه الإستراتيجية، وكل واحد منهم وفق قدراته، وتتنوع وسائل عملية التقديس والتبجيل والتعظيم بين خطب المنابر والزوامل والشعر وتأليف القصص والأساطير والخوارق والمعجزات.

فهم يصفونه بالإمام المعصوم وقرين القرآن وابن النبي وأنه من أعلام الهدى والسادة الأشراف والقائد الرباني الذي لا يقهر وأنه يحظى بتأييد سماوي، وغير ذلك من الأوصاف التي سيلاحظها من يتابع إعلام المليشيا وما يردده أتباعها وقادتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلا يقول أحد قادة المليشيا، المدعو فاضل الشرفي، الذي عينته المليشيا مشرفا لمحافظة ذمار، في قصيدة بعنوان "علم الهدى" يمدح بها عبد الملك الحوثي:
إذا لم تكن أنت الأمان لشعبنا
وفاء وعهدا بل قضاء محتما
فلا نبضت للشعب روح ولا علت
له راية حتى يُكبّ جهنما

وهكذا تعتاش السلالة الكهنوتية على الخداع والكذب والتضليل وجهل أبناء بعض القبائل الذين يصدقون تلك الأكاذيب والافتراءات والخرافات والأساطير وغير ذلك من الوسائل التي يتقنها كهنة السلالة لخداعهم، ليدفعوا بالآلاف من الأطفال والمراهقين والشباب ليقدموا أرواحهم رخيصة "فداء لورثة النبي محمد"، ويعدونهم بأن جزاءهم الجنة في الآخرة وسلة غذائية في الدنيا.

كما يحذرونهم من أنهم إذا لم ينفذوا الأوامر بالقتال وسفك الدماء فإن ذلك مخالفة للأوامر الإلهية لحماية ورثة النبي وأبنائه، كما يزعمون، فتكون التضحية بالأرواح من نصيب الجهلة والمغفلين من أبناء القبائل، والتسلط والأموال والفلل والعمارات والمولات والشركات التجارية والعيش الرغيد والغنى الفاحش من نصيب الكهنوتيين الذين يزعمون أنهم ورثة النبي محمد وأبنائه، متخذين من تلك الفرية مظلة للقتل والنهب واللصوصية.

- ماذا يعني الدين للسلالة الكهنوتية؟

لا علاقة للدين الذي تعتنقه السلالة الكهنوتية الإمامية بالدين الإسلامي الحنيف الذي يعتنقه جميع المسلمين، فالدين بالنسبة لها هو حق إلهي في السلطة والثروة وزكاة الخمس وعنصرية طبقية وجبايات وإتاوات ونهب وقتل وإشعال الفتن والحروب، ولا تنظر للدين باعتباره عبادات ومعاملات وواجبات وحقوق وتنظيم الشأن العام وشورى في الحكم وسلم وسلام وعدل وحماية الممتلكات والأعراض، لأن جوهر الدين الإسلامي مناقض تماما لكل سلوك السلالة الكهنوتية الإمامية.

ومن عجائب الأئمة في اليمن أنهم لم يهتموا ببناء المساجد ودور العلم، ولم يؤدوا فريضة الحج، وفي مقدمتهم مؤسس الإمامة الكهنوتية يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، الذي لم يؤدِّ فريضة الحج، وحكم صعدة 15 عاما لم يبنِ خلالها مسجدا واحدا، وأما المسجد المنسوب له (مسجد الهادي)، فقد تم استكمال بنائه بعد وفاته، وقد كان ذلك دأب جميع الأئمة الكهنوتيين من بعده، ومن نماذج ذلك ما أشار إليه "جان دي لاروك" في كتابه "أول رحلة فرنسية إلى العربية السعيدة"، أن الإمام المهدي (1097-1130) الذي يصفونه بـ"صاحب المواهب"، بنى مدينة مع قصر له ولم يبنِ مسجدا فيها، وكان يذهب إلى الريف لأداء صلاة الجمعة.

أما مليشيا الحوثيين الإرهابية، التي قدمت من نسل الإمامة الكهنوتية، فعداؤها للمساجد لا يقتصر على عدم بنائها، ولكنها عمدت إلى تفجير عدد كبير من المساجد وهي في طريقها للسيطرة على العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية، وبعد ذلك أفرغت المساجد في مناطق سيطرتها من وظيفتها، وحولتها إلى مراكز للتعبئة
الحربية ونشر الكراهية والتحريض على القتل وسفك الدماء والنهب، كما أغلقت مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ومع ذلك تطلق على سلوكها الإرهابي بأنه "مسيرة قرآنية".

أما الدين بالنسبة لها، أي مليشيا الحوثيين، فهو مجرد حق إلهي في السلطة والثروة وزكاة الخمس ونهب وإتاوات وقتل وسجون وتعذيب ومصادرة الحريات والحقوق، وغير ذلك من السلوكيات المنافية للدين الإسلامي، الذي حولته السلالة الكهنوتية إلى مجرد ستار للتغطية على سلوكها الإرهابي، وتتدثر تحته لتمنح نفسها قداسة دينية مزيفة تحمي سلطتها الظلامية.
بحضور الأمين العام المساعد ورئيس الكتلة الوزارية..
سياسية الإصلاح تكرم شخصيات قيادية تلقوا معارف في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

الإصلاح نت - خاص

أكد الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح، شيخان عبد الرحمن، على أهمية قراءة مذكرات الرموز الوطنية والسياسية، وقادة الرأي، للاسترشاد بها في العمل السياسي، لأن ما يحدث الآن هو تكرار لأحداث سابقة في التاريخ.

وشدد في الاحتفالية التي أقامتها الدائرة السياسية بالأمانة العامة للإصلاح، لتكريم عدد من رواد العمل السياسي الذين تلقوا على مدى أشهر، العلوم والمعارف في العمل السياسي، على أن تنعكس هذه العلوم والمعارف على الواقع للنهوض بالعمل السياسي.

وأعرب الأمين العام المساعد عن أمله في أن تنتقل هذه المعارف إلى مختلف المستويات الحزبية في المحافظات، للرقي بالعملية السياسية والديمقراطية.

بينما أكد القيادي في الإصلاح، وعضو مجلس الشورى، عبد الله أبو الغيث، على أهمية الاعتناء بالتنمية البشرية، التي تشكل أساساً في بناء المجتمعات.

وأوضح أبو الغيث في كلمته، أن البلدان لا تنهض ويتحقق فيها الأمن والاستقرار إلا بجهود أبنائها وعلمهم وعملهم.

بدوره، أكد نائب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، الدكتور أحمد حاله، أن رواد العمل السياسي المحتفى بهم اليوم تلقوا تعليمًا أكاديمياً بإشراف نخبة من الأكاديميين العاملين في الجامعات اليمنية.

وقال إن الدائرة السياسية تعمل على مسارين، أحدهما الدعم السياسي للمعركة الوطنية في مواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية من خلال الدعم والإسناد السياسي للشرعية بما في ذلك الجيش والمقاومة، واستكمال مشروع البناء الوطني، الذي يبدأ باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بينما المسار الآخر تدريب وتأهيل الكوادر السياسية لتستمر في حمل الراية، في المعركة الوطنية التي يخوضها شعبنا اليمني الأبي.

وأوضح حالة أن الاستمرار في هذين المسارين يحفظ للإصلاح استمرارية حمل المشروع الوطني كون الإصلاح قد اختار لنفسه موقعاً متميزاً في المعركة الوطنية.

وأعرب عن أمله في أن تشكل هذه الباكورة من المشتغلين بالعمل السياسي بما لديها من تراكم معرفي وتطبيقي، في تعزيز وإحداث ثورة في الوعي السياسي في المجتمع ولدى النخب السياسية.

وكان عبد الله الشندقي قد ألقى كلمة المحافظات، معبراً عن ارتياحه للجهود التي تعزز التعليم والتثقيف للنهوض بالعمل السياسي والاستمرار في العطاء والإنجاز، مؤكداً على أهمية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بما يسهم في تطوير المجتمعات وتعزيز الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة وتحقيق الاستقرار.

وعبر عن شكره للدائرة السياسية بالأمانة العامة للإصلاح، على الجهود المبذولة في سبيل رفد الساحة بشخصيات سياسية متسلحة بالعلم والمعرفة.

وفي كلمة الخريجين، أكد عبد الخالق عطشان أن هذه الشخصيات ستشكل رافداً للعمل السياسي وفق ما تتطلبه المرحلة ومعطياتها.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تزحف فيه جحافل الظلام الحوثية من أجل الاحتفال بالخرافة واستجرار صراعات الماضي البعيد، فإن الحركات المدنية السلمية تسعى للعلم والمعرفة والنضال السياسي، الذي يحفظ الأمن والاستقرار ويرقى بالدول والمجتمعات.

وفي ختام الاحتفالية، تم تكريم رواد ورائدات العمل السياسي، من قبل الأمانة العامة للإصلاح.

حضر الاحتفالية رئيس الكتلة الوزارية للإصلاح وزير التجارة والصناعة محمد حزام الأشول، وعضو مجلس الشورى رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح الحديدة الشيخ هادي هيج، وعدد من رؤساء المكاتب التنفيذية للإصلاح ووكلاء المحافظات.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10444