الإصلاح نت
1.3K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.88K links
Download Telegram
تقسيم العملة واستحداث منافذ جمركية.. كيف تكرس مليشيا الحوثي مظاهر الانفصال في اليمن؟

الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10332
منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014، تمارس مليشيا الحوثي الانقلابية، الانفصال في اليمن، وتعمل على تكريسه في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والسياسية، وباتوا هم الخطر الفعلي والحقيقي على وحدة اليمن وجمهوريته ومؤسساته الدستورية وسلامة أراضيه.

فالمتتبع لما تقوم به مليشيا الحوثي الإيرانية في مناطق سيطرتها يلحظ ما تمارسه من انفصال مجتمعي ومالي واقتصادي وجغرافي لم يحدث في تاريخ اليمن على مر العصور شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، من خلال كثير من الممارسات اليومية التي كرستها المليشيا منذ انقلابها على الدولة، وعلى راسها التدهور الاقتصادي والعجز المالي الذي تعيشه البلاد على مدى تسع سنوات.

إن تلك الممارسات التي تقوم بها مليشيا الحوثي تؤكد مساعيها الرامية لتنفيذ الأجندات الإيرانية في اليمن، في محاولة لتكريس واقع جديد، تستهدف من خلاله الثوابت الوطنية للشعب اليمني، التي لن يتخلى عنها، رغم التحركات العدوانية التي تقوم بها المليشيا، والتي تؤكد مساعيها الرامية للحرب، وليس الدخول في السلام كما يسعى المجتمع الدولي لذلك.

سنحاول في هذا التقرير رصد كثير من الممارسات الانفصالية التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية، في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، على سبيل الإشارة لا الحصر؛ في محاولة للبحث عن الوسائل المناسبة للتصدي لهذا المشروع الإيراني، الهادف لتحويل اليمن إلى منصة إيرانية لاستهداف الأشقاء والجيران.


المجال الاقتصادي

إن الملاحظ لما قامت به مليشيا الحوثي من ممارسات انفصالية منذ انقلابها على الدولة وتحديدا في المجالات الاقتصادية، يؤكد أن المليشيا تعزز دعوات الانفصال بشكل عملي وواقعي من خلال تلك الممارسات التي تقوم بها، والتي تمثل خطرا محدقا على اليمن برمتها.

وتأتي على رأس الممارسات الانفصالية التي قامت بها مليشيا الحوثي في المجال الاقتصادي، هي تقسيم العملة، واستحداث المنافذ الجمركية، وفرض الإجراءات التعسفية على السفر والتنقل الداخلي بين مناطق سيطرتها والمحافظات المحررة، وطالت الخطوات التقسيمية التعليم والهوية الوطنية والخطاب الإعلامي، واستهدفت المناهج الدراسية التي أعادت صياغتها بخلفية طائفية وبما يعزز مشروع التقسيم، ومحاولتها نسف الهوية الوطنية التي تجمع كل اليمنيين شمالاً وجنوباً، لتستبدلها بهوية زائفة ومستوردة تحاول تلبيسها بالمجتمع على عجل.

وتتسق هذه الاجراءات مع أخرى مماثلة في الهدف والخطورة، والمتضمنة حظر تداول فئات من العملة الوطنية في مناطق سيطرتها منذ أربعة أعوام، وما تسبب عن ذلك من تداعيات مدمرة لازالت مستمرة من انهيار للعملة وانقسام نقدي، وتفاوت سعر الصرف وتضخم عمولات التحويل الداخلي والإضرار عموماً بالمركز المالي للجمهورية.

ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون، أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال تلك الإجراءات الانفصالية في المجال الاقتصادي إلى محاولة إنشاء مركز مالي مستقل يمكنها من المضي في المزيد من خطوات تقسيم البلاد تنفيذا لمرامي استعمارية تخدم نظام الملالي في طهران.

استحداث منافذ جمركية انفصالية

وفي إطار الممارسات التي قامت بها مليشيا الحوثي في تكريس واقع الانفصال في المجال الاقتصادي هو استحداث منافذ جمركية في مناطقها، في إعلان واضح لتثبيت التشطير والانفصال، واستهداف لثوابت الشعب اليمني، في محاولة يائسة لعودة حكم الإمامة التي جثمت على شمال الوطن.

إن الهدف الحقيقي من استحداث تلك الجمارك في المنافذ الحوثية المختلفة ليس له معنى سوى تقسيم اليمن وتقطيعه، من خلال إجبار المواطنين على دفع جمارك على السيارات التي تم جمركتها في ميناء عدن ومنفذ شِحِنْ في المهرة، وكأنك دخلت بلدا أخر غير اليمن، وذلك في إطار الممارسات القمعية التي تشنها المليشيا بحق القطاع الخاص، والتنكيل المستمر ضد التجار، وتكريس واقع الانفصال في البلاد.

وخلال السنوات الماضية، أنشأت مليشيا الحوثي، قرابة 7 منافذ جمركية، في مناطق سيطرتها، على البضائع والسلع، الداخلة من مناطق الحكومة الشرعية، الأمر الذي يعمل على مضاعفة الأعباء المعيشية على المواطن، من خلال ارتفاع تكلفه السلع، بأضعاف على سعرها الحقيقي.

وتسببت هذه الممارسات القمعية، بحق التجار، بتأثيرات سلبية على السوق والحركة التجارية، على مستوى معيشة الناس ونشاطهم الاقتصادي، وبالتالي انعكست سلبا على النشاط التجاري للقطاع الخاص. وسبق وأن دانت الغرفة التجارية والصناعية، هذه الممارسات ووصفتها بالتعسفية، وأشارت إلى أنها تتسبب بارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في الأسواق، ناهيك عن كونها تكرس واقع الانفصال في البلاد.

التحكم بالغرفة التجارية
كما قامت مليشيا الحوثي مؤخرا باقتحام الغرفة التجارية بصنعاء والسيطرة عليها، وفرض قيادة جديدة للغرفة بديلة عن القيادة المنتخبة برئاسة حسن الكبوس، وهو الاجراء الذي يهدد انقسام الوضع الاقتصادي في البلاد، وتكريس ممارسة الانفصال الواقعي في البلاد، من خلال الإجراءات الهادفة إلى ضرب القيم المشتركة للشعب اليمني وفي مقدمتها الاقتصاد والحركة التجارية.

ناهيك عن قيام مليشيا الحوثي بتكريس الانفصال من خلال رفع سعر صرف الدولار الجمركي في المنافذ الشطرية التي استحدثتها لأكثر من 50%، بالتزامن مع عدم التزامها بأي إنفاق عام تجاه الموظفين، ولا على مستوى تقديم الخدمات العامة، مقابل جباية تلك الأموال المهولة.

قوانين انفصالية

وفي إطار تكريس الممارسات الانفصالية، قامت مليشيا الحوثي بالإيغال في ممارسة الانفصال في الواقع على نحو غير مسبوق من خلال فوضى القوانين التي تصدرها بين كل فترة وأخرى، وتتجه هرولة في طريق تحث على مزيد من الاستبداد، حتى باتت وكرا لكل ما سبق ذكره دون منافس أو منازع.

وحسب البرلماني أحمد سيف حاشد، فإن المليشيا الحوثية وسلطتها الخفية، تقوم كل يوم بكل صفاقة وفجاجة وجموح بالتعدي جهاراً نهاراً على ما بقي من مبادئ ونصوص دستورية وقانونية، وفي طليعتها تلك التي تقرر الفصل بين السلطات الثلاث.. وهو ما يعد انقلاباً مكشوفاً بإرادة موغلة على النظام القانوني للجمهورية والوحدة اليمنية، وتكريس اغتصاب صلاحيات السلطة التشريعية لصالح السلطة التنفيذية وقبلها السلطة الخفية المستبدة.

وتستغل مليشيا الحوثي جلوس عدد من أعضاء مجلس النواب في مناطق سيطرتهم لإجبارهم على حضور جلسات لشرعنة القوانين التي يستحدثونها، والتي تخل بالهيكل العام للدولة، من خلال استحداث هيئات لم تكن موجودة من قبل، رغم عدم استيفاء البرلمان النصاب لعقد جلساته.

حيث أنشأت المليشيا الهيئة العامة للأوقاف، والغت وزارة الأوقاف والإرشاد، كما أنشأت الهيئة العامة للزكاة، والغت مصلحة الواجبات والزكاة، التابعة لوزارة المالية، وحولتها إلى أداة لتمويل حربها ضد اليمنيين، من خلال تشريع قوانين مخالفة لنصوص القوانين السابقة، ومنها زكاة التجار، التي حولتها إلى سوط لنهب التجار، وغيرها من الممارسات التي تكرس بها الانفصال.

الولاية محل الدستور

وفي إطار ممارستها الانفصالية التي تحاول مليشيا الحوثي تكريسها، هو الاحتفال بما يسمى بيوم الولاية والذي تحاول المليشيا إحلاله محل الدستور، حيث تقوم الولاية على عقيدة الاصطفاء الإلهي والتي تعني من الناحية السياسية أن "الثيوقراطية" أو دولة الحق الإلهي التي تؤمن بأن الحاكم مختار لهذه المهمة من الله وهو بالضرورة مسؤول أمامه، هي النظام الأمثل للسلطة السياسية، الأمر الذي يتنافى مع الدستور اليمني والنظام الجمهوري ويتصادم مع روح العصر والديمقراطية القائمة على أن الحاكم يجب أن يكون مختارا من الشعب ومسؤولا أمامه.

إن قيم ومبادئ المواطنة المتساوية والديمقراطية تتنافى كلياً مع فكرة الولاية والاصطفاء والحق الإلهي، لأن الانتماء للوطن يعني المساواة في الحقوق والواجبات، لكن الإمامة تعني عدم المساواة، لأن الحقوق السياسية لسلالة دون غيرها، ولأن الخُمس لتلك السلالة دون غيرها، عندما تختلف الحقوق السياسية والاقتصادية يختل ميزان المساواة وإذا اختل ميزان المساواة اختلت المواطنة، ولذا فإن الولاية هي تكريس للممارسة الانفصالية في البلاد، كونها نقيض الدستور وقوانين البلاد.

وتتعارض الولاية الحوثية المزعومة، مع المبادئ والقيم التي جاءت بها الأديان السماوية في المساواة وعدم تسلط الإنسان على الإنسان، وتتنافى مع الدستور اليمني واهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والقوانين النافذة في تجريم الطبقية والسلالية.

وفي هذا الإطار، تقوم مليشيا الحوثي تنشر معتقداتها الخرافية في المدارس وفي طابور الصباح في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وتجبر القائمين على المدارس بإلزام الأطفال على ترديد قسم الولاية كل صباح وهو: «اللهم إنا نتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي» وهو الشعار المرفوض من جميع أبناء اليمن والذي يتنافى مع الدستور اليمني والقوانين النافذة في البلاد.

إضافة إلى ذلك، تقوم مليشيا الحوثي بإحلال أيام طائفية بديلة عن الأيام الوطنية، فأحلت بدلا عن 26 سبتمبر، ثورة اليمن الأم، ما يسمى بثورة 21 سبتمبر، وبدلا عن الاحتفال بذكرى الوحدة باتت تحتفل بذكرى ما يسمى بالصرخة، وكذا الاحتفال بأيام طائفية على مدار العام، وذلك في تكريس واضح لنهج الانفصال، ومحاولتها تثبيت واقع جديد، لا علاقة له بالجمهورية اليمنية ودستورها ونظامها وقوانينها النافذة.

تطييف المجتمع
وفي إطار الممارسات الانفصالية التي تقوم بها مليشيا الحوثي هو الاحتفال بالأيام الطائفية لتحل محل الأيام الوطنية الخالدة، في تكريس عملي للانفصال، وتحويل مؤسسات الدولة إلى محاضن لنشر الفكر الشيعي والطائفي، وإلزام الموظفين بحضورها وممارسة التهديد بالفصل ضد المتخلفين عن حضور هذه الدورات.

كما تقوم المليشيا الحوثية بتكريس واقع الانفصال من خلال الدورات الثقافية التي تلزم بها الموظفين، وتجعلها المعيار للحصول على ترقية أو الاستمرار في منصب ما، وهو ما يتنافى مع الدستور والقوانين النافذة في البلاد. ولم تكتف المليشيا بهذا بل تعمل على تطييف المجتمع في مناطقها في مختلف المجالات.

حيث قامت بعملية الإحلال التربوي في المؤسسات والمدارس، والمؤسسات الحكومية، وتسعى لتحويل وزارة الشباب والرياضة في صنعاء على سبيل المثال إلى مؤسسة ذات طابع ديني مذهبي طائفي، لنشر أفكارها الطائفية، لتحقيق ما تزعمه من رؤية ما يسمى بـ"المسيرة القرآنية"، وإلغاء كل مظاهر ارتباط هذه الوزارة بالأنشطة والفعاليات التي تتيح للأعداء استهداف دين وثقافة وعادات وتقاليد المجتمع اليمني، وما ما يعد تكريسًا واضحًا للانفصال.

ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي، على صنعاء، وانقلابها على مؤسسات الدولة، عملت ضمن خطة منظمة، على إحلال تعليم طائفي بديل يحرض على القتل والعنف الطائفي والكراهية، ويفخخ المجتمع بالفكر الحوثي الإرهابي، ويشوه الدين الإسلامي من خلال تحويله إلى مجرد دعوة للحكم السلالي.

كما عملت المليشيا على ذلك من خلال تغيير المناهج الدراسية وتعيين معلمين من بين صفوفهم لا علاقة لهم بالتعليم، ونشرهم في العديد من المدارس الواقعة في المحافظات، التي يسيطرون عليها، بالإضافة إلى إقامة دورات طائفية يستقطبون إليها الطلاب وكبار السن والشباب الذين تجاوزوا مرحلة الدراسة، وهو ما يعد تكريسا للانفصال تسعى المليشيا لتحقيق مآربها من خلاله.

إن تلك الممارسات الحوثية التي ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر، تستدعي من الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي والشعب اليمني برمته كلا من موقعه، وفي إطار وظيفته وتخصصه التصدي لهذا المشروع الحوثي ومقاومته بكل السبل والامكانيات المتاحة، حتى لا تتحول اليمن إلى مجرد حوزات إيرانية تكرس بها واقع الانفصال، وتحقق أهدافها العنصرية والسلالية.
أقامتها إعلامية الإصلاح بمأرب.. دورة تدريبية في المهارات الأساسية للإعلام.

الإصلاح نت – مأرب

أقامت الدائرة الإعلامية في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب، اليوم الثلاثاء، دورة تدريبية في مهارات الاعلام الأساسية.
وفي الدورة التي شارك فيها أكثر من 20مشاركة ومشاركة وهدفت إلى رفع كفاءة القدرات الإعلامية التابعة لدائرة الاعلام والثقافة بالمكتب التنفيذي للإصلاح في مأرب، أكد رئيس الدائرة عبدالواحد دهمش على أهمية التأهيل والتدريب والارتقاء بالرسالة الإعلامية
وأشار إلى أهمية الدور الذي يضطلع به إعلام الإصلاح في المعركة الوطنية للتصدي للأفكار المنحرفة والمتطرفة، وصناعة الوعي المجتمع وتعزيز القيم الاجتماعية الحميدة، والتوعية بمخاطر الأفكار الهدامة.
ولفت الى أهمية الرسالة الإعلامية الصادقة والهادفة التي تثمر وعيا، وتسهم في تنوير المجتمع، مشددا على أهمية تطبيق ما تعلمه المشاركين بالدورة إلى الواقع العملي.
وتمنى أن يرى آثارها على الواقع خدمته للمجتمع المقاوم لمليشيا الإرهاب الحوثي ،معزز قيم الجمهورية والثوابت الوطنية في المجتمع .

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10337
النظرية السياسية في الإسلام.. أسس، مقومات، غايات، ضمانات (دراسة مقاصدية)

(الحلقة الثالثة: غايات النظرية السياسية)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10338
نافذة على خصائص النظرية السياسية الإسلامية:

أبرز خصائص ومميزات الشريعة الإسلامية:

- النصوص الكلية لها غايات كليّة.
- النصوص الجزئية لها غايات جزئية.

- إذا تغيرت الظروف الزمانية والمكانية واضطربت الأوضاع بسبب فساد الدولة أو غير ذلك، فالمنهج المقاصدي يقرر تقديم الكليات على الجزئيات - تقديم الأقوى على القوي.

- كثير من الغايات الكلية هي وسائل لتحقيق غايات أعلى.

- النظرية السياسية هي منظومة من الأسس والمقومات والغايات، وكل واحدة من الأسس أو المقومات أو الغايات أو الضمانات تعتبر منظومة بحد ذاتها.

- التداخل حاضر بقوة بين مكونات النظرية السياسية.

- كل واحدة من المكونات لها وظائف متعددة، متداخلة، يصعب إغفال أيٍّ منها.

ولكي يتمكن القارئ من سهولة فهم مكونات ووظائف النظرية السياسية الإسلامية، فإننا نذكّره بالخلاصة التالية:

قلنا في الحلقة الثانية إن عملية بناء المجتمع هي القيمة المحورية المركزية (الأولى).

استعرضنا عددا من المقومات المنبثقة عن القيمة المحورية. وعليه، يستطيع القارئ من خلال مرور عادي سيجد أنه أمام منظومة قيم لا يمكن الاستغناء عن واحدة منها.

إضافة إلى ما سبق سنذكر في هذه الحلقة بقية مقومات بناء المجتمع، مشيرين بإيجاز إلى التداخل الوظيفي بين مكونات النظرية وذلك فيما يلي:

أولا، الشورى غاية، ووسيلة، ومعيار:

1- الشورى هي الغاية من بناء المجتمع، ذلك أننا إذا قلنا للمجتمع إن الشورى هي أول حقوقك، ولكننا لم نقم بتربية المجتمع وتثقيفه عموما وحول مكانة الشورى ومقاصدها وفلسفتها وثمارها وأهدافها خصوصا، فإن المجتمع لم ولن يفهم القيمة السننية للشورى بل ستكون في خانة اللامبالاة، بل سيراها عبئا على كاهله والواقع شاخص بالأمثلة.

2- سيسعى الفرد والمجموع إلى التخلص من تكاليف الشورى بكل وسيلة، ذلك أنه لم يعلم معنى عقيدة التوحيد ولا معنى الكفر بالطاغوت ناهيك عن بقية قيم بناء المجتمع.

3- لقد رأينا وسمعنا شخصيات -نحسبها مثقفة- صدمتنا في مواسم الاستحقاق - الانتخابات.. تقول، بل وتعزز بالأيمان المغلظة أن الزعيم لو أصدر قرارا بتعيين أربع شخصيات/وجاهات -ذكروهم بالاسم- ممثلين لتعز، ومثلهم في كل المحافظات، ستكون خطوة ديمقراطية متقدمة، وعندما ناقشناهم حول دوافع هذا القول وجدناها قادمة من فذلكات جامدة، مثل: أهل الشوكة.. تصح البيعة برجلين.. بل برجل واحد.!!

وأسوأ من ذلك أن هؤلاء لم ينسوا الاستشهاد على كلامهم بروايات الخرافة المنوية - الأئمة من قريش، أو لعنة البطنين السلالية، بل أسوأ من ذلك أنهم لا يمانعون من توريث النظام الجمهوري، وأن الدستور ليس قرآنا، وأن مقولة رأس النظام أنه هو الدستور وهو القانون لا ضير فيها، ويصل الاستشهاد إلى ثالثة الأثافي: "وإن جلد ظهرك وأخذ مالك"، مؤكدين ضعف هذه الرواية أنها خير وإن كانت مؤمنة بالطاغوت - تحصن الطغيان وتخالف مقاصد القرآن.

بل أنّى للمجتمع، بل لخريجي الجامعات، أن يعطوا الشورى مكانتها اللائقة وهم يسمعون من رؤوس الأكاديميين المتخصصين في نظرية المعرفة الإسلامية يقولون إن الإنسان حيوان ناطق.. حديثنا في هذا المضمار ذو شجون.

نعود إلى صلب الموضوع، وهو أن الشورى هي الغاية من بناء المجتمع بناء ثقافيا مرتبطا بمقاصد الشورى وأهدافها وغاياتها.

4- يجب، عقيدة وشرعا، أن يترسخ في ذهن ووجدان المجتمع أن الشورى هي التجسيد العملي لكرامة الفرد والمجتمع، وما لم تترسخ هذه المقاصد الثقافية الإسلامية، فالرجاء قراءة الفقرتين التاليتين:

- يقرر الفقيه رشيد رضا، رحمه الله، أن دولة عربية تتميز قبائلها بحفظ القرآن ومتون العلوم والشعر الجاهلي، بل إنها تتباهى في ختم القرآن كل ثلاث أيام، يعني يمرون على سورة الشورى كل ثلاث ليال، غير أن الرق - العبودية من الجنسين ضارب الجذور، تعج به أسواق عاصمتها ناهيك عن بقية مدنها وأريافها، فماذا استفاد هذا المجتمع؟

- أفظع وأسوأ مما سبق: أنه في دول عربية - ذات نظام جمهورية ظهر فيها مؤخرا شخصيات ذات عمائم تفاخر بحفظها كالسيديهات - يحفظ كل الروايات والآثار، وهذا يعني أن قوله هو السنة والشريعة وإن خالف كليات القرآن ومقاصده، فها هم يطلقون الفتاوى الفجة وبكل تبجح: "أن العبودية باقية إلى يوم القيامة".. والقول بخلاف هذا اعتداء على الشريعة!!

- معمم آخر، كل مؤهلاته أنه قرأ 19 مجلدا تتبع فيها أربع روايات في صحيح البخاري كان قد طعن فيها مشايخ البخاري، وأن المشايخ أقروا بصحة الروايات الأربع، ولكنه لم يذكر لنا متون تلك الروايات الأربع، وكل ما في الأمر أنه أصبح أهلا لإطلاق الفتوى التالية: إذا فتحنا الصين سيمتلك كل فرد 50 ألفا من الرقيق - عبيدا من الجنسين..
وبالتالي: سيطأ، ويمنح، ويبيع، ويعتق - إن هو أراد.

أخي القارئ الكريم، إذا لم تكن هذه هي القراءة الحمارية التي قال الله عنها: "كمثل الحمار يحمل أسفارا"... إلخ، فما هي القراءة الحمارية يا ترى؟ أعتذر للقارئ، فهذا الاستطراد بمثابة نفثة مصدور.

ثانيا، الشورى وسيلة لتحقيق غاية:

من هنا يبدأ حديثنا عن التداخل بين مكونات النظرية السياسية، فقد ذكرنا أعلاه أن الشورى هي غاية بناء المجتمع، لكن هنالك وظائف أخرى للشورى سنذكر أبرزها فيما يلي:

1- مكانة الشورى: الشورى ليست حكما فقهيا متعلقة بالشعائر التعبدية ولا بالسلم التكليفي في أصول الفقه، أي حكمها ليس واجبا، ولا مستحبا، ولا مندوبا، بل ولا تركها حراما، ولا مكروها، ولا هي "مُعْلِمَةٌ"، فهذا مصطلح غريب لا صلة له بالشرع الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد، لكن ذلكم هو حصاد التقليد والجمود.

2- مكانة الشورى: الله هو الذي قرر المكانة الحقيقية لقيمة الشورى، حيث حدد مكانتها العتيدة بين السنن الكونية الحاكمة للاجتماع، وفي حدود علمي لم أجد فقيها أو مفكرا قرر هذه المكانة لقيمة الشورى.

وعليه، يجب أن يترسخ بالتفصيل في عقل المجتمع هذا المفهوم السنني لقيمة الشورى، فهذا "التسكين" لقيمة الشورى سيحسم الجدل الفارغ الذي لا يكاد ينتهي حتى يأتي جامد فيثير العبارة الفجة - مُعْلِمَةٌ، لا ملزمة، وينبري آخر فيقول: ملزمة، وهكذا نحن بين فذلكات قيلت منذ 1200 عام دون إحراز أي نتيجة تخدم الكتاب المعصوم الخالد الذي حدد مقصد الشورى أنها حماية للمجتمع من بغي السلطات الطاغوتية المتغولة المستبدة، قال تعالى: "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون • والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون • وجزاء سيئة سيئة مثلها…" إلخ.

3- أبرز الدلالات: سورة الشورى مكية نزلت تقريبا في سنة ست أو سبع للبعثة، أي قبل التشريع التفصيلي لفرائض الإسلام - صلاة، زكاة، صوم، حج، أسرة، جهاد... إلخ، وهذا يعطينا أعظم الدلالات على المكانة البالغة الأهمية للشورى كما في البند التالي.

4- أن الشورى سنة كونية من السنن الحاكمة للاجتماع الإنساني الضابطة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم.

5- أن نزول سورة الشورى في العهد المكي دليل على أهمية بناء المجتمع كما أراده الله العليم الحكيم الخبير بما يصلح العباد دنيا وأخرى.

6- أن الشورى وسيلة ثقافية عملية متصلة بالوجه العقدي - الكفر بالطاغوت، وهي سلوك عملي غايتها تحصين المجتمع من طاغوتية السلطات المستبدة والطغيان أيا كان مصدره.

7- أن الكفر بالطاغوت - ذهنيا - على أهميته لا يكفي في حماية المجتمع وإنما يجب ضرورة وجود آلية إجرائية صادرة عن المجتمع، فهو صاحب المصلحة أولا وأخيرا، وهو الذي يحدد الوسيلة الأكثر فاعلية في حماية المجتمع حسب الزمان والمكان، قال تعالى: "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون • وجزاء سيئة سيئة مثلها" (الشورى، 39).

8- في ذات السياق قال تعالى: "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل • إنما السبيل على الذين يظلمون الناس في الأرض بغير الحق".. وهذا ما يوضحه البند التالي.

9- أن أخطر أنواع الظلم على الإطلاق هو الظلم الصادر عن المتسلطين الذين قال الله عنهم: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل".

10- جذور الفساد ومنابعه: السور المكية في 17 موضعا حددت جذور بلاء المجتمعات في شريحة "الملأ المترفين".. إنها الطبقية الخبيثة.. إنها السلالية العنصرية.. إنها ديكتاتورية الحزب الواحد الذي يدور حول الفردية الطاغوتية.. إنها تكتل ذوي المال، ووصول أهل النفاق والإعلام، والكهانة الدينية.. إنها أركان الطاغوت: "فتولى بركنه".. ثم ماذا؟.. "فاستخف قومه فأطاعوه".. استخف بأركان نظامه.

11- شريحة "الملأ" ذمها القرآن عموما إلّا في موطن واحد - نموذج ملكة سبأ فقط: "يا أيها الملأ أفتوني في أمري..." إلخ.

12- الله سبحانه هدانا "إلى الرشد"، و"للتي هي أقوم".. قائلا: إن الملأ مفسدون على مر التاريخ وإليكم الحل الرشيد تمليك المجتمع حق الشورى فهو صاحب المصلحة لا سواه.

13- إذن الشورى هي كبح جماح السلطات الباغية، وهي الانتصار العملي على الطاغوت والطغيان وبغي المستبدين على الشعوب.

14- قرر القرآن أن التشاور يكون في القرارات التنفيذية الإستراتيجية المصيرية - ملكة سبأ نموذجا: "أفتوني في أمري".

- القرآن أمر المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم: "وشاورهم في الأمر".. وهذا يعني تشاور في القرارات التنفيذية المصيرية. وعليه، ومن باب أولى التشاور التشريعي في مستجدات حياة المجتمع، قال تعالى: "وأمرهم شورى بينهم".. أمرهم - أمور دنياهم مطلقا.
الخلاصة، الشورى سنة كونية اجتماعية هدفها حماية المجتمع من بغي السلطات.

الشورى تجسيد لكرامة الإنسان فردا ومجموعا.

وهنا نكون قد وضحنا أن الشورى غاية لبناء المجتمع ولها وظيفة وسائلية هي حماية المجتمع.

ثالثا، الشورى معيار - ميزان عملي:

1- الشورى هي المعيار - الميزان الاجتماعي يقاس من خلاله مدى حضور القيم - إنسانيا وحضاريا، وذلك من خلال تطبيق الشورى تفاعلا مع العرف المتجدد والتزاما بأوامر القرآن: "وأمر بالعرف"، ذلك أن صور العدل والمصالح الدنيوية تتجدد حسب الزمان والمكان.. تجدد يدركه العقل والتجربة كما قال فقهاء المقاصد.

رابعا، تربية المجتمع عمليا على تطبيق الشورى:

المجتمع إذا لم يتعلم كيفية إدارة مصالحه فلا شك أنه سيتفلت من تعاليم الإسلام - عدا ركعات أو صوم... إلخ. لكنه لا يعلم غايات عبادته، ولذلك فالله أمرنا أن نرسخ قيمة الشورى - تربية المجتمع عمليا كما في الأمثلة التالية:

1- فطام الرضيع: الله تعالى ألزم الزوجين بأن صاحب المصلحة هو الرضيع، وبالتالي فليس من حق أحد الأبوين أن ينفرد بالقرار وإنما عليهما التشاور فيما يخدم مصلحة الرضيع: "فإن أرادا فصالا عن تشاور..." - والفصال هو الفطام.

2- شقاق الزوجين: قال تعالى: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا..." إلخ.

هنا يجب قيام حكومة عدل من طرفي الأسرتين للتشاور وفحص القضية والموازنة بين الخيارات والمآلات واختيار أقوى المصالح، ومن دون حكومة العدل فمجانفة الإثم هي سيد الموقف.

3- نشوز الزوج: قال تعالى: "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير".. إنها هداية القرآن "للتي هي أقوم".. هي هنا الشورى فيها الرشد.

4- جبر الضرر في أرض الحرم: قال تعالى: "ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم..." إلخ.

يلاحظ هنا حكومة عدل فيمن يقتل أرنبا، أو سنجابا، أو نعامة... إلخ. فهنا نص صريح أن لا كهنوتية وإنما عقليتان تنظران في حجم الصيد المقتول، وتحديد العقوبة العادلة فلا ضرر ولا ضرار.

5- الأمن القومي الحضاري الشامل - ونظام الغرفتين: قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا" (النساء، 83).

اضطراب واقع الحياة جراء نزوات الطغاة المتربصين - البعد الخارجي - أو أزمات اقتصادية أو كوارث... إلخ.. أمور واردة ولكن العليم الحكيم علمنا أن نعطي القوس باريها - أهل التخصص- أولو الأمر - أولو التخصص، أولو التجارب، أولو الحُنْكة والاطلاع، فهؤلاء هم مجلس الأمن القومي الحضاري الذين يناقشون القضايا العميقة المتصلة بالأمن الحضاري الشامل للأمة - هوية، وطنيا، سياسيا، اقتصاديا، ثقافيا، اجتماعيا، تربويا، أمنيا، عسكريا، تسلحا، صناعيا... إلخ. فهذا غير المجلس التشريعي فهو يختص بتشريع القوانين، والمجلس الأول مهمته الدراسات الإستراتيجية بعيدة المدى، وليس مجلسا يختطف المواطنين، أن القرآن سبق الدول الكبرى ذات نظام الغرفتين - الشيوخ والكونجرس وما شابه.

باختصار، القرآن يرسخ في المجتمع الكفر بطاغوت الفردية، قائلا: لا للتكتلات الحامية لمصالحها الذاتية، لا للذين يحضرون لاستلام بدل السفر ثم يعودون من حيث جاءوا.!!

أنت أيها المجتمع إزاء أخطار محدقة بك فكن أنت صاحب قرار أمنك الحضاري الشامل.

6- مقارعة الطاغوت المستخف بالعقول: قال تعالى: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين".. مصطلح الفسق هنا لافت لمن ألقى السمع فهو يقول للمجتمع: انتبه، الله منحكم أجل النعم وهي نعمة العقول والعلم فإذا قبلتم أن يستخف بعقولكم الطاغوت فاعلموا أنكم قد كفرتم بأعظم نعم الله عليكم، وهذا عين الفسق الدنيوي ضد مصالحكم، والله وصف ذلك بالأسف: "فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين • فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين".. عبرة لكم، فاحذروا أن تلحقكم لعنة "دار البوار" بسبب الكفر بنعمة الله.

7- مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تقول بالحرف إنه ما "تنامى" أي خبر من أعداء الإسلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بادر الرسول إلى عقد مجلس شوراه، بل تعددت صور التشاور منه صلى الله عليه وسلم بحسب الموقف، فها هو صلى الله عليه وسلم يشاور السعدين فقط لا غير، سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ، يوم الخندق بشأن إعطاء قبيلتي أسد وغطفان ثلث تمر المدينة كي يكسر أعتى قوتين في الأحزاب، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يشاور غير ذوي الاختصاص - القرار القبلي العشائري، رفضا رضي الله عنهما، فابتسم صلى الله عليه وسلم ولم يقل لهما: رددتما قراري؟
وموقف أقوى وأعجب يدل على بناء المجتمع بناء صحيحا، فها هو صلى الله عليه وسلم يتشفع به خادمه - المملوك مغيث لدى زوجته بريرة والتي اعتقتها عائشة رضي الله عنها فملكت أمر نفسها ورفضت البقاء مع زوجها الذي لا زال مملوكا، تقدم الرسول إلى بريرة شافعا فقالت: "أشفيع أم آمر يا رسول الله"؟ يا إلهي، يا لطيف، جارية مملوكة، كيف بلغت هذه المرتبة من الثقافة؟

أجاب صلى الله عليه وسلم: شفيع. أجابت: لا يا رسول الله. الله أكبر، سلوا جيش الجمهورية اليمنية، سلوا من أعاد الشعب اليمني إلى وهدة الإمامة بعد خمسة عقود.؟

8- الفاروق يشاور النساء: أراد الفاروق أن يحدد مدة زمنية لبقاء الجند في الجبهات فلم يتجه لمشاورة الرجال وإنما شاور الشريحة التي تكتوي حقا بنار الفراق - فقد شاور النساء - خولة بنت ثعلبة، وانتهت القصة بتحديد ستة أشهر لبقاء الجند في الجبهات، والقصة معروفة، والأمثلة كثيرة على بناء المجتمع.

خامسا، غاية الشورى بناء شخصية الأمة:
1- شخصية الأمة أولاها الإسلام عناية فائقة، ذلك أن القرآن يقول لنا: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".

2- نلاحظ أن قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبطة بالإيمان بالله.

3- قيمة الأمر بالمعروف... إلخ، هي غاية الشورى في بناء شخصية أمة الإسلام، والأمثلة كثيرة.. نكتفي بالمثال التالي.

استمر الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في مواسم الحج، والهدف إيجاد رقعة جغرافية يحتمي بها، ذلك أن الجغرافيا إحدى أسس قيام الدولة وبناء شخصية الأمة المستقلة.
بعد الهجرة، غزوة بدر بعام وأشهر، نجد القرآن وعد المسلمين بإحدى الطائفتين ولم يحدد واحدة بعينها.

كتب السيرة تقول إن الخروج كان لأجل القافلة بدلا عما تركه المهاجرون في مكة.. لعل هذا وارد ولكن ليس كل شيء، فهناك أمر أهم جدا بكثير إنه أمر "الاستقلال الجغرافي"، شخصية الأمة المسلمة التي بدأت تتكون، وأن طريق التجارة بين الشام باتت قريبة من سيطرة الدولة الفتية، وبالتالي قريش لا بد وأنها ستجالد في أُحُد والخندق، ثم وصلت إلى مرحلة إحلال السلام لطريق التجارة القريب من يثرب.

إذن، نحن أمام بناء شخصية الأمة المسلمة بناء يبدأ من الاستقلال الجغرافي وبورصة السوق في المدينة الموازية للبورصات اليهودية، ثم بإعداد الجيش - حراسة المدينة، ثم مواجهة الروم في مؤتة، وإن كانت المواجهة غير متكافئة، لكنها جعلت الروم يضربون أخماسا في أسداس للمواجهات القادمة.
لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى والأهداف واضحة لدى الصحابة - بناء مجتمع، شورى، أمن المدينة، استقلالية حضارية حسب السياق الظرفي، شخصية الأمة، بناء الدولة الراشدية، فلا تصدقوا أن الصحابة ارتبكوا لوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى تلك الصورة التي رسمها الفرس لأهداف سلالية، ولا ارتد الصحابة ولا اليمن، فكل تلك دعاوى فارسية حاقدة فيها جبال من الأكاذيب.

باختصار، شخصية الأمة هي المعيار النهائي الحضاري الجذاب الذي جعل الأقاليم في فارس والروم تتهاوى ثقافيا قبل الحرب. شخصية الأمة هي التجسيد العملي للشهادة على الناس، والإسهام في رفع الظلم عن كاهل المظلومين من بني البشر.

نلتقي بعونه سبحانه مع الضمانات.
هيئة شورى إصلاح البيضاء تنتخب قيادة جديدة وتشدد على اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح الوضع الاقتصادي

الإصلاح نت - خاص

عقدت هيئة الشورى المحلية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة البيضاء، أمس الثلاثاء، دورتها الاعتيادية استنادا للنظام الأساسي للإصلاح ولوائحه الداخلية.
وجاء الانعقاد التزاما بالتوجهات العامة للإصلاح وتجسيدا لمبدأ التداول للسلطة وإلى حاجة الإصلاح في البيضاء إلى انتخاب قيادة جديدة رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد جراء الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة.
وفي البداية استعرضت هيئة الشورى المحلية للإصلاح بمحافظة البيضاء جدول الأعمال وأقرته.
وشددت هيئة شورى الإصلاح المحلية بالبيضاء في بيانها الختامي على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإصلاح الوضع الاقتصادي والعمل على وقف تدهور العملة الوطنية وتحسين الخدمات الأساسية وتنمية الموارد وترشيد الإنفاق.
وأشاد البيان الختامي بالدور الإيجابي والفعال لكافة أعضاء ومنتسبي الإصلاح بالمحافظة في مواجهة المشروع الانقلابي؛ داعيا الجميع إلى المزيد من العمل ومضاعفة الجهود وتوسيع دائرة الانتماء للإصلاح والى مزيد من الانفتاح على الآخرين وترسيخ لغلة الحوار والتفاهم ومبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى ونشر ثقافة التسامح في أوساط المجتمع.
وشدد البيان على ضرورة العمل مع كافة شركاء العمل السياسي في المحافظة بمختلف توجهاتهم من أجل تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران وتسخير كل الإمكانيات المتاحة في سبيل ذلك؛ داعيا كافة أبناء الشعب اليمني إلى ضرورة الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي لاستعادة مؤسسات الدولة ودحر الإنقلاب.
واكد البيان على ضرورة إسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في معركته المقدسة حتى تحرير كل شبر من تراب الوطن من المليشيات؛ داعيا الحكومية الشرعية إلى الاهتمام ورعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمختطفين.
وحيا البيان المرأة الإصلاحية على دورها البارز والمحوري في كافة المجالات مشددا على ضرورة الاهتمام بها أكثر في كل مديريات المحافظة من خلال متابعة سير العمل التنظيمي والأنشطة والفعاليات التي تقوم بها الدائرة.
وخلال جلسة الاجتماع تم انتخاب رئاسة جديدة لهيئة الشورى المحلية واللجنة القضائية والمكتب التنفيذي بالمحافظة.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10339
اختطاف السياسة وتجريفها.. محمد قحطان 3000 يوم خلف قضبان مليشيا الإرهاب

الاصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10340
تنطلق اليوم الأربعاء حملة الكترونية، للتذكير بمُضي ثلاثة آلاف يوم، على اختطاف مليشيات الحوثي وإخفائها قسرًا للقيادي في حزب الإصلاح وعضو مؤتمر الحوار الوطني "محمد قحطان"، في واحدة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق رجال السياسة في اليمن.

منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014، تتعرض الحياة السياسية في اليمن للتجريف بشكل غير مسبوق، فمن الانقلاب على الدولة ومؤسساتها الدستورية، إلى حملات الاختطاف والاخفاء القسري، والاغتيالات التي طالت عددًا من رجال السياسة والأحزاب السياسية والناشطين والصحفيين والحقوقيين وأصحاب الرأى، واختطاف رموزها واستخدامهم ورقة للابتزاز السياسي.

ويأتي في مقدمة تلك الرموز السياسية التي تعرضت للاختطاف والاخفاء القسري السياسي اليمني البارز محمد قحطان، الذي أمضى حتى الآن ثلاثة آلاف يوم على اختطافه من قبل مليشيا الحوثي من داخل منزله، واخفاءه قسرًا، منذ أبريل 2015، وحولت قضيته الإنسانية إلى ورقة ابتزاز ضد الشرعية.

لقد كان اختطاف مليشيا الحوثي للسياسي اليمني البارز محمد قحطان، واخفاءه قسرًا على مدى تسع سنوات، تأكيد واضح على الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الحوثي ضد اليمنيين، بمختلف توجهاتهم وفئاتهم، وجرفت معهم الحياة السياسية برمتها، لتحل البندقية محل الحوار، والعنف والحرب مقام السياسة.

لماذا قحطان؟

معاناة كبيرة تعيشها أسرة السياسي الكبير محمد قحطان، منذ اختطافه قبل تسع سنوات، حيث توفي ثلاثة من عائلته منهم والدته وعمه وخاله، ناهيك عن معاناة الأسرة جميعها منذ اختطافه، وعدم سماح المليشيا لعائلته بالتواصل معه فضلا عن الإفراج عنه.

ورغم تبني الأمم المتحدة قضيته ومطالبتها الحوثيين أكثر من مرة بالإفراج الفوري عنه، إلا أن المليشيا الحوثية ترفض بشكل دائم السماح للصليب الأحمر بزيارته، ولم تستجب لكل تلك الدعوات التي أطلقها مجلس الأمن أو بيانات المبعوث الأممي المتكررة بشأنه.

ويرى مراقبون أن محمد قحطان مثّل سياسة اليمن طوال الفترة الماضية، وعندما كانت تنعدم الحلول كان الحل لدى "قحطان"، وأن الحاجة اليوم لقحطان أشد من أي وقت مضى، فاليوم تنعدم الحلول في "أسوأ أزمة عرفتها اليمن"، وعندما كانت اليمن بحاجة قحطان لم يخذلها؛ لكن الميليشيا ترفض حتى الإفصاح عن مكانه؛ لأنها لا تريد حلاً ولا تريد فكرة تنقذ البلاد والعباد من عبثها.

لقد أثبت المناضل الوطني محمد قحطان جسارة كبيرة عند دخول المليشيات إلى صنعاء في سبتمبر 2014م، وعرى خططهم في كل المجامع، وعند احتجاز المليشيات للرئيس الأسبق (هادي) كان قحطان الصوت الجسور المطالب برفع الإقامة الجبرية عنه، وعند وصول الرئيس هادي الى عدن هنّأه قحطان بسلامة الوصول.

إن مواقف قحطان الوطنية المؤمنة بزوال انتفاشة المليشيات، لم يطقها القادمون من الكهوف، بل أخافت دعاة الخرافة، ذلك أن قحطان الضارب في جذور القيم الوطنية لم يكن ليقدم خطابا مداهنا، ولم يكن لمثله أن يهادن، قحطان مهندس الإجماعات الوطنية أخاف اللاعبين على وتر الانقسامات والتشظي، ولذا أختطفوه.

اختطاف قحطان غياب السياسة

لم يكن اختطاف مليشيا الحوثي للسياسي البارز محمد قحطان من فراغ، وإنما عن عمد وقصد، لمعرفتهم الدور الكبير الذي يمثله، ليس باعتباره رمزاً سياسيا وحسب بل ولكنه فكرة ومبدأ، ولذا كان ولا يزال قحطان في قلب التضحية يلهم اليمنيين قولا وفعلا، ما يليق به وبالقضية اليمنية.

وحسب الكاتب والأديب اليمني جمال أنعم فإن قحطان قصة كبيرة وغنية بالمعاني والدلالات، فجسد قحطان هناك، بينما روحه وأفكاره ومساره وتاريخه هنا يتحرك في كل الاتجاهات يتجاوز السجن والسجان. مؤكدا أن ما يبقي قحطان حيًا هو الحفاظ على قضيته حيّة، وإعطاء تضحيته معناها وأبعادها الوطنية والإنسانية ورمزيتها الكبرى على صعيد المقاومة والنضال.

اختطاف قحطان مؤشر على انتهاء السياسة

بالمقابل يرى نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح عدنان العديني، بأن اليمن خسر توجهاً سياسياً كان يعبر عنه قحطان وهو ترك التصادم، والجنوح للتجاور السياسي، إلا أن مليشيا الحوثي حينها وبدعم من إيران وأطراف أخرى قد اختارت التصادم والمواجهة مع الكل، لذا سارعت إلى تغييب قحطان مبكراً، قبل التحرك إلى مواجهتها على كل الصعد.

واعتبر العديني، الاختطاف الحوثي لقحطان، مؤشراً على انتهاء السياسة واختطافها وإلغاء عهد كامل من العمل السياسي.. لافتا إلى أن عودة السياسة غير ممكن دون إطلاق قحطان، وخروج قحطان يعني عودة العمل السياسي والحريات السياسية للناس، وانتهاء مرحلة الحرب، وعدم إطلاق قحطان يعني البقاء في مرحلة الحرب، مهما كان الحديث عن عملية السلام.

انتهاكات حقوق الإنسان
منذ انقلابها على الدولة، تصدرت مليشيا الحوثي قوائم الانتهاكات التي ارتكبتها بحق اليمنيين المدنيين، رجالا ونساء وأطفال، حيث انتهكت كل حقوق الانسان التي كفلها الدستور والإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي أعلنتها الأمم المتحدة 1948، وصادقت عليها اليمن، كواحدة من أوائل الدول في المنطقة.
وبالنظر إلى وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فقد وضعت أهم مضامينها "احترام حرية التعبير، وحرية التجمع السلمي، والتحرر من الخوف والحاجة، واحترام حقوق الأفراد... وغيرها)، والمتتبع لما قامت به مليشيا الحوثي بحق اليمنيين منذ انقلابها على الدولة، يلحظ المرء انتهاكها لكل الحقوق الأساسية التي كفلها الدستور، والمواثيق الدولية.

لقد جرّمت المليشيا حرية التعبير، ووضعت السياسيين ومنهم الأستاذ قحطان والصحافيين والنشطاء في زنازينها، وحولت الصحافة والكلمة إلى تهمة تستوجب المحاكمة، باعتبارها خطر أعظم من المقاتلين في الجبهات كما قال عبدالملك الحوثي في أحد خطاباته، كما قامت المليشيا بتجريم حرية التجمع السلمي، حيث واجهت أي تجمعات سلمية بالحديد والنار.

كما قامت بانتهاك حقوق الأفراد، سواء الموظفين أو المدنيين، وجعلتهم تحت نار الخوف والحاجة، واختطفت الصحفيين، والسياسيين وعلى رأسهم محمد قحطان والعسكريين المفرج عنهم، فيصل رجب، واللواء محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي، وانتهكت حقوقهم الإنسانية.

تجريف الحياة السياسة

باختطاف قحطان، جرفت مليشيا الحوثي الحياة السياسية في اليمن برمتها، ولا عجب فالمليشيا لا تؤمن بالسياسة وأدواتها السلمية، وباتت تضيق بالسياسة، والأحزاب السياسية التي باتت تراها خطرا على حضورها وطموحاتها.
إن محاولات المليشيا الحوثية استهداف الأحزاب اليمنية، باعتبار ذلك استهداف للحياة السياسية، ومحاولة تفريغها بحيث تصبح هشّة وقابلة للتبديد والاختراق، وملئ الحياة السياسية بالسلطات الهشة، وجماعات العنف والإرهاب.

لقد مثلّت الأحزاب اليمنية إحدى مكونات المشهد السياسي والاجتماعي اليمني، وباتت المعضلة الكبرى التي تواجه الأحزاب اليوم هو تعطيل مليشيا الحوثي للحياة السياسية بشكل كامل في الداخل اليمني، حيث عملت منذ انقلابها على الدولة، على تجريف الحياة السياسية والسعي لإغلاق المجال العام واحتكاره من قبلها والتحكم به.

ويرى مراقبون، أن مليشيا الحوثي تهدف من وراء تجريف الحياة السياسية في اليمن باعتبارها مليشيا قائم وجودها على السلاح لفرض أفكارها الطائفية والسلالية، وفي منهاج السياسة لا توجد البندقية، وحين تحضر السياسة ينتفي وجود السلاح الذي تتمدد عن طريقه المليشيا، ولذا تلجأ مليشيا الحوثي للقوة باعتبارها وسيلة مليشاوية إرهابية في مواجهة السياسة وأدواتها الناعمة.

ولذا فقد كان موقف الأحزاب السياسية اليمنية داعمًا للدولة، في معركتها العسكرية ضد الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي؛ لأن ذلك يصب في صميم المهمة السياسية الرامية لاستعادة الدولة الضامنة لحريات المواطنين وحقوقهم، وهو ما تعمل المليشيا الحوثية على تجريفه ليبقى صوتها الواحد في سياق مشروع عودة الإمامة، وحكم الملالي.

استغلال الحوثي للقضاء

مطلع العام الجاري سلّط تقريرٌ دوري صادر عن لجنة من خبراء الأمم المتحدة المعنيين باليمن، الضوء على انتهاكات الحوثيين المتواصلة، مشيرًا إلى أنه في مناطق الحوثي يجري استغلال الاحتجاز، والنظام القضائي لقمع أي معارضة، أو اختلاف متصور في الرأي لاسيما من قبل الصحفيين والنساء والأقليات الدينية.
واستعرض التقرير الانتهاكات الحوثية والتي جاء أبرزها تجنيد المليشيا الحوثية للأطفال، واستخدام المساعدات الإنسانية للضغط على الأسر كي ترسل أطفالها للمشاركة في المعارك، واستخدام الحوثيين لموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى لاستهداف الملاحة جنوبي البحر الأحمر، وإطلاق الزوارق الملغومة.

التقرير أشار إلى حملات التطييف الذي تقوم بها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتهم، من خلال المراكز الصيفية، والدورات الطائفية، ناهيك عن ممارسة القمع ضد النساء الناشطات سياسيًا والمهنيات، وتحصيلهم رسوم وجبايات غير قانونية من القطاعات الاقتصادية المدرة للإيرادات المرتفعة، مثل النفط والاتصالات، ومصادرة أصول وأموال الأفراد والكيانات.

وأكد التقرير أن استخدام الحوثيين العشوائي للألغام الأرضية، ولا سيما على طول الساحل الغربي، شكّل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين، مع ما يترتب على ذلك من آثار مأساوية على حياة الناس والأمن والصحة، من عواقب طويلة الأجل إذا لم يتم التصدي لها.

لماذا تستهدف المليشيا العملية السياسية؟

قامت مليشيا الحوثي باختطاف العشرات من السياسيين اليمنيين من مختلف الأحزاب السياسية وعلى رأسهم المناضل محمد قحطان، الذي يعد اختطافه اختطاف للحياة السياسية اليمنية برمتها؛ كونه اختطف من منزله، وتسعى مليشيا الحوثي لمقايضته بمقاتليها الذين تم آسرهم من قبل قوات الجيش الوطني في جبهات القتال المختلفة.
لقد كان استهداف مليشيا الحوثي لقحطان، استهدافا للسياسة والسياسيين والأحزاب السياسية، التي أدركت كارثية الخطر المحدق على المجتمع والإقليم بعد سيطرة المليشيا الإرهابية على الدولة، وما خلفه ذلك من خلق مفاهيم وعناوين غريبة ذات بُعد سلالي وطائفي، تحاول المليشيا فرضها على الناس من خلال تعميم تصوراتها الذهنية، وبث بذور التناحر بين اليمنيين على أسس وتوصيفات مذهبية وعرقية.

ولذا كان من الواجب اليوم على الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية العمل على لملمة صفوفها، كشركاء للعمل السياسي، بما يخدم استعادة الدولة، وإدراك الجميع بضرورة تكامل جهود شركاء العمل السياسي في كل ما يقرر مصير البلاد.
‏أشاد بموقف المملكة الأخوي..
إصلاح حضرموت يبارك إشهار مجلس حضرموت الوطني حاملاً سياسياً معبراً عن طموحات المجتمع

الإصلاح نت - المكلا

بارك التجمع اليمني للإصلاح بحضرموت، ما توصلت له المشاورات بين أبناء المحافظة في الأيام الماضية بمدينة الرياض، والتي أفضت إلى إشهار مجلس حضرموت الوطني حاملاً سياسياً معبراً عن طموحات المجتمع الحضرمي.

وأكد في بيان، اليوم الخميس، مباركته إصدار الوثيقة السياسية والحقوقية الحضرمية بما يلبي تطلعات أبناء حضرموت وحقهم في إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، وكذا التوقيع على ميثاق الشرف الحضرمي بما يعزز وحدة وتماسك الصف والالتزام تجاه حضرموت في الداخل والمهجر.

وأشاد إصلاح حضرموت بالموقف الأخوي الخالد من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية واحتضانهم ورعايتهم لهذه المشاورات، معتبراً أن هذا ليس غريباً على الأشقاء، مؤكداً الثقة بأنهم سيقدمون المزيد من الدعم والإسناد لهذا المنجز حتى يحقق غاياته النبيلة التي يطمح لها كل أبناء حضرموت والوطن وبما يعود بالنفع على حضرموت واليمن والمنطقة بشكل عام.

وأكد إصلاح حضرموت على ما أكدت عليه الوثيقة السياسية الحضرمية في حق حضرموت من المشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي والتمثيل في الغرف البرلمانية والاستشارية والهيئات الحكومية والتفاوضية والسلك الدبلوماسي، بما يعزز الثقة بين أبناء الوطن ويصنع شراكة حقيقية مطمئنة للجميع ترسي قواعد متينة للدولة الاتحادية.

واعتبر أن هذا الحدث يصب في إنجاح مهمة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية الدستورية في اليمن، وتعزيز مؤسساتها المختلفة وتثبيت أركانها على أرض الواقع لمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية التي تهدد الأمن الوطني والخليجي والملاحة الدولية والسلم العالمي على حد سواء.

وأشار إصلاح حضرموت إلى أن هذه الوثيقة وما تضمنته وإشهار المجلس ولجنته التأسيسية يتطلب من الجميع دون استثناء من سلطة محلية ومكونات سياسية ومجتمعية وشخصيات وكفاءات في الداخل والمهجر السعي الجاد والمستمر للوصول إلى تحقيق الغايات التي من أجلها تم التوصل إلى كل هذه المنجزات.

وعبر عن ثقته بأن النجاح سيكون حليف أهلنا في حضرموت لنيل حقوقهم المشروعة.

نص البيان:

يبارك التجمع اليمني للإصلاح بحضرموت ما توصلت له المشاورات بين أبناء حضرموت في الأيام الماضية في مدينة الرياض والتي أفضت إلى إشهار مجلس حضرموت الوطني حاملاً سياسياً معبراً عن طموحات المجتمع الحضرمي، وإصدار الوثيقة السياسية والحقوقية الحضرمية بما يلبي تطلعات أبناء حضرموت وحقهم في إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، وكذا التوقيع على ميثاق الشرف الحضرمي بما يعزز وحدة وتماسك الصف والالتزام تجاه حضرموت في الداخل والمهجر.

ونحن في إصلاح حضرموت إذ نبارك هذه الخطوة الهامة التي أقدم عليها أهلنا في حضرموت فإننا نشيد بالموقف الأخوي الخالد من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية واحتضانهم ورعايتهم لهذه المشاورات وما كان لهذا المنجز أن يتحقق لولا فضل الله ثم دعم المملكة ورعايتها له، وهذا الأمر ليس غريباً على أشقائنا في المملكة بل هو ما عهدناه منهم على الدوام ونحن على ثقة بأنهم سيقدمون المزيد من الدعم والإسناد لهذا المنجز حتى يحقق غاياته النبيلة التي يطمح لها كل أبناء حضرموت والوطن وبما يعود بالنفع على حضرموت واليمن والمنطقة بشكل عام.

كما نؤكد على ما أكدت عليه الوثيقة السياسية الحضرمية في حق حضرموت من المشاركة العادلة في صناعة القرار السيادي والتمثيل في الغرف البرلمانية والاستشارية والهيئات الحكومية والتفاوضية والسلك الدبلوماسي، بما يعزز الثقة بين أبناء الوطن ويصنع شراكة حقيقة مطمئنة للجميع ترسي قواعد متينة للدولة الإتحادية.

ولا شك أن هذا الحدث سوف يصب في إنجاح مهمة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية الدستورية في اليمن وتعزيز مؤسساتها المختلفة وتثبيت أركانها على أرض الواقع لمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية التي تهدد الأمن الوطني والخليجي والملاحة الدولية والسلم العالمي على حد سواء.

إن هذه الوثيقة وما تضمنته وإشهار المجلس ولجنته التأسيسية تتطلب من الجميع دون استثناء من سلطة محلية ومكونات سياسية ومجتمعية وشخصيات وكفاءات في الداخل والمهجر السعي الجاد والمستمر للوصول إلى تحقيق الغايات التي من أجلها تم التوصل إلى كل هذه المنجزات، ونحن على ثقة بأن النجاح سيكون حليف أهلنا في حضرموت لنيل حقوقهم المشروعة.

وبالله التوفيق

صادر عن:
التجمع اليمني للإصلاح - حضرموت

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10342&fbclid=IwAR3UHQpXoz7qk4Mip-hTrq7-0pk1-OTXmSicwoIkfCcjbf2UCMC_f5asj_Q