قناة سماحة الشيخ علي الجزيري

شبهة*

743 views11:04

🔴 شبهة : [يقول بعض الناس إن علماء السنة متفوقون على علماء الإمامية في علم الحديث كما أنهم معتنون بالأحاديث الواردة في أصول الدين من جهة تصحيحها وتضعيفها وليس علماؤنا كذلك بل إن جهودهم مقصورة على أحاديث الأحكام ، ويرى هذا البعض أن الألباني نموذج فريد في هذا العلم وينبغي أن نحذو حذوه]

الجواب :

🔵 أما علم الحديث عند السنة فيكفي أن نشير إجمالاً إلى وجوهٍ من وهنه وهزاله:

الوجه الأول: اعتماد السنة في نقل الأخبار على المنافقين والزنادقة والنواصب والخوارج وكذلك الوضاعين فهذا صحيح البخاري وهو أعلى ما عند القوم والذي تلقاه جمهورهم بالقبول يروي عن عمران بن حطان الذي مدح عبد الرحمن بن ملجم بأبياته المشهورة ولا أريد ذكرها ومحمد بن زياد الناصبي المعروف وحريز بن عثمان الذي كان يلعن أمير المؤمنين عليه السلام صبحاً ومساءً سبعين مرة فإذا كان هذا حال صحيح البخاري فما ظنك بغيره؟ بل كلما اشتد الرجل نصبًا عند القوم وصفوه بأنه صاحب سنة.

الوجه الثاني: اعتمادهم في الرواية على المدلسين بل نقل حافظهم على الإطلاق ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب : (وقال البغوي ثنا أحمد بن إبراهيم العبدي ثنا محمد بن معاذ ثنا معاذ عن شعبة قال ومن هو شعبة عندهم قال ما رأيت أحدًا من أصحاب الحديث إلا يدلس) هذا هو حال من يتبجح بهم هذا البعض ، هؤلاء المدلسة يُقَارَنُونَ بعلماء طائفتنا المطهرين ويُرَجَّحُونَ عليهم ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون.

الوجه الثالث: اعتمادهم في توثيق الرجال على المعاندين وأتباع الهوى ويكفي أن تعرف أن من أئمة الجرح والتعديل عندهم يحيى بن سعيد القطان الذي يصف مجالدًا بأنه وضّاع لا يبالي بالكذب وإذا سُئِلَ يحيى بن سعيد القطان عن الإمام الصادق قال إن مجالدًا -هذا الكذاب عنده- أحب إليه من الإمام الصادق (عليه السلام) ، فقبح الله من كان هذا حاله.

الوجه الرابع: إن أئمة الجرح والتعديل عندهم يضعّفون ويوثّقون لخلافات شخصيّة فيحدث بين رجل منهم وأحد الرواة خصومة شخصيّة فيضعّفه وإن كان ثقة ، وتربطه علاقة مودة براوٍ فيوثقه وإن كان كذابًا ، حتى قال العسقلاني في لسان الميزان : (كلام الأقران بعضهم في بعض لا يُعْبَأ به ولا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد لا ينجو منه إلا من عصم الله وما علمتُ أنّ عصرًا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى النبيين والصديقين) ، ويقول: (ولو شئت لسردت من ذلك كراريس) في حال توثيقهم للرجال الضعفاء وتضعيفهم للثقاة المبنيّ على العداوة الشخصية والروابط الشخصية.

وأما إشادة [البعض] بعالمهم الألباني فيكفيك ما استخرجه أحد شبابهم في الأردن من تناقضات هذا الألباني حتى ملأ بها كتابًا فارجع إلى تناقضات الألباني للسيد السقاف تعرف حال الذي رفع [البعض] من شأنه حتى كأنه أحد فحول هذا العلم.

🔵وأما حال علم الحديث عند الشيعة فالحديث عن مطاعن [البعض] وبيان ما فيه يحتاج إلى بحث مستقل يأتي في وقته .
وأما طعنه وتشنيعه وتفظيعه أمر اعتناء فقهائنا بالروايات الواردة في الأحكام الفرعية وعدم اعتنائهم بتصحيح الروايات الواردة في أصول الدين وفي المواعظ والأخلاق والسِّيَر فإنه جرأةٌ على أساطين المذهب وطراز تاجه المُذَهَّب ناشئة من الجهل بما يلزم في باب أصول الدين من [اعتبار اليقين] وأنه [لا عبرة بأخبار الآحاد في ذلك الباب وإن صحَّ سندها] بل [لابدَّ من تواتر الخبر أو قيام قرينة قطعيّة تفيد العلم واليقين بصدور ذلك الخبر].

فالبحث عن سنده إذن لَغْوٌ ؛ فإنه لو ثبتت صحّة الخبر سندًا لم يكن له قيمةٌ ما لم يكن متواترًا أو تقوم قرينةٌ قطعيّة على صدوره, ولو كان متواترًا أو قامت قرينةٌ قطعيّة على صدوره لم يضرّه ضعف سنده.

مقتبس من ردود سماحة آية الله الشيخ علي الجزيري (دامت بركاته) على شبهات البعض

----------

للاطلاع على إفاضات سماحة الشيخ يمكنكم الاشتراك عبر برنامج التلغرام
http://rb2.in/9BdI

788 views10:09