إنَّ الإسلامَ هو التحررُ المطلقُ من العبوديةِ للعبيدِ. والنظامُ الإسلاميُ هو وحدَه من بين سائرِ النظمِ الذي يُحققُ هذا التَحررَ..

إنَّ الناسَ في جميعِ النظمِ الأرضيةِ والمناهجِ الأرضيةِ يتخذ بعضُهم بعضًا أرباباً من دون الله. يقع هذا في أرقى الديمقراطياتِ…

في هذه الحلقة نستكمل حلقات أضواء على تراث الصادعون.
وقد ألقينا الضوء على حقيقة دعوة الجماعة ..
وقلنا إن منهج الجماعة لإبلاغ دعوتها هو نفسه منهج الدعوة الذي سلكه جميع رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم.
وهو منهج قائم على عدة محاور .. وفي هذه الحلقة نُلقي…

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ ‌مَآ ‌أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} ]المائدة - 104]
ت
وضح الآيةَ موقفًا عجيبا…

بهذه الحلقة التي نستكمل فيها محاور منهج البلاغ؛ نكون قد ألقينا بعض الضوء على حقيقة دعوة الصادعون بالحق ومنهجهم في الدعوة والبلاغ عن رب العالمين كما هو واضح بيِّن في تراث الجماعة. وندعوكم إلى متابعة حلقات من تراث الصادعون. نفعكم الله بها وجعلها في موازين أعمالنا…

هذه هي قضيةُ هذا الدينِ الأساسيةُ.. إنه إما اتباعٌ لما أنزل اللهُ فهو الإسلامُ لله، والاعترافُ له بالربوبية، وإفرادُه بالحكم والتشريعِ والأمرِ والنهيِ.. وإما اتباعٌ للأولياءِ من دونه فهو الشركُ، وهو رفضُ الاعترافِ لله بالربوبيةِ الخالصةِ.. فقضيةُ الحكمِ والتشريعِ…

إن هذه الجاهليَّةُ التي واجهَهَا كلُّ رسولٍ لمْ تكنْ متمثِّلَةً في نظريةٍ مجردةٍ، بل رُبَّما في بعضِ الأحيانِ لمْ تكنْ لها نظريةٌ على الإطلاقِ، كانوا يَنطَلقونَ من أهوائِهم، ولذلك كانُوا يُغيِّرُون كلَّ يومٍ في حياتِهِم بصورةٍ أو بأخرى.

كانتْ الجاهليةُ متمثِّلةً…

إن الإيمانَ نورٌ . . نور ٌ واحدٌ في طبيعتِه وحقيقتِه . . وإن الكفرَ ظلماتٌ . . ظلماتٌ متعددةٌ متنوعةٌ . ولكنها كلَّها ظلماتٌ.
وما يترك الإنسانُ نورَ الله الواحدَ الذي لا يتعدد. نورَ الحقِ الواحدَ الذي لا يتلبس. حتى يَدخَلَ في الظلماتِ من شتى الأنواعِ وشتى…

{يُرِيدُونَ لِيُطۡفِـُٔواْ ‌نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ ‌نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} [الصف: 8]

تعبرُ هذه الآيةُ عن حقيقةٍ واضحةٍ على مدار التاريخٍ فأعداءُ هذا الدينِ يَدسُّون ويكيدون محاولين القضاء على هذا الدينِ. ولكن كان…

الإنسانُ أمامَه طريقانِ في هذِهِ الحياةِ. إما الإسلامُ فيكونُ عابدًا للهِ، ومُسَلِّمًا أمرَه إلى اللهِ، وإمَّا أنْ يكونَ مُتمَرِدًا على اللهِ. وعليهِ أنْ يَختارَ هذا الجانبَ أو ذاكَ.
وحينما يَختارُ الجانبَ الحقَّ فإنَّه لا يفقِدُ ما تُحقِّقُه له الجاهليةُ…

يجب ابتداءً أن يَعترفَ الناسُ أن اللهَ سبحانه وتعالى هو وحده المُتصرّفُ في شؤون هذا الكونِ في عالم الأسبابِ والأقدارِ، ويعترفون له وحده بأنه المتصرّفُ في حسابهم وجزائِهم يوم الدين، ويعترفون له وحده بأنه هو المتصرّفُ في شؤونِ العباد في عالم الحُكمِ والشريعةِ…

من تُراث الصادعون - الحلقة {52} - حاجة الإنسان إلى العقيدة
لقد كانت الآياتُ التي تتنـزَّلُ في مكَّة؛ تتنـزَّلُ بالعقيدةِ وبالتوجيهاتِ الخلقيَّةِ التي تُكوِّن ضميرَ الإنسانِ المسلمِ، وتجعلُهُ يرتفعُ بنفسِهِ من الوَهْدَةِ التي كانَ فيها ومن المستنقعِ الذي…

وصية الله | الجزء الثاني
إنَّ " لا إله إلا الله " هي القاعدةُ التي يقوم عليها التصورُ الإسلاميُ والتي ينبثقُ منها منهجُ الإسلام للحياةِ كُلِها، فمن هذا التصورِ ينشأ الاتجاهُ إلى الله، ولا يلتزم الإنسانُ بطاعةٍ إلا طاعةَ الله وما يأمُره به من الطاعات،
ومن…

من تُراث الصادعون - الحلقة {53} - قبولُ شرع الله هو مقتضى الإيمان (الجزء الأول)
هل يتلقَّى الإنسانُ الشرعَ لأنَّه في مصلحتِهِ، ومن ثَمَّ يوافقُ على الخضوعِ له لأنَّه شيءٌ في صالحِهِ؟ أمْ أنَّهُ يتقبَّلُ شرعَ اللهِ لأنَّه أمرُ اللهِ ولأنَّه مقتضى إيمانِهِ…

المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي | الحلقة الأولى

إن الإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات : المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي

المجتمع المسلم: هو المجتمع الرباني وهو الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ونظاماً وخلقاً وسلوكًا
أما المجتمع الجاهلي…

من تُراث الصادعون - الحلقة {54} - قبولُ شرع الله هو مقتضى الإيمان (الجزء الثاني)

إنَّ دعوةَ الناسِ للإسلامِ من خلالِ إقناعِهم بالنظامِ وتفصيلاتِ النظامِ عملٌ عابثٌ؛ لأنَّك قد تبذلُ جهدًا هائلًا مع إنسانٍ ما في عرضِ النظامِ عليهِ فيقتنعَ بالقضيَّةِ الأولى…

المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي | الحلقة الثانيةأين تقف المجتمعات البشرية اليوم ..؟ هل هي مجتمعات إسلامية في حقيقتها أم مجتمعات جاهلية؟نقول بكل وضوح وصراحة..إن المجتمعات البشرية اليوم بجملتها مجتمعات جاهلية.. ولو أقرت بوجود الله سبحانه ولو تركت الناس يقدمون…

من تُراث الصادعون - الحلقة {55} - تعبيدُ الناسِ للهِ هو الهدفُ والغايةُ

إنَّ هذا الدينَ له هدفٌ واحدٌ، وهو تعبيدُ الناسِ للهِ، فكيفَ نخاطبُ الناسَ بشريعةٍ وهم لا يعترفُونَ ابتداءً بأنَّهم عبيدٌ لصاحبِ هذه الشريعةِ، وكيفَ نصوغُ نظرياتٍ وقوالبَ للنظامِ وللتشريعاتِ…

من تُراث الصادعون - الحلقة {56} - منطلقاتُ الإسلامِ ومنطلقاتُ الجاهليَّةِ

إنَّ الفارقَ بين منطلقاتِ الجاهليَّةِ ومنطلقاتِ الإسلامِ فارقٌ ضخمٌ جدًّا..

فالإسلامُ يستمدُّ عقيدتَه من اللهِ، فيطمئنُّ أنَّها حقٌّ؛ بينما الجاهليَّةُ تستمدُّ فلسفتَها من البشرِ،…