تقف البشريةُ دائماً على حافةِ الهاويةِ كلما حَادَتْ عن دينِ اللهِ وعن دينِ الأنبياءِ جميعاً. والرسلُ يأتونَ ليأخذوا الناسَ بعيداً عن النارِ، وبعيداً عن الهاويةِ، فمن شاءَ فليؤمنْ، ومن شاء فليكفرْ. ولا شك أنَّ النَّاظِرَ في واقع البشرية اليوم سيتعجبُ جدًا…

الفناءُ نتيجةٌ طبيعيةٌ لما تفعلُهُ البشرية اليوم، وما تعصي به اللهَ، وما تنحرفُ به عن طريقِ اللهِ. فلا بُدَّ أنْ تنهارَ أيُّ حضارةٍ في التاريخِ مهما عَلَتْ، ولا بُدَّ أنْ تسقطَ إذا بدأَ الناسُ يعيثُونَ في الأرضِ فساداً. إنَّ إفلاس البشرية في عالمِ القيمِ…

إن القيمَ الإسلامية هي قيمٌ جديدةٌ جدةً كاملةً، رغمَ وجودِها بين دفتيِّ الكتبِ، وفي التاريخِ الإسلاميِّ؛ ولكنَّها بالنسبةِ للواقعِ البشريِّ المعاصرِ هي قيمٌ جديدةٌ جدةً كاملةً. فالعبرة دائما بالواقع العملي وليس الكلام النظري. ولقد انتهى دور النظام الغربي…

الإسلامُ وحده يقدِّمُ قيماً جديدةً جدةً كاملةً، وفي نفسِ الوقتِ يحافظُ على نتاجِ الحضارة في عالمِ المادةِ؛ لأنَّ الإسلامَ لا يرفضُ المادةَ، ولا يرفضُ الطيباتِ، بل يعتبرُ أنَّ عمارةَ الأرضِ جزءٌ من وظيفتِهِ في الحياةِ تحتَ شروطٍ خاصةٍ. لقد أدَّت النهضةُ العلميةُ…

إن ما يسمى اليوم بالعالم الإسلامي يتشدقُ بالإسلامِ، ولا يقيمُ الإسلامَ في الواقعِ. وبالتالي سيظلُّ أكذوبةً كبيرةً يؤكِّدُها تناقضُ الناطقينَ بالإسلامِ مع ما يزعمونَه، يستوي في ذلكَ أكثر الدولِ التزاماً بالإسلامِ وأكثرُها خروجاً عنه. والأمةُ المسلمةُ ليست…

يتميزُ الإسلامُ أنَّهُ المنهجُ الوحيدُ الذي يكرِّمُ الإنسانَ ويفْرِدُهُ بهذِه الكرامةِ، يقولُ تعالى في سورةِ الإسراءِ: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ…

لا شكَّ أنَّ الألوهيةَ والعبوديةَ هما طرفا هذا الوجودِ، فهما حقيقتانِ تستغرقانِ حقيقةَ الوجودِ كلِّهِ.. حقيقةَ الألوهيةِ ممثلةً في اللهِ خالقِ هذا الوجودِ، وحقيقةَ أنَّ كلَّ ما عدا اللهِ سبحانَهُ وتعالى إنَّما هو في مقامِ العبوديةِ. لا شكَّ أنَّ الألوهيةِ…

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ...} (البقرة - 185)


القرآن الكريم كلام ربِّ العالمين، أنزله على رسوله الأمين؛ ليكون نِبراساً، ومنارة، وهادياً للناس أجمعين. ففيه الشفاء والهدى…

مُتابعينا الكِرام، نُقدِّم لكم في هذا الشهر الكريم -شهر القرآن- حلقاتٍ جديدة من سلسلةٍ اخترنا لها عنوان (في رحابِ القرآنِ)..
تلك السلسلة التي تهدف إلى التعريف ببعض المصطلحات القرآنية التي غابتْ معانيها ودلالاتهُا عن أكثرنا اليوم. وذلكَ بسبب التدنِّي الحادِّ…

إنَ كثيراً من النّاس في هذا الزمان يطلبون الهدى في غير دين الله، ويلتمسونه عند البشر، ويجعلون من الفكر الغربي مصدراً للهدى والرشاد، ويتخذون من مخرجات هذا الفكر منارات لهم. يصوغون على ضوئها كثيراً من: عقائدهم وقِيَمِهم وموازينهم ومفاهيمهم، ومن أخلاقهم وسلوكهم،…

لقـد كان القرآنُ المكيُّ يفسِّرُ للإنسانِ سرَّ وجودِه ووجودِ هذا الكونِ من حولِهِ. منْ هو؟ ومنْ أينَ جاءَ؟ ولِماذَا جاءَ؟ والى أينَ يذهبُ في نهايةِ المطافِ؟ من ذا الذي جاءَ به من العدمِ والمجهولِ؟ ومن ذا الذي يذهبُ بهِ، وما مصيرُهُ هناك؟ فكثيرٌ مِنَ الناسِ…

{رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا ‌مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسۡلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } (البقرة: 128)
إنَّ الإنسانَ الذي عرفَ ربَّهُ بأسمائِهِ الحُسنَى وصفاتِهِ العُلى لا…

الله سبحانه يعلمُ منْ طبيعةِ خَلْقِ الإنسانِ أنَّهُ يمكنُ أنْ تغشاهُ الغشاواتُ، وأنْ يدخلَ في ظلماتِ الجهلِ المختلفةِ، فبعثَ له الرسلَ، ثمَّ استبقى معه القرآن الكريم إلى يومِ القيامةِ، ليكونَ بمثابةِ النورِ الدائمِ الذي يتجهُ إليه الإنسانُ شوقاً إلى اللهِ…

{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153)

هذا خطاب مباشر لكل البشرية ولكل فرد فيها ليسلكوا صراط الله المستقيم، وينبذوا…

من تراث الصادعون - الحلقة {41} - البداية..كيف..ولماذا؟ (الجزء الأول)
إنَّ قضيةَ العقيدةِ ينبغي أن تحتل المساحةَ الكبرى في الدعوةِ وفي البيانِ، بحيثُ تكونُ لها اﻷولويةُ المطلقةُ قبلَ الانتقال منها إلى أيِّ فرعياتٍ أو تفريعاتٍ متعلقةٍ بنظامِ الحياةِ، وهذا هو…

{أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡء ‌وَأَنۡ ‌عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقۡتَرَبَ أَجَلُهُمۡۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (الأعراف: 185)

إنَّ هذه الآيات الكونية ليست عبثاً؛ بلْ هيَ الدلائلُ…

من تراث الصادعون - الحلقة {42} - البداية..كيف..ولماذا؟ (الجزء الثاني)
إنَّ البدءَ بدعوةِ النَّاسِ إلى لا إلهَ إلا اللهُ، وتوضيحِ قضيةِ الألوهيةِ والعبوديةِ، ليس في ظاهرِ الأمرِ وفي نظرةِ العقلِ البشريِّ المحجوبِ هي أيسرُ السبلِ إلى قلوبِ الناسِ؛ لأنَّ الألوهيةَ…

{قَالُواْ ‌يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيز (91) قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ…

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}
قضيَّةُ تيسيرِ هذا الدينِ قضيَّةٌ من أساسيَّاتِ الاعتقادِ الإسلاميِّ، ومن أساسيَّاتِ الدَّعوةِ والبلاغِ. وكثيرٌ من الدعاةِ يُوحُونَ للنَّاسِ أنَّ قضيَّةَ هذا الدِّينِ قضيَّةٌ صعبةٌ أو مُعَقَّدَةٌ،…

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)

إن عبادة الله هي غاية الوجود الإنساني، وهذه العبادة تقتضي فيما تقتضي:
الإسلام والتوجّه إلى الله وحده دون سواه والتلقي منه…