إنَّ الانسان يجب أن يبذل كل طاقاته ليعيش مع الله، وليتعرف عليه سبحانه. ولكي يمارس أمتع ما يمكن أن يمارسه مخلوق في هذا الكون؛ وهو الحياة مع الله والتعامل مع الله. فالمطلوب منا هو المحاولة الدائمة للوصول لمعرفة الله سبحانه بالوسائل المتاحة لنكون أقدر على تحقيق…

نجد دائماً في حوارات الأنبياء وأقوامهم أنهم يأتون بالأدلة الساطعة الفطرية ولا يلجأون إلى التفلسف ولا المبارزة بالمصطلحات الشكلية أو الفرعية، وإنما يتحدثون عن القضية من خلال هذا الوضوح المنبث في هذا الوجود كله، وضوح أن لا إله إلا الله، ويدعونهم إلى ذلك من…

إنَّ حُبَّ الله سبحانه وتعالى هو غاية الغايات وأروع الأمنيات، وهذه غاية خلق الإنسان؛ أن يحي محباً لربه ولسيده ولمولاه، وهذا الحب هو أعلى مقامات العبودية لله ربِّ العالمين، ولن يحب العبد ربه حتى يعرفه حق المعرفة، ويطيعه حق الطاعة، ويخشاه حق الخشية، ويشتاق…

إنَّ المدخل الحقيقي لهذا الدين الذي أمر الله به عباده هو دعوة الناس إلى العبودية الشاملة الكاملة لله سبحانه، وحينما يعبدون الله ستكون عبادتهم هي الخضوع المطلق لله عزَّ وجل في كل شيء. ومنها أن يأتمروا بأمره وينتهوا بنهيه وهذا الأمر وهذا النهي لا يشمل الأمور…

لابد أن نتعلم كيف يتعامل العبد مع ربه، وكيف يعيش حياة عميقة مع الله عزَّ وجل، وكيف أن تكون صلاته وصيامه ونومه وصحوه عبادة؛ فيكون نومه عبادة وأكله عبادة، كلامه مع الناس عبادة، وسعيه إلى الرزق عبادة، ويحقق من خلالها العبودية لله سبحانه، بحيث لا يكون شيئاً في…

لكي ينشئ الإسلام الواقع الجديد -الذي ارتضاه الله للبشر- ولكي يغير الواقع الجاهلي الذي يعبد الناس فيه بعضهم بعضاً، ويتخذون إلههم هواهم فتفسد الأرض ومن فيها. ثم لكي يقيم الضمانات دون ارتداد البشرية في أي طور من أطوارها إلى الجاهلية؛ لم يكن بُد أن يغير تصوراتها…

إننا لا ندعو الناس فحسب إلى تحكيم شريعة ﷲ أو إلى الصلاة، بل ندعوهم ابتداءً إلى معرفة ﷲ حق المعرفة وأن يوقروا الله وأن يُجلوا الله، وأن يستيقنوا أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء، الحي الذي لا يموت، الأول والآخر والظاهر والباطن، هذه هي القضية.…

"حقيقة الألوهية" هي الحقيقة التي تشغل الجميع وتفرض نفسها على كل إنسان، الحقيقة المطلقة المتفردة بالوجود الحق، وبالكمال، وبالجمال، والجلال. إنها الحقيقة التي تشغل الجميع وتفرض نفسها على كل إنسان، المؤمنون والمشركون والملحدون تشغلهم هذه المسألة. بعضهم يراها…

ما هو الإنسان؟ وما هو دوره في هذا الوجود؟ لقد كان عدماً، ثم جاء إلى هذه الحياة، ثم يموت ويغادر الحياة. ما هو مصيره بعد ذلك؟ كيف وُجدنا بالضبط، وما هي الظروف التي وُجدنا فيها؟ ولماذا خُلقنا بهذا الشكل لا بشكل آخر؟ ما هي الأسرار والحكمة التي تُغلف الوجود كله…

هناك البعض ممن يُفهِم الناس أنهم مؤمنون طالما ينطقون بكلمة لا إله إلا الله فقط حتى ولو لم يصلوا ولم يصوموا لأنهم قالوا لا إله إلا الله. هذا تحريف خطير لحقيقة الإسلام وكَذِب على الله وعلى رسوله واستهزاء بدين الله؛ أن يقولوا كلمة بلسانهم ثم هم يخالفون مدلول…

إنَّ أُفق الهداية إلى الحق ونور القلب وطمأنينة النفس أُفق جميل رحب فسيح، وإن اهتداء الإنسان إلى الحقيقة، وتوفيق الله سبحانه وتعالى له أن يرى الحق حقاً وأن يرى الباطل باطلاً، ثم تطمئن نفسه له فيفرح به، ويشعر بنور الإيمان يملأ قلبه؛ إنَّ هذا أفق يَمنُّ الله…

القضية ببساطة إما أن يكون الناس معترفين بسلطان الله فيخضعون لألوهيته، وعلامة خضوعهم أن يُحَكِّموا شرع الله في كل جزئية في حياتهم، وإما أن يكونوا في جاهلية. هذا هو المقياس الوحيد الصحيح للواقع البشري وهذا الذي ندعو الناس إليه كي يصححوا مقاييسَهم. في جميع الأنظمة…

كُلَّما تملَّى الإنسان حقيقة البشرية أو حقيقة الخلق الإنساني يزداد إيماناً بالله ويزداد حرصاً على أن يكون ذلك الإنسان الذي خلقه الله وجعله خليفة في الأرض، وأن يحقق كل ما لم تحققه كل الكائنات. يقول الله عزَّ وجل {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ…

إنَّ قضية الألوهية هي قضية هائلة جداً أوسع من هذا الكون، وأخطر وأثقل من هذا الكون، وإذا استطعنا أن نعيش فيها ونتعمق فيها سترفعنا إلى مقامات عالية. إنَّ تركيز المنهج القرآني والمنهج النبوي على قضية الألوهية والعبودية وتقديمها على كل شيء من الإصلاح والتنظيم،…

إنَّ المسافة بين عبودية البشر للبشر -في كل صورها وأشكالها- وبين تحررهم من هذه العبودية -بعبوديتهم لله وحده- مسافة هائلة كبيرة، وهذا الذي لا يدركه الناس تمام الإدراك؛ فالناس لا يعرفون روح العبودية ولا حقيقة الألوهية ولا التغير الذي سيطرأ على حياتهم حينما يصبحون…

كان القرآن الكريم هو مصدر البلاغ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أقواله وأعماله وتقريراته تشرح هذا القرآن: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]. فكانت مهمة الرسول…

الكون كله عابد لله عبودية صحيحة تماماً ما عدا عالم الإنس والجن الذين أُعطُوا الفرصة ليختاروا بأنفسهم ـ وهذا نوع من البلاء ونوع من التكريم أيضاً ـ فإذا نجحوا في الاختبار كانوا أفضل من الكون كله حتى الملائكة، وإذا سقطوا كانوا أضلَّ من البهائم.

الإنسان ليس كغيره من المخلوقات خُلق بتكليف خاص من رب العالمين. وقد يُعتبر هذا مأزق للإنسان حيث إنه يتحمل مسئولية خطيرة أبَت السماوات والأرض أن يحملنها، وأيضاً كان لهذه المسئولية جزاء خطراً إما أن يُقصِّر وإما أن ينحرف؛ فيكون مصيره خلوداً في النار. وإما أن…

إن هنالك في جميع أنحاء الأرض، في جميع الأزمنة والعصور، قاعدتين اثنتين لنظام وتصور الحياة: القاعدة الأولى هي تَفَرُّد الله -سبحانه- بالألوهية، والربوبية، والقوامة، والسلطان. وهذه هي عبادة الله والتي يقوم عليها نظام للحياة يتجرد فيه البشر من خصائص الألوهية…

إن هناك قاعدتين أساسيتين لنظام الحياة -كما بيَّنا سابقاً-: قاعدة تُفْرِد الله -سبحانه- بالألوهية والربوبية والقوامة والسلطان، وقاعدة ترفض ألوهيةَ الله -سبحانه- وربوبيتَه وقوامتَه وسلطانَه، إما في الوجود كله -بإنكار وجوده- وإما في شئون الأرض، وفي حياة الناس،…