جماعة الصادعون بالحق
567 subscribers
970 photos
379 videos
9 files
2.09K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
إنَّ معنى الإسلام هو الخضوع لله وحده والتحاكُم إلى كتابه وطاعته واتباع أمره، ومن لم يفهم الاسلام ويطبقه بهذا المعنى فليس له نصيب في دين الله وليس مُسلماً وإن ادعى الإسلام وزعم أنه في دين الله، وإنَّ الذي يُحدد ويُقرر ويُفسر دين الله "الإسلام" هو الله سبحانه وتعالى وحده، فالإسلام لا يخضع في تعريفه وتحديده لأهواء البشر كلٌّ يُعرّفه أو يُحدّده كما يشاء.
👍2
لا بُد لكل من يُريد أن يكون مؤمناً حقاً وعابداً موحداً لله سُبحانه أن يتبين حقيقة التوحيد كما أرادها الله سُبحانه وتعالى وبينّها في قرآنه الكريم، لا بُد لمن يُريد أن يكون مُسلماً أن يفهم معنى "لا إله إلا الله" كما أعلنها كل نبي لأمته وكما حملها محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين كافة.
👍2
إن الناس ليسوا هُم الحَكَم في الحق والباطل، وليس الذي يُقرره الناس هو الحق، وليس الذي يُقرره الناس هو الدين. إن نظرة الإسلام تقوم ابتداء على أساس أن فعل الناس "لشيء" وقولهم "لشيء" وإقامة حياتهم على "شيء" لا تجعل هذا "الشيء" حقاً إذا كان مُخالفاً للكتاب، ولا تجعله أصلاً من أصول الدين، ولا تجعله التفسير الواقعي لهذا الدين، ولا تُبرره لأن أجيالاً مُتعاقبة قامت عليه.


إن دين الله يُحدده ويُقرره ويُفسره الله، وليس خاضعاً في تعريفه وتحديده لأهواء البشر، كُلُ يُحدده ويُعرِفهُ كما يشاء.

إن الإيمان بالله معناه إفراده سُبحانه بالألوهية والربوبية والعبادة، ومن ثم إفراده بالسيادة على ضمير الإنسان وسلوكه في كل أمر من أمور الحياة.
👍2
قال الله تعالى:

﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [سورة المائدة: 12].

إنه الإيمان برسل الله كلهم دون تفرقة بينهم فكلهم جاء من عند الله وكلهم جاء بدين الله، وعدم الإيمان بواحد منهم هو كفرٌ بهم جميعاً وكفرٌ بالله الذي بعثهم جميعاً.

وليس الإيمان بهؤلاء الرسل الكرام هو مُجرد الإيمان السلبي، إنما هو العمل الإيجابي في نُصرة هؤلاء الرُسل وشدّ أزرهم فيما ندبهم الله له، وفيما وقفوا حياتهم كلها لأدائه. فالإيمان بدين الله من مُقتضاه أن ينهض المؤمن لينصُر ما آمن به وليُقيمه في الأرض وليُحققه في حياة الناس. فدين الله ليس مُجرد تصور اعتقادي ولا مُجرد شعائر تعبُدية، إنما هو منهج واقعي للحياة ونظام مُحدد يصرف شئون هذه الحياة، والمنهج والنظام في حاجة إلى نُصرة وتعزيز وإلى جُهد لتحقيقه ولحمايته بعد تحقيقه، وإلا فما وفّى المؤمن بالميثاق.
👍2
قال الله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم..﴾ [البقرة: 255]

إن التوحيد الخالص الناصع هو مفرق الطريق بين عقيدة المُسلم وسائر العقائد سواء منها عقائد المُلحدين والمُشركين وعقائد أهل الكتاب المُنحرفين يهوداً أو نصارى على اختلاف مللهم ونِحلهم جميعاً، كما أنه وهو كذلك مفرق الطريق بين حياة المُسلم وحياة سائر أهل العقائد في الأرض. فالعقيدة هُنا تُحدد منهج الحياة ونظامها تحديداً كاملاً دقيقاً.


إن الوحدانية هي مفرق الطريق في التصور والاعتقاد، كذلك كانت مفرق الطريق في الحياة والسلوك. إن الذي يمتلأ شعوره بوجود الله الواحد الحي القيوم -الذي لا إله إلا هو والذي به تقوم الحياة كلها والوجود كله والذي يقوم عليه كل حي وكل موجود- لا بُد أن يختلف منهج حياته ونظامها من الأساس عن الذي تُغيم في حسه تلك التصورات التائهة المنحرفة فلا يجد في ضميره أثراً لحقيقة الألوهية الفاعلة والمُتصرفة في حياته.
👍2
إننا نجد في القرآن أن الله سُبحانه لا يُعلّم المُسلمين العبادات والشعائر فحسب، ولا يُعلِمّهم الآداب والأخلاق فحسب كما يتصور الناس عن الدين ذلك التصور -القاصر-، إنما هو يأخُذ حياتهم كُلها جُملة واحدة ويفصّل في كل ما تتعرض له حياتهم من مُلابسات واقعية وفق منهجه القويم، ولا يُقبَلُ من الفرد المُسلم ولا من المُجتمع المُسلم أقل من أن تكون حياته بجُملتها من صُنع هذا المنهج، ووِفق تصرّفه وتوجيهه. وعلى وجه التحديد لا يُقبل من الفرد المُسلم ولا من المُجتمع المُسلم أن يجعل لحياته مناهج مُتعددة المصادر؛ منهجاً للحياة الشخصية وللشعائر والعبادات والأخلاق والآداب مُستمداً من كتاب الله، ومنهجاً للمُعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدولية مُستمداً من كتاب أحد آخر أو من أي تفكير بشري على الإطلاق!


إن مُهمة التفكير البشري أن يستنبط من كتاب الله ومنهجه أحكاماً تفصيلية تطبيقية لأحداث الحياة المُتجددة وأقضيتها المتطورة، ولا شيء وراء ذلك، وإلا فلا إيمان أصلاً ولا إسلام، لأن الذين يتخذون مناهج مختلفة لحياتهم لم يدخلوا بعدُ في الإيمان ولم يعترفوا بعد بأركان الإسلام وفي أولها شهادة أن لا إله إلا الله التي ينشأ منها أن لا حاكم إلا الله ولا مُشّرع إلا الله.


إن الكُفر بآيات الله -سواء بإنكارها أصلاً أو عدم الاحتكام إليها وتنفيذها في واقع الحياة- تُنزِل سخط الله وغضبه. وهذا التعدد في المناهج هو الذي عليه اليوم البقايا الشاردة في الأرض من ذراري المُسلمين الذين يُسمّون أنفسهُم بغير حق مُسلمين! هذه هي المؤهلات التي يتقدمون بها إلى ربهم اليوم فينالون عليها غضب الله من الهزيمة والمذلة والمسكنة، فإذا قال أحدُهم: لماذا نُغلب في الأرض ونحنُ مُسلمون؟ فلينظُر قبل أن يقولها ما هو الإسلام؟ ومن هُم المُسلمون؟


ونحنُ نُكرر هذا المعنى ونؤكده لأن طول عُزلة الإسلام عن أن يحكُم الحياة -كما هو شأنه وحقيقته- قد جعل معنى عبارة "لا إله إلا الله" تتقلّص ظلالها عن مدى الحقيقة التي تُعنيها في القرآن الكريم وفي هذا الدين، ولقد جعل كلمة "الحلال" وكلمة "الحرام" يتقلّص ظلها في حِس الناس حتى عاد لا يتجاوز ذبيحة تُذبح أو طعاماً يؤكل أو شراباً يُشرب ليروا حلال هي أم حرام! فأمّا الأمور العامة والشؤون الكبيرة فهُم يستفتون في شأنها النظريات والدساتير والقوانين التي استُبدِلت بشريعة الله! فالنظام الاجتماعي بجُملته والنظام السياسي بجُملته والنظام الدولي بجُملته وكافة اختصاصات الله في الأرض وفي حياة الناس لم تعُد مما يحكم فيه الإسلام.


إن الإسلام منهج للحياة كلها، من اتبعهُ فهو مؤمن وفي دين الله، ومن اتبع غيره -ولو في حُكم واحد فقط- رفض الإيمان واعتدى على خصائص ألوهية الله وخرج من دين الله، مهما أعلن أنه يحترم العقيدة وأنه مُسلم، فاتباعه شريعة غير شريعة الله يُكذّب زعمه ويدمغهُ بالخروج من دين الله، وهذه هي القضية الكُلية التي تُعنيها نصوص قُرآنية كثيرة وتجعلها قضية الإيمان بالله أو عدم الإيمان به. فهذا هو منهج القرآن في بيان جدية معنى الألوهية ومعنى الإيمان.
2