وصية الله {1}
يقول الله عز وجل {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...} [الأنعام: 151]
إن الله قبل أن يوصي الناس أية وصية أوصاهم ألا يُشركوا به شيئاً. إنها القاعدة التي يرتبط على أساسها الفرد بالله على بصيرة، وترتبط بها الجماعة بالمعيار الثابت الذي ترجع إليه كافة الروابط والقيم الأساسية التي تحكُم الحياة البشرية، فلا تظل نهباً لريح الشهوات والنزوات واصطلاحات البشر التي تتراوح مع الشهوات والنزوات. إنها القاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة، وترجع إليها التكاليف والفرائض، وتُستمَد منها الحقوق والواجبات، القاعدة التي يجب أن تقوم أولاً قبل الدخول في الأوامر والنواهي، وقبل الدخول في التكاليف والفرائض، وقبل الدخول في النظم والأوضاع، وقبل الدخول في الشرائع والأحكام. يجب ابتداء أن يعترف الناس بربوبية الله عز وجل مع اعترافهم بألوهيته، يعترفون له وحده بأنه المُتصرّف في شؤون هذا الكون في عالم الأسباب والأقدار، ويعترفون له وحده بأنه المتصرّف في حسابهم وجزائهم يوم الدين، ويعترفون له وحده بأنه هو المتصرّف في شؤون العباد في عالم الحُكم والشريعة كُلها سواء.
إن الشرك في الاعتقاد كالشرك في الحاكمية سواء، ونحنُ نحتاج إلى التذكير المستمر بهذه الحقيقة لأن جهود الشياطين في زحزحة هذا الدين عن مُقوماته الأساسية قد آتت ثمارها مع الأسف فجعلت مسألة الحاكمية تتزحزح عن مكان العقيدة وتنفصل في الحس عن أصلها الاعتقادي! ومن ثم تجد حتى الغيورين على الإسلام يتحدثون لتصحيح شعيرة تعبُدية أو لاستنكار انحلال أخلاقي أو لمخالفة من المخالفات القانونية، ولكنهم لا يتحدثون عن أصل الحاكمية وموقعها من العقيدة الإسلامية! يستنكرون المنكرات الجانبية الفرعية ولا يستنكرون المنكر الأكبر وهو قيام الحياة على غير التوحيد؛ أي على غير إفراد الله سُبحانه بالحاكمية.
يقول الله عز وجل {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...} [الأنعام: 151]
إن الله قبل أن يوصي الناس أية وصية أوصاهم ألا يُشركوا به شيئاً. إنها القاعدة التي يرتبط على أساسها الفرد بالله على بصيرة، وترتبط بها الجماعة بالمعيار الثابت الذي ترجع إليه كافة الروابط والقيم الأساسية التي تحكُم الحياة البشرية، فلا تظل نهباً لريح الشهوات والنزوات واصطلاحات البشر التي تتراوح مع الشهوات والنزوات. إنها القاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة، وترجع إليها التكاليف والفرائض، وتُستمَد منها الحقوق والواجبات، القاعدة التي يجب أن تقوم أولاً قبل الدخول في الأوامر والنواهي، وقبل الدخول في التكاليف والفرائض، وقبل الدخول في النظم والأوضاع، وقبل الدخول في الشرائع والأحكام. يجب ابتداء أن يعترف الناس بربوبية الله عز وجل مع اعترافهم بألوهيته، يعترفون له وحده بأنه المُتصرّف في شؤون هذا الكون في عالم الأسباب والأقدار، ويعترفون له وحده بأنه المتصرّف في حسابهم وجزائهم يوم الدين، ويعترفون له وحده بأنه هو المتصرّف في شؤون العباد في عالم الحُكم والشريعة كُلها سواء.
إن الشرك في الاعتقاد كالشرك في الحاكمية سواء، ونحنُ نحتاج إلى التذكير المستمر بهذه الحقيقة لأن جهود الشياطين في زحزحة هذا الدين عن مُقوماته الأساسية قد آتت ثمارها مع الأسف فجعلت مسألة الحاكمية تتزحزح عن مكان العقيدة وتنفصل في الحس عن أصلها الاعتقادي! ومن ثم تجد حتى الغيورين على الإسلام يتحدثون لتصحيح شعيرة تعبُدية أو لاستنكار انحلال أخلاقي أو لمخالفة من المخالفات القانونية، ولكنهم لا يتحدثون عن أصل الحاكمية وموقعها من العقيدة الإسلامية! يستنكرون المنكرات الجانبية الفرعية ولا يستنكرون المنكر الأكبر وهو قيام الحياة على غير التوحيد؛ أي على غير إفراد الله سُبحانه بالحاكمية.
وصية الله {2}
يقول الله عز وجل {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...} [الأنعام: 151]
إن الشرك في الاعتقاد كالشرك في الحاكمية سواء؛ فلقد كَمُل هذا الدين وتمت به نعمة الله على المسلمين ورضيه الله منهج حياة للناس أجمعين، ولم يعُد هُنالك من سبيل لتعديل شيء فيه أو تبديله ولا لترك شيء من حُكمه إلى حُكم آخر ولا لشيء من شريعته إلى شريعة أخرى، وقد علم الله حين رضيه للناس أنه يسع الناس جميعاً وعلم الله حين رضيه مرجعاً أخيراً أنه يُحقق الخير للناس جميعاً وأنه يسع حياة الناس جميعاً إلى يوم الدين، وأي تعدّيل في المنهج -دَعك من العدول عنه- هو إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة يُخرج صاحبه من هذا الدين، ولو قال باللسان ألف مرة إنه من المسلمين! وماذا يكون الكُفر إن لم يكُن هو هذا وذاك؟ وما قيمة دعوى الإيمان أو الإسلام باللسان والعمل -وهو أقوى تعبيراً من الكلام- ينطق بالكُفر أفصَح من اللسان؟
ما الذي يستطيع أن يقوله من يُنحي شريعة الله عن حُكم الحياة ويستبدل بها شريعة الجاهلية وحُكم الجاهلية، ويجعل هواه هو أو هوى لشعب من الشعوب أو جيل من أجيال البشر فوق حُكم الله وفوق شريعة الله؟
لا بُد أن يستيقن الناس أن الله مُحاسبهم على أساس شريعته هو لا شريعة العباد، وأنهم إن لم يُنظموا حياتهم ويُقيموا مُعاملاتهم كما يُقيمون شعائرهم وعباداتهم وِفق شريعة الله في الدُنيا، فإن هذا سيكون أول ما يُحاسبون عليه بين يدي الله، وإنهم يومئذ سيُحاسبون على أنهم لم يتخذوا الله سُبحانه إلهاً في الأرض ولكنهم اتخذوا من دونه أرباباً مُتفرّقة، وأنهم مُحاسبون على الكُفر بألوهية الله أو الشرك بالله -باتباعهم شريعته في جانب العبادات والشعائر واتباعهم شريعة غيره في النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وفي المعاملات والارتباطات- والله لا يغفُر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، فهو وحده سُبحانه يحكُم وهو وحده يُحاسب، وهو لا يبطئ في الحكم ولا يُهمل في الجزاء (أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
يقول الله عز وجل {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...} [الأنعام: 151]
إن الشرك في الاعتقاد كالشرك في الحاكمية سواء؛ فلقد كَمُل هذا الدين وتمت به نعمة الله على المسلمين ورضيه الله منهج حياة للناس أجمعين، ولم يعُد هُنالك من سبيل لتعديل شيء فيه أو تبديله ولا لترك شيء من حُكمه إلى حُكم آخر ولا لشيء من شريعته إلى شريعة أخرى، وقد علم الله حين رضيه للناس أنه يسع الناس جميعاً وعلم الله حين رضيه مرجعاً أخيراً أنه يُحقق الخير للناس جميعاً وأنه يسع حياة الناس جميعاً إلى يوم الدين، وأي تعدّيل في المنهج -دَعك من العدول عنه- هو إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة يُخرج صاحبه من هذا الدين، ولو قال باللسان ألف مرة إنه من المسلمين! وماذا يكون الكُفر إن لم يكُن هو هذا وذاك؟ وما قيمة دعوى الإيمان أو الإسلام باللسان والعمل -وهو أقوى تعبيراً من الكلام- ينطق بالكُفر أفصَح من اللسان؟
ما الذي يستطيع أن يقوله من يُنحي شريعة الله عن حُكم الحياة ويستبدل بها شريعة الجاهلية وحُكم الجاهلية، ويجعل هواه هو أو هوى لشعب من الشعوب أو جيل من أجيال البشر فوق حُكم الله وفوق شريعة الله؟
لا بُد أن يستيقن الناس أن الله مُحاسبهم على أساس شريعته هو لا شريعة العباد، وأنهم إن لم يُنظموا حياتهم ويُقيموا مُعاملاتهم كما يُقيمون شعائرهم وعباداتهم وِفق شريعة الله في الدُنيا، فإن هذا سيكون أول ما يُحاسبون عليه بين يدي الله، وإنهم يومئذ سيُحاسبون على أنهم لم يتخذوا الله سُبحانه إلهاً في الأرض ولكنهم اتخذوا من دونه أرباباً مُتفرّقة، وأنهم مُحاسبون على الكُفر بألوهية الله أو الشرك بالله -باتباعهم شريعته في جانب العبادات والشعائر واتباعهم شريعة غيره في النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وفي المعاملات والارتباطات- والله لا يغفُر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، فهو وحده سُبحانه يحكُم وهو وحده يُحاسب، وهو لا يبطئ في الحكم ولا يُهمل في الجزاء (أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
❤2