جماعة الصادعون بالحق
569 subscribers
982 photos
383 videos
9 files
2.09K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
وصية الله {1}

يقول الله عز وجل {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...} [الأنعام: 151]

إن الله قبل أن يوصي الناس أية وصية أوصاهم ألا يُشركوا به شيئاً. إنها القاعدة التي يرتبط على أساسها الفرد بالله على بصيرة، وترتبط بها الجماعة بالمعيار الثابت الذي ترجع إليه كافة الروابط والقيم الأساسية التي تحكُم الحياة البشرية، فلا تظل نهباً لريح الشهوات والنزوات واصطلاحات البشر التي تتراوح مع الشهوات والنزوات. إنها القاعدة التي يقوم عليها بناء العقيدة، وترجع إليها التكاليف والفرائض، وتُستمَد منها الحقوق والواجبات، القاعدة التي يجب أن تقوم أولاً قبل الدخول في الأوامر والنواهي، وقبل الدخول في التكاليف والفرائض، وقبل الدخول في النظم والأوضاع، وقبل الدخول في الشرائع والأحكام. يجب ابتداء أن يعترف الناس بربوبية الله عز وجل مع اعترافهم بألوهيته، يعترفون له وحده بأنه المُتصرّف في شؤون هذا الكون في عالم الأسباب والأقدار، ويعترفون له وحده بأنه المتصرّف في حسابهم وجزائهم يوم الدين، ويعترفون له وحده بأنه هو المتصرّف في شؤون العباد في عالم الحُكم والشريعة كُلها سواء.

إن الشرك في الاعتقاد كالشرك في الحاكمية سواء، ونحنُ نحتاج إلى التذكير المستمر بهذه الحقيقة لأن جهود الشياطين في زحزحة هذا الدين عن مُقوماته الأساسية قد آتت ثمارها مع الأسف فجعلت مسألة الحاكمية تتزحزح عن مكان العقيدة وتنفصل في الحس عن أصلها الاعتقادي! ومن ثم تجد حتى الغيورين على الإسلام يتحدثون لتصحيح شعيرة تعبُدية أو لاستنكار انحلال أخلاقي أو لمخالفة من المخالفات القانونية، ولكنهم لا يتحدثون عن أصل الحاكمية وموقعها من العقيدة الإسلامية! يستنكرون المنكرات الجانبية الفرعية ولا يستنكرون المنكر الأكبر وهو قيام الحياة على غير التوحيد؛ أي على غير إفراد الله سُبحانه بالحاكمية.