لقـد كان القرآنُ المكيُّ يفسِّرُ للإنسانِ سرَّ وجودِه ووجودِ هذا الكونِ من حولِهِ. منْ هو؟ ومنْ أينَ جاءَ؟ ولِماذَا جاءَ؟ والى أينَ يذهبُ في نهايةِ المطافِ؟ من ذا الذي جاءَ به من العدمِ والمجهولِ؟ ومن ذا الذي يذهبُ بهِ، وما مصيرُهُ هناك؟ فكثيرٌ مِنَ الناسِ…

{رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا ‌مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسۡلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } (البقرة: 128)
إنَّ الإنسانَ الذي عرفَ ربَّهُ بأسمائِهِ الحُسنَى وصفاتِهِ العُلى لا…

الله سبحانه يعلمُ منْ طبيعةِ خَلْقِ الإنسانِ أنَّهُ يمكنُ أنْ تغشاهُ الغشاواتُ، وأنْ يدخلَ في ظلماتِ الجهلِ المختلفةِ، فبعثَ له الرسلَ، ثمَّ استبقى معه القرآن الكريم إلى يومِ القيامةِ، ليكونَ بمثابةِ النورِ الدائمِ الذي يتجهُ إليه الإنسانُ شوقاً إلى اللهِ…

{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153)

هذا خطاب مباشر لكل البشرية ولكل فرد فيها ليسلكوا صراط الله المستقيم، وينبذوا…

من تراث الصادعون - الحلقة {41} - البداية..كيف..ولماذا؟ (الجزء الأول)
إنَّ قضيةَ العقيدةِ ينبغي أن تحتل المساحةَ الكبرى في الدعوةِ وفي البيانِ، بحيثُ تكونُ لها اﻷولويةُ المطلقةُ قبلَ الانتقال منها إلى أيِّ فرعياتٍ أو تفريعاتٍ متعلقةٍ بنظامِ الحياةِ، وهذا هو…

{أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡء ‌وَأَنۡ ‌عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقۡتَرَبَ أَجَلُهُمۡۖ فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (الأعراف: 185)

إنَّ هذه الآيات الكونية ليست عبثاً؛ بلْ هيَ الدلائلُ…

من تراث الصادعون - الحلقة {42} - البداية..كيف..ولماذا؟ (الجزء الثاني)
إنَّ البدءَ بدعوةِ النَّاسِ إلى لا إلهَ إلا اللهُ، وتوضيحِ قضيةِ الألوهيةِ والعبوديةِ، ليس في ظاهرِ الأمرِ وفي نظرةِ العقلِ البشريِّ المحجوبِ هي أيسرُ السبلِ إلى قلوبِ الناسِ؛ لأنَّ الألوهيةَ…

{قَالُواْ ‌يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيز (91) قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ…

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}
قضيَّةُ تيسيرِ هذا الدينِ قضيَّةٌ من أساسيَّاتِ الاعتقادِ الإسلاميِّ، ومن أساسيَّاتِ الدَّعوةِ والبلاغِ. وكثيرٌ من الدعاةِ يُوحُونَ للنَّاسِ أنَّ قضيَّةَ هذا الدِّينِ قضيَّةٌ صعبةٌ أو مُعَقَّدَةٌ،…

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25)

إن عبادة الله هي غاية الوجود الإنساني، وهذه العبادة تقتضي فيما تقتضي:
الإسلام والتوجّه إلى الله وحده دون سواه والتلقي منه…

الناسُ -إلا من رحم الله- إمَّا أنَّهُم يُشْرِكُونَ في الاعتقادِ، أو يُشْرِكُونَ في العبادةِ، أو يُشْرِكُونَ في قضيَّةِ الاتِّباَعِ والحاكميَّةِ. وعندما يقول الرسلُ للناسِ: "ارجعُوا إلى اللهِ، وأعطُوا اللهَ ما يستحِقُّه من العبادةِ وما يستحقُّه من الانقيادِ…

على كل إنسان عاقل أن يفكر في الإجابة عن هذا السؤال الرهيب في ذلك اليوم العظيم، والمؤكد أنّ الإجابة ستكون صدىً للواقع الذي نعيشه، وإنَّ نظرة فاحصة على الواقع الذي نعيشه تُبيّنُ لنا بجلاء أنّ إجاباتنا ستكون على غير ما يُحبُّ الله ويرضى إلّا من رَحِمَ ربُّك.…

من تراث الصادعون - الحلقة {45} - كيف نفهم عقيدة الإسلام؟ (الجزء الثاني)

إِنَّ طبيعةَ الدعوةِ إلى اللهِ على مدارِ التاريخِ البشريِّ؛ أَنَّها تستهدفُ الإسلامَ، إسلامَ العبادِ لربِّ العبادِ، وإخراجَهُم من عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ اللهِ وحدَه، بِإخْرَاجِهِم…

{أَلَمۡ ‌أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّ مُّبِين(60)وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰط مُّسۡتَقِيم61))} (يس: 60-61)

إنّ الطاعة هي عين العبادة، فلا تتحقق عبادةُ الله إلّا بطاعته سبحانه وحده…

من تراث الصادعون - الحلقة {46} - كيف نفهم عقيدة الإسلام؟ (الجزء الثالث)
مهمٌّ جدًّا أنْ نعرفَ أنَّ الدعوةَ إلى اللهِ التي جاءَ بها الأنبياءُ لمْ يكنْ القصدُ منها تعريفَ الناسِ بأَنَّ لهم خالقًا أو أنَّهُم مخلوقونَ. هذه قضيةٌ فطريَّةٌ، وقضيَّةٌ واقعيَّةٌ،…

في رحاب القرآن - الحلقة {9}

{قُلۡ هُوَ ‌نَبَؤٌاْ ‌عَظِيمٌ (67) أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ (68)} (ص: 67-68)

هل تُقْصِرُ هذه المجتمعاتُ وأكثرُ الأفراد في تلقّيها في شئون حياتها على هذين المَصْدَرَين (الكتاب والسنّة) دون سواهما؟ وتعملُ به وتُطبِّقُهُ في…

من تراث الصادعون - الحلقة {47} - كيف نفهم عقيدة الإسلام؟ (الجزء الرابع)
هذا الكونُ بكلِّ ما فيهِ خاضعٌ للهِ سبحانه؛ فعلى الناسِ أن يكونُوا على مستوى الإدراكِ الإنسانيِّ الذي مُيِّزَ به الإنسانُ؛ وهو أعقلُ المخلوقاتِ وأذكاها؛ فإذا كانت المخلوقاتُ كلُّها خاضعةً…

في رحاب القرآن - الحلقة {10}

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (الشورى: 4)

اللهُ سبحانه تقدّست أسماؤُهُ هو الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فهو وحده سبحانه المستحق للعبادة والطاعة والتعظيم، وهو وحده عزَّ وجلَّ…

الناسُ محكومونَ بقوانينٍ فطريةٍ من صُنعِ اللهِ في نشأتِهِم ونموِّهِم، وصحَّتِهِم ومرضِهِم، وحياتِهِم وموتِهِم، كما هم محكومونَ بهذه القوانينِ في اجتماعِهِم وعَواقِبِ ما يَحِلُّ بهم نتيجةً لحركتِهِم الاختياريَّةِ ذاتِها، فالحركةُ الاختياريَّةُ هي أيضًا خاضعةٌ…

{‌شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحاً وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ…