{فاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} الشُورى

الله سبحانه ليس كمثله شيء.. فهو سبحانه خالق هذا الكون…

{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12)} الشُورى

الله سبحانه بيده ملكوت السماوات والأرض.. فما هو حجم هذه البشرية في هذه السماوات والأرض؟
فالبشرية ما هم إلا بعضاً مما في…

غربة الإسلام الثانية.. لقد ورد كثيرا في خطابات جماعة الصادعون بالحق أن الإسلامَ أصبح غريبا في هذا الزمان؛ فهي تقصِد بذلك أن كثيراً من حقائق الاسلام أصبحت غربيةً على أسماع الناس، بحيث يمكن تشبيهُ غربةِ الإسلام اليوم كغربةِ شخصٍ جاء إلى مدينة لا يعرف طبيعةَ…

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)} الشُورى

الله سبحانه مُبدع هذا الكون كله، ومدبره والمُتصرف فيه.. فليس…

{لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} الشورى

الله…

كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة عن عودةِ الغربةِ إلى الإسلام ثانيةً، وإذا كنا قد بينا وجودَ هذه الغربةِ الثانيةِ وأوردنا الأحاديثَ النبويةَ التي تنبأت عن عودةِ الإسلام إلى الغربة، نود أن نتحدث في هذه الليلة عن حقائقِ الإسلام التي أصبحت غائبةً عن واقع الناس،…

{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)} الزخرف

يُقرر الله سبحانه ألوهيته الواحدة في السماء والأرض.. فهو وحده سبحانه الذي خلق السماوات والأرض.. ولذلك فهو وحده الذي يجب أن نعبده ونخضع له ونستسلم له…

{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)} الجاثية

ها هو البحر بأمواجه المتلاطمة وأعماقه الشاسعة.. سخّره الله سبحانه للإنسان.
لقد أتاح الله سبحانه كل هذا للإنسان…

إن الله سبحانه هو وحده المُتفرد بالملك والخلق والرزق، كما أنه وحده هو المُهيمن والمُصرِّف والمدبر لكل ما في الوجود؛ ولذلك فإن له الحكم والأمر في حياتنا كلها.. فكما أن له سبحانه الخلق فإن له الأمر "ألا لَهُ الخَلقُ والأَمر".

فما هو مردود هذا المعنى الجوهري…

استكمالاً للحديث عن غُربة الإسلام، وأن الإسلام أصبح غريباً الآن حتى في تلك المجتمعات التي كانت تنعم يوماً ما بالعيش في روضة الإسلام؛ هناك أسئلة تطرح نفسها..
هل سبق أن حدثت مثل هذه الغُربة في التاريخ؟
كيف كانت حياة البشرية في ظل تلك الغُربة؟
كيف انحرفت البشرية…

{وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)} الجاثية

الله سبحانه رحيم ودود قريب مُجيب.. سخَّر الكون كله بسماواته وأرضه لعبيده الضعفاء.. كل هذا حتى نتعرف على سيد هذا…

{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ…

ن القرآن الكريم هو كتاب مُنزَّل من عند الله سبحانه فهو الحق ولا حق غيره، وهو المنهج فلا منهج سواه، وهو الذي يهدي للتي هي أقوم؛ فلا قول بعد قول الله ولا حُكم بعد حُكم الله. ولقد أرسل الله عزَّ وجل أكثر من مائة وعشرين ألف نبي وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم…

لقد تحدثنا في حلقات سابقةٍ عن غربة الإسلام اليوم وذكرتم أن هذه الغربةَ تَنَبأ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد تبين من خلال حديثِكم أن ظاهرةَ الغربةِ هذه واضحةٌ في جميع المجتمعات المعاصرة، والسؤال الذي يطرح نفسَه هو:
كيف يمكن إخراجُ الإسلام من هذه الغربةِ…

{قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)} الجاثية

حقائق وثوابت لا يختلف عليها أحد. فالله سبحانه الذي خلق هذا الكون كله بدقة واتقان، وخلقنا…

{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)} الجاثية

كلمات مُزلزلة تهز كيان الإنسان وقلبه.
إنه صوت التحميد يعلن وحدانية الله سبحانه…

إن الأمة اليوم تعيش في ذُل وهوان وضنك وبوس وشقاء لا يخرجها منه إلا العودة إلى دين الله سبحانه من جديد بعد أن حادت عنه، واستبدلت شرعه عزَّ وجل ومنهجه بمناهج وضعها بشر من عند أنفسهم لا يملكون لا لهم أو لغيرهم ضراً ولا نفعاً.

فكيف يُمكن أن يحدث هذا الانتقال…

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ۚ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)} الأحقاف

انظر أيها الإنسان إلى كتاب الكون المفتوح.. سترى العجب…