الإصلاح نت
1.28K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.92K links
Download Telegram
الإفراج عن القيادي بإصلاح عدن الشيخ "نضال باحويرث" عقب 4 اشهر من الاختطاف

http://alislah-ye.net/play_video.php?play=YLGqKM4KFso
ممالك الطراز الإسلامية
جناية المسيحيين أم تساهل المسلمين؟!
ثابت الأحمدي

بين الحبشة في شرق أفريقيا والجزيرة العربية في جنوب غرب آسيا من العلاقات التاريخية ما فيها، منذ قديم الزمن، وحتى اليوم؛ إذ تذكر بقايا النقوش هناك عن رحلات سبئية قديمة من جنوب الجزيرة العربية إلى شرق أفريقيا، يرجع تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد. من بين هذه الرحلات رحلة قبيلة يمنية تعرف بالأجاعز، سكنت مرتفعات أرتيريا، وذلك بسبب برودة المناخ فيها، وهو ذات المناخ الذي تعودت عليه في اليمن. وكانت تتكلم لغة خاصة بها، تُسمى "الجعزية"، ولا يزال بعض أبناء المهرة من اليمن يتكلمها إلى اليوم، كما لا تزال حية هناك في شرق أفريقيا.
وإلى جانب قبيلة "الأجاعز" أيضا قبيلة "حبشات" اليمنية القديمة، وسكنت فيما يعرف اليوم بإقليم "التجراي" وتوسعت هذه القبيلة كثيرا، وبها عرفت بلاد الحبشة، علما أن ثمة مسميات مقابلة لها في اليمن إلى اليوم مشتقة من ذات الجذر "حبش" كـ"حبيش" في إب، و"جبل حبشي" في تعز، و"حفاش" القريبة منها لفظا في المحويت. ولا يزال البناؤون إلى اليوم في اليمن، يسمون الأحجار السوداء "حبش". وهذه كلها بمجموعها دلائل قاطعة على واحدية الأصل بين جنوب الجزيرة العربية وشرق أفريقيا. وقد تأسست مملكة أكسوم بعد ذلك من هاتين القبيلتين، ولا تزال أسماء يمنية إلى اليوم في ارتيريا مثل "عين سبأ" و "مرب"/ مارب. كما لا يزال الناس إلى اليوم يسمون أبناءهم بأسماء عربية إسلامية.
وسواء كانت هذه الهجرات بغرض التجارة، أو الغزوات والحروب، أو بسبب الاضطرابات السياسية التي كانت تعتري الممالك اليمنية قديما، فإن استقرارها هناك أمر لا يشك في صحته أحد. وتذكر المصادر التاريخية أن أبرهة الحبشي حين احتل صنعاء نسب نفسه إلى أصل حميري هاجر إلى بلاد الحبشة قديما.
وإلى جانب هذا الامتزاج والتداخل بين شرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية "اليمن والحجاز" فقد كان أيضا هناك تداخل وعلاقات اتصال كبيرة بين مصر والسودان من جهة، وبين شرق أفريقيا من جهة أخرى، منذ العصور الفرعونية فما بعدها، نتج عن كل هذا أغلبية عربية ثم إسلامية بعد ذلك. واعتنقت هذه البلاد المسيحية، ثم الإسلام لاحقا، منذ الهجرتين الأولى والثانية للصحابة، حيث بقي بعضٌ منهم هناك، ولم يعد، خاصة في إقليم "جبرت". ومنه توسعت مملكتهم وحكموا مناطق أخرى أيضا.
وبالمقابل فقد كانت هناك هجرات حبشية إلى الجزيرة العربية من قبل الإسلام، أشارت إليها كتب التاريخ، وفي كتاب تنوير الغبش في فضل السودان والحبش لابن الجوزي باب كامل عن أبناء الحبشيات من الصحابة، من قريش، كما ذكر بعضا من أخبارهم أيضا الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه أزهار العروش في أخبار الحبوش، وأيضا الطراز المنقوش في محاسن الحبوش لأبي المعالي علاء الدين محمد بن عبدالباقي البخاري.
وانتشر الإسلام رويدا رويدا، كما انتشرت معه اللغة العربية، وتعمقت العلاقات بين شرق البحر الأحمر وغربه، بواسطة الهجرات وعلاقات التجارة. وما أن جاء القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي إلا وقد صار المسلمون أغلبية؛ بل أكثرية في القرن الأفريقي كاملا، وصار لهم سبع ممالك إسلامية تصدح بشعائر الدين الإسلامي الحنيف وتدين به، وتتعامل باللغة العربية في صكوكها الرسمية وأحاديثها اليومية. وهي:
مملكة أوفات، مملكة دوارو، مملكة أرابيني، مملكة هديا، مملكة شرحا، مملكة بالي، مملكة داره. وقد وصف هذه الممالك القلقشندي ت: 821هـ. بأنها على جانب البحر كالطراز له، وطولها برا وبحرا نحو مسيرة شهرين، وعرضها يمتد أكثر من ذلك، ولها جوامعها ومساجدها التي تقام فيها الخطب والجُمع والجماعات، وعند أهلها محافظة على الدين.. وألوان أهلها إلى الصفاء، وليست شعورهم في غاية التفلفل، كما في أهل مالي وما يليها من جنوب المغرب، وفطنهم أنبه من غيرهم من السودان، وفطرهم أذكى، وفيهم الزهاد والأبرار والفقهاء والعلماء، ويتمذهبون بمذهب أبي حنيفة، عدا "أوفات" فإن ملكها وغالب أهلها شافعية. ونتناول هنا تفاصيل كل مملكة على حده، وفقا لما ذكره القلقشندي وآخرون.
1ــ مملكة أوفات.
وهي ذاتها "جبرة" التي ينتسب إليها المؤرخ الشهير الجبرتي، ت: 1825م، وهو الذي أرخ تفاصيل الحملة الفرنسية على مصر في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار". قال عنها القلقشندي أن موقعها بين الإقليم الأول وخط الاستواء، وأنها من أكبر مدن الحبشة، وهي على نشَزٍ من الأرض، دار الملك فيها على تل، والقلعة على تل، ولها وادٍ فيه نهر صغير، تمطر بالليل غالبا. وذكر نسبة إلى شهاب الدين العمري في مسالك الأمصار أن طول مملكتها خمسة عشر يوما، وعرضها عشرون يوما بالسير المعتاد. وهي أقرب أخواتها إلى الديار المصرية وإلى السواحل المسامتة لليمن، وهي أوسع الممالك السبع أرضا، أما عسكرها ــ بحسب العمري ــ فخمسة عشر ألفا من الفرسان، ويتبعهم عشرون ألفا فأكثر من الر
جالة، ومن مضافاتها "زيلع". وهي مدينة مشهورة وأهلها مسلمون..إلخ.
وقد ترجم الإمام الشوكاني في كتابه "البدر الطالع" لسلطانها الإمام محمد بن أبي البركات بن أحمد الجبرتي، واصفا إياه بأنه ملك كثيرا من تلك البلاد وامتلأت الأقطار من الرقيق الذين سباهم ودام على ذلك حتى مات شهيدا في بعض غزواته في جمادى الآخرة سنة 835 خمس وثلاثين وثمان مائة قال السخاوى وكان دينا عاقلا عادلا خيرا وقورا مهابا ذا سطوة على الحبشة أعز الله الإسلام في أيامه وملك بعده أخوه فاقتفى أثره في غزاوته وشدته قال ابن حجر في أنبائه وكان صاحب الترجمة شجاعا بطلا مديما للجهاد عنده أمير يقال له حرب لا يطاق في القتال كان نصرانيا فأسلم وحسن اسلامه فهزم الكفار من الحبشة مرارا وغزاهم السلطان مرة وهو معه فغنم غنائم عظيمة بحيث بيع الرأس من الرقيق بربطة ورقة أوقات وكان من خير الملوك دينا ومعرفة يصحب الفقهاء والصلحاء وينشر العدل في أعماله حتى في ولده وأهله وأسلم على يديه خلائق من الحبشة حتى ثار عليه بنو عمه فقتلوه.
2ــ مملكة دوارو
وهي ــ كما يقول القلقشندي ــ: مملكة تلي أوفات، طولها خمسة أيام، وعرضها يومان، وهي على هذا الضيق إلا أن بها عسكر جم، نظير عسكر أوفات في العسكر والراجل.
3ــ مملكة أرابيني
وهي مملكة مربعة، طولها أربعة أيام، وعرضها كذلك، وعسكرها يقارب عشرة آلاف فارس؛ أما الرجالة ــ كما يقول ــ فكثيرة للغاية.
4ــ مملكة هديا
وتسمى هدية، جنوبي أوفات، وطول مملكتها ثماني أيام، وعرضها تسعة أيام، وصاحبها أقوى إخوانه من ملوك هذه الممالك السبع، وأكثر خيلا ورجالا؛ حيث له من العسكر أربعون ألف فارس، سوى الرجالة. وكان أكثر رعاياها من الوثنيين، إلا أنهم سرعان ما تحولوا إلى الإسلام، وتعرف اليوم باسم "بوران" و "انقدي".
ويعود سكان هذه الإمارة في أصولهم إلى الجزيرة العربية كما أورد ذلك الباحث المستشرق "بروكمبار" وأن جدهم ينحدر من صنعاء اليمن.
5ــ مملكة شَرْحا
وهي مدينة تلي هديا/ هدية، طول مملكتها ثلاثة أيام، وعرضها أربعة أيام، وعسكرها ثلاثة آلاف فارس، ورجالة مثل ذلك مرتين فأكثر. وكانت حنفية المذهب، وهي حاليا منطقة ستساركا.
6ــ مملكة بالي
وهي مدنية تلي شرحا، أكثر خصبا، وأطيب سكنا، وأبرد هواءا.
7ــ مملكة دارة
وتلي مملكة بالي، طولها ثلاثة أيام وعرضها كذلك، وهي أضعف أخواتها حالا وأقلها خيلا ورجالا، وعسكرها لا يزيد عن ألفي فارس، ورجالة كذلك.
وجميع هذه الممالك أسعارها رخيصة، وتتعامل بدنانير مصر ودراهمها، لأن عملتها لا رواج لها خارج بلادها، وأسعارها رخيصة؛ إذ يُباع بالدرهم الواحد عندهم من الحنطة بمقدار حمل بغل، والشعير لا قيمة له. وذكر الرحالة أن في بلادهم شجرة تسمى "الجات/ القات" لا ثمرة لها، وتؤكل أوراقها، وهي تزيد في الذكاء، وتذكر المنسيات، وتفرح، وتقلل شهوة الأكل والجماع وتقلل النوم..!
قال عنها المقريزي في كتابه "الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام": ولكل مملكة من هذه الممالك السبع ملك، ويتسلط عليهم جميها "الحطى/ السلطان" ملك "امحرة" ويأخذ منهم القطيعة من المال كل سنة، وبها المساجد والجوامع التي تقام بها الجمعة والجماعة، وعند أهلها محافظة على الدين. 324. في "رسائل المقريزي".
نهاية هذه الممالك
قال الأعشى: وقد سيطر "الحطى/ السلطان"، ملك الحبشة النصارى على معظم هذه الممالك بعد الثمانمئة وخربها، وقتل أهلها وحرق ما بها من المصاحف، وأكره الكثير منهم على الدخول في دين النصرانية، ولم يبق من ملوكها سوى ابن مسمار، المقابلة بلاده لجزيرة دهلك تحت طاعة "الحطى/ السلطان"، وله عليه إتاوة مقررة. انظر صبح الأعشى للقلقشندي 324 فما بعدها.
لكن بعد هلاك هذا السلطان لملم المسلمون قواتهم من جديد، ولكن بصورة أخرى غير ما كانت عليه سابقا، وخضت بعض هذه الممالك للحكم العماني مباشرة بعد رحيل البرتغاليين عن البحر الأحمر والمحيط الهندي، لفترة طويلة، وكانت زنجبار تُحكم من عمان، بل لقد كانت في فترة من الفترات عاصمة دولة عمان نفسها، وذلك سنة 1828م حين "قام السلطان سعيد بن سلطان بزيارة إلى جزيرة زنجبار، فاستهواه جمالها وطِيب مناخها مُقارَنةً بهجير عمان، فجعل من الجزيرة مقرّه الرسمي وعاصمة لمملكته يحكم منها عُمان وساحل إفريقيا..". ويقال إنه أول من زرع القرنفل في زنجبار آنذاك، ولا يزال سلعة تجارية إلى اليوم. وبقيت سلالته تحكم زنجبار حتى قامت عليها ثورة في مطلع العام 1964م قادها عبيد كرومي أول رئيس لزنجبار حينها، مستغلا العرقية الأفريقية التي ناوأت آخر السلاطين العمانيين "جامشيد". علما أن البرتغاليين كانوا قد عززوا من القوة المسيحية في شرق أفريقيا، بل لقد كان من ضمن حملتهم على بلاد المسلمين تنصير أهلها، كما عمل البريطانيون وأيضا الإيطاليون على محو الإسلام واللغة العربية من شرق أفريقيا منذ بداية احتلالهم لها، حتى خروجهم. وتبقت سلطنة "أوسا" إلى منتصف السبعينيات، محافظة على الدين الإسلامي، وعلى اللغة العربية، إلا أن
منجستو هيليا مريام قد قضى عليها بعد انقلابه على الامبراطور هيلاسي في العام 1975م، مستعينا بالاتحاد السوفيتي، العدو الأكبر للإسلام آنذاك.
وهناك أيضا سلطنات وممالك إسلامية أخرى تحيط بها مثل سلطنة كانم في السودان، ومالي، وسنغاي التي تأسست في القرن السادس الهجري، بزعامة ضياء بن قس، وقد اهتم شعبها بالأدب والعلوم والتدوين بعد أن اعتنقوا الإسلام، وتعلموا اللغة العربية، وبعد إسلامهم امتدت هذه المملكة فشملت "غانا" و "مالي". أيضا مملكة هرر التي بناها العرب في القرن السابع الميلادي، وكانت من أهم الممالك الإسلامية آنذاك. إضافة إلى مقديشو الصومالية التي تأسست على يد "الإخوة السبعة" " في العصر العباسي، كما يرى المستشرق دي باروس، وكانت مركزا يتجمع فيه المسلمون في شرق أفريقيا من وقت مبكر.
ولعل من أهم الممالك الإسلامية التي تأسست لاحقا مملكة "بوغندا". تقع جنوب أوغندا، وتعتبر واحدة من أقدم الممالك التقليدية في شرق أفريقيا، إذ يرجع تاريخها إلى نحو 1000 عام. وهي من الممالك التي دخلها واللغة العربية متأخرين، في القرن التاسع عشر الميلادي عن طريق التجار والدعاة الذين نشروا الإسلام هناك، وقد دخل زعيمهم "سونا الثاني" الإسلام، وكانت له محاورات حول القرآن مع أحد الزعماء المسلمين وحفظ أجزاء منه، وقد وجدت في منزله مخطوطات قرآنية بعد مماته، وحين انتقل الملك إلى ابنه الأكبر "كباكا" أبدى اهتماما أكبر بالإسلام، وتعلم الملك نفسه اللغة العربية، واستدعى قادته وعلمهم الإسلام، وألزمهم بعد ذلك بتعليم الرعية، وبنى مسجدا كبيرا في قصره، وكان يؤم الناس في صلاة الجمعة والعيدين، كما ألزم الناس بصيام شهر رمضان، وبث الدعاة حول مملكته لنشر الإسلام.. انظر: "الإسلام والمسيحية في شرق أفريقيا"، د. عبدالرحمن حسن محمود، 78.
إن الإسلام متأصل وقديم في بلاد الحبشة منذ بواكير فجر الدعوة الإسلامية، معززا باللغة العربية، وأيضا بالصلات التجارية والهجرات العربية إلى بلاد أفريقيا من قبل العرب والمسلمين، وكانت العلاقات بين غرب البحر الأحمر وشرقه أكثر من استراتيجية، وأكثر من أخوية، لحاجة كل ضفة لأختها، وكان اليمنيون في عصور الإمامة وخاصة الإمامة القاسمية يهاجرون إلى شرق أفريقيا، ومنها إلى بلاد الصين والهند وأوروبا، قبل أن يعرفوا الهجرة شمالا باتجاه الخليج العربي؛ حيث لم يكن في هذا الاتجاه ما يستدعي الهجرة إليه، قبل الكتشاف النفط، فهي بلاد قاحلة وأهلها فقراء، ولم تكن لليمنيين أية وجهة غير وجهة شرق أفريقيا، وفي قصيدة "البالة" للشاعر مطهر الإرياني تاريخ يُحكى من بين مسامات حروفها، كما أن الآباء المعمرين لا يزالون يحكون قصصا أسطورية، سمعوها عن آبائهم المهاجرين والمغتربين إلى هناك. وإلى منتصف السبعينيات واليمنيون ممسكون برأس المال الأثيوبي، ومفاصل التجارة هناك، حتى جاء الانقلاب الذي قاده منجستو هيليا مريام مدعوما بالاتحاد السوفيتي على سلفه الامبراطور هيلاسيلاسي المدعوم غربيا، ضمن الصراع الغربي الشرقي آنذاك، وعمل على تأميم الممتلكات الخاصة ومصادرة الأموال، وفقا لما تنص عليه الاشتراكية، فكانت نكبة اليمنيين التاريخية هناك التي لم تعوض حتى اليوم.
الشاهد أنه في أقل من نصف قرن من الزمان استطاعت الدول العظمى، ومعها إسرائيل محو هذه الهوية والتاريخ واللغة والعمل على خلخلة العلاقات التاريخية بين ضفتي البحر الأحمر؛ بل وزرع العداوة بينهما، في الوقت الذي لم يتنبه العرب والمسلمون لهذه المؤامرة، على الرغم من الأهمية السياسية والاقتصادية لشرق أفريقيا التي تحتكرها اليوم الدول الكبرى بسبب خيراتها، إذ لا تزال أرضها بكرا، وهي اليوم تستورد منها المواد الخام بكثرة، وخاصة: إسرائيل وإيران وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.
والواقع أنه إن كان ثمة من عذر ــ ولا عذر ــ لأي دولة عربية في تناسي هذه الممالك وعدم الاهتمام بها، فإنه لا مبرر لتناسيها من قبل اليمن مطلقا، وذلك لما تمثله من عمق استراتيجي وتاريخي واقتصادي مهم لليمن، علما أن مدينة زبيد على الساحل الغربي اليمني كانت خلال فترة ازدهار هذه الممالك أشبه بالجامعة الإسلامية لطلاب هذه الممالك؛ حيث كانوا يفدون إليها لقرب سواحلها منهم، فيتعلمون سنوات، ثم يعودون إلى بلدانهم شيوخا علماء. أما وهي تكتنز بخيرات الطبيعة فمن الحمق أن يتم تركها للدول المعادية التي تستغلها منذ عقود من الزمن. وإذا كانت قد تقاربت مع العدو البعيد فإنه من الأجدر أن تتقارب مع الصديق القريب.

http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1647
قيادات حوثية تعلن تمردها وترفض القتال في جبهة الساحل الغربي

#الإصلاح_نت / حجة


أعلن القيادي في مليشيات الحوثي بمديرية بني قيس بمحافظة حجة المدعو "ابو هاشم" تمرده على جماعته بعد محاولتها الزج بأبناء منطقته الى جبهة الساحل الغربي.
وقالت المصادر إن مسؤول العمليات بمديرية بني قيس القيادي عبدالسلام النهاري الملقب "ابو هاشم" تبادل إطلاق النار، أمس الثلاثاء، مع أحد الأطقم القادمة من مركز المحافظة في منطقة اللوحة غرب المديرية.
وأضافت المصادر أن سبب المواجهات هو محاولة القيادي القادم من مركز المحافظة الزج بأبي هاشم ومرافقيه وبعض المتحوثين من قبيلته إلى جبهة الساحل الغربي، بعد أن طلب منهم مرافقته لزيارة مقابر قتلاهم شمالي المديرية، ولكنهم فوجئوا بتجاوز المديرية والتوجيه غربا نحو محافظة الحديدة.
وأشارت المصادر إلى قيام "ابو هاشم" ومرافقيه بإطلاق النار بطريقة مباشرة على مقدمة السيارة بعد رفض سائقها التوقف والعودة الى المديرية، مما اضطر القيادي الحوثي ومرافقيه الى ترك الطقم والفرار بعيدا بعد أطلاق النار عليه.
يذكر ان "ابو هاشم" النهاري ومرافقيه يعودون الى قبيلة بني مهدي والتي تعتبر معقل ما يسمى بـ"السادة" في مديرية بني قيس، وقد فروا في وقت سابق من جبهات القتال ورفضوا العودة اليها.
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1648
تحقيق استقصائي يخرج بنتائج مثيرة حول التحاصص الحزبي بتعز
الإصلاح نت- متابعات
كانت واحدة من أسوأ ما بليت به الحكومات المتعاقبة منذ ما بعد ثورة 11 فبراير 2011م؛ العمل على تقاسم المواقع التنفيذية للدولة والسلطة المحلية في المحافظات على أساس حزبي، فيما غاب عنصر التكنوقراط والكفاءات إلا في النادر، وهو ما انعكس سلباً على الوضع الإداري للدولة في شتى المجالات.
لا يتوقف الأمر عند هذه النقطة؛ إذا كان الجميع قد شارك فيها بنسب متفاوتة، وكانت بعض المكونات السياسية ترفع خطابها الإعلامي والسياسي بين فترة وأخرى حول خطورة التحاصص، فيما هي في حقيقة الأمر غارقة ومتشبثة به بكل قوة، ولا أدل من ذلك أثناء حكومة الوفاق الوطني، أبان عهد محمد سالم باسندوة، فقد كان المؤتمر الشعبي العام، يتحدث باستمرار عن أهمية الوظيفة العامة وعدم إخضاعها للعمل الحزبي، فيما كانت الدولة حينها يسيطر عليها سيطرة كاملة، وفي اللقاءات الحكومية والرسمية يتناقض تماماً مع خطابه الإعلامي جملة وتفصيلا. ورغم ما عانت الحكومة حينها والتي أفشلت، ولحظتها كانت حصة الحزب نصف الحكومة، فيما النصف الآخر تقتسمه كل الأحزاب مجتمعة, وأغلب إدارات السلطة المحلية في كل محافظات الجمهورية.
يتكرر ذات الأمر بالنسبة للتنظيم الناصري, وبالذات في مدينة تعز جنوب البلاد، فالصوت الإعلامي لا يتوقف من الحديث عن حيادية الوظيفة العامة، ومن خطورة تسييسها، ومن العمل الحزبي في توزيعها، فيما تقول الحقائق غير ذلك تماماً، كما سيتضح بعد قليل.
موقع "الجند" نشر تحقيقاً استقصائياً مفضلاً حول الوظيفة العام في محافظة تعز كنموذج على التحاصص، وخرج التحقيق بنتائج مدهشة وجديدة تعيد ترتيب المعلومات المغلوطة حول واقع السلطة المحلية في المحافظة، وتكذب التناولات الإعلامية المغرضة التي كانت تستهدف أحزاب وكيانات معينة.
يشير التقرير إلى أن المناصب والمواقع الإدارية التي تخضع للسلطات المحلية في المناطق المحررة بلغت نحو (94) موقعا إداريا وتنفيذيا، يتقاسم إدارتها 6 مكونات أساسية تتفاوت نسبها من مكون لآخر.
وفي قراءة للمؤسسات والمواقع الإدارية نجدها مقسمة على خمسة أقسام رئيسية (قيادة السلطة المحلية ـ المكتب التنفيذي للمحافظة ـ ديوان عموم المحافظة - مدراء المديريات ـ المؤسسات والهيئات الحكومية).
التحقيق ركز على الوظائف الإدارية العليا (محافظ، وكيل محافظة، مدراء العموم)، بحيث كانت عدد المواقع التي شملها التحقيق 94 موقعا.
كان نصيب قيادة السلطة المحلية بـ 9 مناصب (محافظ و8 وكلاء) و25 موقعا للمكتب التنفيذي للمحافظة، 10 مواقع لديوان عام المحافظة، 31 للهيئات والمؤسسات، و19 لمدراء عموم المديريات.

نصيب الأسد!
أظهر التحقيق استحواذ حزب المؤتمر الشعبي العام على النصيب الأكبر، من إجمالي المواقع القيادية في السلطة المحلية على مستوى المحافظة بواقع (39) موقعا إداريا من إجمالي المواقع (94) التي يتناولها التحقيق، وبنسبة تقريبية (41%)، تلاه في المرتبة الثانية التنظيم الوحدوي الناصري بواقع (19%) موقع وبنسبة تزيد عن الـ (20%) تقريبا.
وفي المرتبة الثالثة يأتي الحزب الاشتراكي بـواقع (17) موقعا وبنسبة مئوية تتجاوز نسبة الـ (18%)، وفي المرتبة الرائعة يأتي حزب الإصلاح بـ (13) موقعا, وبنسبة تصل لـ (14%)، وجاء في المرتبة قبل الأخيرة المستقلون بعدد (5) مواقع وبنسبة تتجاوز (5 %)، وأخيراً حزب الرشاد السلفي بموقعين وبنسبة مئوية تجاوزت الـ (2%).
يذهب التحقيق -الذي أعده موقع الجند- الى قيادة المحافظة بتعز، وتشير نتائج التحقيق إلى استحواذ المؤتمر على غالبية المواقع القيادية، فبالإضافة الى موقع المحافظ الذي ذهب للمؤتمر الشعبي العام ، فحزب المؤتمر استحوذ على 4 وكلاء آخرين ضمن قوام قيادة السلطة المحلية، في حين يعد تقاسم كل من حزب الإصلاح و الناصري والاشتراكي والرشاد السلفي بواقع وكيل لكل حزب.
وأظهرت الإحصائيات التي نشرها الموقع في تحقيقه المشار إليه حصول حزب المؤتمر والإصلاح والناصري على ست إدارات عامة ضمن المكتب التنفيذي للمحافظة، فيما نال الحزب الاشتراكي منفرداً (5) إدارات ضمن المكتب التنفيذي ذاته.

التحاصص في إدارة المديريات
يخرج التحقيق بنتائج مثيرة للغاية، وهي عكس ما كان يشاع خلال الفترة الماضية، فمن بين 19 مديرية تحت سيطرة الشرعية الفعلية من التي شملها التحقيق كانت النتائج على النحو التالي:
المؤتمر الشعبي العام لديه (5) مديريات بنسبة 26.5 % ومثله التنظيم الناصري (5) مديريات بنسبة 26.5% ، وبنفس القدر الحزب الاشتراكي (5) بنسبة مماثلة 26.5%، ويأتي التجمع اليمني للإصلاح بـ (3) مديريات وبنسبة 15.5% ، ومديرية واحدة تحت إدارة السلفيين بنسبة 5% تقريباً.

http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1650
قضايا اليمن الإنسانية.. وكيف تبدو في الإعلام الغربي (الحلقة الأولى)

#الإصلاح_نت / العاصمة أونلاين

يظهر الإعلام الغربي وبالأخص منه الأمريكي - البريطاني كفاعل رئيس ومؤثر في قضايا عدة من بلدان الشرق الأوسط وبالأخص قضايا المنطقة العربية وصولا الى القضية اليمنية وما يتعلق بها داخل المؤسسات ذات التأثير العالمي والدولي مثل الأمم المتحدة ودوائر صنع القرار في البلدان الكبرى وغيرها من الجهات الفاعلة.

يأتي هذا بعد هيمنة سابقة لمؤسسات الإعلام الغربي على معظم أدوات الفعل السياسي في البلدان الغربية، وبعد سيطرة شاملة على ذهنية المواطن الغربي المتلقي لضخ معلوماتي هائل على مدار الساعة وعبر وسائل وقنوات عديدة تتعمد في تناولها بتر الحقيقة وتقديمها بصورة مغايرة لما هي عليه في الواقع ووفقا لما تبدو عليه الأجندات السياسية التي تقف خلف عملية التزييف هذه.

ويحضر الإعلام الغربي في القضية اليمنية على نحو يعكس حجم الرغبة لدى صناع القرار الغربي في أن تظل الأحداث في اليمن منطلقا لفرض أجنداتهم وتوسعة مساحة تصفياتهم التأريخية مع المملكة العربية السعودية كبلد يمثل قبلة لكل العالم الإسلامي, كل ذلك جعل سياسة الإعلام الغربي تقف على شق واحد من كافة ما يحدث في اليمن، وحتى يومنا هذا.

فلا نجد الإعلام الغربي-على سبيل المثال- يستند في تناولاته على معطيات ما قبل عاصفة الحزم كحيثيات يتم البناء عليها لما أعقبها من أحداث، وما يزال يتجنب إدخال هذا الزمن وتداعياته ضمن تغطياته الإعلامية، بل يقفز مباشرة الى ما بعد اسقاط الدولة بكل مؤسساتها، ويرسم سياساته الإعلامية تجاه ما يجري في اليمن بناء على ما يروق له، ويصف في خدمة الأهداف المطلوب تحقيقها على حساب القضية اليمنية.

المجتمع الدولي وحدة متكاملة وما تعبر عنه آلة الإعلام العالمية وبالأخص منها الأمريكية أو البريطانية يغدو قناعة تسري في كل أروقة الأمم المتحدة والمؤسسات الأممية، وحين يصعب إخراج هذه القناعة وفقا للصورة المطلوبة في الخطة "أ" يتم تقديمها عبر القوالب انسانية لتصبح عملية الوصول الى الأهداف والغايات المطلوبة أمرا بالغ السهولة, في وطن مثخن بالكوارث، فتحضر مرة باسم الكوليرا، وأخرى باسم الحصار، وثالثة باسم المجاعة وغيرها من مظاهر وتجليات الكارثة الأم ممثلة في انقلاب المليشيات الحوثية وحليفها صالح آنذاك على الشرعية وأسس الدولة والنظام العام.

وبغض النظر عن المستوى الذي يظهر عليه انحياز وسائل الإعلام الغربية وما إذا كان يوجد خلفه غرض سياسي أم لا، وأيا كان مستوى التشويه الذي أحدثته تلك الوسائل بحق أكثر القضايا عدالة، ووضوحا، فليس ثمة من يتحمل مسؤولية ذلك سوى الجهات الرسمية المعنية، والتي يقع على عاتقها واجب توضيح الصورة وكشف ما تتعرض له القضية اليمنية في مساحات الإعلام العالمي من تشويه، وتحريف، وتظل مجموعة الوزارات الخمس" الإعلام - حقوق الإنسان - الخارجية - التخطيط والتعاون الدولي - المغتربين" ذات علاقة مباشرة بالأمر كونها تمثل الشرعية الدستورية والقانونية وهي المخولة أيضا بالتعامل مع مثل هذه المعضلات، ومنوط بها التحرك والسعي لإظهار حقيقة المشهد، وطبيعة الصراع، والعمل على تعديل مسار التناول الإعلامي فيما يخص قضايا اليمن الحقوقية والإنسانية , حيث يشكل استمرار هذا القصور خطرا يفاقم المشكلة بشكل أكبر في المستقبل كما أنه – أي هذا القصور - يكشف عن حجم الضعف الذي يتشكل داخل دوائر الفعل السياسي والاجتماعي اليمنية خاصة تلك التي لها ارتباط بالعالم الخارجي، وتعيش حالة مؤسفة في مجال العلاقات التي تربط اليمنيين كأفراد أو مؤسسات مع الجانب الغربي باستثناء بعض الجهات التي تعمل في صالح الانقلابيين.



حقائق ممنوعة من الظهور
آخر احصائية تم الوقوف عندها حول قضية المختطفين والمخفيين قسرا تقول إن هنالك ما يقارب ثمانية عشر ألف معتقل امتلأت بهم سجون مليشيات الحوثي، ويتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي، والنفسي وبأساليب مروعة يتم إعمالها بشكل يومي على أجساد الآلاف الأبرياء.

وفي تقرير لرابطة أمهات المختطفين تؤكد الاحصائيات مقتل 108 معتقل تحت طائلة التعذيب, من بين هؤلاء المعتقلين رصدت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى " في تقريرها الصادر في العام 2017 عشرون صحفيا تم اعتقالهم من منازلهم وأماكن عملهم بتهمة انتمائهم لبيئة العمل الصحفي، ولكونهم صحفيين لا أكثر، ويتعرضون لمحاكمات تعسفية وصلت بعضها الى الحكم بالإعدام كما هو الحال مع الصحفي عبد الرقيب الجبيحي الذي تم الإفراج عنه لاحقا ولم تكن تهمته سوى أنه صحفي.

هذه الحقائق الفظيعة من لم تتعاط معها وسائل الإعلام العالمي بالقدر المطلوب حتى اللحظة ولم تقف عندها, وعلى الرغم من المحاولات التي قدمها متطوعون كثر لإيصال رسالة هؤلاء المظلومين الا أن الإعلام الغربي ما يزال يغض الطرف عنهم، ويركز على جزئيات لا تكاد تذكر في مآسي اليمنيين.

تم رصد تفاعل كبير مع شخصي
ة واحدة تعرضت لاختطاف من قبل جماعة الحوثي ظلت على إثرها بيانات منظمات ومؤسسات كبرى تابعة للأمم المتحدة تتوالى في إدانتها، ومثلها وسائل التلفزة والصحف الكبرى ومواقع التواصل، بينما رأيناها توقفت أو تغافلت عن الآلاف من المختطفين ممن يمثلون نخبة كبيرة من المجتمع اليمني في كافة المجالات والتخصصات لكنهم لم يحظو بواحد بالمائة مما حظي به أحد ناشطي الإنقلاب كهشام العميسي مثلا.

تقول احصائية أخرى أعدها فريق الرصد التابع للتحالف اليمني لرصد الانتهاكات للعام 2017 أن عدد المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن الذين تم قتلهم نتيجة القصف العشوائي في مدينة تعز من قبل تحالف الإنقلاب الحوثي - صالح وصلوا الى 5556 منهم 595 طفلا، و 288 من النساء , كل هذه الجرائم في مدينة يمنية واحدة فقط ما تزال تعاني ظروفا بالغة القسوة جراء الحصار المفروض عليها من قبل المليشيات الحوثية حتى اللحظة.

هذه الحقيقة وعلى الرغم من اتساعها إلا أنه يتم تغييبها في منابر الإعلام العالمي بينما تتحول حادثة مثل التي تعرضت لها الطفلة بثينة وأسرتها جراء قصف منزلها من قبل طيران التحالف العربي الى حدث عالمي شاركت فيه كبرى مؤسسات الحقوق في العالم ويتقدمها تلك التي تعمل ضمن المجموعة الأممية ورافق هذا الحدث هاشتاغ عالمي تم تسميته بعين الإنسانية بالإضافة الى الصور والفيديوهات والفلاشات والكتابات وغيرها من أنشطة المواقع الإلكترونية والعالم الرقمي, وأصبحت بثينة عينا للإنسانية لأن طيران التحالف العربي هو الذي فعل بها ذلك، أما مئات الأطفال الذين تقتلهم المقذوفات الصاروخية والقصف المدفعي الحوثي في العديد من المدن اليمنية فيتم تجاهلها وتبقى ممنوعة من الظهور لأنها لا تخدم سياسة التوجه الغربي الذي لا يسلط الضوء على أية حادثة الا حين يعتقدون أن للسعودية خيوطا فيها، وما عدا ذلك فهو بنظرهم خدمة مجانية يقدمها الإعلام الغربي في سياق ما يدعم التدخل السعودي في اليمن.

وفي تقرير أعدته سبع منظمات حقوقية في مقدمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان " هود" بعنوان "مأرب ... نار الحرب ورمضاء الصحراء " تم توثيق 10800 حالة انتهاك في محافظة مأرب فقط، كان منها 8989 حالة انتهاك ارتكبها الحوثيين في المدينة وشملت أرقاما كبيرة من مختلف الانتهاكات.

وفي شهر نوفمبر من العام 2017 أصدرت منظمة سام للحقوق والحريات - جنيف - بيانا توضح فيه حالة حقوق الإنسان في اليمن خلال شهر واحد فقط , تقول المنظمة أنها رصدت 617 حالة انتهاك مختلفة بواقع 297 حالة انتهاك تم ارتكابها من قبل جماعة الحوثي .

وصل الى محافظة مأرب أكثر من مليون نازح بعضهم تم تهجيرهم قسرا من أماكنهم ومناطقهم كما يشير التقرير الصادر عن منظمتا هود وشاهد الذي وثق لحالة حقوق الإنسان في محافظة مأرب للفترة ما بين 2014 الى 2017 , فهؤلاء النازحون يعيشون ظروفا صعبة من حيث المعيشة والحالة النفسية التي لحقت بهم جراء النزوح, فالمنازل لا تكاد تتوفر بالشكل الذي يتناسب ومستوى الدخل المادي لتلك الأسر وهو ما أجبر معظم هؤلاء الى السكن في خيام واللجوء الى بدائل لا تقيهم البرد ولا تمنع عنهم حرارة الشمس.

تظل جملة الحقائق هذه وغيرها كثير ممنوعة من الظهور في الوسائل الإعلامية الغربية نتيجة وجود فيتو غير معلن ألجم الإعلام الغربي وأعور عينه لكنه أيضا أوغر صدور الضحايا وأهاليهم وأوصلهم الى قناعات خلاصتها عدم الثقة بمهنية الإعلام الغربي في تناوله لكل قضايا الشرق العادلة.
اعداد مصطفى الشامي

http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1651
‏من يقرأ تاريخ فلسطين يعلم أنها قد أُحتلَّت لأكثر من مئتي عام واستطاع المسلمون أن يطردوا المحتلين لها، والأمة نفسها قادرة بإذن الله -عز وجل- من طرد المحتلين اليهود منها ولو بعد مئتي عام .. لا قلق ولا يــأس !!

الاستاذ محمد اليدومي رئيس التجمع اليمني للاصلاح
تجنيد المليشيا الحوثية الإجباري للأطفال وأثره على حاضر ومستقبل اليمن

#الإصلاح_نت –خاص/ وئام اسماعيل

بعد حرب طاحنة دخلت عامها الرابع، استنفد الحوثيون الكثير من مقاتليهم، وهو ما دفعهم للجوء وبنهم كبير للتجنيد الإجباري الذي ضاعف معاناة الآباء والأمهات؛ لخوفهم على حياة أبنائهم، واضطر العديد منهم للنزوح من المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.

كان الحوثيون يلجأون لتجنيد أتباعهم، لكن الدائرة توسعت بعد مقتل المئات منهم في مختلف جبهات القتال، وأصبح الأطفال بدور رعاية الأيتام هدفا لهم، كما تم الزج بذوي الاحتياجات الخاصة بمعارك الساحل الغربي وتحديدا بالحديدة وميدي بحجة.

إضافة إلى ذلك فقد عمدت مليشيات الحوثي إلى اختطاف الأطفال من الشوارع وقامت بتجنيدهم، وعملت على تعبئة المختطفين والمخفيين قسرا، وزودتهم بملازم الحركة الحوثية، وخيرتهم بين القتال معهم أو استمرار سجنهم وتعذيبهم.

منذ سبتمبر/أيلول الماضي، صرح زعيم مليشيات الحوثي الانقلابية عبدالملك الحوثي، باعتزام جماعته إعادة التجنيد الإجباري في اليمن، لرفد الجبهات بالمقاتلين، دون أن يحدد الفئة العمرية المستهدفة.

ووضعت مليشيات الحوثي أبناء عدد من المحافظات أمام خيارين، إما التجنيد أو دفع إتاوة تبلغ ثلاثين ألف ريال، إضافة إلى تهديدهم واستدراج بعض الأطفال دون علم أهليهم، للمشاركة في الأعمال القتالية، وزرع الألغام، واستخدامهم دروعا بشرية٬ وفي الحراسة٬ وعند نقاط التفتيش.

يُذكر أن اليمن قد ألغت التجنيد الإجباري عام 2001، والذي يلزم جميع الطلاب الذكور من خريجي الثانوية العامة، بأداء الخدمة العسكرية لمدة عام.

الأطفال أبرز الضحايا

ذهب ضحية التجنيد الإجباري الأطفال، الذين يقع العديد منهم في الأسر، وتقوم بعض الجهات المدنية بعمل برامج تأهيل لهم ولأولياء أمورهم وأفراد أسرهم.

يؤكد أطباء نفسيين تعرض الأطفال المجندين للمعاناة نتيجة لإصابتهم الجسدية ولتضررهم نفسيا كذلك، وهم يسعون لمساعدتهم من خلال إعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع وبالمدارس مجددا وإبعادهم عن أجواء العنف.

برغم أن اليمن من الدول الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تمنع انخراطهم من هم دون سن 18 من المشاركة في الحروب، إلا أن الحوثيين ما زالوا حتى اليوم مستمرين بتجنيد الأطفال وتفخيخ مستقبل البلاد.

تتحدث وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عن تجنيد الحوثيين ما يزد عن 23000 طفل بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية وقوانين حماية حقوق الطفل.

بينما تذكر "مؤسسة وثاق للتوجه المدني" في تقريرها الأخير، عن رصدها لأكثر من أربعة آلاف طفل يمني جندتهم جماعة الحوثي المسلحة خلال الأعوام الماضية في مختلف المحافظات.

وبحسب المتحدثة باسم المفوضية العليا راقينا شمدساني، فما بين 26 أذار/مارس 2015 و31 كانون الثاني/يناير 2017 نجحت الأمم المتحدة في التحقق من تجنيد الحوثيين لـ 1476 طفلا جميعهم من الذكور، "مضيفة أن هذا العدد "قد يكون أكبر بكثير لأن معظم الأسر غير مستعدة للتطرق إلى مسألة تجنيد أولادهم خشية التعرض لأعمال ثأرية".

استغلال وتعبئة

استعانت المليشيات بمشائخ المناطق الريفية الواقعة تحت سيطرتها، وكذلك المساجد للدعوة إلى التجنيد وإلزامهم به، في سياق ذلك يذكر الناشط الحقوقي موسى النمراني، أن المجتمع برمته يعيش تحت سيطرة مليشيات الحوثي، التي تسيطر على أكثر من ستين بالمئة من مناطق الكثافة السكانية في اليمن.

وأضاف أن أولئك يعانون من تدني مستوى الوعي، إضافة إلى خضوعهم لعملية غسيل دماغ مكثفة من التعبئة الدعائية لوسائل إعلام جماعة الحوثي المختلفة، والزوامل والخُطب والمحاضرات، لدفع اليمنيين إلى الجبهات لمساعدة الحوثيين في مواصلة السيطرة على الدولة.

ولفت -في تصريحات صحفية- إلى أنهم يقومون بتسويق الكثير من الأفكار التي يوجهونها بحسب الشريحة المستهدفة، مستخدمين الخطاب الوطني العاطفي، وخطاب الأمل، والتلويح بالوظيفة، والراتب، والغنيمة، فيذهب ضحية ذلك الأطفال الذين هم الشريحة الأضعف في هذا السياق، نتيجة لتفكك كثير من الأسر بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي أصابت السكان، بعد انقطاع رواتب الموظفين وتعثر حركة الاقتصاد وتداول العملة التي يصنعها الحوثيون ويستفيدون منها.

ووفقا لـ"النمراني" فإن كثيرا من الأطفال تسربوا من المدارس بعد توقف العملية التعليمية مع إضراب المعلمين المتوقفة رواتبهم منذ أكثر من عام، وهؤلاء هدف للتجنيد من خارج المدارس، وحتى أولئك الذين لا يزالون في المدرسة، إذ يتعرضون لتعبئة فكرية وخطاب طائفي يجندهم في صف المليشيا.

بعض وسائل التجنيد

المليشيا الحوثية تلجأ إلى أساليب لي الذراع في التجنيد الإجباري وذلك من خلال قيامها باختطاف الأطفال أو حتى اختطاف الشباب الذين من غيرهم وتغيبهم في السجون والمعتقلات السرية وتقوم بعمل لهم دورات ثقافية بملازم الحوثي وترغبهم بالقتال فإن رفضوا خيرتهم بين القتال أو استمرار الإخفاء القسري والتع
ذيب، الأمر الذي وضحته عمليات الأسر المختلفة لبعض هذه العناصر في الجبهات.
مصادر ميدانية مطلعة ومقربة من المليشيات الحوثية أفادت أن الآلاف من المختطفين في مدينة الصالح بتعز يتم تخييرهم بهذا الأمر وإجبارهم على الذهاب للجبهات، أو استمرار التعذيب والإخفاء وفي أحسن الأحوال إطلاقهم مقابل فديات مالية باهظة.

وعي مجتمعي

الناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان، أرجع أسباب لجوء الحوثيين للتجنيد الإجباري، إلى أن العديد من أبناء الشعب اليمني وحتى مناصري تلك المليشيا، لم يعودوا متحمسين كالسابق للقتال في صفوفهم، بعد أن رأوا إجرامهم وحجم الخسائر التي يعانوا منها، فمن يذهب معهم إلى الجبهات لا يعود.

وأشار إلى خداع الحوثيين لآباء الأطفال وزعمهم أنهم يأخذونهم لدورات تدريبية وأعمال مدنية، ليتفاجأوا أنهم عادوا قتلى بعد أن تم الزج بهم في جبهات القتال، وهو ما شكل وعي لدى الناس، وجعلهم يحرصوا على عدم إرسال أبنائهم، فقلَّ مخزون الجماعة من المقاتلين المدربين، وأصبح لديهم عجز، فأصبحوا بحاجة للتجنيد الإجباري.

واستطرد "يبحث الحوثيون عن مقاتلين كبار، لكن الأطفال من السهل التأثير بهم وخداعهم، وأصبح الآباء يفكرون بجدية عن أماكن للانتقال إليها للحفاظ على أبنائهم حتى لا يقعوا فريسة للجماعة".

وتحدث عن استهداف الحوثيين لفئة الأيتام، إذ لا يوجد من يحميهم، خاصة أن دور الرعاية تتبع جهات حكومية وبعد انقلاب المليشيات وسيطرتهم على الدولة بالقوة، أصبحوا لقمة سائغة لهم، وأفرغوا تلك الأماكن ونقلوا الأطفال إلى جبهات القتال.

مستقبل غامض

وكان وكيل وزارة التربية والتعليم محمد باسليم، قد ذكر في تصريحات صحفية أن إجبار الحوثيين للطلبة على الرسوم المالية يدفعهم للتجنيد الإجباري، وباتت مخرجات جيل بأكلمه تتجه نحو مستقبل مجهول.

فيما أكد برمان أن التجنيد سيؤثر على حاضر ومستقبل اليمن، فهو يعني إطالة أمد الحرب، واستمرار سقوط ضحايا خاصة من الأطفال والشباب الذين يعول عليهم بناء الوطن.

بينما يذكر الصحفي حسين الصوفي أن تجنيد الاطفال جريمة حسب المواثيق الأممية الخاصة بالطفولة، غير أن مليشيا الحوثي الإرهابية ترتكب سلسة جرائم في حق الطفولة بتعمدها مخالفة مواثيق وقوانين دولية وقيامها بتجنيد الأطفال وإجبارهم على ذلك وتضليهم والزج بأغلبهم في المعارك دون تدريب، وحرمانهم من التعليم، وتفخيخ عقولهم وأفكارهم بسموم طائفية وتعبئتهم على ثقافة "الكراهية" والعنصرية المجرمة دوليا وإنسانيا، وبتشجيعهم على القتل وطمأنتهم بعدم الاكتراث بتبعات ارتكاب ذلك.

بحسب الصوفي فإن لهذه الجريمة الاجتماعية آثار ظهرت بعضها في جنايات ارتكبها أطفال ضد أقاربهم في بعض المحافظات، فمنهم من قتلوا آباءهم، وآخرين أطلقوا النار على أسرهم نتيجة ما تعرضوا له من شحن عنيف حولهم إلى قنابل متحركة.

وختم بالقول: "لا تزال مخاطر الزج بالأطفال في الحرب كارثية مستقبلا، حيث تعمد مليشيا الحوثي على تكوين عصابات مفخخة نفسيا وفكريا تحترف الجريمة، وقابلة للعمل كقاتل مستأجر".
http://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1655