الإصلاح نت
1.28K subscribers
706 photos
70 videos
9 files
9.97K links
Download Telegram
مأرب الثورة والجمهورية

جمال أنعم

الكتابةً عن مأرب بوح "المنسح" غيض من فيض، هي من يوحي ويملي، وهي تختار الكلام، تنتقي الحرف والمفردة، تنقش الجملة، تنجز تعبيرها وعبيرها، لغة صقيلة، تتحدر من زهو وإباء، عالية شموخة متوثبة، خصبة رفيعة، ريانة بكبرياء الحقب وعنفوان العصور، لغة تتقاطر من كل سماء، تجيء من كل صوب مغسولة نقية هادرة جارفة، باسلة كروح، مأرب الحضارة والحضور والمآثر والمكارم الحية الراسخة.

هي مأرب في عيدها السبتمبري المجيد حاضرة الممالك والملوك، مأرب الثورة والجمهورية، مبعث العز والفخار تحضر بكل خيلاء، قائدة ورائدة لتقول الجديد وتصنع الأجد، تتقوض المدائن المحاربة، وتعاني الويلات، لكنها مأرب إستثناء، نمت في قلب الحرب، كبرت بما تفعل وتوسعت وهي مطوقة، وشيدت وهي تقاتل، وانتصرت في جبهات التمدين والبناء والتنمية، وواجهت تحديات البقاء بعزيمة لا تكسر

لخميس الثورة أمس في مأرب وهجه الخاص، وبحضور دولة رئيس الوزراء دكتور أحمد عوض بن مبارك مع وزراء ووكلاء الحكومة كان للإحتفال زخمه الملفت، بدت فيه مأرب في أبهى صورة، سبتمبرية عتيدة معنى ومبنى، وأكدت الكلمات على واحدية القدر والمصير ومقابلة الوفاء بالوفاء، والإستمرار في دعم الجيش والمقاومة ومعالجة ملف الشهداء والجرحى والسير قدما باتجاه الإصطفاف لمواجهة الإنقلاب الحوثي حتى الخلاص.
الشعوب في مواجهة الجوائح والنكبات تلوذ برمزياتها الجامعة، وبتواريخها الفارقة، وذكرياتها المجيدة الخالدة التى جسدت روحها العظيمة وشخصيتها وهويتها ومنحتها الكينونة وكرامة الوجود.

وفي عيد ثورتنا الخالدة، وبهذه الروح المتقدة واليقظة نحن نستدعي العظمة، نحتفل بالوطن الجمهوري الحر، نؤكد بقاءنا في قلب المعنى الكبير للثورة الأم، نعلن مواصلة الدور والفعالية والحضور كشعب حي ووطن لا يموت.

عاشت كل مدائن اليمن حرة عزيزة ثائرة، وعاش شعبنا العظيم كريما أبيا مقاوما الطغيان والكهنوت، كبيرا مسقطا كل رهانات الصغار.

- عن بران برس
https://alislah-ye.net/articles.php?id=999
ساحل حضرموت.. ندوة سياسية للإصلاح في الشحر بالذكرى الـ34 للتأسيس

الإصلاح نت - المكلا

نظم التجمع اليمني للإصلاح، بالشحر في ساحل حضرموت، أمس الجمعة ندوة سياسية بعنوان "الإصلاح بين الأمس واليوم"، بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح،
وفي الندوة تناول أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بساحل حضرموت، محمد أحمد بالطيف، "الإصلاح بين الأمس واليوم"، تطرق فيها إلى تاريخ اليمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، قبل وبعد الوحدة، وناقش دور قيادات الإصلاح والوطنيين اليمنيين في نشر قيم الخير والإصلاح داخل المجتمع، ومواجهة الظواهر السلبية الدخيلة.
وأكد بالطيف خلال كلمته على أهمية التلاحم المجتمعي، والمساهمة في تخفيف المعاناة الاقتصادية من خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية. كما شدد على حقوق حضرموت المشروعة، داعيًا إلى وحدة الصفوف لتحقيق مطالب المحافظة.
وفي كلمة ترحيبية، نوه رئيس فرع الإصلاح بالشحر، الشيخ سالم باحميد، إلى تقاليد الإصلاح في العمل السياسي، والتي تأتي الندوة جزء من تقاليد الاحتفاء بذكرى التأسيس.
كما ألقى رئيس دائرة التوجيه والإرشاد بالمكتب التنفيذي للإصلاح بساحل حضرموت، فضيلة الشيخ عبدالله علوي المقدي، كلمة تحدث فيها عن الدور الإصلاحي المجتمعي، وضرورة الاضطلاع به.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11530
1
في ذكرى ثورة 26 سبتمبر.. انتهاكات حوثية متزايدة وتدهور أمني غير مسبوق

عبد السلام الكاتب
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11532
ما إن انتهت الأجواء الثورية ومرور الذكرى الـ62 لقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية حتى تكشّف حجم الانتهاكات في هذه المدة فقط، وعمليات القمع والإرهاب التي مارستها مليشيا الحوثي بحق المواطنين الذين خرجوا للتعبير عن احتفائهم بهذه المناسبة، إلا أن المليشيا واجهتهم بالقمع والإرهاب سعيا منها لإحلال ذكرى الانقلاب محل ذكرى الثورة السبتمبرية الخالدة في ذاكرة اليمنيين.


هستيريا الانتقام

وقد أعلنت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان توثيقها لـ428 حالة انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المواطنين في 10 محافظات خاضعة للمليشيا، على ذمة احتفالاتهم بذكرى ثورة 26 سبتمبر.

وأدانت المنظمة، في بيان لها، الحملات الأمنية التي نفذتها مليشيا الحوثي بحق مئات المدنيين في العديد من المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها لإرهابهم ومنعهم من الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة اليمنية.

وتضيف المنظمة أن الانتهاكات الحوثية التي ارتكبتها المليشيا ضد المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر في 10 محافظات يمنية طالت -حتى مساء 26 سبتمبر الجاري- أكثر من 428 مدنيا بلغت ذروتها مع احتفال اليمنيين ومشاركتهم بإيقاد الشعلة ونهار يوم الذكرى السنوية.

وقد تنوعت الانتهاكات الحوثية التي طالت المحتفلين بعيد الثورة اليمنية -بحسب المنظمة- بين "الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والاعتداء الجسدي وكذلك اللفظي، ومداهمة واقتحام منازل"، مشيرة إلى أنه تم رصد تصريحات لقيادات حوثية تدعو فيها إلى مضاعفة العقوبة وفصل رؤوس المحتفلين بعيد الثورة اليمنية ودعوات لضربهم بالهراوات، وتم نشر مقاطع فيديو توثق تجهيزها لغرض مجابهة المدنيين المحتفلين.

وبحسب المنظمة فقد تصدرت الاعتقالات والاختطاف والإخفاء القسري قائمة الانتهاكات بعدد 235 حالة منها 16 حالة إخفاء قسري في المحافظات التي شملها الرصد، بينهم 16 طفلاً وامرأة واحدة، في حين حلت الاعتداءات الجسدية في الدرجة الثانية بواقع 97 انتهاكاً بينها 7 حالات طالت أطفالا، وتلتها اقتحام المنازل بواقع 52 حالة، تليها الاعتداءات اللفظية بعدد 44 حالة انتهاك من بينها 5 نساء.

ووفقا للبيان فقد تصدرت محافظة إب بقية المحافظات من حيث عدد ضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بعدد 179 حالة قابلة للزيادة، تليها العاصمة صنعاء بعدد 109 حالات، ثم محافظة ذمار بـ56 حالة، ثم محافظة الحديدة بعدد 37 حالة، ثم محافظة تعز بعدد 13 حالة، تليها محافظة المحويت بـ12 حالة، ثم محافظة عمران 8 حالات، ثم محافظتا البيضاء وحجة بواقع 6 حالات في كل منهما، ورصد حالتين في محافظة الضالع.

رهائن بلا حرية

وقد عبّرت منظمة رايتس رادار عن استنكارها لحملات القمع ومصادرة الحريات المدنية، كما عبرت عن قلقها من استمرار الاستهدافات ومن احتمال تكرارها، خصوصا وأن كافة المدنيين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي يعتبرون فعلياً في حكم الرهائن، طالما أضحوا تحت طائلة الاتهام ومحرومين من ممارسة حرياتهم وأبسط حقوقهم بما فيها الاحتفال بالمناسبات الوطنية.

كما طالبت المنظمة مليشيا الحوثي بالإفراج الفوري عن كافة المختطفين والمحتجزين خلال هذه الحملات، مؤكدة على ضرورة الكشف عن مصير المخفيين قسرياً وإطلاق سراحهم وعلى ضرورة ضمان حياة وسلامة كل المختطفين والمحتجزين، محملة مليشيا الحوثي المسؤولية الجنائية والقانونية تجاه أي تداعيات تتعلق بسلامة وحياة ضحايا الانتهاكات، ودعت إلى إيقاف حملة الملاحقات على ذمة هذه الاحتفالات، حيث لا يزال العشرات قيد الملاحقات الأمنية في العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية.

كما دعت منظمة رايتس مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ، إلى التدخل السريع من أجل تعجيل الإفراج عن ضحايا حملة القمع الحوثية، والعمل على إعادتهم إلى أسرهم وبيوتهم وأطفالهم وضمان سلامتهم المعنوية والجسدية من أي اعتداءات، لا سيما وأن ثمة أنباء تتحدث عن تعرض العديد من المعتقلين للتعذيب والتنكيل.

تهم ملفقة

من جانبه، قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) إن الإجراءات القمعية التي اتخذتها مليشيا الحوثي بحق العديد من اليمنيين في مناطق سيطرتها لمنعهم من الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة سبتمبر يعكس حالة التردي التي وصل إليها مستوى الحريات في البلاد، معبرًا عن قلقه من سياسة الملاحقات ضد المحتفلين بذكرى ثورة سبتمبر في اليمن.

وبحسب عملية المتابعة التي قام بها المركز، فقد شهدت الأيام الخمسة الماضية حملة اعتقالات واسعة النطاق، استهدفت مئات المواطنين بينهم محامون وقيادات حزبية ونشطاء حقوقيون في محافظات إب والحديدة وذمار وصنعاء وعمران.
ويقول المركز إن مليشيا الحوثي "قامت بتوجيه تهم باطلة لعشرات المعتقلين، متهمة إياهم بتشكيل خلايا مرتبطة بما تسميه العدوان وزعزعة الأمن في البلاد، وهددت باستخدام القوة ضد أي شخص يحاول الدعوة للتجمهر أو النزول إلى الساحات تحت أي ذريعة، مما يعكس سياسة تكميم الأفواه وقمع حرية الرأي والتعبير".

وفي خطوة تصعيدية خطيرة، يقول المركز إن مليشيا الحوثي "قامت منذ يومين بنشر مدرعات عسكرية ومسلحين، بالإضافة إلى آخرين يرتدون زياً مدنياً في شوارع وأزقة المناطق التي تسيطر عليها، بهدف ملاحقة المحتفلين ومنعهم من التعبير عن آرائهم وإحياء ذكرى الثورة".

ويؤكد المركز الأمريكي للعدالة أن تلك الممارسات "تمثل انتهاكاً صارخاً للدستور اليمني، لا سيما المادة (48) التي تكفل حق المواطنين في حرية التعبير والتجمع السلمي، والمادة (42) التي تؤكد على حرية الفكر والرأي باعتبارها حقاً مكفولاً لجميع المواطنين، كما أنها تتعارض مع المادة (58) من الدستور التي تنص على حق المواطنين في تشكيل التجمعات والتنظيمات السياسية والمدنية".

ويضيف المركز أن تلك الانتهاكات "تتعارض مع أحكام العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي انضمت إليه اليمن، وخاصة المادة (19) التي تنص على حق كل فرد في حرية التعبير، والمادة (21) التي تكفل حق التجمع السلمي، كما أن المادة (9) من العهد نفسه تحظر أي اعتقال تعسفي أو احتجاز غير قانوني، مؤكدةً على حق الأفراد في الحصول على محاكمة عادلة".

وشدد على أن ما تقوم به مليشيا الحوثي يعد انتهاكاً واضحاً لهذه الحقوق الأساسية، ومحاولة لفرض سياسة إرهاب ممنهجة ضد المدنيين باستخدام القوة وبث الخوف في نفوسهم، كما أن هذه الانتهاكات تتعارض مع أحكام الدستور اليمني والقوانين الدولية، وتشكل جريمة تستوجب المساءلة.

صنعاء غاضبة

وقد تصاعدت الانتهاكات الحوثية مؤخرا بحق المواطنين على نحو غير مسبوق في مختلف المحافظات، محققة أرقاما قياسية مقارنة بانتهاكات الأشهر والسنوات الماضية.

ويوثق تقرير حقوقي صدر حديثا وفاة 20 مختطفاً تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية بصنعاء، خلال عامي 2022 ـ 2023م.

ويقول التقرير الصادر عن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة والذي حمل عنوان "صنعاء غاضبة"، إنه وثق نحو 2500 انتهاك ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق أبناء العاصمة صنعاء خلال العامين الماضيين 2022 و2023.

وتوزعت تلك الانتهاكات بين "قتل وإصابات، واعتداءات بالتعذيب والاختطاف، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال، وانتهاكات ضد الطفولة والمرأة، والتهجير القسري والتطييف والتعسف الوظيفي، والاعتداء على المؤسسات القضائية".

كما وثق التقرير مقتل 38 مدنياً بينهم 20 حالة قتل تحت التعذيب و18 حالة قتل بالرصاص المباشر، بينما بلغت الإصابات والاعتداءات الجسدية 261 حالة إصابة، و284 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وتوثيق 251 حالة تعذيب ومعاملة قاسية ومهينة.

إهانة للجمهورية

ويشير التقرير إلى قيام مليشيا الحوثي بمنع المواطنين من الاحتفال بالعيد الوطني لثورة 26 من سبتمبر في العام الماضي 2023 الذين خرجوا إلى الشوارع بشكل عفوي رافعين العلم الجمهوري، حيث قام مسلحو المليشيا بالاعتداء عليهم وتمزيق العلم الجمهوري وإهانته، واختطاف العشرات منهم.
لافتا إلى حالة الغضب الشعبي المتزايد في أمانة العاصمة ضد المليشيا الحوثية، التي تنتهج سياسة التجويع والقهر والإفقار بشكل ممنهج، واستمرارها في قطع رواتب الموظفين ونهبها وعسكرة الحياة والتضييق على حرية الرأي والتعبير والحريات العامة، واستهداف النظام الجمهوري.

ويؤكد مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، فهمي الزبيري، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن استمرار المليشيا الحوثية في ارتكاب الانتهاكات والتفنن بها بحق اليمنيين، لهو دليل على عجز المليشيا في جر المجتمع للطائفية واخضاع الشعب اليمني لمشروعها، ورفضها من قبل الشعب اليمني ورفض مشروعها الطائفي والسلالي القائم على نظرية التمييز العنصري التي تتناقض مع النظام الجمهوري ومكتسبات ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

ظروف قاسية

وقد ذكرت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، في بيان، لها أنها تلقت بلاغًا من أهالي مختطفي السجن المركزي في العاصمة صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، يفيد بتعرض المختطفين للتعذيب ومنعهم من الأكل وحرمانهم من الزيارات والتواصل معهم.

وتفيد الرابطة في بيانها الذي نشرته مؤخرا أن أهالي المختطفين أبلغوها أيضًا بتعرض مجموعة من أقاربهم للعزل في حجز خاص بالمختلين عقليًا، فيما تم احتجاز آخرين في زنزانة يطلق عليها "الضغاطة"، حيث يتم احتجازهم في ظروف قاسية لا تسمح لهم بالحركة أو التنفس بشكل طبيعي.
كما استنكرت الرابطة الانتهاكات الحوثية بحق المختطفين في السجن المركزي، محملة مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامتهم النفسية والجسدية، داعية كافة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المختطفين والضغط على الحوثيين للإفراج عنهم من دون قيد أو شرط.

بوادر كارثية

يأتي هذا التصاعد في الانتهاكات متزامنا مع قرار اتخذته مليشيا الحوثي يقضي بإغلاق المفوضية السامية لحقوق الإنسان في صنعاء، في الوقت الذي تفيد فيه مصادر مطلعة باستعداد منظمات دولية أخرى لإغلاق مكاتبها في صنعاء رفضاً للإجراءات التعسفية والممارسات غير القانونية، بعد أسابيع من اختطاف العديد من موظفي المنظمات والسفارات، واتهامهم بالتجسس والخيانة في ظل صمت أممي مطبق.

وتقول مصادر حقوقية في العاصمة صنعاء إن مليشيا الحوثي طلبت -الأسبوع الماضي- من المفوضية الأممية إغلاق مقرها في صنعاء في غضون ثلاثة أيام، دون إبداء الأسباب التي دفعتها لاتخاذ مثل هذا القرار، بينما لم يصدر عن الأمم المتحدة أي تعليق حيال ذلك.

وأثار القرار الحوثي بإغلاق مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان غضباً في الأوساط الحقوقية تجاه تطاول الممارسات الحوثية وإمعانها في استهداف الأنشطة المدنية والحقوقية والإغاثية، ومخاوف من التسبب بإفقار وتجويع عائلات الموظفين في المفوضية بعد توقف نشاطها، إلى جانب القلق على حياتهم وسلامتهم وحريتهم واتهام المليشيا لهم بمزاولة أنشطة تجسسية.

ويرجح ناشطون وحقوقيون أن يكون القرار الحوثي جاء على خلفية مساعي المفوضية لرصد الانتهاكات التي طالت موظفي المنظمات والسفارات المختطفين، ورفع تقارير عن معاناة عائلاتهم والأضرار التي لحقت بها.

مطالب واقتراحات

ووفقا للمدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، مطهر البذيجي، فإن المفوضية السامية لحقوق الإنسان هي إحدى أهم الوكالات الأممية العاملة على ضمان وتعزيز حقوق الإنسان، التي سعت المليشيا الحوثية جاهدة إلى السيطرة والتضييق عليها، وتعرضت للكثير من الإجراءات الحوثية، بينها اختطاف باحثين وعاملين فيها، وفرض موظفين تابعين للمليشيا عليها، مذكرا بمطالب واقتراحات قدمتها الحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني في وقت سابق بنقل مكاتب الوكالات الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن، منبهاً إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تساهلا كثيراً مع الممارسات الحوثية، ولم يتعاملا معها بالمستوى نفسه، مرجحاً أن هذا التصعيد قد يأتي بالفائدة من خلال انتقال المفوضية للعمل في مناطق سيطرة الحكومة ومزاولة أنشطتها بحرية تامة وبعيداً عن الهيمنة الحوثية، ما يصب في صالح ضمان حقوق الإنسان في اليمن.

ويرى مراقبون أن قرار المليشيا الحوثية بإغلاق مقر المفوضية الأممية لحقوق الإنسان يعد إمعاناً في تجاهل المليشيا الحوثية لكافة المواقف المحلية والإقليمية والدولية المنددة بهذه الإجراءات والمطالبة بإطلاق سراح موظفي المنظمات الأممية والدولية والسفارات، كما أن كثيرا من المواقف الأممية الهزيلة والمتخاذلة عملت على إغراء المليشيا الحوثية وتشجيعها للمضي في اتخاذ مثل هذه الإجراءات والتعسفات المستمرة بحق المنظمات والمجتمع بشكل عام.

تدهور أمني

وقد كشفت مصادر إعلامية وحقوقية، في أغسطس الماضي، أن الحكومة الألمانية أبلغت رسمياً المليشيا الحوثية بإيقاف أنشطة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وإغلاق مكتبها في صنعاء خلال الأشهر الستة المقبلة، بينما تتحدث مصادر عن استعداد منظمات نرويجية وسويدية لإغلاق مكاتبها في صنعاء رفضاً لممارسات المليشيا.

كما طالبت الأمم المتحدة، خلال الشهر الماضي، المليشيا الحوثية، بالإفراج غير المشروط عن موظفيها المختطفين لدى المليشيا، مشيرة إلى أنها تستطلع كل القنوات الممكنة والوسائل المتاحة للتوصل إلى إفراج غير مشروط عن جميع هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت ممكن.

ويرى الناشط الحقوقي رياض الدبعي أن إغلاق المليشيا الحوثية مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في العاصمة صنعاء "يعكس تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في اليمن، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة المنظمات الدولية على العمل بفاعلية في البلاد، وسلباً على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم الدعم اللازم للضحايا".

ويؤكد الدبعي أن مكتب المفوضية "كان شبه متوقف عن العمل، وأن موظفيه كانوا تقريباً تحت الإقامة الجبرية، ووقعت كثير من الانتهاكات في مناطق سيطرة المليشيا دون أن يصدر عن المفوضية أي موقف، وأقرب مثال إلى ذلك حادثة مقتل وجرح مدنيين في تفجير المنازل في رداع"، داعيا إلى "مراجعة إستراتيجيات حماية العاملين والعاملات في مناطق النزاع لضمان قدرتهم على أداء مهامهم الإنسانية دون تعريض حياتهم للخطر".
الشيخ سليمان الفرح.. سيرة مناضل جمهوري خرج من عمق الظلمة (بورتريه)

الإصلاح نت/ المصدر أونلاين – مروان المنيفي

في منتصف القرن الماضي حين كان القبائل في عمق الشمال يلتمسون بركات السيد ويحنون رقابهم لتقبيل يده وركبته، كانت نفس الشاب سليمان الفرح تشمئز لتلك المناظر وبدأ بفطرته النقية يتلمس طريقاً نحو النور.
ومع نظرائه بدأ "الفرح" يردد وراء الفقيه في معلامة قرية الشعر عزلة النظير التابعة لمديرية رازح شمال محافظة صعدة، آيات القرآن وحروف الهجاء، إلا أنه ورغم سنه المبكرة قد هاله منظر رفقته الطلاب وهم ينحنون لتقبيل ركبة الموجه "الممتحن" الذي يأتي في زيارة المعلامة ليتأكد من حفظ الطلبة للآيات. رفض يومها الإنحناء وتقبيل ركبة الموجه لأنه اعتبرها نوعاً من العبودية والإذلال، وتلقى يومها بالرضى عقوبته الضرب المبرح جزاءً لتمرده على المألوف ورفضه تقبيل ركبة السيد.
في مذكراته التي دونها قبل وفاته أشار المناضل الراحل سليمان الفرح لتلك اللحظة التي استعادها من ذاكرة غضة لا يعي من شؤون الحياة الكثير، وهو بهذا يشير للموقف الذي أسس لانطلاقة سيرة مختلفة ومتميزة عن أقرانه الذين تلقوا تعليمهم التقليدي وكان صلب العملية التعليمية قائماً على تقديس "السيد" في بيئة "تكاد صخورها تتشيعُ".
في العام 1934 ميلادية ولد الفرح وهي فترة الميلاد الفعلي للحركة الوطنية التي بدأت مشوارها النضالي الطويل لمحاولة تحرير الشعب اليمني من ربقة الإمامة، وحين كان فتىً يافعاً رأي بعينيه كيف جر الإمام أشقاءه رهائن لضمان الولاء الكامل من والده كأحد وجهاء وأعيان المنطقة.
وفي منتصف الخمسينيات وتحديداً في العام 1954 سافر الشاب العشريني إلى المملكة السعودية التي تبعد حدودها عن قريته بضعة كيلومترات وهناك عمل في البناء واكتسب المهن والحرف اليدوية لكن نزعته نحو النور دفعته مع ذلك إلى اكتساب المعرفة والثقافة وهناك بدأت متابعته للإصدارات والكتب التي يؤلفها رجال الحركة الوطنية.
يذكر الفرح في مذكراته التي عنونها بـ"مذكرات من حياتي" أنه في سنوات الغربة التي امتدت ست سنوات تعرف إلى رئيس الجالية اليمنية هناك رجل الأعمال علي سعيد الأصبحي ومن خلاله اطلع على المؤلفات الشعرية والفكرية للزبيري (صلاة في الجحيم، واق الواق، الإمامة وخطرها على وحدة اليمن) وجميعها من متون الثقافة المرجعية والتأسيسية للجمهورية.
عاد المغترب إلى قريته ليس ككل المغتربين الذين يعودون بالمال والهدايا وإنما عاد إلى جانب ذلك بوعي عالي جعله يشعر أن مسؤوليته تجاه مجتمعه تقتضي نشر الوعي والمفاهيم التي اكتسبها في المهجر لرفاقه من الشباب الذين كبلت عقولهم قيود الجهل والخرافة التي فرضتها الإمامة.

الثورة وحصار السبعين
ما إن قامت الجمهورية وسمع بيان الثورة من إذاعة صنعاء وصوت العرب في القاهرة حتى غمرته الفرحة وصدق يقين انتظره طويلاً منذ عودته من المهجر، وواجه وراقب هو وعدد من طليعة مشائخ صعدة الجمهوريين مجلي وشويط، الحشود والمعسكرات للإمامة في جبال صعدة ورواج دعايتها في تشويه النظام الجمهوري والشخصيات الوطنية؛ يقول الشيخ الفرح "رغم سذاجتها كانت تنطلي على المواطنين حيث لا يعرفوا سوى الأئمة الحاكمون باسم الله في الأرض وبزوالهم ستزول الأرض.
بعد أسابيع من قيام الثورة تمكن الشيخ الفرح من السفر إلى العاصمة صنعاء والاتصال والقرب من قيادة الثورة الرئيس المشير عبدالله السلال والفريق العمري واللواء حمود الجائفي وأركان الجيش محمد مطهر وعلي سيف الخولاني والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والمطري وقايد بن راجح.
نهض الشيخ الفرح بدوره الوطني القتالي في معارك الجمهورية مع الإمامة كر وفر في جبال صعدة ومساندة وجود القوات الجمهورية حتى مطلع نهايتها في السبعينات، وإبان ملحمة حصار السبعين على صنعاء 1968 تواجد ببسالة داخلها وحول محيطها فشارك ومشائخ رازح صعدة في أشهر معارك منطقة عصر والتقدم إلى حزيز على خط النيران وكانت في شهر رمضان مع كبار ضباط الجيش بقيادة الفريق العمري. "وقد أُصبت أنا والأخ عوض صالح وعلي حسن المراني من حيدان وأسعفنا الفريق حسن العمري بنفسه بسيارته وأوصلنا إلى المستشفى العسكري وقد كان مبنى بسيط جداً ما يقارب من ثلاث غرف أنشئ هدية من دولة المجر ولكن رغم بساطته كان الاهتمام كبيراً والخدمات متوفرة انزلوا جميع المصابين فيه وقد كانت إصابتي شظية في العين اليمنى وفي الظهر، كان هناك تعاون وتعاطف كبير من الجميع من الجمهوريين.
ما ان تحسنت حالته بعد الإصابة كان الضرب المدفعي من القوات الإمامية على إحياء ومساكن العاصمة مستمراً وعنيفاً، وانتقل وجماعته إلى تبة المطلاع المسمى الآن تبة دارس فوق خط صنعاء مأرب بيقين عدالة ومشروعية الحرب للدفاع على الثورة والجمهورية بالمعنوية القتالية والمساواة يضيفها إلى رصيد رفاقه من جيش ومقاومة شعبية "ان أُقتل في المعركة ولا أُقتل في المدينة".
👍1
العمل الإداري
بعد دحر القوات الإمامية وفك حصار صنعاء طُلب الشيخ الفرح من رئيس الأركان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب ومدير الاستخبارات العسكرية العقيد سلطان القرشي، ما أقرته القيادة العامة للجيش "إنشاء معسكر في عبس مركز محافظة حجة بهدف تجميع القبائل والمشايخ للانضمام تحت لواء الجمهورية، للحفاظ على المناطق المتاخمة والحدودية الواقعة تحت سيطرة الجمهورية وبتقديره استجاب لمهمة عسيرة لم تفلح إلا عند انعقاد مؤتمر عبس عام 1969، غير أنه تم تكليفه عاملاً على قضاء ميدي (مقام مدير المديرية حالياً) وهي مركز حيوي بمينائها على ساحل البحر الأحمر.
الأعمال الإدارية التي تولاها في عدة مديريات محافظة حجة بين 1968- 1978 في كُلَّ منها قَوِيَ بالمسؤولية وتوفير الخدمات لدولة شحيحة الموارد وقليلة الرزق وبكلمة واحدة كان "راعٍ مسؤولاً عن رعيته" أحوالهم ومعاشهم، خزائن القمح والطعام، حفر الآبار، تشجيع زراعتهم، بناء المدرسة وتوفير المعلمين، إنشاء وإصلاحات المكاتب الحكومية في مراكز قضاء ميدي، كسب وثقة وتعاون الأهالي، وأهمها ما كانت في ميدي من اقناع كبار المسؤولين بتشغيل الميناء بُغْيَة ان يستأنف الناس نشاطهم ويسهل لأهل الجُزر أسباب العيش والاستقرار ويخدم مناطق الجمهورية، وكل فعل مُنجز قام به الشيخ الفرح يخص ذكر الشخص الذي منحه الثقة تعاوناً ودعماً كمحافظ وقائد لواء حجة العميد مجاهد أبو شوارب.
في ماضي حرب الإمامة وحاضرها الحوثي طُمرت محافظة حجة ومديرياتها بالألغام من جراءها حُصدت أرواح بشر، في أكتوبر من 1968 كان الشيخ الفرح مع أحد المشائخ ومرافقيهم في طريقهم إلى محافظة الحديدة عبر طريق حيران؛ وأثناء السير انفجر لغم بترت قدم السائق وتوفي أحد الجنود وأخبره أهالي ميدي بعد الحادث وإصابته بجروح طفيفة ان عاملان سابقان افتكت الألغام والعبوات الناسفة المزروعة بحياتهما.

التعاونيات
أفرد الشيخ الراحل الفرح حيزاً في مذكراته حول تجربته مع الحركة التعاونية الأهلية للتطوير التي نشطت بعد استقرار النظام الجمهوري عام 1970 عهد الرئيس عبد الرحمن الارياني، وقد خصص نسبة ٢٥% من الزكاة لمشاريع التعاونيات التي بدأت كتجربة في مراكز المحافظات والعاصمة صنعاء وتوسعت في عهد إبراهيم الحمدي حيث وصل لرئاسة هيئتها قبل صعوده السلطة ثم توسعت في عهد الرئيس علي عبد الله صالح.
من صلب التعاونيات ونجاحها هي شق الطرقات ‏وهو أول توجه للثورة وجمهوريتها السبتمبرية كشريان حياة بين المحافظات والمديريات والعزل استهدفت بدرجة رئيسية التواصل بين المجتمع اليمني والخروج من العزلة، في 1978 زارت كاميرا برنامج صور من بلادي للمذيع الشهير محسن الجبري صعدة وظهر الشيخ الفرح رئيس هيئة تعاون بلاد رازح وأمين مجلس التعاون للمحافظة متحدثاً عن مشاريع ربط الطرقات الحدودية بين المديريات بجبالها الشاهقة وعدد المدارس والمستوصفات الصحية، تغنى أمام الكاميرا أبناء وطلاب مدرسة النظير رازح للعامل والفلاح.
يشدد الشيخ الفرح على أهمية ان تنشر المناهج التربوية في كل المراحل الدراسية ثقافة وتجربة الحركة التعاونية فهي ستحقق الإحساس الوطني للنهوض بالمجتمع واستقرار نظامه السياسي، وخارجياً مَثَلَ الاتحاد العام لهيئات التعاون اليمني في المؤتمر التعاوني العربي الذي انعقد في العاصمة المغربية الرباط 1983.
يتحدث الشيخ سليمان عن بعض نعم اليمن الجمهوري في نشر التعليم والطرق والعوامل التي من خلالها استطاعوا اقناع المواطنين الدفع بالأبناء للمدارس فهناك حرب ضروس ضد التعليم، وكيف تأثر اللواء حمود بیدر محافظ صعدة عندما قام بزيارة رازح و"شدا" على حدود السعودية وفي الاحتفال قام أحد الطلاب بإلقاء كلمة ترحيبية تأثر الجميع بها وكان المحافظ بيدر يقول من كان يتصور وجود من يقرأ في شدا. ولا أحد ينكر أنه بفضل الله ثم بفضل الثورة المباركة أنشئت المدارس في جميع مناطق المحافظة.
يقيم الشيخ الفرح سنوات الرئيس الشهيد الحمدي الذي زار مديرية كشر وهو عاملاً فيها "بصاحب نشاط كبير وطموح عظيم ومهارة عالية في ترتيب وتحديث آلية السلطة والنظام كما كان ذو تواضع ونفس بسيطة ولسان بليغ وخطاب مؤثر، ومن أبرز معالم حكمه إنشاء لجنة التصحيح ومما يسجل له محاربته الظاهرة الرشوة ومراقبته لموظفي الدولة مع رعايته لهم وقد
أنشأ جمعية خاصة بالموظفين توصل المواد الغذائية لهم في كل مركز شهرياً، وقد انعدمت ظاهرة الرشوة تقريباً فقد اقتنع واقتنعوا.

العمل السياسي والحزبي
سياسياً الشيخ الفرح شغل عضوية مجلس الشعب التأسيسي ومن ثم الشورى، وتعين بقرار جمهوري العام 1980 ضمن 50 عضو للجنة الحوار الوطني التي كان عليها انجاز الميثاق الوطني كمنهج فكري يملأ الفراغ السياسي التنظيمي وهو ما استند عليه تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي استمر على مدى دوراته الانتخابية عضواً في اللجنة الدائمة حتى قيام الوحدة والتعددية السياسية ليكون من مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح ورئيس هيئة شوراه المحلية فرع صعدة.
طوى الشيخ الفرح حياته حزيران 2014 وقد شاهد الفتنة الحوثية وحروبها الست من مشفى علاجه، لكن تلطف الله بهمه الوطني حيث لا شيء سيكسره ما كسر وطناً وشعباً ليلة 21 سبتمبر وقد تعاظم تراخي الدولة في قمعها للتمرد الذي أبدى عليها من وقتٍ مبكر أسفه وأساه.
لدن الشيخ الفرح من الولاء الجمهوري الخالص والوعي الثقافي السياسي المتقدم، إذ يتجسد في ثنايا سيرته دون أن يقع في ما وقع فيه، ولازال إلى يومنا هذا سياسيون ومثقفون ومؤرخون إذ يؤرخون لليمن الحديث بخروج جيش الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى وتسلم الإمامة المتوكلية الجزء الشمالي من اليمن.
بينما يحدد الفرح تاريخ اليمن الحديث بالثورة السبتمبرية وجمهوريتها بزوال الحكم الإمامي وهدم نظريته المحنطة لحكمه وتغيير حال بنية المجتمع المتخلف على كل المستويات إلى وضعه السليم
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11534
عسكرة الحوثيين للمجتمع.. الجذور، المظاهر، التداعيات، الآثار المستقبلية

الإصلاح نت - خاص

تعمل مليشيا الحوثيين، منذ بداية انقلابها على السلطة الشرعية، على عسكرة المجتمع في مناطق سيطرتها وتحويله إلى محرقة للحروب التي تشعلها لخدمة مشروعها الانقلابي، وتستند المليشيا في عسكرتها للمجتمع إلى أيديولوجيا دينية ذات بعد طائفي متراكم مستوحى من المذهب الزيدي ورؤيته للإمامة ومن إيران وثورتها الخمينية ومذهبها الرسمي الرافضي الإثنى عشري.

ومن خلال سيطرة المليشيا الحوثية على التعليم والإعلام والقبائل، وفرض الضرائب والجمارك، أصبح بمقدورها توجيه كل جوانب الحياة نحو خدمة المجهود الحربي. ولم تقتصر عسكرة المجتمع على البالغين فقط، بل شملت تجنيد الأطفال والشباب، مما يهدد بمستقبل مليء بالعنف والانقسامات.

ورغم كل حملات عسكرة المجتمع، لكن المليشيا الحوثية لم تستطع تطويع المجتمع بأكمله لمصلحتها، فهناك ممانعة شعبية واسعة لمشروعها ورافضة له، لكن الخطورة تكمن في قدرة الحوثيين على السيطرة على الأجيال الجديدة عبر المدارس والمراكز الصيفية الطائفية والتعبئة القتالية المستمرة عبر وسائل الإعلام والمدارس والمساجد، وهو ما يستدعي سرعة القضاء على تلك المليشيا واستعادة الدولة والجمهورية، قبل أن تتمكن المليشيا من تفخيخ مستقبل البلاد بالأجيال التي ستنشأ على ثقافة العنف والإرهاب والتعبئة العسكرية والقتالية المتواصلة.

- الجذور الأيديولوجية لعسكرة المجتمع

كان للنشأة العسكرية والطائفية العنيفة لمليشيا الحوثيين دور في تشكيل نظرتها للمجتمع بأن يظل مجتمع حرب وتطويعه لمصلحة المليشيا، وجعل التجنيد والانضمام للمليشيا المعيار الوحيد لتحديد نوع علاقة المليشيا مع القبائل والأفراد وتشكيل العلاقات الزبائنية في مناطق سيطرتها، والاستناد إلى مبررات ودوافع أيديولوجية ومذهبية لجعل المجتمع في حالة دائمة من الحرب التي تمكن المليشيا من البقاء واستمرار السيطرة.

لقد كانت مليشيا الحوثيين في بداية نشأتها تمثل الوجه العنيف والمتطرف للزيدية أو الهاشمية السياسية التي تدعو للخروج على ولي الأمر وقتاله إذا رأت أنه لا يصلح للإمامة لعدم توفر الشروط فيه وفقا للمذهب الزيدي، وبنفس الوقت يجيز المذهب لمن رأى أنه أحق بالإمامة أن يخرج لقتال الإمام القائم، ويجيز أيضا ان يحكم إمامان في نفس الوقت، وكل ذلك يمثل مدخلا لإيجاد المبررات لحروب مستدامة.

وفي وقت لاحق، انحرف الحوثيون عن المذهب الزيدي واعتنقوا المذهب الرافضي الإثنى عشري، المذهب الرسمي لإيران التي تعد الداعم الرئيسي لهم بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، فتراكمت لدى الحوثيين الدوافع العقائدية أو الأيديولوجية لعسكرة المجتمع وتحويله إلى مجتمع حرب يقاتل لأجل أن تحكم السلالة الهاشمية العنصرية الوافدة إلى اليمن.

لقد تأثر الحوثيون كثيرا بالفكر الإيراني وبالثورة الخمينية عام 1979، وهذا التأثر دفعهم إلى اعتماد فكرة ولاية الفقيه والمقاومة ضد ما يرونه طغيانا خارجيا أو محليا، مما جعلهم يميلون نحو عسكرة أتباعهم والتجنيد الإجباري للفئات الضعيفة والمهمشة كوسيلة لمواجهة التهديدات وترسيخ سيطرتهم.

ومنذ نشأتها، اعتمدت مليشيا الحوثيين بشكل كبير على الدعم الإيراني، سواء من خلال الدعم المادي أو الأيديولوجي، وقد كان لإيران دور محوري في توجيه الحوثيين نحو عسكرة المجتمع، واعتمد الحوثيون بشكل متزايد على النماذج الإيرانية في تنظيم مليشيا محلية ودمجها في النسيج الاجتماعي، وقد شمل ذلك الدعم التدريب العسكري وتوفير الأسلحة، مما ساعد في تعزيز القدرات العسكرية لمليشيا الحوثيين.

كما أن نظرية الحوثيين في الحكم تستند على تبني فكرة الإمامة، وضرورة قيادة المجتمع من قبل فرد يزعمون أنه من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتمثل هذه العقيدة الدافع الأساسي، بالإضافة إلى الدوافع السابقة، وراء تبني سياسة عسكرة المجتمع، حيث يرون في عسكرة الأفراد وسيلة للحفاظ على هذه القيادة والدفاع عنها ضد أعدائهم في الداخل والخارج، والتقديس الدائم لها.

وهكذا تم دمج الأفكار الدينية لإيران وحزب الله اللبناني في عقيدة الحوثيين تحت شعار مقاومتهم المستمرة للنفوذ الخارجي، سواء كان ذلك من القوى الإقليمية أو الدولية، ويشكل هذا النهج جزءا من مشروعهم لتوسيع قاعدة التأييد المجتمعي، حيث يتم تأطير العسكرة على أنها نوع من المقاومة الوطنية والدينية المشروعة، لكنها في كل الأحوال موجهة نحو الداخل.

وتنظر هذه الأيديولوجية إلى عسكرة المجتمع كضرورة إستراتيجية لضمان البقاء والاستمرار، إذ تعد السلطة العسكرية محورا مركزيا للحفاظ على الهوية والسيادة المذهبية، وقد أدى هذا التوجه إلى تحويل مناطق سيطرة الحوثيين إلى ما يشبه المجتمع العسكري، تحت وطأة التعبئة المستمرة والتجنيد الإجباري.
- مظاهرة عسكرة المجتمع

تتعدد مظاهر عسكرة مليشيا الحوثيين للمجتمع وتطويعه للقتال إلى جانبها من خلال الترغيب والترهيب. وفيما يلي أهم مظاهر عسكرة المجتمع:

• التعبئة العسكرية للأطفال والشباب: تعد عملية تجنيد الأطفال والشباب من أخطر جوانب عسكرة المجتمع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين، حيث يتم استهداف الفئات العمرية الصغيرة منذ سن مبكرة، سواء من خلال المناهج الدراسية المعدلة أو عبر وسائل الإعلام والدعاية، ويتم غرس أفكار الجهاد والشهادة في عقول الأطفال والشباب، مما يساهم في تحويلهم إلى وقود للصراع المسلح.

ويعزز التجنيد الإجباري أو التطوعي للأطفال والمراهقين في المليشيا الحوثية شعورهم بالانتماء إلى قضية أكبر من أنفسهم، لكنه يهدد في الوقت ذاته استقرار المجتمع، وهذا يتسبب في تفكك الروابط الاجتماعية، حيث يتم استبدال دور الأسرة والمدرسة بدور المليشيا، كما يؤدي ذلك إلى فقدان جيل كامل لفرصة التعليم وبناء حياة طبيعية.

ومن الناحية النفسية، يعد تجنيد الأطفال في صفوف المقاتلين بمنزلة قنبلة موقوتة، إذ يؤدي ذلك إلى تراكم مشاعر العنف والعدوانية، ويزيد من احتمالات استمرار الصراع لأجيال قادمة، فهؤلاء الأطفال والشباب سيكبرون ليصبحوا أفرادا مدربين على القتال، ما يعني أن إعادة إدماجهم في المجتمع ستكون عملية بالغة الصعوبة.

• عسكرة التعليم: يشهد القطاع التعليمي في مناطق سيطرة الحوثيين تحولا جذريا، حيث تركز المناهج الدراسية على تعزيز الأفكار العسكرية والدينية المرتبطة بالقتال، ويسعى الحوثيون إلى تحويل المدارس إلى مراكز للتعبئة الفكرية والعسكرية، وهو ما يظهر بوضوح في تعديل المناهج لتتضمن دروسا عن "الجهاد" و"المقاومة"، وتوجيه الطلاب نحو رؤية موحدة للعالم تتمحور حول الصراع والعداء للآخر ونشر ثقافة العنف والقتل.

هذا التحول يساهم في تربية أجيال تتشرب الفكر العسكري من مقاعد الدراسة، مما يعزز الولاءات للمليشيا الحوثية على حساب الولاءات الوطنية، كما أن المعلمين يتعرضون لضغوط كبيرة للالتزام بالمناهج الحوثية الجديدة، وأحيانا يتم استبدالهم بعناصر موالية للحوثيين لضمان السيطرة الكاملة على العملية التعليمية.

وجراء ذلك، لم تعد المدارس مجرد مؤسسات تعليمية، بل تحولت إلى مراكز لنشر الدعاية الحربية، حيث يتم تنظيم أنشطة توعوية وحملات لجمع التبرعات لدعم المجهود الحربي للحوثيين، وهذا الأمر يعزز من عسكرة المجتمع ويؤسس لتربية أجيال جديدة متشبعة بروح القتال والعنف، مما يهدد بتحويل النزاع في اليمن إلى صراع مستدام.

• تحويل المجتمع المدني إلى مجتمع عسكري: إن عسكرة المجتمع في مناطق سيطرة الحوثيين لم تقتصر على الأبعاد السياسية أو الأمنية، بل تجاوزت ذلك لتشمل الاقتصاد والنسيج الاجتماعي، فالاقتصاد أصبح موجها نحو خدمة المجهود الحربي والإتاوات والجبايات المستمرة، حيث يتم تحويل الموارد إلى تمويل العمليات العسكرية، كما أن الضرائب والجمارك وحتى المساعدات الإنسانية يتم توجيهها نحو دعم الحرب، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتدهورة أصلا في البلاد.

وقد أدى هذا التحول إلى تهميش الفئات المدنية غير المرتبطة بالنشاط العسكري، وخصوصا النساء والطبقات الدنيا، والنساء اللاتي كن يلعبن دورا رئيسيا في المجتمع اليمني قبل الحرب، فقدن العديد من حقوقهن وفرصهن في التعليم والعمل، حيث يتم دفعهن نحو أدوار ثانوية في المجتمع العسكري.

ومن ناحية أخرى، تسبب هذا التحول في تفكك البنية الاجتماعية التقليدية، فالمجتمع الذي كان يستند إلى روابط مدنية وقبلية أصبح يعتمد على المليشيا للحفاظ على النفوذ والقوة، مما أدى إلى انهيار العديد من الشبكات الاجتماعية التي كانت تحافظ على التماسك المجتمعي، وقد تكون النتائج على المدى البعيد كارثية، حيث يصبح إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع بعد انتهاء النزاع مهمة شبه مستحيلة.

• الإعلام الحربي.. أداة للتعبئة والإقناع: يؤدي الإعلام الحربي دورا محوريا في إستراتيجية الحوثيين لعسكرة المجتمع، فالإعلام الحوثي يعمل على نشر ثقافة الحرب والعنف والقتال بين صفوف المدنيين، ويهدف إلى إقناعهم بأن القتال هو الحل الوحيد للدفاع عن السيادة والكرامة، حسب زعم الحوثيين، فالقنوات التلفزيونية، والإذاعات، والصحف التابعة للحوثيين، تستخدم أدوات الدعاية الحربية بشكل مكثف للترويج لفكرة "الجهاد" ضد الأعداء الداخليين والخارجيين للمليشيا الحوثية.

وأحد أهم وسائل هذا الإعلام هو تصوير الصراع على أنه معركة وجودية، تحتم على كل فرد في المجتمع المساهمة في المجهود الحربي ودفع الإتاوات والجبايات، سواء بالانخراط المباشر في القتال أو بدعم المقاتلين ماليا ومعنويا. بالإضافة إلى ذلك، يتم تصوير الحوثيين على أنهم القوة الوحيدة التي تحمي اليمن من التدخلات الخارجية، من أجل أن يسهم ذلك في بناء حالة من الولاء الشعبي للمليشيا تحت سطوة التضليل الإعلامي.
كما أن إعلام مليشيا الحوثيين يعمل على بناء صورة سلبية عن كل من يعارض المليشيا، سواء كانوا من الأطراف الداخلية أو الخارجية، ويصورهم كخونة أو عملاء، وهذا يؤدي إلى تعزيز الانقسامات داخل المجتمع ويُصعب من فرص الحوار أو التفاهم وصولا للحل السياسي للأزمة.

• التحريض والتفرقة الطائفية: الإستراتيجيات التي يعتمدها الحوثيون في تأجيج النزاعات تعتمد بشكل كبير على التحريض الطائفي، حيث يقوم الحوثيون بتغذية الانقسامات الطائفية بين الزيدية الشيعية والسنة، ويعتمدون على لغة طائفية لتبرير حروبهم وتعبئة الأنصار، وهذا النوع من الخطاب يساهم في إشعال نزاعات طويلة الأمد، ويُصعب من إمكانية التوصل إلى حلول سلمية.

إلى جانب التحريض الطائفي، يعمل الحوثيون على استغلال القضايا القبلية والثارات لتعزيز الصراعات الداخلية، إذ يتم استغلال العلاقات المتوترة بين القبائل لإحياء نزاعات قديمة أو تأجيج نزاعات جديدة، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويبقي النزاع في حالة مستمرة من الاشتعال، وهذه الإستراتيجيات ليست مجرد تكتيكات وقتية، بل هي جزء من مخطط أكبر يهدف إلى جعل الصراع مستداما بغرض إضعاف القبائل من خلال ضربها ببعضها، وبالتالي إطالة أمد سلطة الحوثيين.

• الهيمنة على القبائل وتعزيز الولاءات العسكرية: تعد القبائل دائما جزءا أساسيا من المجتمع اليمني، ويدرك الحوثيون جيدا أهمية السيطرة عليها لتعزيز نفوذهم العسكري والسياسي، ولذا يعمل الحوثيون على بناء علاقات قوية مع القبائل عبر تقديم الدعم المالي والعسكري لبعض القيادات القبلية، وبالتالي تحويلها إلى أدوات في خدمة مشروعهم العسكري.

كما يعمل الحوثيون على استغلال الولاءات القبلية القديمة وإعادة توجيهها نحو خدمة مشروعهم العسكري، والقبائل التي تظهر ولاء للحوثيين تحصل على امتيازات خاصة، مثل الحصول على أسلحة أو مقاعد في السلطة المحلية، بينما تتعرض القبائل المعارضة للقمع أو التهميش، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل النظام القبلي بطريقة تخدم المصالح الحوثية.

بالإضافة إلى ذلك، يتم استغلال النسيج القبلي في تنظيم حملات التجنيد، حيث تلعب القبائل دورا مهما في تجنيد أفرادها للمشاركة في القتال، وهذا النظام يعزز عسكرة المجتمع بأكمله ويضعف الولاءات الوطنية، حيث تصبح القبائل مرتبطة بمشروع عسكري بدلا من الولاء للدولة.

• التمويل العسكري.. الضرائب والجمارك كأدوات لتأمين الموارد: التمويل العسكري للحوثيين يعتمد على مجموعة متنوعة من الموارد، بما في ذلك الضرائب والجمارك التي تفرض على المدنيين والتجار في مناطق سيطرتهم، فالحوثيون يستخدمون الضرائب بشكل ممنهج لتمويل عملياتهم العسكرية، ويتم فرض ضرائب إضافية على السلع والخدمات، مما يثقل كاهل المواطنين.

كما أن الجمارك أصبحت مصدرا رئيسيا للدخل العسكري، حيث يتم التحكم في الموانئ والمنافذ الحدودية لفرض رسوم مرتفعة على السلع المستوردة، والتي تستخدم في تمويل شراء الأسلحة والعتاد الحربي. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الأصول المصادرة من الخصوم السياسيين كأداة لزيادة الموارد المالية.

هذا النموذج الاقتصادي يؤدي إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان، حيث يتم تحويل جزء كبير من الدخل القومي لتمويل العمليات العسكرية بدلا من تطوير البنية التحتية أو تحسين الخدمات العامة، وبالتالي يؤدي هذا النظام إلى تعزيز عسكرة الاقتصاد وضمان استمرارية الصراع.

• دور المؤسسات الطائفية في تبرير عسكرة المجتمع: تؤدي المؤسسات الطائفية (الحوثية) دورا رئيسيا في تبرير عسكرة المجتمع، حيث يستغل الحوثيون الخطاب الديني الطائفي لتبرير أفعالهم العسكرية، ويتم استخدام المساجد والمدارس لنشر الأفكار الطائفية التي تشرعن الحروب وتحث على "الجهاد"، وتصوير الصراع على أنه معركة دينية مقدسة، مما يسهم في تعبئة المزيد من الأنصار.

كما أن الخطباء والمرجعيات الدينية الحوثية تؤدي دورا حاسما في تقديم الفتاوى والخطب التي تدعم شرعية العنف، وبالتالي يتم توظيف الدين لخدمة الأهداف العسكرية، وهذه العلاقة بين الدين والعسكرة تعطي الحوثيين نوعا مضللا من الشرعية الدينية، مما يساهم في تعزيز موقفهم بين أتباعهم.

كما يتم استغلال الأعياد والمناسبات الدينية لتنظيم حملات جمع تبرعات لدعم الجبهات، مما يربط بين الممارسات الدينية والدعم العسكري، وهذا التوظيف المتكامل للدين في عسكرة المجتمع يؤدي إلى تعزيز السيطرة الحوثية ومحاولة تحقيق قبول شعبي أكبر لمشروعهم العسكري.

- تداعيات استمرار عسكرة المجتمع

تشكل عسكرة الحوثيين للمجتمع، منذ انقلابهم على السلطة الشرعية عام 2014، تحولا جذريا في البنية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق التي يسيطرون عليها، فهذه الظاهرة ليست مجرد تطور عسكري، بل تحمل تداعيات عميقة تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية.
فالحوثيون يسعون إلى فرض سيطرتهم من خلال تعزيز التواجد العسكري في المجتمع، مما أدى إلى تآكل الروابط الاجتماعية بين الأسر والمجتمعات، فقد انقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض للحوثيين، مما يزيد من التوترات والانقسامات داخل الأسر. كما أن الحوثيين يقومون بتجنيد الشباب، سواء بشكل قسري أو عبر إغرائهم بالوعود، مما يساهم في تشكيل جيل مرتبط بالصراعات المسلحة.

وعلى مستوى التعليم، فقد أثرت عسكرة الحوثيين للمجتمع بشكل كبير على النظام التعليمي، حيث تم تحويل العديد من المدارس إلى ثكنات عسكرية، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية لعدد كبير من الأطفال.

وعندما تعدل المناهج التعليمية لتتناسب مع الأيديولوجية الحوثية، يتعرض الجيل الناشئ لعملية غسيل دماغ تحرفه عن الهوية الوطنية الجامعة، وتحوله إلى الولاء لمليشيا الحوثيين وتشربه ثقافة العنف والإرهاب التي تروج لها المليشيا عبر المناهج التعليمية بعد تعديلها.

وفي الجانب الاقتصادي، تضررت البنية التحتية بشكل كبير نتيجة النزاع، مما أدى إلى زيادة الفقر والبطالة، فالموارد التي كان ينبغي استثمارها في الأنشطة الاقتصادية توجه بدلا من ذلك نحو الحرب، مما يعمق أزمة الفقر ويفاقم الفساد، ولذلك فإن انعدام الاستقرار الأمني في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثيين يزيد من تفشي الجريمة، حيث تنتشر الأسلحة في أيدي المواطنين، مما يجعل الحياة اليومية محفوفة بالمخاطر، حتى برزت ظاهرة قتل الأقارب التي ينفذها عائدون من جبهات القتال أو من الدورات الطائفية الحوثية.

- الآثار المستقبلية

تعد عسكرة الحوثيين للمجتمع في مناطق سيطرتهم من أخطر التطورات التي قد تؤثر على مستقبل البلاد، كونها تحمل في طياتها تداعيات سلبية عميقة قد تستمر لعقود. وفي سياق التحولات السياسية والأمنية الحالية، يتزايد القلق من أن استمرار هذه العسكرة سيؤدي إلى تفشي ثقافة العنف والصراع بين الأجيال المقبلة.

كما أن عسكرة الحوثيين للمجتمع قد تؤدي إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وتعميق الانقسامات، فعندما يتم استخدام الشباب والأطفال كجنود في صراعات مسلحة، يظهر جيل لا يعرف إلا العنف كوسيلة لحل النزاعات، وهذا الجيل، الذي نشأ في بيئة عسكرية، سيكون أقل قدرة على استيعاب قيم الحوار والتسامح، مما يجعل المجتمع أكثر عرضة للصراعات الداخلية مستقبلا، وبذلك تتوسع دائرة العنف لتشمل دول الجوار، مما ينذر بتأجيج الصراعات الإقليمية.

علاوة على ذلك، فإن عسكرة الحوثيين للمجتمع تقود إلى تغييرات خطيرة في الهوية الوطنية، فعندما تفرض المليشيا الحوثية رؤيتها السياسية والثقافية، يتم تقويض المفاهيم الأساسية للهوية الوطنية، مما يؤدي إلى تباين هائل في الولاءات بين المكونات الاجتماعية، مما يعزز من فرص نشوب نزاعات جديدة.

ومن الناحية الاقتصادية، من شأن عسكرة الحوثيين للمجتمع أن تؤدي إلى دمار البنية التحتية وتدهور الأوضاع المعيشية، حيث تتركز الموارد على الجهود الحربية بدلا من التنمية، مما يؤدي إلى تفشي الفقر والبطالة، مما يتسبب في خروج العديد من الشباب من دائرة التعليم والعمل، وهو ما سيعزز من دوامة الفقر والجهل، وستكون الأجيال القادمة، التي تعاني من عدم القدرة على الوصول إلى التعليم الجيد أو فرص العمل، ستكون أكثر عرضة لتقبل العنف كوسيلة للتعبير عن الاحتجاج أو تحقيق الأهداف.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11533
أمين عام الإصلاح يهنئ القيادة الصينية بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

الإصلاح نت – خاص

بعث الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، برقية تهنئة، إلى الرئيس الصيني الامين العام للحزب الشيوعي الصيني، فخامة الرئيس شي جين بينغ، بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
وعبر الأمين العام باسمه، ونيابية عن قيادات وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، عن التهاني لقيادة وقواعد الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، بهذه المناسبة.
وأكد أن جمهورية الصين الشعبية، استطاعت تحت القيادة الحكيمة للرئيس بينغ، تحقيق إنجازات عظيمة تبهر العالم، حيث تحولت إلى نموذج متميز للتنمية والنهضة الشاملة، مستفيدة من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي والإصرار على تحسين حياة المواطنين ورفع مستوى معيشتهم.
ونوه الآنسي بالتحولات الكبيرة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والبنية التحتية، بالإضافة إلى الإنجازات العلمية والفضائية، وعدها شهادة على العزم والإرادة الصلبة في قيادتكم الحكيمة والملهمة.
وأبدى اعجابه برؤية فخامة الرئيس بينغ المعززة بروح الابتكار والانفتاح، التي قادت الى تعزيز دور الصين، كقوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي، وضمان استقرار ورفاهية المواطنين الصينيين.
وأشاد الآنسي بالدور الكبير الذي يلعبه الحزب الشيوعي الصيني، في قيادة البلاد نحو التطور والتنمية المستدامة، وفي الحفاظ على وحدة الشعب وتوجيه البلاد نحو آفاق جديدة من التقدم والرقي.
وأكد أن الحزب الشيوعي الصيني، أثبت بفضل إدارته الحكيمة، وقدرته على مواجهة التحديات، أن مسيرة البناء والتنمية تتطلب تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد.
وأشاد أمين عام الإصلاح، بالدعم المستمر الذي تقدمه جمهورية الصين الشعبية لليمن والشرعية اليمنية.
واعتبر موقف الصين الداعم للسلم والاستقرار في اليمن، يعكس عمق العلاقات التاريخية والودية بين البلدين الصديقين.
وثمن الآنسي الدور الرائد للصين، في تعزيز التعاون الدولي والمساهمة في بناء عالم يسوده السلام والتعاون، مشيداً بالمبادرات الكبيرة مثل "مبادرة الحزام والطريق" وغيرها من المبادرات العظيمة التي تعكس روح التعاون والشراكة بين الشعوب، وتحترم خصوصياتها وتفتح آفاقًا واسعة للتنمية والازدهار.
وأعرب عن تطلع الإصلاح، إلى تعزيز العلاقات بين الحزبين، التجمع اليمني للإصلاح والحزب الشيوعي الصيني، والبلدين الصديقين، والعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، بما يسهم في تحقيق المصالح المتبادلة ويعزز السلم والاستقرار في منطقتنا والعالم.
وتمنى أمين عام الإصلاح، لجمهورية الصين الشعبية المزيد من التقدم والرخاء، تحت قيادتها الحكيمة.

نص التهنئة:

فخامة الرئيس الصديق العزيز/ شي جين بينغ
رئيس جمهورية الصين الشعبية الامين العام للحزب الشيوعي الصيني المحترم
تحية طيبة وبعد:
يطيب لي باسمي ونيابية عن قيادات وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح أن نهنئكم ونهنئ من خلالكم قيادة وقواعد الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمناسبة الذكرى ال 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة ، لقد استطاعت جمهورية الصين الشعبية تحت قيادتكم تحقيق إنجازات عظيمة تبهر العالم، حيث تحولت إلى نموذج متميز للتنمية والنهضة الشاملة، مستفيدة من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي والإصرار على تحسين حياة المواطنين ورفع مستوى معيشتهم. إن التحولات الكبيرة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والبنية التحتية، بالإضافة إلى الإنجازات العلمية والفضائية، تعد شهادة على العزم والإرادة الصلبة في قيادتكم الحكيمة والملهمة.
لقد قادت رؤية فخامتكم المعززة بروح الابتكار والانفتاح الى تعزيز دور الصين كقوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي وضمان استقرار ورفاهية المواطنين الصينيين.
كما نشيد بالدور الكبير الذي يلعبه الحزب الشيوعي الصيني في قيادة البلاد نحو التطور والتنمية المستدامة، وفي الحفاظ على وحدة الشعب وتوجيه البلاد نحو آفاق جديدة من التقدم والرقي.
لقد أثبت الحزب الشيوعي الصيني بفضل إدارته الحكيمة وقدرته على مواجهة التحديات أن مسيرة البناء والتنمية تتطلب تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة الإشادة بالدعم المستمر الذي تقدمه جمهورية الصين الشعبية لليمن والشرعية اليمنية، إن موقف الصين الداعم للسلم والاستقرار في اليمن يعكس عمق العلاقات التاريخية والودية بين بلدينا،
كما نثمن دوركم الرائد في تعزيز التعاون الدولي والمساهمة في بناء عالم يسوده السلام والتعاون، ونشيد بالمبادرات الكبيرة مثل "مبادرة الحزام والطريق" وغيرها من المبادرات العظيمة التي تعكس روح التعاون والشراكة بين الشعوب وتحترم خصوصياتها وتفتح آفاقًا واسعة للتنمية والازدهار.
إننا في حزب التجمع اليمني للإصلاح نعبر عن تطلعنا إلى تعزيز العلاقات بين حزبينا و بلدينا الصديقين والعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، بما يسهم في تحقيق المصالح المتبادلة ويعزز السلم والاستقرار في منطقتنا والعالم.
مرة أخرى، نهنئكم بهذه المناسبة الكبيرة، ونتمنى لجمهورية الصين الشعبية المزيد من التقدم والرخاء تحت قيادتكم الحكيمة.
وتقبلوا خالص التحية والتقدير،،،

عبد الوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
الاثنين 30سبتمبر 2024م

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11536
دائرة المرأة بإصلاح تريم حضرموت تحتفل بذكرى التأسيس والثورة اليمنية

الإصلاح نت - تريم

أحيت دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح بمديرية تريم، محافظة حضرموت، أمس الاثنين، حفلا فنيا بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الحزب، وأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر المجيدة، شاركت فيه حشد من النساء والفتيات في مناطق الفجير والحاوي والمطار بالمديرية.
وفي الحفل ألقت رئيسة دائرة المرأة في الإصلاح بتريم، ابتسام هادي، كلمة تطرقت فيها إلى مكانة المرأة الإصلاحية التي كانت على الدوام نموذجا للعطاء والإخلاص وكانت المرأة سباقة لحمل المسؤوليات الوطنية والاجتماعية.
وأكدت أن سبتمبر يتوهج فيه بريق حرائر الإصلاح، وتشع شمسه في ربوع البلاد بعد أربع وثلاثون عاما من نضال المرأة الإصلاحية، والكفاح في سبيل حماية المكتسبات الوطنية ومواجهة المواقف بثبات ومسئولية.
وجرى خلال الحفل تقديم مسابقة ثقافية وتوزيع هدايا وجوائز متنوعة، وقدمت زهرات الإصلاح وصلات إنشادية بمناسبة ذكرى التأسيس وأعياد الثورة اليمنية.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11537
ثمنوا دور الإصلاح في النضال وحماية المكتسبات..
سياسيون وأكاديميون: 26 سبتمبر و14 أكتوبر صنعتا التحولات لليمن والجمهورية تولد اليوم من جديد

الإصلاح نت - مأرب

أكد سياسيون وأكاديميون أن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر كانتا الإنجاز التاريخي الأبرز للشعب اليمني، حيث خلصتاه من الكهنوت الإمامي والاستعمار.
وأكدوا في الندوة السياسية التي أقامها التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ذمار، اليوم الثلاثاء، بمدينة مأرب، على دور الإصلاح في ترسيخ الثورة ومبادئها وأهدافها والدفاع عن الجمهورية.
وأشاروا، في الندوة التي جاءت تحت عنوان "26 سبتمبر و14 أكتوبر ثورة تتجدد وكهنوت يتبدد"، إلى دور الإصلاح في المعركة الوطنية، التي تمثل امتداداً للثورة اليمنية.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام، النائب عبد الوهاب معوضة، إن الإصلاح توج دور الوطني الرائد في الحياة السياسية التعددية الديمقراطية، بالدور الكبير في معركة استعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية.
وأوضح معوضة، في ورقته المقدمة في الندوة عبر التواصل المرئي، أن الإصلاح بذل جهوداً كبيرة وقدم تضحيات جسيمة في التصدي لمليشيا الحوثي والدفاع عن الثورة، مع كل القوى الوطنية.
وأشار إلى جهود الإصلاح في توحيد جهود القوى الوطنية لإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي، والمشروع الإمامي الذي تسلل على حين غفلة وخلافات، وأنه يعمل مع كل القوى الوطنية لتعود السيادة للشعب.
ودعا رئيس برلمانية المؤتمر، إلى استلهام الدروس من السنوات الماضية، والعمل على تكاتف الجهود وتجاوز الماضي.
وبين أن أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، هي تعبير عن إرادة الشعب اليمني، وتشخيص لمشكلاته التاريخية، مشيراً إلى ما وصل إليه الشعب تحت سيطرة المليشيا من وضع مأساوي، وإلى اختطاف اليمنيين مؤخراً بسبب احتفالهم بالثورة السبتمبرية ورفع العلم الوطني.
وشدد على ضرورة أن يراهن اليمنيون على أنفسهم في استعادة دولتهم وإرادتهم، موضحاً أن المجتمع الدولي تماهى مع مليشيا الحوثي، قبل أن يكتشف اليوم جرائمها بحق الشعب اليمني.
وفي ورقته عن أهمية ثورتي سبتمبر وأكتوبر في تحقيق التحول الديمقراطي والتعددية السياسية، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور ناصر الطويل، أن أبرز التحولات التي أنجزتها الثورة اليمنية هي الوحدة، والتحول الديمقراطي.
وتطرق الطويل إلى نضال اليمنيين الممتد في النضال الفكري ضد الإمامة التي تقصي الشعب، ودور العديد من الشخصيات اليمنية النضالي في إعادة الحق للشعب، الذين شكلوا رافعة مجتمعية.
ونوه بدور أبي الأحرار محمد محمود الزبيري، كشخصية استثنائية لها حضور ونضال وطني، وجهوده التي أسهمت في بلورة تيار جمهوري حر، وضع هوية ثورة 26 سبتمبر ومنحها الثقل الشعبي، وأرسى أسس النظام الجمهوري.
وأشار إلى أن التيار الجمهوري اتسع شعبياً، وعمل لعقود على مواجهة التحديات والانحرافات في الظروف الصعبة، وفي الظروف الاعتيادية عمل على ترسيخ مبادئ وقيم النظام الجمهوري والدفاع عن المكتسبات.
وثمن الطويل دور التجمع اليمني للإصلاح في دعم التحولات الكبيرة، وتأصيل التعددية السياسية وترسيخ الديمقراطية، كركيزة أساسية للنظام الجمهوري، من خلال الدستور، وأدواره مع العديد من القوى الوطنية في منع الانحرافات، وإعادة التوازن للحياة السياسية بكتلة شعبية واسعة.
وأكد أن التيار الوطني الواسع وفي القلب منه الإصلاح، يناضل اليوم للحفاظ على النظام الجمهوري القائم على الديمقراطية والتعددية السياسية، وأنه يمضي من منطلق الدفاع عن الثورة والجمهورية.
وتابع: "إن الجمهورية تولد اليوم من جديد في مأرب بهويتها الوطنية وتواجه التصورات المنحرفة التي تحملها المليشيات الحوثية عن الإسلام"، معتبراً الإصلاح الركيزة للمشروع الوطني الذي أسسه الشهيد الزبيري، والذي كان لأبناء وشخصيات ذمار دورهم فيه، بالدفاع عن الجمهورية والانحياز إلى خيارات الشعب.
بينما قدم أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة ذمار، الدكتور إسماعيل الثلايا، ورقة عن دور الإصلاح في تعزيز أهداف ومبادئ الثورة السبتمبرية والأكتوبرية، كثورتي إنقاذ وضرورة إنسانية، للخلاص من الاستبداد والاستعمار.
وأكد الثلايا أنه لا يمكن فك الاشتباك بين أهداف الثورة اليمنية وأهداف الإصلاح، مبيناً أن الإصلاح هو امتداد للحركة الإصلاحية اليمنية، كما هو امتداد للحركة الوطنية التي ناضلت طويلاً ضد الإمامة والاستعمار.
واستعرض أهداف الإصلاح التي أوضح أنها مستمدة من أهداف الثورة اليمنية، ودور الإصلاح في ترسيخ قيم الوحدة والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة ونبذ الخيارات المسلحة، وجهوده في نشر ثقافة الحقوق والحريات وحرية الرأي والتعبير، والعمل النقابي، ودعم المرأة، وإحداث حراك سياسي وثقافي نحو أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
👍1
وفي ورقته، تحدث عميد كلية الآداب بجامعة إقليم سبأ، الدكتور ناصر عرام، عن الترابط الوثيق بين ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
وقال عرام إن الثورة اليمنية غيرت مجرى التاريخ وقادت إلى وحدة اليمن الكبير، ملمحاً إلى التقارب الزماني بين الثورتين، وتطابقهما في الأهداف، والتكامل في الوسائل والآليات، ومحاضن الحركات التحررية شمالاً وجنوباً.
وثمن دور التجمع اليمني للإصلاح، في الحفاظ على المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والمشروع الوطني.
وأكد عرام أن الشعب اليمني اليوم أكثر وعياً بخطورة المشاريع العنصرية والمناطقية التمزيقية، وأنه اليوم أكثر فاعلية في مواجهتها.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11538
لمتابعة أخبار ومواقف حزب التجمع اليمني للإصلاح
عبر الموقع الرسمي للحزب #الاصلاح_نت:

alislah-ye.net

صفحتنا على #تيليجرام |
https://t.me/Islahyem
وادي حضرموت.. الإصلاح بتريس ينظم لقاءً بالوجهاء والاعيان بالذكرى الـ34 للتأسيس

الإصلاح نت – سيئون

نظّم التجمع اليمني للإصلاح بمنطقة تريس بمديرية سيئون، في وادي حضرموت، لقاءً سياسياً، حضره عدد من الوجهاء والأعيان، احتفاءً بالذكرى الـ34 لتأسيس الحزب.
وفي كلمة الضيوف، أكد رئيس الدائرة السياسية بالمكتب التنفيذي للإصلاح بوادي حضرموت، فؤاد باربود، على دعم الحزب الدائم لمؤسسات الدولة، مشدداً على أهمية وجودها كضامن للاستقرار.
وحذر من الفوضى الناتجة عن غياب الدولة، مشيراً إلى أن الأزمات الحالية، خاصة في حضرموت، هي نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية.
وشدد باربود على أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب الحوار بين الأطراف المختلفة، محذراً من أن استمرار الفوضى يخدم مليشيا الحوثي فقط.
ودعا إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل حضرموت، مؤكدًا ضرورة إشراك الأحزاب السياسية في إدارة شؤون المحافظة.
وكان عضو دائرة النقابات في التجمع اليمني للإصلاح، ناصر الصويل، قد افتتح اللقاء مرحباً بالحضور ومعبراً عن شكره وتقديره لتلبية الدعوة، مؤكداً على حرص الحزب على تنظيم مثل هذه اللقاءات التوعوية، التي تهدف إلى تعزيز وعي الأعضاء بالقضايا الوطنية والسياسية الراهنة.
وأشار الصويل إلى أن اللقاءات ليست فقط لاستذكار تاريخ الحزب، بل هي فرصة لتبادل الأفكار وتعزيز الروابط بين الأعضاء، من أجل دعم مؤسسات الدولة وبناء المجتمع.
من جانبه، شدّد القيادي في إصلاح حضرموت، عوض عبيد ديان، على أهمية هذه اللقاءات التي تهدف إلى توعية المجتمع وتعريفه بأهداف الحزب، وأوضح أن الفعاليات التي نظمها الحزب في وادي حضرموت تأتي لتعزيز التواصل مع المجتمع.
واختتم اللقاء بجلسة نقاشية مفتوحة، حيث تبادل المشاركون الآراء حول تعزيز حضور الحزب وتوسيع نشاطه السياسي والاجتماعي.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة أنشطة ينظمها الحزب، لإحياء ذكرى تأسيسه وتعزيز تواصله مع أعضائه ومؤيديه.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11539
من وحي الأمسية السبتمبرية التي أقامتها إعلامية الإصلاح..
الأدب المقاوم سلاح إستراتيجي في المعركة ضد الكهنوت

الإصلاح نت – أشرف الهاملي

في أمسية شعرية بمأرب، احتفت الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بالذكرى الـ62 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، وفي الأمسية توهجت القصائد كشعلة الثورة، لتلهم النفوس وتشعل جذوة النضال ضد المشروع الحوثي الإمامي الكهنوتي.
وقد تحدث في الأمسية نخبة من الشعراء عن دور الأدب المقاوم كقوة دافعة للتغيير ورافعة للمشروع الوطني الكبير، وكانت القصائد التي ألقيت في الأمسية بمنزلة تجسيد حي للقوة الرمزية للكلمة الثورية، ودورها في بناء وعي جماهيري مستنير قادر على مواجهة الكهنوت الحوثي سليل الإمامة التي طواها التاريخ.
كما استحضرت القصائد التي ألقيت في الأمسية روح النضال الوطني، وتجديد عهد الشعب اليمني على مواصلة مسيرته النضالية ضد المليشيا الحوثية ومشروعها الإمامي الكهنوتي الذي تحاول بعثه من مزبلة التاريخ وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء.

القصيدة قوة دافعة
"القصائد الثورية خارطة طريق للثورة، وقوة دافعة للتغيير"، بهذه الجملة يختزل رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، رؤيته للشعر والأدب المقاوم، وجوهر فعله في العملية النضالية والتغييرية، كونه يلعب دورًا رئيسيًا في إلهام الشعوب وقيادة حركة الجماهير في اتجاهات مغايرة للاستبداد والطغيان، وإثارة نزعتها وتطلعاتها المكتنزة بالتحرر والانعتاق من ناحية، وكأداة تثويرية قادرة على تفجير الطاقات وبث روح الحماس وحس التمرد والرفض في أوساط الشعب من ناحية أخرى.
وقال العديني في الأمسية: "لقد كان الشعر والأدب الحر والمقاوم بفنونه المختلفة جديرًا بخلق هذه الحالة الثقافية والنفسية الثائرة والقادرة على تجاوز الواقع السائد، مما يسرع بالتغيير وتفكيك منظومة الاستبداد في كل زمان ومكان".
وثمّن عدنان العديني دور الكلمة في معركة الكفاح الوطني ضد الإمامة، واصفا إياها بأنها الشق الآخر من الرصاصة التي لا تطلق في الميدان، ولكن على منابر الحرب المعنوية والإعلامية مع الكهنوت، مبرزًا "تلك القيمة الجوهرية من الناحية الرمزية والعملية للشعر والأدب في مسارات النضال التي تجترحها الشعوب باتجاه المستقبل وفتح آفاق جديدة للإنسان والحياة، إذا ما استغل عليها الخلق واستبد بواقعها الجهل والانحطاط في الوعي".
وأشاد العديني بحالة الاحتفاء الجماهيري الواسع بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لافتا إلى أن هذا الكرنفال الشعبي والبهجة الوطنية التي عبر عنها اليمنيون بهذا الكم الباذخ والألق يعد بمنزلة استفتاء جمعي على قداسة هذا الحق وحاكميته في الواقع اليمني وفي صياغة توجهاته المصيرية.
وقال: "هذا الإجماع الوطني والشعبي مع كل ذكرى لهذا اليوم يؤكد حقيقة سبتمبر التاريخية وغير القابلة للمحو أو الجدل، أن الاحتفاء بسبتمبر هو في جوهره تعبير عن حضور هذه الثورة المجيدة في وعي وذاكرة اليمنيين، وفي أعماق حسهم وتلافيف وجدانهم، سيما في الوسط الثقافي والأدبي، الذي دائمًا ما يعبر عن ضمائر الشعوب وفطرتها الطبيعية في التطلع لآفاق الحرية والحياة الكريمة".
ونوّه بأنه "لنا في مؤسس هذه الثورة وصانع مجدنا اليمني الحديث الشهيد محمد محمود الزبيري ورفاق دربه من الشعراء والأدباء الذين خاضوا ملحمة شعرية في النضال، خلدها التاريخ، خير دليل على قوة الشعر في صناعة الأحداث المجيدة ودوره المحوري في إحداث حركة التحولات الضخمة في وعي وثقافة الشعوب، وكان من ثمارها تلك القفزات الحضارية الهائلة والانقلابات الجوهرية في صورة وواقع الإنسان والحياة".
وتابع العديني: "وعلى مختلف المراحل النضالية، فقد فجر الشعر الثوري والأدب الحر براكين الغضب وأجج نار الإحساس بالحرية والكرامة، فخلق تلك الاستعدادات الهائلة في الشعب ووهبه الثقة والإيمان بقدرته على تغيير حركة التاريخ وتجاوز التحديات والصعاب".

الفجر السبتمبري في القصيدة
وفي الأمسية التي شكل أيلول فيها وجهة الشعراء وقبلة أسفارهم الروحية والمعنوية، كان مطر الشعر غزيرًا، والانثيال العاطفي والأدبي مساءلة ذاتية وطنية وحنينًا للأمجاد والوطن، وفي جزء كبير منه ثوري وغاضب وتمجيدًا للبطولة الزمكانية والتاريخية التي صنعت على عين عقد من الاستبسال والبطولات في أرض سبأ.
فقد بدأ الشاعر عامر السعيدي قصيدة ألهبت حماس الجمهور وعادت بهم إلى فجر هذه الذكرى العميقة في الوجدان والعزيزة في النفوس، كما لو كان هذا اليوم حلمًا يتجدد في الواقع كل عام، وله قصة مع الشوق والانتظار في قلب كل يمني وعلى نحو شخصي جدًا. لقد تخلق ذلك الحلم الثوري من قلب العتمة، وتشكل ذات يوم من داخل أسوار سجن كبير ليصير واقعا منفتحا على العالم كله في يوم السادس والعشرين من سبتمبر. وكان قدر ذلك الحلم أن يكبر مع الأيام ويتمدد ويتسع في قلب البلاد حتى صار نبضة شعب وحيدة في شريان بلد واحد اسمه اليمن.