الإصلاح نت
1.27K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.93K links
Download Telegram
تقديمهم للمحاكمة، على الرغم من إثبات تقرير للطب الشرعي أن الطفل "مدين العمراني" توفي مقتولا بطريقة بشعة بعد الخطف والتعذيب ثم كتم النفس حتى فارق الحياة.

وقد عبرت مصادر حقوقية عن مخاوفها من محاولة مليشيا الحوثي تمييع القضية من خلال تغيير بعض الشهادات ومحاولات التلاعب بالأدلة وطمس الحقائق دون البت فيها من قبل الجهات القضائية المختصة أو إحالتها إلى النيابة الجزائية تحت متابعة وإشراف النائب العام مباشرة من أجل ضمان حفظ الأدلة والسير في تحقيق العدالة وتطبيق أشد العقوبات بحق الجناة لبشاعة هذه الجريمة وخطر عدم ردع مرتكبيها.

وبحسب مصادر إعلامية فإن قيادات حوثية في إدارة البحث الجنائي وإدارة أمن مديرية العدين "مهدوا الطريق لتبرئة الجُناة ومارسوا ضغوطاً وعمليات تخويف بحق والد الطفل الضحية وأسرته وزعموا أن مرتكب الجريمة (قرد)".

وكان المواطنون قد عثروا في أغسطس من العام 2023 على جثة الطفل مدين عمر العمراني، مرميا في أحد الشعاب وعليه آثار تعذيب بعد أيام من اختطافه من أمام منزله في جريمة وحشية وقعت في عزلة بني عمران بمديرية العدين، وسط انفلات أمني وتزايد ملحوظ لجرائم الاختطافات.


https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10893
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة زوجة الراحل فيصل بن شملان

الإصلاح نت - خاص

عزى الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، في وفاة زوجة المناضل الراحل فيصل بن شملان.
وعبر الآنسي في برقية تعزية إلى تمام فيصل بن شملان، عن خالص التعازي والمواساة في وفاة والدته الفاضلة، ولكل إخوانه وأسرته الكريمة.
ودعا الله تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهمهم الصبر والسلوان.

نص التعزية:

الأخ العزيز/ تمام فيصل بن شملان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة والدتكم الفاضلة، رفيقة درب المناضل الراحل المهندس فيصل بن شملان.
ونحن إذ نشاطركم الحزن في هذا المصاب الأليم، فإننا نتقدم إليكم وكل إخوانك بخالص التعازي والمواساة وإلى كافة أفراد أسرتكم الكريمة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهمكم الصبر والسلوان ويخلف عليكم بخير إنه سميع مجيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

أخوكم/ عبدالوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
الخميس ١٨ يناير

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10895
‏الإرهاب الحوثي.. سيرة ومسيرة

الحلقة الأولى: الإرهاب في فكر الأئمة الأوائل

تمثلُ بعضُ أشعار المؤسس الأول للكيان الإمامي البغيض، يحيى حسين الرسي الموجهات الإرهابية الأولى للأجيال المتلاحقة، خلفًا عن سلف، ولكون الرسي المؤسس الأول، والذي تنتسب إليه أغلب الأسر الهاشمية اليمنية فإنه يكادُ يكون مقدسًا عند أتباعه، وتمثلُ تعاليمُه شعرًا ونثرًا المرجعيّة الأساسيّة في الثقافة الدينية والسياسية الإمامية، ووفقا لما أورده القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي، مُستقرئا مَسيرة الزَّيْدِيَّة في اليَمن: ".. ولكن جاءت فرقةٌ من فُقهاء الزَّيْدِيَّةِ قلدوا غيرَهم، فجَمدوا على المذهب الهَادوي، وجَعلوه حَرمًا مُقدسًا، حتى قَال الإمَامُ عبدالله بن حمزة: إنا نهابُ نُصُوصَ يحيى ـ أي الإمَام الهَادي ـ كما نهابُ نصُوصَ القُرآن..". يقول الرسي في واحدة من هذه القصائد:
الطعنُ أحلى عندنا من سلوة
كر الجوامس حين طال ظماها
والروس تُحصد بالسيوف ألذ من
بيضاء ناعمة تجر رداها
والسائلات من الدماء فواغرا
عظمت فقسط الزيت لا يملاها
أشهى وأعجب من صبوح مدامة
في القلب يظهر غيَّها ورداها
وجماجم القتلى لأرجل خيلنا
في الكر تقرع فوقها وتطاها
والرُّمح في كفي كأن سنانه
نجم المجرة لاح في أعلاها.
وبقليلٍ من التأملِ في بعضِ مفرداتِ هذا النص، نكتشفُ مدى السادية النفسية التي تعيشُها نفسية هذا الرجل، من خلال بعض الألفاظ ذات المنزع السادي: الطعن، الروس تحصد، السائلات من الدماء، جماجم القتلى.. إلخ.
هذه المفردات في حد ذاتها تشكل لوحة إجرامية، عاشها وتخيلها الشاعر هنا في عقله الباطن، قبل أن يعبر عنها بالكلمات..! هذه صورة داعشية، قاعدية، نازية، بامتياز، عبر عنها وقد طبقها عمليا، كما يقول في قصيدة أخرى:
الخيلُ تشهد لي وكل مثقفٍ
بالصبر والإبــْلاء والإقـــدام
حقًا ويشهدُ ذو الفقار بأنني
أرويت حديــه بــدم طُغـــام.
كما يقول أيضا في قصيدة أخرى:
وقلتُ ألا احقنوا عني دماكم
وإلا تحقنوها لا أبالي
ولستُ بمسرع في ذاك حتى
إذا ما كفر كافِرُكم بدا لي
وحلَّت لي دماؤكم بحقٍ
وإخرابِ السَّوافل والعَوالي
وقطع الزرع واستوجبتموه
بما قد كان حالا بعد حال
أنا الموتُ الذي لا بد منه
على من رام خدعي واغتيالي.
انظر: سيرة الإمام الهادي يحيى بن الحسين، 307.
إلى جانب قصائد الرسي، أيضا قصيدة الشريف الرضي، والتي يتوارثها أجيالهم منذ القرن الرابع الهجري وإلى اليوم، وتمثل ــ فيما تمثل ــ واحدة من الموجهات الحربية التي ينشؤون عليها صغارهم، وكل فتى في هذه الجماعة هو رجل حرب، يتنشأ على الحقد والثأر والانتقام.
يقول الشريف الرضي "نقيب الطالبيين":
نَبّهتُهُمْ مِثْلَ عَوَالي الرّمَاحْ
إلى الوَغَى قَبلَ نُمُومِ الصّبَاحْ
فوارس نالوا المنى بالقنا
وصافحوا اعراضهم بالصفاح
لغارة سامع أنبائها
يغص منها بالزلال القراح
لَيسَ عَلى مُضْرِمِهَا سُبّةٌ
ولا على المجلب منها جناح
دُونَكُمُ، فابتَدِرُوا غُنمَهَا
دُمًى مُباحاتٍ، وَمَالٌ مُبَاحْ
فإننا في أرض أعدائنا
لا نَطَأُ العَذْرَاءَ إلاّ سَفَاحْ.
وفيها أيضا:
متى أرى الأرض وقد زلزلت
بعارض أغبر دامي النواح؟
متى أرى الناس وقد صبحوا
أوَائِلَ اليَوْمِ بِطَعْنٍ صُرَاحْ؟
يَلتَفِتُ الهَارِبُ في عِطْفِهِ
مروعًا يرقب وقع الجراح
متى أرى البيض وقد أمطرت
سَيلَ دَمٍ يَغلِبُ سَيلَ البِطاحْ؟
متى أرى البيضة مصدوعة
عن كل نشوان طويل المراح؟
إن في هذه القصيدة وحدها والتي نظمها نقيب الطالبيين ــ ومثلت مرجعية أدبية يتوارثها كلُّ طفل يولدُ من ذلك الزمن وإلى اليوم ــ من الحماس الثوري والاستثارة النفسية ما في كل قصائد الشعر من الحماس والاستثارة والتجييش كلها. ووفقا لابن الوردي: "حين يدافع الإنسان عن عقيدة من عقائده المذهبية يظن أنه إنما يريد بذلك وجه الله، أو حُب الحق والحقيقة، وما درى أنه بهذا يخدعُ نفسه.
إنه في الواقع قد أخذ عقيدته من بيئته التي نشأ فيها، وهو ولو كان قد نشأ في بيئة أخرى لوجدناه يؤمن بعقائد تلك البيئة من غير تردد، ثم يظن أنه يسعى وراء الحق والحقيقة". انظر مهزلة العقل البشري، د. علي الوردي، دار كوفان للنشر، بيروت، لبنان، ط:2، 1994م، 41.
مضيفًا: "الواقع أن الإنسانَ يؤمنُ بعقيدته التي ورثها عن آبائه أولا، ثم يبدأ بالتفكير فيها أخيرا، وتفكيره يدور غالبا حول تأييد تلك العقيدة، ومن النادر أن تجدَ شخصًا بدّل عقيدته من جراء تفكيره المجرد". نفسه، 43. من هنا جاء التعدي وجاء إرهاب الغير، ووفقا لـ "ميلاني كلين" وهي من أبرز خلفاء فرويد في ميدان التحليل النفسي "أن العدوان يعتمل داخل الطفل من بداية الحياة". انظر: سيكولوجية العدوان، خليل قطب أبو قورة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1966م، 103.
لهذا لا تحتاج الثورات والانقلابات فيما بعد إلا أن تقدح الزناد فقط، فالبارود في الرأس، ولا يحتاج غير قدح الشرارة الأولى فقط. ومع تداخل الفرد مع الجماعة تتماهى أخلاقه داخلها، ويصبح وحشا كاسرا لا تعرفه، وقد تطبع بطباعها دون أن يدري، ومعلوم للجميع أن منطق الجماعة غير منطق الفرد. الجماعة جياشة عاطفية، مسرفة في عاطفتها وفي نزقها، وأقل تحريض من قائد القطيع يجعل الجماعة ترتكب أبشع الأعمال وأقساها. ومن يتأمل عنف الجماعات يجد جنونا من الوحشية غير متخيل. يقول جوستاف لوبون: "ومن أهم النتائج التي تنشأ عن تأثير الجماعة في أفرادها توحيد مشاعرهم وعزائمهم، ومن هذه الوحدة النفسية تكتسب الجماعات قوة عظيمة، والباعث على تكوين هذه الوحدة النفسية هو انتشار المشاعر والحركات والأعمال بين الجماعة بالعدوى على الخصوص".انظر: روح الثورات والثورة الفرنسية، جوستاف لوبون، ترجمة: عادل زعيتر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 72.
وهذا الإمَام أحمد بن سُليمان يسير على ذات النَّهج الذي اختطه الرسي في العنف والإرهاب تجاه اليمنيين؛ يقول شِعرا، مخاطبًا قومه:
فمتى كسوتُ السَّيفَ من هام العدى
علقًا كساني هيبة وجلالا
والسَّيفُ يُغني المفلسين ويشبع ال...
غرثى ويروي العاطشين زلالا
والسَّيف ينفع في الصَّديق وفي الذي
عادى ويترك عزمه منهالا
والسَّيف يُسمع من به صمم
إذا حكمته ويعلم الجهالا
والسَّيف ينفي لي تحكُّمه الأذى
ولعزة ويُحصل الأموالا
والسَّيف يجمع لي إذا حكمته
قوما يفيد معونة ونوالا
فلأؤيمن نساء قوم منهم
ولأوتمن من العدا أطفالا
ولأطعمنَّ الطيرَ من أجسَادهم
ولأكثرنَّ لجنْدي الأثقالا.
انظر: سيرة الإمَام أحمد بن سليمان، سليمان بن يحي الثقفي، تحقيق: الدكتور عبدالغني محمد عبدالعاطي، عين للدراسات والبحوث الإنسانية، ط:1، 2002م، 84.
ويقرر السفاح عبدالله بن حمزة أن ديار المختلفين معهم فكريا هي دار حرب، يقول: "وأما حكايتنا عن القاسم والهادي والناصر بأن دار المجبرة والمشبهة دار حرب فهي من أجلى الحكايات، وأوضح الروايات، وذلك أن رواتها أئمة وعلماء لا يمكن حصرهم في رسالتنا هذه، وإنما نذكرهم جملة.. ولا يُعلم من هؤلاء خلاف على اختلاف أغراضهم، وهم ألوف لا ينحصر أعدادُها إلا لخالقها في جواز غزو المجبرة والمشبهة والباطنية، وقتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، ويروون ذلك عن الأئمة الثلاثة، سلام الله عليهم أجمعين.. ويغزوهم ليلا ونهارا، ويختطفون ذراريهم سرا وجهارا، ويبيعونهم في أسواق المسلمين ظاهرا، ويشتريهم الصالحون، وما فعلوا ذلك إلا بفتوى علمائهم وأئمتهم وسائرهم..".
انظر: المجموع المنصوري، مجموع رسائل الإمام عبدالله بن حمزة، 108/1.
وردًا على حق القيل اليماني نشوان بن سعيد الحميري في ترشيح نفسه إماما للناس، يقول السفاح ابن حمزة:
أمَّا الذي عند جدودي فيه
فيقطعون لسْنه من فِيه
ويُيتّمون ضحــوة بنيــه
إذ صَار حق الغير يدعيْه
وعن المطرفية، قال فيهم بعد أن كفّرهم:
لستُ ابن حمزة إن تركتُ جماعة
متجمعــين بقــاعة للمنكر
ولأتركنهم كمثل عجائز
يبكــين حــول جنــــازة لم تقبر
ولأروين البيض من أعناقهم
وسنابك الخيل الجياد الضُّمّر.
وإلى جانب فتاوى يحيى حسين الرسي وأحمد بن سليمان وابن حمزة فهذا القاسم بن محمد ــ مؤسس الدولة القاسمية ــ قد كفَّر الصوفيَّةَ واسْتحلَّ دماءهم، كما ورد في واحدة من رسائله، يقول عنهم، محرضا النَّاس عليهم: ".. فالواجبُ على المُسلِميْن اسْتباحة دمائهم وأموالهم؛ لأنهم كُفار مُشركون؛ بل شركهم أعْظم وأكثر؛ لأن المشركين الذين كان ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يجاهدهم يقرون بالله ويجعلون له شُركاء وهِي الأصْنام، وهؤلاء لم يجعلوا إلههم إلا الحِسَان من النِّسَاء والمُردان..".
انظر: النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة، "مخطوط"، 31.
وكفَّر الإمَام المتوكل على الله إسماعيل الشَّافعيين، وعُموم أهل اليَمَنِ الأسْفَل، متهمًا إياهم بأنهم "مجبرة" و "مشبهة" وكفارُ تأويل، وأن حربَهم مشروعةٌ، فشنَّ حُروبًا مُتوالية على عدن ولحج وأبين وتعز وما جاورها بقبائل من الشمال، سَلبوا منهم أموالهم تحتَ حُجة الجِهَاد في سَبيل الله؛ لأن أرضَ هَؤلاء هِي أرضٌ "خراجيَّة" و"دارُ حرب" كل ما فيها غنائمُ للمسلمين، وللإمام حقُ التصرف فيها، وقَدْ قَال في ذلك: ".. إن مَذهَبَ أهْل العدل ـ زاد الله فيهم ـ أن المجبرةَ والمشبِّهةَ كفارٌ، وأن الكفارَ إذا استولوا على أرض ملكوها، ولو كانت من أراضي المسلمين وأهل العدل، وأنَّه يدخل في حكمهم من والاهم واعتزى إليه، ولو كان مُعتقده يخالف مُعتقدهم. وأن البلدَ الذي تظهر فيه كلمةُ الكفرِ تصيرُ جوار كفريَّة، ولو سَكنها من لا يعتقد الكفرَ ولا يقول بمقالة أهْله. هَذِه أصُولٌ معلومةٌ عندنا بأدلتها القطعيَّة، ومدونةٌ في كتب أئمتِنا، وسَلفِنا، رضوانُ الله علينا وعليهم، لا ينكرُ ذلك عنهم أحدٌ ممن له أدنى بصيرةٍ ومعرفةٍ بمصَنفاتهم".
انظر: تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الهجري، المسمى تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى. تأليف عبدالإله بن علي الوزير. تحقيق: محمد عبدالرحيم جازم، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الأولى، ١٩٨٥م. ص: ١٢١.
ولأنهم كفار من وجهة نظره، فقد أجاز قتل غيرهم ممن يعتبرهم من المسلمين "أهل مذهبه" في الحروب إذا كان القضاء على المجبرة والمشبهة لا يكون إلا بقتل من دونهم، يقول: ".. ومثل هذه الأفعال قد نص عليها العلماء في جواز قتل الترس الذي يترس به الكفار دوننا وهم من المسلمين، ويجعلونه دونهم ذريعة إلى استئصال أهل الإسلام. فإذا لم يمكن المسلمين دفع الكفار إلا بقتل المسلمين المتيرس بهم جاز، وإن كان قتل المسلم مفسدة لدفع مفسدة أعظم، وهو خشية استئصال أمة من المسلمين". انظر تحفة الأسماع والأبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب الأخبار، سيرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل، المطهر بن محمد الجرموزي، دراسة وتحقيق: عبدالحكيم الهجري، مؤسسة الإمام زيد بن علي، ط:1، 2002م، ص: 526/ 1.
ومن الجدير ذكره هنا أن هذه الفتوى التي أصدرها المتوكل لم تكن وهو على ثغور الروم أو الفرس، إنما على تخوم يافع ودثينة الذين كفرهم أولا ثم غزاهم واستحل أموالهم. وفي عهده عمت المجاعات بلاد اليمن، كما هي الحال مع بقية الأئمة؛ إذ يذكر كاتب سيرته "أن الطعام صار كالفلفل، يكادُ أن يُباع بالميزان". سيرة المتوكل 527/1.ج
د. ثابت الأحمدي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10894
دلل على تشابه سلوك الصهاينة والحوثيين..
حشد في تعز يندد باستمرار جرائم جيش الاحتلال في غزة وبيان الأحزاب يدعو لدعم الشعب الفلسطيني

الإصلاح نت - تعز

شهدت مدينة تعز اليوم الخميس، مسيرة حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بجرائم الإبادة التي ترتكبها فوات الاحتلال الصهيوني ضد السكان في قطاع غزة.
واحتشد الآلاف في شارع جمال وسط مدينة تعز استجابة لدعوة أطلقتها الاحزاب والمكونات السياسية بالمحافظة.
وندد المتظاهرون باستمرار جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في مدن ومخيمات قطاع غزة والضفة الغربية على مرأى ومسمع من العالم.
واشاد المحتشدون بموقف حكومة جنوب افريقيا ومحاكمتها لاحتلال الصهيوني أمام المحاكم الدولية، وتعريته أمام الرأي العام الدولي وكشف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، في خطوة جديدة تمثل تطورًا ايجابيًا في مسار القضية الفلسطينية.
واستنكر المتظاهرون استمرار حصار مليشيا الحوثي على محافظة تعز، معتبرين استمرار هذا الحصار منذ تسع سنوات شاهد حي على تشابه سلوك الصهاينة والحوثيين.
وأكد بيان المسيرة الصادر عن الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية بالمحافظة، أن الشعب اليمني بأحزابه ومكوناته السياسية والاجتماعية يقف اليوم جنبا إلى جنب مع أشقائه وإخوانه منددين بالحرب الصهيونية المدمرة، الظالمة، وتقدير موقف جنوب افريقيا وموقفها الرائع العظيم.
ودعا البيان الشعب اليمني بكل فئاته، وكل رجاله ونسائه، وفتيانه وفتياته لدعم الشعب الفـلسطيني البطل، ودعم معركة طوفان الأقصى بكل وسائل وسبل الدعم الأخوية، وألا يبخل عليه بكل ما يتيسر له من إمكانات.
وأكد بيان الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية بتعز، أن فلسطين كانت وماتزال وستبقى هي بوصلة الحاضر والمستقبل للأمة العربية والإسلامية، وللأجيال المتعاقبة لا يأتي عليها النسيان، ولا يجوز فيها، التفريط، ولا يصح معها الخذلان.
وأكد أن عملية معركة طوفان الأقصى تعالت فيها غزة وأطبالها وهزمت كل الحسابات وأسقت جيش الكيان الغاصب مرارة الهزائم وكشفت حقيقته الجبانة، وأثبتت عظمة غزة والشعب الفلسطيني، الذين يفرضون واقعاً جديداً ينتصر للحق والعدالة والحرية، وفي الوقت نفسه يبثون في أجيال الأمة العربية والإسلامية روحا جديدة، وعزما متقدا.
وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته أمام وحشية الكيان المجرم، مجدداً تضامن تعز والشعب اليمني عموماً والتأييد الكامل لجهاد الشعب الفلسطيني لاسترداد حقه وتحرير وطنه.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10896
مأرب.. وقفة تضامنية لدعم صمود غزة وإدانة جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين

الإصلاح نت - مأرب

شهدت مأرب اليوم الجمعة، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له أبناء غزة من حرب ابادة جماعية من قبل العدوان الإسرائيلي.
وطالب المشاركون في الوقفة، بسرعة إيقاف العدوان الاسرائيلي الغاشم، ومحاكمة مجرمي الكيان، كما طالبت بتحرك عربي عاجل لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني وإدخال المساعدات لقطاع غزة.
وحيت الجموع موقف جمهورية جنوب أفريقيا وموقفها أمام محكمة الجنايات الدولية.
وفي كلمة الوقفة أكد عبدالحليم الهجري أنه بعد مرور ما يزيد عن 105 يوماً مازال أبطال القسام يسطرون بطولات عظيمة في مواجهة العدو الصهيوني، وأعادت معركة غزة لأبناء الأمة الثقة في أنفسهم، والأمل في النصر على عدوهم إذا وتحرير الأرض والمقدسات بالوحدة الوطنية والعربية.
واشار الى ان الصمود الاسطوري في غزة أمام آلة الحرب الاسرائيلية والدعم الغربي لها كشف العالم الظالم على حقيقته، وتتساقط شعاراته المزيفة الكاذبة أمام دماء أبناء غزة المسفوحة، وأشلاؤهم الممزقة تحت أنقاض بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم.
وقال الهجري: نحن في اليمن طوال عقود من الصراع مع العدو الصهيوني نعتبر قضية فلسطين هي قضيتنا، من قبل أن يأتي المتاجرون بالقضية لغسل جرائمهم التي ارتكبوها في حق اليمنيين وما مستشفى اليمن السعيد في جباليا بغزة إلا نموذج لوقوف اليمنيين مع إخوتهم في غزة خاصة وفي فلسطين عامة.
وأوضح أن من جوّع اليمنيين وحاصر تعز وما يزال، وحول اليمن إلى أكبر مأساة في العالم بحسب التقارير العالمية لا يمكنه الزعم أنه سيكون منقذا للمحاصرين في غزة.
ولفت الى ان الواجب على الأمة اليوم أن تأخذ الدروس والعبر من ملحمة غزة التي أثبتت أن صلابة الحق والموقف، والإعداد الحقيقي، واستنفاد الوسع هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر.
ودعت اللجنة المنظمة للفعاليات المناصرة والمتضامنة مع غزة إلى مواصلة دعم أبناء غزة بكل أنواع الدعم ماديا، وإعلاميا، وجماهيريا، مهما طال أمد الحرب وألا يصاب احد بالملل أو الكسل عن القيام بواجبه نحو غزة.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10897
دائرة المرأة بالإصلاح تدين قرار المليشيا بإعدام العرولي وتدعو الأمم المتحدة لإيقاف المهازل الحوثية

الإصلاح نت - خاص

ادانت دائرة المرأة في التجمع اليمني للإصلاح، قرار مليشيا الحوثي بإعدام الناشطة فاطمة العرولي، وما تقوم به المليشيا من أرواح اليمنيين وتصادر ممتلكاتهم، ودعت المنظمات الدولية لإيقاف الأحكام السياسية، بحق النشطاء السياسيين والإعلاميين والحقوقيين.
وقالت الدائرة في بيان اليوم الجمعة، إنها تتابع بقلق بالغ ما تمارسه مليشيا الحوثي من فوضى عارمة تستبيح أرواح اليمنيين وتصادر ممتلكاتهم، سعيا منها لتعزيز مشروعها الكهنوتي بقبضة النار والحديد من خلال ترويع المواطنين وإجبارهم على التسليم لفكرتها العنصرية المنبوذة.
وادانت دائرة المرأة في الأمانة العامة للإصلاح، بأشد العبارات، إصدار جماعة الحوثي قرارا بإعدام الناشطة فاطمة العرولي عبر ما يسمى بالمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بالعاصمة المحتلة صنعاء.
وأوضحت أن هذه المحكمة فاقدة للولاية القضائية من حيث الأصل، فضلا عن أن مهمتها الأساسية باتت محصورة في إصدار قرارات الإعدامات المسيسة للمختطفين في سجون المليشيات.
وأكدت على بطلان هذه المحاكمات الصورية والإجراءات الهزلية بدءا بظروف الاعتقال مرورا بالتعذيب الوحشي بحقهم وانتزاع اعترافات بالقوة، وانتهاءً بحرمان الضحايا من حقهم في الدفاع عن أنفسهم.
وقالت دائرة المرأة في الإصلاح، إن هذا الأمر يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وطالبت الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ومجلس حقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، بالعمل الجاد من أجل إيقاف هذه الأحكام السياسية الهزلية المغلفة بصبغتها القضائية غير القانونية.
وحملت مليشيا الحوثي المسؤولية القانونية كاملة تجاه هذه الانتهاكات بحق النشطاء والصحفيين والسياسيين، الذين يعدمون لمجرد التعبير عن آرائهم بطريقة أو بأخرى.
كما دعت إلى الكف الفوري عن هذه الممارسات التعسفية والقرارات الانتقامية، التي لا تسقط بالتقادم، مؤكدة أن العدالة ستأخذ مجراها ذات يوم، وسينال كل مجرم عقابه المنصوص عليه في القوانين النافذة.


نص البيان:

تتابع دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح بقلق بالغ ما تمارسه مليشيا الحوثي من فوضى عارمة تستبيح أرواح اليمنيين وتصادر ممتلكاتهم، سعيا منها لتعزيز مشروعها الكهنوتي بقبضة النار والحديد من خلال ترويع المواطنين وإجبارهم على التسليم لفكرتها العنصرية المنبوذة، وفي هذا السياق تدين دائرة المرأة بأشد العبارات إصدار جماعة الحوثي قرارا بإعدام الناشطة فاطمة العرولي عبر ما يسمى بالمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بالعاصمة المحتلة صنعاء، وهي محكمة فاقدة للولاية القضائية من حيث الأصل، فضلا عن أن مهمتها الأساسية باتت محصورة في إصدار قرارات الإعدامات المسيسة للمختطفين في سجون المليشيات، إذ لا يخفى على أحد بطلان هذه المحاكمات الصورية والإجراءات الهزلية بدءا بظروف الاعتقال مرورا بالتعذيب الوحشي بحقهم وانتزاع اعترافات بالقوة، وانتهاءً بحرمان الضحايا من حقهم في الدفاع عن أنفسهم، الأمر الذي يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
إننا في دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح نطالب الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ومجلس حقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بالعمل الجاد من أجل إيقاف هذه الأحكام السياسية الهزلية المغلفة بصبغتها القضائية غير القانونية، ونحمل جماعة الحوثي المسؤولية القانونية كاملة تجاه هذه الانتهاكات بحق النشطاء والصحفيين والسياسيين الذين يعدمون لمجرد التعبير عن آرائهم بطريقة أو بأخرى ، وندعوها إلى الكف الفوري عن هذه الممارسات التعسفية والقرارات الانتقامية التي لا تسقط بالتقادم، بل إن العدالة ستأخذ مجراها ذات يوم، وسينال كل مجرم عقابه المنصوص عليه في القوانين النافذة.

دائرة المرأة في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح
الجمعة 19 يناير 2024

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10898
منظومة الهوية ومقاصدها دينيا ووطنيا

(الحلقة الثالثة: الدولة وقيم الانتماء للمجتمع)

عبد العزيز العسالي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10900

المحور الأول، السلالية وتدمير الهوية اليمنية:

أولا، مقارنة إجمالية:

تاريخ الدولة الإسلامية المركزية يعطينا دلالات واضحة أن دول الخلافة كانت ملتزمة بانتمائها للأمة ابتداءً بالالتزام بمصدر الشرعية السياسية المتمثل في الأمة، ذلك أن الأمة هي صاحبة المصلحة الأولى، بصيغة أخرى أن الأمة هي المصدر المالك والمانح للشرعية السياسية ولا شرعية سياسية خارج هذا المصدر.

ثانيا، الطريقة الإجرائية:

أسس الرسول صلى الله عليه وسلم عددا من الشخصيات؛ مؤسسة المهاجرين والأنصار، وكان يعود إليهم في المواقف التنفيذية، وهذا هو الطابع لعموم المواقف باستثناء مواقف قليلة جدا - مشاورة ذوي الاختصاص.. شاور السعدين يوم الخندق بشأن ثلث تمر المدينة لأسد وغطفان، ونماذج مماثلة قليلة فاستمرت هذه المؤسسة.

وفي العصر الراشدي كانت الشرعية السياسية تمر عبر هذه المؤسسة، حيث كانت كل شخصية تعود إلى العشيرة أو البطن أو القبيلة فتتشاور معها وتأخذ رأيها ثم يجتمعون في المسجد - مجلس المؤسسة، ويتم النقاش حول اختيار الخليفة، وهذا هو الذي حصل في بيعة الصديق، والفاروق، واختلف الموقف في بيعة عثمان رضي الله عنه، انطلاقا من مؤسسة الـ70.. قرر الفاروق ترشيح ستة أشخاص لجنة ترشيح، وتم اختيار عثمان، وكان وجهاء القبائل يتوافدون من بقية قبائل الجزيرة إلى المدينة للبيعة.

باختصار، ما هو شائع في كتب التاريخ عن السقيفة وكذا التزوير الذي ألصق بالصديق المتمثل بمنح ولاية العهد للفاروق، وتنافس عثمان وعلي، كل ذلك كتبه الفرس في العصر العباسي، وهي الفترة التي بدأ فيها عصر التدوين بلا خلاف.

وبعد انتقال مقر الخلافة إلى دمشق كانت الشخصيات الـ70 من تبقى منها ومعها الوجهاء الجدد تحضر إلى دمشق لأداء البيعة.

اختلف الإجراء في العهد العباسي، حيث ظهرت فكرة ممثلين عن ذوي المهن عموما إلى جانب وجهاء العشائر، فهناك رئيس نقابة للفراشين في قصور الأمراء والتجار وللنجارين وللوراقين والتجار... إلخ المهن يومها، حيث كانت كل شريحة تبايع رئيسها فيذهب مبايعا للخليفة في بغداد، ويتوالى وجهاء القبائل من الأقاليم.

ثالثا، السلطات الإقليمية:

حدث في العصر العباسي الثاني ضعف في مركز الخلافة فانعكس الضعف إداريا على الأقاليم البعيدة، فكانت القبائل تعقد مجلس تشاور تستعرض فيه أبرز القضايا وهي ضعف العدل وما شابه ذلك، وبالتالي تعلن القبائل المتجاورة في الإقليم اختيار حاكم للإقليم، وحاكم الإقليم بدوره يعلن الولاء للخليفة العباسي، والأخير بدوه يمنح الشرعية لحاكم الإقليم.

رابعا، دلالة الانتماء للمجتمع:

قد يقول قائل إن ذلك الإجراء بعد العصر الراشدي كان شكليا، ونحن قد نتفق أو نختلف مع هذا القول، ولكننا نتفق بطريقة أو بأخرى أن الخلافة المركزية كانت تحرص بوسائل شتى على إعلان ولائها للأمة بغض النظر عن الخلفيات، فهذا يعطينا الدلالة على حضور الانتماء للأمة ابتداء من الشرعية السياسية وصولا إلى وظيفة الدولة تجاه الأمة عموما، فإذا جئنا إلى سلطات الأقاليم سنجد أن الولاء للمجتمع (قبائل الإقليم) كان حاضرا بحثا عن العدل والخدمات المناسبة لذلك السياق التاريخي، كما أن الولاء للأمة عموما كان حاضرا متمثلا في إعلان سلطات الأقاليم بالدينونة للخليفة، احتراما لهوية الأمة المتمثلة في وحدة القرار السياسي ومواجهة خصوم الدولة الإسلامية المتربصين، وكذلك الانقلابات الإقليمية ذات الصبغة القومية الفارسية المتعصبة للطائفية ذات المذهب الباطني الهادفة إلى إفساد عقائد الإسلام وتدمير هوية الأمة وتمزيق النسيج المجتمعي وشبكة العلاقات الاجتماعية وإفساد الانتماء للأمة الإسلامية.

والتاريخ حمل إلينا تنوعا حضاريا مشرقا قامت به تلكم الدويلات في الأقاليم، كما حمل التاريخ خدمات اجتماعية وعلمية وأدبية... إلخ، عدا تلك الدويلات الطائفية المتعصبة المفسدة فقد تهاوت بسبب تعصبها الفارسي القومي الساعي إلى إفساد الانتماء للأمة والمجتمع.

خامسا، الدولة القطرية المعاصرة:

بعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، اتفقت دول أوروبا على تقسيم الأقاليم العربية واحتلالها، وهبت الشعوب إلى دحر الاحتلال الأجنبي والطاغوت المحلي، وانتصرت إرادة الشعوب العربية، وتربع على كراسي الحكم حكام صنعت ثقافتهم على موائد الغرب العلماني المادي.

وبالرغم من أن الحكام العلمانيين يمموا وجوههم للغرب والشرق لكنهم سعوا إلى إثبات انتمائهم للمجتمعات وللأمة العربية، وقدموا خدمات التعليم والصحة، ووظفوا أعدادا من أبناء شعوبهم وقدموا الضمان الاجتماعي والبنية التحتية بنسب متفاوتة.
ومع كل ذلك كان أولئك الحكام المتغربون يعلنون انتماءهم للمجتمع هوية وثقافة واجتماعا وتاريخا وحضارة.

ولم يتجرأ أي حاكم عربي أن يشير بعبارة توحي بأنه يرفض الانتماء للمجتمع أو الأمة أو هويتها.

سادسا، السلالية الطائفية تدمر اليمن:

لا ندري من أين نبدأ الحديث عن المليشيا الانقلابية السلالية الإرهابية؟

أولا، أخزى المخازي، وبالجملة: الحقيقة أن البيت الشعري التالي يعطي القارئ وصفا تقريبيا لمخازي العار والسقوط القيمي والأخلاقي والسياسي والاجتماعي والثقافي لدى السلالية التي نُكب بها وطننا اليمني الحبيب.

يقول البيت الشعري:
وكنتَ إذا نزلتَ بأرض قومٍ
خرجت بخزيةٍ وتركتَ عارا

ثانيا، الانقلاب السلالي على الشرعية: السلالية الطائفية الحاقدة على شعبنا اليمني وجدت دعما طائفيا إقليميا، فسارعت لإفراغ مخزون أحقادها المتراكمة وهدفها الوحيد المعلن من اللحظات الأولى هو تدمير الهوية اليمنية ومقدرات الوطن، وفي ذات الوقت تتبجح بصلف مقرف ساخرة من هوية المجتمع اليمني معلنة بلسان الحال والمقال أنها لا تنتمي للمجتمع اليمني فضلا عن الأمة الإسلامية.. نعم أعلنت ولاءها لملالي طهران ومن سار في فلكهم فقط.

أول برهان صارخ يعلمه الجميع داخليا وخارجيا هو الانقلاب على الشرعية الدستورية والنظام الجمهوري. وثانيا، مصادرة إرادة الشعب المتمثلة في الإجماع الوطني على مخرجات الحوار الوطني والتي ناضل لأجلها الشعب اليمني وبذل الغالي والنفيس بهدف الوصول إليها. وثالثا، وبدعم من القوة الجاهلة، استحوذ على مقدرات الوطن - احتياط البنك المركزي البالغ 7 مليارات دولار، إضافة إلى الاستحواذ على ضرائب وجمارك وإيرادات الدولة لصالح العصابة السلالية. ورابعها، مصادرة أراضي المواطنين، وممتلكات الوقف، وحرمان مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم في كل مرافق الدولة، بل إن السقوط الأخلاقي والحقد الطائفي المتعصب ضد أبناء اليمن وصل إلى نهب الضمان الاجتماعي، فهل توقف الأمر عند هذا الحد؟

لا، لقد اتجه التعصب السلالي إلى مصادرة السكن الخاص بأعضاء هيئة التدريس في جامعات صنعاء والحديدة وذمار ومصادرة رواتبهم، وإمعانا في إفراغ مخزون أحقاده أغلق قسم الفلسفة بجامعة صنعاء وفتح قسما للغة الفارسية ولاء لطائفيته القذرة ورفضا وقحا لأي انتماء للهوية اليمنية وانتماء للمجتمع.. قصف مدينة مأرب بالصواريخ البالستية المحرمة استهدف بها مواطنين أبرياء.

المحور الثاني، إفساد الجيل:

أنا لم أقل كل أوزارها
تنزها قولي وعف الفمُ
وآثامها لم تسعها اللغات
ولم يحوِ تصويرها ملهَمُ
(البردوني رحمه الله)

أولا، محاكاة للصهيونية: الاحتلال الغاصب في فلسطين يفجر مئات المنازل، والسلالية تفجر مئات المنازل في اليمن.

الاحتلال في فلسطين يدمر غزة على رؤوس السكان، والسلالية تدمر المنازل على رؤوس اليمنيين.

الاحتلال يحاصر غزة قرابة عقدين، والسلالية تحاصر تعز منذ 8 سنوات، إضافة إلى ذلك تقصف مدينة تعز.

الاحتلال في فلسطين يدمر المساجد والسلالية تدمر مئات المساجد ومدارس تحفيظ القرآن، وتعلن أن هذا الإجرام من صميم الإسلام، والصواب هو صميم سلاليتها الطائفية الحاقدة.

قتلت السلالية -حسب إحصاءات الأمم المتحدة- قرابة 300 ألف يمني بمختلف أعمارهم، وفي سجونها ما يزيد على 38 ألف مختطف وفي مقدمتهم القيادي المدني رجل السلام والمدنية محمد قحطان.

اعتقال عشرات النساء وتجنيد آلاف الأطفال وتقديمهم وقودا لإجرامه وعدوانه على مأرب وتعز وغيرها من المناطق.

وليس أخيرا، التوجه الطائفي الحاقد لإفساد المقررات المدرسية حذفا للتاريخ اليمني والإسلامي وإدخال المفاهيم الطائفية السلالية الحاقدة والمسيئة إلى رموز الأمة اليمنية وطمسا لمواقف الآباء الرواد الأوائل صناع الثورة اليمنية، بل وطمسا للهوية اليمنية، ودفعها الحقد الطائفي إلى تغيير أسماء المدارس والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وغيرها.

إننا بحاجة لإعادة النظر في البيت البردوني أعلاه القائل:

وآثامها لم تسعها اللغات
ولم يحوِ تصويرها ملهَمُ

ومن خلال العودة نجد ما ذكرناه من فساد وإفساد الذي تمارسه السلالية، ناهيك عن الآثار المترتبة عليه طيلة سنوات مقبلة، سنجد أن ما ذكرناه هو غيض من فيض كما يقال، لكن اليمن لا بواكي لها.

ثانيا، تسويق، متاجرة، اقتيات:

حرب الإبادة الجماعية الإجرامية على غزة التي مارسها الاحتلال الصهيوني ولا زال يمارسها، ها هي السلالية هرعت بحقدها الطائفي الأسود ولكن بصورة أبشع، تسويقا ومتاجرة، وولوغا في الدماء الطاهرة المسفوحة في أرض غزة، وقد ساعدتها ظروف إعلامية غربية فصنعت لها جوا إعلاميا لتضليل الرأي العام، وهيهات، ذلك أن جل الناس يعلمون أن السلالية تريد الاقتيات بدماء غزة والمتاجرة بها، لاكتساب الشرعية لدى الشعب اليمني المنكوب والمطحون والمنكود، جراء الإجرام السلالي الحاقد.
بربك أيها القارئ العزيز، أن عصابة انقلابية مليشياوية تلك جرائمها وهذا إفسادها أنّى لها المصداقية قولا أو فعلا تجاه شعب فلسطين؟ فإذا كانت صادقة تجاه فلسطين، فإن الواجب القيمي تجاه اليمن يحتم عليها "التوقف الفوري" عن إجرامها وتدميرها لهوية الشعب اليمني ومقدراته وإفساد ثقافة الأجيال القادمة.

إن العقلاء في اليمن لديهم قناعة تامة أن السلالية ترجو إطالة الحرب على غزة سنين عدة حتى تتمكن السلالية من تسويق اقتياتها لكي تبقى مفسدة ومعربدة على حساب الحرب الإجرامية ضد شعب فلسطين.

الخلاصة، السلالية الطائفية في اليمن جعلت انغلاقها على ذاتها أداة تدميرية للهوية اليمنية.

ثالثا، وأخيرا، حوار موجز مع مواطن عربي:

ثاني يوم من تسويق اقتيات السلالية ودعاواها في البحر الأحمر اتصل بي طالب يمني في دولة عربية عبر رسالة صوتية قائلا إنه سمع إحدى الأخوات في تلك الدولة تتحدث بإعجاب حول موقف السلالية في اليمن تجاه الملاحة في باب المندب، وإنه دخل معها في نقاش هادئ وفشل في إقناعها والسبب قلة إلمامه حول تدمير اليمن، وطلب مني الدخول مع تلك الأخت في نقاش، فأبديت موافقتي.

باختصار، ناقشت تلك الأخت فوجدتها متحمسة بقوة داعية إلى تناسي جراحاتنا على أن ننظم إلى موقف السلالية الشجاع ضد الاحتلال... إلخ.

بدوري استمعت لها حتى النهاية ثم قلت لها: ماذا لو أن السلالية موجودة في وطنكم العربي الشقيق وقامت بالانقلاب على الشرعية وخرجت عن الإجماع الشعبي، ودمرت مئات المنازل والمساجد والمدارس وأفسدت المقررات المدرسية وحرمت مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم والضمان الاجتماعي، فقاطعتني قائلة: يا رجل غير معقول هذا التصرف.. وأضافت: هل أنت مستعد تقسم اليمين على هذا التصرف؟

قلت لها: نعم بشرطين اثنين: الأول أن أسرد ما أمكن من جرائم السلالية، والثاني أن تقسمي يمينا ماذا سيكون موقفك لو حصل هذا التدمير بوطنكم، فقالت: موافقة سأفعل ولكن أنا مكتفية بقسمك على سرديتك الأولى فقط، فأقسمت لها بالله على ما ذكرت وأن تلك السردية تمثل نسبة 20 - 25%، فصرخت قائلة: وأنا أقسم بالله أنها مسرحية مفتعلة بهدف التسويق والمتاجرة والاقتيات باسم شعب فلسطين، وأقسم مرة أخرى لو أنه حصل قطع رواتب فقط لحملت السلاح وقاتلت الحوثي. وأضافت: لن أسكت بعد هذه اللحظة إزاء هذه المتاجرة السارقة لنضال الشعب الفلسطيني.

الخلاصة لكل ما سبق: الطائفية والسلالية طاغوتية مفسدة للهوية وتدمير للمجتمعات والأوطان والأجيال.

أكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بعونه سبحانه مع الحلقة الرابعة: فقه الانتماء للمجتمع والأمة.
مأرب.. مسيرة ووقفة مناصرة لغزة وفلسطين وتطالب بمحاكمة قادة الكيان الإسرائيلي

الإصلاح نت - مأرب

شهدت مدينة مأرب، اليوم الاثنين، مسيرة جماهيرية غاضبة منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي المسيرة الحاشدة أكد المشاركون والمشاركات أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش مثل شعوب العالم في بلد أمن مستقر، ينعم بالحرية والاستقلال، وأن ما يتعرض له اليوم من قبل الكيان الصهيوني وبدعم أمريكي شامل واسناد غربي كامل، يعد سقوطا اخلاقيا، وانتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
وقال بيان الوقفة، إن حرب الابادة الجماعية والإرهاب الاسرائيلي الغاشم وغير المسبوق في قتل الاطفال والنساء والمدنيين الأبرياء ومحاصرة أهلها، من كل وسائل الحياة يعتبر وصمة عار في جبين النظام العالمي والمجتمع الدولي، الذي بات يعاني من انتكاسة أخلاقية وضمير غير إنساني.
وأوضح البيان أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يعد هولوكوست جديد، ويضع الكيان الصهيوني وامريكا والدول الداعمة له في ميزان الإنسانية نازيون جدد تجب محاكمتهم على جرائمهم البشعة.
وجددوا التأكيد على استمرار دعم الشعب اليمني للشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة ماديا ومعنويا، انطلاقا من المواقف الاخوية الصادقة والأصيلة للشعب اليمني منذ بداية القضية الفلسطينية.
كما أكد المشاركون والمشاركات في المسيرة الحاشدة، أن الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو واجب شرعي وقومي وإنساني لا يجوز أن يوظف للاستقطاب الطائفي والمزايدة السياسية واستغلال عاطفة الشعب اليمني لأهداف أخرى لا تصب في صالح القضية الفلسطينية.
وعبر المشاركون عن إشادتهم بخطوة دولة جنوب أفريقيا بتقديم دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني بسبب عدوانه على شعب غزة وحصارهم وممارسة جرائم الإبادة الجماعية والمجازر البشعة، وناشدوا محكمة العدل الدولية في لاهاي بالنظر في الدعوى دون ضغوط غربية وصهيونية وإصدار حكمها العادل ضد المجرمين الصهاينة وداعميهم.
وفي الوقفة التي شهدتها مدينة مأرب ألقيت كلمة باسم الصحفيين اليمنيين عبروا فيها عن استنكارهم ما يتعرض له الصحفيين من عملية قتل واستهداف ممنهجة من قبل الكيان الاسرائيلي، والتي طالت أكثر من ١٠٠صحفي، وإصابة العشرات.
وادانت الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين في قطاع غزة، وطالبوا بوقف تلك الجرائم، وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية التي تطال الصحفيين.
كما القى الطلاب المشاركين في المسيرة والوقفة كلمة لزملائهم من طلاب غزة، الذين تطالهم آلة الحرب الاسرائيلية من طيران وقصف مدفعي قتلت الالاف من الأطفال.
وطالبوا الضمير الإنساني العالمي والمنظمات الحقوقية التدخل العاجل والسريع لإيقاف نزيف دم الطفولة.
وفي كلمة للمرأة سردت صوراً من جرائم العدوان الوحشية بحق النساء في فلسطين، منددة بتلك الجرائم.
وحيت كلمة المرأة صمود الشعب الفلسطيني والمرأة الفلسطينية التي اظهرت رباطة جأش وبطولة لا تختلف عن بطولات إخوانهم من أبطال المقاومة في الميدان.
ورفعت في المسيرة والوقفة اللافتات المعبرة، واعلام دولة فلسطين ورددوا الهتافات الغاضبة ضد الكيان الصهيوني، والدعم الأمريكي والصمت العربي والدولي إزاء جرائم الاحتلال.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10901
حضرموت.. إصلاح تريم يلتقي القيادة المحلية للانتقالي ويبحث القضايا المشتركة

الإصلاح نت - تريم

بحث فرع التجمع اليمني للإصلاح بتريم بمحافظة حضرموت، اليوم الاثنين، مع القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية، أوجه التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة على الصعيد المحلي، وتبادل وجهات النظر حولها.
ورحبت قيادة إصلاح تريم بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، معربة عن سعادتها بهذه المبادرة التي تأتي في إطار جهود تعزيز التعاون والحوار بين الأطراف السياسية المحلية.
وخلال اللقاء أكد رئيس إصلاح مديرية تريم، عمر باغريب، على أهمية التعاون والتنسيق المشترك للتصدي للتحديات التي تواجه المدينة، والعمل مع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية لتحقيق المصالح العامة للمواطنين.
من جانبه أوضح رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية تريم الشيخ عبدالله بن مشدود، أن الزيارة تأتي وفق توجيهات رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، ضمن توجه المجلس لمد جسور التعاون والشراكة مع المكونات السياسية في الجنوب، بالتزامن مع ذكرى التصالح والتسامح، مؤكدا التزام قيادة المجلس بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المديرية.
وتطرق اللقاء إلى امكانية إحياء مجلس تنسيق الأحزاب والمكونات السياسية بالمديرية، وإعادة نشاطه في توجيه الجهود نحو إقامة آليات دائمة للتشاور والتنسيق تجاه القضايا المشتركة وتحقيق تقدم مستدام في المديرية على كافة الأصعدة.
حضر اللقاء المساعد للمكتب التنفيذي للإصلاح بوادي حضرموت، منير بامحيمود، والقياديين في إصلاح تريم، صالح علوا، وأمين بامؤمن، ووفد من القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بتريم.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10902
منظومة الهوية ومقاصدها دينيا ووطنيا

(الحلقة الرابعة: الهوية بوصلة انتماء الكل للكل)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10904

مدخل: السلالية وثقافة شر البلية

السلالية الانقلابية -بلا خجل- تردد دعاواها المضحكة للثكالى قائلة إن الإسلام عقيدة وتشريعا ما جاء رحمة للعالمين وإنما لتكريس خرافات الفرس - تقديس السلالية العنصرية وحقها الإلهي في الحكم، وإن إقامة شريعة الإسلام هي اعتلاء السلالية الطائفية كرسي الحكم، وهذه هي مقاصد الإسلام عقيدة وشريعة وتطبيقا. وعليه، فالحديث عن الانتماء للمجتمع والأمة والشرعية السياسية هو خارج عن الإسلام فلا يجوز الانشغال بما لا طائل من ورائه.!!

قد يقول البعض إن حصر الإسلام على هذا النحو سُخْف لا يقبله عقل وإنما مزايدة، لكننا نؤكد -والله يشهد- أن التاريخ السلالي يعج حرفيا ودلالة وفحوى بهذا - كتاب "حوليات يمانية" نموذجا، والذي أرخ تقريبا لـ94 سنة قبل وأثناء وبعد فترة الفقيه الشوكاني رحمه الله، وللعلم هذا الكتاب أحد مراجع المؤرخ د. حسين العمري الذي أرخ لذات الفترة.

الخلاصة: حصر الإسلام على النحو الآنف قد تكرر كثيرا في هذا الكتاب وغيره في سياق الحديث عن انتصارات الحكام الهادويين السلاليين على خصومهم من بني عمومتهم، وتجنبا لطول النقل سأنقل الفحوى: "وبانتصار الملك عاد الإسلام وقامت شريعة الله".. بل وكثيرا ما يضيف قائلا: "ودان لشرع الله الشرق والغرب والقاصي والداني".

إذن، هي سخافات بعضها من بعض.. نترك التعليق للقارئ.

وبما أن عنوان هذه الحلقة: الهوية بوصلة انتماء الكل للكل.. فهو يحتاج تفكيكا وشرحا طويلا، غير أني اكتفيت بالشاهد التاريخي الآنف واثقا بالقارئ الكريم من جهتين: أن الحليم تكفيه الإشارة، وأن القارئ سيتقبل دخولي المباشر إلى صلب الموضوع المتمثل في المحاور التالية:

المحور الأول، دوائر الانتماء.
المحور الثاني، مسالك الانتماء.
المحور الثالث، أهداف الانتماء.
المحور الرابع، معوقات الانتماء.

المحور الأول، دوائر الانتماء:

من المعلوم أن دوائر الانتماء تتعدد من جهة، وتكون مركبة، أو بحسب فلاسفة الاجتماع "متراكمة"، ذلك أن الفرد ينتمي إلى الدائرة الأولى - إحدى بطون المجتمع، وهذه الدائرة تنتمي إلى دائرة العشيرة، يليها انتماؤه إلى دائرة القبيلة، ودائرة الجهة - المحافظة، أو الإقليم، ودائرة المجتمع - شعبا ودولة، ودائرة الأمة، ودائرة الإنسانية، ويتخلل كل ما سبق دائرة الأعراق، ودائرة المعتقدات المختلفة - إسلام، يهودية، مسيحية، مجوسية.

ويتخلل تلك الدوائر، دائرة التمذهب الطائفي داخل كل ديانة. إذن، نحن إزاء دوائر متنوعة، متراكمة كانت حاضرة خلال تاريخ الحضارة الإسلامية بقوة - تنوع في إطار وحدة الأمة الإسلامية، ولم يسجل التاريخ صراعات الانتماء إلى هذه الدوائر، فلم يقل أحد لا نقبل بالفقيه أبي حنيفة (الفارسي)، ولا البخاري (الأوزبكي)، ولا الشافعي (الغزي)، ولا مالك بن أنس الأصبحي المدني... إلخ، حتى دخلت الطائفية المقيتة الخبيثة عام 334 هجرية - انقلاب البويهيين على الخلافة العباسية. ولأن مفهوم الطائفية ممقوت جدا، فقد غلّف البويهيون طائفيتهم الفارسية بغلاف الزيدية، فأعلنوا حرية الرأي، والهدف تمكين الفكر الطائفي المغلف.

غير أن أسوأ تعصب طائفي مقيت حاقد مارسه تلك الفترة أولاد الهادي الرسي تجاه بني عمومتهم - مدرسة نجران المنتسبة إلى الفقه الشافعي. وحسب ما سجله التاريخ أن فقهاء الشافعية المنتسبين إلى البطن الحسنية البالغ عددهم 400 فقيه خرجوا رافعي المصاحف مناشدين أبناء عمومتهم الرسيين: بيننا كتاب الله، فلم نرتكب تجاهكم أي خطأ.. فكان جزاؤهم جميعا القتل، ونجا بعض بيت "خيرات" في الحديدة وزبيد وظلوا متخفين عقودا طويلة.

الخلاصة، كانت الفرس الحاقدة على الإسلام تصدر إجرامها إلى أطراف الدولة الإسلامية - الرسية في اليمن والعبيدية في المغرب.

المحور الثاني، مسالك الانتماء:

بما أن عنوان هذه الحلقة: الهوية بوصلة انتماء الكل للكل.. وبما أن دلالة "انتماء الكل للكل" مكثفة، فقد تم تقسيم مفهوم الانتماء إلى مجالين، وكل مجال ينضوي تحته مسارات هامة.

الأول: مجال انتماء السلطة إلى المجتمع.
الثاني: مجال انتماء المجتمع إلى المجتمع.

أولا، مجال انتماء السلطة إلى المجتمع:

الدولة أو السلطة بكل أجهزتها ومؤسساتها التنفيذية لا شرعية لها إذا لم تنتمِ إلى المجتمع.

وهذا الانتماء يتكون من شرط محوري، وعددٍ من المسارات، فالشرط المحوري للدولة والسلطة أنها تكون منبثقة - صادرة عن إرادة المجتمع، ذلك أن المجتمع هو مالك الشرعية السياسية، كونه صاحب المصلحة، وإذا فقد هذا الشرط فلا شرعية للسلطة.
التكييف لمفهوم - مصدر السلطة يعني: المجتمع يخول السلطة أن تقوم بخدمته. إذن، السلطة هي بمثابة وكيل عن المجتمع وبالتالي لا يجوز للوكيل أي تصرف بما يخالف الأطر التي حدد ها الأصيل وهو المجتمع.

هذا مفهوم الشرط، ومن جهة ثانية هناك معايير تحدد بوضوح مدى انتماء السلطة إلى المجتمع من عدمه، وبالتالي يستطيع المجتمع مراقبة أداء السلطة لوظيفتها تجاه المجتمع، وما لم تقم السلطة بوظيفتها فالمجتمع صاحب القرار في سحب الثقة منها وفقا للدستور والقانون.

وابتعادا عن الغموض استبدلنا مفردة المعايير بمفردة المسارات وهي على النحو التالي:

مسارات انتماء السلطة للمجتمع:

1- المسار السياسي: احترام كرمة الإنسان الفرد والمجموع، وأبرز مظاهر الكرامة احترام حرية رأي المجتمع، وذلك من خلال مسارعة أجهزة السلطة المعنية وتنفيذ مطالب الفرد أو المجموع وحماية كافة الحقوق، انطلاقا من قيم الإسلام ومقاصد التشريع الإسلامي والدستور والقانون، وإعلان الولاء للأمة ومبادئها واحترام إرادتها، وإرساء قيمتي المساواة، والمواطنة المتساوية، وبهذا المسار تتقوى عرى الثقة والمصداقية بين المجتمع والسلطة، وفي ذات الوقت يثبت انتماء السلطة للمجتمع.

وقبل وبعد وفوق كل ذلك إرساء قيمة العدل وحمايته حتى يشعر المواطن بأنه مقدس - الحرية والكرامة والدين والدم والعرض والعقل والمال، وحمايته من طغيان المتنفذين.

2- المسار الاقتصادي: حماية مقدرات الوطن وممتلكات المجتمع - منازل، أراضي، مؤسسات، مدارس، بنوك، هيئات، وفتح فرص العمل أمام العاطلين، وإطلاق القدرات الإبداعية وتنمية المواهب وفتح باب الاستثمار القائم على أسس صحيحة تكفل حق الشعب والمستثمر انطلاقا من مفهوم "اربح، ويربح الجميع".

3- المسار التربوي والتعليمي:

الاهتمام بالتعليم الأساسي والثانوي والجامعي بما يكفل بناء العقول وينمي المواهب ويحمي هوية المجتمع عقيدة وثقافة وفكرا وتاريخا وحضارة وانتماء للمجتمع، ويبني الوطن ويعزز انتماء الكل للكل.

4- المسار الاجتماعي: احترام مؤسسات المجتمع بلا استثناء طالما وهي قانونية أو قائمة على العرف الاجتماعي السليم، ابتداء من مؤسسة الأسرة ودوائر الانتماء المتنوعة طالما وهي لا تصادم الوحدة العامة، وأيضا حماية أندية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات وتشجيع قيامها فهي ميادين بناء وتربية وإعداد.

والوقوف بقوة ضد كل ما يمس وحدة الأمة من أفكار طائفية أو عرقية أو جهوية أو مذهبية داخل الكتاب المدرسي، وبناء مقررات تنمي التفكير والثقافة الناقدة في مواجهة الاستبداد أو الطغيان أو الظلم أيا كان مصدره دينيا أو اجتماعيا أو سياسيا.

5- مسار الجيش والأمن: إيلاء العناية بمؤسستي الجيش والأمن يتمثل ابتداء من تحديد سن قانوني للانخراط في هاتين المؤسستين بعيدا عن تجنيد صغار السن أو قطعان مليشياوية، وكذلك بلورة عقيدة للجيش - الله، وحماية الوطن، وعقيدة الأمن، وحماية المواطن.. بصيغة أخرى: ولاء لله، ولاء للدستور، والقانون، بعيدا عن الولاءات الضيقة.. تقديسا للأشخاص أو التعصب المذهبي أو الطائفي على حساب المبادئ والقيم الوطنية والاجتماعية وحماية مقدرات المجتمع، والوطن والوحدة أرضا وإنسانا، وإرساء للسلام المجتمعي، وتحقيقا للأمن والاستقرار والتنمية.

هذه أهم وأبرز مسارات انتماء السلطة إلى المجتمع.

ثانيا، مسار انتماء المجتمع إلى الذات:

للتذكير، تعاليم الإسلام هي منبع القيم والمبادئ الهادية إلى بناء الهوية والانتماء للمجتمع، وبالتالي فلا غرو إن قلنا إن الهوية بوصلة انتماء الكل للكل، هذا أولا.

وثانيا، السلطة القائمة على الشرعية السياسية الصحيحة تتعاون مع المجتمع في تعزيز وترسيخ انتماء المجتمع تجاه ذاته.

وإليك أخي القارئ أبرز مسارات انتماء المجتمع تجاه ذاته والمتمثلة فيما يلي:

1- تعزيز وترسيخ أواصر المحبة والأخوة والتعاون ودعم المبادرات المجتمعية الرامية إلى ابتكار وتنظيم وسائل تنمية المجتمع.

2- تشجيع وترسيخ كل ما يعزز قيم المجتمع - وحدة، وتعاونا، واحترام دوائر الانتماء أيا كانت، تعزيزا لمبدأ المساواة ومبدأ المواطنة المتساوية، ودفعا لغوائل ومهددات الوحدة الوطنية ونسيجها القيمي ومخاطر الاختلال، ويأتي التعصب في مقدمة كل ذلك، أيا كانت وجهته، أو مصادره، أو دوافعه.

3- تعزيز وتنمية مبدأ القيام بالقسط المجتمعي:

الله أرسل الرسل جميعا بالكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط.
وقيمة القسط هنا غير قيمة العدل، ذلك أن العدل هو شأن السلطة وأجهزتها وكل من يتولى أمر التحكيم بين الناس، بخلاف قيمة القسط فهي قيمة يمارسها أعضاء المجتمع فيما بينهم، وتعزيز وترسيخ هذه القيمة وتشجيع المجتمع على ممارستها تعتبر من أعظم السنن الحاكمة للاجتماع إنسانيا وحضاريا، بغض النظر عن العرق، أو الطائفة، أو المذهب، أوالدين، قال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم
إن الله يحب المقسطين".

تأمل أيها القارئ: تبروهم.. تقسطوا إليهم.. الله يحب المقسطين.. فالقيام بالقسط غاية الرسالات هدفها إصلاح المجتمع ليقوم بالقسط تجاه ذاته، كما أن هذه القيمة أعظم وسيلة تعزز الانتماء وترسخ الهوية، والاعتزاز بها، كيف لا، والهوية من أقوى محفزات الانتماء وتحديد أولويات معارك البناء والدفاع والتنمية.. يعزز قيمة القيام بالقسط المسار التالي.

4- مسار التعارف: مسار التعارف من أعظم المسارات، والسنن الناظمة للاجتماع. كما أن مسار التعارف هو مرتكز مبدأ المساواة، والدليل قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا". وقال تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة".

فهذا المسار التعارفي يرسي المساواة، كما أنه يهدينا إلى أعظم سنة من السنن الناظمة والحاكمة للاجتماع إنسانيا وحضاريا.

5- مسار التواصي بالحق والصبر: هذا المسار يجب ممارسته في مجالي السلطة والمجتمع، ذلك أن السلالية العنصرية والطائفية تتعالى على المجتمع، تقديسا لأشخاصها، مدعية أنها فوق النصيحة، بل تفتري على الشرع الإسلامي المقدس أنه جاء بتقديس الأشخاص وحاشا، وصدق الله: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".

أيضا، العلمانية الطاغوتية، رغم الفارق بينها وبين السلالية أن سلطاتها تأتي عبر الصندوق، لكنها تحاصر المجتمع متذرعة بأن قراراتها صادرة من البرلمان، وأنها لم تخالف الدستور، وبالتالي، تصادم قيم المجتمع وهويته - نموذج المثلية المجرمة.. علما أنها تدمر كرامة الإنسان وحريته وفطرته باسم الحرية والديمقراطية، وبالتالي فالعلمانية هنا تلتقي مع السلالية الطائفية التي تدعي الإسلام وترفعه شعارا لفوضاها الهادمة لقيم الإسلام ومبادئه.

غير أن تعاليم الإسلام المعصوم جاءت بمسار التواصي بالحق والصبر يمارسه المجتمع تجاه السلطة، فهذا المسار يخول أي إنسان أن يقرع أنف أكبر متسلط. إذن، هذا المسار هو فرع عن المسار التالي.

6- مسار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: هذا المسار العظيم يعتبر محور صمام أمان المجتمع، كما أنه أيضا أحد مؤهلات المجتمع للصعود إلى "الخيرية والشهودية" إنسانيا وحضاريا، وفي ذات الوقت يعزز المسؤولية الفردية والجماعية.

المحور الثالث، الأهداف:

الانتماء للمجتمع هو من مقاصد القرآن وتعاليم الإسلام عموما، وعليه يمكننا القول إن أهداف الانتماء للمجتمع كثيرة نقتصر على أبرزها فيما يلي:

1- قوة شخصية الأمة: شخصية الأمة مستمدة من مقاصد القرآن وهداياته، ذلك أن هدايات القرآن وتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت لتبني مجتمعا قويا مؤسسيا.. مؤسسة الشورى هي الوجه البارز للحرية المؤسسية للمجتمع.

2- تعزيز هيبة الدولة: كلما أثبتت السلطة انتماءها للمجتمع ازدادت هيبة وقوة في نظر خصومها، والعكس اهتزاز هيبة الشرعية إذا لم تتمسك السلطة بانتمائها للمجتمع بالأدلة العملية الصادقة.

3- تنمية وتعزيز شبكة علاقات المجتمع وحماية النسيج المجتمعي.

4- حراسة المجتمع من القرارات المصيرية التي تمارسها السلطات تحت ذريعة أنها أمور تنفيذية كون الأمور التنفيذية لا تحتاج لمشاورة المجتمع، ونحن هنا نصرخ بالفم المليان: كم ضاعت أمم، وإمبراطوريات، ودول، بسب غياب الشورى التنفيذية في ميدان القرارات المصيرية - يمننا الحبيب نموذجا، وقبح الله من كان السبب في ضياع هذا الهدف الخطير.

5- إصلاح الإنسان، وإقامة العِمران: هذان الهدفان هما غاية القرآن وهما محور كل مقاصد القرآن، ذلك أن عقيدة التوحيد وتزكية الإنسان وعمران الأرض هي المقاصد العليا للإسلام.

المحور الرابع، معوقات الانتماء:

قال أحد فلاسفة الاجتماع الأوروبيين مخاطبا المثقفين: سيروا عكس ما أنتم عليه ستجدون أنكم في الطريق الصحيح.

والمقصود هنا أنه يجب على المجتمع أن يتسلح بوعي مقاصد ومآلات وثمار وفوائد الهوية، كبوصلة انتماء للمجتمع.

وفيما يلي سنذكر أهم معوقات الانتماء للمجتمع وهي: الطاغوتية.. وينضوي تحت هذا المصطلح القرآني الكثير من المعوقات وفي مقدمتها: الفردية، تقديس الأشخاص، السلالية العنصرية، الطائفية، الانقلاب على الشرعية الدستورية، استعلاء السلطة وانغلاقها واحتقارها للمجتمع، مصادرة ممتلكات المجتمع - تفجير منازل، مساجد، مدارس، ضرب مؤسسات المجتمع، الاستبداد، تمكين الشللية الطائفية من التحكم برقاب المجتمع، والاستحواذ على مقدرات الوطن، وغيرها الكثير، فكل ذلك من أخلاق التسيد الإبليسي: أنا خير منه.

أكتفي بهذا القدر وسنواصل في الحلقة الخامسة والأخيرة حول: الهوية بوصلة الوعي المجتمعي.
تناقضات فاضحة.. الحوثية تناصر غزة بالتصعيد الداخلي وقتل اليمنيين

الإصلاح نت – خاص

في الوقت الذي تشهد فيه مواقع في العاصمة المختطفة صنعاء، ومحافظات أخرى، قصفاً جوياً، من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، رداً على هجمات حوثية على سفن في البحر الأحمر، في مشاهد دراماتيكية، تعكس مدى ذهاب الحوثي في تنفيذ التوجيهات الإيرانية، تحت ذريعة مناصرة غزة التي تواجه عدواناً إسرائيلياً همجياً منذ شهور، يذهب الحوثي إلى ممارسة تناقضات فاضحة تكشف زيف ادعاءاته، ضارباً باليمن ومصلحة اليمنيين عرض الحائط.

منذ عقدين خرجت مليشيا الحوثي من كهوف مران، رافعة شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل، ضمن ما سمته إيران "محور المقاومة" الذي يضم مليشيات تتبع الحرس الثوري الإيراني، وتحت هذه الشعارات دمرت المليشيات بلدانا عربية، ليس أولها العراق، ولا تريد أن يكون آخرها اليمن، مروراً بلبنان البلد الذي دمرته المليشيات وأحالته إلى ركام بعد أن كان جوهرة بلاد الشام.

تحت ذرائع متعددة شنت المليشيات الإيرانية، بينها مليشيا الحوثي، حروباً ونفذت انقلابات، وقتلت مئات الآلاف، ودمرت مدناً، رافعة شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل، وتحت لافتة تحرير القدس وفلسطين، حتى إذا حان الوقت لإثبات ذلك، تلكأت إيران وتوابعها، وفضلت القعود، وأناطت بالحوثي مهمة التكسب بالقضية الفلسطينية، والمشاغبة في البحر الأحمر، تحت شعار نصرة غزة، التي لم ينصرها الفرع الأكثر قرباً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد فضلت مليشيات حزب الله إلقاء صواريخ على أراضٍ خالية.

الحوثي مناصراً لغزة بقتل اليمنيين

طوال أكثر من شهر، أصدرت مليشيا الحوثي عشرات البيانات، تتحدث فيها عن إطلاقها عشرات المسيرات، ومثلها من الصواريخ، على سفن في البحر الأحمر، ورغم كل هذا الصخب فإن نتائج كل هذه البيانات والمسيرات والصواريخ، معدومة، فلم يُعلن عن أي ضحايا جراء هذه البالونات الحوثية، في حين قتل العشرات من المغرر بهم الذين دفع بهم الحوثي إلى البحر، ولم يجد أهاليهم من يعزيهم، سوى هرطقات قادة التمرد الحوثي، وتصريحاتهم السمجة.

ولكن في المقابل وخلال المدة نفسها، سقط العشرات من اليمنيين، ضحايا بين شهداء وجرحى، بأسلحة مليشيا الحوثي، التي صعدت هجماتها في جبهات محافظات تعز ومأرب وحجة وصعدة، وآخرها جبهة شبوة خلال الأسبوع الماضي.

فمنذ مطلع يناير الجاري، صدت ألوية العمالقة هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية، على مواقع في محور بيحان غربي محافظة شبوة، في الوقت الذي تطلق المسيرات والصواريخ في العديد من المحافظات اليمنية، في حين تواصل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران التصعيد العسكري والتحشيد إلى مختلف جبهات القتال، وسط صمت دولي مريب.

وتستغل المليشيا الحوثية التصعيد الدولي ضد هجماتها في عرض البحر على السفن التجارية، والتعاطف الشعبي الواسع مع أبناء قطاع غزة الذين يواجهون حرب إبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتحشيد المقاتلين إلى جبهات مارب، والساحل الغربي، وشبوة، وتعز، والضالع، وصعدة، وحجة، بذريعة نصرة أبناء غزة، وهو التناقض الصارخ الذي تمارسه مليشيا الحوثي المرتهنة لإيران، بين تحدي الخارج، والتصعيد نحو الداخل، والذي يعكس مدى كذب ادعاءاتها في نصرة غزة، ومدى إرهابها ودمويتها تجاه الداخل اليمني، واستهتارها بحياة اليمنيين، ومضاعفة معاناتهم.

ومن جهة أخرى، فإن سلوكيات مليشيا الحوثي الإرهابية في المياه الإقليمية والدولية، بدأت تتكشف، ضمن أجندة إيرانية بحتة، كشفت عنها فلتات تصريحات قادة إيرانيين، كما إنها تبرهن بشكل قاطع على نهجها السياسي المعطل لكافة جهود السلام.

سلوكيات لا تغير حقيقة الحوثية

وبالنظر إلى سلوكيات مليشيا الحوثي، وربطها بما سبقها من أحداث، فإنها تؤكد على حقيقة المشروع الحوثي الذي أوغل في قتل اليمنيين منذ بداية ظهوره بحجة محاربة أمريكا، التي قصفت طائراتها وبوارجها مواقع تسيطر عليها المليشيا الحوثية المتمردة، بينما يرد الحوثي بقتل اليمنيين، وتوجيه البيانات والتصريحات نحو أمريكا.

ومنذ أول تمرد لهذه المليشيا العنصرية في خريف 2004، حيث ظهرت كحركة متمردة تقاتل الدولة، وتقتل المواطنين اليمنيين، وكل ذلك تحت ذريعة التخابر مع أجهزة الدولة، التي تتهمها بالعمالة لأمريكا، حتى أصبحت مليشيا الحوثي، تمثل أوضح دليل على العمالة والارتهان للمشروع الإيراني الفارسي، وتشن حروبها على المحافظات اليمنية وتجيد اختلاق المبررات للحروب وإشعالها، وتدمير المدن، وتفجير المباني والمنشآت، وزرع نحو مليون لغم في الأراضي اليمنية، ونحو عقد من الحروب الحوثية التي قتلت نصف مليون يمني بذريعة محاربة إسرائيل وأمريكا، التي يبدو أنه ليس لها وقود إلا أرواح اليمنيين الرافضين للمشروع الحوثي العنصري.
وفي حين كان اليمنيون يأملون أن تجنح العصابة الحوثية للسلام وتستجيب لجهود تحقيقه، وتوقعوا أن تبدي العصابة رغبة في السلام، وتتوقف عن التصعيد والحرب على اليمنيين، لا سيما مع الهجمات الأمريكية المتواصلة على صنعاء، إلا أن مليشيا الحوثي أصرت على قصف المدن اليمنية بالصواريخ الباليستية والمسيرات التي زودتها بها إيران، مثبتة أنها مشروع دمار بلبوس يحمل شعارات براقة، تخفي مشروعاً دموياً لليمنيين فقط.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10905
مارب.. وقفة تضامنية تطالب بسرعة إيقاف جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة

الإصلاح نت - مأرب

شهدت مدينة مأرب اليوم الجمعة، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وقطاع غزة خاصة.
وفي الوقفة أكد المحتشدون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من جرائم الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وندد المحتشدون بتلك الجرائم والدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في استمرار ارتكاب مجازر الابادة الجماعية.
وطالبوا بسرعة إيقاف الحرب الاسرائيلية الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني، وسرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة.
وندد المحتشدون بالصمت العربي والعالمي إزاء جرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة.
وأكد المشاركون في الوقفة باستمرار فعالياتهم التضامنية والداعمة للشعب الفلسطيني.


وردد المشاركون في الوقفة الهتافات المناصرة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني ،ورفعوا اللافتات المعبرة عن تضامنهم ، والمشيدة بصمود الشعب الفلسطيني.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10906
حروب الحوثيين.. حصاد سنوات الدم والنار

الإصلاح نت - خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10909

التكوين القتالي والإجرامي لمليشيا الحوثيين الإرهابية انعكس على سلوكها بشكل دائم، فمنذ ظهورها كمجموعة صغيرة في منطقة مران بمحافظة صعدة وحتى اليوم وهي تشعل الحرب تلو الحرب، ولأجل استمرار الحرب وسفك الدماء فقد نقضت كل العهود والمواثيق التي كانت طرفا فيها بغرض التهدئة، كما أنها ظلت ترفض كل المبادرات والجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف الحرب وتحقيق السلام.

لا تقتصر حروب مليشيا الحوثيين على الشعب اليمني بمختلف مكوناته فقط، وإنما تتحدى أيضا دول الجوار والقوى العظمى في العالم، وتهدد الجميع بالحرب في الداخل والخارج، ولو أنها تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة ومدمرة لخاضت حروب إبادة ضد الشعب اليمني ودول الجوار ولشكلت خطرا كبيرا على بعض دول العالم، فهي الآن تستعدي الجميع بالرغم من محدودية إمكانياتها العسكرية، لكن نهجها القائم على العنف والإجرام يجعلها غير مستعدة للتعايش مع الشعب اليمني ولا مع دول الجوار وبقية دول العالم.

ومن أبرز حروب مليشيا الحوثيين: حروب صعدة الست، والحروب مع القبائل اليمنية التي حاولت التصدي لها إثر محاولتها التوسع خارج محافظة صعدة والتقدم نحو العاصمة صنعاء تمهيدا للانقلاب على السلطة الشرعية، ثم الانقلاب وحروب محاولات التوسع بعد الانقلاب في بقية محافظات الجمهورية، وشن غارات على السعودية بعد تدخلها العسكري لمساندة السلطة الشرعية، وتهديد الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر خدمة لإيران ولكن تحت لافتة نصرة قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، فضلا عن حروب أخرى متفرقة واغتيالات وصراع أجنحة داخل المليشيا نفسها، وإذا كانت تلك المليشيا لا تتعايش مع نفسها، فكيف ستتعايش مع اليمنيين ومع دول الجوار والعالم أجمع؟!

- حروب صعدة الست

• الأولى: يونيو - سبتمبر 2004

اندلعت الجولة الأولى من حرب صعدة في 18 يونيو 2004 بين الجيش الرسمي ومليشيا الحوثيين بعد اتهام الحكومة لحسين الحوثي بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله اللبناني واستغلال المساجد للتحريض على الإرهاب.

وكانت محاولة إلقاء القبض على حسين الحوثي بمنزلة الشرارة الأولى التي أشعلت نيران الحرب التي استمرت شهرين و22 يوما، وكان مسرح العمليات يقتصر على عزلة مران وعدد من المناطق المجاورة لها في مديرية حيدان، وكانت رقعة المواجهات تمثل 15 في المئة من إجمالي مساحة محافظة صعدة

وكان من أبرز قيادات هذه الحرب من الجانب الحوثي حسين بدر الدين الحوثي وصديقه عبد الله عيضة الرزامي، وبلغت الخسائر البشرية من الطرفين 1300 قتيل بينهم 200 من المدنيين، وما يقارب من 1600 جريح بينهم 100 مدني، بالإضافة إلى نزوح 15 ألف مواطن من أبناء المحافظة، وتجاوزت الخسائر المادية للجولة الأولى من حرب صعدة 600 مليون دولار، وفقا لتقرير جهاز الأمن القومي اليمني.

توقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004، إثر إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي، وكانت تلك نهاية ما عرف بالحرب الأولى.

• الثانية: مارس - مايو 2005

اندلعت حرب صعدة الثانية في 19 مارس 2005، عقب مواجهة بين أفراد الجيش الرسمي ومليشيا الحوثيين في منطقة آل شافعة.

وكانت رقعة المواجهة في هذه الحرب قد شملت 20 في المئة من إجمالي مساحة محافظة صعدة، وشملت العمليات مناطق متعددة من مديرية الصفراء، نشور، ومنطقة آل سالم من مديرية كتاف، ومناطق مختلفة في مديرية سحار منها آل الصيفي وبني معاذ وأطراف من مديرية جُماعة.

وكان من أبرز القيادات الحوثية في هذه الجولة من الحرب عبد الله عيضة الرزامي، وبدر الدين الحوثي كرمز معنوي للقيادة، ويوسف المداني كأبرز القيادات الميدانية للمليشيا في منطقة آل سالم.

لم تتجاوز الحرب الثانية أكثر من نصف شهر، وبلغت الخسائر البشرية في الجيش والمدنيين 525 قتيلا وحوالي 2708 جرحى من القوات المسلحة والأمن العام والمتطوعين والمواطنين ممن ليست لهم علاقة بأطرافها، حسب تقرير لوزارة الداخلية، وبلغت الخسائر المادية خلال الحربين الأولى والثانية 525 مليار ريال يمني.

وفي مايو 2005، عرض رئيس البلاد حينها، علي عبد الله صالح، عفوا رئاسيا عن المتمردين شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، لكن الحوثيين رفضوا العرض واستمرت المناوشات بين الطرفين، وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا تلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدنيا وجرح 2708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر بـ270 مليون دولار.

• الثالثة: نوفمبر 2005 - يناير 2006

اندلعت حرب صعدة الثالثة إثر نصب مليشيا الحوثيين كمينا بمنطقة الخفجي القريبة من مدينة صعدة، وتتبع قبائل ولد مسعود بمديرية سحار، واستهدفَ مسلحون في الكمين ثلاث سيارات عسكرية، مما تسبب بمقتل خمسة أشخاص ممن كانوا على متنها، وإصابة 13 آخرين، صباح 28 نوفمبر 2005.