جددت تضامن الإصلاح والشعب مع فلسطين..
طلابية الاصلاح بساحل حضرموت تقيم ندوة سياسية «الإصلاح مسيرة نضال»
الإصلاح نت - المكلا
نظمت دائرة الطلاب في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بساحل حضرموت، مساء أمس الاثنين ندوة سياسية، بمدينة المكلا، بمناسبة أعياد الثورة الوطنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والذكرى الـ 33 لتأسيس الحزب، بعنوان "الإصلاح مسيرة نضال" وتضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني.
وتطرق في محور الندوة الاول عضو هيئة الشورى المحلية للإصلاح بمحافظة حضرموت، عبدالله ربيع بودويله، إلى بدايات تأسيس الإصلاح في الوطن والمحافظة ومراحل النشأة وأبرز الأحداث والوقائع التي شهدتها مسيرة الإصلاح إضافة إلى أبرز القيادات الحزبية التي كان لها الفضل في بذر النواة الأولى للعمل الإصلاحي في المحافظة.
وأكد بودويله إن الحزب يولي اهتمامه بقطاع الطلاب، موضحاً إن إصلاح حضرموت شهد نقله نوعية نتيجة التوسع الكبير والانتشار المتسارع في مختلف مديريات المحافظة حتى تمكن من غرس المفاهيم الوطنية التي يتبنى الإصلاح تعزيزها في المجتمع، ما أسهم في جعله أحد الأحزاب المهمة وذات الثقل الإجتماعي والسياسي في المحافظة وأصبح لاعبا أساسيا في العملية السياسية.
وحيّا بودويله صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للعدو في معركة طوفان الأقصى، مستنكراً الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق هذا الشعب الأبيّ، موضحاً أن الإصلاح والشعب اليمني سيظل دائماً مسانداً للقضية الفلسطينية ومدافعاً عن حق أبنائها.
وأكد أنه على الرغم من كل ذلك، نحن على ثقة أن الشعب الفلسطيني البطل سينتصر، وسيندحر العدوان كما حصل في الانتصار العظيم عام 1973. بدوره تحدث رئيس الدائرة السياسية بإصلاح ساحل حضرموت الأستاذ أحمد المرشدي، عن النظام الأساسي والتأسيس للإصلاح، مؤكدا أن الإصلاح منذ نشأته حدد مسيرته وأعلن موقفة وانحيازه للدولة ورفضه للمليشيات مهما اختلفت مسمياتها منوها أن هذا جعل الإصلاح أحد أهم روافع العمل السياسي في البلاد.
وأضاف المرشدي أن الإصلاح قدم الكثير من التضحيات الجسيمة دفاعا عن مشروعية الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الوطن من التمزق والتشتت وحفظ سيادة البلد حتى أصبح هدفا لأصحاب المشاريع التخريبية الداخلية والخارجية.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10751
طلابية الاصلاح بساحل حضرموت تقيم ندوة سياسية «الإصلاح مسيرة نضال»
الإصلاح نت - المكلا
نظمت دائرة الطلاب في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بساحل حضرموت، مساء أمس الاثنين ندوة سياسية، بمدينة المكلا، بمناسبة أعياد الثورة الوطنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والذكرى الـ 33 لتأسيس الحزب، بعنوان "الإصلاح مسيرة نضال" وتضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني.
وتطرق في محور الندوة الاول عضو هيئة الشورى المحلية للإصلاح بمحافظة حضرموت، عبدالله ربيع بودويله، إلى بدايات تأسيس الإصلاح في الوطن والمحافظة ومراحل النشأة وأبرز الأحداث والوقائع التي شهدتها مسيرة الإصلاح إضافة إلى أبرز القيادات الحزبية التي كان لها الفضل في بذر النواة الأولى للعمل الإصلاحي في المحافظة.
وأكد بودويله إن الحزب يولي اهتمامه بقطاع الطلاب، موضحاً إن إصلاح حضرموت شهد نقله نوعية نتيجة التوسع الكبير والانتشار المتسارع في مختلف مديريات المحافظة حتى تمكن من غرس المفاهيم الوطنية التي يتبنى الإصلاح تعزيزها في المجتمع، ما أسهم في جعله أحد الأحزاب المهمة وذات الثقل الإجتماعي والسياسي في المحافظة وأصبح لاعبا أساسيا في العملية السياسية.
وحيّا بودويله صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للعدو في معركة طوفان الأقصى، مستنكراً الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق هذا الشعب الأبيّ، موضحاً أن الإصلاح والشعب اليمني سيظل دائماً مسانداً للقضية الفلسطينية ومدافعاً عن حق أبنائها.
وأكد أنه على الرغم من كل ذلك، نحن على ثقة أن الشعب الفلسطيني البطل سينتصر، وسيندحر العدوان كما حصل في الانتصار العظيم عام 1973. بدوره تحدث رئيس الدائرة السياسية بإصلاح ساحل حضرموت الأستاذ أحمد المرشدي، عن النظام الأساسي والتأسيس للإصلاح، مؤكدا أن الإصلاح منذ نشأته حدد مسيرته وأعلن موقفة وانحيازه للدولة ورفضه للمليشيات مهما اختلفت مسمياتها منوها أن هذا جعل الإصلاح أحد أهم روافع العمل السياسي في البلاد.
وأضاف المرشدي أن الإصلاح قدم الكثير من التضحيات الجسيمة دفاعا عن مشروعية الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الوطن من التمزق والتشتت وحفظ سيادة البلد حتى أصبح هدفا لأصحاب المشاريع التخريبية الداخلية والخارجية.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10751
alislah-ye.net
طلابية الاصلاح بساحل حضرموت تقيم ندوة سياسية «الإصلاح مسيرة نضال»
- جددت تضامن الإصلاح والشعب مع فلسطين.. طلابية الاصلاح بساحل حضرموت تقيم ندوة سياسية «الإصلاح مسيرة نضال»
اعلامية الإصلاح بحجة تنظم لقاءً موسعًا لإعلاميات وناشطات المحافظة
الاصلاح نت - مأرب
نظمت الدائرة الاعلامية في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة ، اليوم الثلاثاء ، اللقاء الموسع للناشطات والإعلاميات بالمحافظة، تزامنا مع الاحتفالات الوطنية، 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.
وركز اللقاء الذي ضم خمسين ناشطة واعلامية، على أهمية الإعلام الجديد، في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، وكذا دور المشاركات في تعزيز الرؤى الوطنية في الوسط النسائي، وكذا كيفية مواجهة آلة التضليل الحوثية وصد تلك الأكاذيب بالحقائق وفضحها بالمصداقية، لتبديد زيفها وإبراز كل ما من شأنه دعم الرؤى والنهج الوطني الجامع.
وفي اللقاء أشارتا كل من، فيروز الغزي، وتهاني العوامي، عضوتا دائرة المرأة في إصلاح المحافظة، إلى أهمية الارتقاء بأداء الناشطات والاعلاميات بما يمكنهن من أداء مهامهن، وثمنتا الدور الذي قامت به الناشطات والاعلاميات خلال الفترة الماضية.
مشيرتان إلى دور المرأة اليمنية المحوري في معركة مواجهة تمرد مليشيات الحوثي الارهابية، ومن أبرز تلك الأدوار الجانب التوعوي والإعلامي الذي يأتي هذا اللقاء ضمن توجهات دائرة الإعلام والمرأة لتقييم الأداء وتصويبه للمرحلة القادمة.
وفي ختام اللقاء تم تكريم المشاركات بشهادات تقديرية، نظير جهودهن المبذولة خلال المرحلة الماضية.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10752
الاصلاح نت - مأرب
نظمت الدائرة الاعلامية في المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة ، اليوم الثلاثاء ، اللقاء الموسع للناشطات والإعلاميات بالمحافظة، تزامنا مع الاحتفالات الوطنية، 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.
وركز اللقاء الذي ضم خمسين ناشطة واعلامية، على أهمية الإعلام الجديد، في الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، وكذا دور المشاركات في تعزيز الرؤى الوطنية في الوسط النسائي، وكذا كيفية مواجهة آلة التضليل الحوثية وصد تلك الأكاذيب بالحقائق وفضحها بالمصداقية، لتبديد زيفها وإبراز كل ما من شأنه دعم الرؤى والنهج الوطني الجامع.
وفي اللقاء أشارتا كل من، فيروز الغزي، وتهاني العوامي، عضوتا دائرة المرأة في إصلاح المحافظة، إلى أهمية الارتقاء بأداء الناشطات والاعلاميات بما يمكنهن من أداء مهامهن، وثمنتا الدور الذي قامت به الناشطات والاعلاميات خلال الفترة الماضية.
مشيرتان إلى دور المرأة اليمنية المحوري في معركة مواجهة تمرد مليشيات الحوثي الارهابية، ومن أبرز تلك الأدوار الجانب التوعوي والإعلامي الذي يأتي هذا اللقاء ضمن توجهات دائرة الإعلام والمرأة لتقييم الأداء وتصويبه للمرحلة القادمة.
وفي ختام اللقاء تم تكريم المشاركات بشهادات تقديرية، نظير جهودهن المبذولة خلال المرحلة الماضية.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10752
alislah-ye.net
اعلامية الإصلاح بحجة تنظم لقاءً موسعًا لإعلاميات وناشطات المحافظة
- اعلامية الإصلاح بحجة تنظم لقاءً موسعًا لإعلاميات وناشطات المحافظة
الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية)
(الحلقة الثانية: القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها)
الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
بما أن الوظيفة الاجتماعية للإسلام هي "استقامة فكر وثقافة الاجتماع"، فإن الطريق إلى استقامة الاجتماع هي "القيم الخلقية"، أي ربط القيم الخلقية بمقاصدها السننية الناظمة والحاكمة للاجتماع، ومن هنا يتضح لنا مفهوم الثقافة الإسلامية أنه استقامة فكر وثقافة الاجتماع.
القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها:
أولا، عقلنة الأخلاق ونتائجها:
انطلاقا من المفهوم السنني الشائع "بضدها تتمايزُ الأشياء"، نود التذكير السريع حول عقلنة الأخلاق وصاحبها الفيلسوف الفرنسي دور كايم، وهذه الفكرة لا صلة لها بالفلسفة مطلقا، ذلك أن الفلسفة معناها "الحكمة"، أي مقاصد وأهداف المفاهيم والتصرفات، وبالتالي فإن مقولة "عقلنة الأخلاق" قد حملت مقتلها، لأنها تعني الفصل بين الأخلاق والدين، كما تعني فصل الأخلاق عن الفطرة المركوزة في وجدان وعقل الإنسان، وهنا تحول الإنسان إلى قشرة جوفاء فاقدا للمعنى ومقاصد المثل العليا، وقصة الفيلسوف "كانط" رائد الفلسفة الحديثة بلا نزاع والذي اشتهر عنه فلسفة التزامه بالقيم -قول الصدق مطلقا- أيا كانت النتيجة، ولم يستمع لرأي زملائه أن فكرته تفتقر للاتساق المتكامل نظريا وواقعيا، وبعد أيام حضر إليه زملاؤه وسألوه: "ماذا لو جاء إليك ثلاثة أطفال يطلبون الحماية من سفاح يحمل بيده سكينا يريد قتلهم؟ أجاب: سأفتح لهم الباب ليختبئوا. فسألوه: ماذا لو أن السفاح وصل يدق الباب وسألك: أين الأطفال؟ أجاب "كانط": سأقول له مختبئين تحت السرير. سألوه: أين إنسانيتك؟ أجاب: لا شأن لي، المهم أقول الصدق.
وهكذا تبخرت دعوى "عقلنة الأخلاق" في لحظتها، وعليه لا غرابة إذا قرأنا تاريخ سحق عشرات الملايين من البشر في حربين فقط، وما يحصل لشعب فلسطين طيلة 75 عاما، فضلا عن اللهاث وسعار الجحيم للاستيلاء على ثروات العالم من خلال إحصائية في كتاب "فخ العولمة" أن نسبة 80% من الأموال والذهب يمتلكها 358 شخصا، في حين أن نسبة 20% موزعة بين 8 مليارات نسمة.
من خلال ما سبق، لا ريب أن القارئ قد اتضحت لديه الرؤية تجاه كارثة العقلنة المادية للأخلاق.
ثانيا، أسس القيم الخلقية:
قال تعالى: "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله خير أمّن اسّس بنيانه على شفا جرفٍ هار فانهار به في نار جهنم" (التوبة).
- هذا النص المجيد يقرر الأسس التي تستند إليها القيم الخلقية أنه "مفهوم التقوى"، ومفهوم التقوى، باختصار، يحمل دلالة مفهومية في غاية الأهمية، إنها دلالة "استحضار" عظمة الله في كل لحظة.. خاطرة ذهنية أو تصرف يسيء إلى الإنسان أو الحيوان أو الطبيعة.
من جهة ثانية، نجد أدلة القرآن المجيد صريحة قطعية التأصيل والربط بين القيم الكونية والقيم الخلقية وسنن الاجتماع وبين ركني الإيمان بالله واليوم الآخر، والقرآن زاخر بالأمثلة نأخذ بعضها مقتصرين على إيراد الشاهد، قال تعالى: "أرأيت الذي يكذب بالدين • فذلك الذي يدع اليتيم • ولا يحض على طعام المسكين".
تلا ذلك وعيد "فويل للمصلين" الذين هم يراؤون، ويمنعون الماعون" أي يبخلون بإعارة وعاء لجيرانهم ينتفعوا به، فحرمان اليتيم وعدم الحض -انتبه- الحض على إطعام المسكين وكذلك منع إعارة الفائدة، كلها قيم خلقية ربطها القرآن بالعقيدة وخلق الإخلاص، مقررا أن منع إعارة الوعاء دليل على غياب مقاصد التدين - مراقبة الله.. وهنا تكمن عظمة القيم الخلقية في الإسلام، فهي مرتبطة بالإيمان والتقوى، ومرتبطة باستحضار أهداف ومقاصد التشريع، وهذا يعني دخول العقل، فهو الذي يتوصل إلى تحقيق الهدف من عدمه من جهة، والتماهي بين الإيمان والوجدان والعقل وتحقيق أهداف ومقاصد التشريع - السنن الحاكمة للاجتماع في آن، ومن نافلة القول أن نتساءل: أي الأفضل اعتماد ربط الأخلاق بالعقل، على افتراض أن العقل يعتبر علما، أم ربط الأخلاق بأكثر من جهة: إيمان، وعقل، وفوائد... إلخ؟
مقاصد الشعائر التعبدية:
اقتضت حكمة الله التشريعية أن تكون تزكية النفس البشرية إحدى وظائف الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" (الجمعة، 2).
والتزكية هي عمل الصالحات، ونجد أن عمل الصالحات مقترن بالإيمان في نصوص كثيرة: "الذين آمنوا وعملوا الصالحات".
مقاصد الشعائر التعبدية: تزكية الروح والوجدان والعقل والسمع والبصر والفؤاد واستقامة السلوك والتصرفات، وهي برهان على صدق الإيمان، وفي نفس الوقت هي طرق وإجراءات عملية، تربية عملية، ترسيخا للأخلاق، وصقلا لها، وتحريكا للعقل تجاه تحقيق مقاصد التزكية التعبدية، وفوق ذلك تتحقق ثلاثة مقاصد عظيمة هي: استقامة فكر وثقافة الفرد، واستقامة فكر وثقافة المجموع - الاجتماع، وتتحقق منظومة السنن الحاكمة للاجتماع، ابتداء من التعارف، والقيام
(الحلقة الثانية: القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها)
الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
بما أن الوظيفة الاجتماعية للإسلام هي "استقامة فكر وثقافة الاجتماع"، فإن الطريق إلى استقامة الاجتماع هي "القيم الخلقية"، أي ربط القيم الخلقية بمقاصدها السننية الناظمة والحاكمة للاجتماع، ومن هنا يتضح لنا مفهوم الثقافة الإسلامية أنه استقامة فكر وثقافة الاجتماع.
القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها:
أولا، عقلنة الأخلاق ونتائجها:
انطلاقا من المفهوم السنني الشائع "بضدها تتمايزُ الأشياء"، نود التذكير السريع حول عقلنة الأخلاق وصاحبها الفيلسوف الفرنسي دور كايم، وهذه الفكرة لا صلة لها بالفلسفة مطلقا، ذلك أن الفلسفة معناها "الحكمة"، أي مقاصد وأهداف المفاهيم والتصرفات، وبالتالي فإن مقولة "عقلنة الأخلاق" قد حملت مقتلها، لأنها تعني الفصل بين الأخلاق والدين، كما تعني فصل الأخلاق عن الفطرة المركوزة في وجدان وعقل الإنسان، وهنا تحول الإنسان إلى قشرة جوفاء فاقدا للمعنى ومقاصد المثل العليا، وقصة الفيلسوف "كانط" رائد الفلسفة الحديثة بلا نزاع والذي اشتهر عنه فلسفة التزامه بالقيم -قول الصدق مطلقا- أيا كانت النتيجة، ولم يستمع لرأي زملائه أن فكرته تفتقر للاتساق المتكامل نظريا وواقعيا، وبعد أيام حضر إليه زملاؤه وسألوه: "ماذا لو جاء إليك ثلاثة أطفال يطلبون الحماية من سفاح يحمل بيده سكينا يريد قتلهم؟ أجاب: سأفتح لهم الباب ليختبئوا. فسألوه: ماذا لو أن السفاح وصل يدق الباب وسألك: أين الأطفال؟ أجاب "كانط": سأقول له مختبئين تحت السرير. سألوه: أين إنسانيتك؟ أجاب: لا شأن لي، المهم أقول الصدق.
وهكذا تبخرت دعوى "عقلنة الأخلاق" في لحظتها، وعليه لا غرابة إذا قرأنا تاريخ سحق عشرات الملايين من البشر في حربين فقط، وما يحصل لشعب فلسطين طيلة 75 عاما، فضلا عن اللهاث وسعار الجحيم للاستيلاء على ثروات العالم من خلال إحصائية في كتاب "فخ العولمة" أن نسبة 80% من الأموال والذهب يمتلكها 358 شخصا، في حين أن نسبة 20% موزعة بين 8 مليارات نسمة.
من خلال ما سبق، لا ريب أن القارئ قد اتضحت لديه الرؤية تجاه كارثة العقلنة المادية للأخلاق.
ثانيا، أسس القيم الخلقية:
قال تعالى: "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله خير أمّن اسّس بنيانه على شفا جرفٍ هار فانهار به في نار جهنم" (التوبة).
- هذا النص المجيد يقرر الأسس التي تستند إليها القيم الخلقية أنه "مفهوم التقوى"، ومفهوم التقوى، باختصار، يحمل دلالة مفهومية في غاية الأهمية، إنها دلالة "استحضار" عظمة الله في كل لحظة.. خاطرة ذهنية أو تصرف يسيء إلى الإنسان أو الحيوان أو الطبيعة.
من جهة ثانية، نجد أدلة القرآن المجيد صريحة قطعية التأصيل والربط بين القيم الكونية والقيم الخلقية وسنن الاجتماع وبين ركني الإيمان بالله واليوم الآخر، والقرآن زاخر بالأمثلة نأخذ بعضها مقتصرين على إيراد الشاهد، قال تعالى: "أرأيت الذي يكذب بالدين • فذلك الذي يدع اليتيم • ولا يحض على طعام المسكين".
تلا ذلك وعيد "فويل للمصلين" الذين هم يراؤون، ويمنعون الماعون" أي يبخلون بإعارة وعاء لجيرانهم ينتفعوا به، فحرمان اليتيم وعدم الحض -انتبه- الحض على إطعام المسكين وكذلك منع إعارة الفائدة، كلها قيم خلقية ربطها القرآن بالعقيدة وخلق الإخلاص، مقررا أن منع إعارة الوعاء دليل على غياب مقاصد التدين - مراقبة الله.. وهنا تكمن عظمة القيم الخلقية في الإسلام، فهي مرتبطة بالإيمان والتقوى، ومرتبطة باستحضار أهداف ومقاصد التشريع، وهذا يعني دخول العقل، فهو الذي يتوصل إلى تحقيق الهدف من عدمه من جهة، والتماهي بين الإيمان والوجدان والعقل وتحقيق أهداف ومقاصد التشريع - السنن الحاكمة للاجتماع في آن، ومن نافلة القول أن نتساءل: أي الأفضل اعتماد ربط الأخلاق بالعقل، على افتراض أن العقل يعتبر علما، أم ربط الأخلاق بأكثر من جهة: إيمان، وعقل، وفوائد... إلخ؟
مقاصد الشعائر التعبدية:
اقتضت حكمة الله التشريعية أن تكون تزكية النفس البشرية إحدى وظائف الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة" (الجمعة، 2).
والتزكية هي عمل الصالحات، ونجد أن عمل الصالحات مقترن بالإيمان في نصوص كثيرة: "الذين آمنوا وعملوا الصالحات".
مقاصد الشعائر التعبدية: تزكية الروح والوجدان والعقل والسمع والبصر والفؤاد واستقامة السلوك والتصرفات، وهي برهان على صدق الإيمان، وفي نفس الوقت هي طرق وإجراءات عملية، تربية عملية، ترسيخا للأخلاق، وصقلا لها، وتحريكا للعقل تجاه تحقيق مقاصد التزكية التعبدية، وفوق ذلك تتحقق ثلاثة مقاصد عظيمة هي: استقامة فكر وثقافة الفرد، واستقامة فكر وثقافة المجموع - الاجتماع، وتتحقق منظومة السنن الحاكمة للاجتماع، ابتداء من التعارف، والقيام
بالقسط، وقدسية كرامة الإنسان وحريته، ويتجه المجتمع إلى إقامة مبدأ العدل، والصدق، والأخوة، والتكافل، ورفض الظلم والاستبداد والطغيان، ويحضر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... إلخ القيم، بل ويسعى المجتمع إلى اجتراح وسائل ذات فاعلية لحماية مقاصد التشريع وسنن الاجتماع، والنتيجة العامة أن القيم الخلقية تصبح ثقافة مجتمعية راسخة - صادرة عن وازع ذاتي ووازع اجتماعي، ونادرا ما يلجأ المجتمع إلى الوازع الشرعي - المحاكم القانونية.
ثالثا، مكانة القيم الخلقية:
القيم الخلقية تنمي الشعور بالمسؤولية لدى الفرد والمجموع بدافع رغبة الطاعة لله وانقيادا لتوجيهاته الهادية إلى الرشد، وهي رغبة صادرة عن الفطرة السليمة والعقل المسدد بمقاصد الشرع الهادية إلى سنن الله في الاجتماع، ذلك أن المسلم يعتقد في أعماقه أنه ينفذ عهد الله وميثاقه "قيمة الأمانة"، وعن هذه القيمة المركوزة في الفطرة تنشأ "قيمة المسؤولية"، والدليل هو قوله تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (الإسراء).
الجدير ذكره أن هذا النص المكثف ورد في سياق مقطع قرآني تضمن 17 آية في سورة الإسراء ابتدأ بركن الإيمان بالله، قال تعالى: "وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إياه" (الآية 22)، وانتهى بركني الإيمان بالله واليوم الآخر: "ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة فلا تجعل مع الله إلٰها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا" (الإسراء، 39).
ويلاحظ القارئ أن المقطع قد نظم جميع القيم في المقطع في إطار مصطلح واحد هو "الحكمة"، والمقصود بالحكمة: مقاصد التشريع - منظومة السنن الحاكمة للاجتماع في هذا المقطع وغيره.
- القيم الخلقية = إعجاز القرآن:
فيلسوف القرآن الفقيه المفكر أ. د. محمد عبد الله دراز، رحمه الله، قدم أطروحته لنيل درجة دكتوراه في جامعة السوربون عام 1948 بعنوان: دستور الأخلاق في القرآن.. وقد حشد قرابة 1000 آية في أطروحته، ومما قاله بإعجاب بالغ: إن حقيقة إعجاز القرآن هي منظومة القيم الخلقية - معجزة القرآن الخالدة بلا نزاع.
وقد ناقش هذه الأطروحة ستة فلاسفة يهود فرنسيين، وفي نهاية النقاش قالوا للباحث: أتريدنا ندخل الإسلام بالقوة؟ والمقصود هنا قوة حِجاج الباحث الذي حلق عاليا في لغته وعناوينه، غير أن فيلسوفا آخر كان في القاعة رفع صوته قائلا للجنة: أمّا أنا فإني أعلن إسلامي، تسليما بأن الأخلاق في القرآن هي معجزة القرآن.
- ابن خلدون، رحمه الله، يقول في مقدمته: "إذا فسد الإنسان في قدرته على الأخلاق فقد فسدت إنسانيته وصار مِسخاً على الحقيقة".
- ويقول الراغب الأصفهاني: "تتحقق إنسانية الإنسان بقدر التزامه بما خلق له" (تفصيل النشأتين، ص 69)، ويقصد أن الإنسان خلق لغاية العبادة - التوحيد... إلخ القيم.
- وائل حلّاق، فيلسوف مسيحي فلسطيني وأستاذ ثقافة الشرق الإسلامي في جامعة كولومبيا، لديه عدد من الكتب حول الفقه الإسلامي وأصوله ويسميهما الشريعة، وقد انتقد الحداثة الغربية.. مسح بها البلاط كما يقال.. ومما قرره في مجال القيم الخلقية قائلا: "الأخلاق قلعة داخلية"، أي هي الإيمان والقلعة حامية ما حولها - كرامة الفرد والمجموع والطبيعة.
القرآن يؤيّد العقل الفطري:
في سورة "الطور" مقطع مكوّن من 13 آية، بدأ من الآية 30 - 43: "أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون".. والشاهد في هذا المقام قوله سبحانه: "أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون" (32).. والمقصود بالأحلام هنا "العقول".. العقل الفطري السليم.. فالله هنا يحاكمهم إليه، بل فوق ذلك قرر أن تركهم للعقل الفطري دليل على طغيانهم اتباعا للآبائية التي تواصوا بها قائلا: "أتواصوا به بل هم قوم طاغون" (الذاريات، 53).
الجدير ذكره أن غالبية القيم الكونية والخلقية والحضارية قد تضمنها القرآن المكي في 84 سورة حتى تشربها الصحابة بقوة في العهد المكي أسسا ومكانة ومقاصد.
وهذا يعني أن مقاصد القرآن وأهداف التربية النبوية كان لدى الجميع في غاية الوضوح، والدليل هو جواب الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه على سؤال قائد الفرس رستم: ما الذي جاء بكم معاشر العرب إلينا؟
أجاب ربعي بن عامر: "جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
هكذا مزج مقاصد الرسالة - التوحيد بالقيم والمصالح في الدارين.. ولنا عودة لاحقا حول دلالات هذا المزج العجيب.
رابعا، مقاصد القيم الخلقية:
لا شك أن التداخل حاصل بقوة بين أسس الأخلاق ومكانتها ومقاصدها، لكنني سأتحدث عن أبرز وأهم مقاصد القيم الخلقية فيما يلي:
ثالثا، مكانة القيم الخلقية:
القيم الخلقية تنمي الشعور بالمسؤولية لدى الفرد والمجموع بدافع رغبة الطاعة لله وانقيادا لتوجيهاته الهادية إلى الرشد، وهي رغبة صادرة عن الفطرة السليمة والعقل المسدد بمقاصد الشرع الهادية إلى سنن الله في الاجتماع، ذلك أن المسلم يعتقد في أعماقه أنه ينفذ عهد الله وميثاقه "قيمة الأمانة"، وعن هذه القيمة المركوزة في الفطرة تنشأ "قيمة المسؤولية"، والدليل هو قوله تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (الإسراء).
الجدير ذكره أن هذا النص المكثف ورد في سياق مقطع قرآني تضمن 17 آية في سورة الإسراء ابتدأ بركن الإيمان بالله، قال تعالى: "وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إياه" (الآية 22)، وانتهى بركني الإيمان بالله واليوم الآخر: "ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة فلا تجعل مع الله إلٰها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا" (الإسراء، 39).
ويلاحظ القارئ أن المقطع قد نظم جميع القيم في المقطع في إطار مصطلح واحد هو "الحكمة"، والمقصود بالحكمة: مقاصد التشريع - منظومة السنن الحاكمة للاجتماع في هذا المقطع وغيره.
- القيم الخلقية = إعجاز القرآن:
فيلسوف القرآن الفقيه المفكر أ. د. محمد عبد الله دراز، رحمه الله، قدم أطروحته لنيل درجة دكتوراه في جامعة السوربون عام 1948 بعنوان: دستور الأخلاق في القرآن.. وقد حشد قرابة 1000 آية في أطروحته، ومما قاله بإعجاب بالغ: إن حقيقة إعجاز القرآن هي منظومة القيم الخلقية - معجزة القرآن الخالدة بلا نزاع.
وقد ناقش هذه الأطروحة ستة فلاسفة يهود فرنسيين، وفي نهاية النقاش قالوا للباحث: أتريدنا ندخل الإسلام بالقوة؟ والمقصود هنا قوة حِجاج الباحث الذي حلق عاليا في لغته وعناوينه، غير أن فيلسوفا آخر كان في القاعة رفع صوته قائلا للجنة: أمّا أنا فإني أعلن إسلامي، تسليما بأن الأخلاق في القرآن هي معجزة القرآن.
- ابن خلدون، رحمه الله، يقول في مقدمته: "إذا فسد الإنسان في قدرته على الأخلاق فقد فسدت إنسانيته وصار مِسخاً على الحقيقة".
- ويقول الراغب الأصفهاني: "تتحقق إنسانية الإنسان بقدر التزامه بما خلق له" (تفصيل النشأتين، ص 69)، ويقصد أن الإنسان خلق لغاية العبادة - التوحيد... إلخ القيم.
- وائل حلّاق، فيلسوف مسيحي فلسطيني وأستاذ ثقافة الشرق الإسلامي في جامعة كولومبيا، لديه عدد من الكتب حول الفقه الإسلامي وأصوله ويسميهما الشريعة، وقد انتقد الحداثة الغربية.. مسح بها البلاط كما يقال.. ومما قرره في مجال القيم الخلقية قائلا: "الأخلاق قلعة داخلية"، أي هي الإيمان والقلعة حامية ما حولها - كرامة الفرد والمجموع والطبيعة.
القرآن يؤيّد العقل الفطري:
في سورة "الطور" مقطع مكوّن من 13 آية، بدأ من الآية 30 - 43: "أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون".. والشاهد في هذا المقام قوله سبحانه: "أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون" (32).. والمقصود بالأحلام هنا "العقول".. العقل الفطري السليم.. فالله هنا يحاكمهم إليه، بل فوق ذلك قرر أن تركهم للعقل الفطري دليل على طغيانهم اتباعا للآبائية التي تواصوا بها قائلا: "أتواصوا به بل هم قوم طاغون" (الذاريات، 53).
الجدير ذكره أن غالبية القيم الكونية والخلقية والحضارية قد تضمنها القرآن المكي في 84 سورة حتى تشربها الصحابة بقوة في العهد المكي أسسا ومكانة ومقاصد.
وهذا يعني أن مقاصد القرآن وأهداف التربية النبوية كان لدى الجميع في غاية الوضوح، والدليل هو جواب الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه على سؤال قائد الفرس رستم: ما الذي جاء بكم معاشر العرب إلينا؟
أجاب ربعي بن عامر: "جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
هكذا مزج مقاصد الرسالة - التوحيد بالقيم والمصالح في الدارين.. ولنا عودة لاحقا حول دلالات هذا المزج العجيب.
رابعا، مقاصد القيم الخلقية:
لا شك أن التداخل حاصل بقوة بين أسس الأخلاق ومكانتها ومقاصدها، لكنني سأتحدث عن أبرز وأهم مقاصد القيم الخلقية فيما يلي:
- إخلاص العبودية لله، وتقديم الدليل والبرهان على صحة الإيمان، واستحضار عظمة الله، وتقويم الأخلاق وتهذيبها بقناعة وخضوع وجداني وعقلي، وتجديد العهد والميثاق المتمثل في قيمة الأمانة، وتحقيق استقامة فكر وثقافة الاجتماع الإنساني، وتنمية الشعور بالمسؤولية الذاتية، وترسيخ خلق التعارف والتعايش، وتنمية الوعي الثقافي السنني، وتنمية الوعي بأهمية تحقيق مقاصد الأعمال والتصرفات، وترسيخ ملكة النقد، وتنمية روح التكافل والإنفاق على الأقارب والجيران، بل إن القرآن في نص واحد أمر بعبادة الله وعدم الإشراك به سبحانه، ثم أمر بالإحسان، وهو أعلى أنواع القيم الخلقية والتعبدية.. نعم أمر الله في هذا النص بالإحسان إلى 13 نوعا من البشر - الوالدان، وذوو القربى، واليتامى، والمساكين، والجار القريب، والجار الأجنبي، والصاحب في السفر، والصاحب في العمل، وابن السبيل، وملك اليمين.
ومن مقاصد القيم الخلقية تنمية روح الإرادة والعصمة من نزق الأهواء، والعصمة من الانسلاخ والسقوط في القيم الكلبية والتي لم يصمد أمامها غزارة العلم والمعرفة نظرا لغياب خُلق "استحضار عظمة الله" واللهاث وراء هوى النفس فأخلد إلى الأرض بحثا عن الأشياء فضيع المبادئ، قال تعالى: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين"، إلى قوله: "ولكنه أخلد إلى الأرض فمثله كمثل الكلب" (الأعراف، 175 - 176).
ومن المقاصد تحويل القيم إلى آليات تحميع المجتمع، ومنها صناعة ملكة التنبؤ بمستقبل المجتمع سلبا أو إيجابا.
ومن المقاصد استمداد سنن العون والتأييد من الله، والأدلة كثيرة، منها قوله تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله".. وقال: "إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا".. "واستعينوا بالصبر والصلاة".
وفوق ذلك كله تحقيق شمولية عبادة الله وتحقيق الأمن المجتمعي، قال تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (الأنعام).
خامسا، ثمار الوعي بمقاصد التشريع:
ذكرنا أعلاه إجابة الصحابي الجليل رضي الله عنه ردا على سؤال رستم، ووعدنا بالعودة إلى القصة، والجديد في هذا المقام هو الإشارة السريعة إلى آثار الوعي بمقاصد التشريع وأهداف الرسالة الخالدة يكون له ثمار عجيبة نشير إلى أهمها وهي الخصوبة الفكرية والثقافية، وهذه الخصوبة يتولد عنها ثقافة سياسية راشدة - حكم رشيد.. ذلك أن الفكر الناضج سياسيا يستطيع اجتراح الحلول الحكيمة لأن الحكمة السننية واضحة شاخصة في ذهنه، وبالتالي يتجاوز المعوقات ويتغلب عليها بحُنْكةٍ وسهولة ويسر، ومن يتأمل موقف الصحابة الفاتحين لفارس والروم يتملكه العجب إزاء استيعابهم وتعاطيهم مع ثقافة تلك المجتمعات، علما أن غالبية تلك المجتمعات اعتنقوا الإسلام بعد عقود اقتناعا ذاتيا، وأعجب من ذلك أن المكتبات الإسلامية والمتاحف زاخرة بالأحكام الصادرة عن المحاكم الإسلامية بين أناس ينتمون إلى اليهود أو النصارى، أو غيرهم، وهي أحكام متعلقة بالمعاملات بل وفي النفقات والحضانة الأسرية.. مكتبة إسطنبول نموذجا، حيث يوجد فيها 130 ألف حكم من مختلف المحاكم صادرة خلال فترة 3 عقود فقط، وقد شهد بهذا مستشرقون، علما أنهم يحملون جبالا من الحقد والخصومة للإسلام ورسول الإسلام.
الخلاصة، العلم بمقاصد الأخلاق وإقامتها على أسس الإيمان والتقوى والثقافة المعرفية بالعلاقة بين الأخلاق ومنظومة السنن الحاكمة للاجتماع والعلم بمقاصد التشريع، وأهداف الرسالة ينضج الفكر والثقافة وبه يستقيم المجتمع.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10753
ومن مقاصد القيم الخلقية تنمية روح الإرادة والعصمة من نزق الأهواء، والعصمة من الانسلاخ والسقوط في القيم الكلبية والتي لم يصمد أمامها غزارة العلم والمعرفة نظرا لغياب خُلق "استحضار عظمة الله" واللهاث وراء هوى النفس فأخلد إلى الأرض بحثا عن الأشياء فضيع المبادئ، قال تعالى: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين"، إلى قوله: "ولكنه أخلد إلى الأرض فمثله كمثل الكلب" (الأعراف، 175 - 176).
ومن المقاصد تحويل القيم إلى آليات تحميع المجتمع، ومنها صناعة ملكة التنبؤ بمستقبل المجتمع سلبا أو إيجابا.
ومن المقاصد استمداد سنن العون والتأييد من الله، والأدلة كثيرة، منها قوله تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله".. وقال: "إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا".. "واستعينوا بالصبر والصلاة".
وفوق ذلك كله تحقيق شمولية عبادة الله وتحقيق الأمن المجتمعي، قال تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (الأنعام).
خامسا، ثمار الوعي بمقاصد التشريع:
ذكرنا أعلاه إجابة الصحابي الجليل رضي الله عنه ردا على سؤال رستم، ووعدنا بالعودة إلى القصة، والجديد في هذا المقام هو الإشارة السريعة إلى آثار الوعي بمقاصد التشريع وأهداف الرسالة الخالدة يكون له ثمار عجيبة نشير إلى أهمها وهي الخصوبة الفكرية والثقافية، وهذه الخصوبة يتولد عنها ثقافة سياسية راشدة - حكم رشيد.. ذلك أن الفكر الناضج سياسيا يستطيع اجتراح الحلول الحكيمة لأن الحكمة السننية واضحة شاخصة في ذهنه، وبالتالي يتجاوز المعوقات ويتغلب عليها بحُنْكةٍ وسهولة ويسر، ومن يتأمل موقف الصحابة الفاتحين لفارس والروم يتملكه العجب إزاء استيعابهم وتعاطيهم مع ثقافة تلك المجتمعات، علما أن غالبية تلك المجتمعات اعتنقوا الإسلام بعد عقود اقتناعا ذاتيا، وأعجب من ذلك أن المكتبات الإسلامية والمتاحف زاخرة بالأحكام الصادرة عن المحاكم الإسلامية بين أناس ينتمون إلى اليهود أو النصارى، أو غيرهم، وهي أحكام متعلقة بالمعاملات بل وفي النفقات والحضانة الأسرية.. مكتبة إسطنبول نموذجا، حيث يوجد فيها 130 ألف حكم من مختلف المحاكم صادرة خلال فترة 3 عقود فقط، وقد شهد بهذا مستشرقون، علما أنهم يحملون جبالا من الحقد والخصومة للإسلام ورسول الإسلام.
الخلاصة، العلم بمقاصد الأخلاق وإقامتها على أسس الإيمان والتقوى والثقافة المعرفية بالعلاقة بين الأخلاق ومنظومة السنن الحاكمة للاجتماع والعلم بمقاصد التشريع، وأهداف الرسالة ينضج الفكر والثقافة وبه يستقيم المجتمع.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10753
alislah-ye.net
الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية) (الحلقة الثانية: القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها)
- الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية) (الحلقة الثانية: القيم الخلقية.. أسسها، مكانتها، مقاصدها)
تشابه جرائم الحوثيين والصهاينة.. الاستعلاء العنصري كمحفز للعنف
الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10754
بإلقاء نظرة على آخر جرائم مليشيا الحوثيين الإرهابية بحق المدنيين في اليمن، يتبين أنها لا تقل وحشية وإرهابا عن جرائم الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل في فلسطين، ولعل الفارق الوحيد هو أن مليشيا الحوثيين لا تمتلك طائرات حربية ذات قدرات تدميرية كبيرة لقتل المدنيين كما يفعل الصهاينة، لكنها تقتل المدنيين تعذيبا في سجونها ومن خلال قصف الأحياء السكنية بالمدافع وقنص المدنيين وإطلاق صواريخ بالستية على مخيمات النازحين في مأرب وغيرها.
وبإجراء مقارنة بين أعداد ضحايا الإرهاب الحوثي وأعداد ضحايا الإرهاب الصهيوني، سيتضح أن المدنيين الذين قتلهم الحوثيون خلال تسع سنوات أكثر من عدد المدنيين الذين قتلهم الصهاينة خلال 75 عاما، وكذلك ضحايا الحرب والعنف بشكل عام.
ففي فلسطين، استشهد نحو مئة ألف فلسطيني منذ عام 1948 وإلى اليوم، وفقا لبيانات المركز الفلسطيني للإحصاء، بينما عدد ضحايا حرب الحوثيين في اليمن بلغ 377 ألفا منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2021، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ولو أن لدى مليشيا الحوثيين وسائل عنف وقتل كما لدى الصهاينة، لكانت قد ارتكبت جرائم لا يمكن تصورها، إنه الاستعلاء العنصري الذي يرى الآخرين عبيدا أو مواطنين من الدرجة الثانية أو "حيوانات بشرية" فيكون قتلهم بأريحية ودون وازع ديني أو أخلاقي.
- جرائم متشابهة ومتزامنة
بالتزامن مع الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتدمير الوحشي الإرهابي للمنازل على رؤوس ساكنيها المدنيين، ارتكبت مليشيا الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية عددا من الجرائم المشابهة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ومن جرائم الحوثيين خلال الأيام الماضية: قصف أحد المنازل في حي سكني بمدينة تعز بواسطة طائرة مسيرة مما أسفر عن استشهاد المواطن عبد الجواد ناصر الشيباني، وتعذيب المواطن اليمني هشام الحكيمي الذي يعمل في منظمة أممية حتى فارق الحياة بعد اعتقاله في أحد سجون الحوثيين، واقتحام منزل المواطن مبارك العنوة الذي يعمل في منظمة أممية، وتشبه واقعة قتل موظف يمني لدى منظمة أممية من خلال التعذيب في السجن حتى الموت، تشبه واقعة تصفية إسرائيل للقيادي في حركة حماس الشهيد عمر الدراغمة من خلال التعذيب في السجن حتى الموت.
- هشام الحكيمي.. الموت تحت التعذيب
توفي موظف في منظمة دولية في سجون مليشيا الحوثيين بعد 50 يوما على اختطافه من أحد شوارع العاصمة صنعاء، في شاهد جديد على ممارسات المليشيا في سجونها سيئة السمعة والتي تشبه ممارسات الصهاينة بحق الفلسطينيين.
وقالت مصادر من أسرة الضحية، إن الشاب هشام الحكيمي، مسؤول الأمن في مكتب منظمة "رعاية الطفولة" باليمن، توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثيين بصنعاء.
وبحسب مصادر إعلامية محلية فإن مليشيا الحوثيين اتصلت مساء الثلاثاء الماضي بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته.
ووفقا للمصادر، فقد رفضت أسرة الحكيمي تسلم جثمانه، وتطالب بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، "خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محامٍ للدفاع عنه منذ اعتقاله".
وكانت مليشيا الحوثيين الإرهابية قد اختطفت الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل ما يقارب شهرين، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه.
وبحسب المصادر، فقد كان أصدقاء للحكيمي طلبوا من أسرته عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل أحيانا مع المعتقلين.
- استنكار حكومي
بدورها، استنكرت الحكومة اليمنية "تصفية" موظف منظمة رعاية الطفولة، هشام الحكيمي، في سجن تابع لمليشيا الحوثيين في صنعاء، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة.
واعتبرت الحكومة، في بيان، ما حدث امتدادا لسياسة التضييق التي تنتهجها مليشيا الحوثيين على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
وقال البيان إن المليشيا الحوثية تواصل منذ قرابة عامين اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، وأيضا اختطاف 11 موظفا في السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية.
يذكر أن منظمات حقوقية يمنية سجلت عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون المليشيا الحوثية الإرهابية، وترجع تلك المنظمات أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له في تلك السجون.
- تصفية 350 مختطفا
كما اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثيين الإرهابية بتصفية 350 مختطفا تحت التعذيب في سجونها منذ انقلابها في سبتمبر 2014.
الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10754
بإلقاء نظرة على آخر جرائم مليشيا الحوثيين الإرهابية بحق المدنيين في اليمن، يتبين أنها لا تقل وحشية وإرهابا عن جرائم الكيان الصهيوني الإرهابي المحتل في فلسطين، ولعل الفارق الوحيد هو أن مليشيا الحوثيين لا تمتلك طائرات حربية ذات قدرات تدميرية كبيرة لقتل المدنيين كما يفعل الصهاينة، لكنها تقتل المدنيين تعذيبا في سجونها ومن خلال قصف الأحياء السكنية بالمدافع وقنص المدنيين وإطلاق صواريخ بالستية على مخيمات النازحين في مأرب وغيرها.
وبإجراء مقارنة بين أعداد ضحايا الإرهاب الحوثي وأعداد ضحايا الإرهاب الصهيوني، سيتضح أن المدنيين الذين قتلهم الحوثيون خلال تسع سنوات أكثر من عدد المدنيين الذين قتلهم الصهاينة خلال 75 عاما، وكذلك ضحايا الحرب والعنف بشكل عام.
ففي فلسطين، استشهد نحو مئة ألف فلسطيني منذ عام 1948 وإلى اليوم، وفقا لبيانات المركز الفلسطيني للإحصاء، بينما عدد ضحايا حرب الحوثيين في اليمن بلغ 377 ألفا منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2021، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
ولو أن لدى مليشيا الحوثيين وسائل عنف وقتل كما لدى الصهاينة، لكانت قد ارتكبت جرائم لا يمكن تصورها، إنه الاستعلاء العنصري الذي يرى الآخرين عبيدا أو مواطنين من الدرجة الثانية أو "حيوانات بشرية" فيكون قتلهم بأريحية ودون وازع ديني أو أخلاقي.
- جرائم متشابهة ومتزامنة
بالتزامن مع الحرب الصهيونية على قطاع غزة والتدمير الوحشي الإرهابي للمنازل على رؤوس ساكنيها المدنيين، ارتكبت مليشيا الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية عددا من الجرائم المشابهة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ومن جرائم الحوثيين خلال الأيام الماضية: قصف أحد المنازل في حي سكني بمدينة تعز بواسطة طائرة مسيرة مما أسفر عن استشهاد المواطن عبد الجواد ناصر الشيباني، وتعذيب المواطن اليمني هشام الحكيمي الذي يعمل في منظمة أممية حتى فارق الحياة بعد اعتقاله في أحد سجون الحوثيين، واقتحام منزل المواطن مبارك العنوة الذي يعمل في منظمة أممية، وتشبه واقعة قتل موظف يمني لدى منظمة أممية من خلال التعذيب في السجن حتى الموت، تشبه واقعة تصفية إسرائيل للقيادي في حركة حماس الشهيد عمر الدراغمة من خلال التعذيب في السجن حتى الموت.
- هشام الحكيمي.. الموت تحت التعذيب
توفي موظف في منظمة دولية في سجون مليشيا الحوثيين بعد 50 يوما على اختطافه من أحد شوارع العاصمة صنعاء، في شاهد جديد على ممارسات المليشيا في سجونها سيئة السمعة والتي تشبه ممارسات الصهاينة بحق الفلسطينيين.
وقالت مصادر من أسرة الضحية، إن الشاب هشام الحكيمي، مسؤول الأمن في مكتب منظمة "رعاية الطفولة" باليمن، توفي في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثيين بصنعاء.
وبحسب مصادر إعلامية محلية فإن مليشيا الحوثيين اتصلت مساء الثلاثاء الماضي بأسرة الحكيمي لتسلم جثمانه، وأخبرتهم أنه توفي داخل السجن، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب وفاته.
ووفقا للمصادر، فقد رفضت أسرة الحكيمي تسلم جثمانه، وتطالب بتشريحه لمعرفة أسباب الوفاة، "خاصة وأنهم منعوا من زيارته أو توكيل محامٍ للدفاع عنه منذ اعتقاله".
وكانت مليشيا الحوثيين الإرهابية قد اختطفت الحكيمي من أحد شوارع صنعاء قبل ما يقارب شهرين، وأودعته أحد سجونها في صنعاء، ومنعت أسرته من الوصول إليه ومعرفة سبب اختطافه.
وبحسب المصادر، فقد كان أصدقاء للحكيمي طلبوا من أسرته عدم الحديث عن اعتقاله لضمان سرعة الإفراج عنه كما يحصل أحيانا مع المعتقلين.
- استنكار حكومي
بدورها، استنكرت الحكومة اليمنية "تصفية" موظف منظمة رعاية الطفولة، هشام الحكيمي، في سجن تابع لمليشيا الحوثيين في صنعاء، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة.
واعتبرت الحكومة، في بيان، ما حدث امتدادا لسياسة التضييق التي تنتهجها مليشيا الحوثيين على المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
وقال البيان إن المليشيا الحوثية تواصل منذ قرابة عامين اختطاف عدد من العاملين في منظمات تابعة للأمم المتحدة، وأيضا اختطاف 11 موظفا في السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية.
يذكر أن منظمات حقوقية يمنية سجلت عشرات الضحايا ممن قضوا في سجون المليشيا الحوثية الإرهابية، وترجع تلك المنظمات أسباب وفاتهم إلى التعذيب الذي يتعرضون له في تلك السجون.
- تصفية 350 مختطفا
كما اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثيين الإرهابية بتصفية 350 مختطفا تحت التعذيب في سجونها منذ انقلابها في سبتمبر 2014.
alislah-ye.net
تشابه جرائم الحوثيين والصهاينة.. الاستعلاء العنصري كمحفز للعنف
- تشابه جرائم الحوثيين والصهاينة.. الاستعلاء العنصري كمحفز للعنف
وقال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، إن جرائم التصفية والقتل تحت التعذيب من قبل المليشيا مستمرة وآخرها تصفية موظف منظمة رعاية الأطفال الدولية، هشام الحكيمي، بعد قرابة شهرين على اختطافه من أحد شوارع صنعاء وإخفائه قسرا.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الموظفين الآخرين لدى منظمات دولية عدة لا يزالون مخفيين قسرا لدى الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي.
- مزايدات الحوثيين بشأن الإرهاب الصهيوني
بلغ عدد ضحايا الإرهاب الحوثي في اليمن، خلال تسع سنوات (منذ الانقلاب على السلطة الشرعية وحتى اليوم)، ما يقارب أربعة أضعاف ضحايا الإرهاب الصهيوني في فلسطين خلال 75 عاما، أي منذ إقامة دولة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وإلى الآن.
ومع ذلك تحاول مليشيا الحوثيين المزايدة بشأن القضية الفلسطينية وتقديم نفسها كطرف رافض للإرهاب الصهيوني وسفكه دماء المدنيين والزعم بمناصرتها للشعب الفلسطيني، وكأنها بذلك ستنجح في غسيل جرائمها بحق الشعب اليمني، وما زالت تمارس تلك الجرائم وستظل تواصل جرائمها ولن تتوقف إلا في حال القضاء عليها تماما واستعادة الدولة.
ويعد السلوك الإجرامي لمليشيا الحوثيين نهجا متجذرا له خلفياته السلالية وروافده الطائفية المتمثلة بفتاوى لعناصر سلالية سابقة ظهرت في زمن الإمامة تكفر اليمنيين وتجيز نهب أموالهم، مثل كتاب "إرشاد السامع في جواز أخذ أموال الشوافع"، للإمام المتوكل إسماعيل، وذلك لأن اليمنيين مخالفين للسلالة العنصرية الوافدة طائفيا وعقائديا، ويرفضون نهجها العنصري والتسلط والاستعباد، والزعم بأن السلطة والثروة منحة إلهية مقدسة كحق خاص بتلك السلالة فقط دون غيرها.
أخيرا، يجدر التذكير بأن مرض الشعور بالتفوق العرقي يعد القاسم المشترك بين أبرز مشعلي الحروب والحرائق في العالم، فمثلا كان هتلر يشعر بتفوق العرق الآري الجرماني وشكل ذلك دافعا له لاحتلال دول أخرى وحكمها بذريعة التفوق العرقي، كما أن إيران هي الأخرى تشعر بتفوق العرق الآري الفارسي الذي يدفعها لتصدير الثورة الخمينية واستعادة الإمبراطورية الفارسية، ولأجل ذلك تشعل الحروب في المنطقة لدوافع عنصرية وطائفية بحتة لحكمها عبر وكلائها العنصريين أيضا.
وفي حين يزعم بنو إسرائيل أنهم "شعب الله المختار" وتفوق العرق اليهودي والديانة اليهودية، فإن الحوثيين يعتقدون أنهم سلالة متفوقة عنصريا بزعمهم أنهم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي انقطعت ذريته بوفاة أبنائه الذكور وهم صغار قبل أن يتزوجوا ويخلفوا ذرية من بعدهم.
وهكذا فمهما تعددت أسباب الحروب وسفك الدماء، فإن مرض الشعور بالتفوق العنصري يعد أبرز حوافز الحروب المزمنة والأكثر دموية عبر التاريخ.
وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من الموظفين الآخرين لدى منظمات دولية عدة لا يزالون مخفيين قسرا لدى الحوثيين، ويتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي.
- مزايدات الحوثيين بشأن الإرهاب الصهيوني
بلغ عدد ضحايا الإرهاب الحوثي في اليمن، خلال تسع سنوات (منذ الانقلاب على السلطة الشرعية وحتى اليوم)، ما يقارب أربعة أضعاف ضحايا الإرهاب الصهيوني في فلسطين خلال 75 عاما، أي منذ إقامة دولة الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وإلى الآن.
ومع ذلك تحاول مليشيا الحوثيين المزايدة بشأن القضية الفلسطينية وتقديم نفسها كطرف رافض للإرهاب الصهيوني وسفكه دماء المدنيين والزعم بمناصرتها للشعب الفلسطيني، وكأنها بذلك ستنجح في غسيل جرائمها بحق الشعب اليمني، وما زالت تمارس تلك الجرائم وستظل تواصل جرائمها ولن تتوقف إلا في حال القضاء عليها تماما واستعادة الدولة.
ويعد السلوك الإجرامي لمليشيا الحوثيين نهجا متجذرا له خلفياته السلالية وروافده الطائفية المتمثلة بفتاوى لعناصر سلالية سابقة ظهرت في زمن الإمامة تكفر اليمنيين وتجيز نهب أموالهم، مثل كتاب "إرشاد السامع في جواز أخذ أموال الشوافع"، للإمام المتوكل إسماعيل، وذلك لأن اليمنيين مخالفين للسلالة العنصرية الوافدة طائفيا وعقائديا، ويرفضون نهجها العنصري والتسلط والاستعباد، والزعم بأن السلطة والثروة منحة إلهية مقدسة كحق خاص بتلك السلالة فقط دون غيرها.
أخيرا، يجدر التذكير بأن مرض الشعور بالتفوق العرقي يعد القاسم المشترك بين أبرز مشعلي الحروب والحرائق في العالم، فمثلا كان هتلر يشعر بتفوق العرق الآري الجرماني وشكل ذلك دافعا له لاحتلال دول أخرى وحكمها بذريعة التفوق العرقي، كما أن إيران هي الأخرى تشعر بتفوق العرق الآري الفارسي الذي يدفعها لتصدير الثورة الخمينية واستعادة الإمبراطورية الفارسية، ولأجل ذلك تشعل الحروب في المنطقة لدوافع عنصرية وطائفية بحتة لحكمها عبر وكلائها العنصريين أيضا.
وفي حين يزعم بنو إسرائيل أنهم "شعب الله المختار" وتفوق العرق اليهودي والديانة اليهودية، فإن الحوثيين يعتقدون أنهم سلالة متفوقة عنصريا بزعمهم أنهم من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي انقطعت ذريته بوفاة أبنائه الذكور وهم صغار قبل أن يتزوجوا ويخلفوا ذرية من بعدهم.
وهكذا فمهما تعددت أسباب الحروب وسفك الدماء، فإن مرض الشعور بالتفوق العنصري يعد أبرز حوافز الحروب المزمنة والأكثر دموية عبر التاريخ.
*من النازية الى الصهيونية الى الحوثية..
*العنصرية داء البشرية وسبب ابشع حروبها.*
عبدالله اسماعيل
العنصرية هي العامل المشترك لاكبر جرائم أصابت البشرية، وتعتبر الدافع الابرز الذي تسبب بأبشع المجازر في العصر الحديث، ابتداء بالنازية ومرورا بالصهيونية وليس ختاما بالحوثية العنصرية.
الحروب بدوافع عنصرية تتميز بالوحشية والابادة الثقافية والمادية، وآثارها يصعب التغلب عليها بسهولة.
لا تنتهي الحروب العنصرية دون هزيمة حاسمة للعنصري، ذلك انه يرى في توقف الحرب، والذهاب الى سلام عادل هزيمة لمشروعه، ومفهوم السلام لديه، استسلام الطرف الآخر كليا لرؤيته الاستفرادية ومنظوره الفكري.
في اليمن كما فلسطين، يواجه الشعبان، مشروعين عنصريين تتطابق منطلقاتهما في رؤية الآخر الادنى، وادعاء الخيرية والاصطفاء، وتقديس العرق، وهما مشروعان غير قابلين للحياة، وان طالت مدة مواجهتهما، او خيل للبعض انهما تحولا الى واقع مفروض، يمتلك القوة، وترعاه المصالح الدولية.
العنصري ضعيف لانه ضد مفهوم الحياة والتشارك، ومهزوز بفعل جرائمه وسلوكه تجاه الآخر، الذي يمتلك كل الحق في الانتصار لحقه، واستعادة كرامته، وتحديد خياراته ضمن رؤية جمعية نابذة للعنصرية، ومستعيدة للحق والارض والقرار.
الهزيمة التي مني بها المشروع الصهيوني العنصري في هذه الجولة من جولات الصراع، دليل على قدرة ضحايا العنصرية، وإن بدا الأمر مستحيلا، على هز بنيان العنصرية مهما بلغت قوته، في طريق جولات ستنتهي بزواله بلا شك، فتلك مسلمات التاريخ ووعد النبوات.
يجب على العالم مواجهة العنصرية دون مفاضلة، او الكيل بمكيالين، فالعنصري عنصري سواء استند الى افضلية عرقية او دينية، والتساهل في هذا الواجب جريمة في حد ذاتها، لانها تمهد لصراعات لا تنتهي، وويلات ذاقت مرارتها كل البشرية.
https://alislah-ye.net/articles.php?id=942
*العنصرية داء البشرية وسبب ابشع حروبها.*
عبدالله اسماعيل
العنصرية هي العامل المشترك لاكبر جرائم أصابت البشرية، وتعتبر الدافع الابرز الذي تسبب بأبشع المجازر في العصر الحديث، ابتداء بالنازية ومرورا بالصهيونية وليس ختاما بالحوثية العنصرية.
الحروب بدوافع عنصرية تتميز بالوحشية والابادة الثقافية والمادية، وآثارها يصعب التغلب عليها بسهولة.
لا تنتهي الحروب العنصرية دون هزيمة حاسمة للعنصري، ذلك انه يرى في توقف الحرب، والذهاب الى سلام عادل هزيمة لمشروعه، ومفهوم السلام لديه، استسلام الطرف الآخر كليا لرؤيته الاستفرادية ومنظوره الفكري.
في اليمن كما فلسطين، يواجه الشعبان، مشروعين عنصريين تتطابق منطلقاتهما في رؤية الآخر الادنى، وادعاء الخيرية والاصطفاء، وتقديس العرق، وهما مشروعان غير قابلين للحياة، وان طالت مدة مواجهتهما، او خيل للبعض انهما تحولا الى واقع مفروض، يمتلك القوة، وترعاه المصالح الدولية.
العنصري ضعيف لانه ضد مفهوم الحياة والتشارك، ومهزوز بفعل جرائمه وسلوكه تجاه الآخر، الذي يمتلك كل الحق في الانتصار لحقه، واستعادة كرامته، وتحديد خياراته ضمن رؤية جمعية نابذة للعنصرية، ومستعيدة للحق والارض والقرار.
الهزيمة التي مني بها المشروع الصهيوني العنصري في هذه الجولة من جولات الصراع، دليل على قدرة ضحايا العنصرية، وإن بدا الأمر مستحيلا، على هز بنيان العنصرية مهما بلغت قوته، في طريق جولات ستنتهي بزواله بلا شك، فتلك مسلمات التاريخ ووعد النبوات.
يجب على العالم مواجهة العنصرية دون مفاضلة، او الكيل بمكيالين، فالعنصري عنصري سواء استند الى افضلية عرقية او دينية، والتساهل في هذا الواجب جريمة في حد ذاتها، لانها تمهد لصراعات لا تنتهي، وويلات ذاقت مرارتها كل البشرية.
https://alislah-ye.net/articles.php?id=942
alislah-ye.net
موقع التجمع اليمني للإصلاح
الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية)
(الحلقة الثالثة: المؤسسية في الإسلام..)
عبد العزيز العسالي
الهدف أو الغاية من المؤسسية في الإسلام يتمثل في تدبير سنة الاختلاف المجتمعي عقيدة وتفكيرا وثقافة عامة حتى تصبح سلوكا متوارثا، وإطلاق حرية الإنسان -الفرد والمجموع- وإرسالها على أسس ثابتة كي يسهم التفكير في اجتراح آليات وشروط وضوابط تحدث فاعلية في الحياة ومواكبة متغيرات وسائل الحياة بسلاسة.
ونلفت عناية القارئ إلى أن النص القرآني غذاء متعدد المعالجات.. نقول هذا حتى لا يفهم القارئ أن هناك تكرارا.. نعم تكرار في النص ولكن التجديد في توظيف الدلالات وعائلات المفاهيم، ذلك أن النص القرآني يكتنز فيه دلالات وعلاقات وأبعاد في مجالات الحياة، وصدق الله: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا".
المحور الأول، منطلقات المؤسسية:
- المؤسسية في الإسلام هي إحدى سنن الله التي هدانا القرآن المجيد وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم في تشريع عملي لاستقامة فكر وثقافة الاجتماع، حيث حولها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آليات ووسائل (تدبير سنة الله في الاختلاف المجتمعي)، ذلك أن حكمة الله اقتضت أن يكون الاختلاف بين سائر المخلوقات هو أحد آياته الباهرة الدالة على عظمته سبحانه، قال تعالى: "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمِين" (الروم، 22).
بل إن سنة الله في الاختلاف جاءت مقرونة بأكبر الآيات وهي خلق السموات والأرض، قال تعالى: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس".. فهذا الاقتران له دلالة هامة جدا مفادها بما أن الكون العظيم أكبر من خلق الناس، فهو قائم على سنن كونية، فكذلك اختلاف ألسنة الناس وألوانهم وثقافاتهم أيضا لها سنن ناظمة تحكم هذا الاختلاف، وتلك السنن صادرة عن الخالق العليم بما يصلح الاجتماع والعمران الإنساني، وعليه فهو سبحانه قد علمنا سنن "تدبير الخلاف" وهذه السنن هي "المؤسسية".
تعريف المؤسسية: لغة، يتفق أهل المعاجم اللغوية أن "المؤسسية" تعني الأصل الثابت.
واصطلاحا: بلورة قواعد التفكير الجماعي، أو وضع أنظمة وأنماط مستقرة واضحة الأهداف والغايات في خدمة مصالح المجتمع وترتيب الثواب والعقاب عليها، فيتفاعل معها المجتمع طواعية واقتناعا.
دلالات المؤسسية:
- أنه لا مكان للعشوائية لدى "الأمة الوسط - الشاهدة على الناس"، فلا شهادة مع الفوضى، فالفوضى تجعل للآخرين عليها سبيلا.
- تأسيس حرية إنسانية مسؤولة تحاصر الفوضى وتبث الأمل والفاعلية المجتمعية.
- تنشئة الأمة على أن تكون صاحبة اليد العليا في حماية مصالح المجتمع، وفي المقدمة حماية حقوق الضعفاء: النساء، الأطفال، الأيتام، ملك اليمين، وما شابه ذلك.
- تكوين ملكة ثقافة السؤال الناقد، فلا مكان للطاعة العمياء لدى الأمة الوسط - أمة الشهادة.
- إيجاد بيئة - جو بيئي يصل معه الفرد والمجموع يرفض الأنانية والشخصنة والتعصب، فلا مجال للتلاعب بالمؤسسية.
- تحرير العقل عقديا ابتداء من ضرورة اعتقاد الكفر بالطاغوت، ذلك أن عقيدة الكفر بالطاغوت هي الركن الثاني للتوحيد، ولن يقوم التوحيد في غياب عقيدة الكفر بالطاغوت، بل إن عقيدة الكفر بالطاغوت تسبق ركن الإيمان بالله: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله".. غياب الكفر بالطاغوت رتب الله عليه عقوبة - نار الدنيا أولا.. قال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" (هود، 113).
أما عقوبة نار الآخرة فالقرآن زاخر بالأدلة على اختلال عقيدة التوحيد، قال تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلّا وهم مشركون".. وأدلة عقوبة الشرك كثيرة، قال تعالى: "ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا" (النساء، 116).
جوهر الإسلام:
- الكفر بالطاغوت مقصد إيماني عقدي غايته توحيد الله وتعظيمه من جهة، كما أنه مقصد تشريعي هدفه حماية العقل وهو أحد الضرورات الشرعية الكبرى، وحماية العقل تكون بتحرير العقل من الوهم وذلك بإيضاح المفاهيم والأهداف والغايات ووسائل ومداخل الطاغوت والطغيان والاستبداد والظلم وكل ثقافة تكرس الطاغوت، وهذا التحرير هو جوهر مقاصد الإسلام، وهذا التحرير كان عند الصحابة واضحا راسخا كالجبال - قصة ربعي ابن عامر مع رستم كثيفة ساطعة الدلالة كالشمس في رابعة النهار.
المحور الثاني، أدلة المؤسسية:
الإسلام بطبيعته مؤسسي، ولا شك أن هذا المحور سيطول، ولن أكون مبالغا إن قلت إني قد لاقيت عناء توخّيا للإيجاز وذلك فيما يلي:
(الحلقة الثالثة: المؤسسية في الإسلام..)
عبد العزيز العسالي
الهدف أو الغاية من المؤسسية في الإسلام يتمثل في تدبير سنة الاختلاف المجتمعي عقيدة وتفكيرا وثقافة عامة حتى تصبح سلوكا متوارثا، وإطلاق حرية الإنسان -الفرد والمجموع- وإرسالها على أسس ثابتة كي يسهم التفكير في اجتراح آليات وشروط وضوابط تحدث فاعلية في الحياة ومواكبة متغيرات وسائل الحياة بسلاسة.
ونلفت عناية القارئ إلى أن النص القرآني غذاء متعدد المعالجات.. نقول هذا حتى لا يفهم القارئ أن هناك تكرارا.. نعم تكرار في النص ولكن التجديد في توظيف الدلالات وعائلات المفاهيم، ذلك أن النص القرآني يكتنز فيه دلالات وعلاقات وأبعاد في مجالات الحياة، وصدق الله: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا".
المحور الأول، منطلقات المؤسسية:
- المؤسسية في الإسلام هي إحدى سنن الله التي هدانا القرآن المجيد وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم في تشريع عملي لاستقامة فكر وثقافة الاجتماع، حيث حولها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آليات ووسائل (تدبير سنة الله في الاختلاف المجتمعي)، ذلك أن حكمة الله اقتضت أن يكون الاختلاف بين سائر المخلوقات هو أحد آياته الباهرة الدالة على عظمته سبحانه، قال تعالى: "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمِين" (الروم، 22).
بل إن سنة الله في الاختلاف جاءت مقرونة بأكبر الآيات وهي خلق السموات والأرض، قال تعالى: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس".. فهذا الاقتران له دلالة هامة جدا مفادها بما أن الكون العظيم أكبر من خلق الناس، فهو قائم على سنن كونية، فكذلك اختلاف ألسنة الناس وألوانهم وثقافاتهم أيضا لها سنن ناظمة تحكم هذا الاختلاف، وتلك السنن صادرة عن الخالق العليم بما يصلح الاجتماع والعمران الإنساني، وعليه فهو سبحانه قد علمنا سنن "تدبير الخلاف" وهذه السنن هي "المؤسسية".
تعريف المؤسسية: لغة، يتفق أهل المعاجم اللغوية أن "المؤسسية" تعني الأصل الثابت.
واصطلاحا: بلورة قواعد التفكير الجماعي، أو وضع أنظمة وأنماط مستقرة واضحة الأهداف والغايات في خدمة مصالح المجتمع وترتيب الثواب والعقاب عليها، فيتفاعل معها المجتمع طواعية واقتناعا.
دلالات المؤسسية:
- أنه لا مكان للعشوائية لدى "الأمة الوسط - الشاهدة على الناس"، فلا شهادة مع الفوضى، فالفوضى تجعل للآخرين عليها سبيلا.
- تأسيس حرية إنسانية مسؤولة تحاصر الفوضى وتبث الأمل والفاعلية المجتمعية.
- تنشئة الأمة على أن تكون صاحبة اليد العليا في حماية مصالح المجتمع، وفي المقدمة حماية حقوق الضعفاء: النساء، الأطفال، الأيتام، ملك اليمين، وما شابه ذلك.
- تكوين ملكة ثقافة السؤال الناقد، فلا مكان للطاعة العمياء لدى الأمة الوسط - أمة الشهادة.
- إيجاد بيئة - جو بيئي يصل معه الفرد والمجموع يرفض الأنانية والشخصنة والتعصب، فلا مجال للتلاعب بالمؤسسية.
- تحرير العقل عقديا ابتداء من ضرورة اعتقاد الكفر بالطاغوت، ذلك أن عقيدة الكفر بالطاغوت هي الركن الثاني للتوحيد، ولن يقوم التوحيد في غياب عقيدة الكفر بالطاغوت، بل إن عقيدة الكفر بالطاغوت تسبق ركن الإيمان بالله: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله".. غياب الكفر بالطاغوت رتب الله عليه عقوبة - نار الدنيا أولا.. قال تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" (هود، 113).
أما عقوبة نار الآخرة فالقرآن زاخر بالأدلة على اختلال عقيدة التوحيد، قال تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلّا وهم مشركون".. وأدلة عقوبة الشرك كثيرة، قال تعالى: "ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا" (النساء، 116).
جوهر الإسلام:
- الكفر بالطاغوت مقصد إيماني عقدي غايته توحيد الله وتعظيمه من جهة، كما أنه مقصد تشريعي هدفه حماية العقل وهو أحد الضرورات الشرعية الكبرى، وحماية العقل تكون بتحرير العقل من الوهم وذلك بإيضاح المفاهيم والأهداف والغايات ووسائل ومداخل الطاغوت والطغيان والاستبداد والظلم وكل ثقافة تكرس الطاغوت، وهذا التحرير هو جوهر مقاصد الإسلام، وهذا التحرير كان عند الصحابة واضحا راسخا كالجبال - قصة ربعي ابن عامر مع رستم كثيفة ساطعة الدلالة كالشمس في رابعة النهار.
المحور الثاني، أدلة المؤسسية:
الإسلام بطبيعته مؤسسي، ولا شك أن هذا المحور سيطول، ولن أكون مبالغا إن قلت إني قد لاقيت عناء توخّيا للإيجاز وذلك فيما يلي:
- المؤسسة الأولى، دار الأرقم، في فجر الإسلام بمكة المكرمة، ولا ريب أن استنبات بذور البناء المؤسسي كان رائده الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل هو أن الهجرة كانت واضحة الأهداف متكاملة متسقة الأبعاد وعلاقات تنزيل النص على الواقع بهدف إقامة المجتمع الجديد - أمة الريادة والوسطية في آن.
- التطبيق العملي لأركان الإسلام إجراء عملي تربوي - بناء للمؤسسية، فالصلاة جماعة تنمية للشعور بالاجتماع. وحسب الفقيه النووي -رحمه الله- في فهمه لقوله تعالى: "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله".. قائلا، فاسعوا، الواو فيها "واو الجماعة"، وأقل الجماعة ثلاثة.. إذن فلا عبرة بأي قول يسقط إقامة الجمعة فالجماعة واجبة يوم الجمعة وأقل الجماعة ثلاثة لإقامة الجمعة.
- الصيام سلوك جماعي يسهم بدوره في إرساء المؤسسية.
- الحج أكبر تظاهرة في إرساء المؤسسية - شعورا وسلوكا، ورضي الله عن الخليفتين الراشدين الفاروق وعثمان اللذين كانا يطلبان حضور ولاة الأقاليم إلى عرفة لمناقشة قضايا الناس - شكاوى شخصية أو غيرها، وقصة "ابن الأكرمَين" شاهد حي والتي انتهت بإطلاق الفاروق قرارا مدويا في سمع الزمان: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".. الله أكبر.. أيها الفاروق الملهم الصائغ للمفاهيم والمبادئ التي تحرر العقول ترسيخا لعقيدة الكفر بالطاغوت وإرساء آليات ووسائل المؤسسية التي تدفن الطاغوت تحت أقدام الأمة.
- مؤسسة الزكاة: هذه أعظم المؤسسات التي حققت أقوى مبادئ الإسلام، قياما بالقسط، وإرساء لعدالة التوزيع وتحقيق مبدأ المساواة.
مؤسسة الزكاة لم تكن كما فهمها العلمانيون والمستشرقون أنها عملية إحسان شخصي، فالمستشرقون يحملون حقدا تجاه الإسلام تنوء بحمله الجبال فقالوا: إحسان شخصي.
لكن علمانيي العرب قلدوا أسيادهم جهلا فأصبحوا مسخرة في المجتمع، كيف لا وهم لو احترموا عقولهم لنظروا في سورة الذاريات فقط: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم".. مؤسسة الزكاة وبجانبها الإنفاق: "ومما رزقناهم ينفقون".. قد حققت مقاصد الإسلام في المال وهو "التفتيت"، فالإسلام ضد تركيز الأموال في أيد قليلة، وهل يستطيع العاقل نسيان قول الله في آية المواريث: "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا".. تأمل معي -مما قل منه أو كثر- إنها أعلى صور العدل والقيام بالقسط داخل الأسرة.
الجدير ذكره أن القرآن زاخر بالنصوص حول الإنفاق أكثر من نصوص الزكاة.
- مؤسسة الوقف: هذه المؤسسة هي العمود الفقري للحضارة الإسلامية، وإن شئت قل إن مؤسسة الوقف والوصايا في حقيقتها هي دولة المجتمع، ذلك أن وظيفتها شملت جميع مرافق الحياة الخدمية التنموية - التعليم الشامل، في حين كانت الدولة تتكون من 4 وزارات طيلة التاريخ حتى جاء الاحتلال البريطاني فاستحدث بخبث ماكر وزارة الأوقاف.
سأكتفي بإضافة المعلومة التالية نقلا عن المستشرقة الألمانية "زيغريد هونكة" في كتابها الفذ: "شمس العرب تشرق على الغرب".. فقد ذكرت الكثير الكثير ومنها المعلومة التالية:60 مشفى في قرية قرطبة بفضل مؤسسة الوقف.. وأضيف هذه النقطة الهامة جدا وهي "انتقال العلماء" بين البلدان الإسلامية على نفقة مؤسسة الوقف، ذلك أنه يمر بالإقليم فيأكل ويشرب ويتزود بما يكفيه حتى يصل إلى المدينة أو الإقليم الذي يريد.
مؤسسة الأسرة:
نحن أمام نواة المؤسسية في الإسلام وهي المحضن الأول والآمن لبناء شخصية الفرد وأمة النهوض المؤسسي الحضاري.
ما يلفت النظر حقا ذلك الحيز الذي احتلته مؤسسة الأسرة بين نصوص القرآن - أوامر تفصيلية مستقرة ثابتة لا تتغير، وتفاديا للإطالة سأشير سريعا داعيا القارئ إلى إمعان النظر في سورة الطلاق.. السورة 12 آية.. وقد استغرق الحديث عن الطلاق والعدة والسكنى والحضانة 7 آيات، ثم انتقلت السورة إلى حديث حول قضية مستقلة تماما هي قضية كونية بحتة، ولكن في حقيقة الأمر أن السورة وضعتنا أمام مفهوم مرعب جدا هو "النظام الكوني" المتصل بموضوع الأسرة، قال تعالى: "وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا • فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا • أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب".
التعليق: علاقة الأسرة بنظام الكون مفاده أن مؤسسة الأسرة هي نواة سنن الله الحاكمة للاجتماع والكون فيجب الالتزام بأوامر الله في الحفاظ على مؤسسة الأسرة، وما لم فاضطراب نظام مؤسسة الأسرة يعتبر آخر حصون المجتمع وبالتالي يضطرب المجتمع ضياعا فإفساد.
- التطبيق العملي لأركان الإسلام إجراء عملي تربوي - بناء للمؤسسية، فالصلاة جماعة تنمية للشعور بالاجتماع. وحسب الفقيه النووي -رحمه الله- في فهمه لقوله تعالى: "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله".. قائلا، فاسعوا، الواو فيها "واو الجماعة"، وأقل الجماعة ثلاثة.. إذن فلا عبرة بأي قول يسقط إقامة الجمعة فالجماعة واجبة يوم الجمعة وأقل الجماعة ثلاثة لإقامة الجمعة.
- الصيام سلوك جماعي يسهم بدوره في إرساء المؤسسية.
- الحج أكبر تظاهرة في إرساء المؤسسية - شعورا وسلوكا، ورضي الله عن الخليفتين الراشدين الفاروق وعثمان اللذين كانا يطلبان حضور ولاة الأقاليم إلى عرفة لمناقشة قضايا الناس - شكاوى شخصية أو غيرها، وقصة "ابن الأكرمَين" شاهد حي والتي انتهت بإطلاق الفاروق قرارا مدويا في سمع الزمان: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".. الله أكبر.. أيها الفاروق الملهم الصائغ للمفاهيم والمبادئ التي تحرر العقول ترسيخا لعقيدة الكفر بالطاغوت وإرساء آليات ووسائل المؤسسية التي تدفن الطاغوت تحت أقدام الأمة.
- مؤسسة الزكاة: هذه أعظم المؤسسات التي حققت أقوى مبادئ الإسلام، قياما بالقسط، وإرساء لعدالة التوزيع وتحقيق مبدأ المساواة.
مؤسسة الزكاة لم تكن كما فهمها العلمانيون والمستشرقون أنها عملية إحسان شخصي، فالمستشرقون يحملون حقدا تجاه الإسلام تنوء بحمله الجبال فقالوا: إحسان شخصي.
لكن علمانيي العرب قلدوا أسيادهم جهلا فأصبحوا مسخرة في المجتمع، كيف لا وهم لو احترموا عقولهم لنظروا في سورة الذاريات فقط: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم".. مؤسسة الزكاة وبجانبها الإنفاق: "ومما رزقناهم ينفقون".. قد حققت مقاصد الإسلام في المال وهو "التفتيت"، فالإسلام ضد تركيز الأموال في أيد قليلة، وهل يستطيع العاقل نسيان قول الله في آية المواريث: "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا".. تأمل معي -مما قل منه أو كثر- إنها أعلى صور العدل والقيام بالقسط داخل الأسرة.
الجدير ذكره أن القرآن زاخر بالنصوص حول الإنفاق أكثر من نصوص الزكاة.
- مؤسسة الوقف: هذه المؤسسة هي العمود الفقري للحضارة الإسلامية، وإن شئت قل إن مؤسسة الوقف والوصايا في حقيقتها هي دولة المجتمع، ذلك أن وظيفتها شملت جميع مرافق الحياة الخدمية التنموية - التعليم الشامل، في حين كانت الدولة تتكون من 4 وزارات طيلة التاريخ حتى جاء الاحتلال البريطاني فاستحدث بخبث ماكر وزارة الأوقاف.
سأكتفي بإضافة المعلومة التالية نقلا عن المستشرقة الألمانية "زيغريد هونكة" في كتابها الفذ: "شمس العرب تشرق على الغرب".. فقد ذكرت الكثير الكثير ومنها المعلومة التالية:60 مشفى في قرية قرطبة بفضل مؤسسة الوقف.. وأضيف هذه النقطة الهامة جدا وهي "انتقال العلماء" بين البلدان الإسلامية على نفقة مؤسسة الوقف، ذلك أنه يمر بالإقليم فيأكل ويشرب ويتزود بما يكفيه حتى يصل إلى المدينة أو الإقليم الذي يريد.
مؤسسة الأسرة:
نحن أمام نواة المؤسسية في الإسلام وهي المحضن الأول والآمن لبناء شخصية الفرد وأمة النهوض المؤسسي الحضاري.
ما يلفت النظر حقا ذلك الحيز الذي احتلته مؤسسة الأسرة بين نصوص القرآن - أوامر تفصيلية مستقرة ثابتة لا تتغير، وتفاديا للإطالة سأشير سريعا داعيا القارئ إلى إمعان النظر في سورة الطلاق.. السورة 12 آية.. وقد استغرق الحديث عن الطلاق والعدة والسكنى والحضانة 7 آيات، ثم انتقلت السورة إلى حديث حول قضية مستقلة تماما هي قضية كونية بحتة، ولكن في حقيقة الأمر أن السورة وضعتنا أمام مفهوم مرعب جدا هو "النظام الكوني" المتصل بموضوع الأسرة، قال تعالى: "وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا • فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا • أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب".
التعليق: علاقة الأسرة بنظام الكون مفاده أن مؤسسة الأسرة هي نواة سنن الله الحاكمة للاجتماع والكون فيجب الالتزام بأوامر الله في الحفاظ على مؤسسة الأسرة، وما لم فاضطراب نظام مؤسسة الأسرة يعتبر آخر حصون المجتمع وبالتالي يضطرب المجتمع ضياعا فإفساد.
تطبيق المؤسسية في الإسلام:
- مؤسسة الشورى: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل المدينة مهاجرا إلا ببيعة مؤسسية نقابية - 12 نقيبا اختارهم 72 رجلا معهم امرأتان.. وبوصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة استكمل البيعة من الأنصار.
نأتي إلى مؤسسة المؤاخاة وهي قضية يعرفها طلاب المدرسة الأساسية.. مؤسسة المجتمع المدني والدستور واحترام الهويات وطلب من بطني الأوس والخزرج وبدون اليهود أن يكتبوا حقوقهم بإشرافه صلى الله عليه وسلم، وصدر أول دستور في تاريخ الجزيرة العربية - القرآن مرجعية المسلمين والدستور مرجعية غير المسلمين فيما بينهم أولا، وبين المسلمين ثانيا، وهكذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم مارس العمل المؤسسي بأنواعه، ففي غزوة بدر شاور الأنصار لأنهم مصدر السند المادي، وفي أحد شاور الجميع ونزل عند رأي الأكثر وهنا ريادة في العمل المؤسسي.
ويوم الخندق شاور السعدين - سيدا الأوس والخزرج بشأن تفكيك حلف الأحزاب وسلخ قبيلتي أسد وغطفان مقابل ثلث تمر المدينة، فرفضا قائلين: لا والله يا رسول الله، أبعد ما أعزنا الله بالإسلام نعطي ثمارنا.. والشاهد هنا عمل مؤسسي محصور في أهل التخصص - مصدر القرار المالي والاجتماعي.
في الحديبية معروف تلك البيعة على الموت - مؤسسة قرار المواجهة، ويوم فتح مكة شاور الجميع قبل لكنه صلى الله عليه وسلم لم يحدد يوم الانطلاق، وهكذا في تبوك.
باختصار، مؤسسة الـ70 من الأنصار وعدد غير قليل من المهاجرين ظلت قائمة ودارت البيعة للصديق، ولا عبرة بالتاريخ المزور خدمة للعباسيين والفرس.
ومؤسسة الـ70 حاضرة في بيعة الفاروق وكذلك في بيعة عثمان رضوان الله على الجميع.
وحضرت مؤسسة الـ70 مع فقهاء الصحابة - معاذ، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعمرو بن العاص، وغيرهم في القضية المشهورة بتقسيم أرض سواد العراق على الفاتحين فاستدعى الخليفة مؤسسة الـ70 مع البقية وعرض عليهم وجهة نظره في فهم مقاصد القرآن - تفتيت المال دونما إكراه وأخذت القضية 65 يوما وانتهى التشاور إلى رأي الخليفة لقوة أدلته المقاصدية.
المحور الثالث، مقاصد المؤسسية:
- تحرير عقل الأمة عقديا بالدرجة الأولى وذلك بإرساء ركني عقيدة التوحيد وهما عبادة الله والخضوع له لا لسواه، والركن الثاني الكفر بالطاغوت، وهنا تكون الأمة قد حققت "تغيير ما في النفوس" انطلاقا من العقيدة أولا، وهذا هو المقصد الأول.
المقصد الثاني هو التجسيد العملي لركني التوحيد.
المقصد الثالث دفن الطاغوت المتمثل في صور ثقافية مختلفة - الفردية، الآبائية، الملأ، المترفون، العشائرية، القبلية، التعصب بأنواعه، الشخصنة.. بل نجد أن المؤسسية في الإسلام لم تكتف بما سبق وإنما جاءت بآليات ووسائل وبدائل وفوق ذلك إرساء المرجعية الشرعية - والتاريخ الإسلامي زاخر بالمواقف الثابتة حول المرجعية الشرعية - نموذج موقف مؤسسة الـ70 في قضية تقسيم أرض السواد.
لكني وقفت مؤخرا على المرجعية الشرعية انطلاقا من مرجعية التخصص العلمي دون تردد أو نفاق.
باختصار شديد، الشاهد هو تأسيس الفقيه الشافعي وتأليفه لكتابه المعروف: "الرسالة في أصول الفقه".. فقد كان أمراء بني العباس يفسرون النص القرآني بما يخدم سلطاتهم وطواغيتهم المستبدة، فوضع الفقيه الشافعي كتابه الآنف محددا آليات اللغة كما نطقت العرب، وهنا تم نفيه تحت مبررات أخرى، فخرج إلى مصر وأكمل الكتاب وسلمه للطلاب وهنا بدأت مؤسسية التخصص العلمي.
صحيح أن الفقهاء اختلفوا كثيرا فيما بعد ولكن آليات الفهم اللغوي ظلت كما هي، وإن كنا سننسى فلا ننسى قضية "الدوران" مع المرجعية والمبدأ، وهذه ثقافة ضد طاغوتية الشخصنة والسياسة... إلخ.
مؤسسة الأمن القومي:
ويمكننا تسميتها مع مؤسسة الشورى، كما في بعض الدول نظام بالغرفتين - مجلس الشيوخ، أو مجلس التخطيط والدراسات الإستراتيجية، قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" (النساء، 83).
هذا النص المؤسسي اكتنز فيه دلالات كثيفة وهامة، منها: وجوب احترام التخصص وتنفيذ المخرجات الصادرة عنه، ومنها إستراتيجيات الأمن القومي -الأمن أو الخوف- الأمن الشامل سياسيا، عسكريا، اقتصاديا، هوية، تربية، كل ما يمس الاستقلال الشامل.
ومنها دفن الطاغوت بأنواعه، نلاحظ ذلك في تذييل النص بمفهومين كبيرين، مفهوم فضل الله علينا في إنزال التشريع، ثم مفهوم اتباع الشيطان.. بربكم ما علاقة الدلالة بالشيطان؟
- مؤسسة الشورى: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل المدينة مهاجرا إلا ببيعة مؤسسية نقابية - 12 نقيبا اختارهم 72 رجلا معهم امرأتان.. وبوصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة استكمل البيعة من الأنصار.
نأتي إلى مؤسسة المؤاخاة وهي قضية يعرفها طلاب المدرسة الأساسية.. مؤسسة المجتمع المدني والدستور واحترام الهويات وطلب من بطني الأوس والخزرج وبدون اليهود أن يكتبوا حقوقهم بإشرافه صلى الله عليه وسلم، وصدر أول دستور في تاريخ الجزيرة العربية - القرآن مرجعية المسلمين والدستور مرجعية غير المسلمين فيما بينهم أولا، وبين المسلمين ثانيا، وهكذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم مارس العمل المؤسسي بأنواعه، ففي غزوة بدر شاور الأنصار لأنهم مصدر السند المادي، وفي أحد شاور الجميع ونزل عند رأي الأكثر وهنا ريادة في العمل المؤسسي.
ويوم الخندق شاور السعدين - سيدا الأوس والخزرج بشأن تفكيك حلف الأحزاب وسلخ قبيلتي أسد وغطفان مقابل ثلث تمر المدينة، فرفضا قائلين: لا والله يا رسول الله، أبعد ما أعزنا الله بالإسلام نعطي ثمارنا.. والشاهد هنا عمل مؤسسي محصور في أهل التخصص - مصدر القرار المالي والاجتماعي.
في الحديبية معروف تلك البيعة على الموت - مؤسسة قرار المواجهة، ويوم فتح مكة شاور الجميع قبل لكنه صلى الله عليه وسلم لم يحدد يوم الانطلاق، وهكذا في تبوك.
باختصار، مؤسسة الـ70 من الأنصار وعدد غير قليل من المهاجرين ظلت قائمة ودارت البيعة للصديق، ولا عبرة بالتاريخ المزور خدمة للعباسيين والفرس.
ومؤسسة الـ70 حاضرة في بيعة الفاروق وكذلك في بيعة عثمان رضوان الله على الجميع.
وحضرت مؤسسة الـ70 مع فقهاء الصحابة - معاذ، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وعمرو بن العاص، وغيرهم في القضية المشهورة بتقسيم أرض سواد العراق على الفاتحين فاستدعى الخليفة مؤسسة الـ70 مع البقية وعرض عليهم وجهة نظره في فهم مقاصد القرآن - تفتيت المال دونما إكراه وأخذت القضية 65 يوما وانتهى التشاور إلى رأي الخليفة لقوة أدلته المقاصدية.
المحور الثالث، مقاصد المؤسسية:
- تحرير عقل الأمة عقديا بالدرجة الأولى وذلك بإرساء ركني عقيدة التوحيد وهما عبادة الله والخضوع له لا لسواه، والركن الثاني الكفر بالطاغوت، وهنا تكون الأمة قد حققت "تغيير ما في النفوس" انطلاقا من العقيدة أولا، وهذا هو المقصد الأول.
المقصد الثاني هو التجسيد العملي لركني التوحيد.
المقصد الثالث دفن الطاغوت المتمثل في صور ثقافية مختلفة - الفردية، الآبائية، الملأ، المترفون، العشائرية، القبلية، التعصب بأنواعه، الشخصنة.. بل نجد أن المؤسسية في الإسلام لم تكتف بما سبق وإنما جاءت بآليات ووسائل وبدائل وفوق ذلك إرساء المرجعية الشرعية - والتاريخ الإسلامي زاخر بالمواقف الثابتة حول المرجعية الشرعية - نموذج موقف مؤسسة الـ70 في قضية تقسيم أرض السواد.
لكني وقفت مؤخرا على المرجعية الشرعية انطلاقا من مرجعية التخصص العلمي دون تردد أو نفاق.
باختصار شديد، الشاهد هو تأسيس الفقيه الشافعي وتأليفه لكتابه المعروف: "الرسالة في أصول الفقه".. فقد كان أمراء بني العباس يفسرون النص القرآني بما يخدم سلطاتهم وطواغيتهم المستبدة، فوضع الفقيه الشافعي كتابه الآنف محددا آليات اللغة كما نطقت العرب، وهنا تم نفيه تحت مبررات أخرى، فخرج إلى مصر وأكمل الكتاب وسلمه للطلاب وهنا بدأت مؤسسية التخصص العلمي.
صحيح أن الفقهاء اختلفوا كثيرا فيما بعد ولكن آليات الفهم اللغوي ظلت كما هي، وإن كنا سننسى فلا ننسى قضية "الدوران" مع المرجعية والمبدأ، وهذه ثقافة ضد طاغوتية الشخصنة والسياسة... إلخ.
مؤسسة الأمن القومي:
ويمكننا تسميتها مع مؤسسة الشورى، كما في بعض الدول نظام بالغرفتين - مجلس الشيوخ، أو مجلس التخطيط والدراسات الإستراتيجية، قال تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا" (النساء، 83).
هذا النص المؤسسي اكتنز فيه دلالات كثيفة وهامة، منها: وجوب احترام التخصص وتنفيذ المخرجات الصادرة عنه، ومنها إستراتيجيات الأمن القومي -الأمن أو الخوف- الأمن الشامل سياسيا، عسكريا، اقتصاديا، هوية، تربية، كل ما يمس الاستقلال الشامل.
ومنها دفن الطاغوت بأنواعه، نلاحظ ذلك في تذييل النص بمفهومين كبيرين، مفهوم فضل الله علينا في إنزال التشريع، ثم مفهوم اتباع الشيطان.. بربكم ما علاقة الدلالة بالشيطان؟
إذن، الشيطان هنا أنواع الطاغوت - الفردية، الملأ، القبيلة، الحزب الأيديولوجي، الرأسمالية المتوحشة، الشخصنة، السلالية، العنصرية.. قل ما تشاء عن كل ما يخالف المؤسسية والتي في النهاية إرساء شخصية الأمة والولاء للمبادئ وللأمة.
الخلاصة: سيقال كثر الحديث عن عقيدة الكفر بالطاغوت، ونقول ربما كثر في نظر البعض لكن كلامنا لا يخلو من فائدة جديدة وهامة وفوق ذلك نؤكد أن عقيدة الكفر بالطاغوت تحتاج مجلدا كبيرا.
وليس أخيرا، إننا من يوم نسينا عقيدة الكفر بالطاغوت وحصرناها في الصنم الحجري أصبحت أمتنا تعبد الطاغوت بسبب روايات خالفت مقاصد القرآن ومقاصد التشريع، علما أن الأصوليين قرروا أن ما خالف مقاصد التشريع فلا عبرة به. (الإمام الغزالي: المستصفى، 1 - 278).
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10755
الخلاصة: سيقال كثر الحديث عن عقيدة الكفر بالطاغوت، ونقول ربما كثر في نظر البعض لكن كلامنا لا يخلو من فائدة جديدة وهامة وفوق ذلك نؤكد أن عقيدة الكفر بالطاغوت تحتاج مجلدا كبيرا.
وليس أخيرا، إننا من يوم نسينا عقيدة الكفر بالطاغوت وحصرناها في الصنم الحجري أصبحت أمتنا تعبد الطاغوت بسبب روايات خالفت مقاصد القرآن ومقاصد التشريع، علما أن الأصوليين قرروا أن ما خالف مقاصد التشريع فلا عبرة به. (الإمام الغزالي: المستصفى، 1 - 278).
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10755
alislah-ye.net
الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية) (الحلقة الثالثة: المؤسسية في الإسلام..)
- الوظيفة الاجتماعية للإسلام.. استقامة الفكر والسلوك المجتمعي (قراءة سننية) (الحلقة الثالثة: المؤسسية في الإسلام..)
شدد على إعادة بناء البنية التحتية..
قيادي في إصلاح المهرة: قواعدنا قدمت الخدمات للمتضررين من الإعصار وندعو لمضاعفة الجهود
الإصلاح نت - خاص
قال أمين المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المهرة، عبد الله نويجع، إن كل قواعد الإصلاح حضرت منذ اللحظات الأولى لوصول إعصار تيج في مختلف المديريات، وقامت بواجبها تجاه المتضررين وتقديم الخدمات لهم.
وثمن نويجع، في تصريح لـ"الإصلاح نت"، الجهود التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، الذي كان حاضرا في المحافظة للوقوف أمام تداعيات هذه الكارثة، داعيا في الوقت ذاته إلى تسخير كل الجهود الحكومية لإعادة تأهيل البنية التحتية ومساعدة الأسر المتضررة من الإعصار.
كما ثمن دور قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في تقديم خدماتهم ومساعداتهم للمتضررين، إلى جانب سلطنة عمان التي كان لها دور في تقديم المساعدات، مشيرا إلى أن المحافظة بحاجة لدعم أكبر لإعادة تأهيل كل ما دمره الإعصار.
وأشار إلى أن حجم الكارثة كبير، ويحتاج إلى تضافر الجميع سواء في السلطة المحلية أو منظمات المجتمع المدني لمساعدة المتضررين وتعويض خسائرهم.
وأشاد نويجع بمساندة السلطة المحلية في حضرموت والمجتمع الحضرمي، إلى جانب إخوانهم في المهرة، وتقديم قافلة إغاثية لهم، للتخفيف من حدة معاناة الأسر التي تضررت جراء الإعصار.
ودعا السلطة المحلية بالمهرة إلى المضاعفة من جهود استعداداتها للمرحلة المقبلة، والعمل على بناء مراكز إيواء، إلى جانب توفير المخزون الغذائي الكافي، إضافة ضرورة تواجد طائرات تكون قادرة على الوصول إلى أماكن المتضررين.
وأشاد القيادي في الإصلاح بالمهرة، بدور المواطنين بمختلف المديريات في مساعدة المتضررين، سواء في استيعابهم في منازلهم أو نقلهم إلى مراكز الإيواء، موضحاً أن ذلك يدل على الترابط المجتمعي الذي تتميز به المهرة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10756
قيادي في إصلاح المهرة: قواعدنا قدمت الخدمات للمتضررين من الإعصار وندعو لمضاعفة الجهود
الإصلاح نت - خاص
قال أمين المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المهرة، عبد الله نويجع، إن كل قواعد الإصلاح حضرت منذ اللحظات الأولى لوصول إعصار تيج في مختلف المديريات، وقامت بواجبها تجاه المتضررين وتقديم الخدمات لهم.
وثمن نويجع، في تصريح لـ"الإصلاح نت"، الجهود التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، الذي كان حاضرا في المحافظة للوقوف أمام تداعيات هذه الكارثة، داعيا في الوقت ذاته إلى تسخير كل الجهود الحكومية لإعادة تأهيل البنية التحتية ومساعدة الأسر المتضررة من الإعصار.
كما ثمن دور قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في تقديم خدماتهم ومساعداتهم للمتضررين، إلى جانب سلطنة عمان التي كان لها دور في تقديم المساعدات، مشيرا إلى أن المحافظة بحاجة لدعم أكبر لإعادة تأهيل كل ما دمره الإعصار.
وأشار إلى أن حجم الكارثة كبير، ويحتاج إلى تضافر الجميع سواء في السلطة المحلية أو منظمات المجتمع المدني لمساعدة المتضررين وتعويض خسائرهم.
وأشاد نويجع بمساندة السلطة المحلية في حضرموت والمجتمع الحضرمي، إلى جانب إخوانهم في المهرة، وتقديم قافلة إغاثية لهم، للتخفيف من حدة معاناة الأسر التي تضررت جراء الإعصار.
ودعا السلطة المحلية بالمهرة إلى المضاعفة من جهود استعداداتها للمرحلة المقبلة، والعمل على بناء مراكز إيواء، إلى جانب توفير المخزون الغذائي الكافي، إضافة ضرورة تواجد طائرات تكون قادرة على الوصول إلى أماكن المتضررين.
وأشاد القيادي في الإصلاح بالمهرة، بدور المواطنين بمختلف المديريات في مساعدة المتضررين، سواء في استيعابهم في منازلهم أو نقلهم إلى مراكز الإيواء، موضحاً أن ذلك يدل على الترابط المجتمعي الذي تتميز به المهرة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10756
alislah-ye.net
قيادي في إصلاح المهرة: قواعدنا قدمت الخدمات للمتضررين من الإعصار وندعو لمساندة المتضررين
- شدد على إعادة بناء البنية التحتية.. قيادي في إصلاح المهرة: قواعدنا قدمت الخدمات للمتضررين من الإعصار وندعو لمساندة المتضررين
كيف تتخذ مليشيا الحوثيين من مساعي السلام غطاء لاستعدادها لمعارك عنيفة؟
الإصلاح نت - خاص
بالتوازي مع مساعي تحقيق السلام في اليمن، تشهد مختلف جبهات القتال في الداخل معارك ومناوشات محدودة منذ مطلع أبريل من العام الماضي، وعادة ما تكون مليشيا الحوثيين الإرهابية هي الطرف البادئ في مختلف تلك المعارك المحدودة وغير المعلنة، والتي بدأت بالتوازي مع الهدنة التي استمرت ستة أشهر، خلال الفترة من مطلع أبريل وحتى بداية أكتوبر من العام 2022، وواصلت المليشيا معاركها بعد انتهاء الهدنة وما زالت مستمرة إلى الآن.
هذه المعارك والهجمات المحدودة والمتقطعة والتي تنشب كل مرة في جبهة مختلفة، ليست سوى تكتيك جديد للمليشيا الحوثية انتهجته بعد فشل معركتها في السيطرة على محافظة مأرب، والتي استمرت نحو سنة كاملة، قبل أن تنسحب المليشيا من أرض المعركة وهي تجر أذيال الهزيمة.
ولجأت المليشيا لهذا التكتيك كونه الخيار الوحيد المتاح أمامها لأنها لم تعد قادرة على خوض معارك عنيفة ومعلنة في وقت ما زال فيه شبح معركة مأرب يلاحقها، وفضلت المعارك المحدودة لتبقي عناصر مليشياتها في حالة من الاستعداد القتالي حتى تتمكن من مراكمة المزيد من السلاح والمقاتلين، استعدادا لخوض معارك جديدة.
- مساعي السلام كغطاء للاستعداد للحرب
عندما تم التوقيع على هدنة إنسانية في اليمن، في مطلع أبريل 2022، كانت تلك المرة الأولى التي وافقت فيها مليشيا الحوثيين على هدنة إنسانية، بعد فشل جميع المحاولات السابقة لوقف إطلاق النار ولو مؤقتا، ولم توافق المليشيا الحوثية على تلك الهدنة إلا عندما رأت أنها المخرج الوحيد المشرف من هزيمتها في معركة مأرب.
ورغم أن الوسطاء الدوليين رأوا في تلك الهدنة اختراقا مهما في جدار الأزمة اليمنية يمكن البناء عليه لتحقيق السلام في البلاد والحل السياسي للأزمة، إلا أن المليشيا الحوثية ظلت تتعاطى مع مساعي السلام لتكون غطاء لنهجها الدموي والاستعداد الدائم للحرب ومراكمة المزيد من الأسلحة وتجنيد مزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال.
وحتى تعاطي المليشيا الحوثية مع مساعي السلام فإنه مجتزأ، حيث تنظر المليشيا للسلام من زاوية المكاسب التي تسعى للحصول عليها بعد أن عجزت عن الحصول عليها بواسطة الحرب، فهي تريد من الآخرين دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها رغم أنها هي من تنهب إيرادات المحافظات التي تسيطر عليها، وترفض إيداعها في حسابات بنكية خاصة لدفع رواتب الموظفين، وفوق ذلك فهي تطالب بنصف إيرادات البلاد من صادرات النفط والغاز، وإلا ستمنع التصدير من خلال الطائرات المسيرة الإيرانية، ولو كانت هي الطرف المسيطر على مناطق النفط والغاز لنهبت إيراداتها بالكامل، ولن تشاركها مع أي طرف، ولن تدفع رواتب الموظفين، وستسخرها في تمويل حروبها على الشعب اليمني.
كما أن جميع ممارسات مليشيا الحوثيين، سواء خلال الهدنة التي استمرت ستة أشهر (من مطلع أبريل وحتى بداية أكتوبر 2022)، أو ممارساتها بعد انتهاء الهدنة وإلى الآن، كلها تؤكد أنها تعد العدة لإشعال معارك جديدة أكثر عنفا وأنه لا نية لها في تحقيق سلام شامل ودائم، وعندما يحين موعد تلك المعارك سيتضح للجميع كيف خدعتهم المليشيا الحوثية بتجاوبها مع مساعي السلام، وأن ذلك لم يكن سوى استهلاك للوقت، حتى يحين وقت المعارك الحاسمة.
ولذا ستظل المليشيا الحوثية تعمل على استمرار تهريب الأسلحة من إيران لتتمكن لاحقا من إشعال معارك عنيفة أملا في تحقيق مشروعها السلالي بقوة السلاح، ومن المحتمل أن إيران ستزود مليشيا الحوثيين بأسلحة حديثة أكثر فتكا وقوة تدميرية لتكون ذراعا قويا لها بعد تنامي التهديدات الأمريكية والإسرائيلية لإيران إثر عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وتهديد إيران بما وصفته بـ"الرد الخماسي"، أي تحريك مليشياتها في المنطقة إذا تعرضت لأي هجوم.
- الاستعداد المكثف لمعارك قادمة
وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت المليشيا عددا من العروض العسكرية في صنعاء والحديدة وإب والبيضاء وغيرها، كما سيرت مسيرة مسلحة راجلة من ذمار إلى تعز، كل ذلك ضمن استعداداتها لمزيد من الحروب وسفك الدماء بعد أن تتمكن من زيادة مخزونها من الأسلحة وأيضا زيادة أعداد المقاتلين، أي سد النقص وتعويض خسائرها التي تكبدتها خلال المعارك السابقة في الأرواح والعتاد.
كما أن المليشيا ماضية في تطييف المجتمع وملشنته من خلال المناهج الدراسية ووسائل الإعلام التي سطت عليها ومنابر المساجد، باعتبار ذلك من أهم وسائل استقطاب المقاتلين بعد تطييفهم وشحنهم بثقافة العنف والإرهاب، وتواصل المليشيا تحميل المجتمع دفع فاتورة حروبها وفرض زيادات في الضرائب والجمارك وأيضا زيادة الإتاوات والجبايات واتساع نطاقها لتشمل فئات جديدة مع زيادة مبالغها، وكل ذلك لمراكمة الثراء الشخصي لقيادات المليشيا وتمويل جبهات القتال والإنفاق على التسليح وحشد المقاتلين.
الإصلاح نت - خاص
بالتوازي مع مساعي تحقيق السلام في اليمن، تشهد مختلف جبهات القتال في الداخل معارك ومناوشات محدودة منذ مطلع أبريل من العام الماضي، وعادة ما تكون مليشيا الحوثيين الإرهابية هي الطرف البادئ في مختلف تلك المعارك المحدودة وغير المعلنة، والتي بدأت بالتوازي مع الهدنة التي استمرت ستة أشهر، خلال الفترة من مطلع أبريل وحتى بداية أكتوبر من العام 2022، وواصلت المليشيا معاركها بعد انتهاء الهدنة وما زالت مستمرة إلى الآن.
هذه المعارك والهجمات المحدودة والمتقطعة والتي تنشب كل مرة في جبهة مختلفة، ليست سوى تكتيك جديد للمليشيا الحوثية انتهجته بعد فشل معركتها في السيطرة على محافظة مأرب، والتي استمرت نحو سنة كاملة، قبل أن تنسحب المليشيا من أرض المعركة وهي تجر أذيال الهزيمة.
ولجأت المليشيا لهذا التكتيك كونه الخيار الوحيد المتاح أمامها لأنها لم تعد قادرة على خوض معارك عنيفة ومعلنة في وقت ما زال فيه شبح معركة مأرب يلاحقها، وفضلت المعارك المحدودة لتبقي عناصر مليشياتها في حالة من الاستعداد القتالي حتى تتمكن من مراكمة المزيد من السلاح والمقاتلين، استعدادا لخوض معارك جديدة.
- مساعي السلام كغطاء للاستعداد للحرب
عندما تم التوقيع على هدنة إنسانية في اليمن، في مطلع أبريل 2022، كانت تلك المرة الأولى التي وافقت فيها مليشيا الحوثيين على هدنة إنسانية، بعد فشل جميع المحاولات السابقة لوقف إطلاق النار ولو مؤقتا، ولم توافق المليشيا الحوثية على تلك الهدنة إلا عندما رأت أنها المخرج الوحيد المشرف من هزيمتها في معركة مأرب.
ورغم أن الوسطاء الدوليين رأوا في تلك الهدنة اختراقا مهما في جدار الأزمة اليمنية يمكن البناء عليه لتحقيق السلام في البلاد والحل السياسي للأزمة، إلا أن المليشيا الحوثية ظلت تتعاطى مع مساعي السلام لتكون غطاء لنهجها الدموي والاستعداد الدائم للحرب ومراكمة المزيد من الأسلحة وتجنيد مزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال.
وحتى تعاطي المليشيا الحوثية مع مساعي السلام فإنه مجتزأ، حيث تنظر المليشيا للسلام من زاوية المكاسب التي تسعى للحصول عليها بعد أن عجزت عن الحصول عليها بواسطة الحرب، فهي تريد من الآخرين دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها رغم أنها هي من تنهب إيرادات المحافظات التي تسيطر عليها، وترفض إيداعها في حسابات بنكية خاصة لدفع رواتب الموظفين، وفوق ذلك فهي تطالب بنصف إيرادات البلاد من صادرات النفط والغاز، وإلا ستمنع التصدير من خلال الطائرات المسيرة الإيرانية، ولو كانت هي الطرف المسيطر على مناطق النفط والغاز لنهبت إيراداتها بالكامل، ولن تشاركها مع أي طرف، ولن تدفع رواتب الموظفين، وستسخرها في تمويل حروبها على الشعب اليمني.
كما أن جميع ممارسات مليشيا الحوثيين، سواء خلال الهدنة التي استمرت ستة أشهر (من مطلع أبريل وحتى بداية أكتوبر 2022)، أو ممارساتها بعد انتهاء الهدنة وإلى الآن، كلها تؤكد أنها تعد العدة لإشعال معارك جديدة أكثر عنفا وأنه لا نية لها في تحقيق سلام شامل ودائم، وعندما يحين موعد تلك المعارك سيتضح للجميع كيف خدعتهم المليشيا الحوثية بتجاوبها مع مساعي السلام، وأن ذلك لم يكن سوى استهلاك للوقت، حتى يحين وقت المعارك الحاسمة.
ولذا ستظل المليشيا الحوثية تعمل على استمرار تهريب الأسلحة من إيران لتتمكن لاحقا من إشعال معارك عنيفة أملا في تحقيق مشروعها السلالي بقوة السلاح، ومن المحتمل أن إيران ستزود مليشيا الحوثيين بأسلحة حديثة أكثر فتكا وقوة تدميرية لتكون ذراعا قويا لها بعد تنامي التهديدات الأمريكية والإسرائيلية لإيران إثر عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وتهديد إيران بما وصفته بـ"الرد الخماسي"، أي تحريك مليشياتها في المنطقة إذا تعرضت لأي هجوم.
- الاستعداد المكثف لمعارك قادمة
وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت المليشيا عددا من العروض العسكرية في صنعاء والحديدة وإب والبيضاء وغيرها، كما سيرت مسيرة مسلحة راجلة من ذمار إلى تعز، كل ذلك ضمن استعداداتها لمزيد من الحروب وسفك الدماء بعد أن تتمكن من زيادة مخزونها من الأسلحة وأيضا زيادة أعداد المقاتلين، أي سد النقص وتعويض خسائرها التي تكبدتها خلال المعارك السابقة في الأرواح والعتاد.
كما أن المليشيا ماضية في تطييف المجتمع وملشنته من خلال المناهج الدراسية ووسائل الإعلام التي سطت عليها ومنابر المساجد، باعتبار ذلك من أهم وسائل استقطاب المقاتلين بعد تطييفهم وشحنهم بثقافة العنف والإرهاب، وتواصل المليشيا تحميل المجتمع دفع فاتورة حروبها وفرض زيادات في الضرائب والجمارك وأيضا زيادة الإتاوات والجبايات واتساع نطاقها لتشمل فئات جديدة مع زيادة مبالغها، وكل ذلك لمراكمة الثراء الشخصي لقيادات المليشيا وتمويل جبهات القتال والإنفاق على التسليح وحشد المقاتلين.
- دلالات معارك الحوثيين المحدودة وغير المعلنة
لم تغامر مليشيا الحوثيين بإشعال معركة كبيرة بعد هزيمتها في معركة مأرب، ومن المؤكد أنها إلى الآن لم تتمكن من تعويض جميع الخسائر التي تكبدتها خلال تلك المعركة، سواء في الأرواح أو المعدات، وأما التصريحات العنترية والتهديدات بإشعال الحرب مجددا منذ توقف معركة مأرب فهي تؤكد ضعف المليشيا، والهدف من تلك التهديدات رفع المعنويات المنهارة لمقاتليها بعد خسارتها معركة مأرب وأيضا خسائرها التي تكبدتها بالتوازي مع ذلك في شبوة وحجة وتعز.
وجراء ذلك فضلت المليشيا الحوثية خوض معارك محدودة ومتقطعة في مختلف الجبهات، ولم تقدم أي عمل أو بادرة حسن نية للتأكيد على رغبتها في السلام مع أنها تُظهِر التعاطي مع مختلف مساعي السلام، ما يعني أنها توظف تجاوبها مع مساعي السلام ليكون ذلك غطاء لاستعداداتها لجولات حرب أكثر دموية وعنفا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وأما المعارك المحدودة والمتقطعة التي تشعلها من حين لآخر فلها أهداف عدة، منها:
• الاعتقاد أنها معارك استنزاف للجيش الوطني وإرهاقه، مع أن المليشيا تستنزف نفسها أكثر من استنزافها للجيش الوطني، لأن الطرف المهاجم يتكبد خسائر أكثر من الطرف المدافع.
• الاعتقاد أن المعارك المحدودة وغير المعلنة لن تتطلب عودة التدخل العسكري لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
• المعارك المحدودة والمتقطعة ستعفي المليشيا من خسائر المعارك الكبيرة والمعلنة، مثل معركة مأرب، وما لذلك من تأثير كبير على معنويات مقاتلي المليشيا.
• تلك المعارك ستجعل مقاتلي المليشيا في حالة استعداد دائم للحرب وعدم إهمالهم ليركنوا للراحة والدعة وبالتالي الانسحاب المحتمل لبعضهم من جبهات القتال.
• المعارك الخفيفة والمحدودة تعد تضييعا للوقت في المراوغات وجعل البلاد في حالة لا حرب ولا سلم حتى يحين وقت إشعال معارك عنيفة والتصعيد العسكري الشامل.
• المعارك المحدودة والمتقطعة تعد من وسائل استهلاك الوقت وبالتالي الرهان على متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية تصب في مصلحة المليشيا.
وهكذا يتضح مما سبق أن الرهان على إمكانية جنوح المليشيا الحوثية للسلام يعد عبثا بقضية مصيرية تهم الشعب اليمني بمجمله، لأن المليشيا تتخذ من مساعي السلام غطاء لاستعداداتها المكثفة لإشعال معارك جديدة أكثر دموية وعنفا من المعارك السابقة.
ولذلك فإن التعجيل بالقضاء على الانقلاب الحوثي يعد الأساس لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن وجواره الجغرافي، وما عدا ذلك فإن كل زيادة جديدة في عمر الانقلاب ستخلق تحديات مستقبلية كبيرة، وستجعل مهمة استعادة الدولة أكثر كلفة من جميع النواحي.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10757
لم تغامر مليشيا الحوثيين بإشعال معركة كبيرة بعد هزيمتها في معركة مأرب، ومن المؤكد أنها إلى الآن لم تتمكن من تعويض جميع الخسائر التي تكبدتها خلال تلك المعركة، سواء في الأرواح أو المعدات، وأما التصريحات العنترية والتهديدات بإشعال الحرب مجددا منذ توقف معركة مأرب فهي تؤكد ضعف المليشيا، والهدف من تلك التهديدات رفع المعنويات المنهارة لمقاتليها بعد خسارتها معركة مأرب وأيضا خسائرها التي تكبدتها بالتوازي مع ذلك في شبوة وحجة وتعز.
وجراء ذلك فضلت المليشيا الحوثية خوض معارك محدودة ومتقطعة في مختلف الجبهات، ولم تقدم أي عمل أو بادرة حسن نية للتأكيد على رغبتها في السلام مع أنها تُظهِر التعاطي مع مختلف مساعي السلام، ما يعني أنها توظف تجاوبها مع مساعي السلام ليكون ذلك غطاء لاستعداداتها لجولات حرب أكثر دموية وعنفا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وأما المعارك المحدودة والمتقطعة التي تشعلها من حين لآخر فلها أهداف عدة، منها:
• الاعتقاد أنها معارك استنزاف للجيش الوطني وإرهاقه، مع أن المليشيا تستنزف نفسها أكثر من استنزافها للجيش الوطني، لأن الطرف المهاجم يتكبد خسائر أكثر من الطرف المدافع.
• الاعتقاد أن المعارك المحدودة وغير المعلنة لن تتطلب عودة التدخل العسكري لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
• المعارك المحدودة والمتقطعة ستعفي المليشيا من خسائر المعارك الكبيرة والمعلنة، مثل معركة مأرب، وما لذلك من تأثير كبير على معنويات مقاتلي المليشيا.
• تلك المعارك ستجعل مقاتلي المليشيا في حالة استعداد دائم للحرب وعدم إهمالهم ليركنوا للراحة والدعة وبالتالي الانسحاب المحتمل لبعضهم من جبهات القتال.
• المعارك الخفيفة والمحدودة تعد تضييعا للوقت في المراوغات وجعل البلاد في حالة لا حرب ولا سلم حتى يحين وقت إشعال معارك عنيفة والتصعيد العسكري الشامل.
• المعارك المحدودة والمتقطعة تعد من وسائل استهلاك الوقت وبالتالي الرهان على متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية تصب في مصلحة المليشيا.
وهكذا يتضح مما سبق أن الرهان على إمكانية جنوح المليشيا الحوثية للسلام يعد عبثا بقضية مصيرية تهم الشعب اليمني بمجمله، لأن المليشيا تتخذ من مساعي السلام غطاء لاستعداداتها المكثفة لإشعال معارك جديدة أكثر دموية وعنفا من المعارك السابقة.
ولذلك فإن التعجيل بالقضاء على الانقلاب الحوثي يعد الأساس لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن وجواره الجغرافي، وما عدا ذلك فإن كل زيادة جديدة في عمر الانقلاب ستخلق تحديات مستقبلية كبيرة، وستجعل مهمة استعادة الدولة أكثر كلفة من جميع النواحي.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10757
alislah-ye.net
كيف تتخذ مليشيا الحوثيين من مساعي السلام غطاء لاستعدادها لمعارك عنيفة؟
- كيف تتخذ مليشيا الحوثيين من مساعي السلام غطاء لاستعدادها لمعارك عنيفة؟
رئيس اصلاح المهرة يشدد على ضرورة التكاتف في معالجة أضرار إعصار تيج
الإصلاح نت – خاص
قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المهرة، سالم السقاف، بأن الوضع الكارثي الذي خلفه إعصار تيج وإحداثه دمار في البنية التحتية والأملاك الخاصة والعامة، بحاجة للعمل بروح الفريق الواحد، لإعادة الخدمات للمواطنين وإغاثة المتضررين.
وأشار السقاف لـ "الإصلاح نت" إلى أن عملية السباق على المواقع المتضررة بغرض التصوير والتباهي دون وضع المعالجات الكفيلة بإنهاء معاناة المتضررين من الاعصار سيزيد من تفاقم حجم الوضع الإنساني وإن ظل خلف الاضواء.
وأوضح السقاف بأن حجم الدمار الذي خلفه الاعصار يكشف للعلن غياب الدور الاشرافي والدراسات المسبقة ضاعفت من حجم الخسائر، وجعلتها وجبة سهلة أمام الاعصار خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية كالطرقات وغيرها.
ولفت السقاف إلى أن المجتمع المهري بات يتخوف من حدوث اي كارثة قادمة لتلتهم ما تبقى، بينما المسؤولين عن تلك المشاريع يقفون على الركام في انتظار الإشادة بإنجازاتهم التي كانت سببا تضررت المواطن.
ودعا السقاف الجهات المعنية بالنظر إلى حجم الكارثية والعمل على مراجعة وتقييم أعمالها قبل تنفيذها خلال المرحلة القادمة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10759
الإصلاح نت – خاص
قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المهرة، سالم السقاف، بأن الوضع الكارثي الذي خلفه إعصار تيج وإحداثه دمار في البنية التحتية والأملاك الخاصة والعامة، بحاجة للعمل بروح الفريق الواحد، لإعادة الخدمات للمواطنين وإغاثة المتضررين.
وأشار السقاف لـ "الإصلاح نت" إلى أن عملية السباق على المواقع المتضررة بغرض التصوير والتباهي دون وضع المعالجات الكفيلة بإنهاء معاناة المتضررين من الاعصار سيزيد من تفاقم حجم الوضع الإنساني وإن ظل خلف الاضواء.
وأوضح السقاف بأن حجم الدمار الذي خلفه الاعصار يكشف للعلن غياب الدور الاشرافي والدراسات المسبقة ضاعفت من حجم الخسائر، وجعلتها وجبة سهلة أمام الاعصار خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية كالطرقات وغيرها.
ولفت السقاف إلى أن المجتمع المهري بات يتخوف من حدوث اي كارثة قادمة لتلتهم ما تبقى، بينما المسؤولين عن تلك المشاريع يقفون على الركام في انتظار الإشادة بإنجازاتهم التي كانت سببا تضررت المواطن.
ودعا السقاف الجهات المعنية بالنظر إلى حجم الكارثية والعمل على مراجعة وتقييم أعمالها قبل تنفيذها خلال المرحلة القادمة.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10759
alislah-ye.net
رئيس اصلاح المهرة يشدد على ضرورة التكاتف في معالجة أضرار إعصار تيج
- رئيس اصلاح المهرة يشدد على ضرورة التكاتف في معالجة أضرار إعصار تيج
المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
#الإصلاح_نت-خاص
خدمة لمشروعها وتنفيذا لأهدافها، تواصل مليشيا الحوثي عبثها بالمنظومة القيمية، ونبذ العادات والتقاليد التي تحظى بالمكانة الاجتماعية الرفيعة، والدوس على الأعراف المعتبرة في المجتمع اليمني، والتي ظل اليمنيون يولونها اعتبارات خاصة ويتفاخرون بها كموروث شعبي وثقافي طيلة قرون من الزمان، باعتبارها واحدا مما يميز المجتمع اليمني..
لقراءة التقرير كاملاً:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10760
#الإصلاح_نت-خاص
خدمة لمشروعها وتنفيذا لأهدافها، تواصل مليشيا الحوثي عبثها بالمنظومة القيمية، ونبذ العادات والتقاليد التي تحظى بالمكانة الاجتماعية الرفيعة، والدوس على الأعراف المعتبرة في المجتمع اليمني، والتي ظل اليمنيون يولونها اعتبارات خاصة ويتفاخرون بها كموروث شعبي وثقافي طيلة قرون من الزمان، باعتبارها واحدا مما يميز المجتمع اليمني..
لقراءة التقرير كاملاً:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10760
alislah-ye.net
المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
- المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10760
خدمة لمشروعها وتنفيذا لأهدافها، تواصل مليشيا الحوثي عبثها بالمنظومة القيمية، ونبذ العادات والتقاليد التي تحظى بالمكانة الاجتماعية الرفيعة، والدوس على الأعراف المعتبرة في المجتمع اليمني، والتي ظل اليمنيون يولونها اعتبارات خاصة ويتفاخرون بها كموروث شعبي وثقافي طيلة قرون من الزمان، باعتبارها واحدا مما يميز المجتمع اليمني.
وقد اكتسبت المرأة اليمنية اهتماما خاصا ومكانة رفيعة بين تلك المنظومة ومصفوفة الأعراف والعادات في اليمن، بيد أن تلك المكانة الرفيعة التي كانت تحظى بها المرأة في المجتمع اليمني لم تلبث أن تعرضت للاستهداف الممنهج من قبل المليشيا الحوثية الانقلابية، خدمة لأجندتها ومشروعها، متخذة من المرأة اليمنية وسيلة من وسائلها المتعددة لخدمة تلك الأهداف.
سابقة خطيرة
ولم تتورع مليشيا الحوثي عن الزج بالمرأة في أتون حروبها المستمرة وإقحامها في الصراعات الدائرة منذ أكثر من تسع سنوات، وإنزالها من مقامها المرموق، وسلبها لمكانتها الرفيعة، فقد عملت المليشيا على تجنيد النساء بمختلف الأعمار في العاصمة صنعاء وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرتها وتسخيرها لأغراضها العسكرية والأمنية والمخابراتية، في سابقة خطيرة لم تشهدها اليمن من قبل.
وسبق أن حذر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) من مخاطر حملة تجنيد تنفذها مليشيا الحوثي مؤخرا، وذكر أن "عملية تجنيد جديدة قامت بها مليشيا الحوثي في صفوف الفتيات والنساء في اليمن، ضمن ما يسمى بكتائب الزينبيات، الجناح الأمني للمليشيا"، مؤكدا أن هذا السلوك "يظهر إصرار المليشيا على توسعة أدواتها القمعية ضد معارضيها في المناطق التي تسيطر عليها".
وبحسب المركز فقد "أظهرت مصادر محلية رصدها لتحركات من قِبل مليشيا الحوثي منذ أيام، ومساعٍ لإخضاع ما لا يقل عن 90 فتاة في العاصمة صنعاء وريفها لتدريب مكثّف على استخدام السلاح وبعض المهارات اللازمة للقيام بمهام عسكرية وعدائية وقمعية لاستهداف النساء في مناطق سيطرة المليشيا".
مهام قذرة
ويوضح المركز الأمريكي للعدالة أن مليشيا الحوثي "تهدف من خلال تجنيدها لعشرات الفتيات إلى زيادة أعداد جيش القمع النسائي لديها، والذي سيتولى مهام قمع اليمنيات المناوئات لسلطة الحوثي وملاحقتهن والاعتداء عليهن واعتقالهن ومداهمة منازلهن، وتنفيذ أعمال تجسسية واستخباراتية، خصوصاً في أماكن التجمعات النسوية، إلى جانب تقديم حصص تعبوية مذهبية لطالبات المدارس الحكومية في صنعاء وريفها، بهدف استقطاب فتيات أخريات للانضمام إلى تلك التشكيلات العسكرية".
وبين أن هذا التحرك لزيادة أعداد النساء في ما يُعرف باسم كتيبة الزينبيات "يأتي بالتزامن مع المشاركة الواسعة التي تم تسجليها من قبل النساء اليمنيات لا سيما في احتفالات ذكرى ثورة 26 سبتمبر الشهر الماضي، والتي شهدت تفاعلا واسعا من قبل النساء، كما أنها شهدت أيضًا حملة تحريض وتوجيه شتائم من قبل الموالين لمليشيا الحوثي عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا على أن سجل مليشيا الحوثي وجهازه النسائي كتيبة الزينبيات "مليء بالانتهاكات والممارسات الخطيرة ضد النساء لا سيما المعتقلات منهن داخل سجون الحوثي، وأن زيادة أعداد منتسبي الجهاز النسائي سيعني بالتبعية زيادة لوتيرة القمع والانتهاك ضد النساء اليمنيات".
أعمال تجسسية
وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط في وقت سابق أن مليشيا الحوثي "تنوي تقسيم الفتيات إلى ثلاث دفعات، تضم كل دفعة 30 مجندة تتولى القيام بمهام تخدم الأنشطة الحوثية، وذلك عقب استكمال تلقينهن دروساً تعبوية وتدريبهن على فنون القتال في أماكن وميادين مغلقة ومفتوحة، بعضها باحات مدارس وجامعات ومساجد وملاعب رياضية بصنعاء ومحيطها".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من دائرة حكم المليشيا في صنعاء أن "بعض المهام التي أوكلت المليشيا تنفيذها إلى تلك الدفعات من المجندات، تشمل القيام بأعمال ميدانية عدائية كالقمع والتجسس إلى جانب الاستهداف بالتطييف"، مؤكدة "أن المجندات سيتولين مهام قمع المناوئات لسلطة الانقلاب وملاحقتهن والاعتداء عليهن واعتقالهن ومداهمة منازلهن، وتنفيذ أعمال تجسسية واستخباراتية، خصوصاً في أماكن التجمعات النسوية، إلى جانب تقديم حصص تعبوية أسبوعية لطالبات المدارس الحكومية في صنعاء وريفها، بغية غسل أدمغتهن واستدراجهن للانضمام إلى تلك التشكيلات العسكرية".
وتأتي هذه الخطوة بعد إقدام المليشيا في الذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر على نشر مجاميع نسائية مسلحة تتبع جهاز أمنها الوقائي في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء ومدن إب وذمار والحديدة وغيرها، حيث باشرن شن حملات ملاحقة واعتداء لفتيات شاركن بالاحتفال في الشوارع والأحياء بذكرى الثورة.
الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10760
خدمة لمشروعها وتنفيذا لأهدافها، تواصل مليشيا الحوثي عبثها بالمنظومة القيمية، ونبذ العادات والتقاليد التي تحظى بالمكانة الاجتماعية الرفيعة، والدوس على الأعراف المعتبرة في المجتمع اليمني، والتي ظل اليمنيون يولونها اعتبارات خاصة ويتفاخرون بها كموروث شعبي وثقافي طيلة قرون من الزمان، باعتبارها واحدا مما يميز المجتمع اليمني.
وقد اكتسبت المرأة اليمنية اهتماما خاصا ومكانة رفيعة بين تلك المنظومة ومصفوفة الأعراف والعادات في اليمن، بيد أن تلك المكانة الرفيعة التي كانت تحظى بها المرأة في المجتمع اليمني لم تلبث أن تعرضت للاستهداف الممنهج من قبل المليشيا الحوثية الانقلابية، خدمة لأجندتها ومشروعها، متخذة من المرأة اليمنية وسيلة من وسائلها المتعددة لخدمة تلك الأهداف.
سابقة خطيرة
ولم تتورع مليشيا الحوثي عن الزج بالمرأة في أتون حروبها المستمرة وإقحامها في الصراعات الدائرة منذ أكثر من تسع سنوات، وإنزالها من مقامها المرموق، وسلبها لمكانتها الرفيعة، فقد عملت المليشيا على تجنيد النساء بمختلف الأعمار في العاصمة صنعاء وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرتها وتسخيرها لأغراضها العسكرية والأمنية والمخابراتية، في سابقة خطيرة لم تشهدها اليمن من قبل.
وسبق أن حذر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) من مخاطر حملة تجنيد تنفذها مليشيا الحوثي مؤخرا، وذكر أن "عملية تجنيد جديدة قامت بها مليشيا الحوثي في صفوف الفتيات والنساء في اليمن، ضمن ما يسمى بكتائب الزينبيات، الجناح الأمني للمليشيا"، مؤكدا أن هذا السلوك "يظهر إصرار المليشيا على توسعة أدواتها القمعية ضد معارضيها في المناطق التي تسيطر عليها".
وبحسب المركز فقد "أظهرت مصادر محلية رصدها لتحركات من قِبل مليشيا الحوثي منذ أيام، ومساعٍ لإخضاع ما لا يقل عن 90 فتاة في العاصمة صنعاء وريفها لتدريب مكثّف على استخدام السلاح وبعض المهارات اللازمة للقيام بمهام عسكرية وعدائية وقمعية لاستهداف النساء في مناطق سيطرة المليشيا".
مهام قذرة
ويوضح المركز الأمريكي للعدالة أن مليشيا الحوثي "تهدف من خلال تجنيدها لعشرات الفتيات إلى زيادة أعداد جيش القمع النسائي لديها، والذي سيتولى مهام قمع اليمنيات المناوئات لسلطة الحوثي وملاحقتهن والاعتداء عليهن واعتقالهن ومداهمة منازلهن، وتنفيذ أعمال تجسسية واستخباراتية، خصوصاً في أماكن التجمعات النسوية، إلى جانب تقديم حصص تعبوية مذهبية لطالبات المدارس الحكومية في صنعاء وريفها، بهدف استقطاب فتيات أخريات للانضمام إلى تلك التشكيلات العسكرية".
وبين أن هذا التحرك لزيادة أعداد النساء في ما يُعرف باسم كتيبة الزينبيات "يأتي بالتزامن مع المشاركة الواسعة التي تم تسجليها من قبل النساء اليمنيات لا سيما في احتفالات ذكرى ثورة 26 سبتمبر الشهر الماضي، والتي شهدت تفاعلا واسعا من قبل النساء، كما أنها شهدت أيضًا حملة تحريض وتوجيه شتائم من قبل الموالين لمليشيا الحوثي عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا على أن سجل مليشيا الحوثي وجهازه النسائي كتيبة الزينبيات "مليء بالانتهاكات والممارسات الخطيرة ضد النساء لا سيما المعتقلات منهن داخل سجون الحوثي، وأن زيادة أعداد منتسبي الجهاز النسائي سيعني بالتبعية زيادة لوتيرة القمع والانتهاك ضد النساء اليمنيات".
أعمال تجسسية
وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط في وقت سابق أن مليشيا الحوثي "تنوي تقسيم الفتيات إلى ثلاث دفعات، تضم كل دفعة 30 مجندة تتولى القيام بمهام تخدم الأنشطة الحوثية، وذلك عقب استكمال تلقينهن دروساً تعبوية وتدريبهن على فنون القتال في أماكن وميادين مغلقة ومفتوحة، بعضها باحات مدارس وجامعات ومساجد وملاعب رياضية بصنعاء ومحيطها".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من دائرة حكم المليشيا في صنعاء أن "بعض المهام التي أوكلت المليشيا تنفيذها إلى تلك الدفعات من المجندات، تشمل القيام بأعمال ميدانية عدائية كالقمع والتجسس إلى جانب الاستهداف بالتطييف"، مؤكدة "أن المجندات سيتولين مهام قمع المناوئات لسلطة الانقلاب وملاحقتهن والاعتداء عليهن واعتقالهن ومداهمة منازلهن، وتنفيذ أعمال تجسسية واستخباراتية، خصوصاً في أماكن التجمعات النسوية، إلى جانب تقديم حصص تعبوية أسبوعية لطالبات المدارس الحكومية في صنعاء وريفها، بغية غسل أدمغتهن واستدراجهن للانضمام إلى تلك التشكيلات العسكرية".
وتأتي هذه الخطوة بعد إقدام المليشيا في الذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر على نشر مجاميع نسائية مسلحة تتبع جهاز أمنها الوقائي في شوارع وأحياء العاصمة صنعاء ومدن إب وذمار والحديدة وغيرها، حيث باشرن شن حملات ملاحقة واعتداء لفتيات شاركن بالاحتفال في الشوارع والأحياء بذكرى الثورة.
alislah-ye.net
المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
- المرأة اليمنية في زمن الحوثيين.. بين الاستغلال ومصادرة الحقوق
وسائل الاستقطاب
وقد اتبعت مليشيا الحوثي عدداً من الأساليب لتجنيد النساء واستقطابهن إلى صفوفها، وتكليفهن مهاما أمنية وعسكرية، أبرزها التهديد وأخذهن بالإجبار والقوة، فقد أقدمت عناصر المليشيا على أخذ العديد من الفتيات وطالبات المدارس لتدريبهن في حالات كثيرة باستخدام القوة أو تهديد آبائهن بالقتل، وذلك من خلال حملة مداهمات لسكن الطالبات من قبل مجندات حوثيات يعملن في صفوف المليشيا، حيث ووفقا لناشطين فقد تم استقطاب عدد من الطالبات مؤخراً من محافظة حجة ويتم تدريبهن على استخدام السلاح في ضواحي صنعاء.
كما يمثل الإغراء بالمال وسيلة أخرى من وسائل المليشيا الحوثية لاستقطاب الفتيات للعمل في صفوفها، حيث تغري المليشيا أسر الفتيات والنساء بالمال، استغلالاً لانتشار الفقر وتردي الأوضاع المعيشية للأسر اليمنية نتيجة لسياسة الإفقار والتجويع التي سلكتها المليشيا الحوثية، بالإضافة إلى استغلال السجينات اللاتي يقبعن في زنازين المليشيا واللاتي قامت عناصر المليشيا باختطافهن وتغييبهن في السجون دون أدنى تهمة موجهة لهن، فقد عمل الحوثيون -وفق مصادر إعلامية- على استخدام النساء الجانحات المحكوم عليهن بأحكام قضائية في بعض السجون التابعة لهم وشرعوا بتدريبهن ضمن دورات مكثفة، ونجحوا بالتأثير على البعض منهن، حيث أصبحن يشكلن فرقا خاصة للقيام بتدريب فتيات الحوثيين المنضمات حديثاً لمعسكرات التدريب.
جهاز هلامي
وتعد كتائب الزينبيات التي أنشأتها مليشيا الحوثي واحدة من الأجهزة الأمنية التي تديرها المليشيا، والتي هي عبارة عن مجموعات نسائية مسلحة، تحظى بتدريبات عالية، على أيدي فرق متخصصة من لبنان وإيران، متمثلة بخبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، حيث يتم إعطاء المتدربات تعليمات وتدريبات لتنفيذ مهام خاصة كالاقتحامات والاعتقالات وفض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتنفيذ العديد من المهام الخاصة كالتجسس والإيقاع بالخصوم.
وبحسب مستشار وزارة الإعلام اليمنية، فيصل العواضي، فإنّ "هذه الكتائب من أدبيات الحرس الثوري الإيراني، والحشد الشعبي العراقي، وحزب الله اللبناني، وكل المليشيات الإيرانية في المنطقة التي تسير على النهج نفسه، من خلال تجنيد الأطفال والنساء".
وقد عمدت مليشيا الحوثي إلى جعل هذه الكتائب غير رسمية وعملت على إبقائها ضمن الأجهزة الهلامية، ليصعب تتبع قياداته أو معرفة هيكله، بحكم خطورة المهام الموكلة لأفرادها من النساء، وتنفيذ عمليات خارج نطاق القانون، فكل ما يتم الاهتمام والاعتناء به إلى جانب التدريب هو ضمان ولاء هذه الكتائب لمليشيا الحوثي وفكرها، ويتم اختيار قيادة هذه المجاميع من النساء على أساس سلالي، كما يأتي اختيار هذه التسمية لمليشياتهم النسائية ضمن مسمياتهم الطائفية، وضمن مساعيهم لاستخدام الرموز الإسلامية واجهة لمشروعهم الطائفي والسياسي، فهم ينسبونهن إلى زينب بنت الحسين التي كانت برفقة والدها في كربلاء.
وتكشف تقارير حقوقية أنّ عدد هذا الفصيل الأمني النسائي المسمى بالزينبيات يتخطى أربعة آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق في محافظات مثل صعدة وصنعاء وذمار وعمران.
انتهاكات جسيمة
وقد أنشأت مليشيا الحوثي ما يسمى بكتائب الزينبيات المسلحة في عام 2017، بوصفها فصيلاً أمنياً وعسكرياً نسائياً، والذي وظفته توظيفا خطيرا، حيث استخدمته في عمليات قمع النساء والتنكيل بهن واختطافهن سواء في الاحتجاجات والمظاهرات، أو خلال مداهمة منازل المناهضين لها وتفتيشها وترويع الأسر والعائلات ونهب الممتلكات وتعذيب المختطفات والمخفيات قسرياً.
واتهم تقرير حقوقي محلي كتائب الزينبيات بارتكاب ما يزيد عن 1400 واقعة انتهاك بحق مدنيين ونساء يمنيات خلال الفترة من ديسمبر 2017 حتى نهاية أكتوبر 2022.
وتقول الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير لها في وقت سابق، إن أغلب تلك الانتهاكات تشمل "الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء والنهب والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية، وغير ذلك".
وبين التقرير أن كتائب الزينبيات تورطت في الفترة المشار إليها بـمقتل 9 نساء، منهن 6 نساء قُتلن نتيجة الضرب المبرح بالهراوات والكابلات النحاسية، و3 نساء بإطلاق النار عليهن مباشرة، كما تسببت كتائب الزينبيات بـإصابة 42 امرأة بجروح متفرقة.
احتياجات عسكرية
وتشير بعض المعلومات إلى أن عمليات تجنيد النساء والفتيات بالإضافة إلى الأطفال في صفوف المليشيات الحوثية تأتي نتيجة للنقص الشديد في المقاتلين الذي تعانيه مليشيا الحوثي جراء الاستنزاف المتواصل، إذ إن ذلك يأتي تلبية لاحتياجات الحوثيين الماسة لتعويض خسائرهم البشرية في جبهات القتال، حيث تأتي عمليات تجنيد النساء وفرض التجنيد الإجباري لتحقيق ذلك الغرض، وذلك مع النقص الكبير في عدد المليشيا جراء الهزائم المتوالية والخسائر التي تتكبدها، بالإضافة إلى فرار
وقد اتبعت مليشيا الحوثي عدداً من الأساليب لتجنيد النساء واستقطابهن إلى صفوفها، وتكليفهن مهاما أمنية وعسكرية، أبرزها التهديد وأخذهن بالإجبار والقوة، فقد أقدمت عناصر المليشيا على أخذ العديد من الفتيات وطالبات المدارس لتدريبهن في حالات كثيرة باستخدام القوة أو تهديد آبائهن بالقتل، وذلك من خلال حملة مداهمات لسكن الطالبات من قبل مجندات حوثيات يعملن في صفوف المليشيا، حيث ووفقا لناشطين فقد تم استقطاب عدد من الطالبات مؤخراً من محافظة حجة ويتم تدريبهن على استخدام السلاح في ضواحي صنعاء.
كما يمثل الإغراء بالمال وسيلة أخرى من وسائل المليشيا الحوثية لاستقطاب الفتيات للعمل في صفوفها، حيث تغري المليشيا أسر الفتيات والنساء بالمال، استغلالاً لانتشار الفقر وتردي الأوضاع المعيشية للأسر اليمنية نتيجة لسياسة الإفقار والتجويع التي سلكتها المليشيا الحوثية، بالإضافة إلى استغلال السجينات اللاتي يقبعن في زنازين المليشيا واللاتي قامت عناصر المليشيا باختطافهن وتغييبهن في السجون دون أدنى تهمة موجهة لهن، فقد عمل الحوثيون -وفق مصادر إعلامية- على استخدام النساء الجانحات المحكوم عليهن بأحكام قضائية في بعض السجون التابعة لهم وشرعوا بتدريبهن ضمن دورات مكثفة، ونجحوا بالتأثير على البعض منهن، حيث أصبحن يشكلن فرقا خاصة للقيام بتدريب فتيات الحوثيين المنضمات حديثاً لمعسكرات التدريب.
جهاز هلامي
وتعد كتائب الزينبيات التي أنشأتها مليشيا الحوثي واحدة من الأجهزة الأمنية التي تديرها المليشيا، والتي هي عبارة عن مجموعات نسائية مسلحة، تحظى بتدريبات عالية، على أيدي فرق متخصصة من لبنان وإيران، متمثلة بخبراء من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، حيث يتم إعطاء المتدربات تعليمات وتدريبات لتنفيذ مهام خاصة كالاقتحامات والاعتقالات وفض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتنفيذ العديد من المهام الخاصة كالتجسس والإيقاع بالخصوم.
وبحسب مستشار وزارة الإعلام اليمنية، فيصل العواضي، فإنّ "هذه الكتائب من أدبيات الحرس الثوري الإيراني، والحشد الشعبي العراقي، وحزب الله اللبناني، وكل المليشيات الإيرانية في المنطقة التي تسير على النهج نفسه، من خلال تجنيد الأطفال والنساء".
وقد عمدت مليشيا الحوثي إلى جعل هذه الكتائب غير رسمية وعملت على إبقائها ضمن الأجهزة الهلامية، ليصعب تتبع قياداته أو معرفة هيكله، بحكم خطورة المهام الموكلة لأفرادها من النساء، وتنفيذ عمليات خارج نطاق القانون، فكل ما يتم الاهتمام والاعتناء به إلى جانب التدريب هو ضمان ولاء هذه الكتائب لمليشيا الحوثي وفكرها، ويتم اختيار قيادة هذه المجاميع من النساء على أساس سلالي، كما يأتي اختيار هذه التسمية لمليشياتهم النسائية ضمن مسمياتهم الطائفية، وضمن مساعيهم لاستخدام الرموز الإسلامية واجهة لمشروعهم الطائفي والسياسي، فهم ينسبونهن إلى زينب بنت الحسين التي كانت برفقة والدها في كربلاء.
وتكشف تقارير حقوقية أنّ عدد هذا الفصيل الأمني النسائي المسمى بالزينبيات يتخطى أربعة آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق في محافظات مثل صعدة وصنعاء وذمار وعمران.
انتهاكات جسيمة
وقد أنشأت مليشيا الحوثي ما يسمى بكتائب الزينبيات المسلحة في عام 2017، بوصفها فصيلاً أمنياً وعسكرياً نسائياً، والذي وظفته توظيفا خطيرا، حيث استخدمته في عمليات قمع النساء والتنكيل بهن واختطافهن سواء في الاحتجاجات والمظاهرات، أو خلال مداهمة منازل المناهضين لها وتفتيشها وترويع الأسر والعائلات ونهب الممتلكات وتعذيب المختطفات والمخفيات قسرياً.
واتهم تقرير حقوقي محلي كتائب الزينبيات بارتكاب ما يزيد عن 1400 واقعة انتهاك بحق مدنيين ونساء يمنيات خلال الفترة من ديسمبر 2017 حتى نهاية أكتوبر 2022.
وتقول الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير لها في وقت سابق، إن أغلب تلك الانتهاكات تشمل "الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء والنهب والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية، وغير ذلك".
وبين التقرير أن كتائب الزينبيات تورطت في الفترة المشار إليها بـمقتل 9 نساء، منهن 6 نساء قُتلن نتيجة الضرب المبرح بالهراوات والكابلات النحاسية، و3 نساء بإطلاق النار عليهن مباشرة، كما تسببت كتائب الزينبيات بـإصابة 42 امرأة بجروح متفرقة.
احتياجات عسكرية
وتشير بعض المعلومات إلى أن عمليات تجنيد النساء والفتيات بالإضافة إلى الأطفال في صفوف المليشيات الحوثية تأتي نتيجة للنقص الشديد في المقاتلين الذي تعانيه مليشيا الحوثي جراء الاستنزاف المتواصل، إذ إن ذلك يأتي تلبية لاحتياجات الحوثيين الماسة لتعويض خسائرهم البشرية في جبهات القتال، حيث تأتي عمليات تجنيد النساء وفرض التجنيد الإجباري لتحقيق ذلك الغرض، وذلك مع النقص الكبير في عدد المليشيا جراء الهزائم المتوالية والخسائر التي تتكبدها، بالإضافة إلى فرار
الآلاف من جبهات القتال في صفوف الحوثيين.
كما أن دعوة زعيم الحوثيين لتطبيق التجنيد الإجباري التي أطلقها في العام 2017 جاءت كرسالة واضحة لأعضاء الجيش السابقين للانضمام إلى صفوف المليشيا الحوثية وإلا سيتم حرمانهم من رواتبهم المتأخرة منذ العام 2016.
وتتولى ما تسمي بـ"الهيئة النسائية" في مليشيا الحوثي والخاضعة لأوامر إحدى شقيقات عبد الملك الحوثي، الإشراف على عمليات استقطاب وتجنيد الفتيات من المدارس والجامعات ومن الأسر الفقيرة، ومن مراكز التدريب المهني، وحتى من نزيلات السجون.
جناح ناعم لارتكاب الجرائم
وتؤكد معلومات أن هذه المجاميع "تتبع ما يسمى (الأمن الوقائي) المرتبط بزعيم المليشيا شخصياً"، مشيرة إلى أن المجاميع النسائية "لا يتبعن أجهزة الدولة، ولا سلطة لوزارة الداخلية عليهن، بالرغم من أنهن ينفذن مهاما أمنية تبدو من اختصاص الأجهزة الأمنية في مناطق سيطرة المليشيا".
وقد وثّق تقرير للجنة الخبراء الدوليين المرفوع لمجلس الأمن، الصادر في مايو من العام 2020، الانتهاكات التي ارتكبتها كتائب "الزينبيات" الحوثية، شملت عددا من الانتهاكات من بينها الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء والنهب والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.
وأضاف الخبراء في التقرير أن أعضاء الشبكة "يمشين وعلى أكتافهن قاذفات صواريخ وأسلحة كلاشينكوف، وبينهن طفلات يحملن رشاشات"، مشيرا إلى أن تلك الشبكة "ظهرت في عرض عسكري للحوثيين في صنعاء قبل نحو 3 أعوام -أي في العام 2017- في أول ظهور لعناصر نسائية حوثية بمسمى "الزينبيات"، وهو الجناح الناعم والمسلح للمليشيا".
فصيل إرهابي آخر
وضمن سلسلة الاستهداف المتكرر للنساء، مضت المليشيا الحوثية وبصورة سرية في تشكيل فصيل نسوي جديد يضاف إلى كتائب الزينبيات، حيث أنشأت المليشيا ما يُسمى بـ"الفاطميات"، والذي يتركز عمله في التحريض والتلقين والشحن الطائفي عبر إلقاء محاضرات ودروس ودورات لجموع النساء والفتيات في مختلف أحياء العاصمة وبعض المحافظات الأخرى، سواء في المساجد أو في منازل المواطنين والقاعات العامة كالمدارس وتجمعات الاحتفالات التي تقيمها المليشيا أو غير ذلك.
كما تهدف مليشيا الحوثي من وراء هذا التشكيل إلى تخفيف العبء عن "كتائب الزينبيات" الموكل إليها مهام جسيمة، وإسناد مهام التعبئة الفكرية والاستدراج الناعم في أوساط النساء إليه، والإبقاء على وظيفة "الزينبيات" في نطاق الأعمال القمعية والقتالية والتجسسية.
الاستقطاب الحوثي الجديد للنساء وتجنيدهن وإقحامهن في مهام أمنية وعسكرية يؤكد صدق التقارير التي تحدثت عن سعي الحوثيين الحثيث إلى تجنيد الفتيات سواء لأعمال أمنية أو وعظية وأخرى تجسسية تستهدف السياسيين والمعارضين، وهو الأمر الذي لم تنكره مليشيا الحوثيين، فقد أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة غادة أبو طالب في حديث صحفي مع وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين في وقت سابق بالقول: "ونحن ندشن العام السادس من الصمود في وجه العدوان، أثبتت المرأة اليمنية صمودها وثباتها إلى جانب أخيها الرجل في مختلف الجبهات، بالاستناد إلى الوعد الإلهي، وتحركت من منطلق أن الموقف القرآني والربح فيه مضمون"، في إشارة إلى دور الكتائب النسوية الحوثية في العمل الأمني والاستخباري والعسكري الذي تم إقحام المرأة فيه.
كما أن دعوة زعيم الحوثيين لتطبيق التجنيد الإجباري التي أطلقها في العام 2017 جاءت كرسالة واضحة لأعضاء الجيش السابقين للانضمام إلى صفوف المليشيا الحوثية وإلا سيتم حرمانهم من رواتبهم المتأخرة منذ العام 2016.
وتتولى ما تسمي بـ"الهيئة النسائية" في مليشيا الحوثي والخاضعة لأوامر إحدى شقيقات عبد الملك الحوثي، الإشراف على عمليات استقطاب وتجنيد الفتيات من المدارس والجامعات ومن الأسر الفقيرة، ومن مراكز التدريب المهني، وحتى من نزيلات السجون.
جناح ناعم لارتكاب الجرائم
وتؤكد معلومات أن هذه المجاميع "تتبع ما يسمى (الأمن الوقائي) المرتبط بزعيم المليشيا شخصياً"، مشيرة إلى أن المجاميع النسائية "لا يتبعن أجهزة الدولة، ولا سلطة لوزارة الداخلية عليهن، بالرغم من أنهن ينفذن مهاما أمنية تبدو من اختصاص الأجهزة الأمنية في مناطق سيطرة المليشيا".
وقد وثّق تقرير للجنة الخبراء الدوليين المرفوع لمجلس الأمن، الصادر في مايو من العام 2020، الانتهاكات التي ارتكبتها كتائب "الزينبيات" الحوثية، شملت عددا من الانتهاكات من بينها الاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء والنهب والاعتداء الجنسي والضرب والتعذيب وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.
وأضاف الخبراء في التقرير أن أعضاء الشبكة "يمشين وعلى أكتافهن قاذفات صواريخ وأسلحة كلاشينكوف، وبينهن طفلات يحملن رشاشات"، مشيرا إلى أن تلك الشبكة "ظهرت في عرض عسكري للحوثيين في صنعاء قبل نحو 3 أعوام -أي في العام 2017- في أول ظهور لعناصر نسائية حوثية بمسمى "الزينبيات"، وهو الجناح الناعم والمسلح للمليشيا".
فصيل إرهابي آخر
وضمن سلسلة الاستهداف المتكرر للنساء، مضت المليشيا الحوثية وبصورة سرية في تشكيل فصيل نسوي جديد يضاف إلى كتائب الزينبيات، حيث أنشأت المليشيا ما يُسمى بـ"الفاطميات"، والذي يتركز عمله في التحريض والتلقين والشحن الطائفي عبر إلقاء محاضرات ودروس ودورات لجموع النساء والفتيات في مختلف أحياء العاصمة وبعض المحافظات الأخرى، سواء في المساجد أو في منازل المواطنين والقاعات العامة كالمدارس وتجمعات الاحتفالات التي تقيمها المليشيا أو غير ذلك.
كما تهدف مليشيا الحوثي من وراء هذا التشكيل إلى تخفيف العبء عن "كتائب الزينبيات" الموكل إليها مهام جسيمة، وإسناد مهام التعبئة الفكرية والاستدراج الناعم في أوساط النساء إليه، والإبقاء على وظيفة "الزينبيات" في نطاق الأعمال القمعية والقتالية والتجسسية.
الاستقطاب الحوثي الجديد للنساء وتجنيدهن وإقحامهن في مهام أمنية وعسكرية يؤكد صدق التقارير التي تحدثت عن سعي الحوثيين الحثيث إلى تجنيد الفتيات سواء لأعمال أمنية أو وعظية وأخرى تجسسية تستهدف السياسيين والمعارضين، وهو الأمر الذي لم تنكره مليشيا الحوثيين، فقد أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة غادة أبو طالب في حديث صحفي مع وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين في وقت سابق بالقول: "ونحن ندشن العام السادس من الصمود في وجه العدوان، أثبتت المرأة اليمنية صمودها وثباتها إلى جانب أخيها الرجل في مختلف الجبهات، بالاستناد إلى الوعد الإلهي، وتحركت من منطلق أن الموقف القرآني والربح فيه مضمون"، في إشارة إلى دور الكتائب النسوية الحوثية في العمل الأمني والاستخباري والعسكري الذي تم إقحام المرأة فيه.