الإصلاح نت
1.29K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.9K links
Download Telegram
أَهْلُ الْبَيْتِ، وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "قُومُوا عَنِّي".
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ. ( رواه البخاري ( 6932 ) ومسلم ( 1637).
لكن الحديث هذا يقدم عمر - رضي الله عنه- كما لو كان مُكرِهاً النبي -صلى الله عليه وسلم- ومتهماً إياه في قواه العقلية مغلباً رأيه عليه، وقد عرفنا تأدب عمر مع الرسول من خلال كل المواطن التي كان معه فيها، وفيه يظهر الرسول عاجزاً متردداً في اتخاذ القرار، وما عرفنا الرسول متردداً في شيء، خاصة في أمور التشريع والدين، وهو يهم كذلك بكتابة كتاب تشريع مهم للأمة حتى لا تضل بعده، فكيف يتراجع ويترك الأمة تموج في غيها بعد ما رأى كثرة لغطهم بحضوره فكيف بعد وفاته؟!
يبدو أن الحديث مفتعل لتمرير أجندة أخرى خاصة وقد جاء الشيعة من بعد يتخذون من هذا الحديث مدخلاً للطعن في الصحابة وثغرة لشق الصف والاختلاف والتأويل أنه كان سيعهد بالأمر إلى علي بن أبي طالب ومن هنا بدأ الحقد منهم على عمر!
صيغة حديث خم بطرق أخرى: "عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم - رضى الله تعالى عنه- يقول: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به، فحث عليه ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي؛ أذكركم الله في أهل بيتي .. وكررها ثلاثاً" ( صحيح مسلم: رقم الحديث 2408).. إذاً فأين أمر وصاية الولاية لعلي هنا من الرسول؟!
الحديث هذا المشهور كما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة بحجة الوداع قال بعد طول الحديث المشهور عن المناسك ووضع الربا ودماء الجاهلية وغيرها: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله"، فكتاب الله هو مصدر التشريع للأمة، فكيف يعطف موضوع الأهل على الكتاب وهو القرآن؟ هل يعني أن أهل بيته مصدر للتشريع؟! فالأهل بشر يخطئون ويصيبون وينحرفون ويستقيمون، فلا يصلح أن يكونوا مصدراً للتشريع سوى الوصية خيراً بهم من الصلة والحب، وبالطبع هم الذين كانوا في عهده -صلى الله عليه وسلم-. وبين الحديثين تسعة أيام فقط، وهذا يظهر تناقض الروايات، وحاشاه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول كلاماً متناقضاً وقد أوتي جوامع الكلم ومعجزة البلاغة والفصاحة.
ففي حديث جابر بن عبد الله الذي رواه مسلم برقم (1218) من طريق حَاتِم بْن إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- حديث حجة الوداع، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبهم بعرفة من حديث طويل في المناسك، وقال: "... وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟"، قَالُوا: "نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ "اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" ( صحيح مسلم: الحديث برقم 1218 – صـ890)، وفي هذا الحديث لم يذكر لا سنة النبي ولا عترته.
وهكذا رواه أبو داود (1905) وابن ماجه (3074) وابن أبي شيبة (14705) وابن حبان (1457) والبيهقي (8827) والطحاوي في "مشكل الآثار" (41) من طرق عن حاتم به ، بذكر الوصية بكتاب الله فقط. ( موقع الإسلام سؤال وجواب.).
ورواه الترمذي (3786) والطبراني في "الأوسط" (4757) من طريق زَيْد بْن الحَسَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ به بلفظ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي". (المصدر نفسه).
وقال الطبراني عقبه:"لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَنْمَاطِيُّ". وزيد بن الحسن لا يحتج به، قال أبو حاتم: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. (المصدر نفسه).
ونجد اضطرابات في رواية الحديث وألفاظه زيادة ونقصاً، ورواة مشكوك في صحة روايتهم، وهذا يرجح أنه لا عقلاً ولا منطقاً أن تكون العترة معطوفة على القرآن كمصدر للتشريع، فهو لم يعطف السنة كأصل من أصول التشريع، فما بالنا بما يسمى العترة، وقد كانت ألفاظ الحديث بالوصاية بهم خيراً فقط، وهم جيله الأول من بناته ونسائه فقط، وهذا ما فهمه الخلفاء الراشدون وطبقوه، وسلم به علي ذاته.
أما الوصية بالسنة: فروى الإمام مالك (3338) بلاغاً أن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ".
قال ابن عبد البر - رحمه الله:"وَهَذَا مَحْفُوظٌ مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، شُهْرَةً يَكَادُ يُسْتَغْنَى بِهَا عَنِ الْإِسْنَادِ، وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ مِنْ أَخْبَارِ الْآحَادِ أَحَادِيثُ مِنْ أَحَادِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ عَوْفٍ"، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2937). (نفس المصدر).
ولم يفهم من صيغ الحديث أية إشارة لولاية علي بالخلافة أو بالولاية؛ فالولاية هنا بمعنى الحب والنصرة والأخوة الإيمانية، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾. (الأنفال 72).
ففي حديث عمر - رضي الله عنه-، كما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبدالرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أن رجلاً رمى رجلاً بسهم فقتله، وليس له وارث إلا خال، فكتب بذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" ( مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج1/صـ237)، وهو هنا بمعنى: أنه صاحب من لا صاحب له، أو راعي من لا راعي له، ولم يفهم أبداً منها الولاية العامة التي هي إمارة المسلمين أو الخلافة عليهم، وهذا يدحض ما تذهب إليه الإمامية والشيعة عموماً والحوثية اليوم وارثة الإمامة.
وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن رياح بن الحارث قال: "جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا.. فقال: كيف أكون مولاكم، وأنتم قوم عرب؟! قالوا: سـمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: "من كنت مولاه فهذا مولاه"،.. قال رياح: فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء؟.. قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري". ( مسند الإمام أحمد: ج5/ صـ419).
لم يفهم علي كلام النفر (المولى) على أنه أمر الولاية والخلافة أو الإمامة، بل استنكر منهم مناداته بـ (مولانا)، لو كان يراها مرادفة لـ "يا أميرنا" أو يا "إمامنا" لما استنكر على القائلين تلك المناداة.
وبين حادثة (غدير خم) ووفاة النبي – صلى الله عليه وسلم– تقريباً سبعون يوماً فقط، وبإجماع الشيعة لأنهم يقولون إن حادثة الغدير حصلت في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في طريق عودة النبي من حجة الوداع، واتفاق الكل أن وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم– حصلت في الثامن والعشرين من صفر للسنة الحادية عشر للهجرة فتكون المدة بين الغدير ووفاته –صلى الله عليه وسلم– سبعون يوماً، فهل يعقل أن ينسى الصحابة في هذه المدة الوجيزة الاستدلال بهذا الحديث وأن يهملوه، كيف أمكن لمائة ألف من الصحابة، كما يعتقد الشيعة بعد سبعين يوماً من هذه الحادثة أن ينسى جميع المبايعين قاطبة هذه البيعة ويتجاهلونها ويجحدونها، إنه لن يحدث في تاريخ الدنيا شيء شبيه بهذا أبداً.
ثم إنه كان بين يوم عرفة الذي خطب فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبته العصماء "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله..."وبين غدير خم تسعة أيام فقط، فكيف نسي الناس الحديث الأول وتمسكوا بالحديث الثاني؟!
أو لنقل: هل يعقل أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ناقض في الحديث الثاني حديثه الأول وهو الذي أوتي جوامع الكلم، والفصاحة والبلاغة؟! حاشاه أن يكون متناقضاً في أحاديثه.
ثم هل يمكن أن لا يصرح صراحة بالولاية والإمامة لعلي أو لغيره فيترك الأمور مواربة بغير توضيح لو أراد الاستخلاف؟!!
تفنيد الخرافة.. يوم الولاية والدماء المسفوكة على عتبات الطائفية الكهنوتية

الإصلاح نت - خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10408

تحتفل مليشيا الحوثيين الإرهابية في كل عام بما يسمى "يوم الولاية" في الثامن عشر من ذي الحجة، وهي مناسبة جعلت منها المليشيا ذريعة لنهب أموال المواطنين والتجار بوحشية لتمويل الاحتفال بتلك المناسبة، التي يراد منها تكريس النهج الطائفي السلالي العنصري بمختلف وسائل الدجل والكهانة، من خلال الزعم بأن قادة المليشيا الحوثية من نسل النبوة، وأن تلك المناسبة احتفاء بحصولهم على صك إلهي وتنصيب نبوي في غدير خم بالتسلط والتحكم ونهب الأموال العامة والخاصة وتبرير كل أفعالهم الإجرامية بحق المجتمع اليمني.

وأما دلالات مبالغة الحوثيين في الاحتفال بما يسمونه يوم الولاية، فتتمثل في أنهم لا يؤمنون بالله إلا كمانح للسلطة وليس لأنه أحق بالعبادة، ويؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره "جد" للسلالة المصطفاة وليس رسولا للبشرية ورحمة للعالمين، وأيضا يؤمنون بالقرآن الكريم كدليل على الاصطفاء وليس كتابا للهداية وعبادة الله وحده، كما أنهم يؤمنون بالإسلام كدين عائلي يأمر بطاعة الإمام وليس دينا عالمياً يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتخليص البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

- خرافة تقطر دما

لم يسبق أن تسببت خرافة في سفك الدماء ونشوب حروب مدمرة وممتدة وتقطيع أوصال بعض الشعوب المسلمة مثل تلك التي تسببت بها خرافة الولاية ومزاعم حديث الغدير وتصوير الدين الإسلامي وكأنه مجرد دعوة لاحتكار السلطة في سلالة معينة، وهذا ما يتجسد حاليا في اليمن وفي بلدان عربية عدة توجد فيها مليشيات طائفية موالية لإيران، وهي مليشيات تتخذ من مزاعم الحق المقدس في السلطة والثروة مظلة لإشعال الحروب ونهب ثروات الشعوب والتطهير العرقي والتغيير السكاني.

وفي كل عام، يحتفل الشيعة في الثامن عشر من ذي الحجة بما يسمونه "يوم الولاية"، كمناسبة طائفية يرونها بمنزلة "صك إلهي" لمنح سلالة معينة حق احتكار السلطة والثروات العامة وخمس الثروات الخاصة إن لم يكن كلها، وجعلوا من مزاعم حديث غدير خم وكأنه تنصيب سلالة معينة لتتحكم برقاب المسلمين إلى قيام الساعة، رغم أن ذلك يتعارض تماما مع مبدأ الشورى الذي نص عليه القرآن الكريم كوسيلة للحكم، قال تعالى: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى، 38)، ولا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية أي نص صريح يدل على احتكار الولاية في سلالة معينة، وهذا يتعارض حتما مع كون الرسول الكريم رحمة للعالمين.

كما أن حديث غدير خم ليس فيه أي دلالة على الوصية بالإمامة لعلي رضي الله عنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو أراد الوصية بالخلافة لعلي لقال كلاما صريحا قاطعا يأخذه كل من سمعه كأمر نبوي لا مجال لرده أو تأويله.

أضف إلى ذلك أنه لا توجد أي مؤشرات عملية حول نية النبي صلى الله عليه وسلم تنصيب علي بن أبي طالب خليفة من بعده أو احتكار مسألة الولاية في علي وذريته، لأن مثل هكذا عمل يمثل خدشا في رسالة الإسلام وينتقص من قدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، ولم يبعثه مورثا للسلطة في سلالة معينة، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تنقطع شجرة النبوة بوفاة الأبناء الذكور لخاتم الأنبياء والمرسلين قبل أن يتزوجوا ويخلفوا ذرية من بعدهم، كي لا يستغل بعض أحفادهم نسبهم للحصول على مكاسب دنيوية.

- مغالاة الشيعة في مسألة الولاية

المتأمل في بعض مراجع الشيعة أو ما يسمى كتب الأصول للشيعة، سيجدها مملوءة بالغلو والتطرف فيما يتعلق بمسألة الولاية، لدرجة أن هناك من جعلها من أركان الإسلام الخمسة وحذف ركن الشهادتين لتحل الولاية محله، ومن ذلك ما رواه الكليني عن أبي جعفر قال: "بني الإسلام على خمس: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم ينادِ بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير".

كما أن الإمامة لا تثبت عند الشيعة إلا بالنص من الله سبحانه وتعالى، وليس للبشر حق الاختيار في تنصيب الإمام، ولذلك لم يرَ الشيعة حرجا في تطويع الآيات القرآنية لمقاصد الإمامة، وإخضاعها لمراميها تلبية لما ارتضوه لأنفسهم من عقائد مخالفة لصريح الكتاب والسنة، رغم أنه لا يوجد في القرآن الكريم أي ذكر للإمامة بالمفهوم الشيعي، ولو كانت الإمامة من أعظم أمور الدين، كما تقول الشيعة وتدعي، لنص عليها القرآن الكريم بوضوح ودون مواربة.

وكان أول من أحدث بدعة عيد غدير خم هو معز الدولة بن بويه، في سنة 352 هـ ببغداد. وقال ابن كثير في حوادث سنة 352: "وفي عشر ذي الحجة منها أمر معز الدولة بن بويه بإظهار الزينة في بغداد، وأن تفتح الأسواق في الليل كما في الأعياد، وأن تضرب الذبابات والبوقات، وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء، وعند الشرط، فرحا بعيد الغدير (غدير خم)، فكان وقتا عجيبا مشهودا، وبدعة شنيعة ظاهرة منكرة".
وهكذا أخذ حديث الغدير عند الشيعة منزلة رفيعة، وافتخروا به وأشادوا به وأفردوه بالتأليف، وفيه يقول الأميني: "للإمامية مجتمع باهر يوم الغدير عند المرقد العلوي الأقدس يضم إليه رجالات القبائل، ووجوه البلاد من الدانين والقاصين إشادة بهذا الذكر".

- قصة خرافة غدير خم

بالعودة إلى تفاصيل قصة خرافة غدير خم، حسب مراجع الشيعة، سنجد أنها كلها ملفقة، فهم يقولون إنها بدأت عندما عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الحج في سنة 10 من الهجرة، وأعلن ذلك للناس، فاجتمعوا إليه جماعات وأفرادا، وقاد النبي صلى الله عليه وسلم قافلة الحجيج إلى مكة قاصدين البيت الحرام، مصطحبا معه نساءه وسائر أهل بيته، وبعد أن قضى مناسكه قفل راجعا إلى المدينة، وسار حتى وصل إلى غدير خم من الجحفة، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة، ويومها نزل جبريل من الله بقوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة، 67)، وأمره أن ينصب عليهم عليا إماما، ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد.

وعقب ذلك، وفق تلفيقات الشيعة، حشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في ذلك الموضع وأوقف سيرهم ورد مقدمتهم على مؤخرتهم، ثم وقف عليهم خطيبا إلى أن قال: "يا أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه"، يقولها ثلاث مرات، ثم قال: "اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من بغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب"، ثم لم يتفرقوا حتى نزل وحي الله بقوله: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة، 3)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر على إكمال الدين وإكمال النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي من بعدي".

وتمضي مراجع الشيعة في تلفيق تلك الخرافة بالقول إنه طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين وفي مقدمتهم الشيخان، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها، فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترضِ بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا، وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟ فقال: والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله عز وجل: "سأل سائل بعذاب واقع" (المعارج، 1). (ينظر: الغدير في الكتاب والسنة والأدب، للأميني).

- تفنيد ادعاءات الشيعة حول غدير خم

لقد ادعى كثير من الشيعة، كما سبق، نزول قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" (المائدة، 67)، وقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة، 3)، يوم الغدير، وحاولوا ربط تلك الآيات بحديث الغدير، لكن ذلك لا صحة له.

إن زعمهم أن قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" نزلت في يوم غدير خم، قول باطل، والحديث الوارد في ذلك حديث موضوع، وقال عنه الألباني إنه حديث مختلق مصنوع موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ينظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، للألباني).

ويدل ذلك الادعاء على جهل الشيعة المركب بعدم معرفتهم بمكان وزمان نزول آيات القرآن الكريم، فدعواهم أن قوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" أنزلت يوم الغدير فهذه الدعوى غير صحيحة، وقد رجح العلامة ابن كثير أنها مما نزل بالمدينة، بل إنها من أواخر ما نزل، فقد قال رحمه الله تعالى: "والصحيح أن هذه الآية مدنية، بل هي من أواخر ما نزل بها والله أعلم".

كما أن سياق الآية يوحي باستبعاد نزولها يوم الغدير بشأن مزاعم خلافة علي رضي الله عنه، ذلك أن الآية سبقتها آيات كلها وردت في ذم أهل الكتاب وبيان تعداد معاصيهم وتعديهم حدود الله جل وعلا.

قال العلامة ابن جرير عند تفسيره لقوله تعالى: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك"، إن "هذا أمر من الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإبلاغ هؤلاء اليهود والنصارى من أهل الكتابين الذين قص الله تعالى قصصهم في هذه السورة، وذكر فيها معايبهم وخبث أديانهم واجترائهم على ربهم وتوثبهم على أنبيائهم، وتبديلهم كتابه وتحريفهم إياه، ورداءة مطاعمهم ومآكلهم وسائر المشركين غيرهم ما أنزل عليه فيهم من معايبهم والإزراء
عليهم والتقصير بهم، والتهجين لهم وما أمرهم به ونهاهم عنه وألا يشعر نفسه حذرا منهم أن يصيبهم في نفسه مكروه، ما قام فيهم بأمر الله جزعا من كثرة وقلة عدد معه، وألا يتقي أحدا في ذات الله فإن الله تعالى كافيه كل أحد من خلقه ودافع عنه مكروه كل من يتقي مكروهه".

وأما قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة، 3)، فإن نزولها كان بعرفة، وحادثة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع وهو في طريقه إلى المدينة.

قال ابن جرير رحمه الله تعالى ذاكرا القول الراجح في مكان ووقت نزول هذه الآية: "وأولى الأقوال في وقت نزول الآية القول الذي روي عن عمر بن الخطاب أنها نزلت يوم عرفة يوم جمعة لصحة سنده ووهن أسانيد غيره". (ينظر: جامع البيان للطبري، 6/84).

ومن المعلوم أن واقعة الغدير كانت بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الحج وهو في طريقه إلى المدينة، وادعاؤهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزولها: "الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي من بعدي"، فإنه كما قال الألوسي: "من مفترياتهم وركاكة الأمر شاهدة على ذلك"، أي أن ركاكة أسلوب الحديث تؤكد أنه افتراء على رسول الله.

وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أن سورة المائدة لم ينزل منها شيء في غدير خم أو بعده، حيث قال رحمه الله تعالى: "فمن زعم أن المائدة نزل منها شيء في غدير خم أو بعده فهو كاذب باتفاق أهل العلم". (ينظر: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، لابن تيمية، 4/85).

وكل ما في الآية إخبار من الله بكمال دينه وإتمام نعمته على عباده بأن ثبت الإيمان في قلوبهم على أداء مناسكهم، وليس فيها مجرد إشارة على الإمامة. وبما أن الشيعة لم يجدوا دليلا صريحا بشأن احتكار الولاية في سلالة معينة، فقد ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خائفا من أن يبلغ هذه الخلافة، إذ كان يخاف أن يُرد قوله، وجاء في أحد كتبهم، وهو "أصول الكافي" للكليني، أن النبي صلى الله عليه وسلم تردد في تبليغ ما نزل إليه في ولاية علي، وهذا افتراء آخر على رسول الله، فهل يخاف صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة ثم يترك الناس كلهم ويخاطب أهل المدينة فقط أثناء عودتهم من الحج وهم في غدير خم؟

- رد أهل السنة على استدلال الشيعة بالحديث من جهة اللفظ

وقد رد أهل السنة على استدلال الشيعة بحديث غدير خم على إمامة علي رضي الله عنه، من جهة اللفظ والمعنى، أما لفظ الحديث فقد تصدى أهل العلم منهم لبيان درجة الألفاظ، ومن ذلك أن لفظ "من كنت مولاه فعلي مولاه" ليس هو في الصحاح، ولكن رواه طائفة من أهل العلم، وقد تنازع الناس في صحته أو عدمها.

ونقل عن الإمام البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، وإلى هذا القول ذهب أبو محمد بن حزم، فقد ذكر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه قال: "وأما (من كنت مولاه فعلي مولاه) فلا يصح من طرق الثقات أصلا".

ثم إن القائلين بقبول الحديث من أهل السنة سلفا وخلفا بينوا المراد منه وما الذي يدل عليه، وقرروا أن المراد به محبة علي وليس تنصيبه إماما للمؤمنين وتنصيب سلالته من بعده لتحكم حتى قيام الساعة، دون تفريق بين صالحهم وفاسدهم، وبين الشخص السوي منهم والمجرم واللص وقاطع الطريق.
هيئة الشورى المحلية للإصلاح بالجوف تعقد دورتها الاعتيادية وتقف أمام العديد من القضايا والمستجدات


الإصلاح نت - مأرب



عقدت هيئة الشورى المحلية للتجمع اليمني للاصلاح بمحافظة الجوف دورتها الاعتيادية، اليوم الاثنين، في مدينة مارب، تحت شعار (استمراراً للنهج الديمقراطي والعمل المؤسسي).

وقال رئيس هيئة الشورى المحلية الشيخ الحسن ابكر، ان الانعقاد اليوم ياتي تحت شعار واضح يؤكد على العمل المؤسسي ويرسخ النهج الديمقراطي الذي قام عليه الاصلاح ومنها هيئات الشوري المحلية، كواحدة من المؤسسات التي يناط بها اعمال واختصاصات وفق اللوائح.

واضاف ابكر ان التحديات التي تعيشها البلاد تتطلب مزيداً من الجهود ورص الصفوف وتجاوز الخلافات.

واستمعت هيئة الشورى الى تقرير اعمال للمكتب التنفيذي للنصف الأول للعام 2023م، الذي قراءه رئيس المكتب الدكتور محمد صالح، وفق الخطة السنوية، بعدها تم فتح باب النقاش وتقديم الملاحظات على تقرير اعمال المكتب والاراء التي ترتقي بعمله الى مستوى تحديات المرحلة ومقترحات تجاوز الصعوبات التي تواجه عمل المكتب.

وثمن البيان الختامي للدورة الاعتيادية جهود قيادة واعضاء المكتب التنفيذي في تحقيق اهداف الخطة النصفية، وادوار المرأة الاصلاحية بالمحافظة وضرورة دعم جهودها، داعين الى الاهتمام بالصف الداخلي وتعميق روابط الاخاء والترابط.

وتقدمت هيئة الشورى باسمى ايات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، بمناسبة عيد الاضحى المبارك، وباركت خطواته الاخيرة في تدشين الحكم الاتحادي في محافظة حضرموت مطالبين بالعودة الى ادارة الدولة من ارض الوطن.

وعبرت هيئة الشورى عن اسفها لموقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي في تجاهل ابناء الجوف، وعدم الاستجابة لمطالبهم واستمرار سياسية تهميش دورهم وتضحياتهم في حماية الثوابت الوطنية.

وثمنت هيئة الشورى المحلية المواقف الشجاعة للقوى والاحزاب السياسية بمحافظة الجوف، في تجاوز التباينات والاصطفاف في المطالبة بالحقوق الدستورية والسياسية للمحافظة، كما حيا ادوار ابناء الجوف في مواجهة مليشيا الحوثي الايرانية وتقديم التضحيات المستمرة لحماية النظام الجمهوري والثوابت الوطنية.

ودعت هيئة الشورى المحلية الى الاهتمام بالجيش والمقاومة وترتيب اوضاعهم بما فيها انتظام صرف الرواتب، وتوفير الدعم اللوجستي ومتطلبات معركة تحرير محافظة الجوف وكافة اراضي الوطن من المليشيا الحوثية.

ودعا البيان الجهات المعنية الى الاهتمام بالنازحين والمهجرين وتلبية احتياجاتهم الانسانية ومتابعة اوضاعهم والاهتمام بالتعليم، وعدم ترك الساحة خالية امام المناهج المنحرفة والهدامة، معبرين عن ادانتهم لحرمان ابناء المحافظة من المنح الدراسية التي اعلنتها التعليم العالي مؤخرا.

وادان البيان الختامي الصلف الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد أبناء الشعب في مناطق سيطرتها، وممارسة سياسة التجويع والترهيب المستمر.

وطالب الحاضرون الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتفعيل دورها تجاة الازمة اليمنية، ودعم مبادرات السلام وفق المرجعيات الثلاث، وتفعيل قرارها المطالب بالافراج عن السياسي اليمني والمناضل الاستاذ محمد قحطان.

وثمنت هيئة الشورى المحلية للاصلاح بالجوف الدور الاخوي للاشقاء في قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان.

وادان الحاضرون الإساءة للمقدسات الإسلامية والصلف الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10409
المقبرة الجماعية في عمران.. سجل حوثي حافل بالإرهاب ومسيرة دموية تدعي القداسة

الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10410
جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الإرهابي الحافل بالجرائم التي لم تعهدها اليمن من قبل، كشفت الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي، ودمويتها، بعد إعدامها 17 مدنيًا في 2010، بمحافظة عمران، بعد أن اختطفتهم من مزارعهم، وأعدمتهم وقامت بدفنهم في مقبرة جماعية، اكتشفها الأهالي في محافظة عمران الاسبوع الماضي.

ضمت المقبرة الجماعية رفات 17 مدنيًا أعدمتهم مليشيا الحوثي الإرهابية قبل 13 عامًا، من أبناء حرف سفيان بمحافظة عمران، شمالي البلاد، لتعد هذه الجريمة سابقة خطيرة، أثارت مخاوف الأسر اليمنية أن يكون أبناؤها المختطفون لدى المليشيا قد وجدوا نفس المصير.

لقد خيّمت حالة من الذعر في البلاد؛ جراء اكتشاف المقبرة الجماعية لعدد من ابناء حرف سفيان بمحافظة عمران، بعد إعدامهم من قبل مليشيا الحوثي، ودفنهم داخل كهف، قبل أن يتم العثور عليهم من قبل الأهالي، وهو الأمر الذي دفع المليشيا للاعتراف بارتكاب هذه الجريمة، ومحاولة مقايضة اسر الضحايا للتنازل عن هذه الجريمة.

اعتراف حوثي

اعترفت مليشيا الحوثي الإرهابية بالجريمة التي ارتكبتها بإعدام نحو 17 مختطفًا بعد أسرهم من مزارعهم خلال عام 2010، ودفنهم في مقبرة جماعية في أحد الكهوف، والبناء على بوابته بالحجارة والطين، بعد إعدامها لهم وهم مكبلي الأيدي، ووضعت جثثهم في كهف في منطقة حرف سفيان محافظة عمران.

وحسب مصادر حقوقية، فإن مليشيا الحوثي قامت باختطافهم وأسرهم خلال معاركها ضد الجيش في 2010، وعددهم 17 أسيرًا، حيث تم اختطافهم من داخل مزارعهم، ولم تفصح مليشيا الحوثي عن مصيرهم حتى الاسبوع الماضي، بعد أن ظلت تماطل وتخفيهم قسرًا لمدة 13 عامًا، ولم تفصح عنهم إلا بعد اجتماع أعيان سفيان، وعقالها وأهالي المختطفين.

وأشارت المصادر إلى أن أعيان حرف سفيان، نفذوا اعتصاما في صعدة، للمطالبة بالإفصاح عن مصير أولادهم واخوانهم، فقامت مليشيا الحوثي بتكليف محمد علي الحوثي بالتزول ورفع الاعتصام، حيث اعطاهم مهلة لمدة أسبوع، بعد ذلك سمح لهم بمقابلة القيادي الحوثي يوسف المداني، وما يسمى برئيس الأركان الغماري، والقيادي الحوثي الموشكي، وخلال اللقاء طالبهم المداني بأن لا يتعبوا أنفسهم بالبحث والسؤال عن ذويهم المختطفين.

المصادر أكدت اعتراف القيادي الحوثي المداني لأعيان حرف سفيان بقتل ذويهم المختطفين، في وادي مذاب بعد عام من أسرهم، لأنهم حسب زعمه كانوا يقاتلوا مع بن عزيز رئيس الأركان في الجيش الوطني حاليا، وحاول القيادي الحوثي مقايضة اسر الضحايا من خلال دعوته لهم بالتنازل مقابل تعويض كل أسرة خمسة ملايين وبندق ايكي، شريطة كتابة التنازل، وهو ما رفضته الأسر بشكل قاطع.

ادانات حقوقية واسعة

وحظيت هذه الجريمة بإدانات حكومية وحقوقية محلية ودولية واسعة، مؤكدين أنها تكشف جانبًا من المجازر والجرائم المروّعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بحق المدنيين، وفقا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني.

وأشار الارياني إلى أن مليشيا الحوثي أوغلت منذ ظهورها في محافظة صعدة في دماء اليمنيين، وسفكت دم كل من وقف في وجه مشروعها التدميري، وارتبطت مسيرتها الدموية بالقتل والتدمير والتشريد والتهجير وأعمال السلب والنهب المنظم، ولا زالت تمارس جرائمها وانتهاكاتها المروعة في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الانسان بمغادرة مربع الصمت المُخزي، وإعلان موقف واضح من جرائم الحرب والابادة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، وادراجها في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة قياداتها وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

بدورها دعت منظمة سام للحقوق والحريات، المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، تتسم بالخبرة والكفاءة والاستقلالية للتحقيق في جريمة ما أصبح يعرف بـ مقبرة كهف "آل عمار" في محافظة عمران، مؤكدة أن ما قامت به المليشيا الحوثي يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وسابقة خطيرة، تعبر عن وحشية مرتكبيها.

وأوضحت، أن مليشيا الحوثي دأبت طوال فترة الصراع على التفنن في انتهاك حقوق اليمنيين والاعتداء عليهم بكافة الأشكال من جرائم اختطاف وإخفاء قسري وقطع الطرق وقصف المدنيين وتهديد الآمنين، وصولًا إلى حرمان عائلات بأكملها من معرفة مصائر أبنائهم وإيهامهم بأنهم على قيد الحياة وابتزازهم من أجل الحصول على أموال ومنافع أخرى.
من جهتها، طالبت منظمة رايتس رادار، بتحقيق مستقل تحت إشراف أممي، لكشف تفاصيل إعدام 17 مدنيا في عمران كانت مليشيا الحوثي قد اختطفتهم قبل 13 عاماً. مؤكدة أن هذه جريمة حرب فضيعة لا تسقط بالتقادم وينبغي ألا يفلت مرتبكوها من العقاب وفقاً للقانون اليمني والقانون الدولي الإنساني.

مخاوف أسر المختطفين

أثارت هذه الجريمة الحوثية، غضب وحزن الأسر اليمنية التي تخشى أن يكون أبناؤها المختطفون من قِبل المليشيا قد وجدوا نفس المصير، وهو ما عبرت عنه رابطة امهات المختطفين في بيان لها، معربة عن قلقها البالغ إزاء مصير عشرات المخفيين قسراً في سجون ميليشيا الحوثي.

وأشارت الرابطة إلى ما "تعرض له 17 مخفي قسراً من أبناء محافظة عمران، من تصفية جماعية من قبل جماعة الحوثي، والذين ظلوا مخفيين ولم يُعلم عن مصيرهم شيئاً منذ عام 2010 حتى اعتراف المليشيا عن مصيرهم في شهر يونيو 2023 ليتم اكتشاف جثثهم كرفات في أحد كهوف المحافظة".

وفي الوقت الذي أكدت فيه الرابطة الحقوقية مشاركتها أهالي الضحايا ألمهم وحزنهم، وندين هذه الأفعال الإجرامية التي تصل إلى مصاف جرائم الحرب، فقد شددت على "ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق هؤلاء المخفيين قسراً ودعم أهاليهم نفسياً وجبر ضررهم".

وفي البيان ناشدت الرابطة المبعوث الأممي وجميع الجهات الدولية والمحلية الحقوقية والإعلامية والوسطاء المحليين "للسعي الجاد لإظهار المخفيين قسراً والإفراج عنهم دون قيد أو شرط، والوقوف مع أهاليهم للاطمئنان على أبنائهم ومصيرهم". مؤكدة أن "قلب كل أم مخفي قسراً ومع كل مأساة جديدة تموت قلقاً على مصير ولدها"، داعية الى "تأمين خوف الأمهات وإعادة فلذات أكبادهن سالمين".

صمت أممي واستنكار حكومي

ورغم فداحة الجريمة، والادانات المحلية الواسعة تجاه هذه الجريمة؛ إلا أن الصمت غير المبرر لا يزال هو سيد الموقف، من قبل الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي إزاء هذه الجريمة التي كشفت جانبا من جوانب المسيرة الدموية لمليشيا الموت الحوثية التي ابتدأتها من صعدة وصولا إلى عدن وبقية المناطق التي استطاعت الوصول اليها.

هذا الموقف الغامض من المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، دفع الحكومة اليمنية للمطالبة بإعلان موقف واضح من جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين. ومغادرة مربع الصمت الذي وصفته بـ "المخزي"، تجاه الجرائم الحوثية، وطالبت بإدراجها في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة قياداتها وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

إن هذه الجريمة ليست سوى واحدة من الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني من قبل مليشيا الحوثي، التي تعددت جرائمها وتنوعت انتهاكاتها، فمن إعدام الأسرى، وقتل المختطفين، مرورا بالاتجار بالممنوعات والمخدرات، وتهريب السلاح، والاتجار بالبشر، والسعي الحثيث لطمس هوية اليمنيين، من خلال نشر الأفكار الطائفية، وفرضها إجبارا على كل الموظفين في القطاعين العام والخاص.

كما قامت مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال، واقامة مراكز ومعسكرات صيفية تسعى من خلالها لتجنيد الأطفال، من خلال المخيمات التي تعد قنابل موقوتة؛ لما تتضمنه من ممارسات خطيرة مثل التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة، تشجع على الكراهية وممارسة العنف، وزرع الأفكار المسمومة.
الولاية وغدير خم ..القنبلة الشاملة لدمار المسلمين

تكفير الإماميين عموم المسلمين لرفضهم الولاية (الحلقة الأخيرة)

الإصلاح نت-خاص- توفيق السامعي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10412
لم تكتف الشيعة الإمامية بالقول بالولاية وتزوير يوم الولاية، بل إنهم حتى زوروا وقائع القرآن وأسباب نزوله وختامه، فقالوا: إن آخر آية نزلت في القرآن يوم غدير خم وهي عندهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}المائدة67، وليس قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}المائدة3، وبالآية السابقة يطعنون في أمانة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي أشهد عليها قرابة مائة ألف حاج يوم عرفة في اليوم المشهود يوم الحج الأكبر، ويؤولون فيها أن الله أمره أن يبلغ الناس بولاية علي وهذا غير صحيح البتة يجيب عليهم علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، كما سيأتي لاحقاً.

من الملفت تماماً أن راوي حديث عرفة (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا.. كتاب الله)، وحديث خم بمعظم أو كل صيغه وألفاظه والنقص فيه أو الزيادة عليه أو التقديم والتأخير هو نفسه زيد بن أرقم، إلى جانب جابر بن عبدالله، وعليه فكيف تكون الروايات مضطربة إلى هذا الحد إلا أن يكون قد أدخل في الحديث ما ليس فيه في أزمنة متعددة، وأن النقل عنه لم يكن دقيقاً، كما أولوا سبب نزول الآية السابقة وفيمن نزلت.
وقد كان زيد بن أرقم من أصحاب علي وشهد معه صفين، صحيح أننا لا نقدح في عدالة وأمانة الصحابي الجليل، ولكن قد يعتري حديثه معه هذه الزيادة أو النقصان أو استدراك بعض الألفاظ فيه؛ لأنه ذكر للناس حديث خم وهم في آخر أيامه وقد شاخ، وهذا ندركه من خلال سياق الحادثة والحديث.
يقول يزيد بن حيان: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله، وسمعت حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله.
قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله يومًا فينا خطيبًا بماء يُدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به"، فحثَّ على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَنْ حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. ( صحيح مسلم: رقم الحديث 2408 - صـ1873).
وفي هذه الرواية لم يذكر أبداً: "من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه"!
وانظروا إلى قوله - رضي الله عنه-: "لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه"، فهذا دليل وقرينة لا تغفل في البحث عند الباحثين عن اضطراب هذا الحديث أو الزيادة والنقص فيه. وكذلك قوله: "فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغب فيه"، فهذا يعني أنه لم ينقل كل ما سمعه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث وإنما اختصره وعطف عليه أهل بيته، ولا توجد أدنى إشارة لولاية علي فيه أو تفضيله على غيره.
فقد سئل علي - رضي الله عنه- في معركة صفين عن مثل هذا، هل عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- له بشيء؟! فقال: لا.
"فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من التابعين منهم الحارث بن سويد، وقيس بن عباد، وأبو جحيفة وهب بن عبدالله السوائي، ويزيد بن شريك، وأبو حسان الأجرد، وغيرهم أن كلاً منهم قال: قلت لعلي: هل عندكم شيء عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهده إلى الناس؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في هذه الصحيفة؟ فإذا فيها العقل وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر، وأن المدينة حرم ما بين ثبيرة إلى ثور". ( البداية والنهاية: ج5/صـ268. ومسند الإمام أحمد ابن حنبل: ج2/صـ33).
وفي رواية عند مسلم: سئل علي - رضي الله عنه- أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة، إلا ما كان في قراب سيفي هذا، قال: فأخرج صحيفة مكتوباً فيها: لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثاً". (صحيح مسلم: رقم الحديث 5034- ج7/ صـ3091).
وقد سيق نفس الرواية عن عمار بن ياسر؛ إذ قال قيس بن عباد: "قلت لعمار بن ياسر: أرأيت قتالكم مع علي رأياً رأيتموه؟ فإن الرأي يخطئ ويصيب، أو عهد عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة. وقد رواه مسلم من حديث شعبة عن عمار عن حذيفة في المنافقين". ( البداية والنهاية: ج5/صـ268).
وروى الذهبي وغيره بسنده عن الحسن قال: لما قدم علي البصرة قام إليه ابن الكواء وقيس بن عباد فقالا له: ألا تخبرنا عن مسيرك هذا الذي سرت فيه تتولى على الأمة تضرب بعضهم ببعض، أعهد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهده إليك؟ فحدثنا فأنت الموثوق المأمون على ما سمعت، فقال: أما أن يكون عندي عهد من النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك فلا والله، إن كنت أول من صدق به فلا أكون أول من كذب عليه، ولو كان عندي من النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد في ذلك ما تركت أخا بني تيم بن مرة وعمر بن الخطاب يقومان على منبره ولقاتلتهما بيدي ولو لم أجد إلا بردي هذا، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يقتل قتلاً ولم يمت فجأة مكث في مرضه أياما وليالي يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس وهو يرى مكاني، ثم يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيأمر أبا بكر فيصلي بالناس وهو يرى مكاني، ولقد أرادت امرأة من نسائه أن تصرفه عن أبي بكر فأبى وغضب وقال : أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر يصلي بالناس ، فلما قبض الله نبيه نظرنا في أمورنا فاخترنا لدنيانا من رضيه نبي الله لديننا ، وكانت الصلاة أصل الإسلام وهي أعظم الأمر وقوام الدين ، فبايعنا أبا بكر وكان لذلك أهلا لم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع منه البراءة، فأديت إلى أبي بكر حقه وعرفت له طاعته وغزوت معه في جنوده، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما قبض ولاها عمر فأخذ بسنة صاحبه وما يعرف من أمره فبايعنا عمر لم يختلف عليه منا اثنان ولم يشهد بعضنا على بعض ولم نقطع البراءة منه ، فأديت إلى عمر حقه وعرفت طاعته وغزوت معه في جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي ، فلما قبض تذكرت في نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي وأنا أظن أن لا يعدل بي ولكن خشي أن لا يعمل الخليفة بعده ذنبا إلا لحقه في قبره فأخرج منها نفسه وولده، ولو كانت محاباة منه لآثر بها ولده فبرئ منها إلى رهط من قريش ستة أنا أحدهم ، فلما اجتمع الرهط تذكرت في نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي وأنا أظن أن لا يعدلوا بي، فأخذ عبد الرحمن مواثقنا على أن نسمع ونطيع لمن ولاه الله أمرنا، ثم أخذ بيد ابن عفان فضرب بيده على يده فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي وإذا ميثاقي قد أخذ لغيري، فبايعنا عثمان فأديت له حقه وعرفت له طاعته وغزوت معه في جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما أصيب نظرت في أمري فإذا الخليفتان اللذان أخذاها بعهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهما بالصلاة قد مضيا وهذا الذي قد أخذ له الميثاق قد أصيب، فبايعني أهل الحرمين وأهل هذين المصرين. (موقع إسلام ويب).

لم يفهم علي هذا الحديث -كما تقول عنه الشيعة- أنه عهد بالولاية، كما أنه طيلة حياته منذ أن قال الرسول هذا الحديث فيه (إن صح صحة مطلقة كونه مناقضاً لحديث الرسول في عرفة) وحتى لحظة استشهاده، وبينهما جدالاته ورسالاته مع معاوية، لم يفهم على أنه عهد له بالولاية، ولا بالوصاية، وقد أثبتنا أن الوصاية أول من اخترعها هو عبدالله بن سبأ. ولو أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوصي له بعهد بصريح العبارة لفعل دون مواربة أو تشكيك أو اعتساف للأحاديث أو تأويلاً ولا غيره، ولو كان لعلي عهد بذلك لقاتل عليها بالسيف، ولفهم ذلك كل الصحابة بكل تسليم ودون معارضة، فمعارضتهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عصيان له ونقص في إيمانهم، لكنه لم يقل، ولم يوصِ، ولم يعهد، ولم يعصه الصحابة، ولم يخالفوه.
ونفهم من هذا أن علياً لم يكن معه أي عهد لا بالولاية ولا بشيء آخر، كما تقول الشيعة عنه، وكما يروي الإماميون من الحديث السابق في غدير خم.
وهذا يصدقه قول علي عن أبي بكر - رضي الله عنهما-، "حَدَّثَنا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بِمِصْرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّيْرَفِيُّ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَهْدًا لَجَاهَدْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أَتْرُكِ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ يَرْقَى دَرَجَةً وَاحِدَةً مِنْ مِنْبَرِهِ" ( كتاب فضائل أبي بكر الصديق للعشاري: ج1/صـ35. إسناده واهٍ جداً وفيه أبو بكر الهذلي وهو متروك الحديث، وكذّبه غندر (حاشية الكتاب نفس الصفحة).

ومع أن هذا الأثر برأي رجال الحديث ضعيف، لكن حديثَي وأثرَي علي وعمار في شأن عدم عهد الرسول يؤازران هذا الأثر ويقويانه من هذا الطريق.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كنبي وقائد سياسي ثم قائد عسكري يحب أن يرفع من معنويات أصحابه، وكان يوزع فيهم المقولات كأوسمة يعتزون بها ويجبر خاطرهم بها وهم المضحون معه في سبيل دعوته، فكما قال تلك العبارة -إن صحت- في علي "من كنت مولاه فعلي مولاه"، فقد قال في أبي بكر أحاديث كثيرة "لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام"، ولقبه الرسول بالصديق، وقال عن عمر: "لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ"، وقال عن عثمان: "ألَا أستحي مِن رجُلٍ تستحي منه الملائكةُ"، وقال عن الزبير: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيًّا وإنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ بنُ العَوّامِ"، وقال عن طلحة: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه"، وقال عن عبدالرحمن بن عوف: "إن الذي يحنو عليكم بعدي هو الصادقُ البارُّ، اللهمَّ اسقِ عبدَ الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة"، وقال عن أبي عبيدة: "إنَّ لكل أُمَّة أمِينًا، وإنَّ أمِيننا - أيتُها الأمة- أبو عُبيدة بن الجَرَّاح"، وقال عن معاذ بن جبل: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"، وقال عن خالد بن الوليد: "إن خالداً سيف من سيوف الله"، وهكذا وزع الرسول الأوسمة على أصحابه، فلماذا علي تحديداً تم المغالاة فيه دون الصحابة؟!

ظلت الإمامة إلى اليوم تُنَظِّر التنظيرات الكثيرة حول موضوع الولاية وغدير خم، وتتخذه مدخلاً للتحشيد والتجييش للحروب، ويكررونها في كل زمان ومكان، ومع أية أسرة منها تدعي الإمامة.
والحوثيون اليوم (الإماميون الجدد)، يصرون على هذا الأمر، ويعلقون الشعارات التي تكفر المواطنين الذين يعارضون هذا الأمر، ومن أشهر اللافتات التي رفعوها في شوارع صنعاء تقول: "من ينكر ولاية علي فقد كفر بالله ورسوله"، كما ظلت الإمامة قديماً من أيام المتوكل إسماعيل، والحوثيون اليوم يحتفلون بهذه المناسبة ويتخذونها عيداً ومناسبة دينية لهم.
فقد كان أول من احتفل بها من الأئمة في اليمن هو أحمد بن الحسن بن القاسم في عهد عمه المتوكل إسماعيل سنة 1075هـ، ثم المتوكل إسماعيل بن القاسم، الذي خُطِب في عهده في سنة 1085هـ بخطبة الرافضة، و"خطب خطيب صنعاء محمد بن إبراهيم السحولي بخطبة الرافضة يوم الغدير، ثامن عشر شهر الحجة يوم الجمعة، وحث الناس على الصيام فيه، وإظهار الشعار الذي للإماميةالإثنى عشرية، ولم يخطب أحد قبله من أهل مذهبه". ( بهجة الزمن في حوادث اليمن: يحيى بن الحسين بن القاسم: ج2 – صـ252).

وهذا بدر الدين الحوثي يقول في مقابلة صحفية لصحيفة الوسط عام 2004 "إن الاحتفال بيوم الغدير مصلحة دينية؛ لأن فيها إظهار لولاية علي بن أبي طالب، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- جمع المسلمين في يوم الغدير وهو عائد من حجة الوداع بمكة وأعلن لهم ولاية علي بن أبي طالب".. وهكذا يذهب الهادويون والجاروديون ومن تبعهم اليوم من الحوثيين أن النص في ولاية علي جلي، وهو أمر لم يقل به علي بن أبي طالب نفسه.
"فالجارودية - أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر- قالوا بأن النص في علي جليٍّ موافقة للإمامية من الرافضة، ولكنه قال بإمامة زيد بن علي، والإمامية قالوا: ليس هو من الاثنى عشر المعينين عندهم، ووافقهم في رفض الصحابة". ( المسالك: صـ355).
وقد قال يحيى الرسي بصراحة النص في علي موافقة للإمامية الاثني عشرية، ومن ذلك قوله لابنه محمد المرتضى: "قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: تثبت إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رحمة الله عليه- من كتاب الله -عز وجل- ومن قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
إن سأل سائل، أو تعنت متعنت جاهل عن تثبيت إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضوان الله عليه.
قيل له: أيها السائل المتكلم المسترشد المتعلم، تثبت له بقوله الله -سبحانه- وقول رسوله المصطفى -محمد عليه السلام.
فإذا قال: أوجدونا في الكتاب ما قال الله، وثبتوا لنا كيف قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم؟
قيل له: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"، ثم قال: "أيها الناس: إنه سيكذب علي من بعدي كما كذب على الأنبياء من قبلي؛ فما جاءكم عني من حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما شاكل كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما لم يشاكل كتاب الله فليس مني ولم أقله"، فلما قال صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني بمنزلة هارون من موسى"، علمنا أنه لم يقل ذلك محاباة، ولا اختياراً منه ولا مصافاة، إلا بأمر من الله واجب، وحق مبين ثاقب، فلما قال صلى الله عليه وآله سلم مثبتاً في الكتاب، وهو قول الله – عز وجل: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً}. ( هود: (17)).
فلما قال الله: ويتلوه شاهد منه صدق قول الله – سبحانه- قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني بمنزلة هارون من موسى"، لقول الله: (شاهد منه)، فلما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني"، وقال الله: (شاهد منه)، كان رسول الله من علي وعلي منه؛ بقول الله وبقول رسوله عليه السلام، كرهنا أو أحببنا، شئنا ذلك أو أبينا، لا ننظر في ذلك إلى قول محب مريد، ولا نلتفت إلى قول مبغض مكابر عنيد". ( مجموع رسائل الهادي: صـ436، 437).

ولذلك نجد الهادي الرسي يكفر الصحابة وأهل السنة عموماً الذين لا يؤمنون بولاية علي، حيث يقول: "إن ولاية أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب -عليه السلام- واجبة على جميع المسلمين؛ فرض من الله رب العالمين ولا ينجو أحد من عذاب الرحمن، ولا يتم له اسما لإيمان حتى يعتقد بذلك بأيقن الإيقان، فمن أنكر أن يكون علي أولى الناس بمقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلابد أن يكون من كذب بهذين المعنيين في دين الله فاجراً وعند جميع المسلمين كافراً". ( الأحكام: الهادي يحيى بن الحسين:ج1/36-38).
ونجد فلسفة الهادي واستشهاده ذلك في نص ولاية علي أمراً مضحكاً للغاية؛ فهو يلوي النصوص ويتأولها، ولا توجد فيها أدنى إشارة لعلي بالولاية؛ فقول الرسول ذلك الحديث فيه إنما كان ليجبر خاطره حينما استخلفه على المدينة في غياب الرسول وذهابه إلى غزوة تبوك فقال الناس في علي قولاً أزعجه وهو "أن النبي استخلفه على عجز فيه"، بينما نجد إشارة الرسول لأبي بكر بالخلافة أقوى من إشارة علي.

وإذا أخذنا بمقياسه الذي حدده في عرض الحديث على القرآن فما وافق منه كان صحيحاً وما عارضه كان باطلاً، فإن هذا المقياس سيدحض ويبطل كل ما قالوا إنها أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي تتعارض مع القرآن حجة ومنطقاً ومعارضة واقعاً وعقلاً. ومن ذلك أحاديث الولاية والوصاية والاستخلاف لعلي، وكذا القرابة والتطهير والكساء وغيرها.
وبعض فرق الشيعة الإثني عشرية تكفر علياً -رضي الله عنه- لأنه سكت عن المطالبة بالولاية؛ وهي الفرقة الكاملية (أصحاب أبي كامل). ( بتصرف عن "المسالك": صـ222).
"ولو كانت نظرية النص والتعيين ثابتة ومعروفة لدى المسلمين لم يكن يجوز للإمام أن يدفع الثوار أو ينتظر كلمة المهاجرين والأنصار، كما لم يكن يجوز له أن يقول: "أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً"، ولم يكن يجوز له أن يعرض الخلافة على طلحة والزبير، ولم يكن بحاجة لينتظر بيعة المسلمين". ( تطور الفكر الشيعي السياسي من الشورى إلى ولاية الفقيه: أحمد الكاتب – صـ58 – الدار العربية للعلوم – ط3 – 1426هـ - 2006م).
ومن خلال هذه القرائن والمقارنات بين ما قاله علي وعمار بن ياسر، وبين ما سكت عنه علي في أمر الولاية أيضاً ومبايعته أبا بكر وعمر من بعده نجد التزوير في بعض الخطب المنسوبة إليه في كتاب "نهج البلاغة"، ومنها خطبة منسوبة إليه بعد مقتل طلحة والزبير، قال: "بنا اهتديتم في الظلماء، وتَسَنَّمتم ذروة العلياء، وبنا أفْجَرْتم عن السِّرار، وُقِرَ سمع لم يفقه الواعية، وكيف يراعي النَّبْأة من أصَمَّتْه الصيحة؟، رُبِط جَنان لم يفارقه الخفقان..". ( نهج البلاغة: الشريف الرضي، تعليق صبحي الصالح، صـ51).
ونلحظ من أسلوب وألفاظ ومصطلحات هذه الفقرة نفس الخطاب الذي ابتكره الرسي بعد علي بثلاثة قرون، ثم تلاه من بعده في ترديد هذا الأمر عبدالله بن حمزة، وصولاً إلى الحوثيين اليوم، وهذا يدل دلالة قاطعة على تزوير وتدليس الشريف الرضي والإماميين من بعده خطبة باسم علي، أو أدخلوا ودلسوا فقرات في خطبه ليست موجودة في خطبه.
وقد ذهب كثير من العلماء وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية أن حديث خم القائل: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهو ضعيف، فهذا الحديث رواه الترمذي 3713 وابن ماجه 121، وقد اختُلِفَ في صحته َقَالَ الزَّيْلَعِيُّ فِي تَخْرِيجِ الْهِدَايَةِ1/189 "وَكَمْ مِنْ حَدِيثٍ كَثُرَتْ رُوَاتُهُ وَتَعَدَّدَتْ طُرُقُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ كحَدِيثِ "مَنْ كُنْت مَوْلَاهُ فِعْلِيٌّ مَوْلاهُ "، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه... وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب) منهاج السنة 7/319. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: "وَأَمَّا حَدِيثُ: مَنْ كُنْت مَوْلاهُ فَلَهُ طُرُقٌ جَيِّدَةٌ". وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1750.
وصحة هذه الجملة عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ إن صحت ـ لا تكون بحال دليلا على إثبات ما ألحقه به الغالون من زيادات في الحديث للتوصل إلى تقديمه رضي الله عنه على بقية الصحابة كلهم ، أو إلى الطعن في الصحابة بأنهم سلبوه حقه ، وقد أشار شيخ الإسلام إلى بعض هذه الزيادات وتضعيفها في عشرة مواضع من منهاج السنة.(موقع الإسلام سؤال وجواب)
اليدومي: تعز عنوان الإرادة الوطنية جسدت أسمى تجليات الشخصية اليمنية العصية على التركيع

الإصلاح نت – متابعة خاصة

قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد عبدالله اليدومي، أن تعز لطالما مثلت تعز عنوان الارادة الوطنية والنضال الجسور في تاريخ اليمن الحديث.
وأوضح اليدومي، في تغريدة له على تويتر، الجمعة، أن تعز جسدت طيلة 3000 يوم من الارهاب والحصار الحوثي أسمى تجليات الشخصية اليمنية العصية على التركيع، وانتصرت لقيم الدولة.
وأكد أن تعز ومعها كل اليمن، لن تتوقف حتى تتوّج انتصارها على مخلفات الماضي والعبور للمستقبل المنشود.
والخميس الماضي، اطلق ناشطون وإعلاميون وحقوقيون، حملة الكترونية، للتضامن مع أبناء تعز المحاصرة، وذلك بمناسبة مضي 3000 يوماً من فرض مليشيا الحوثي حصاراً عليها في 13يوليو 2015 بدأت مليشيا الحوثي الارهابية حصارها لمدينة تعز.
وذكرت الحملة بالحصار المستمر على تعز منذ 8 سنوات، وشن حرب مليشيا الحوثية إجرامية عليها بمختلف أنواع الأسلحة، والأكثر دموية وإرهاباً قصفها للأحياء ومنازل المدنيين بالصواريخ والمسيرات والقذائف واستخدام القناصات لقتل المدنيين بصورة وحشية، فارتكبت عشرات المجازر طوال هذه السنوات، وذلك تزامناً مع حصار خانق أكمل عامه الثامن.
وطالب أبناء اليمن بملاحقة مرتكبي هذه الجريمة الوحشية، وادانة الموقف الدولي المتساهل,

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10413
بطريقة ممنهجة.. الإرهاب الحوثي يستهدف المناهج التعليمية والهوية الوطنية

الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10417


لم تكتف مليشيا الحوثي الإرهابية بحربها العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تشنها على الشعب منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، رغم ما خلفته تلك الحرب من نتائج كارثية على مستويات عدة، بل مضت وبكل صلف وعنجهية لتوسيع دائرة الإجرام والإرهاب لتطال جوانب أخرى أبرزها العملية التعليمية التي تضررت بفعل العبث والتجريف الحوثي.

وللمدارس مشرف

وقد فرضت المكاتب التابعة للتربية والتعليم الخاضعة لمليشيا الحوثي في آخر قرار للمليشيا الإرهابية في سلسلة العبث بالتعليم بدأ من صنعاء، تعيين مشرفين على جميع المدارس الأهلية والخاصة، للإشراف على الأنشطة الثقافية والرياضة المدرسية التابعة للمليشيا.

ويكشف تعميم صادر عن مكتب التربية في صنعاء موجه إلى مكاتب التربية بمديريات سنحان وبني مطر وصنعاء الجديدة وهمدان وبني حشيش وأرحب وجحانة أنه يجب ترشيح مسؤول ثقافي مقيم لكل مدرسة أهلية في المديريات المذكورة.

ويتضمن التعميم شروط الترشيح للمتقدمين لمهمة الإشراف على المدارس أن يكونوا مؤهلين حسب ما جاء فيه، ولديهم الاستعداد والتفرغ الكامل لعملهم كمشرفين مقيمين داخل المدراس الأهلية أوقات الدوام الرسمي.

وتشير الوثيقة إلى أن طبيعة عمل المشرف تتركز على الإشراف بشكل مباشر على أعمال الأنشطة المدرسية، بما في ذلك الإذاعة المدرسية والمسابقات المنهجية، كما سيعمل على تفعيل المناسبات الدينية والوطنية التابعة للمليشيا، على أن يكون لديه راتب شهري من المدرسة نفسها.

انحدار خطير

وتشير تقارير حكومية رسمية وتقارير لمنظمات حقوقية محلية ودولية إلى أن "نحو 4.5 ملايين طفل يمني تسربوا وحُرموا من التعليم منذ انقلاب المليشيا الحوثية بسبب تدمير المليشيا للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي".

وتذكر تقارير حكومية أن أكثر من مليوني طفل يمني في سن الدراسة تحولوا بفعل التجريف للتعليم والتضييق على الوسائل التعليمية إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل توفير لقمة العيش وإطعام أنفسهم وأسرهم.

وبالإضافة إلى مساعي المليشيا الحثيثة لتجهيل المجتمع واستقطابه إلى منظومتها الطائفية والعقائدية، فقد استطاعت -بحسب تقارير حكومية سابقة- تجنيد أكثر من 25 ألف طفل في صفوفها للقتال، فضلاً عن مئات الطلبة الذين خطفتهم عنوة وإلحاقهم بمعسكرات التجنيد على مدار سنوات الحرب الماضية.

وإمعاناً منها في تجريف قطاع التعليم، لم تكتف مليشيا الحوثي بحرمان نحو 130 ألف معلم من رواتبهم، بل فصلت الآلاف منهم من وظائفهم، وإجبار الآلاف من المعلمين على النزوح، والاعتماد على المئات من عناصرها لنشر أفكار المليشيا الطائفية في مختلف المدارس، كما أسندت أعمال الإدارة إلى المنتمين إلى المليشيا، ابتداءً من مديري المدارس ومديراتها وصولاً إلى منصب الوزير الانقلابي الذي يشغله شخصياً شقيق زعيم المليشيا يحيى الحوثي.

العبث بمناهج التعليم

وتقول مصادر تربوية إن مليشيا الحوثي أجرت أكثر من 600 تعديل على المناهج الدراسية، خصوصًا في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ، واستبدال الكثير من الدروس والنصوص بما يتوافق مع أجندتها الطائفية.

وتضيف المصادر أن المليشيا تعمدت حذف معظم النصوص التي تتعلق بالهوية اليمنية والرموز الوطنية، والصحابة رضوان الله عليهم، بطريقة متدرجة، وفرضت بدلًا عن ذلك أفكارا طائفية وشعارات خاصة بها وسيَرا لبعض قادتها، وعملت على توظيف بعض الفقرات لمصلحة مشروعها، سعيًا منها لحوثنة الأجيال وتطييف المجتمع اليمني وتغيير هويته.

ووفقا للمصادر فإن مليشيا الحوثي أدخلت شعاراتها الطائفية، وفي مقدمتها الصرخة، وشعار مقاطعة البضائع الأمريكية، وشعارات المولد في المناهج التي غيرتها وحرفتها، بالإضافة إلى قيامها بحذف وحدات كاملة من بعض الكتب، وإضافة وحدات جديدة تمجد السلالية والطائفية والقيادات الحوثية والإمامية، كما حذفت سيرة الرسول الكريم والصحابة، والأعياد الاسلامية، والمناسبات الوطنية كثورتي سبتمبر وأكتوبر، وأزالت صور كل الرموز الوطنية التي لها علاقة بالثورات اليمنية الخالدة، وأضافت بدلا عن ذلك دروسا عن نكبة 21 سبتمبر وقصص الهادي الرسي، والقيادي الحوثي صالح الصّمّاد، وحسين الحوثي، مؤسس المليشيا، وإضافة صور أطقمها العسكرية وصور الأسلحة التي تستخدمها.
اعتداء سافر

وبحسب تقرير صادر عن "منصة صدق" فإن مليشيا الحوثي أحدثت تغييرات جوهرية وشاملة في مناهج الصفوف الأولية، ابتداءً من الأول وحتى السادس الابتدائي، حيث أضافت دروسا وحذفت أخرى، وفصلت كتاب القرآن عن التربية الإسلامية في الصفوف الأول والثاني والثالث، وفسرت آيات القرآن والأحاديث النبوية وفق التوجه العقائدي للمليشيا وأدبياتها، فضلًا عن إضافة صور وشعارات تكرس التوجه الحوثي، فأضافت شعار وراية المولد في كتب القرآن للصف الأول والثاني والثالث، وصيغة جديدة للتشهد الأوسط، وصورة تحت عنوان “العدوان الأمريكي على اليمن”، وإضافة أناشيد تدعو للقتال ومعارك الميدان، وغيرها من الكثير من التغييرات والتحريفات.

كما حذفت المليشيا وحدتين من كتاب التربية الاجتماعية للصف الثالث، تحتوي على سيرة الرسول وأوائل الصحابة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وخديجة)، بالإضافة إلى حذف الأعياد الدينية والوطنية مثل ذكري ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

وفي كتب الصف الرابع -تضيف المنصة- أنه جرى استبدال أحاديث بأخرى في كتب التربية الإسلامية للصف الرابع والخامس والسادس، وحذف أناشيد منها نشيد “عزة الإسلام” في الصف الرابع وإضافة أخرى، وإحداث تغييرات جوهرية، وكذلك غيرت المليشيا في كتاب اللغة العربية للصف الرابع، خصوصا الجزء الثاني، الذي أضافت فيه وحدة بعنوان "شخصيات وأعلام"، في حين أضافت درس “الإعلام في وطني” في كتاب التربية الاجتماعية، وحرصت المليشيا على ذكر وسائل الإعلام التابعة لها، وتحدثت عما وصفته بـ”العدوان الأمريكي السعودي”، وورد في الكتاب أن ثورة 11 فبراير فشلت، وأن 21 سبتمبر (تاريخ الانقلاب الحوثي) لتصحيح فشل الثورات، بحسب التحريفات الواردة في الكتاب.

وتضيف منصة صدق في تقريرها الذي صدر منتصف العام 2021، أنه جرى تغيير كتاب التربية الوطنية للصف الثامن تغييرا جذريًا، ابتداء من الغلاف الذي جعلت عليه صورة المدعو “حسن الملصي” القيادي التابع للمليشيا الذي قتل في 2016، ولم يبقَ من وحدات المنهج السابق سوى وحدتي (حقوق المواطن ومسؤولياته)، و(البيئة والسلامة العامة)، حيث أحدثت تغييرات طائفية وتعبوية وسياسية.

ويشير التقرير إلى أن المليشيا أحدثت تغييرات كبيرة في كتب القرآن الكريم والتربية الإسلامية والتربية الوطنية للصف التاسع، منها إضافة درس ثامن في القرآن في الصفحة (57-60)، مقطع من سورة آل عمران، تحت عنوان “الشهداء”، وتم توظيفه توظيفا تعبويا وجهاديا وسياسيًا، وجعل النشاط الذي يليه زيارة إلى روضات الشهداء (قتلى المليشيا)، واختيار شخصية استشهدت في ما سمته مواجهـة العدوان السعودي الأمريكي للحديث عنها، حسب محتويات الكتاب.

ثقافة حوثية

ويرى مراقبون أن التعليم في اليمن وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين بات في خطر حقيقي جراء تحكم المليشيا بمقاليد الأمور وبسط يدها على السلطة، إذ إن معظم ما يتم تدريسه بعد عملية التجريف والتحريف بات عبارة عن ثقافة حوثية محضة، وأصبحت المدارس أشبه ما تكون بالمراكز الصيفية التي تقيمها مليشيا الحوثي، والكتب أصبحت نسخة من الملازم الحوثية، عدا الرياضيات والفيزياء والكيمياء، كونها مواد علمية لم يحصل فيها تغيير أو إضافة، إلى جانب تركيز المليشيا على طابور الصباح الذي أصبح فقرة أساسية للتحشيد والتحريض ونشر الأفكار الطائفية، والذي بات يُختتم بالصرخة الحوثية بدلا عن السلام الوطني، في ظل زيارات متكررة لموجهين حوثيين يزورونهم باستمرار ويحدثونهم عن الجهاد، أملا في استقطابهم إلى معسكرات التدريب، قبل الزج بهم في جبهات القتال.

ويؤكد المصدر أن مليشيا الحوثي تتعمد تفخيخ التعليم وتسميم المناهج الدراسية، بهدف تقويض عرى الدولة اليمنية واستهداف الهوية الوطنية، وإنتاج جيل معبأ طائفيًا، يقاتل من أجل مشروع الإمامة، لتتحول المدرسة ومرافق التعليم إلى مصيدة للأطفال لتعبئتهم للحرب ضد أبناء المجتمع.

كما تهدف المليشيا -وفق المراقبين- لضمان نشر ثقافتها على أوسع نطاق في مناطق سيطرتها، سعيًا منها إلى تثبيت خرافة الولاية وزرع أفكار المليشيا في أدمغة الأجيال، على أنها فكرة سياسية ضرورية، إحياءً للإمامة الكهنوتية.

ويكشف المصدر أن المدعو قاسم حمران الملقب أبو كوثر، الذي عين مطلع 2021 نائبا لوزير التربية والتعليم يحيى الحوثي، هو الذي لعب دورا محوريا في فرض الأفكار الطائفية في المدارس والمناهج، مضيفا أن الحمران هو المشرف على الوزارة وتحريف المناهج، وهو شديد الولاء لزعيم المتمردين الحوثيين.

بصمات إيرانية

ويرى الباحث اليمني والمهتم بالقضايا الفكرية والمذهبية، الدكتور "كمال القطوي"، أن الحوثيين يعملون بوتيرة عالية على تغيير المناهج حتى تخدم المنظور الطائفي الشيعي الذي تؤمن به المليشيا، بطريقة متدرجة ومستمرة.
وعن التدخل الإيراني والمساهمة في إحداث هذا العبث يقول القطوي في حديث خاص لموقع "الإصلاح نت": "من الواضح أن هناك بصمة إيرانية في ما يحدث، فالإيرانيون زودوا الحوثيين بأمرين، الأمر الأول الآليات، آلية (الخطة الشاملة)، وآلية (تغيير المناهج)، ثم زودوهم بـ(الأدوات الفنية)".

وأوضح أن الحوثيين "لا يمتلكون الخبرات الفنية، ولا يمتلكون الحس الثقافي العالي، فعندما ينتج الحوثيون أفلام كرتون للأطفال تتناول قضية "الهادي" ، فهذا حس فوق حس الحوثيين وقدراتهم، إذ بات من الواضح أنه إيعاز وتوجيه من خلال الخبرات الإيرانية التي زودتهم بالمنهجية، وزودتهم بآليات تغيير المناهج، ثم زودتهم بالأدوات الفنية التي تساعدهم في هذا الجانب".

ثأر قديم

وعن خطورة العبث الجاري على قدم وساق في قطاع التعليم، فيحذر الباحث اليمني من "إنشاء مجتمع وجيل شيعي في اليمن، يؤمن بالولاية وحق السلاليين بالحكم، ويؤمن بكل الخرافات الشيعية برمتها".

وأكد أن الحوثيين ينطلقون من ثأر قديم، فهم يعتقدون أنهم من بعد ثورة 26 سبتمبر سلبوا حقهم في الحكم والسيطرة، وبالذات في مناطق شمال الشمال والتي كانت مناطق شيعية، وجاءت الصحوة والثورة والتعليم، وتغير على إثرها المجتمع على الأقل بنسبة 90%، وتحرر من أفكار الخرافة والضلال".

ونوه بأنهم اليوم "يسابقون الزمن للاستدراك لعمليات انقلاب جديدة تعيد الناس وبالذات في المناطق التي كانت محسوبة لهم تاريخيا، تعيدهم إلى المذهب الشيعي، والاعتقاد بالخرافة والإمامة والولاية، بأن لهم تلك الامتيازات السياسية والدينية والمالية التي يزعمونها لأنفسهم، وأخطر ما في الأمر أنهم يسعون إلى تكريسها في الأطفال الذين ليس لهم سابق معرفة أو حصانة، لأن المليشيا وإن يئست من استقطاب الجيل الكبير، إلا أن تركيزها ينصب على النشء حديث السن".

ويضع القطوي مقترحات للإسهام في مواجهة هذا التجريف الممنهج بالقول: "نحن نحتاج إلى مبادرة حكومية، تقوم بإنعاش القطاع التعليمي على الأقل في المناطق المحررة، فإذا استطاعت الحكومة أن توجد بديلا في المناطق المحررة، على الأقل في التعليم الجامعي، سيهاجر الكثير من الطلاب للالتحاق بالجامعات الشرعية، فلعلك وقفت على الإحصائية الأخيرة في جامعة ذمار، التي كانت تستوعب الآلاف، اليوم القسم الواحد يضم من 15 إلى 20 طالبا فقط، هناك حالات عزوف كبيرة جدا عن التعليم الجامعي، فالحكومة الشرعية تستطيع أنها تدعم جامعاتها وتنعشها وتدعم التعليم فيها، وسيهاجر إليها معظم الشباب وطلاب الجامعات".

تعديلات كارثية

وقد كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية في وقت سابق وجود لجنة خبراء إيرانية "تعمل على إجراء تغييرات طائفية في المناهج الدراسية اليمنية تحت إشراف مندوب الملالي الإرهابي حسن إيرلو - المعين سفيرا لدى سلطة الحوثيين آنذاك - وشقيق زعيم مليشيا الحوثي المعين وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب يحيى بدرالدين الحوثي، ظهرت مختلف المناهج خصوصاً كتابي "التربية الوطنية والتاريخ" اللذين يجري بيعهما في الأسواق والمدارس الأهلية والحكومية كمناهج إيرانية إرهابية تستهداف عروبة اليمن والمنطقة، وهو ما ظهر أخيرا في استبدال الحوثيين مسمى "الخليج العربي" بـ"الخليج الفارسي" في المناهج الدراسية بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم".

ويؤكد ذلك المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي بتصريح له في وقت سابق، بوجود فريق الخبراء الإيرانيين في صنعاء في مهمة الإشراف على "تغيير المناهج الدراسية، حيث شمل التغيير ضم سيرة وصورة القيادي الحوثي صالح الصماد، الذي قتل في العام 2018، كرمز وطني في كتاب التربية الوطنية للصف السادس الابتدائي".

ويضيف اليناعي أن حروب الإمامة أدخلت أيضاً ضمن كتاب التربية الوطنية، للصف الخامس الأساسي، باعتبارها "ثورات يمنية خالدة تستحق الاحتفاء"، على حد تعبيره.

كما أشار إلى أن الحوثيين أجروا نحو 187 تعديلا إضافيا على مناهج العام الدراسي 2021 لوحده، بعد أن كانت قد أجرت 234 تعديلا في الأعوام الماضية على مناهج المرحلتين الأساسية والثانوية في مناطق سيطرتها، وفق ما نقله موقع سبتمبر نت.

وأشار إلى أنه يوجد في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أكثر من 3 ملايين طالب وطالبة، معرضين لخواطر وكوارث مستقبلية نتيجة مساعي المليشيا لغرس أفكارها الطائفية في عقولهم.

إسهام أممي

وقد اتهم ناشطون يمنيون، منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالمشاركة بالعبث الذي تمارسه المليشيا بحق التعليم، من خلال تمويل طباعة المنهج المحرف والمتطرف وانتهاك الأعراف الدولية، مؤكدين أن المنهج يحث على العنف وخطاب الكراهية ويسهل عملية تجنيد الأطفال لمصلحة المليشيا.