الشيخ حنتوس.. الدرس الأخير الذي أبطل السحر
عبد الله المنيفي
طوال أكثر من عام ونصف العام، استطاعت عصابة الحوثي السلالية، أن تسحر أعين بعض الناس ممن تنطلي عليهم الدعاية الحوثية، التي لا تختلف كثيرا عن دعاية هتلر ومنظري النازية، فمنذ ما بعد 4 أكتوبر 2024، أطلقت العصابة الحوثية ومن ساندها من إعلام المحور الإيراني والمخدوعين به، دعاية ممنهجة تثير المشاعر وتهيمن على العواطف، لأنه جُعِل عنوانها غزة الجريحة وفلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين.
صحيح استطاع الحوثي أن يحرف فهم البعض عن حقيقة المعركة في اليمن، وكونها بين مشروعين، الأول مشروع الدولة الوطنية والنظام الجمهوري القائم على الحرية والعدل والمساواة، ومشروع سلالي كهنوتي، يتكئ على خرافات ومزاعم كاذبة.
غير أن الحوثي وكعادته في استغلال كل قضية عادلة أو مطالب، أو رفع عناوين ظاهرها حق وباطنها استغلال قذر، استطاع خلال نحو عامين أن يصور للبعض أن معركته مع الاحتلال الإسرائيلي، وأحياناً مع أمريكا، وهي ذات العناوين والشعارات التي رفعها الخميني ومن بعده خامنئي.
نعم استطاع الحوثي أن يسحر أعين البعض، لا سيما من الأشقاء العرب غير المدركين لحقيقة ما يجري في اليمن، ولا يدركون أن الشعب اليمني يواجه كيانا عنصريا دمويا، لا يختلف عما يواجهه الشعب الفلسطيني، بل إن العصابة العنصرية أكثر فتكاً من الكيان الغاصب، ولو امتلكت ما يمتلكه هذا الكيان فإنها لن تدخر جهداً في اقتراف المزيد من القتل والخراب والبطش.
وبينما كان سحرة الحوثي ومرتزقة إيران مشغولين بتلميع الحوثي وتقديمه كبطل عروبي بمفرقعاته التي لم تقتل إسرائيلياً واحداً ولم تحقق شيئاً لفلسطين، بل جلبت الخراب والدمار لمقدرات اليمنيين ومنشآتهم التي بنوها لعقود، جاءت الجريمة الإرهابية التي استشهد نتيجتها معلم القرآن الشيخ صالح حنتوس، فنسفت سرديات الحوثية لمن صدقوها، وجَلَت الصورة الحقيقية لجماعة سلالية معجونة بالدجل والدموية والعنصرية والأحقاد التاريخية، واتضح أنها لا تحمل إلا الشرور.
لقد حركت مليشيا الحوثي المجاميع المسلحة المترسة بكل أنواع الأسلحة، لمحاصرة وقصف منزل الشيخ حنتوس في إحدى القرى النائية في محافظة ريمة، بعد فترة من إغلاق دار القرآن الكريم الذي يديره. حاصروا المنزل وهددوه وقصفوه بمن فيه من الأطفال والنساء.
في هذه الجريمة ارتكب الحوثيون كل المحرمات وداسوا على كل الأعراف بعنجهية وانحطاط يكشف عن مدى سقوط هذه الجماعة التي خدعت البعض. قتلوا الشيخ السبعيني فقط لأنه يُحفِّظ القرآن في مسجده ومنزله ويرفض تدريس ملازم حسين الحوثي المليئة بالهبل والخرافة. أفرغوا حقدهم الأسود عليه وعلى أسرته، فقتلوا حفيده، وأصيبت زوجة الشيخ، لكنه لم يفارق الحياة شامخاً كريماً إلا وقد عرى الجماعة الحوثية وأظهرها للعالم كما هي، عصابة توظف كل شيء وتتاجر بالدماء والمقدسات لصالح مشروعها القذر لتجني مكاسب وتواجه غضبة الشعب الرافض لها ولفكرها.
لم يكن الشيخ حنتوس رحمه الله، قائداً عسكرياً أو شخصية سياسية، بل كان معلماً للقرآن ومصلحاً اجتماعياً، سِجله حافل بالمحبة وبالقرآن ومناصرة القضية الفلسطينية، فجاءت "المسيرة القرآنية" لتعاقبه، فعاقبها وأسقط آخر القناعات عن وجهها القبيح.
لقد ظل الشيخ الشهيد طوال أكثر من 5 عقود منشغلاً بتقديم الدروس، لكن الدرس الأبلغ هو الذي قدمه يوم استشهاده، درس في الكرامة والإباء.
لقد أراد كهنة العصابة العنصرية بقصف منزل الشيخ حنتوس وقتله، قتل كل صوت حر شجاع صاحب موقف يؤمن بالجمهورية، أرادوا إذلاله ومن خلاله إخضاع اليمنيين وكتم كل صوت حر، لكنه هزمهم كيمني يمتلك من الكرامة والإباء ما يجعله يدافع ليس عن نفسه ومنزله فحسب، بل عن اليمن وقضية اليمنيين في مواجهة أرذل جماعة.
درس بليغ وموقف خالد أسقط كل رواياتهم التي حاكوها حول الحادثة، وما تلاها من ترقيعات، فظهرت شاهدة على الانحطاط الحوثي، وقبل ذلك فضح أكاذيب وزيف سنوات من الشعارات والعناوين البراقة الخادعة، لينزه دماء أبناء غزة وقضية فلسطين والقدس من أن يغسل فيها الحوثي وعصابته ومحور إيران الدماء العالقة بأيديهم وروائح البارود التي فجروا بها المساجد ودور تحفيظ القرآن وبطشوا بالحُفاظ والأكاديميين والسياسيين والصحفيين والطفل والمرأة وكل فئات المجتمع.
https://alislah-ye.net/articles.php?id=1041
عبد الله المنيفي
طوال أكثر من عام ونصف العام، استطاعت عصابة الحوثي السلالية، أن تسحر أعين بعض الناس ممن تنطلي عليهم الدعاية الحوثية، التي لا تختلف كثيرا عن دعاية هتلر ومنظري النازية، فمنذ ما بعد 4 أكتوبر 2024، أطلقت العصابة الحوثية ومن ساندها من إعلام المحور الإيراني والمخدوعين به، دعاية ممنهجة تثير المشاعر وتهيمن على العواطف، لأنه جُعِل عنوانها غزة الجريحة وفلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين.
صحيح استطاع الحوثي أن يحرف فهم البعض عن حقيقة المعركة في اليمن، وكونها بين مشروعين، الأول مشروع الدولة الوطنية والنظام الجمهوري القائم على الحرية والعدل والمساواة، ومشروع سلالي كهنوتي، يتكئ على خرافات ومزاعم كاذبة.
غير أن الحوثي وكعادته في استغلال كل قضية عادلة أو مطالب، أو رفع عناوين ظاهرها حق وباطنها استغلال قذر، استطاع خلال نحو عامين أن يصور للبعض أن معركته مع الاحتلال الإسرائيلي، وأحياناً مع أمريكا، وهي ذات العناوين والشعارات التي رفعها الخميني ومن بعده خامنئي.
نعم استطاع الحوثي أن يسحر أعين البعض، لا سيما من الأشقاء العرب غير المدركين لحقيقة ما يجري في اليمن، ولا يدركون أن الشعب اليمني يواجه كيانا عنصريا دمويا، لا يختلف عما يواجهه الشعب الفلسطيني، بل إن العصابة العنصرية أكثر فتكاً من الكيان الغاصب، ولو امتلكت ما يمتلكه هذا الكيان فإنها لن تدخر جهداً في اقتراف المزيد من القتل والخراب والبطش.
وبينما كان سحرة الحوثي ومرتزقة إيران مشغولين بتلميع الحوثي وتقديمه كبطل عروبي بمفرقعاته التي لم تقتل إسرائيلياً واحداً ولم تحقق شيئاً لفلسطين، بل جلبت الخراب والدمار لمقدرات اليمنيين ومنشآتهم التي بنوها لعقود، جاءت الجريمة الإرهابية التي استشهد نتيجتها معلم القرآن الشيخ صالح حنتوس، فنسفت سرديات الحوثية لمن صدقوها، وجَلَت الصورة الحقيقية لجماعة سلالية معجونة بالدجل والدموية والعنصرية والأحقاد التاريخية، واتضح أنها لا تحمل إلا الشرور.
لقد حركت مليشيا الحوثي المجاميع المسلحة المترسة بكل أنواع الأسلحة، لمحاصرة وقصف منزل الشيخ حنتوس في إحدى القرى النائية في محافظة ريمة، بعد فترة من إغلاق دار القرآن الكريم الذي يديره. حاصروا المنزل وهددوه وقصفوه بمن فيه من الأطفال والنساء.
في هذه الجريمة ارتكب الحوثيون كل المحرمات وداسوا على كل الأعراف بعنجهية وانحطاط يكشف عن مدى سقوط هذه الجماعة التي خدعت البعض. قتلوا الشيخ السبعيني فقط لأنه يُحفِّظ القرآن في مسجده ومنزله ويرفض تدريس ملازم حسين الحوثي المليئة بالهبل والخرافة. أفرغوا حقدهم الأسود عليه وعلى أسرته، فقتلوا حفيده، وأصيبت زوجة الشيخ، لكنه لم يفارق الحياة شامخاً كريماً إلا وقد عرى الجماعة الحوثية وأظهرها للعالم كما هي، عصابة توظف كل شيء وتتاجر بالدماء والمقدسات لصالح مشروعها القذر لتجني مكاسب وتواجه غضبة الشعب الرافض لها ولفكرها.
لم يكن الشيخ حنتوس رحمه الله، قائداً عسكرياً أو شخصية سياسية، بل كان معلماً للقرآن ومصلحاً اجتماعياً، سِجله حافل بالمحبة وبالقرآن ومناصرة القضية الفلسطينية، فجاءت "المسيرة القرآنية" لتعاقبه، فعاقبها وأسقط آخر القناعات عن وجهها القبيح.
لقد ظل الشيخ الشهيد طوال أكثر من 5 عقود منشغلاً بتقديم الدروس، لكن الدرس الأبلغ هو الذي قدمه يوم استشهاده، درس في الكرامة والإباء.
لقد أراد كهنة العصابة العنصرية بقصف منزل الشيخ حنتوس وقتله، قتل كل صوت حر شجاع صاحب موقف يؤمن بالجمهورية، أرادوا إذلاله ومن خلاله إخضاع اليمنيين وكتم كل صوت حر، لكنه هزمهم كيمني يمتلك من الكرامة والإباء ما يجعله يدافع ليس عن نفسه ومنزله فحسب، بل عن اليمن وقضية اليمنيين في مواجهة أرذل جماعة.
درس بليغ وموقف خالد أسقط كل رواياتهم التي حاكوها حول الحادثة، وما تلاها من ترقيعات، فظهرت شاهدة على الانحطاط الحوثي، وقبل ذلك فضح أكاذيب وزيف سنوات من الشعارات والعناوين البراقة الخادعة، لينزه دماء أبناء غزة وقضية فلسطين والقدس من أن يغسل فيها الحوثي وعصابته ومحور إيران الدماء العالقة بأيديهم وروائح البارود التي فجروا بها المساجد ودور تحفيظ القرآن وبطشوا بالحُفاظ والأكاديميين والسياسيين والصحفيين والطفل والمرأة وكل فئات المجتمع.
https://alislah-ye.net/articles.php?id=1041
alislah-ye.net
موقع التجمع اليمني للإصلاح