الإصلاح نت
1.27K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.93K links
Download Telegram
تظاهرة في مأرب تدعو لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة وتندد باستمرار جرائم الإبادة

الإصلاح نت – مأرب

شارك الآلاف اليوم الجمعة، في تظاهرات شهدتها مدينة مأرب، للتنديد باستمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتضامن مع المقاومة الفلسطينية، والاشادة بموقف جنوب أفريقيا.
وحيا بيان المسيرة بإجلال وإكبار صمود الشعب الفلسطيني وبطولات المقاومة الباسلة، الذين أفشلوا مخطط التهجير والتطبيع والتهويد، وأعادوا للقضية الفلسطينية مكانتها وألقها وكسبوا تعاطف العالم معها بصمودهم وأدائهم العسكري والسياسي والإعلامي الذي هزم الاحتلال في كل الجبهات السياسية والعسكرية والأخلاقية وكشف للعالم حقيقة هذا الكيان اللقيط الحاقد على الإنسانية والحياة.
وثمن المتظاهرون عالياً موقف حكومة جنوب أفريقيا التي عرفت مرارة الحكم القائم على التمييز والفصل العنصري والظلم والقهر وكافحت حتى نالت استقلالها، مشيدين بالمرافعة التي أدلى بها الفريق القانوني لدولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية بالأمس في لاهاي.
وقال البيان إن ما جاء في مرافعة جنوب أفريقيا من حجج وأدلة وبراهين موثقة، تثبت أمام العالم أجمع تورّط الاحتلال الصهيوني في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي لشعبنا في قطاع غزَّة.
وطالب المتظاهرون الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنها حكومة بلادنا بقيامهم بواجب النصرة في جميع المحافل الدولية، والضغط لإيقاف العدوان والحرب الظالمة، محذرين من الانخراط في المؤامرة الأمريكية التي تريد الالتفاف على انتصار شعبنا الفلسطيني ومقاومته عبر اقتراح حلول تفضي لزيادة معاناة الشعب الفلسطيني وتمكن الاحتلال وتتجاوز الثوابت وتتجاهل التضحيات.
وأكدوا الاستمرار في هذه الفعاليات وتصاعدها للتأكيد على موقف شعبنا اليمني الثابت في نصرة فلسطين، والقيام بحق الأخوة والدين ومساعدتهم بكل وجوه الإسناد والدعم المادي والمعنوي.
ودعوا جماهير الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية لمزيد من التصعيد والضغط حتى تتوقف هذه الحرب الجائرة وينتهي الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني.
وأشاد البيان بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الصهيوني في غزة والذي يدخل يومه الثامن والتسعين، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقه وثابت على أرضه يواجه منفردا أكبر ترسانة عسكرية تقذف عليه عشرات آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ المحرمة دوليا وتدمر فيه كل ما على وجه الأرض من مظاهر الحياة وعوامل البقاء، وتستهدف بكل وحشية المدنيين في مخيمات النازحين والمستشفيات والمساجد ومدارس الأونروا، ترتقي كل يوم أرواح المئات من الشهداء أطفالا ونساء ورجالا، وطواقم طبية وصحفيين ورجال إنقاذ.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10885
منظومة الهوية ومقاصدها دينيا ووطنيا

(الحلقة الثانية: الهوية بين الانفتاح والانغلاق)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10888
مقدمة:

الكتابات حول الهوية كثيرة، وقد تداخلت تقسيمات الهوية - أسس محورية وفرعية، واتسعت التوصيفات، ذلك أن الهوية متصلة بالعقيدة والفكر والثقافة والاقتصاد والتعليم والاجتماع... إلخ.

وبالتالي تعددت زوايا الرؤية لدى الكتاب، فاتسع التناول. وبما أن هدفنا هو التأصيل المقاصدي لمنظومة الهوية، فالتأصيل يعني عملا منهجيا، وكما يقرر فلاسفة المنهج أن من شروط العمل المنهجي أن تكون قو اعده الأساسية قليلة جدا (محورية). ولا مانع بعد ذلك أن تتسع التفريعات المنبثقة عن الأسس. وانطلاقا مما سبق قمنا بتقسيم منظومة الهوية إلى نوعين مركزيين: النوع الأول، الهوية المنفتحة. والنوع الثاني، الهوية المنغلقة.

النوع الأول، الهوية المنفتحة:

إذا نظرنا في معارف الوحي (مقاصد القرآن)، ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم (سيرته العملية العطرة)، وكذلك التاريخ الإسلامي، بدءا من عهد الخلفاء الراشدين وعبر التاريخ الإسلامي، نجد أن الإسلام صنع هوية منفتحة بصورة غير مسبوقة في تاريخ الحضارات بشهادة مؤرخين غير مسلمين، والأدلة كثيرة، لكني سأقتصر على موطن الشاهد فقط كما يلي:

أولا، معلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج بهدف الحصول على رقعة جغرافية يقيم فيها مع أصحابه في أمن واستقرار، كون الرقعة الجغرافية هي إحدى الأسس المكونة للهوية بلا خلاف.

وقد جاءت الهجرة النبوية إلى المدينة، وحسب الفيلسوف المسلم النمساوي القائل: كانت الأهداف واضحة شاخصة جدا في ذهنية الصحابة، فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم من لحظاته الأولى ببناء المجتمع الإسلامي الجديد على أسس إنسانية وحضارية غير مسبوقة في تاريخ الجزيرة العربية التي لم تعلم بشيء اسمه دستور.

ثانيا، تنوع وتراكم هويات:

مكونات المجتمع المدني الجديد تتمثل في شريحة المهاجرين وشريحتي الأنصار (الأوس والخزرج)، وشريحة مشركين، كما نصت الفقرة (ب) من المادة (20) من دستور المدينة "وألا يجير مشرك عيرا لقريش".. شرائح - بطون من اليهود بلغت 12 بطنا نص عليها دستور المدينة.

وهنا يتجلى بوضوح انفتاح الهوية الإسلامية على الهويات الأخرى، وهي هويات متراكمة ومركبة بدليل تنصيص دستور المدينة اعترافا لكل بطن بحقوقها الثقافية عرفا أو طريقة تديّن قد تصل حد المذهبية الضيقة، فذاك شأن خاص محترم في ظل المبدأ الإسلامي العالمي الإنساني الحضاري العام "لتعارفوا".

وهذا نموذج مادة من دستور المدينة: "بنو عوف أمة من يهود على ربعتهم هم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويفكون عانيهم"... إلخ. وهكذا نصت مواد الدستور لكل بطن أو شريحة.

ثالثا، شهادة مستشرق حاقد:

المستشرق البريطاني مونتجمري، قائد الجيش البريطاني في حرب هتلر، معروف بحقده على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه في كتابه "ما هو الإسلام" قال كلاما خلاصته إن النفسية اليهودية معروفة بالحقد تجاه محمد، ولكن ما الذي جعل اليهود يقبلون بوثيقة محمد (دستور المدينة) الذي نص في آخر مادة على أن يكون المرجعية عند الاختلاف هو "محمد"؟ لا شك أن محمدا منح اليهود أن يكتبوا حقوقهم ومصالحهم في إطار مبدأ السلام وكفى بهذا ثقة، فوافق اليهود على المرجعية.

قد نتفق أو نختلف حول كلام الرجل، لكن المحصلة النهائية واضحة أن الهوية الإسلامية منفتحة تجاه الآخر أيا كان.

رابعا، العهد الراشدي:

كثيرة هي القصص الدالة على حماية حقوق غير المسلمين، فقد كانت الدعاوى تطال شخص الخليفة نفسه، الفاروق رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب وقصة درعه مع النصراني من الشهرة بمكان.

لكنني سأشير إلى شواهد هامة على انفتاح الهوية الإسلامية من جهة، وتنمية الهوية من جهة ثانية.. وإليك الشواهد التالية:

بناء وعي المجتمع:

المقصود هو توعية المجتمع بما له من حقوق وما عليه من واجبات في ظل دولة الإسلام، ذلك أن موضوع بناء منظومة الهوية هو إحدى السنن الحاكمة للاجتماع - صناعة السلم والسلام والاستقرار والتنمية وقوة الدولة والمجتمع في آن.

لقد قرر الفاروق، بعد معركتي اليرموك والقادسية، إيقاف الفتوحات، حيث اتجه بنفسه لعقد مؤتمر في الجابية -إحدى ضواحي دمشق- وجمع القادة وطرح فكرة توقف الفتوحات بهدف بناء وعي المجتمع الإسلامي عموما لكي يضمن عدة أمور، أبرزها بناء وعي تعاليم الإسلام لدى المسلمين الجدد تجاه الدين، وتجاه الدولة، وتجاه غير المسلم، وهذا الأخير شريحة واسعة جدا. باختصار، توصل القرار إلى وقف الفتوحات من خمس إلى عشر سنين، وشدد على الالتزام إلى حد أن عمرو بن العاص استأذنه بفتح مصر وأقنع الفاروق بأهمية ذلك وقدم له خارطة حدد فيها أن جوانب أمن دمشق والشام عموما لن يكون إلا بفتح مصر.
انفتاح وعدل يصنع الهوية:

قرر الفاروق بعد مؤتمر الجابية بقاء أرض العراق بيد الفلاحين الأنباط مقابل نسبة اسمها خراج للدولة، موضحا ومعززا فكرة انفتاح دولة الإسلام أنها عقيدة وقيم ومبادئ إسلامية، قائلا لهم: "الأرض ملككم"، على أن تدفعوا كذا للدولة، واعلموا أن حقوقكم في امتلاك الأرض لن تتغير سواء دخلتم الإسلام أو بقيتم على ديانتكم.

والنتيجة كانت مذهلة بشهادة غير مسلمين - فوكوياما نموذجا، والذي نص قائلا: لقد نقل محمد واقع المجتمعات التي ما كانت تفكر يوما بالوصول إلى مهنة قريبة من قصر الحكم ناهيك عن غيره، مؤكدا حرفيا "الأنباط وصلوا إلى البلاط - علماء، وزراء، تجار، قادة جيش، مقربين من الخلفاء إلى الحد أن اسم الخليفة صار رمزيا".

باختصار، قرار الفاروق بشأن الأرض يعطينا دلالات بارزة أولها انفتاح الهوية الإسلامية، وثانيها العدل أكبر عامل سنني في تنمية الهوية، وثالثها غرس الولاء للدولة والأمة والالتفاف حول الدولة، ورابعها مسارعة أغلب الأقاليم إلى الانخراط في جيش المسلمين ضد إقطاعيات الفرس -حسب اللواء الركن شيث خطاب- التفاف أذربيجان والأرمن وعدد من الأقاليم ذات الخصب الوفير مع الجيش الإسلامي، مشترطين أن يبقوا في ديانتهم، مؤكدا أن ذلك الانخراط كان بعد نجاح فاعلية البناء المنشود في مؤتمر الجابية، ومع ذلك فقد استأذن قائد الجيش الفاروق فإذن له.

نصارى نجران أيام الفاروق:

هذه الشريحة تمتعت بحقوقها في ظل انفتاح الهوية الإسلامية وعدلها ابتداء من سنة 5 للهجرة، واستمروا في أمن وأمان إلى أيام عهد الفاروق قرروا ترك نجران والتوجه إلى الشام والبصرة بمحض اختيارهم، مطالبين الفاروق التعويض عن مزارعهم وبيوتهم.

انظروا إلى موقف الفاروق: لقد أخذ وثائق الأرض وكتب لكل واحد إلى أمير البصرة أو الشام بأن يعطي كل واحد بمقدار أرضه ويعطي كل واحد ألفي دينار قرض ويسقط عنهم الخراج 24 شهرا حتى يتمكنوا من تنمية أموالهم... إلخ.

خامسا، الانفتاح والعدل في التراث الفكري:

بناء الوعي في التراث الفقهي والفكري والثقافي أخذ صورا عدة وأشكالا مختلفة.. ونكتفي بالشواهد التالية:

- في فقه الأحناف، وتحديدا كتاب "المبسوط" للسّرَخْسي، جاء فيه: إذا اختلف مسلم ونصراني حول طفل، فادعى النصراني أن الطفل حر كافر، وادعى المسلم أن الطفل عبد مسلم، فعلى القاضي إصدار حكم بحرية الطفل والخيار للطفل بعد بلوغه، فيعتنق الإسلام أو لا يعتنق.

- في فقه الحنابلة، كتاب المغني مع الشرح الكبير لابن قدامة، قال فيه: إذا تقدمت مجوسية إلى قاضي المسلمين مدعية أن أباها تزوج بها ثم مات وأنها تطلب عدالة الإسلام في منحها إرث زوجة، وإرث بنت، فعلى القاضي أن يحكم بدعواها ولا شأن له بعقيدتها. إذن، فالانفتاح والعدل والحفاظ على كرامة الإنسان والمساواة في الحقوق ظل حاضرا في تاريخ الحضارة الإسلامية بقوة وسجله الفقه الإسلامي بأنصع صوره.

- في العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ الدولة العثمانية احتفظت مكتبة إسطنبول بما يزيد عن 130 ألف حكم شرعي بين مسيحيين مع زوجاتهم بشأن نفقات أو طلاق أو تركة، وكذلك مع أسر يهودية ومع يهود ومسيحيين بشأن عقود تجارية ومع يهود ومسلمين، وتنص ديباجة الحكم أن الحكم صادر بناء على الرغبة والاختيار المحض بين الطرفين... إلخ.

المؤرخ الإنجليزي المعاصر في كتابه "تاريخ الحضارة"، وكذلك المؤرخ اليهودي الفرنسي في كتابه "حضارة العرب"، قررا حرفيا قائلين: لم يسجل التاريخ أبد أن الإسلام أكره أحدا على اعتناق الإسلام.. وأكثر من ذلك نجد عددا من المستشرقين المعاصرين، أحدهم الفرنسي مراسيل بوازار، قرر في كتابه "إنسانية الإسلام" قائلا: "بعد سقوط آخر مدن الأندلس لجأ اليهود إلى الدولة العثمانية وعاشوا آمنين على عقيدتهم وأموالهم"... إلخ.

المستشرق الأمريكي واشنطن أيرفنغ قال في كتابه "الحمراء"، أي قصر الحمراء، والذي خصصه كمسرحية للأطفال الأمريكيين تم كتابتها قبل 90 عاما تقريبا وقيل إنها عرضت في السينما الأمريكية مرارا، وقد كتبها بناء على طلب من الرئيس الأمريكي حينها والذي عينه سفيرا لدى إسبانيا، وقد قرر في كتابه الآنف وكتابه "محمد وخلفاؤه" قرر قائلا: الحضارة الإسلامية حضارة كونية، وإذا أرادت دولة أمريكا أن تقيم إمبراطورية كونية فلتأخذ بحضارة الإسلام التي اتسعت لكل الهويات، مؤكدا أن إمبراطورية النبي محمد لم تكن إمبراطورية سياسية توسعية وانما هي حضارة إيمان فقط، وهذا ما توصلت إليه خلال 10 سنوات من البحث، حسب قوله.

وأضاف أن حضارة الإسلام كونية لأن كتابها القرآن، وقد استوعبت الحضارة الإسلامية أعظم كتاب أدبي هو كتاب ألف ليلة وليلة.. هذه خلاصة لكلامه حول الحضارة الإسلامية، ولا يعني إيرادنا لكلامه التسليم بكل ما يقول، ولكن هدفنا هو إيراد الشهادات من العدو والصديق.
الخلاصة، التاريخ زاخر بالشهادة على انفتاح الهوية الإسلامية على هويات الغير بل وحمايتها انطلاقا من قيم الإسلام المثلى، وبفضل هذا كانت الهوية الإسلامية تستهوي الأفئدة.

النوع الثاني، الهوية المنغلقة:

أولا، الهوية المنغلقة هي الهوية المتصلبة الجامدة.. باختصار هي عكس الهوية المنفتحة.

معالم ومظاهر الهوية المنغلقة: هوية متعصبة ضيقة منكفئة على كذباتها التاريخية جاعلة منها دينا مقدسا وتفرض على الآخرين السير خلف المعتقدات الزائفة والتسليم لها والدفاع عنها وتحويل المجتمع إلى قطعان لا قيمة لها إلا خدمة الطائفية السلالية، ومن المظاهر أيضا التعصب الشديد للمذهب وتقديس الأشخاص وادعاء الحق الإلهي في الحكم ومصادرة الحقوق السياسية والثقافية وممارسة الإرهاب الكهنوتي ضد المجتمع بحقد، وإدخال الطائفية في التعليم باعتبار أنها تخدم الدين، وحاشا المعصوم رسول العدل صلى الله عليه وسلم أن يشرع ما يصادم سنن الاجتماع أو ما يؤدي إلى خرق سفينة الاجتماع.

انغلاق الهوية وتصلبها وجمودها دليل على فشلها وقرب سقوطها، ذلك أن التعصب الطائفي أو السلالي أو العرقي يعتبر مصادمة صريحة لسنن الله في الاجتماع، كما أنه يعد من أخطر المهددات والتي قد تؤدي إلى إفساد الهوية وتمزيق شبكة العلاقات، إلى غير ذلك، والتاريخ الإسلامي فيه نماذج صارخة على ما نقول، فالدولة البويهية والدولة السامانية قومية فارسية متعصبة سيما في آخر زمانها، والدولة الطبرية بطبرستان والدولة القرمطية الباطنية بالبحرين، هذه نماذج عفنة انقلبت على الدولة المركزية والهدف هو إفساد عقيدة التوحيد والقضاء على الدولة الجامعة - الخلافة.. وقد تهاوت أغلب تلك الدويلات سريعا وبعضها تأخر قليلا لاعتبارات سننية.

ثانيا، الفرق بين الدويلات:

كثيرة هي الدويلات التي انقلبت في أقاليم الدولة الإسلامية وكثير منها سقط سريعا، والسبب يعود إلى أن تلك الدويلات قامت لأجل المال والسلطان ورفعت شعار العدل وغيره، ولكنها لم تنفذ وعودها في العدل كما ادعت، فسقط كثير من تلك الدويلات، ودويلات أخرى قدمت الكثير وصنعت حضارات، وتنوعت أشكال الحضارة الإسلامية وبنت دور العلم وقدمت الكثير إنسانيا وحضاريا وسقطت بطبيعة الحال وفقا لسنة الله في التداول، لكن دويلات الشعوبية والقومية الفارسية الضيقة والباطنية والقرمطية المفسدة تهاوت سريعا نظرا للتعصب والانغلاق والجمود ومصادمة هوية الأمة.

ثالثا، مفسدات الهوية:

هذا مسرد سريع لأبرز مفسدات الهوية والمتمثل فيما يلي:

الطائفية، العرقية، السلالية، التعصب بأنواعه، الاستبداد، الفردية، تقديس الأشخاص، زيف الشرعية واهتزازها، مصادرة إرادة الجماهير، اختزال الوطن في شخص أو حزب أو جماعة، غياب مصداقية الحكومة، التبعية للغير، العبث بمقدرات الأوطان، العبث بكرامة المجتمع، التصاهر بين شلة الحكم والجيش والتجارة، إهمال التعليم، غياب العقيدة الوطنية لدى مؤسستي الجيش والأمن، وقبل وبعد وفوق ذلك الانغلاق والتصلب والتعصب، وعلى القارئ أن يقيس على ذلك.

رابعا، قياس عالمي للهوية المنفتحة:

أبرز مميزات الهوية المنفتحة أنها هوية قوية، ومن أبرز معالم القياس العالمي للهوية القوية ما يلي: حرية سياسية تحاصر الاستبداد، تجسيد كرامة وحرية الفرد والمجموع وترسيخها، اعتزاز بالذات، وسائل مناسبة لبناء المجتمع والنهوض به، شرعية سياسية تفرز قيادة سياسية مسؤولة أمام المجتمع، ولاء للأمة، احترام رغبة الأمة، شجاعة في الحق، ثبات على الحق، قوة شبكة العلاقات الاجتماعية، نخبة واعية تمسك دفة ثقافة المجتمع وتوجه بوصلته إلى أفضل مصالح الأمة والأهداف الكبرى، مساءلة السلطة عبر الأطر القانونية السلمية المشروعة، كتلة من المثقفين، عقيدة وطنية لمؤسستي الجيش والأمن.

نكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بعونه سبحانه مع الحلقة الثالثة: تنمية الوعي بالهوية وفقه الانتماء للأمة.
منظومة الهوية ومقاصدها دينيا ووطنيا

(الحلقة الثانية: الهوية بين الانفتاح والانغلاق)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10888
مقدمة:

الكتابات حول الهوية كثيرة، وقد تداخلت تقسيمات الهوية - أسس محورية وفرعية، واتسعت التوصيفات، ذلك أن الهوية متصلة بالعقيدة والفكر والثقافة والاقتصاد والتعليم والاجتماع... إلخ.

وبالتالي تعددت زوايا الرؤية لدى الكتاب، فاتسع التناول. وبما أن هدفنا هو التأصيل المقاصدي لمنظومة الهوية، فالتأصيل يعني عملا منهجيا، وكما يقرر فلاسفة المنهج أن من شروط العمل المنهجي أن تكون قو اعده الأساسية قليلة جدا (محورية). ولا مانع بعد ذلك أن تتسع التفريعات المنبثقة عن الأسس. وانطلاقا مما سبق قمنا بتقسيم منظومة الهوية إلى نوعين مركزيين: النوع الأول، الهوية المنفتحة. والنوع الثاني، الهوية المنغلقة.

النوع الأول، الهوية المنفتحة:

إذا نظرنا في معارف الوحي (مقاصد القرآن)، ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم (سيرته العملية العطرة)، وكذلك التاريخ الإسلامي، بدءا من عهد الخلفاء الراشدين وعبر التاريخ الإسلامي، نجد أن الإسلام صنع هوية منفتحة بصورة غير مسبوقة في تاريخ الحضارات بشهادة مؤرخين غير مسلمين، والأدلة كثيرة، لكني سأقتصر على موطن الشاهد فقط كما يلي:

أولا، معلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج بهدف الحصول على رقعة جغرافية يقيم فيها مع أصحابه في أمن واستقرار، كون الرقعة الجغرافية هي إحدى الأسس المكونة للهوية بلا خلاف.

وقد جاءت الهجرة النبوية إلى المدينة، وحسب الفيلسوف المسلم النمساوي القائل: كانت الأهداف واضحة شاخصة جدا في ذهنية الصحابة، فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم من لحظاته الأولى ببناء المجتمع الإسلامي الجديد على أسس إنسانية وحضارية غير مسبوقة في تاريخ الجزيرة العربية التي لم تعلم بشيء اسمه دستور.

ثانيا، تنوع وتراكم هويات:

مكونات المجتمع المدني الجديد تتمثل في شريحة المهاجرين وشريحتي الأنصار (الأوس والخزرج)، وشريحة مشركين، كما نصت الفقرة (ب) من المادة (20) من دستور المدينة "وألا يجير مشرك عيرا لقريش".. شرائح - بطون من اليهود بلغت 12 بطنا نص عليها دستور المدينة.

وهنا يتجلى بوضوح انفتاح الهوية الإسلامية على الهويات الأخرى، وهي هويات متراكمة ومركبة بدليل تنصيص دستور المدينة اعترافا لكل بطن بحقوقها الثقافية عرفا أو طريقة تديّن قد تصل حد المذهبية الضيقة، فذاك شأن خاص محترم في ظل المبدأ الإسلامي العالمي الإنساني الحضاري العام "لتعارفوا".

وهذا نموذج مادة من دستور المدينة: "بنو عوف أمة من يهود على ربعتهم هم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويفكون عانيهم"... إلخ. وهكذا نصت مواد الدستور لكل بطن أو شريحة.

ثالثا، شهادة مستشرق حاقد:

المستشرق البريطاني مونتجمري، قائد الجيش البريطاني في حرب هتلر، معروف بحقده على الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه في كتابه "ما هو الإسلام" قال كلاما خلاصته إن النفسية اليهودية معروفة بالحقد تجاه محمد، ولكن ما الذي جعل اليهود يقبلون بوثيقة محمد (دستور المدينة) الذي نص في آخر مادة على أن يكون المرجعية عند الاختلاف هو "محمد"؟ لا شك أن محمدا منح اليهود أن يكتبوا حقوقهم ومصالحهم في إطار مبدأ السلام وكفى بهذا ثقة، فوافق اليهود على المرجعية.

قد نتفق أو نختلف حول كلام الرجل، لكن المحصلة النهائية واضحة أن الهوية الإسلامية منفتحة تجاه الآخر أيا كان.

رابعا، العهد الراشدي:

كثيرة هي القصص الدالة على حماية حقوق غير المسلمين، فقد كانت الدعاوى تطال شخص الخليفة نفسه، الفاروق رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب وقصة درعه مع النصراني من الشهرة بمكان.

لكنني سأشير إلى شواهد هامة على انفتاح الهوية الإسلامية من جهة، وتنمية الهوية من جهة ثانية.. وإليك الشواهد التالية:

بناء وعي المجتمع:

المقصود هو توعية المجتمع بما له من حقوق وما عليه من واجبات في ظل دولة الإسلام، ذلك أن موضوع بناء منظومة الهوية هو إحدى السنن الحاكمة للاجتماع - صناعة السلم والسلام والاستقرار والتنمية وقوة الدولة والمجتمع في آن.

لقد قرر الفاروق، بعد معركتي اليرموك والقادسية، إيقاف الفتوحات، حيث اتجه بنفسه لعقد مؤتمر في الجابية -إحدى ضواحي دمشق- وجمع القادة وطرح فكرة توقف الفتوحات بهدف بناء وعي المجتمع الإسلامي عموما لكي يضمن عدة أمور، أبرزها بناء وعي تعاليم الإسلام لدى المسلمين الجدد تجاه الدين، وتجاه الدولة، وتجاه غير المسلم، وهذا الأخير شريحة واسعة جدا. باختصار، توصل القرار إلى وقف الفتوحات من خمس إلى عشر سنين، وشدد على الالتزام إلى حد أن عمرو بن العاص استأذنه بفتح مصر وأقنع الفاروق بأهمية ذلك وقدم له خارطة حدد فيها أن جوانب أمن دمشق والشام عموما لن يكون إلا بفتح مصر.
انفتاح وعدل يصنع الهوية:

قرر الفاروق بعد مؤتمر الجابية بقاء أرض العراق بيد الفلاحين الأنباط مقابل نسبة اسمها خراج للدولة، موضحا ومعززا فكرة انفتاح دولة الإسلام أنها عقيدة وقيم ومبادئ إسلامية، قائلا لهم: "الأرض ملككم"، على أن تدفعوا كذا للدولة، واعلموا أن حقوقكم في امتلاك الأرض لن تتغير سواء دخلتم الإسلام أو بقيتم على ديانتكم.

والنتيجة كانت مذهلة بشهادة غير مسلمين - فوكوياما نموذجا، والذي نص قائلا: لقد نقل محمد واقع المجتمعات التي ما كانت تفكر يوما بالوصول إلى مهنة قريبة من قصر الحكم ناهيك عن غيره، مؤكدا حرفيا "الأنباط وصلوا إلى البلاط - علماء، وزراء، تجار، قادة جيش، مقربين من الخلفاء إلى الحد أن اسم الخليفة صار رمزيا".

باختصار، قرار الفاروق بشأن الأرض يعطينا دلالات بارزة أولها انفتاح الهوية الإسلامية، وثانيها العدل أكبر عامل سنني في تنمية الهوية، وثالثها غرس الولاء للدولة والأمة والالتفاف حول الدولة، ورابعها مسارعة أغلب الأقاليم إلى الانخراط في جيش المسلمين ضد إقطاعيات الفرس -حسب اللواء الركن شيث خطاب- التفاف أذربيجان والأرمن وعدد من الأقاليم ذات الخصب الوفير مع الجيش الإسلامي، مشترطين أن يبقوا في ديانتهم، مؤكدا أن ذلك الانخراط كان بعد نجاح فاعلية البناء المنشود في مؤتمر الجابية، ومع ذلك فقد استأذن قائد الجيش الفاروق فإذن له.

نصارى نجران أيام الفاروق:

هذه الشريحة تمتعت بحقوقها في ظل انفتاح الهوية الإسلامية وعدلها ابتداء من سنة 5 للهجرة، واستمروا في أمن وأمان إلى أيام عهد الفاروق قرروا ترك نجران والتوجه إلى الشام والبصرة بمحض اختيارهم، مطالبين الفاروق التعويض عن مزارعهم وبيوتهم.

انظروا إلى موقف الفاروق: لقد أخذ وثائق الأرض وكتب لكل واحد إلى أمير البصرة أو الشام بأن يعطي كل واحد بمقدار أرضه ويعطي كل واحد ألفي دينار قرض ويسقط عنهم الخراج 24 شهرا حتى يتمكنوا من تنمية أموالهم... إلخ.

خامسا، الانفتاح والعدل في التراث الفكري:

بناء الوعي في التراث الفقهي والفكري والثقافي أخذ صورا عدة وأشكالا مختلفة.. ونكتفي بالشواهد التالية:

- في فقه الأحناف، وتحديدا كتاب "المبسوط" للسّرَخْسي، جاء فيه: إذا اختلف مسلم ونصراني حول طفل، فادعى النصراني أن الطفل حر كافر، وادعى المسلم أن الطفل عبد مسلم، فعلى القاضي إصدار حكم بحرية الطفل والخيار للطفل بعد بلوغه، فيعتنق الإسلام أو لا يعتنق.

- في فقه الحنابلة، كتاب المغني مع الشرح الكبير لابن قدامة، قال فيه: إذا تقدمت مجوسية إلى قاضي المسلمين مدعية أن أباها تزوج بها ثم مات وأنها تطلب عدالة الإسلام في منحها إرث زوجة، وإرث بنت، فعلى القاضي أن يحكم بدعواها ولا شأن له بعقيدتها. إذن، فالانفتاح والعدل والحفاظ على كرامة الإنسان والمساواة في الحقوق ظل حاضرا في تاريخ الحضارة الإسلامية بقوة وسجله الفقه الإسلامي بأنصع صوره.

- في العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ الدولة العثمانية احتفظت مكتبة إسطنبول بما يزيد عن 130 ألف حكم شرعي بين مسيحيين مع زوجاتهم بشأن نفقات أو طلاق أو تركة، وكذلك مع أسر يهودية ومع يهود ومسيحيين بشأن عقود تجارية ومع يهود ومسلمين، وتنص ديباجة الحكم أن الحكم صادر بناء على الرغبة والاختيار المحض بين الطرفين... إلخ.

المؤرخ الإنجليزي المعاصر في كتابه "تاريخ الحضارة"، وكذلك المؤرخ اليهودي الفرنسي في كتابه "حضارة العرب"، قررا حرفيا قائلين: لم يسجل التاريخ أبد أن الإسلام أكره أحدا على اعتناق الإسلام.. وأكثر من ذلك نجد عددا من المستشرقين المعاصرين، أحدهم الفرنسي مراسيل بوازار، قرر في كتابه "إنسانية الإسلام" قائلا: "بعد سقوط آخر مدن الأندلس لجأ اليهود إلى الدولة العثمانية وعاشوا آمنين على عقيدتهم وأموالهم"... إلخ.

المستشرق الأمريكي واشنطن أيرفنغ قال في كتابه "الحمراء"، أي قصر الحمراء، والذي خصصه كمسرحية للأطفال الأمريكيين تم كتابتها قبل 90 عاما تقريبا وقيل إنها عرضت في السينما الأمريكية مرارا، وقد كتبها بناء على طلب من الرئيس الأمريكي حينها والذي عينه سفيرا لدى إسبانيا، وقد قرر في كتابه الآنف وكتابه "محمد وخلفاؤه" قرر قائلا: الحضارة الإسلامية حضارة كونية، وإذا أرادت دولة أمريكا أن تقيم إمبراطورية كونية فلتأخذ بحضارة الإسلام التي اتسعت لكل الهويات، مؤكدا أن إمبراطورية النبي محمد لم تكن إمبراطورية سياسية توسعية وانما هي حضارة إيمان فقط، وهذا ما توصلت إليه خلال 10 سنوات من البحث، حسب قوله.

وأضاف أن حضارة الإسلام كونية لأن كتابها القرآن، وقد استوعبت الحضارة الإسلامية أعظم كتاب أدبي هو كتاب ألف ليلة وليلة.. هذه خلاصة لكلامه حول الحضارة الإسلامية، ولا يعني إيرادنا لكلامه التسليم بكل ما يقول، ولكن هدفنا هو إيراد الشهادات من العدو والصديق.
الخلاصة، التاريخ زاخر بالشهادة على انفتاح الهوية الإسلامية على هويات الغير بل وحمايتها انطلاقا من قيم الإسلام المثلى، وبفضل هذا كانت الهوية الإسلامية تستهوي الأفئدة.

النوع الثاني، الهوية المنغلقة:

أولا، الهوية المنغلقة هي الهوية المتصلبة الجامدة.. باختصار هي عكس الهوية المنفتحة.

معالم ومظاهر الهوية المنغلقة: هوية متعصبة ضيقة منكفئة على كذباتها التاريخية جاعلة منها دينا مقدسا وتفرض على الآخرين السير خلف المعتقدات الزائفة والتسليم لها والدفاع عنها وتحويل المجتمع إلى قطعان لا قيمة لها إلا خدمة الطائفية السلالية، ومن المظاهر أيضا التعصب الشديد للمذهب وتقديس الأشخاص وادعاء الحق الإلهي في الحكم ومصادرة الحقوق السياسية والثقافية وممارسة الإرهاب الكهنوتي ضد المجتمع بحقد، وإدخال الطائفية في التعليم باعتبار أنها تخدم الدين، وحاشا المعصوم رسول العدل صلى الله عليه وسلم أن يشرع ما يصادم سنن الاجتماع أو ما يؤدي إلى خرق سفينة الاجتماع.

انغلاق الهوية وتصلبها وجمودها دليل على فشلها وقرب سقوطها، ذلك أن التعصب الطائفي أو السلالي أو العرقي يعتبر مصادمة صريحة لسنن الله في الاجتماع، كما أنه يعد من أخطر المهددات والتي قد تؤدي إلى إفساد الهوية وتمزيق شبكة العلاقات، إلى غير ذلك، والتاريخ الإسلامي فيه نماذج صارخة على ما نقول، فالدولة البويهية والدولة السامانية قومية فارسية متعصبة سيما في آخر زمانها، والدولة الطبرية بطبرستان والدولة القرمطية الباطنية بالبحرين، هذه نماذج عفنة انقلبت على الدولة المركزية والهدف هو إفساد عقيدة التوحيد والقضاء على الدولة الجامعة - الخلافة.. وقد تهاوت أغلب تلك الدويلات سريعا وبعضها تأخر قليلا لاعتبارات سننية.

ثانيا، الفرق بين الدويلات:

كثيرة هي الدويلات التي انقلبت في أقاليم الدولة الإسلامية وكثير منها سقط سريعا، والسبب يعود إلى أن تلك الدويلات قامت لأجل المال والسلطان ورفعت شعار العدل وغيره، ولكنها لم تنفذ وعودها في العدل كما ادعت، فسقط كثير من تلك الدويلات، ودويلات أخرى قدمت الكثير وصنعت حضارات، وتنوعت أشكال الحضارة الإسلامية وبنت دور العلم وقدمت الكثير إنسانيا وحضاريا وسقطت بطبيعة الحال وفقا لسنة الله في التداول، لكن دويلات الشعوبية والقومية الفارسية الضيقة والباطنية والقرمطية المفسدة تهاوت سريعا نظرا للتعصب والانغلاق والجمود ومصادمة هوية الأمة.

ثالثا، مفسدات الهوية:

هذا مسرد سريع لأبرز مفسدات الهوية والمتمثل فيما يلي:

الطائفية، العرقية، السلالية، التعصب بأنواعه، الاستبداد، الفردية، تقديس الأشخاص، زيف الشرعية واهتزازها، مصادرة إرادة الجماهير، اختزال الوطن في شخص أو حزب أو جماعة، غياب مصداقية الحكومة، التبعية للغير، العبث بمقدرات الأوطان، العبث بكرامة المجتمع، التصاهر بين شلة الحكم والجيش والتجارة، إهمال التعليم، غياب العقيدة الوطنية لدى مؤسستي الجيش والأمن، وقبل وبعد وفوق ذلك الانغلاق والتصلب والتعصب، وعلى القارئ أن يقيس على ذلك.

رابعا، قياس عالمي للهوية المنفتحة:

أبرز مميزات الهوية المنفتحة أنها هوية قوية، ومن أبرز معالم القياس العالمي للهوية القوية ما يلي: حرية سياسية تحاصر الاستبداد، تجسيد كرامة وحرية الفرد والمجموع وترسيخها، اعتزاز بالذات، وسائل مناسبة لبناء المجتمع والنهوض به، شرعية سياسية تفرز قيادة سياسية مسؤولة أمام المجتمع، ولاء للأمة، احترام رغبة الأمة، شجاعة في الحق، ثبات على الحق، قوة شبكة العلاقات الاجتماعية، نخبة واعية تمسك دفة ثقافة المجتمع وتوجه بوصلته إلى أفضل مصالح الأمة والأهداف الكبرى، مساءلة السلطة عبر الأطر القانونية السلمية المشروعة، كتلة من المثقفين، عقيدة وطنية لمؤسستي الجيش والأمن.

نكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بعونه سبحانه مع الحلقة الثالثة: تنمية الوعي بالهوية وفقه الانتماء للأمة.
الإعدامات الميدانية.. نهج حوثي داعشي في التعامل مع الخصوم

الاصلاح نت- خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10889

على طريقة داعش وتنظيم القاعدة، تفرغ مليشيا الحوثي شحنة حقدها وتصب جام غضبها على مخالفيها بل وحتى المشتبه بهم في المخالفة والمعارضة، لتكون ردة الفعل المعتادة من قبل المليشيا الحوثية بحق المعارضين لسياستها هو القتل وبأبشع صورة، وهو ما تم ويتم على أيدي المليشيا في حالات كثيرة.

وقد دأبت مليشيا الحوثي على تنفيذ العديد من جرائم التصفيات الجسدية والإعدامات الميدانية في مناطق مختلفة، دون الحاجة إلى أحكام قضائية أو مسوغات قانونية.

دوافع الجريمة

وتتنوع أسباب الإعدامات الميدانية التي تنفذها المليشيا بحق المواطنين بحسب الحالات التي ترافق تلك الجرائم، والتي تتم على أيدي مسلحي المليشيا بشكل متكرر وفي مناطق متعددة من المناطق التي طالتها أقدام عناصر المليشيا.

الانتماء لغير المليشيا واحد من الأسباب التي تجعل الضحية عرضة للقتل بأي شكل من الأشكال، حيث يتعرض المواطنون للتضييق والمطاردة والملاحقة بعد إلصاق تهم العمالة والارتزاق والعمل لصالح جهات أجنبية، ليكون حينها هدفا مشروعا للقتل على أيدي عناصر المليشيا على أي حال كان، وهي الجريمة التي تكررت بحق المواطنين كثيرا، بعد أن يتم توجيه التهم الكيدية من قبل المليشيا لبعضهم، تبدأ بعدها عملية المطاردة، وينتهي المطاف بالضحية بإعدامه ميدانيا، أو القبض عليه وتغييبه في الزنازين لتبدأ بعد ذلك فصول العذاب.

رفض الأوامر وتوجيهات مسلحي المليشيا هو سبب آخر من أسباب الإعدامات الميدانية التي يتم تنفيذها، فكثيرا ما تتم هذه الجريمة لهذا السبب إما نتيجة لرفض بعض التصرفات والإهانات التي يتم توجيهها للمواطنين في نقاط التفتيش أو الطرقات أو الأماكن العامة، أو نتيجة لعدم الاستجابة لدفع الإتاوات والجبايات التي تفرض على أصحاب المحال التجارية، أو بسبب المطالبة ببعض الحقوق المصادرة من قبل المليشيا، أو الاعتراض على مصادرة تلك الحقوق والأموال، والتي تؤدي عادة إلى ردة فعل من هذا القبيل.

ولا يقتصر هذا النوع من الجرائم على الخصوم والمعارضين فقط، بل طالت موجة الإعدام والتصفيات أيضا كثيرا من المغرر بهم من مسلحي المليشيا من العائدين من جبهات القتال أو المترددين في القتال في صفوف المليشيا الحوثية، حيث يتم تصفيتهم وإعدامهم بدم بارد.

مقابر جماعية

وقد كشفت مصادر إعلامية في وقت سابق عن تصفيات جسدية ارتكبها الحوثيون بحق شباب وناشطين مناوئين لهم في مناطق متفرقة واقعة تحت سيطرتهم من بينها محافظة عمران.

وتقول المصادر إن الحوثيين اختطفوا مجموعة من أبناء تلك المناطق ونقلوهم إلى معتقلات سرية في محافظة عمران، فيما تتم تصفية من يقاومهم دفاعا عن نفسه.

وقد أعلنت مليشيا الحوثي مطلع العام الماضي 2023 عن دفنها لما يربو على 104 جثث لمجهولي الهوية، منها 53 جثة مجهولة في صنعاء بمنتصف مارس 2023، و89 جثة أخرى في الحديدة وذمار تم الإعلان عن دفنها في أواخر مايو 2023.

وفي نوفمبر من العام نفسه، أعلنت المليشيا عن دفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة الحديدة، وسط شكوك حول أعمال تصفية وإعدامات تقوم بها المليشيا بحق المعارضين لها.

وكشفت وسائل إعلام حوثية عن قيام المليشيا بتنفيذ عملية دفن شملت 88 جثة في الحديدة، وادعت النيابة الخاضعة لها أن عملية الدفن الجماعية تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن هذه الجثث متحفظ عليها في ثلاجة مستشفى الثورة العام بالمحافظة.

ويرجح محامون وحقوقيون في صنعاء أن تكون تلك الجثث التي تم دفنها على يد المليشيا تعود لمختطفين تمت تصفيتهم داخل سجون ومعتقلات المليشيا.

وبدلا من أن تقوم المليشيا بتسليم جثامين من يتم تصفيتهم أو ممن يلقون حتفهم جراء التعذيب في سجونها إلى عائلاتهم، فإنها تلجأ في كل مرة إلى القيام بعمليات دفن جماعي للجثث بزعم أنها لأشخاص مجهولي الهوية، خوفاً من المطالبة بإخضاع تلك الجثث للتشريح الجنائي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء القتل.

إرهاب مشترك

وقد سبق أن اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية مليشيا الحوثيين بتنفيذ إعدامات ميدانية على طريقة تنظيمي القاعدة وداعش، أثناء اقتحامها قرى ومنازل منطقة الحيمة بمديرية التعزية في محافظة تعز مطلع العام 2021.

ووفقا لوزير الإعلام معمر الإرياني فإن مليشيا الحوثي "أعدمت ميدانياً أشخاصاً ومثلت بجثثهم وصلبتهم على الشجر، في واحدة من جرائمها البربرية الإرهابية التي يندي لها جبين البشرية".

وتابع بالقول: "هذه الجريمة البشعة تذكرنا بقيام تنظيم القاعدة الإرهابي بإعدام وصلب طبيب الأسنان في المركز الصحي بمديرية الصومعة محافظة البيضاء مطهر اليوسفي، وتؤكد تطابق ممارسات وجرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي ونظيراتها من الجماعات الإرهابية داعش والقاعدة".
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات المعنية بحقوق الانسان بـ"إدانة جرائم الحرب التي ترتكبها مليشيا الحوثي وآخرها قتل المدنيين وصلبهم وتدمير وإحراق منازلهم في حيمة تعز، والعمل على إدراجها في قوائم الإرهاب وضمان عدم إفلات قياداتها من العقاب".

جرائم حرب

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن جرائم إعدامات ميدانية ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة بحق العديد من الأسرى والمختطفين.

وتحدث البيان الذي نشره مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة، عن تفاصيل جرائم ارتكبتها مليشيات الحوثي في مديريات المحافظة نهاية العام 2021.

ويقول بيان مكتب حقوق الإنسان: "يراقب مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة محاولة مليشيا الحوثي تغطية انتهاكاتها وجرائمها المروعة بحق المدنيين العزل في المناطق التي أخلتها القوات المشتركة تطبيقاً لاتفاق ستوكهولم، من خلال ترويج الأكاذيب وبث الشائعات بشأن إعدام عشرة من عناصر المليشيا، حيث اتضح بعد التحقق أن عناصر مليشيا الحوثي قتلوا يوم الجمعة 12 نوفمبر 2021 في منطقة الغويرق أثناء اشتباكات مباشرة مع القوات المشتركة عند محاولة مليشيات الحوثي التقدم والسيطرة على مواقع خارج نطاق خطة إعادة الانتشار التي نص عليها اتفاق ستوكهولم”.

ويضيف البيان أنه تمكن من توثيق حالات إضافة لشهادات حية لمتضررين، خلال الفترة من 9 نوفمبر وحتى 23 نوفمبر من العام 2021، في مديريات الدريهمي، الحالي، التحيتا، توثق ارتكاب مليشيا الحوثي عشرات الجرائم والانتهاكات المروعة بحق أهالي تلك المديريات، تنوعت بين إعدامات ميدانية لمدنيين وعسكريين أسرى، وتعذيب وسحل، وقصف عشوائي، منوها أن هذا تقرير جزئي أولي حول انتهاكات وجرائم ارتكبتها مليشيا الحوثي، بحق مواطنين عزل وما زالت، معبرا عن إدانته الشديدة لكافة الأعمال الإجرامية الانتقامية التي ترتكبها المليشيا في المحافظة والتي ترقى إلى جرائم حرب.

تنكيل وانتقام

وفي مايو من العام 2020، اتهمت الحكومة الشرعية مليشيا الحوثي الانقلابية بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق المدنيين، وقيام مسلحي المليشيا الحوثية بتصفية الجرحى وتنفيذ اعتقالات طالت الأطباء والموظفين، ومداهمة العديد من المنازل في مدينة الحزم مركز محافظة الجوف.

وبحسب مدير عام مكتب وزارة الإعلام اليمنية بمحافظة الجوف "يحيى قمع" فإن مليشيا الحوثي قامت بإعدامات ميدانية للمواطنين بمدينة الحزم، موضحا أن المليشيا الحوثية قامت بإعدام اثنين من الأطباء بمكتب الصحة بالحزم، كما قامت بقتل أحد المزارعين بدم بارد وأصابت آخر من أبناء محافظة صعدة، في نقطة الجر بمدينة الحزم، مضيفا في تغريدات له على منصة "إكس" أن "الحوثيين قاموا أيضاً بإعدام ثلاثة مواطنين بمدينة الحزم، من أبناء قبيلة المهاشمة بالطريقة نفسها".

وقد أكدت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني عمليات الإعدام الميدانية التي تنفذها المليشيا الحوثية، وأن تقارير ميدانية من الحزم في الجوف أفادت بارتكاب المليشيا الحوثية جرائم إعدام ميدانية وعمليات تصفية للجرحى في مستشفى الحزم واختطافات واعتقالات للكادر الطبي وأكاديميين وموظفين في المكاتب التنفيذية، لافتا إلى أن المليشيا داهمت العشرات من منازل المواطنين بمشاركة ما تسمى بالزينبيات وترويع الأطفال والنساء، وقامت باقتحام ونهب للمحال التجارية، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 25 ألف من المدنيين من الشيوخ والنساء والأطفال في أكبر موجة نزوح في المدينة، واصفا ذلك أنه يأتي ضمن عمليات الانتقام والتنكيل التي مارستها المليشيا الحوثية دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني.

مأساة لا تنتهي

ومنذ بداية خروجها المسلح وتمردها على الدولة، باشرت مليشيا الحوثي بتنفيذ العديد من جرائم القتل على طريقة الإعدامات الميدانية ناهيك عن القتل بطرق أخرى، حيث أزهقت فيها مليشيا الحوثي أرواح كثير من المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، سواء بعد اختطافهم خلال حملات مداهمات للقرى والمنازل أو أثناء مرورهم بنقاط التفتيش في الطرقات التي تربط بين المدن اليمنية، أو أثناء ملاحقتهم ومطاردتهم بتهم كيدية وذرائع شتى، مع الإشارة إلى أن مليشيا الحوثي أعلنت عن دفن أكثر من 1500 جثة على مراحل في مقابر جماعية باسم "مجهولة الهوية" منذ مطلع عام 2020 وحتى أواخر 2022.

ففي أغسطس 2008، أعدمت مليشيا الحوثي جماعيًا وبطريقة الذبح (6) ضباط يتبعون اللواء 119 مشاة كانت قد أسرتهم في حربها ضد الدولة بصعدة، وفق وسائل إعلام محلية متطابقة.

وفي أكتوبر 2014، أقدم مسلّحون حوثيون في نقطة تفتيش مستحدثة نهاية سور جامعة إب على قتل 5 مدنيين وإصابة 7 آخرين كانوا متجهين للمشاركة في وقفة احتجاجية معارضة للانقلاب الحوثي.
وفي أبريل 2015، أقدم مسلحون حوثيون في نقطة تفتيش مستحدثة على الخط الدائري بمديرية بيحان بمحافظة شبوة على قتل المواطن "قايد محمد حوات" (30 عاماً) وزوجته "وسيلة أحمد الحوار" (27 عاماً) ورضيعهما "أحمد" وإصابة رابع من العائلة أثناء مرورهم من النقطة بطريقة مروعة.

وفي أبريل 2015، نفّذ الحوثيون عملية إعدام طالت 7 جنود على الأقل، يتبعون اللواء 33 مدرع في الضالع، لرفضهم المشاركة في الحرب على السكان، طبقا لما ذكرته منظمة رايتس رادار.

وفي مايو 2015، قتلت مليشيا الحوثي 40 مدنياً وأصابت أكثر من 160 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال بقصف مدفعي مباشر استهدفهم أثناء نزوحهم فرارا من الحرب في ميناء التواهي بعدن، وفق ما وثقه تقرير الخبراء المقدم لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2019.

وفي أغسطس 2015، عثر أبناء مديرية الرضمة على جثتين للمواطن عبد الكريم القحف ونجله الشاب المقداد على قارعة الطريق في جبل شيزر وعليهما آثار التعذيب، بعد أن تم اختطافهما من منزلهما من قبل مليشيا الحوثي عقب اجتياحهم المديرية والقيام بتعذيبهما حتى الموت.

وفي سبتمبر 2015، أقدم مسلحون حوثيون على قتل أرملة أربعينية وأصابوا ابنتها (20 عاماً) رميا بالرصاص في نقطة تفتيش مستحدثة على طريق فرعي بمديرية الزاهر محافظة البيضاء.

وفي فبراير 2016، قتل مسلحون حوثيون أربعينية وأصابوا زوجها ونجا طفلاهما بإطلاق الرصاص عليهم في نقطة تفتيش بمعبر الدحي في مدينة تعز، كانوا في طريقهم لجلب احتياجاتهم الضرورية، طبقا لتقارير حقوقية.

وفي مارس 2016، أعدمت مليشيا الحوثي 16 شاباً من أبناء محافظة صعدة بعد اختطافهم من منازلهم حيث وضعتهم بسجن في منطقة الطلح، لتبلغ أهاليهم بعد يومين بأن من قامت باختطافهم قتلوا بغارة للتحالف.

وفي يونيو 2016، عثر أهالي منطقة ذي ناعم بمحافظة البيضاء على جثث ممزقة لأربعة مشايخ من آل عمر كان الحوثيون قد اختطفوهم من منازلهم، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، حيث وُجدوا مكبلي الأيادي وعلى أجسادهم آثار تعذيب تعرضوا له قبل القيام بإعدامهم بالرصاص، وفقا لتقارير حقوقية.

وفي ديسمبر 2017، أقدمت مليشيا الحوثي على تصفية الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ورفيقه القيادي المؤتمري عارف الزوكا وآخرين من أتباعه ممن كانوا على قيد الحياة في ظروف لا زالت غامضة حتى الآن.

وفي مارس 2018، أقدم مسلح حوثي على قتل أربعة مدنيين بينهم امرأة وأصاب 3 آخرين من أبناء مديرية بلاد الطعام بمحافظة ريمة لرفضهم أداء الصرخة، بحسب وسائل إعلام متفرقة.

وفي مارس 2019، أعدمت مليشيا الحوثي عدداً من أبناء قبيلة حجور بينهم قيادات ميدانية، بعد أن اجتاحت قراهم ونكلت بهم، منهم 20 جريحًا اختطفتهم عناصر المليشيا، وفقا لمنظمة رايتس رادار.

وفي سبتمبر 2020، أقدم مسلح حوثي في مديرية الجراحي جنوب الحديدة على قتل والده ووالدته وثالث من جيرانه وأصاب ثلاث فتيات بينهن شقيقته.

وفي سبتمبر 2021، أعدمت مليشيا الحوثي تسعة مدنيين من أبناء محافظة الحديدة، بينهم طفل قاصر، بتهمة الاشتراك بحادثة مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد الذي قتل بغارة جوية في أبريل 2018.

وفي ديسمبر من العام 2023، قتل المواطن صلاح راوح السامعي في مديرية ماوية بمحافظة تعز بطريقة بشعة على أيدي مسلحي المليشيا، بعد قيام مدير قسم المديرية المنتمي لمليشيا الحوثي مع خمسة من مرافقيه بمطاردة الضحية السامعي في أحياء المدينة قبل أن يتم إعدامه بدم بارد على أيدي العصابة الإجرامية.
حضرموت.. دائرة النقابات للإصلاح بسيئون تنظم دورة التوعية النقابية

الإصلاح نت - سيئون

نظمت دائرة النقابات بالمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت مساء الجمعة بمدينة سيئون دورة التوعية النقابية لعدد من كوادر وأعضاء وأنصار الحزب.
وتطرق محاضر الدورة عضو المكتب التنفيذي للإصلاح بوادي حضرموت جمال صالح بن سعد إلى لمحة عن مؤسسات المجتمع المدني والدور التكاملي بين أضلاع التنمية الثلاثة (الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني) والمناط بها خدمة المجتمع المحلي، إلى جانب استعراض أنواع مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في الجمعيات الثقافية والاجتماعية والمنظمات والنقابات والاتحادات والأحزاب السياسية ومراكز البحوث.
وأشار بن سعد الى دور مؤسسات المجتمع المدني في رفع الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع
كما تناول مفهوم وأهمية العمل النقابي ودوره في التأثير على السلطة ورفع الوعي بالحقوق والواجبات لدى العاملين في القطاعات المختلفة.
وتأتي هذه الدورة في إطار اهتمام الإصلاح بتوعية أعضائه بأهمية العمل النقابي ودوره في انتزاع حقوق منتسبيه..
من جانبهم أعرب عدد من المشاركين عن ارتياحهم لما تلقوه في هذه الدورة من معلومات قيمة، شاكرين قيادة الاصلاح بسيئون على إقامتها مثل هذه الدورات التي سيكون لها أثر في الواقع العملي.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10890
الصين الواحدة واليمن

شاو تشنغ

التمسك بمبدأ صين الواحدة بحزم
إن تايوان لم تكن دولة قط، ولم تكن كذلك في الماضي، ولن تكون كذلك في المستقبل أبدًا! إن "استقلال تايوان" لم يكن ممكنا قط، ولم يكن ممكنا في الماضي، ولن يكون ممكنا أبدا في المستقبل! إن أي شخص في جزيرة تايوان يريد أن يسعى إلى "استقلال تايوان" فهو يعمل على تقسيم أراضي الصين، وسوف يعاقبه التاريخ والقانون بشدة. إن أي شخص ينتهك مبدأ صين واحدة في المجتمع الدولي فهو يتدخل في شؤون الصين الداخلية وينتهك سيادة الصين، ومن المؤكد أنه سيعارضه الشعب الصيني بأكمله وحتى المجتمع الدولي.
إن "استقلال تايوان" يهدد بشكل خطير رفاهية مواطني تايوان، ويضر بشكل خطير بالمصالح الأساسية للأمة الصينية، وسيقوض بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. إنه طريق مسدود. ستحقق الصين في نهاية المطاف إعادة التوحيد الكامل وستعود تايوان إلى حضن الوطن الأم. ونعتقد أن المجتمع الدولي سيواصل دعم القضية العادلة للشعب الصيني المتمثلة في معارضة الأنشطة الانفصالية "لاستقلال تايوان" والسعي من أجل إعادة التوحيد الوطني على أساس مبدأ صين واحدة.
لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة القانونية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وهذا ما أكده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 وهو إجماع عام للمجتمع الدولي. وعلى أساس مبدأ صين واحدة، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع أكثر من 180 دولة حول العالم. إن مبدأ صين واحدة هو أساس الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وهو تطلع الشعب والاتجاه العام.
إن الصين واليمن صديقان حقيقيان وشريكان جيدان وأخوة، وقد ساعد كل منهما الآخر ودعمه دائمًا في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية لكل منهما. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1956، التزمت اليمن دائمًا بمبدأ صين واحدة، ودعمت دائمًا موقف الصين بشأن قضية تايوان. لقد استخدمت حكومتا البلدين وشعبيهما إجراءات عملية لتفسير صداقة "الأخوة الحديديين"، ومن المقدر لها أن تكتب علامة دائمة في تاريخ العلاقات الصينية اليمنية، وستواصل أيضًا توسيع عمق العلاقات بين البلدين. البلدين.
إن تحقيق إعادة التوحيد السلمي عبر المضيق ليس نعمة للأمة الصينية وشعبها فحسب، بل هو أيضا نعمة للمجتمع الدولي والشعوب في جميع أنحاء العالم. إننا نتطلع بإخلاص إلى اليوم الذي ستحقق فيه الصين إعادة التوحيد الكامل.

* القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن

https://alislah-ye.net/articles.php?id=945
مصدر في الإصلاح: مواقف الحزب من موقعه الرسمي وتعبر عنها بياناته وناطقه والفبركات سلوك مليشياوي

الإصلاح نت - خاص

قال مصدر في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، إن مواقف الحزب وبياناته تنشر في مواقعه الرسمية، ويعبر عنها في بيانات وتصريحات الناطق الرسمي باسم الحزب.

وأهاب المصدر بوسائل الإعلام الالتزام بنقل مواقف الإصلاح عبر أطره وقنواته الرسمية.

وبشأن البيانات المفبركة التي تتكرر من حين لآخر، قال المصدر إن هذا سلوكا مليشياويا غير مستغرب، موضحاً أن الجماعة التي تقرصنت على بلد بأكمله وسطت على دولته ومؤسساته لن تتورع عن تزييف الحقائق وفبركة البيانات.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10891
توطين وتغيير ديموغرافي.. ما وراء المساعي الحوثية لنهب عقارات وأراضي اليمنيين؟

الإصلاح نت-خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10892

منذ انقلابها على الدولة وسيطرتها على العاصمة صنعاء في الـ 21 من سبتمبر 2014، لم تتوقف مليشيا الحوثي عن حملاتها المنظمة لابتزاز ونهب ومصادرة عقارات وأراضي المواطنين في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، حتى باتت هواية إجرامية مفضّلة لدى المليشيا الانقلابية كشفت عنفوانها الإجرامي، وسطوتها وإرهابها الممنهج ضد المواطنين.

لا يكاد يمر يوم دون أن تطفو على السطح جريمة جديدة ضمن مسلسل جرائم نهب الأراضي والعقارات الخاصة والعامة والتي تقوم بها مليشيا الحوثي سواء المملوكة منها أو الموقوفة، لا فرق لديها بين السهل أو الجبل، والريف والحضر، لتضاف إلى أملاك قياداتها النافذة السياسية منها والأمنية.

ولعل الشيء الملاحظ أن هذه الحملات الحوثية ضد الأراضي والممتلكات العامة والخاصة، زادت وتيرتها عقب توقف المعارك العسكرية بين قوات الشرعية والمليشيا الانقلابية عقب الهدنة الأممية التي بدأت مطلع نيسان/أبريل 2022، حيث بدأت المليشيا بمهاجمة قرى كاملة، ومحاصرة أحياء في العاصمة صنعاء.

إضافة إلى ذلك، سعت المليشيا لمطالبة أهالي بعض المنازل والأحياء والعمارات السكنية بالتخلي عن منازلهم، أو تسليم ايجاراتها لهم، ولم تكتف بذلك بل سعت لهدم الأسواق التاريخية في صنعاء القديمة وغيرها، اضافة إلى هدم مساحات بعض المساجد والمدارس وتحويلها إلى محلات تجارية استثمارية دون مراعاة لحرمة المساجد والمدارس والمصالح العامة.

تغيير ديموغرافي

لم تدع مليشيا الحوثي أحدا دون مضايقته أو تطبيق سياسة التطفيش وعلى رأسهم ملاك العقارات الذين كانوا هم الهدف الأول للإجراءات الحوثية، والتعسفات والابتزازات التي زادت من الأعباء والمعاناة على المواطنين البسطاء من شريحة الموظفين والعاملين وغيرهم، تحت مسميات مختلفة.

وفي هذا الصدد، يرى مراقبون، أن مليشيا الحوثي سعت وتسعى إلى تضييق الخناق وتطبيق سياسة التطفيش الممنهجة على ملاك العقارات وأيضا التجار وغيرهم في صنعاء بهدف بيع ممتلكاتهم مجبرين بعد أن يضيق بهم الحال لصالح سماسرة متعاونين يتبعون قيادات حوثية بارزة.

كما كشفت دراسة بحثية بعنوان "صنعاء المستباحة"، أن مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء قامت بشراء المباني الكبيرة والأراضي بمساحات واسعة في محيط صنعاء، ومعظم هؤلاء الذين اشتروا تلك الأراضي تابعون لمليشيا الحوثي؛ بهدف إجراء تغيير ديموغرافي في العاصمة صنعاء.

وأشارت الدراسة إلى أن ما يجري في صنعاء منذ الانقلاب الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014، هي ذات الطريقة التي حدثت في صعدة وعمران وحجة، منذ بدء التمرد الحوثي على الدولة في 2004، لافتة إلى أن الحوثيين يقومون بشراء العقارات بمليارات الريال في مناطق رئيسية ومهمة، وتمثل مرتكزات في حال نشوب حرب أهلية في المستقبل المنظور كما يعدون له.

واعتبرت الدراسة أن ما يقوم به الحوثي يمثل عملية تهجير قسري للسيطرة على أحيان ومدن بأكملها، ويستخدم عادة كآخر حلول الاستيطان وبناء دولة/ مقاطعة/محافظة، على أساس ديني/طائفي/عرقي، وتتجلى في هذه الأداة في كشف التغيير الديموغرافي على حقيقته، الذي تسعى المليشيا لتطبيقه على الأرض من خلال التهجير القسري للسكان.

الاستحواذ والتوطين

كما كشفت الدراسة ذاتها، أن الاراضي والعقارات تعد أهم الأدوات التي تسعى مليشيا الحوثي لإحكام قبضتها على العاصمة صنعاء، طوال الثمان السنوات الماضية، في إطار إحداث تغيير ديموغرافي بأبعاد مذهبية بدعم مباشر وإشراف إيراني؛ لضمان بقاء وجود فاعل لها في العاصمة، وتكوين قاعدة سكانية موالية لها.

ويرى مراقبون، أنه وخلال السنوات الماضية منذ انقلاب الحوثي على الدولة، نقلت أسرا كثيرة من سلالة زعيم المليشيا، أو من المنتمين تحديدا إلى محافظة صعدة وذمار والجوف إلى صنعاء، حيث منحوا أراض من ممتلكات الدولة أو من أراضي الوقف، ومن بين هؤلاء أسر من السلالة ذاتها جرى نقلهم من تعز وإب واستقروا في جنوب صنعاء.

وحسب دراسة بحثية، فقد استقرت الأسر والمشرفين الذين نقلوا من صعدة في الأحياء الشمالية للمدينة والتي ظلت عبر سنوات طويلة جيبا سلاليا مغلقا حتى قبل الانقلاب الحوثي على الدولة.. مشيرة إلى أن مليشيا الحوثي تسعى للاستحواذ على أكبر قدر من المساكن والأراضي بصنعاء، من خلال عقد صفقات الشراء الخيالية التي تتم من خلال إغراء أصحاب الأملاك أو تتبع حاجات الناس واستغلال أزماتهم لشراء أملاكهم بطرق استغلالية تتم في ظروف بالغة التعقيد يعيشها سكان العاصمة.
الدراسة أكدت أن معظم المحررات والسجلات والكتب التاريخية تشير إلى أن أرض صنعاء في الأساس حوالي 85 بالمائة تعد أرض وقف؛ لكن الإمامة نهبتها وحولتها إلى ملكيات خاصة وصارت تورث اليوم بين ورثة تلك الاسر الهاشمية.. لافتة إلى أن المليشيا وضعت نصب عينيها الاستيلاء على مخططات المدن السكنية الخاصة بمنتسبي الجيش والأمن في المرتفعات المحيطة بالمدينة بالتوازي مع إعادة تشكيل التركيبة الديموغرافية للمدينة عبر خلق طبقة سلالية من الأثرياء لضمان التحكم في العاصمة سياسيا وعسكريا.

تكفير اليمنيين لإباحة نهب أموالهم

اضافة إلى ما سبق، كشفت مصادر إعلامية مطلعة، أن شهية مليشيا الحوثي ازدادت بشأن رغبتها في التملك والسيطرة على أراضي وعقارات اليمنيين، حتى أصبحت شهيتها مفتوحة إلى درجة تمكِّنها من ابتلاع عشرات الكيلو مترات بجرة قلم، في 14 موقعا إستراتيجيا، منها مواقع كانت في حرم معسكرات، أو محجوزة لبناء مستشفيات ومرافق عامة، وأغلقت بعض الأحياء في وجوه سكانها بدعوى وقوع الأرض ضمن أملاك وأوقاف عائلات هاشمية.

وبحسب مراقبين، فإن المليشيات الحوثية تدّعي اليوم أنها تمتلك أراضي أحياء منطقة "عصِر" غربي العاصمة صنعاء بأكملها، وترسل حملاتها المسلحة والعسكرية على السكان لمطالبتهم بالتوقيع على استلامهم إشعارات والإقرار بأنهم لا يمتلكون هذه الأراضي والبيوت، مشيرين إلى أن هذا الأمر هو المسار الطبيعي للأحداث في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها، والتي لن يتوقع أحد غيرها.

ووفق الباحث نبيل البكيري، فإن "اليمن في السردية الزيدية هي أرض خراجية، فكل المدوَّنات الفقهية الزيدية تقول إن اليمن أرض خراجية، أي أنها أرض يجوز أخذها والتملك بها حتى من أهلها، وهي قاعدة فقهية بالنسبة لهم، وترتب عن ذلك مقولة أخرى تقول إن اليمنيين كفار تأويل، أي أنهم يتأولون إسلاما خاطئا يختلف عن الإسلام الزيدية".

وأضاف: "عندما يكفِّرون شخصا يستحلون كل ما لديه، ويصبح هو وماله وممتلكاته وأرضه ملكا لهم وللحاكم المذهبي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب أعتى أئمتهم، الإمام المتوكل إسماعيل إلى إصدار فتوى شهيرة في تاريخ الصراعات اليمنية، وهي: إرشاد السامع إلى جواز أخذ أموال الشوافع، وهذه الفتوى قامت على فكرتي الأرض الخراجية وكفر التأويل، وجّوز بذلك أخذ أموال الناس".

وتابع: "عندما اعترض البعض على فتوى المتوكل إسماعيل، رد عليهم: أخشى أن يسألني الله عن مّاذا تركت لهم لا ماذا أخذت منهم. وهذا الشبق الإمامي للتملك والاستحواذ لم يأتِ من فراغ، وإنما من مدوّنة سلوكية ومذهبية مشحونين بها ومدفوعين بفكرة الحق الإلهي، وفكرة الاصطفاء وفكرة الحق في المال والحكم والثروة".

وأشار إلى أن "كل ما يجري اليوم هو تفسير للوثيقة الحوثية، التي سُربت في العام 2012م، وسميت بالوثيقة الثقافية، وكانت الوثيقة تتضمن نصا يقول إن للهاشمين - من يطلق عليهم آل البيت - الحق الحصري في الحكم والمال والعلم، وحتى النص القرآني لا يجب أن يفسر بغيرهم"، مؤكدا أن "ما يحدث الآن في صنعاء، والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، هو شيء طبيعي يعبِّر عن تطبيق لما تقوله وتفصح عنه أفكار هذه الجماعة المليشياوية".

اقتصاد مواز

كما يرى مراقبون، أن المليشيا الحوثية ما دامت تحكم العاصمة صنعاء فإن هذه الأعمال والانتهاكات ستستمر، فالمليشيا الحوثية تريد أن تبني اقتصادا موازيا لاقتصاد الدولة، بناء على الفكر العنصري السلالي، مؤكدين أن "مليشيا الحوثي ترتب نفسها للمستقبل، في حال كان هناك استعادة للدولة عسكريا، أو في حال كانت هناك مصالحة، ووجدت بأن هناك انتخابات أو أي تفاهمات سياسية".

وحسب خبراء ومراقبون، فإن مليشيا الحوثي تبني ثروتها الخاصة، وكذا اقتصاد خاص بها حتى تتمكن في المستقبل من التأثير على الاقتصاد الوطني، وتكون في اليمن كحركة حزب الله في لبنان، وغيرها من الحركات الإرهابية في المنطقة، مؤكدين أن ذلك يعكس التركيبة النفسية لزعيم مليشيا الحوثي وسلالته العنصرية التي تتبعها لنهب أراضي وعقارات المواطنين.

ويربط مراقبون بين الجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي من نهب للأراضي وممتلكات المواطنين، وبين الشعور بعقدة النقص لدى المليشيا، كونها لا تنتمي لهذه الأرض وتربتها، فيقومون بممارسات ليثبتوا لليمنيين أنهم ليسوا من هذه الأرض ولا يمتلكون شيئاً فيها، حسب مدير مكتب الإعلام الحكومي في صعدة مبروك المسمري.

وقال المسمري، "من لا يمتلك أرضا وأملاكا وأصلا يلجأ إلى نهب أموال الآخرين وممتلكاتهم، بدافع الشعور بالنقص، وتحت مبرر الحق الإلهي في الحكم، ومزاعم آل البيت، وغيرها من المبررات غير المنطقية"، لافتا إلى أن "ما تقوم به مليشيا الحوثي اليوم هو سلوك إمامي وسلالي كهنوتي، وليس وليد اليوم، بل امتداد لسلوك الأئمة الذين حكموا اليمن في أسوأ حقبة مرت على تاريخ اليمن، والتي ما زالت آثارها شاخصة لدى اليمنيين حتى اليوم".
انتهاكات الحوثيين بحق أطفال اليمن.. تعددت الأسباب والموت واحد

#الإصلاح_نت - خاص

على الرغم من توسع دائرة الانتهاكات الحوثية واتساع نطاق الاستهداف لكل شرائح المجتمع من قبل المليشيا الحوثية، إلا أن فئة الأطفال تبقى الفئة الأكثر تضررا من الحرب التي تدور رحاها في اليمن والتي تشنها مليشيا الحوثي على نطاق واسع منذ أكثر من تسعة أعوام..


لقراءة التقرير كاملا:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10893
بعيدا عن خرافة رجب وشعوذات الإمامة..
اليمن بلد التوحيد السماوي الأول

د. ثابت الأحمدي



https://alislah-ye.net/articles.php?id=946
انتهاكات الحوثيين بحق أطفال اليمن.. تعددت الأسباب والموت واحد

الإصلاح نت-خاص

على الرغم من توسع دائرة الانتهاكات الحوثية واتساع نطاق الاستهداف لكل شرائح المجتمع من قبل المليشيا الحوثية، إلا أن فئة الأطفال تبقى الفئة الأكثر تضررا من الحرب التي تدور رحاها في اليمن والتي تشنها مليشيا الحوثي على نطاق واسع منذ أكثر من تسعة أعوام.

وتختلف أنواع ومخاطر الأضرار التي خلفتها وتخلفها الحرب بين فئة الأطفال وصغار السن، بين أضرار اجتماعية وأضرار صحية وفكرية وثقافية وغيرها من الأضرار والمخاطر الناجمة عن توسع نطاق الحرب، التي تعتبر مليشيا الحوثي هي المسؤولة عن توسيع دائرتها وإطالة أمدها، حيث دخلت الحرب عامها العاشر منذ انقلاب المليشيا وحتى هذه اللحظة.

فما بين وقوع الأطفال ضحايا للاستدراج والتجنيد الإجباري وسقوط الآلاف منهم بين قتيل وجريح نتيجة الزج بهم في جبهات القتال، وسقوط العديد منهم ضحايا للألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مناطق واسعة وبشكل عشوائي، إلى وقوع آخرين وبأرقام خيالية ضحية للأمراض الخطيرة التي تفتك بالمجتمع بسبب تدهور القطاع الصحي وانعدام الرعاية الصحية في مناطق سيطرة الحوثيين، إلى إصابة البعض الآخر بسوء التغذية الحاد الناتج عن اتساع رقعة الفقر وارتفاع نسبة البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وغيرها من الأسباب التي خلفتها سياسة الحوثيين العبثية، بالإضافة إلى العديد من الأضرار والمخاطر التي تركتها التعبئة الفكرية الخاطئة والتغذية الثقافية المغلوطة وتفخيخ النشء بثقافة الكراهية وتسميم عقولهم وحشوها بأفكار الطائفية والإرهاب.

آثار كارثية

وقد ارتفع عدد ضحايا الحرب من الأطفال إلى نسبة قياسية، حيث ذكرت تقارير حقوقية في وقت سابق أن أعداد الضحايا ارتفع في اليمن إلى 11 ألفا بينهم أكثر من 3700 قتيل، في حين ازدادت أعداد الأطفال المجندين إلى نحو 4 آلاف بينهم 91 فتاة، حسبما أظهرت إحصاءات قاتمة نشرتها الأمم المتحدة قبل عام.

وبعد 9 سنوت من الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية، تواجه أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية أكبر أزمة إنسانية في العالم، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ الأطفال هم أكثر ضحايا هذه الحرب وأكثر من يدفع الثمن.

وتقول المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل في تقرير رفعته للمنظمة بعد زيارة لليمن في وقت سابق "بالنسبة إلى الأطفال، فقد أصبحت الحياة صراعا من أجل البقاء. لقد فقد الآلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضون لخطر الموت".

ووفقا لتقارير أممية فإن أكثر من 12 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدة إنسانية وحماية، ويعاني -حسب التقديرات- نحو 2.2 مليون طفل في اليمن سوء تغذية حاد، بما في ذلك ما يقرب من 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، فيما يفتقر أكثر من 9 ملايين طفل إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة كنتيجة حتمية للانقلاب وإشعال الحروب.

أطفال مقاتلون

ولم تكتف مليشيا الحوثي بإلحاق الأضرار الصحية والاقتصادية بالأطفال والنتائج الكارثية التي خلفتها الحرب عليهم، بل واصلت حربها واستهدافها الممنهج لهذه الشريحة من خلال سعيها إلى إلحاق من تبقى منهم في الحرب ترغيبا وترهيبا، دون النظر إلى أعمار من يتم تجنيدهم من هذه الشريحة، فقد جندت المليشيا من هم دون سن الحادية عشرة من أعمارهم من الأطفال، حيث تشير تقارير أممية إلى تجنيد قرابة 4 آلاف طفل من الجنسين.

وبحسب رئيس منظمة ميون لحقوق الإنسان "عبده الحذيفي" فإن المليشيا الحوثية تستغل الظروف المعيشية للمواطنين وسيلة للاستقطاب، كما تستخدم المؤسسات الدينية والتعليمية للتلقين الطائفي، مطالبا الحوثيين بالتوقف عن استغلال وتجنيد الأطفال والزج بهم في النزاعات المسلحة.

وتقول المنظمة في تقرير لها إن مليشيا الحوثي جندت أكثر من ألفي طفل خلال عام ونصف العام في 18 محافظة، موضحة أنها وثقت 2233 طفلا جرى تجنيدهم من قبل الحوثيين وبقية الأطراف الخارجة على القانون خلال الفترة من يوليو 2021 وحتى نهاية ديسمبر 2022.

وبينت أن المليشيا قامت بتجنيد أكثر من 2200 طفل، فيما جندت التشكيلات المسلحة الأخرى 24 طفلا، مشيرة إلى أن 1600 طفل من الذين جندوا من قبل الحوثيين خلال فترة التقرير تعرضوا للقتل والإصابة.

أطفال سجناء

وتتواصل الانتهاكات بحق الأطفال في اليمن من قبل المليشيا الحوثية التي ربما تعهدت بالقضاء على النشء حسيا ومعنويا، من خلال استهدافهم وإرهابهم والزج بهم في محارق الموت والتضييق عليهم ومحاربتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم المكفولة كالتعليم والغذاء والدواء والأمن الذي بات مفقودا لدى قطاع عريض من الأطفال في المجتمع اليمني.
ويؤكد تقرير حديث صادر عن فريق الخبراء الدوليين التابعين للأمم المتحدة أن مليشيا الحوثي الانقلابية تحتجز أطفالا في محافظة صنعاء لا تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشرة عاما، ويتقاسمون نفس الزنازين مع السجناء البالغين.

ويقول التقرير الصادر نهاية العام الماضي 2023 إن الخبراء حصلوا على تقارير تؤكد أن "الصبية المحتجزين في مركز شرطة الأحمر في أمانة العاصمة يتعرضون بانتظام للاغتصاب".

ويشير الخبراء في تقريرهم إلى أن احتجاز مليشيا الحوثي للأطفال يرافقه تلفيق تهم لا أخلاقية ضدهم، موضحا أنهم متهمون من قبل الحوثيين "بارتكاب قضايا غير لائقة، بسبب ميولهم المثلية المزعومة".

كما يتم "احتجاز أطفال آخرين بسبب قضايا سياسية، تقام بحقهم في كثير من الأحيان بسبب عدم امتثالهم أو امتثال أسرهم لأيدلوجية الحوثيين وأنظمتهم"، بحسب التقرير.

أطفال مختطفون

ووفقا لموقع المصدر أونلاين، فقد اختفى ستة أطفال دون سن الـ16 من أعمارهم في منطقة همدان (شمالي محافظة صنعاء)، واتهم أهالي المختطفين مشرفا حوثيا باختطافهم لإلحاقهم بدورات تعبوية تابعة للمليشيا.

ويقول "المصدر أونلاين" نقلا عن ثلاثة مصادر مقربة من الأطفال، إن "القيادي الحوثي ومشرف المليشيا في منطقتي بيت دودة، العشة، بمديرية همدان، شمال صنعاء ويدعى كهلان ماجد دودة، اختطف ستة أطفال من القريتين قبل أسبوع، وغادر بهم المنطقة إلى مكان مجهول.

ويضيف الموقع نقلا عن مصادر محلية أن أهالي الأطفال "استمروا في البحث عنهم طوال هذه الفترة دون جدوى"، مشيرا إلى أنهم توصلوا أخيرا لمعلومات تفيد بأن المشرف الحوثي اختطف الأطفال، وأخفاهم في أحد معسكرات التدريب.

وأشارت المصادر إلى أن المشرف الحوثي "اختطف الأطفال بهدف إلحاقهم بدورات تدريبية وطائفية ومن ثم تجنيدهم في صفوف المليشيا، وأنه ومنذ ذلك الحين، تطالب أسر الأطفال مشرف ميلشيا الحوثي وقيادات أخرى بالكشف عن مكانهم وإعادتهم الى منازلهم، دون أي استجابة".

كما وجهت مناشدة للمنظمات الحقوقية والإنسانية وكل من له ضمير حي الوقوف إلى جانبها، والضغط على الحوثيين لإخلاء سبيل الأطفال القصر وإعادتهم إلى أهاليهم.

جريمة من أجل الجريمة

وتتعدد عمليات اختطاف الأطفال من قبل المليشيا الحوثية، حيث زادت في السنوات الأخيرة بنسبة أكثر مما كانت عليه من قبل.

وقد نفذت مليشيا الحوثي في ديسمبر من العام الماضي عملية اختطاف جديدة لطفل قاصر بهدف الضغط على والدته لتجميد نشاطها داخل نادي المعلمين الذي يقود احتجاجات منذ 4 أشهر للمطالبة بصرف رواتب منتسبي التربية والتعليم.

وتقول الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان -في بيان صحفي لها في ديسمبر 2023- إن جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية "أقدم على اختطاف الطفل عبد الخالق الحماطي في العاصمة صنعاء بهدف الضغط على والدته التربوية الأستاذة حياة منصر، نائبة رئيس نادي المعلمين، لتجميد نشاطها داخل النادي الذي يقود احتجاجات منذ 4 أشهر للمطالبة بصرف رواتب المعلمين".

ونددت الشبكة بعملية الاختطاف معتبرة "ما قامت به المليشيا الحوثية من اختطاف لطفل قاصر، يعد انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفولة، ووصفته بالجريمة النكراء".

وقد طالب البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي والمنظمات المهتمة بالمجال الحقوقي بـ"إدانة واضحة وصريحة لهذه الانتهاكات الجسيمة والجرائم النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لإطلاق الطفل المختطف الحطامي".

انتهاكات وابتزاز

ويكشف صحفي من محافظة إب عن قيام قيادي حوثي باحتجاز طفله الذي لم يتجاوز عمره سبع سنوات منذ عدة أشهر، ووضعه كرهينة لمحاولة الضغط عليه للعودة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، مطالبا الحكومة التدخل لإنقاذه.

ويوضح الصحفي المحرر من معتقلات مليشيا الحوثي محمد القادري أن طفله عبد الله (7 أعوام) لايزال مختطفا لدى القيادي الحوثي كرهينة بهدف الضغط عليه للعودة من عدن إلى مناطق سيطرة الحوثيين.

وقد حمّل الصحافي القادري، في منشور على "فيسبوك"، مليشيا الحوثي مسؤولية سلامة طفله، مطالبا الحكومة الشرعية بالتدخل والعمل على الإفراج عن طفله المختطف "في هذه القضية السياسية البحتة"، والعمل بأي طريقة للإفراج عنه "ولو كلف الأمر رفع اسمه بكشوفات التبادل"، وفق تعبيره.

كما كشف الصحفي القادري، مطلع سبتمبر من العام الماضي، عن قيام القيادي الحوثي رشاد الشبيبي باختطاف زوجته وابنه، واحتجازهما في منزله من أجل ممارسة الضغط عليه بالعودة من عدن إلى إب والوقوف في صف الحوثيين.

ضوء أخضر للجريمة

وتشجيعا لجرائم الاختطاف، أقدمت مليشيا الحوثي المعينة في إدارة أمن مديرية العدين على إطلاق سراح كافة المتهمين والموقوفين المحتجزين على ذمة قضية اختطاف وتعذيب وقتل الطفل "مدين العمراني" (3 أعوام) في جريمة بشعة وقعت في إحدى عزل مديرية العدين، غرب محافظة إب أواخر أغسطس من العام الماضي 2023، تمهيدا لإغلاق ملف القضية بدلا من