الإصلاح نت
1.27K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.93K links
Download Telegram
نائب رئيس برلمانية الإصلاح يناقش مستقبل العلاقات اليمنية الصينية وفرص التنمية

الإصلاح نت – خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10795

قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، رئيس المكتب التنفيذي بالعاصمة المؤقتة عدن، أنصاف مايو، إن اليمن والصين يمكنهما أن يحققا كثيرا من النجاحات والاستثمارات التي تعود بالنفع والخير للشعب اليمني.

جاء ذلك في ندوة حول العلاقات بين البلدين وفرص التنمية، نظمتها السفارة اليمنية في السعودية والسفارة الصينية في اليمن بالشراكة مع منظمة رسل السلام، الاثنين الماضي، وافتتحها سفير اليمن في الرياض الدكتور شائع الزنداني والقائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنغ.

وأضاف مايو في ورقته المقدمة في الندوة، أن اليمن ينتظرها مستقبل مشرق، إذا ما تم استعادة الدولة وبناء مؤسساتها على أسس علمية مواكبة للتقدم التكنولوجي في كل المجالات.

وأشار إلى أن اليمن والصين على أعتاب سبعة عقود منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وحرص متبادل على بناء شراكات مثمرة قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الفاعلة والتعاون المثمر بعيدا عن نظرية الهيمنة والتبعية، لافتاً إلى أن اليمن فقدت كثيرا من فرص التنمية بسبب الحرب الحوثية على الشعب اليمني وتدمير الدولة ومؤسساتها.

وتطرق إلى أهم المجالات التي يمكن التعاون فيها وتحقيق النجاح، وهي المجالات النفطية وموارد الطاقة الخام، والممرات الدولية والموانئ اليمنية كونها جزء من مبادرة الحزام والطريق، ومجالات الكهرباء والمياه، والطرق والجسور والأنفاق، ومجالات التعليم الفني والتدريب المهني، وكذا مجالات الاتصالات والتكنولوجيا والفضاء المفتوح، والمجالات الصحية، علاوة على المجالات الصناعية وغيرها الكثير من المجالات.

وأوضح مايو أن هذا يعني أهمية تعزيز الدور الصيني في اليمن من أجل إحلال السلام وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها، والبحث عن فرص الشراكة الفاعلة مع الصين خاصة في ظل التحولات الدولية نحو نظام عالمي قائم على العدالة والتنمية المشتركة.

واستعرض نائب رئيس برلمانية الإصلاح، أهمية العلاقات اليمنية الصينية، وحرص اليمن على نسج علاقات جيدة مع كل دول العالم ومنها الصين التي أعلن الرئيس شي جين بينغ في أغسطس الماضي عن مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية، وتعميق التعاون في شتى المجالات، وتحمل المسؤولية في مواجهة التحديات المشتركة وخلق المستقبل الجميل، وإِشارته إلى أربعة اتجاهات؛ هي تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي، وتوسيع التعاون السياسي والأمني، وتعزيز التواصل الشعبي والثقافي، والتمسك بالعدالة والإنصاف.

ونوه بحرص اليمن -التي لها مميزات جيوسياسية تمنحها أولوية في العلاقات مع الصين- على الاستفادة من التقدم العلمي والصناعي والتجاري للصين، مضيفاً: "لذا تميزت العلاقات اليمنية الصينية بتجاوز العلاقات الدبلوماسية أو الرسمية إلى العلاقات الشعبية وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها".

وفي العلاقات السياسية بين البلدين الصديقين، أكد مايو أنها شهدت تطورا كبيرا خلال 67 عاما وتوجت بتبادل قيادات البلدين للزيارات الرسمية وعقد اللقاءات على مستوى رئاسة البلدين نهاية العام 2022، بقلاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بالرئيس الصيني في الرياض أثناء القمة العربية الصينية.

وبين أن اليمن من أهم الدول في مبادرة الحزام والطريق، "مشروع القرن" العملاق، موضحاً أن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية بانقلابها على الدولة ومؤسساتها وضعت اليمن خارج سياق الاهتمام الدولي إلا كحالة أمنية فقط.

وأشاد مايو بمواقف الصين الداعمة للشرعية اليمنية واستعادة الدولة ومؤسستها وإحلال السلام الدائم والشامل، وقال إنها محل تقدير لدى اليمن قيادة وحكومة وشعبا، وكذا دعواتها المتكررة للمليشيات الحوثية بالعودة إلى طاولة الحوار.

وثمن الدعم السخي المقدم من الأصدقاء في الصين في الجانب الإنساني للمساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعها الحوثيون في اليمن.

وفي مجال العلاقات التجارية، شدد مايو على أهمية تواصل التنسيق واللقاءات المشتركة الخاصة بالجوانب التجارية والصناعية بين البلدين لتوسيع الأعمال والاستثمارات التجارية بين البلدين، لا سيّما في مجالات الطاقة وتطوير القاعدة الصناعية، ما سيعجل بدوران عجلة التنمية.

وحول العلاقات الثقافية، نوه مايو بأن المنح الصينية للطلاب اليمنيين من أهم جسور العلاقات الثقافية، مشيداً بإستراتيجية الصين في التعامل مع الدول، القائم على الشراكة والندية وليس على الهيمنة والتبعية وهذا ما جعل العلاقات الشعبية بين الشعبين الصديقين أكثر توسعا وعمقا.
وأشار إلى توقيع اتفاقية الهيئة العامة للكتاب مع وزارة النشر الصينية، لترجمة كتب يمنية وصينية، مشيراً إلى وجود نحو 30 ألف يمني في الصين معظمهم من التجار والطلاب يشكلون جسراً يربط الصين باليمن.

وفي موضوع العلاقات مع الأحزاب والمكونات السياسية، أكد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح، رئيس إصلاح عدن، أن الصين تفتح أبوابها لكل المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، مبيناً أن الأحزاب السياسية في اليمن تربطها علاقات صداقة عريقة مع الصين.

وقال مايو إن الأحزاب اليمنية تحاول استلهام التجارب والرؤى والأفكار التي قادت الصين نحو الريادة.

وتابع قائلاً: "فعلى سبيل المثال نحن في التجمع اليمني للإصلاح وفي إطار العلاقات الخارجية للحزب وبما ينسجم مع قوانين اليمن تربطنا علاقات متينة مع أصدقائنا في الصين وتوجه لنا العديد من الدعوات لحضور الفعاليات السياسية والحزبية في الصين وشاركنا كبقية الأحزاب اليمنية في أعمال مؤتمر الأحزاب العربية مع الحزب الشيوعي الصيني "الدورة الرابعة"، وهم أيضا يشاركونا ويتبادلون معنا اللقاءات الثنائية ونتقاسم كثيرا من الرؤى حول السلام في اليمن ودعم وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها وضرورة إنهاء حالة الحرب والمضي نحو البناء والتنمية والاستفادة من فرص الشراكة الفاعلة من أجل التنمية المستدامة.

وجدد تثمين الإصلاح لدور الصين في دعم السلام والاستقرار وإنهاء الصراعات، وتقدير جهود الرئيس شي جين بينغ بتقارب الحضارات، من أجل إحلال السلام والاستقرار في العالم.

وأكد مايو انحياز الإصلاح إلى الدولة وقيمها، وإيمانه بالتعددية السياسية والنهج الديمقراطي وأن أقرب الطرق للوصول إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات وليس عبر فوهات البنادق.

وأوضح أن الإصلاح ينظر إلى دور الصين في التقريب بين السعودية وإيران بأنه خطوة يمكن أن تسهم في الضغط على المليشيا الحوثية لتمضي نحو السلام بما يؤدي إلى حل جذري للحرب في اليمن، ويحقق إنهاء الانقلاب ونزع سلاح المليشيات وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.

وأكد مايو أن الإصلاح وفي إطار الشرعية يترك المجال لكل الجهود من أجل إحلال السلام في اليمن، رغم المعرفة المسبقة والإدراك لسلوك ونهج وفكر مليشيا الحوثي بأنها غير جادة في إحلال السلام والتعاطي الإيجابي مع جهود تحقيقه، وتعنتها بطرح قضايا تعجيزية، واستمرارها في حصار محافظات وأهمها تعز، رغم استجابة الشرعية وتقديمها تنازلات كبيرة.

وأعرب عن أمله من المجتمع الدولي وفي مقدمته الأصدقاء في الصين، في حال لم تنصع مليشيا الحوثي للسلام بعد كل هذه الجهود، لدعم نضال اليمنيين في تحرير أرضهم واستعادة دولتهم..
لمتابعة أخبار وفعاليات حزب التجمع اليمني للإصلاح
عبر الموقع الرسمي للحزب
#الذكرى33_لتأسيس_الاصلاح
#الاصلاح_نت:

alislah-ye.net

صفحتنا على #تيليجرام |
https://t.me/Islahyem

صفحتنا على #الفيس_بوك |
https://www.facebook.com/Islahyem

صفحتنا على #تويتر |
https://www.twitter.com/Islahyem

صفحتنا على الانستجرام |
https://www.instagram.com/islahyem/

للتواصل عبر الإيميل الرسمي|
info@alislah-ye.net
Channel photo updated
ظاهرة قتل الأقارب.. واحدة من ثمار "مسيرة" الإرهاب الحوثية

الإصلاح نت-خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10796
عادة ما تشهد المجتمعات التي تعاني حروبا أهلية أو اضطرابات داخلية فوضى مجتمعية وانفلاتا أمنيا وارتفاع نسبة الجريمة لا سيما الجرائم الجنائية كالقتل والسرقة والسطو والنهب والاختطاف وغيرها، كنتيجة حتمية لغياب الدولة وتعطيل الدستور والقانون.

غير أن ما لا يمكن وضعه في سياقه الطبيعي أو يدخل في إطار المعقول أن تبرز ضمن تلك الجرائم جريمة لا يمكن أن يتقبلها عقل مسلم أو فطرة سليمة، خصوصا في المجتمعات العربية والإسلامية، وهو ما أصبح يعرف بجرائم قتل الأقارب والتي باتت تمثل ظاهرة حقيقية انتشرت مؤخرا في اليمن وتحديدا في المناطق الخاضعة لسلطة المليشيا الحوثية، والتي باتت تؤرق المجتمع وتقض مضاجع مكوناته.

انفلات أمني وأخلاقي

ومنذ أن خضعت مناطق واسعة من اليمن لسيطرة المليشيا الحوثية نتيجة الانقلاب الذي قادته المليشيا أواخر العام 2014 انتشرت في المجتمع ظاهرة قتل الأقارب وبشكل ملحوظ، وهي الجريمة التي لم تكن معروفة في اليمن على هذا النحو من قبل، إذ لا يتخيل عقل أن يصبح الأب أو الأم أو الأبناء عرضة للقتل في أي وقت وعلى يد أقرب المقربين إليهم ولأتفه الأسباب.

الانفلات الأمني لم يكن وحده السائد في البلاد جراء الفوضى والعبث الذي مارسته وتمارسه مليشيا الحوثي في إدارتها للمحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من تسع سنوات، والذي أدى إلى ارتفاع في نسبة الجرائم وانتشارها على نطاق واسع في المناطق التي تحكم سيطرتها عليها كالقتل والسرقة والسطو والنهب والاختطافات وتهريب المخدرات وتعاطيها وغير ذلك من الجرائم، بل كان هناك -إلى جانب الانفلات الأمني- انفلات أخلاقي وقيمي أيضا، نتجت عنه العديد من الجرائم والظواهر الدخيلة على المجتمع اليمني التي لم يعرفها قبل الانقلاب الحوثي.

ظاهرة خاصة

غير أن اللافت في الأمر هو ارتباط هذه الجريمة بالأفراد المنتمين لمليشيا الحوثي أكثر من غيرهم من الأشخاص، إضافة إلى تفشي هذه الجرائم خلال السنوات الأخيرة في أغلب محافظات اليمن التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي بنسبة أكثر من غيرها، حتى إنه لا يكاد يمر وقت طويل على وقوع إحداها حتى تكون جريمة أخرى مماثلة لها قد وقعت في مكان آخر، في تصاعد مخيف لسلسلة جرائم القتل الأسري.

وبالنظر إلى شخصية الجناة وخلفياتهم الأيديولوجية والمناطق التي تحدث فيها تلك الجرائم، يتضح جليا أنه ليس ثمة ما يتعلق بالحرب كمشكلة عامة والانفلات الأمني والفراغ الذي خلفه غياب الدولة، يمكن القول إنه وراء بروز تلك الظاهرة الخطيرة التي أخذت بالانتشار في عموم مناطق المليشيا الحوثية، فتلك حالة متكررة في العديد من البلدان العربية والإسلامية التي تشهد حروبا وانقلابات واضطرابات سياسية وأوضاعا أمنية متدهورة، فهي وإن ظهرت فيها الجريمة بنسب متفاوتة كنتاج طبيعي لتلك الحالات الاستثنائية من مراحل تلك البلدان، إلا أنه لم يسجل بروز مثل هذه الظاهرة التي فشت وانتشرت في مناطق سيطرة الحوثيين.

منبع الجريمة

ويمكن القول إن انتشار ظاهرة "قتل الأقارب" تعود لأسباب عقدية وفكرية هي الأهم لبروز هذه الظاهرة في الحالة اليمنية وتحديدا في مناطق الانقلاب الحوثي، خصوصا أن كثيرا من حالات القتل التي وقعت كانت لها خلفيات وأسباب متعلقة بالولاء للمليشيا وزعيمها عبد الملك الحوثي والأفكار التي يؤمن بها مرتكبو تلك الجرائم المنتمون للمليشيا، وهو الأمر الذي عملت المليشيا الحوثية على تكريسه في عقول أنصارها من خلال الدورات المكثفة وطريقة إدارتها لسلوك أفرادها في تلك الحرب وفي الحياة عموما.

كما أن المليشيا تعيد صياغة عقلية المنتسبين لها بما يضمن إبعادهم عن ثقافتهم وجذورهم الطبيعية في الحياة، وفق منهج يسعى لقطع صلات الفرد النفسية والاجتماعية والعاطفية مع أسرته ومجتمعه، وذلك هو أخطر ما يحدث، إذ إن كثيرا من الأفكار والأدبيات التي يتم تلقينها للمنتمين للمليشيا قائمة بالأساس على أنقاض المنظومة الأخلاقية والقيمية، ثقافة تعمل على تكريس العنف وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفكيك الروابط الأسرية التي تعد من أوثق العرى الإنسانية، سعيا لخلق طبائع نفسية جديدة داخل المجتمع.

دمار نفسي

إن جرائم القتل الأسري التي يمارسها المنتمون للمليشيا الحوثية لا سيما المنخرطون في الدورات الطائفية التي تنظمها المليشيا أو العائدون من جبهات القتال، تكشف جانبا كبيرا من التخريب البنيوي الذي تخلفه تلك الدورات وتلقي الكثير من الأفكار التي تترك أثرا كبيرا لا يمكن معالجته بسهولة، مما يشكل خطرا يهدد المجتمع برمته، وينذر بكارثة محققة، ويؤذن بظهور حالات اختلال على نحو أكبر في المستقبل، في حال لم تنته الأزمة في وقت قريب.
كما أن كثيرا من مقاتلي المليشيا الحوثية أسوياء وفقا لمراقبين، ولا يمكن وصفهم بحالتهم الطبيعية، إذ إن بوسع أي محارب طبيعي مهما كان جنسه وتوجهه أن يفرق بين حياة القتال كمهمة يؤديها والحياة الطبيعية التي يعيشها كجذور نفسية وعاطفية وذكريات خالدة لا يمكنه الفكاك عنها، غير أن ما تعكسه تلك الحالات هو أن المقاتل الحوثي يبدو أسير لتلك الثقافة وفاقدا للإرادة تماما، بسبب التشوه النفسي الكبير الذي لحق به، لذا لا يعد غريبا حدوث كثير من جرائم القتل الأسري على يد المنتمين للمليشيا.

خلخلة المعتقد

ويرى الكثير من الباحثين أن هناك علاقة بين ظاهرة قتل الأقارب التي انتشرت في المجتمع مؤخرا والتعبئة الطائفية التي يتلقاها الشباب المنخرطون ضمن برامج ودورات الحوثيين ذاتها، كما أن تلك التعبئة تكون موجهة بدرجة أساسية ضد المجتمع والأسرة وكل من لا يدين بولاء حقيقي للمليشيا قبل أن تكون موجهة ضد من تسميهم بالكفار وقوى الهيمنة والاستكبار وفق ما يقتضيه شعارهم، والذين لم يطاولهم شيء من التهديد والوعيد الذي يطلقه الحوثيون باستمرار، بقدر ما لحق المجتمع والأسرة من الأضرار والمخاطر نتيجة لتلك التعبئة.

وقد سعت مليشيا الحوثي من خلال برامجها ودوراتها المكثفة التي يتلقاها مقاتلو المليشيا إلى التشكيك في عقيدة وتعاليم الأسرة والمجتمع وتضليل وتسفيه الآباء الذين لا يدينون بالولاء والطاعة لزعيم المليشيا، وشحن المقاتلين بالحقد والكراهية والعداوة للأسرة والمجتمع بدرجة كبيرة تحت ذريعة الجهل والضلال، ليتحول الفرد فيهم من أحد مكوني الأسرة ولبناتها إلى عدو لدود لا يؤمن شره وخصم لا يؤمن غدره وقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر داخل الأسرة في أي لحظة، لذلك فإنها تعمد من خلال وسائل التحريض والتعبئة وخطاب الكراهية الذي تكرسه من خلال تلك الدورات إلى ترسيخ حالة من المقت والكراهية في وعي المنتسب لها ليتم توجيهه ضد الأسرة والمجتمع الذي ينتمي إليهما.

وعادة ما تتبع مليشيا الحوثي في تعبئتها الطائفية أسلوبا تحريضيا موغلا تقوم من خلاله بتحريض الشخص المنتمي لها ضد أسرته أولا خصوصا والده ووالدته، تحت ذريعة أنهما يعيقانه عن فريضة الجهاد ويحولان دون دخوله الجنة بحسب تلك الثقافة، ومن هنا تبدأ عملية خلخلة المعتقدات الذهنية للفرد، الدينية والأخلاقية، ليتم غرس قيم جديدة عوضا عنها في وعيه، قيم لا تكون أخلاقية بالضرورة وتتسم بالعدائية والعنف والكراهية، ليجد المنتسب للمليشيا ذاته بالمزيد من التعبئة والتطرف انتقاميا وغير متورع عن ممارسة القتل حتى ضد أقاربه.

طاعة عمياء

ولا يخفي البعض أفكاره وبعض ما يؤمن به أمام الناس بل أصبح البعض يجاهر بتلك الأفكار والقناعات بل ويباهي بها صراحة، والتي تعتبر أحد دوافع القتل وحوافز الجريمة، فقد تناقل ناشطون ما تفوه به بعض المجرمين من أن زعيم المليشيا يعتبر المقدس الأول وأنه لا يصل إلى مقامه أحد من الناس وإن كان الآباء والأمهات أنفسهم، وهو ذات السبب الذي دفع العديد من المجرمين للإقدام على ارتكاب الجريمة وقتل آبائهم وأمهاتهم بتهمة التقليل من شأن زعيم المليشيا.

وقد تناقل ناشطون بعض التسجيلات ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها بعض عناصر المليشيا الحوثية وهم يتلفظون بألفاظ نابية تحمل السب والشتم لوالديهم، معلنين طاعتهم وولاءهم المطلق لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، معتبرين أنه أغلى وأهم وأقدس في نظرهم من الوالدين وغيرهم، وأن كل من يخالفه مستحق للقتل كائنا من كان، وهو الأمر الذي أكدته الحادثة التي وقعت في يناير من العام الجاري 2023، والمتمثلة بإقدام مسلحين حوثيين على قتل والدهم ضرباً حتى الموت في مديرية المدان بمحافظة عمران شمالي اليمن.

وذكرت مصادر حقوقية ومحلية متطابقة أن مواطنا من أبناء منطقة الأهنوم بمحافظة عمران قتل على يد أبنائه بعد إقدامهم على ضربه ضربا مبرحا حتى فارق الحياة، على خلفية نصحهم بعدم القتال مع مليشيا الحوثي، مما أثار حفيظة أبنائه الذين لم يجدوا ردا على والدهم سوى القتل بتلك الطريقة.

ملازم الجريمة

ويرى أستاذ الفكر التربوي في جامعة صنعاء ومؤلف كتاب "الظاهرة الحوثية"، الدكتور أحمد محمد الدغشي، أن ملازم مؤسس المليشيا حسين الحوثي "تحمل مضامين غاية في العنف والكراهية، وتدعو لقتل المخالف لمجرد الاختلاف معه بأي من طرق الاختلاف السلمية، فمضمونها يحمل معنى الحق المطلق، وقائلها رجل خارق لا يكاد يقول إلا الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو القرآن الناطق، ولا يسع أحد مخالفة ملازمه، ومن خالفها فقد خالف الحق، ومن ثم فحكمه النفاق، وإذا أصر على ذلك وأبى إلا أن يحتفظ برأيه فقد يصل الأمر معه إلى مرحلة استحلال دمه وعرضه حتى وإن كان من أقرب الناس إليه، ومن هنا وصلنا لمرحلة لماذا يقتل الولد أباه؟".
ويضيف الدغشي أنه ومن خلال اطلاعه على ملازم حسين الحوثي فإنها تحمل "تضمينا صريحا أو ضمنيا على تنزيل آية الجهاد والقضاء على الكفر والتبرؤ من الكافرين والمشركين والمنافقين على كل من خالف قائد هذه المسيرة أو مشرفيها أو أفكارها حتى لو كان أقرب الناس أبوه أمه أخوه أو حتى زوجته، ومن ثم يحدث ما يحدث من عنف يصل إلى حد القتل".

واستدل الدكتور الدغشي بقسم الولاية الحوثي الذي يعلن بشكل صريح أن من يختلف مع زعيم المليشيا أو الملازم أو يختلف مع هذه المسيرة فإنه عدو لله ولرسوله ولعبد الملك الحوثي "وكأن النص جاء به قرينا لله ولرسوله ولعلي رضي الله عنه"، مؤكدا أن تعبئة مثل هذه الأفكار لا يمكن أن ينتج عنها إلا عنف وقتل واستحلال للدماء.

وسائل لتكريس العنف

وفي الوقت الذي يحاول الحوثيون التنصل من المسؤولية عن تلك الجرائم وفشو تلك الظاهرة بالقول بأن دوافع تلك الجرائم إنما هي ناتجة عن حالات نفسية يعانيها أولئك الأشخاص الذين يقدمون على ارتكاب تلك الجرائم، ولا علاقة لها بالفكر والمعتقد الذي يحملونه، يؤكد مختصون نفسيون أن للتعبئة والتنشئة دورا في حرف نفسيات الجناة لتحويلهم إلى عناصر تشكل خطرا على الأسرة والمجتمع.

وبحسب مدربة الدعم النفسي، ليلى خليل، فإن للأفكار الضالة والتعبئة العنفية التي يتلقاها عناصر المليشيا في الدورات التعبوية للحوثيين دورا تجاه مخالفيهم في المعتقدات في تفشي قتل الآباء والأمهات والأقارب.

وتقول مدربة الدعم النفسي إن الحوثيين استخدموا وسائل عديدة لتكريس العنف لدى أتباعهم، مستخدمين في ذلك الدورات الثقافية والمساجد ووسائل الإعلام والزوامل ووسائل التواصل الاجتماعي والمخيمات الصيفية، وكرسوا لغة الكراهية وشجعوا على ترك الدراسة والالتحاق بمعسكراتهم حيث تتم تنشئة الأطفال على ثقافة القتل وسفك الدماء لتحل في قلوبهم محل مشاعر الرحمة والإنسانية.

وأكدت أن الحوثيين يقومون بتحريض الأطفال على تكفير غيرهم ممن لا ينتمي لعقيدتهم، مما يؤكد أنهم ينشئون جيلا يتحدث باسم القتل والحرب والانتقام.

ويؤكد باحثون أن انتشار العقاقير والمخدرات والمنشطات وحبوب الهلوسة واستخدامها من قبل مليشيا الحوثي في أوساط المقاتلين التابعين لها لتحقيق أهداف عسكرية سريعة، يعتبر أحد العوامل المهمة في تغيير نفسيات الشباب الذين يرتكبون مثل تلك الجرائم.

وهذا ما ذهب إليه الباحث محمد الأحمدي الذي أشار إلى وجود دور للعقاقير المستخدمة من قبل الجماعات المتطرفة في التأثير على أدمغة أتباعها ونفسياتهم، والتي تجعلهم في لحظة من اللحظات يفقدون السيطرة على أنفسهم.

أرقام وإجرام

وقد شهدت المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي انتشارا ملحوظا لـ"الجريمة المنظمة" لا سيّما الجرائم الأسرية وقتل الأقارب، في ظل تقارير تتحدث عن ارتباط معظم هذه الجرائم بالملتحقين بالدورات التعبوية للحوثيين خصوصا في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ووفقا لتقارير حقوقية وأخرى صحفية فقد شهدت الأعوام الثلاثة الماضية 2020 – 2022 ما يقرب من 300 جريمة قتل واعتداء قاتل بحق أقارب، كانت النسبة الأعلى في العام 2020 والذي شهد 105 جرائم قتل، يليه العام 2021 والذي بلغت الجرائم فيه 102 جريمة قتل، ثم العام 2022 بواقع 89 جريمة قتل.

ومع أن هذه الإحصائيات ليست نهائية نظراً لاعتماد راصديها على ما وصل إلى وسائل الإعلام فقط، إلا أنها تظهر حجم الانتشار الكبير لهذه الجريمة والتي باتت تثير قلق المجتمع في المحافظات الخاضعة للحوثيين.

وقد تعددت جرائم قتل الأقارب وشملت محافظات عدة من بينها الجوف وصعدة وعمران وصنعاء وذمار وإب وغيرها، وتنوعت بين قتل الآباء والأمهات والأبناء والأخوات وغيرهم من الأقارب الذين قضوا على أيدي أقاربهم.

وتعد آخر تلك الجرائم هي الجريمة التي ارتكبها مسلح من أبناء مديرية جهران محافظة ذمار في منتصف نوفمبر الجاري والذي أقدم على قتل وإصابة عدد من أفراد أسرته.

ووفقا لمصادر محلية فإن مسلحا أقدم على قتل والده وشقيقيه وإصابة شقيقته وابنه بجروح في مديرية جهران جنوبي المحافظة.

وقد سبقت هذه الجريمة جريمة أخرى بنفس المنطقة وفي فترة وجيزة، حيث أقدم مسلح على قتل والده قبل أن يقدم على الانتحار عقب الجريمة، يأتي ذلك بعد يوم واحد من إقدام قيادي حوثي على قتل زوجته، بعد أن تقدمت إلى المحكمة بطلب الطلاق منه، في مديرية الحزم بمحافظة الجوف.
العديني: استمرار إخفاء قحطان سوْءة تجعل الخاطفين مع الصهاينة في كفة واحدة

الإصلاح نت – متابعة خاصة

ندد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ عدنان العديني، "باستمرار إخفاء القيادي في الإصلاح محمد قحطان للعام التاسع على التوالي".
وقال العديني في تدوينة له على منصة أكس "إن الإخفاء القسري للأستاذ محمد قحطان سوءة فاضحة لكل الادعاءات والأكاذيب".
وأضاف "أن اختطاف قحطان لعنة ستلاحق الخاطفين وتجعلهم مع الكيان الصهيوني في كفة واحدة فقد تشابه الموقف والنهج والسلوك".
وتواصل مليشيا الحوثي الإرهاربية إخفاء عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان وترفض السماح له بالتواصل مع أسرته منذ اختطافه".
وفي أبريل من العام 2015 اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية القيادي قحطان ورفضت كل المبادرات للإفراج عنه في واحدة من أبشع الجرائم التي تركبها المليشيا الانقلابية بحق اليمنيين.
يشار إلى أن محمد قحطان مشمول بالقرار الأممي والذي نص على سرعة الإفراج عن القيادات العسكرية والسياسية المختطفة لدى المليشيا الانقلابية.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10798
التوحيد السببي (قراءة مقاصدية)

(الحلقة الرابعة: فقدان المناعة الفكرية.. مصادره، عوامله، نتائجه)

عبد العزيز العسالي
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10799
مقدمة: الاعتبار، والعودة إلى الذات:

منذ عقدين ونصف العقد من الزمن والنية قائمة شاخصة في ذهني تحدوني إلى القيام بكتابة حول منهجية فهم الروايات التاريخية، ذلك أن التاريخ هو أبو العلوم - يصنع شخصية المفكر والمثقف.

وبالرغم من انعقاد نيتي الذي يحدوني بين آن وآخر، إلّا أنني أسمع صوتا ينبعث من أغوار ذهني فيكبح دافعيتي قائلا: لا.. تريث.. لا تسبق الزمن.

حدث طوفان الأقصى:

هذا الحدث التاريخي الذي انطلق مدويا في سمع العقابيل التاريخية القادمة، يشهد الله أنه قد حرث ذهنيتي وتفكيري حرثا غير مسبوق، وبالتالي تلاشى ذلك الكابح الذهني تماما فبرزت الدافعية نحو الكتابة - محورها الفكري هو "الاعتبار" بالحدث.

ومع أنه سبق أن كتبت ثلاث حلقات استلهاما للحدث الكبير، لكنني سمعت صوتا يقول: ها أنت أمام قضيتك القديمة وجها لوجه.. قضية "منهجية فهم الروايات التاريخية"، لكن النية القديمة ورغم الاطلاع الكثير بما يتصل بالموضوع فقد وجدت صعوبة في التناول والسبب أن منهجية فهم التاريخ تحتاج بسطا في الشرح وهذا لا يتفق وحيز هذه الحلقة.

وانطلاقا من مفهوم ما لا يدرك كله لا يترك جله، فبدأت بالمدخل التالي.

العودة إلى الذات:

القارئ للأحداث التاريخية الكبرى عبر التاريخ الإسلامي، يجد أن كبار المفكرين كانوا عقب كل حدث يعودون إلى الذات بحثا عن السبب، فالفقيهان الشافعيان الجويني وتلميذه الغزالي، رحمهما الله، تزامنا مع العقود الأخيرة من فساد الدولة البويهية عندما كان التفكير الإسلامي يعيش حالة من الشخير المقرف، فكانت عودتهما إلى المنهج المقاصدي فاستنهضا همة القائد نظام الملك السلجوقي فانقض على دولة الفساد، وكذلك في القرن السادس برز الفقيه الشافعي، العز بن عبد السلام، عاد إلى ذات المنهج المقاصدي فاستنهض القائد "قطز" فأنزل هزيمة ساحقة بجيش هولاكو ولم تقم له قائمة.

وها هي بركات معركة طوفان الأقصى نادت أن عودوا إلى الذات بحثا في الأسباب الجوهرية الكامنة وراء المحنة القذرة التي يعيشها اليمن الحبيب أولا، كما أنها محنة إقليمية ثانيا.

إنها محنة في غاية الخطورة.. نعم إنها محنة الطائفية التي ظهرت بصورة مرعبة، كيف لا وها هي قد دمرت وطننا الحبيب ولا زال مستقبل الوطن مجهولا وكذلك الوطن العربي عموما.

غير أن الأخطر هو السؤال الذي يفرض نفسه قائلا: لماذا عادت الطائفية؟ كيف حصل القبول بها؟ ما الأسباب؟ وما هي العوامل؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون تحت المحاور التالية.

المحور الأول، تشخيص الاعتلال:

الهدف من التشخيص هو تحديد دقيق لمفهوم العلة أولا، وثانيا هو الإدراك الدقيق لأسباب الاعتلال، وكما قيل إذا ظهر السبب بطل العجب، وقد اجتهدنا في بلورة الأسباب كلها تحت مصطلح واحد واضح هو "مصادر الاعتلال"، وهذا سيساعدنا كثيرا على تفكيك وشرح الأسباب والتفكير بالحلول.

أولا، تشخيص العلة:

نستطيع تشخيص العلة وتحديدها تحت المفهوم التالي وهو: "فقدان المناعة الفكرية".. هذه هي علتنا المتراكمة القاتلة، وإن شئت قل إن أهل السنة فاقدو "الفلتر".. وباللغة العلمية: الأجيال المتأخرة من أهل السنة ليس لديهم منهجا علميا لفهم وكتابة الروايات التاريخية. إذن، فالتفكير الإسلامي هو "جسد فاقد المناعة"، والدليل قبوله بفكرة الطائفية المنتنة، ولنا عودة تحت محور الآثار.

ثانيا، مصادر فقدان المناعة الفكرية:

1- إجمالا، مصدر فقدان المناعة الفكرية تتمثل في "الروايات التاريخية".

2- تفصيلا تتعدد مصادر الرواية التاريخية في كل من:
- روايات تاريخية كثيرة داخل كتب الحديث والسيرة النبوية العطرة.. أرجو القارئ أن ينتبه.. كلامي حول الروايات التاريخية وليس الحديث النبوي.

- كتب التاريخ عموما -وهنا حدث ولا حرج- فقد تظافر هذا المصدر مع المصدر الذي قبله فكان لهما بالغ الأثر في فقدان المناعة الفكرية فاعتل التفكير والثقافة.

- كتب الأدب عموما بما فيها الشعر.

- الأدب الشعبي - قصص، خرافات، أهازيج، أنواع من السخافات.

إذن، هذه المصادر هي المنبع المتجدد لفقدان المناعة الفكرية في الثقافة الإسلامية، وبالتالي فالاعتلال متجدد، ومستمر، متراكم، وهيهات للتفكير، لا أقول يتعافى، وإنما هيهات أن يحلم بالتعافي.. ما يحز في النفس أن العلماء المفكرين القدامى وضعوا منهجا راقيا مستمدا من مقاصد القرآن، وكلياته، ومبادئه، وقيمه العليا، بل ومن المصطلح القرآني الحرفي "فتبينوا"، ومن قواعد مصطلح الحديث ومن المنهج المنطقي للسنن الحاكمة للاجتماع والعمران كما سنوضح لاحقا.
باختصار، تلك هي الأسباب أو مصادر "فقدان المناعة الفكرية" أساسها المحوري قبول الروايات التاريخية.

غير أن هناك عوامل ومحركات قديمة وجديدة لا تقل خطورة عن الأسباب.

المحور الثاني، عوامل فقدان المناعة الفكرية:

1- وجود الروايات التاريخية ضمن كتب الحديث والسيرة النبوية، وهذا المصدر يضفي عليها طابعا دينيا تقديسيا تعبديا، بل ويخلق ممانعة ثقافية تصل حد تكفير من يريد النظر فيها بمنهج أو بغير منهج.

شاهد علمي منهجي أكاديمي:

لقد وقفت على أعمال أكاديمية - رسائل ماجستير، وأطروحات دكتوراه أشرف عليها بروفسورات متخصصون، وقبل ذلك تم إقرارها من مجالس الكليات وناقشها بروفسورات متخصصون، ولكن السؤال: كم هي النسبة المنهجية التي تضمنتها تلكم الأعمال؟

إليكم الجواب:

- يبدأ الباحث بمقدمة مجلجلة إنشائية يتحدث فيها عن ضرورة وأهمية المنهج العلمي في فهم الروايات التاريخية وفي كتابة التاريخ ويتحدث عن القرآن، وكيف صنع منهجية تتقاصر دونها المناهج الوضعية المعاصرة، وفوق ذلك يدلل على إساءة الروايات التاريخية إلى مقام النبي والصحابة وإلى رجالنا صناع التاريخ... إلخ، وهنا والله يشهد أنني أهتز طربا وإعجابا بالباحث الفذ، ويتملكني الخيال ويهزني الاشتياق إلى قراءة الفصول اللاحقة، وما إن أدلف إلى فصول البحث العلمي المنهجي الأكاديمي حتى أصطدم بعقلية منكوسة غارقة في وهاد التسليم - تسطيح عاطفي هش متناقض في الاستدلال والتحليل والمنهج، يمارس المثل: "ملكي أكثر من الملك".. يصحح ما أبطله السابقون والله يشهد، ولكي يبرر ضحالة عمله يتقدم ببهرجة وعظية مضحكة ليس محلها بل تتنافى مع أبسط قواعد المنهجية التي ذكرها في المقدمة قائلا: "هذا قدر الله".. أي والله هذه البهرجة يرددها أغلب الباحثين مرارا في بحوثهم.

التساؤل العقدي الديني الشرعي المنهجي يقول للباحث: الطعن في الصحابة هل هو قدر الله المنهجي؟ كيف تتركون ثناء القرآن على الصحابة لهذا الاستدلال الهزيل؟

- أغرب وأسوأ منهجية:

شخصية أكاديمية لها حضور أكاديمي غير عادي في دولة عربية، وهناك باحثون يفتخرون بإشراف تلك الشخصية على بحوثهم، فاشتقت إلى مزيد من التعرف على تلك الشخصية من خلال بحوثه، وجدت بحثا له قدمه إلى مؤتمر علمي نال به جائزة عربية بل وحصد جوائز مختلفة على أعماله. الخلاصة، بحثه الأهم يحمل عنوانا لافتا للنظر جدا هو "مصادر السيرة النبوية وتقييمها".. عكفت على الكتاب كاملا فلم أجد تقييما علميا وإنما وجدت له قاعدة منهجية خالف بها كل من قالوا إنهم أوردوا روايات ضعيفة في السيرة، وها هو يقيّم عملهم قائلا: "والصواب عندي أن روايات السيرة التي ضعفها جميع المؤلفين ووافقهم المتأخرون، الصواب أنها كلها صحيحة لأنهم رووها جميعا فأصبحت إجماعا".

بربكم، ما الذي سيقدمه هؤلاء لطلابهم في الجامعات؟ وكيف نتوقع؟ أليست النتيجة فقدان المناعة الفكرية؟ الكارثة هي أن غالبية الباحثين يدّعون أنهم منافحون عن الإسلام في وجه المتغربين ولكنهم يلتقون معهم تماما.

اليساريون والليبراليون:

هذا شاهد صادر عن أصحاب دعاوى منهجية حداثية وضعية لا تقبل الجدل في صرامتها، فهل يطبقون دعواهم؟ الجواب: لا.. فهم متناقضون بدافع أيديولوجياتهم.. فالكثير من أقوالهم تسيء إلى القرآن وكذا السنة الصحيحة، فإذا وصلوا إلى الروايات التاريخية سلموا لها واعتبروها حجة صارمة ضد الصحابة وصناع المجد الذي شهد له أساتذهم الغربيون، وهنا يلتقي الفريقان عند إغفال المنهج والصمت عن القرآن والصحابة ويعتمدون الروايات التاريخية - الأولون يتعللون بالقدر، والعلمانيون يقولون نحن مع العلماء والرواة الذين تدعون عصمتهم.

2- المكانة الدينية للمؤرخين:

هذا عامل خطير تحول إلى تقديس المؤرخ والراوي لأنهم علماء صالحون، وهذه مغالطة خطيرة تخلط بين صلاح الأشخاص وبين القبول بتهافت الرواية المناقضة لمنهج القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، والسنن القطعية ومناقضة للعقل، كما سنوضح القواعد المنهجية لاحقا.

3- فوضوية المتأخرين:

هذه إحدى البلايا العلمية لدى المؤرخين المتأخرين - كتاب التراجم، لقد خالفوا السابقين الذين طعنوا في الرواة ورموهم بالكذب والتدليس والتعصب لمذاهبهم، لكن المتأخرين يستعرضون طعن السابقين وينتهون إلى مخالفتهم فيوثقون الكذابين وتأتي العقلية الأكاديمية والوعظية فتقرر توثيق المتأخرين.

وهذه أربع شخصيات اشتهرت بالرفض والتعصب للروافض، وقد طعن فيها السابقون لكن المتأخرين وثقوها:
- لوط ابن مخنف الشيعي الكذاب.
- سيف بن عمر التميمي الرافضي الكذاب.
- الواقدي إخباري شيعي.
- صالح الكلبي وولده هشام رافضيان وهما حاضران في ثمانية مجلدات من تاريخ الطبري.

ما يثير القرف أن الجميع اتفقوا على أن الشخصيات الأربع كذابين في الحديث ولا كرامة لهم، لكنهم إخباريون تقبل روايتهم في التاريخ.. يا إلهي، أليس من يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم هو أكثر كذبا في التاريخ سيما إذا روى ما يؤيد مذهبه - طعنا في الصحابة وغيرهم؟ أليس سيف بن عمر هو راوي أفظع الفظائع - خالد بن الوليد يقتل مالك بن نويرة ويدخل على زوجة مالك دون عدة و700 صحابي حول الخيمة، وأسقط تبرير تسمعه يقول خالد عسكري وليس فقيها.. قبحه الله من قول، أليس الجاهلي يستبرئ الجارية و700 صحابي لا يعلمون؟

4- وجود دولة تسند الطائفية:

كان الرفض والطائفية قديما شللية وجهوية ومواقف ثقافية ولا يوجد دولة ساندة بخلاف اليوم فهناك دولة ساندة تدعي حب آل البيت وتدعي تصدير الثورة منذ 43 عاما ولديها الثروات، هذا العامل خطير، والواقع صارخ بالدمار الطائفي.

5- اليد الخارجية:

هذا العامل غير خاف علينا فالصهيومسيحية اليوم حاضرة داعمة بقوة للطائفية - صليبية جديدة والشعار دعم الأقليات.

ونحن هنا لسنا ضد التنوع ولا ضد التمذهب أيا كان، فالتنوع سنة كونية: "ولا يزالون مختلفين".. ولكن نحن ضد التطييف الساعي للتسلط على غالبية ساحقة وادعاء الحق الإلهي السلالي العنصري في الحكم وفي سبيل هذه الطاغوتية الإبليسية يفتك بالأمة قتلا وتنكيلا وسجنا وتشريدا وتخريبا وإفسادا وإهلاكا للحرث والنسل.

6- طاحونة الإعلام:

قديما كانت الفكرة الطائفية نخبوية، بخلاف اليوم فالوسائط الإعلامية أولا، ومصادر فقدان المناعة الفكرية على الشبكة العنكبوتية سهلة للجميع.

وعليه، فهذه العوامل عموما والثلاثة الأخيرة خصوصا لهم دور كبير في دعم وإسناد وتحريك الطائفية.

المحور الثالث، النتيجة:

1- اهتزاز الشخصية السنية، ذلك أنها تقف حائرة أمام المد الطائفي المتعصب وبين مصادر تثقيفها فهي تعتقد شيئا ولكنها تصطدم بواقع مختلف.

وعليكم النظر إزاء اعتلال فقدان المناعة الفكرية والثقافية، هل ننتظر عافية.

2- ارتباك العقل العامي: العقل العامي والواعظ على السواء يسمعان السلالية وهي تستشهد لدعواها وطعنها في الصحابة وأمهات المؤمنين، وتتبجح بالإحالة إلى كتب السنة وكتب التاريخ، وبالتالي تتميع ثقافة غالبية العامة ولا غرابة فالمقياس هو المرجعية الأكاديمية والوعظية.

3- الخلاصة، العقلية السنية غارقة في الروايات التاريخية مستندة إلى مصادر الاعتلال والسبب غياب المنهجية العلمية.

المحور الرابع، المنهجية هي الحل والعلاج:

1- التفريق بين الروايات التاريخية، وروايات السنة النبوية الصحيحة.

2- ليس كل ما صح سنده صح متنه - معناه. وهذه القاعدة المنهجية الصارمة متفق عليها عن المحدثين والمؤرخين.

3- عدم قبول ما يخالف القرآن.

4- القيم المكونة للمجتمع.

وهذا يعني النظر في واقع المجتمع والروح القيمية التي تربى عليها المجتمع، وبالتالي الاحتكام إليها والعمل بها ورفض ما يخالفها، فالصحابة تربوا على مائدة القرآن ورباهم أعظم مربٍ عرفته البشرية - الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل نقبل الروايات الخادشة لمقام الصحابة بحجة أنها وردت في كتب الحديث أو رواها أشخاص معروفون بالتعصب والحقد ثم نعلل بكل سخافة تصديقا للروايات الإجرامية أن الصحابة مجرمين بقدر الله اللازب؟

5- محاكمة الروايات إلى سنن الاجتماع: يتفق المؤرخون جميعا على هذه القاعدة.. فهذا ابن خلدون، رحمه الله، يؤكد وجوب محاكمة الروايات وفهم التاريخ من خلال السنن الاجتماعية - العادات المطّردة قائلا: العادات والسنن خلق الله، والدين شرع الله، ولا يجوز أن شرع الله يصادم سنن الله الناظمة للاجتماع.

أيضا المؤرخ العراقي عبد الرحمن حجي، رحمه الله، يقرر هذه القاعدة حرفيا.

6- المؤرخ العملاق عماد الدين خليل يضيف قائلا: أستطيع القول إن هناك مؤرخين ورواة أوردوا روايات صحيحة السند ولكن لا يقبلها العقل والمنطق المنهجي، وإذا كنا نريد تشكيل العقل المسلم يجب علينا محاكمة الروايات التاريخية إلى السياق السنني الاجتماعي.

7- المؤرخ العراقي أكرم ضياء العمري، رحمه الله، في كتابه "عصر الخلافة الراشدة" قال: "الروايات الحسنة والمحسِّنة"، في كتب السنة التي رواها أناس صالحون أضاعت الحقائق التاريخية، أي القواعد المنهجية.

8- قاعدة حديثية تؤيد قول د. أكرم العمري: المحدثون في العصر الأول حتى منتصف القرن الهجري الثالث اتفقوا أن سند الحديث إما صحيح أو ضعيف فقط لا غير، ولكن جاء الترمذي فأدخل قاعدة جديدة هي السند "الحسن"، وهنا فتح الباب لزخة "تسونامي" عصفت بالمنهج الصحيح للسنة والتاريخ، وهذا هو معنى قول العمري.
فهل يعقل أن نترك المنهج القرآني "فتبينوا" ونستسلم لاجتهاد بشر يخطئ ويصيب؟ الجدير ذكره أن العمري ذكر مقولته وسط سياق من العبارات الحاملة للاستحياء.

9- محاكمة الرواية إلى سياقها التاريخي الذي نشأت فيه، وهذا يعني ببساطة أن التاريخ كتبه العباسيون بأيدي الفرس بهدف تشويه بني أمية، ولكن اليد الفارسية طالت عهد الراشدين رضي الله عنهم أجمعين.

10- قياس الشاهد على الغائب.. النوازع والرواسب أصيلة في النفس البشرية سيما المتعصبة، فهي تخدم مذهبها بطرق متعددة، وفي ذات الوقت تتحلى بعدم التعصب.. نعم تتظاهر بحب أصحاب المذهب وتدعي أنها لا تتعصب والواقع زاخر بالأمثلة في عصر الإعلام ولكن هيهات تجد شاهد عيان فكذلك التاريخ لا يوجد شهود عيان.

الغريب أن العقل السني واضع المنهج الحديثي الصارم تجده يرتكس بكل بساطة بدعوى الأمانة قائلا: "فلان متشيع وليس شيعيا".. يعني يحب آل البيت ولا يكره الصحابة.

والجواب على هذه الدعوى الفجة يجب علينا النظر في "متن الرواية" تخدم من؟ وهذا يلتقي مع الروايات الحسنة التي حجبت حقائق التاريخ.

شاهد علمي في قاعدة:

معركة صفين بين علي ومعاوية إليكم تفكيكها:

- رواها 16 شخصا كلهم مجهولون.. ثانيا شيعة، كوفيون.. وثالثا لم يكونوا شهود عيان.

- راوها أربعة من التابعين.. تاريخ ميلادهم بعد قصة المعركة بين 13 عاما، و20 عاما.

- لم يروها أي واحد من خيرة الصحابة - أصحاب علي ولا أصحاب معاوية.

- المؤرخ العراقي صالح العلي، أستاذ المؤرخ عماد خليل، روى عنه عماد خليل القاعدة التالية: الروايات التاريخية عن صفين رواها أهل العراق فقط، ولا وجود لها في كتب أهل الشام أبدا.

وهذا يعني أنها كذبة وضعها الشيعة.. إذ كيف معركة بهذا الحجم ودعوى قتل 70 ألفا ولا وجود لها عند أهل الشام ولا يوجد اسم واحد شهيد، ومع ذلك تجد الأدب العربي مليئا بالشعر بين علي ومعاوية وبين الصحابة وأبنائهم، بل هناك كذاب شيعي هو نصر بن مزاحم لديه مجلد كبير ضمنه شعر صفين كذبا وزورا.

قصة التحكيم:

هذه [الخرطة] الكبرى ألصقت التشويه بصحابيين جليلين هما عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، وقد نسفها الفقيه المالكي ابن العربي المعافري رحمه الله.

تشويه الخليفة الثالث:

كل الدعاوى التي شوهت الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه، دحضها الفقيه ابن العربي بكل منهجية وعلمية، ومع ذلك للأسف نجد معممين يقولون: أجمع الصحابة على تضليل معاوية وأصحابه.. انظروا بربكم: أجمع الصحابة؟ هل الصحابة أجمعوا على تضليل أنفسهم بأنهم بغاة.

- شهادة من عملاق المؤرخين:

الخطيب البغدادي قرر حرفيا وجزم بها قائلا: "لم يكن مع علي بن أبي طالب سوى عمار".. أرأيتم؟ ومع ذلك تسمع معمما يعبد الروايات يقول: أجمع الصحابة... إلخ لغثاء.

الشاعر المعري لم يكن ملحدا:

هذه شهادة للكاتب المعاصر الأديب المصري محمود شاكر رحمه الله، قرر في كتابه "أباطيل وأسمار" براءة الشاعر المعري، حيث قام بتتبع منهجي علمي صارم في 29 صفحة من القطع الكبير استعرض فيها أساتذة المعري وطلاب المعري وجلساء المعري وأقرانه وخصومه، ولم يجد أحدا ذكر أو نسب بيتا شعريا فيها إلحاد، وقد بلغت نسبة جيل المعري ومن لحقه بين 54% و70%، وبقية النسبة ليس لهم رأي لا سلب ولا إيجاب.

والخلاصة أن ما نسب إلى المعري من الإلحاد هم خبثاء متأخرون جدا بسبب موقفه من السلالية، ولا غرابة.

النتيجة والآثار:

- العقل السني يعيش فقدان المناعة الفكرية بامتياز.

- علماء السلف محدثين ومؤرخين قدماء ومعاصرين قرروا منهجا علميا صارما لفهم التاريخ وإعادة كتابته، لكن هذا المنهج مغيب تماما.

- العقل السني غارق في الروايات، وبالتالي ها هو يعاني اهتزازا وقلقا وارتباكا وثقافة سائلة سطحية هشة وعقلية تبريرية ضحلة تصادم منهجية القرآن وسننه وقيمه.

- الحل هو إعادة تشكيل العقل المسلم من خلال إبراز المنهج لفهم الروايات التاريخية وتفعيل المنهج في سبيل إصلاح التفكير وتجفيف منابع الاعتلال المناعي وأسوتنا النموذج طوفان الأقصى.

أكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء في الحلقة التالية - ملامح ومعالم منهجية المشروع الحضاري.
التحالف الوطني للأحزاب يهنئ بعيد الاستقلال 30 نوفمبر

الإصلاح نت - متابعات

رفع التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية التهنئة التهاني إلى فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين للاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر.
وقال التحالف في بيان له، اليوم الخميس، إن عظمة هذا اليوم يأتي من أنه اليوم الذي توج فيه انتصار ثورة الرابع عشر من اكتوبر وانجازاتها الباهرة بتحرير جنوب اليمن ورحيل اخر جندي بريطاني، كما كان محطة من محطات نضال شعبنا نحو تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية المجيدة، وتوجهها الوطني المضاد للاستعمار وتوجهاته التمزيقية، والسير نحو الهدف الأسمى بتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً.
وهنأ التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية جماهير الشعب اليمني وقيادته السياسية بهذه المناسبة.
وجدد التحالف الوطني، التوجه بتحايا العرفان لكل مناضلي الحركة الوطنية، مجددا العهد بالمضي على دربهم في الانتصار لقضيتنا وهويتنا الوطنية والدفاع عن المكتسبات المتحققة.
ولفت إلى أن الاحتفالات المتجددة بأعياد الثورة اليمنية تعيدنا للحظات الفرح التي تفتح نسائمها في نفوسنا مشاعل الامل المتجذر بمدى الوعي الوطني المؤمن بقيم الحرية والعدالة التي بموجبها سيفرض الشعب اليمني طريقه لحسم معركته الوطنية في وجه الانقلاب باستعادة دولته وهزيمة مليشيا الارهاب الحوثي، التي ستبقى مصدر خطر حقيقي على سلامة اليمن ووحدته وسيادته بفعل سيطرتها الانقلابية وبحكم وجهتها الطائفية ونزعتها العرقية وبكونها اداة خالصة من ادوات إيران للتمدد في المنطقة وفرض مصالحها على العالم وهذا ما بات حقيقة واضحة للعيان.
وجدد التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، التأكيد على أن تغييب المكونات الوطنية عن المشاركة في صنع التوافقات لا يمكن ان يفضي الى تحقيق سلام حقيقي ومستدام، وان اي جهود اقليمية او دولية او اممية لا ترتكز على مشاركة القوى الوطنية الحقيقية المعبرة عن الكتلة الشعبية، لن تنجح وستهدر المزيد من الفرص التي يجب التنبيه بان ضياعها سيجلب مزيداً من المآسي على شعبنا وعلى الاقليم وعلى الامن العالمي.
وأكد إن أي مفاوضات لن يكتب لها النجاح ما لم تكن مستندة إلى أهم مرتكزات الحل السلمي الذي يحفظ المركز القانوني للدولة، وإن أي سلام لن يكون شاملاً وعادلاً ومستداماً ما لم يكن وفق المرجعيات الثلاث، الوطنية المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والإقليمية المتمثلة في المبادرة الخليجية، والدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216، وذلك من أجل المصلحة الوطنية العليا والجامعة، دون التفريط بالثوابت والمكتسبات الوطنية.
كما جدد التحالف بهذه المناسبة التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومطالبته للأنظمة العربية بتعزيز عملها مع الدول الإسلامية والدول الداعمة والمتضامنة مع القضية الفلسطينية واستخدام وسائل تأثير أكثر جدوى لأجل وقف استمرار الجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين واجبار العدو الاسرائيلي لوقف إطلاق النار بشكل فوري وانهاء الحصار وادخال المساعدات بشكل عاجل.
ودعا التحالف كافة الشعوب العربية والاحزاب والمكونات السياسية والنقابات والجمعيات والمنظمات المدنية إلى بذل المزيد من الحراك في مختلف المستويات الشعبية والرسمية لدعم إخواننا الفلسطينيين وكسر الحصار عليهم والضغط على السلطات الرسمية للعمل بوتيرة اعلى لإنقاذ شعبنا الفلسطيني.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10800
تصفيات جسدية وتعذيب وحشي.. زنازين الحوثيين إرهاب ومسالخ للموت

الاصلاح نت- خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10801
لا تزال المئات من زنازين مليشيا الحوثيين مليئة بالآلاف من المختطفين الذين تم اختطافهم من قبل عناصر المليشيا، مضى على بعضهم قرابة تسع سنوات أي منذ تاريخ اجتياح المليشيا الحوثية للعاصمة صنعاء وانقلابها على حكومة التوافق والإجماع الوطني في العام 2014، ولا تزال المليشيا الحوثية مصرة على إبقاء هذا العدد الكبير من المختطفين في زنازينها رغم العديد من المناشدات ورغم جولات متعددة من المفاوضات المتعثرة بشأن الأسرى، ورغم التعذيب والمعاناة والظروف القاسية التي يمر بها المختطفون، حيث تحرص المليشيا الانقلابية على إبقاء الملف كما هو حاملا صبغة المعاناة، ليكون وسيلة فاعلة للابتزاز والضغط، وورقة سياسية رابحة لقادة المليشيا.

طبيعة إجرامية

ومنذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي باشرت المليشيا الحوثية حملة اعتقالات واسعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي أحكمت سيطرتها عليها طالت العديد من المواطنين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم بدون أي تهمة تذكر عدا كونهم من غير المنتمين للمليشيا، حيث شملت تلك الموجة من الاختطافات عسكريين ومدنيين، رجالا ونساء، سياسيين وأطباء وطلاب جامعات وصحفيين ومحامين وعمالا وغيرهم ممن يُتهمون بالانتماء لغير المليشيا السلالية، ليكونوا عرضة للملاحقة وتغييبهم في الزنازين.

ووفقا لإحصاءات حكومية فإن مليشيا الحوثي اختطفت وأخفت قسرا الآلاف من المواطنين منذ اجتياحها صنعاء وحتى 2018 فقط، حيث ذكرت أن أكثر من 15 ألف مختطف تم تغييبهم في السجون، بالإضافة إلى الآلاف الذين تم اختطافهم بعد هذا التاريخ.

وعلى الرغم من الاعتقالات التعسفية التي تنفذها المليشيا الحوثية بحق الآلاف من المواطنين بتهم كيدية، ودون أي مستند قضائي، أو مبرر قانوني، إلا أن المليشيا لم تراع أي اعتبارات دينية أو أخلاقية أو قانونية في التعامل مع الأسرى والمختطفين في سجونها المعلنة والسرية، بل فقد ضربت بكل المواثيق والقوانين والأعراف المعتبرة عرض الحائط، وتعاملت بوحشية مفرطة مع الجميع بلا استثناء، حيث برزت طبيعة هذه المليشيا الإرهابية وتركيبتها الإجرامية التي تنظر إلى كل مخالف لتوجهها وسياستها بأنه مخلوق يستحق الفناء، متجاوزة كل المنظمات الإرهابية في القسوة والوحشية.

تعذيب حتى الموت

ولم يقتصر الإجرام الحوثي تجاه الأسرى والمختطفين على الاختطافات التعسفية وتوزيع التهم الكيدية والمحاكمات الصورية، والأحكام الجائرة والإهمال المتعمد بكل أصنافه الذي يتعرض له السجناء في تلك الزنازين، بل مارست المليشيا الحوثية معهم كل صنوف العذاب والإرهاب، والذي أفضى في الكثير من الحالات إلى الموت.

وقد كشف بلاغ صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، نشر في نوفمبر من العام الجاري 2023، عن رصد أكثر من 1700 حالة تعذيب تعرض لها معتقلون داخل سجون مليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية.

وتقول الشبكة اليمنية في بلاغها إن فرق الرصد التابعة لها تمكنت من توثيق أكثر من 1716 حالة تعذيب لمختطفين داخل معتقلات مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، مؤكدة أن أكثر من 421 شخصاً قتلوا جراء التعذيب الذي تعرضوا له أثناء فترة الاحتجاز.

وتشير الشبكة إلى أنها رصدت مؤخرا وفاة جندي في الجيش اليمني يدعى محمد أحمد وهبان (21 عاما) من أبناء محافظة عمران، داخل السجن بطريقة غامضة، حيث تم العثور عليه مشنوقا داخل الزنزانة بالسجن الحربي في صنعاء بعد 3 أعوام من احتجازه، موضحة أن هذه الجريمة جاءت بعد عام واحد فقط من إصدار المحكمة العسكرية الابتدائية التابعة للمليشيا الحوثية حكماً في 15 أغسطس 2022، يقضي بإعدام الجندي وهبان تعزيراً رمياً بالرصاص.

حالات وفاة غامضة

وتعد حالة الوفاة هذه جراء التعذيب هي الثالثة خلال شهر واحد فقط، حيث تكررت حالات مشابهة لسجناء قضوا تحت التعذيب الوحشي والمعاملة القاسية التي يتلقاها السجناء داخل الزنازين الحوثية، فقد سبقتها حالة وفاة أخرى في أحد السجون الحوثية اتسمت بنفس الغموض.

ففي 8 نوفمبر من نفس الشهر توفي المختطف عزالدين صالح محمد الحبجي (28 عاما) في أحد سجون المليشيا الإرهابية.

وتفيد مصادر إعلامية بأن السجين الحبجي وهو من أبناء محافظة البيضاء توفي داخل سجن الأمن المركزي الذي كان يحتجز فيه والذي يشرف عليه القيادي الحوثي المدعو عبد القادر المرتضى، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الأسرى التابعة للمليشيا الحوثية.

وبحسب المصادر فقد جرى نقل جثمان المختطف إلى مستشفى القدس في العاصمة صنعاء لاستخراج تقرير طبي يفيد بأن أسباب الوفاة كانت طبيعية، في محاولة من الحوثيين للتنصل من الجريمة التي ارتكبتها عناصرهم، بالرغم من وجود آثار للتعذيب الوحشي ظاهرة في جسده.
وفي 25 نوفمبر توفي الجندي الأسير "حسن علي البتينة"، البالغ من العمر 26 عامًا، وهو أحد أبناء محافظة ريمة، وأحد منتسبي قوات المنطقة العسكرية السابعة، والذي تم أسره في جبهة ماس غرب مأرب بتاريخ 11 نوفمبر 2020، حيث توفي نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له في سجون الحوثيين بصنعاء.

حالات متعددة للوفاة

وتختلف حالات الوفاة جراء التعذيب في سجون المليشيا الحوثية من سجين لآخر بحسب حجم التعذيب ونوعيته، فكما يتم الإعلان عن وفاة العديد من السجناء داخل الزنازين فإن هناك حالات أخرى من السجناء تم الإعلان عن وفاتهم بعد خروجهم بأيام قلائل من السجون الحوثية وهم في حالة صحية سيئة، فقد تم توثيق العديد من الحالات التي قضت نتيجة التعذيب الشديد على أيدي عناصر المليشيا بعد أيام فقط من الإفراج عنهم.

ويقول شقيق أحد الضحايا الذين تُوفوا عقب خروجهم من معتقل الحوثيين إن مليشيا الحوثي اختطفت شقيقه وغيبته في سجن الصالح بتعز مطلع عام 2022 لمدة شهر، بتهمة امتلاكه رقما عسكريا في الجيش اليمني، على الرغم من أنه لم يكن مزاولا لهذا العمل، بل كان يعمل محاسباً في إحدى الشركات بمناطق خاضعة للحوثيين، وفقا لرواية أخيه.

ويضيف أن شقيقه "تعرّض في السجن لتعذيب جسدي ونفسي شديد، وبعد أيام من الإفراج عنه تعرّض لحالة تسمى بالانفجار الرئوي، ناتجة عن المجهود والخوف، ليتوفى في 2 مارس 2022".

وفي يونيو من العام الماضي 2022، توفي مختطف سابق بعد خروجه بأيام قليلة من سجون المليشيا الحوثية في محافظة عمران شمال صنعاء.

وتفيد المصادر بأن المواطن "حسين قاسم زايد" أحد أبناء المحافظة توفي بعد أيام من إطلاق سراحه من سجون المليشيا.

وأكدت أن المواطن "حسين قاسم" بقي في السجون الحوثية لأكثر من ثلاث سنوات من اختطافه وتعرض لصنوف من التعذيب، مشيرة إلى أن سلطة المليشيا كانت قد أصدرت بحق الضحية حكماً بالإعدام، إلا أنها أطلقت سراحه بعد تدهور حالته الصحية جراء التعذيب ومنعه من العلاج.

هذه الحادثة سبقتها حالات أخرى بنفس المحافظة خلال فترة قصيرة، حيث عُثر على جثة الحاج "حزام بن علي القشيري" (مُسن) في بئر ماء قديمة، عقب خروجه بأيام من أحد سجون الحوثيين، وذلك بعد أقل من شهر على وفاة الشاب "يحيى ناصر أبو سراج"، وهو شاب عشريني بعد يوم واحد من خروجه من ذات السجن.

إرهاب طال المنظمات

وفي أكتوبر الماضي، أّعلن عن وفاة هشام الحكيمي، أحد موظفي منظمة رعاية الأطفال، في سجن تابع لمليشيا الحوثي بصنعاء، بعد اختطافه من قبل ما يسمى جهاز المخابرات التابع للحوثيين في 9 سبتمبر 2023، وتغييبه لمدة 55 يوما دون أن يعرف أحد عن ظروف الاختفاء وما يتعرض له من تعذيب، حتى أعلمت قيادة الحوثيين أسرته بعد ذلك باستلام جثته.

وبحسب مصادر حقوقية في صنعاء فإن هشام تعرض للتعذيب الشديد من أجهزة مخابرات الحوثي، ولم تسمح مليشيا الحوثي لأحد بالتواصل معه أثناء عملية الاختفاء، التي رافقها تعذيب وحشي أفضى إلى وفاته.

وقد طالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، بسرعة كشف التفاصيل عن مقتل هشام الحكيمي الموظف في منظمة رعاية الأطفال الدولية باليمن.

وقال المركز في بيان أصدره في 28 نوفمبر إن كشف تفاصيل الحقيقة ومعاقبة مرتكبي جريمة القتل بحق موظف في منظمة إنسانية هي أقل ما يمكن عمله من قبل الجهات المسؤولة في صنعاء، مؤكدا أن ما حدث للحكيمي يعد جريمة ضد الإنسانية يجب أن يقف أمامها اليمنيون والمجتمع الدولي بجدية، ومتابعة مرتكبي هذه الجريمة التي لم تكن عملاً فردياً أو حادثة فردية عابرة، بل هي ضمن منهج متبع لدى المليشيا الحوثية في صنعاء والتي تمارس انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان تجاه مختلف النشطاء والإعلاميين وموظفي المنظمات الإنسانية والحقوقية.

حالات متزايدة للوفاة

وبحسب وكيل وزارة حقوق الإنسان المهندس نبيل عبد الحفيظ، فإن تزايد وفاة العديد من الأسرى والمختطفين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي تعود إلى أسباب عدة، منها: الأساليب الوحشية المستخدمة من قبل المليشيا، ومحاولة إثارة ثقافة الخوف من خلال المعلومات المتواردة حول ما يحدث في السجون والأقبية، معتبرا أن ذلك "أيضاً أسلوب من أساليب الضغط في إطار التفاوض حول الصراع في اليمن".

ويقول عبد الحفيظ إنه "يصعب حصر عدد الأسرى والمختطفين في سجون الحوثيين حالياً، لأن هناك عمليات خطف مستمرة، وأن من يُعتقلون ليسوا أسرى حرب، ونسبة أكثر من 70 في المئة منهم يعتبرون بمثابة مختطفين، وأناس عاديين اعتُقلوا من الشوارع ومن بيوتهم وأماكن عملهم".

وطبقا لتقارير حقوقية وروايات لمختطفين وشهادات لأهالي مختطفين، فإن العديد من المعلومات عن أساليب التعذيب الوحشية التي تمارسها المليشيا الحوثية في سجونها بحق المختطفين بدون استثناء.
وتقول إن من بين أساليب التعذيب ما يعرف بـ"الشواية" وتتمثل بربط اليدين والقدمين بشدة وإدخال عصا تمتد بين اليدين والقدمين ويكون الجسد معلقا إلى الأسفل، ويتم إشعال النار في "البوتغاز" -الذي يُطهى به الطعام- وتُترك لفترة طويلة ثم يطفئها السجان ويأتى بالمختطف وهو معصوب العينين ومربوط اليدين ويُجبر على الجلوس عليه وهو شديد السخونة.

أساليب وحشية

وتذكر روايات أخرى أساليب مرعبة من التعذيب في سجون مليشيا الحوثي وثقتها شهادات بعض المختطفين الذين عاشوا تجربة الاعتقال، تنوعت ما بين الصعق الكهربائي ونزع الأظافر والكي بالنار والضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية.

وبحسب تلك الروايات فإن الحوثيين كانوا يكبلون أيدي المعتقلين وأرجلهم ويضربونهم بوحشية في وجوههم ورؤوسهم ومؤخراتهم، مشيرة إلى أن عددا من المختطفين كانوا ينزفون ويتقيؤون دما، ولم يتلقوا العلاج، في حين يموت البعض تحت وطأة التعذيب.

ويروي الصحفي محمد الواشعي أنه تعرض للضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية حتى أغمي عليه أكثر من مرة، وأن قدمه وساقه اليمنى كسرتا من شدة الضرب والتعذيب، مشيرا إلى أنه شاهد خلال فترة وجوده في السجن عشرات المختطفين تعرضت أجسادهم للكي بالنار.

ويضيف الواشعي أن الحوثيين مارسوا بحقه مختلف صنوف التعذيب النفسي والجسدي، غير أن أنواعا من التعذيب النفسي التي تعرض لها في السجن كان وقعها عليه أشد وأقوى من الجسدي، مبينا أنه كان يشعر بالموت كل لحظة، مشيرا إلى أن الحوثيين كانوا ينقلونه أثناء الليل بعيدا خارج المعتقل بعد تقييده وتغطية عينيه وإيهامه أنهم بصدد إعدامه، وكانوا يشهرون أسلحتهم ويضعون فوهات بنادقهم فوق رأسه، في حين يقوم آخرون بإطلاق النار في الهواء إمعانا في إرهابه، مردفا بالقول إنهم كانوا يقولون له أنت الآن في المكان الذي قتل فيه زميلاك قابل والعيزري، وستموت كما ماتا هنا تحت القصف، في إشارة منهم إلى الصحفيّين عبد الله قابل ويوسف العيزري، اللذين قتلا على أيدي عناصر المليشيا.

أرقام مخيفة

ووفقا لتقارير حقوقية نشرت في وقت سابق، فقد قُتل بسبب التعذيب (293) معتقلاً مدنياً، و(147) تمّت تصفيتهم داخل السجون، و(282) توفوا بسبب الإهمال في السجون، و(92) قضوا بنوبات قلبية بعد حرمانهم من وصول العلاج اللازم لهم.

كما أصيب (52) معتقلاً بفشل كلوي وشلل كُلِّي أو نصفي نتيجة التعذيب والإهمال، فيما توفي أكثر من (98) معتقلاً بعد خروجهم من سجون مليشيا الحوثي بأيام قليلة. وتذكر التقارير أنّ مليشيا الحوثيين قامت بإخضاع نحو (4012) معتقلاً ومختطفاً للتعذيب النفسي والجسدي، منهم (463) حالة تم اتخاذهم دروعاً بشرية.

وقد أشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، في أكتوبر الماضي، إلى أن "وزارة حقوق الإنسان رصدت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي 1635 حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات المليشيا الحوثية".

ولفت إلى أن منظمات حقوقية وثّقت "قيام المليشيا بارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحق 2406 من المدنيين في معتقلات المليشيا غير القانونية، يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية".

ويضيف وزير والإعلام أن التقارير الحقوقية كشفت أن "مليشيا الحوثيين تدير نحو 641 سجناً، منها 237 سجناً رسمياً سيطرت عليها، و128 سجناً سرياً استحدثتها بعد الانقلاب (2014)، كما أن 32 مختطفاً تعرّضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت 79 حالة وفاة للمختطفين 31 حالة وفاة لمختطفين بنوبات قلبية، بسبب الإهمال الطبي ورفض إسعافهم إلى المستشفيات".
العديني: الاستقلال وضع ملامح عهد جديد على انقاض عهد معادٍ للهوية اليمنية

الإصلاح نت - متابعة خاصة

قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، إن الاستقلال فعل ثوري مجيد، يستمد عظمته من كونه وضع ملامح عهد جديد على أنقاض عهد استعماري.
وأوضح العديني في تدوينة على منصة (x)، إن ذلك العهد الاستعماري اتسم بالعدائية للهوية اليمنية، وعمل جاهدا على تقويض ركائزها، والحيلولة دون قيام دولة الوطنية.
وحيا نائب رئيس إعلامية الإصلاح، الذين انجزوا وعد الثورة، مترحما على كل الشهداء.
ويحتفل الشعب اليمني في ٣٠ من نوفمبر بذكرى الاستقلال وجلاء الاستعمار من المحافظات الجنوبية، بعد ٤ سنوات من اتقاد ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة.
كما تأتي هذه المناسبة الوطنية متزامنة مع ذكرى توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في ٣٠ نوفمبر ١٩٨٩.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10802
التوحيد السببي (دراسة مقاصدية)

(الحلقة الخامسة: بناء التفكير النهضوي.. منطلقاته، مقوماته، مساراته)

الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10803
مقدمة: المشاريع الحضارية أولا:

خلاصة الحلقة الرابعة تفعيل المنهج العلمي والمقصد هو: إصلاح وعينا الفكري وحماية هويتنا العقدية والثقافية والتاريخية والحضارية من الخطر الطائفي التدميري، غير أن الوقوف عند هذا المقصد هو الهدف المنشود للقوى المتربصة. إذن، يجب -ضرورة وفريضة- توجيه أنظارنا صوب المستقبل والتفكير بوضع ملامح أو معالم خارطة تكون بمثابة أرضية ينطلق منها تفكير الأجيال بل وتضيف إليها أفكارا جديدة مواكبة تخدم نهوض أمتنا الحضاري.

ومن نافلة القول إن الكتابات كثيرة جدا طيلة 7 عقود التي ناشدت ولا زالت تطالب بكتابة مشروع نهضوي حضاري عربي، غير أن جميع الذين انتقدوا عجز العقلية العربية وقفوا عند الانتقاد فقط.

وفي حدود علمي لا يوجد من قدم محاولة في هذا الصدد عدا المفكر حسن الترابي، رحمه الله، سمعت أنه كتب ولكن للأسف لم أعثر على مشروعه.

وحتى لا يصدق فينا المثل القائل "كلكم يبكي فمن سرق المصحف"، فقد اجتهدت -حسب فهمي وقدراتي وإمكاناتي- إخراج هذه السطور علما أن أغلبها اقتباسات أعدت توظيفها من خلال اجتراح عناوين مع إضافة فقرات قليلة.. باستثناء المحور الأخير فقد جمعت القليل من مفرداته واستلهمت تركيب وبلورة مواده من خلال قراءاتي العامة والمتعلقة بالموضوع.

أملي أن أكون قد فتحت نافذة تسمح بوصول بصيص الضوء إلى المفكرين والكتاب الأكثر بصيرة وقدرة وممارسة.

الأمر الأخير في هذه المقدمة التنويه إلى أن عملي هذا لا يتعدى حدود بناء التفكير النهضوي انطلاقا من نصوص القرآن واستلهاما لها والفكر الإسلامي.

كما لا أدعي أني استوعبت كل مجالات المشروع فضلا عن التفاصيل، فإلى صلب الموضوع.

المحور الأول، منطلقات بناء التفكير النهضوي:

انطلاقا من المفهوم القائل لكل أمة ثقافتها، فإنني سأنطلق من مقاصد الخلق كما حددها القرآن المجيد، فمن المعلوم أن مقاصد الخلق ثلاثة، أولها التوحيد، قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".. وثانيها عمارة الأرض، قال تعالى: "أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".. وثالثها التزكية، قال تعالى: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم".

وبما أن العنوان العام لهذه الحلقات هو التوحيد السببي، فإنني سأبدأ بأعظم سبب وهو السبب الذي بدأ الله به وجعله طريقا إلى التوحيد، قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله".. هذا من جهة، كما أن هذا العلم سبب يتم الوصول بواسطته إلى كل الأسباب المعنوية والمادية من جهة ثانية، كما أن التوحيد هو الأساس الذي تنطلق منه كل المقاصد التشريعية، إذن:

1- العلم هو أول منطلقات بناء التفكير الحضاري، ذلك أننا بفضل العلم المتمثل في نصوص القرآن عرفنا أن الأخذ بالأسباب جزء لا يخرج عن التوحيد، قال تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق • خلق الإنسان من علق • اقرأ وربك الأكرم • الذي علم بالقلم • علم الإنسان ما لم يعلم".

وتأكيدا من العليم الخبير على مكانة العلم في النهوض الحضاري، نجد أن الله قد أقسم بالقلم أولا، بل وسمى سورته "سورة القلم"، قال تعالى: "ن والقلم وما يسطرون".

2- أدلة التوحيد السببي: الأدلة كثيرة بالحرف والدلالة، ويكفينا أن القرآن سبب في هدايتنا، والرسول صلى الله عليه وسلم سبب في هدايتنا، وفوق ذلك فقد أعطانا القرآن مصطلحا جامعا اكتنزت فيه كل الأسباب، والمصطلح هو مبدأ التسخير: "وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة".

3- العلم المادي: المقصود هنا العلم التجريبي المتصل بمجال الكون - ميدان الحياة الطبيعية نجد أن القرآن قد دلنا حرفيا -تحت مصطلح النظر- والمقصود بالنظر البحث العلمي التجريبي المحسوس، فمصطلح النظر متعارف عليه لغة واصطلاحا وأصوليا وماديا أنه البحث والتأمل والتجربة... إلخ. ونصوص القرآن كثيرة حرفيا ودلاليا، نكتفي بما يلي:

قال تعالى: "فلينظر الإنسان إلى طعامه • أنا صببنا الماء صبا • ثم شققنا الأرض شقا • فأنبتنا فيها حبا • وعنبا وقضبا"... إلخ.

وقال تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت • وإلى السماء كيف رفعت".. والاستفهام الإنكاري في هذا النص يدل أن المقصود هو النظر العلمي المادي المحسوس حيث تدرج به من الأقرب إلى الأبعد، والهدف هو الوصول إلى الدليل على وجود الخالق العظيم، قال تعالى: "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون".
الجدير ذكره أن النصوص الداعية إلى النظر دلت على البحث العلمي ودلت على التوحيد السببي ودلت أن العقل صنو العلم، ودلت على الإيمان، ووصلت بين الإيمان والقيم العلمية.

4- العلم بقوانين حركة التاريخ:

القرآن هدانا إلى قوانين حركة التاريخ نذكر منها أربعة قوانين مضطردة لا تتغير ولا تتبدل وهي: قانون التناقص: "ننقصها من أطرافها".. وقانون التداول: "وتلك الأيام نداولها بين الناس".. وقانون التغاير أي الاختلاف: "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
وقانون التدافع" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"

نأخذ قانون التداول فيه دلالتان - أنه قانون حتمي مفاده: لا يمكن لأي دولة تمتلك القوة تقول نحن لن تنهار حضارتنا، فالانهيار حتمي، فكم من الإمبراطوريات التي انهارت عبر التاريخ - السوفييت نموذج وقبله بريطانيا، وقبلها الدولة العثمانية، وها هو الكيان الغاصب لأولى القبلتين ملأ الدنيا ضجيجا أنه الأقوى، غير أن انكساراته بدأت.

- الدلالة الثانية مفادها: بما أن التداول حتمي بين الناس فهذا يعني أن من يمتلك مشروعا صحيحا وفق خطة مزمّنة ممرحلة فإنه قادر على لمح واقع المتغيرات أولا، وثانيا أنه قادر على التقاط الفرصة، بخلاف من لا يمتلك المشروع فهيهات.

المحور الثاني، شبكة شروط الخلاص الجماعي:

هذه الشبكة تضمنت 10 شروط اقتبستها حرفيا من المؤرخ د. عماد الدين خليل بتصرف طفيف.. أيضا د. عماد سماها شبكة الشروط الحضارية، ولا أخالفه، ولكنها تتضمن دلالة إضافية أقرب إلى عنوان الموضوع كوننا نعاني من تدين موروث رسخ مفاهيم مشوهة قتلت مقاصد التدين وهي الخلاص الجماعي.

وهذا المقصد يعتبر أحد مسارات بناء التفكير النهضوي كما هو معلوم في علم الاجتماع، وهنا نلتقي مع كلام د. عماد.

الجدير ذكره أن شبكة الشروط تنقسم إلى قسمين:
الأول الشروط الكبرى للتدين الجماعي، والقسم الثاني شروط جزئية، وكلا القسمين للدكتور عماد، فإلى الشروط الكبرى:

1- التوحيد في مواجهة الشرك.

2- العلم والمعرفة في مواجهة الأمية والظن والهوى والجهل والخرافة.

3- الدولة في مواجهة القبيلة.

4- الأمة في مواجهة العشيرة.

5- التشريع في مواجهة الآبائية والأعراف المعوجّة.

6- الإصلاح والإعمار والنظام في مواجهة التخريب والفوضى والإفساد.

7- الأخوة الإنسانية في مواجهة العنصرية والتسيد الإبليسي.

8- المبدئية في مواجهة الشخصانية.

9- تكوين الإنسان الملتزم بالقيم الإنسانية المنبثقة من العقيدة، والمتجذرة في عمق العقيدة السمحة، في مواجهة الشخص الجاهلي المتفلت المتعشق للفوضى والتسيب وكراهية النظام.

10- مؤسسة الشورى ومنظومتها القيمية في مواجهة مشاريع الطاغوت والفردية.

المحور الثالث، الوعي بتكامل الثنائيات:

هذا القسم من الشروط ذكره د. عماد تحت عنوانين مختلفين: الأول: حضارة التصالح بين الثنائيات، والعنوان الثاني: الصراع بين الثنائيات يدمر الحضارة.

ولا خلاف حول كلام د. عماد، لكن وجهة نظري أن الحضارة الإسلامية قد دخلت عليها مفاهيم لا صلة لها بحضارة الإسلام، وكانت النتيجة والآثار هي ما نعانيه اليوم من تخلف فكري وثقافي انعكس سلبا على الوعي بأهمية مقصد التوازن والتكامل بين الثنائيات، فاضطربت حياتنا بعد انسجام وتناغم، الأمر الذي يعني أن منظومة بناء التفكير النهضوي يجب أن تكون هذه الثنائيات إحدى مكوناته، وقد تمثلت الثنائيات فيما يلي:
- التوازن بين الوحي والوجود.
- الإيمان والعقل، الظاهر والباطن.
- المادة والروح.
- القدر والاختيار.
- الضرورة والجمال.
- الطبيعة والغيب.
- التراب والحركة.
- المنفعة والقيم، الفردية والجماعية، العدل والحرية.
- اليقين والتجربة، الوحدة والتنوع، الإشباع والتزهد.
- المتعة والانضباط، الثبات والتطور، الدنيا والآخرة، الأرض والسماء، الفناء والخلود.

لقد كان الوعي بمقاصد التوازن والتكامل تجسيدا لقول الله تعالى: "أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".
واتباعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها".

المحور الرابع، مسارات التفكير النهضوي:

للتذكير: هذه المسارات اقتبست القليل من مفرداتها من قراءاتي المختلفة ثم قمت ببلورتها وتركيبها قبل عدة سنوات ورأيت إضافتها ضمن مكونات التفكير النهضوي تحت مفهوم مسارات.

وهذه المسارات لا شك متداخلة مع المحاور السابقة وربما فيها بعض الاختلاف، فإليها:

1- العودة إلى النظام المعرفي المفتوح على الغير كما عرفته الخبرة الحضارية الإسلامية.