الإصلاح نت
1.29K subscribers
702 photos
70 videos
9 files
9.9K links
Download Telegram
الحوثيون.. بين الفشل العسكري وسياسة الأكاذيب وبث الإشاعات

الإصلاح نت-خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10006

الأخبار الزائفة تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 78 مليار دولار سنويًا، 400 مليون دولار منها يتم إنفاقها على الأخبار الكاذبة أثناء الحملات السياسية، بحسب دراسة اقتصادية حديثة.

وتشير الدراسة التي أجرتها شركة الأمن السيبراني (CHEQ) بالتعاون مع جامعة بالتيمور الأمريكية إلى أن الخسائر الاقتصادية تؤكد تزايدا كبيرا في انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة كخطر عالمي كبير يهدد المجتمعات، مما يلحق الضرر بالقطاعات الرئيسية بما في ذلك قطاعات الرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، والإعلام، والموارد المالية والسياسة.

وفي الفترة الأخيرة تزايدت نسبة الأخبار الكاذبة في اليمن لاسيما على الجانب الحوثي، فإلى جانب حرب المليشيا الحوثية التي تشنها منذ أكثر من ثماني سنوات، تخوض المليشيا حرباً نفسية لا تقل ضراوة وضررا في نسيج المجتمع اليمني عن حربها العسكرية، من خلال بث الرعب في أوساط المواطنين، ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة عبر الكثير من وسائلها المختلفة.

أضرار نفسية

وقد أجبرت مليشيا الحوثي المنظمات الدولية على إغلاق مشاريع الدعم والتأهيل النفسي في مناطق سيطرتها، خصوصا العاصمة صنعاء بذريعة "إضعاف الروح الجهادية".

وتقول مصادر إخبارية إن منظمة "هانديكاب" الدولية أغلقت في وقت سابق مشروع التأهيل النفسي في صنعاء نتيجة لضغوط مارستها مليشيا الحوثي على العاملين فى المنظمة الدولية ومنع الفريق الخاص بالمشروع من ممارسة عمله.

وقد أصدرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" المتخصصة في مجال الإعاقة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للمعوقين، تقريراً مشتركاً حول الأضرار النفسية الناجمة عن الحرب التي تسببت بها مليشيا الحوثي.

ويقول تقرير المنظمتين إنّ الحرب خلفت آثاراً نفسية مرهقة للغاية، وإنّ هناك حاجة ماسة لتقديم الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرا إلى أن فريق المنظمتين قدم الدعم النفسي لأكثر من 16000 شخص، بينما كان يتم التخطيط لتدريب أكثر من 400 عامل صحي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية ونفسية شديدة، مع ازدياد المحتاجين للدعم النفسي في صنعاء.

سياسة الصوت الواحد

وتهدف المليشيا الحوثية من خلال حربها النفسية وبث الشائعات والأخبار الكاذبة عبر كافة الأساليب الدعائية ووسائل الإعلام المختلفة إلى إضعاف صف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وكسر الروح المعنوية التي يتمتعون بها، كواحدة من أساليب المليشيا في حربها الممنهجة التي تشنها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية، بالإضافة إلى سعيها لبث الرعب في المجتمع ليسهل إحكام قبضتها على مناطق سيطرتها، وضمان عدم ظهور أي صوت مناوئ لها.

وقد عمدت المليشيا إلى تكميم الأفواه وخنق الأصوات المعارضة وملاحقة الصحفيين واختطافهم، سعيا منها إلى تطبيق سياسة الصوت الواحد، ليتسنى لها ممارسة حربها النفسية بأكبر قدر من التأثير، وهو الأمر الذي نفذته المليشيا الحوثية منذ اليوم الأول لانقلابها على إرادة الشعب، في قيامها بإغلاق مقار ومكاتب جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، المعارضة لسياستهم أو المستقلة منها، بالإضافة إلى قيامهم بحجب كل المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت سواء المعارضة لسياسة الحوثيين، أو التي لها خط مستقل وسياسة مستقلة في نقل الأخبار، ليبقى المجتمع أسيرا لما تبثه وسائل إعلامهم وأبواقهم الدعائية من معلومات كاذبة ومضللة، وحجب الحقيقة وتضليل الرأي العام.

تلفيق الأكاذيب

وفي خضم الحرب النفسية والدعائية الحوثية التي نشطت المليشيا في تكثيفها وما يندرج في إطارها من كافة أساليب الدعاية والإعلام، فقد نجحت المليشيا في تضليل فئة كبيرة من أبناء الشعب، وتمرير الكثير من الأفكار والمعلومات المغلوطة، ووجدت لها رواجا في أوساط الكثير من أبناء الشعب الذين يسوقونها في تناولاتهم وأحاديثهم، حيث يعتبر ذلك من أبرز أهداف الحرب النفسية التي يشنها الحوثيون، من أجل تشويه صورة الجيش الوطني، وإحداث شرخ في العلاقة بينه وبين الحاضنة الشعبية.

وقد عمد الحوثيون أيضا إلى إطلاق فرية أخرى وتسويقها وتخويف الناس من خلالها بأن حربهم ضد قوات التحالف إنما تأتي خوفا على الأعراض وحماية لها من انتهاكات قوات التحالف التي تتشكل من جنسيات مختلفة، في حال تم السماح لها بدخول المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

كما يروج الحوثيون من خلال إشاعاتهم وادعاءاتهم التي تبث عبر وسائل إعلامهم أنهم يشنون حربهم لاستهداف الجماعات التكفيرية والإرهابية والجماعات الداعشية كما يصفونها وتخليص أهلها من بطش الجماعات الإرهابية كما يزعمون، في حين أن ما يتحدث عنه الواقع مغاير تماما للصورة التي تحاول المليشيا الحوثية أن ترسمها في أذهان أبناء المجتمع، إذ إن ما يحدث هو وجود تحالف حقيقي قائم بين الجماعات الإرهابية المتطرفة
والحوثيين أنفسهم، وتنسيق أمني وعسكري ومخابراتي بين المتحالفين، ناهيك عن أن مختلف الجرائم التي تتم في مناطق سيطرة الحوثيين تتم بطريقة أبشع بكثير من مما يحذر منه الحوثيون.

إرهاب إلكتروني

ولم يكتف الحوثيون بنشر الأكاذيب والشائعات والترويج لها عبر آلتهم الإعلامية وأبواقهم الدعائية، بل عمدت المليشيا إلى اختراق العديد من الشبكات الإخبارية ووسائل الإعلام المختلفة وصفحات الناشطين طوال السنوات الماضية.

فقد تعرضت العديد من الشبكات الإخبارية التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاختراق المليشيا الحوثية المدعومة بجيش من خبراء التقنية والمعلومات من جنسيات إيرانية وعراقية ولبنانية وغيرها، والذين ووفقا لتقارير يديرون حرب المليشيا الرقمي والمعلوماتي والمخابراتي.

ومن بين الشبكات التي تم اختراقها شبكة الحطامي عاجل التي تأسست قبل 9 سنوات لتقديم خدمة صحفية تقدم للمشتركين في حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كانت تضم أكثر من 20 ألف مشترك من خلال اختراق الجوال الخاص بالشبكة والسيطرة على الكود الخاص بها، في سبتمبر من العام 2019.

ويتحدث مدير الشبكة الصحفي عبد الحفيظ الحطامي لـ"الإصلاح نت" عن المشكلة التي عاناها والتي تعرضت لها شبكته قبل ثلاثة أعوام، حيث يقول: "تم اختراق قناة التليجرام الخاص بالشبكة وكان بها قرابة ٢٢ ألف مشترك وذلك عبر اختراق التلفون الخاص بحساب الشبكة في التليجرام ومصادرته، وأصبحت القناة المخترقة وسيلة لنشر أخبار مفبركة تخدم الحوثيين، وتثير الكثير من الأخبار المزعجة للجيش وقيادات الشرعية وقبائل وشخصيات اجتماعية وأحزاب وطنية، في محاولة من مليشيا الحوثي لاستغلال انتشار خدمة الشبكة وتوظيفها لصالح أجنداتها".

ويضيف الحطامي: "بعد أسبوع من الاختراق تم فتح قناة جديدة في نفس الشهر وتم تأمينها بشكل جيد وعليه تم الإعلان عن اختراق القناة وتم نشر رابط القناة الجديدة واستعدنا 11 ألفا من المشنركين حتى الآن، ومن خلال متابعتنا للقناة المخترقة هبط عدد متابعها إلى أقل من 8 آلاف مشترك".

ويردف مدير الشبكة بالقول: "في نفس العام أيضا تم اختراق عدد من حساباتنا في مجموعة الواتساب بعد أن وصلنا لعدد 600 مجموعة، وتم اختراق قرابة 120 مجموعة بعد اختراق أرقام تلفونات هذه الحسابات، واستخدمت منها 10 مجموعات من قبل مليشيا الحوثي لنشر الأخبار المفبركة التي كانت تنشرها في قناة التليجرام المخترقة".

ويكشف الصحفي الحطامي أن هذه الاختراقات "سببت الكثير من المشاكل النفسية والمادية وخاصة تعرضي للاستدعاء من أكثر من طرف في الشرعية وكذا من الأجهزة الأمنية والجيش وبعض التهديدات من أطراف أخرى وكنا في كل وقت ننشر نفيا وردودا نوضح فيها ما حدث من اختراق".

وكما هو الحال مع شبكة الحطامي عاجل، فقد تعرضت أيضا شبكة "الصحوة الإخبارية" لعملية اختراق مماثلة من قبل نفس العصابة ليتم توظيف مجموعات الواتساب المنتشرة في نشر الكثير من الأخبار الكاذبة والإشاعات، بالإضافة إلى قيام المليشيا أيضا باختراق شبكة "فري بوست" الإخبارية للأهداف ذاتها وبنفس الطريقة.

فشل عسكري

وقد اعتمدت مليشيا الحوثي على مطابخ متعددة لضخ الشائعات في معركة مأرب وغيرها من المعارك التي خاضتها مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ووفقاً لخبراء فقد بدت النكهة الإيرانية حاضرة بقوة في هذا النوع من المعارك، ابتداء بتوظيف الخطاب الديني والزعم بأن ما يجري في مأرب هو جهاد ضد عملاء أمريكا وإسرائيل والكفار وفق خطاب المليشيا، وصولاً إلى استغلال مسألة أعراض النساء كطريقة مبتكرة لإثارة حمية رجال القبائل واستقطابهم للقتال في صفوفها من جهة، وتحييد رجال القبائل داخل مأرب بعدم قتالها من جهة أخرى.

وتأتي سياسة المليشيا الحوثية هذه نتيجة لصلابة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمقاتلين القبليين واستبسالهم في الدفاع عن مواقعهم، إذ اضطرت مليشيا الحوثي للجوء إلى سلاح معنوي سيجعلها على أقل تقدير في منأى من النزيف البشري الهائل والذي كلف المليشيا الحوثية الآلاف من مقاتليها الذين زجت بهم في أتون الحرب التي تشنها لمواجهة الجيش الوطني واستهداف المدنيين.

فقد كثفت مليشيا الحوثي من عملية نشر شائعاتها التي تزعم فيها أن مئات الجنود من القوات الحكومية تركوا مواقعهم في جبهات القتال في مأرب وعادوا إلى صنعاء "معلنين التوبة"، كما دأبت المليشيا على لسان عدد من قياداتها على توجيه دعوات أخرى لمن تبقى منهم بعد منحهم عفواً عاماً.

تسويق عبثي

وقد خصصت وسائل إعلام حوثية أرقام هواتف قالت إنها للتواصل مع من تطلق عليهم "المغرّر بهم"، لمغادرة مأرب التي تقول عبر إشاعاتها إن سقوطها بات وشيكا في أيديهم، حسب مزاعمها.
كما لجأت المليشيا أيضا إلى تسويق لقطات متلفزة، تعود إلى بدايات الحرب، وتحديدا في عام 2015، تظهر فيها عناصر من مليشيا الحوثي وهي على تخوم سد مأرب، لتضليل المجتمع وإيصال رسالة بأن الحوثيين وصلوا مأرب بالفعل، بينما الواقع أن محافظة مأرب تحت سيطرة القوات الحكومية، يضاف إلى ذلك إعلان رئيس استخبارات المليشيا -المدرج في قوائم الإرهاب الأمريكية والأممية- أبو علي الحاكم، في وقت سابق عن امتلاك جماعته لمئات العناصر وتوزيعها داخل محافظة مأرب، مهددا بقلب الطاولة من الداخل وتغيير الموقف، زاعما أن العناصر يقومون برصد كافة تحركات القيادات العسكرية الموالية للشرعية، لتشتيت السلطات الحكومية وإرباك تحركاتها.

وقد عمدت مليشيا الحوثي في وقت سابق إلى تسويق بيان نسبته لتنظيم "داعش" في اليمن، يزعم أن التنظيم حقق انتصارات على الحوثيين في إحدى جبهات القتال في مأرب، في محاولة وسعي منها لتشويه صورة القوات الحكومية وإظهارها كحاضنة لعناصر إرهابية من التنظيم في صفوفها، بالإصافة إلى مغازلة المجتمع الدولي وخصوصا الأمريكيين الذين يبدون اهتمامهم بهذا الملف إلى حد كبير، وإقناعهم بأن المليشيا تخوض حربا ضد التنظيمات الإرهابية، للحصول على الدعم وشرعنة عملياتها الإجرامية ضد المدنيين والحكومة الشرعية، وعززت مليشيا الحوثي هذه الشائعة ببيانات رسمية من مكتبها السياسي وتصريحات لقيادات حوثية بارزة، ليتضح بعد ذلك -وفقا لمراقبين- أن الحسابات والمواقع الرسمية التي اعتادت نشر بيانات "داعش" في اليمن خلت من أي موقف رسمي، الأمر الذي كشف عن زيف تلك الإشاعة وبرهن على أنها معلومات مضللة وغير حقيقية.

عزيمة فولاذية

واستمرار لهذا النهج نشرت وسائل إعلام حوثية في العام 2019 تصريحا للمتحدث العسكري باسم مليشيا الحوثي "يحيى سريع" يقول فيه إن خسائر الجيش السوداني في اليمن تجاوزت 8 آلاف عنصر، بينهم 4 آلاف و253 قتيلًا فيما البقية جرحى، وأن 850 عسكريًا سودانيًا قُتلوا خلال عامي 2015 و2016.

وقد قوبلت هذه التصريحات برد للمتحدث باسم الجيش السوداني نافيا هذه المزاعم، فقد وصف الأنباء التي ينشرها الحوثيون حول خسائره باليمن بأنها "ادعاءت تأتي في إطار الحرب النفسية".

ويصف المتحدث باسم الجيش السوداني العميد عامر محمد الحسن "ادعاءات الحوثيين حول خسائر القوات المسلحة بحرب اليمن بمثابة حرب نفسية ضد الجنود السودانيين المرابطين فى اليمن ومحاولة لتأليب الرأى العام السوداني".

ويضيف الحسن أن "عدد القتلى المعلن من قبل الحوثيين لا يسنده أى منطق، والجيش السوداني خاض حربًا أهلية لنحو 21 عاما ولم يفقد كل ذلك العدد من الأرواح، فكيف بحرب اليمن؟".

وأشار إلى أن المجتمع السودانى بطبعه متكافل ويستحيل مع ذلك أن يقتل كل ذلك العدد دون أن يكون له صدى فى المجتمع المحلي.

وقد وصف رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة عزيز بن صغير في وقت سابق الوضعية التي يتمتع بها الجيش بـ"العزيمة الفولاذية التي يتمتع بها أبطال الجيش وأحرار اليمن، لا شك بأنها ستتوج بالنصر الكبير ضد العصابة الكهنوتية، وقطع الطريق أمام المخططات الإيرانية التخريبية في اليمن والمنطقة".

وأشار إلى أن "المليشيا الحوثية تلجأ إلى الحرب النفسية لتضليل وخداع البسطاء من الناس، وهو ما يدل على ضعف عناصرها وخسائرها التي تتكبّدها في جبهات وميادين الحرية والكرامة".
قراءة في نظرية الإمامة كما ابتدعها يحيى بن الحسين الرسي (الحلقة الثانية)

الإصلاح نت-خاص-توفيق السامعي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10007

لو حاكمنا كل صفة من هذه الصفات(أشرنا إليها في الحلقة الأولى) إلى أفعال كل الأئمة وعلى رأسهم مؤسسهم الأول صاحب هذه الصفات سنجد أنه يطبق العكس من كل ذلك، وسيرهم مليئة بالشواهد.
فكيف يكون ورعاً تقياً مع كل مجازره الدموية في صعدة ونجران وصنعاء وعمران والجوف، وغيرها؟!
التقي من التقية وهو الذي يذب عن نفسه العدوان وليس من يقوم بالعدوان ويجتهد في قتل الناس وإبادتهم والتضييق عليهم وتشريدهم وخلق المجاعة بينهم وتسميم آبارهم ونشر الأوبئة بين الناس.

أما (بذولاً سخياً) فقد عرفت الإمامة بعدم البذل بل إنها تأخذ أقوات الناس وأموالهم وتفرض الخمس والأعشار لجبايتهم وتحرق مزارعهم ليموتوا جوعاً، وقد رأينا في التاريخ اليمني كله انتشار المجاعات في عهد الأئمة كلهم لأنهم كانوا لا يتركون للناس ما يقتاتون به، بل ويشردونهم ويأخذون أموالهم.
وأما (رحيماً متحنناً على الرعية) فما مر على اليمنيين بلاء أشد بأساً ودماراً من سلوك الأئمة عليهم، مما اضطرهم لهجران بلادهم إلى مكة والمدينة والقرن الأفريقي قديماً، وحديثاً فإن اليمنيين مشردون في كل بقاع الأرض بفعل تنكيل الأئمة بهم.

وقد كان من أسلوب الإمامة عبر التاريخ رمي المخالفين لهم بكل نقيصة ورزية، وتكفير مخالفيهم، واعتبارهم ظلمة مخاطبين بكل مصطلح إمامي بالظلم على غيرهم، ومنابذتهم بمعنى عداوتهم وقتلهم في كل مكان، واعتبار الجهاد عليهم واجباً مقدساً وليس مجاهدة الكفار كما في الشرع الإسلامي، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدى الإمامة هو إجبار المخالفين بالقوة على اتباعهم وقتالهم بالسيف والبندقية والمدفع مؤخراً.
وأما (إشراكهم معهم)، فلم يعرف الأئمة شراكة أبداً بل استئثار وغدر وإقصاء، واعتبار كل شيء في اليمن ملكاً إلهياً لهم لا يقدم لليمنيين إلا الفتات الذي يسد رمقهم بما يتحنن عليهم من الإمام.

وأما (مساوياً ومواسياً) فقد كانت أساس النظرية هي التمييز العرقي بين الناس، قسمت الناس إلى سادة وعبيد، وأشراف ووضعاء، وخلق فئات وطبقات مختلفة ما عرفها اليمنيون في حياتهم من قبل. وعلى أساس من عدم تلك المساواة كان كل شيء ملكاً للأئمة من بني هاشم وأتباعهم، فكانوا هم المتميزين مالاً وجاها وسلطة، وغيرهم عمال سخرة لهم، عبيد لهم، طبقة فقيرة كادحة تعمل ليل نهار لإسعاد طبقة الإمامة وبني هاشم، فدمر البلد إنساناً وإعماراً واقتصاداً واجتماعاً وحتى ثقافة باعتبار أن العلم لا يأتي إلا من طريق الأئمة باعتبارهم (آل البيت) الذي يأتي العلم عن طريقهم فقط، وما دون علومهم علوم، ولا يعترفون بأي علم لا يأتي من قبلهم.

وأما (شاهرا سيفه) فهو الخروج المستمر على الدول والحكومات من غيرهم، واعتبار غيرهم نواصب ومحتلين وظلمة وجب جهادهم وقتالهم واستباحة دمائهم وأموالهم وأراضيهم.
بهذه الصفة بقيت شلالات الدم فائر وسيالة طيلة القرون الماضية، نتج عنها قتل أجيال مستمرة، واستئصال أمم وقبائل وشعوب وبلدان طلباً لتطبيق هذا البند من إشهار السيف والذي هو كناية عن الثورات المستمرة ضد غيرهم من الحكام، والتاريخ اليمني والإسلامي مليء بهذه الشواهد مع كل دولة كانت تقوم سواء في الإسلام أو في اليمن، وظلوا على ما هم عليه يندبون موتاهم وحظوظهم باعتبارهم مظلومين مقهورين مستأصلين بينما هم ظلام فوضيون خارجون على حكومات الشعوب قطاع للطرق مرهبون للناس لا يحبون الاستقرار ولا يؤمنون به.

لقد كانوا خارجين على الدولة الأموية باعتبار حقهم الإلهي، ثم خرجوا على الدولة العباسية رغم أن العرق فيهم، فدارت حروب وسالت دماء كثيرة بسببهم وفنيت قبائل وتدمرت بلدان بسببهم.
وأما في اليمن هذا ما فعله عبدالله بن حمزة بفرقة المطرفية إذ أبادها عن بكرة أبيها وصل عددها كما جاء في كتب التاريخ إلى 100 ألف قتيل منهم، وسبى نساءهم وذراريهم، ودمر بيوتهم، واحتل أموالهم، وهكذا مع كل إمام وعصر.
وعلى اعتبار صفة أن يخرج الدعي شاهراً سيفه، فلو قام عشرة أدعياء بالخروج شاهرين سيوفهم في وقت واحد حتى في إطار حكم الأئمة أنفسهم، فقد أباحت لهم هذه النظرية الأمر، على اعتبار ذلك فإن الأمة ستفنى بين الأدعياء لانقسام الناس مناصرين بين هؤلاء وهؤلاء، وهذا وذاك، وقد حصل أن خرج ثمانية أدعياء دفعة واحدة تقاتلوا بالقبائل اليمنية حتى أفنوها بسبب أن كل واحد منهم دعا لنفسه بالإمامة وخرج شاهراً سيفه، وهو أمر يجعل شلال الدم حاراً ومتدفقا في كل زمان ومكان!!

بل حتى في إطار الأسرة الواحدة منهم يخرج دعاة شاهرين سيوفهم فيقتتل الجميع بالقبائل ولا يبالون لخسائر القبائل، وهو الأمر الذي انبثق منه مثلهم القائل: "الحجر من القاع والدم من راس القبيلي".
وقصة هذا المثل أنه بين الأعوام 1816م- 1835م كان يوجد إمامان في صنعاء وثلاء وهما: المهدي عبدالله بن أحمد علي الرسي، والهادي أحمد بن علي السراجي، وكانا يتقاتلان على الإمامة وحكم اليمن، وبعد عام من الاقتتال والحرب والدمار والقتل المريع في صفوف الطرفين استخدما فيها القبائل كوقود حرب بينهما دخلت وساطة بين الإمامين، ولما التقيا في شبام وتلاوما قال المهدي للسراجي: هل قتل بعض أهلك أو أولادك أو أقاربك؟ قال: لا.. فقال له مادام لم يقتل أحد من أهلك ولا أولادك ولا أقاربك "فالحجر من القاع والدم من رأس القبيلي"!
يمضي الرسي في مواصفات الإمام بالقول: "...داعياً إلى ربه، رافعاً لرايته، مجتهداً في دعوته، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، ومؤمناً للمؤمنين، لا يؤمِّن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل"..

وأما (داعياً إلى ربه، رافعاً رايته) فليس المقصود به ما يقوم به العلماء والدعاة لإيصال الدين الإسلامي ونشره في البلدان التي لا إسلام فيها، ولا تبيين العلماء لأحكام الشرع ونشر العلم في البلاد الإسلامية، بل يقصد الرسي أن الإمام يقيم دعوته للناس إلى مبايعته وحكمه، على اعتبار أن الإمامة هبة إلهية مرعية من الله موجبة من عنده، ومن هنا قال: داعياً إلى ربه، وما هي إلا دعوة شيطانية تفرق ولا تجمع، وتقتل ولا تحيي، وتدمر ولا تعمر. وما يترتب عن عدم إجابة هذه الدعوة مخاطر كبيرة تقيم الحجة على المدعويين، ثم يقوم الإمام بمنابذة (المعاداة والتبرؤ) المجتمع وعدائه واستعمال القتل والسيف فيهم.

وقد زور الرسي لهذا الأمر نصوصاً نسبها للنبي على أنها أحاديث، وهي أحاديث مفتراة من لدنه، كما قال على الرسول صلى الله عليه وسلم: "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى!".
وتقوَّل على الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدمٌ إلا ثبتته قدمٌ، حتى ينجيه الله يوم القيامة".
وتقوَّل على الرسول: "النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء بما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض؛ فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون"( )( كتاب الأحكام: صـ29).
وكذلك قال الإمامان عبدالله بن حمزة ويحيى حميد الدين وقلداه في الأمر، ومن ذلك قولهما: "وقال -صلى الله عليه وسلم: "من سمع داعيتنا أهل البيت فلم يجبه كبه الله على منخريه في قعر جهنم"!
وقالا: "من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله"!( )( كتيبة الحكمة من سيرة الإمام يحيى حميد الدين: عبدالكريم بن أحمد مطهر/ص113).

وأما مفرقاً للدعاة في البلاد فقد كان الأئمة ينخرون البلاد نخراً بإرسال مندوبيهم ورسلهم ودعاة إمامتهم، ويفرقون بين الأهل؛ بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، واستعملوا لذلك الأساليب المختلفة في محاولة كسب الأنصار والتفريق بين القبائل والتحريش بينها حتى إذا اختلفت دخلوا هم كمصلحين ومالئي الفراغ بينها، وهي سياسة عرفت بمبدأ "فرق تسد"، وكانوا يغلبون قبيلة على أخرى، وكذلك من أهم وسائلهم كان التنسيب للهاشمية بين القبائل التي لا تنتسب للهاشمية حتى يدخلوا معهم تحت حكمهم ويناصرونهم في دعواتهم أو حروبهم ضد الدول.
وهكذا كانوا يكررون في كل زمان هذه الأساليب، وفعلها الحوثيون اليوم في إب وتعز وريمة والحديدة وصنعاء وغيرها من المحافظات، وكان من أهم ما استقطبوا من القبائل في تعز مثلاً بني الرميمة وبني الجنيد وتنسيبهم للهاشمية رغم أنهم ليسوا هواشم.
وأما قوله "مخيفاً للظالمين" فلا يقصد بذلك إلا منافسيهم من السنة الذين يطلقون عليهم النواصب؛ إذ ليس الظالمون المقصودون هم عتاولة القوم وجبابرتهم في المجتمع؛ فقد عمل الإماميون في كل زمان على استقطاب كل قاطع طريق ولص وإرهابي في المجتمع ومتسلط على الناس، وبالتالي تسقط كل شروطهم وعباراتهم المنمقة، وأكبر شاهد اليوم ما يفعله الحوثة من استقطاب كل اللصوص والقتلة والإرهابيين ونزلاء السجون المركزية الذين أطلقوهم وجعلوهم مشرفين معهم.
فخطاب الظالمين عند كل الأئمة المقصود بهم مناوئوهم من بقية المجتمع الذين لا يدينون لهم بالولاء، ويواجهونهم ومشاريعهم التمزيقية الإرهابية في كل مكان.

من يقرأ التاريخ الإمامي ويتفحص خطاباتهم التاريخية، ونصوصهم ومقولاتهم في هذا الجانب يلحظ أن المعنيين بوصف "الظالمين" هم حكام الدول الذين يريدون الخروج عليهم وتأليب الناس ضدهم، وإيجاد المبررات للثورة عليهم ومقاتلتهم، وهذا ما اعترف به أحد أئمتهم وهو الإمام إبراهيم تاج الدين الشريف الذي قاتل الملك المظفر الرسولي، ولما وقع أسيراً بيد المظفر مدحه في سجنه وقال فيه:
لقد كان لنا في سلم السلطان غنى عن حربه، ثم كتب بيتين من الشعر على باب محبسه:
هذي منازل سادة أجواد ومحل جود شامل وأيادِ
قصر الخورنق والسدير مقصر عنه وذو الشرفات من سندادِ( )(العقود اللؤلؤية: ج1/195).
وأما قوله: "ومؤمناً للمؤمنين، لا يؤمِّن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل"..
فهو يقصد بالمؤمنين أتباعه وأصحابه المؤمنين بدعوته المناصرين له، لكنهم ومع هذا يغدرون بأصحابهم، فهم يصلون معهم إلى نقطة معينة حتى لا ترجح كفتهم بالقوة وتكون بيدهم الغلبة، ولا يبلغون حد المنة عليهم يغدرون بهم ويقتلونهم، ولا يولونهم المناصب العليا، بل يولون أبناءهم حتى لو كانوا أطفالاً صغاراً على أن يولوا مناصريهم من القبائل، وسير الأئمة مليئة بالشواهد.

ومن هذه الشواهد أن المهدي محمد بن أحمد بن الحسن (صاحب المواهب) كان له أحد القادة اسمه "صالح بن هادي حبيش، وكان يرسله لخراب البلاد وقتل العباد فينطلق في سبيل ذلك دون وازع من دين أو ضمير، أمره بتخريب حوث فخربها، وكان يعطيه العدد الكثير من الحوالات لا تدخل تحت مقدور على الضعفاء والمساكين ببلاد المغرب يحملها الرجل ويتقاضاها من الشعب أضعافاً مضاعفة، ومع ذلك لما أحس أن الرجل قد كبر حتى أصبح يخشى منه على الملك أوعز إلى ابن أخيه القاسم فما زال يداوره ويداهنه حتى سلط عليه عبيده فاغتالوه ووضعوا سلاسل الحديد في رقاب أعوانه"( )( ابن الأمير وعصره: صـ70).
وأما قوله: "يبغيهم الغوائل" فقد كان يأخذ كثيراً من خصومه أو ممن يخاف منهم عدم الوفاء أن يشرع فيهم الاغتيالات السياسية، وصارت هذه الاغتيالات من بعده تشريعاً للأئمة، وكثير ما استخدموها بحق خصومهم ومنافسيهم، حتى أنهم كانوا يغتالون الأسرى. ومن ذلك مثلاً في العصر الحديث ما قام به يحيى حميد الدين من قتل أسرى الزرانيق في قلعة حجة بالسم، وكان يقول لولده السيف أحمد إن السم القاتل هو القاتل غير المعروف، والقاتل الهادئ الذي لا يثير الناس ولا يعرفون مصدره، حتى بلغ به الأمر أن اغتال بالسم حوالي ألف وخمسمائة أسير، في خلاف للشرع الكريم الذي يحرم قتل الأسرى ولو كانوا كفاراً، بل يأمر بالإحسان إليهم، كما قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}الإنسان8
أما الحوثيون فلم يتورعوا عن الاغتيالات والتفجيرات بالسيارات المفخخة وصولاً حد تفخيخ جثث قتلاهم لقتل الناس، كما فخخوا جثة الطفل أسامة بدير في يريم.

وأما الفاسقون في نظره كما هم الظالمون هم غير المؤمنين بدعوته، وقد كفر الرسي كل من خالف دعوتهم ولم يعترف بإمامتهم، وقد استخدم هذا الخطاب مع العباسيين ومع القبائل التي لم تستجب له، وكذلك مع الدعام بن إبراهيم شيخ مشايخ أرحب الذي فسقه واتهم قبائله بالفسق والفجور واللواط والسفور ونشر الفاحشة.
وكذلك ما فعله الإمام المؤيد أحمد بن القاسم بأهل بلاد "فيفا" بالقرب من عسير سنة 1135هـ، من تشويههم دينياً وقبلياً واجتماعياً.
فقد روى الكبسي في تاريخه( ) (اللطائف السنية: صـ324، 325) "أن أهل تلك البلاد لا يعرفون الله ولا رسوله، ولا أحكام الإسلام، ولا صلاة ولا صياماً، وكانت أنكحتهم على الجاهلية الجهلاء والغرانيق الأولى..إذا اشتهت المرأة رجلاً تزوجها من دون عقد ولا شهادة، وإذا وصل إليهم الضيف أكرموه وطلبوا له من نسائهم أجملهن يبتن معه في فراشه –إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل –". وأضاف: "إن جيوش المؤيد ارتكبت بحقهم مجزرة كبيرة، ولم يكن لهم سلاح إلا السهام والأوضاف( )(جمع وضفة وهي قطعة جلد أو قماش صغيرة في اليد تجعل وسطها حجر صغير يرمى به الخصم، مثل المقلاع الذي يستخدمه أطفال الحجارة في فلسطين ضد الصهاينة) وجيشه مدجج بالبنادق والمدافع، واستولت جيوش الإمام على أموالهم وقراهم وكل ما يملكون. فشردوهم في البلاد، وغني الفليس من أموالهم، وذللوا عاصيها، وملكوا صياصيها".

وأما قوله: ".. لا يردعه من أمر الله رادع، ولا تهوله الأخواف.."، فقد طبق هذا الأمر الرسي أيما تطبيق في حياته، وشرع لمن بعده فيما طبق؛ فهم فعلاً لا يردعهم رادع، فاتخذوا من الإرهاب والبطش والتنكيل أسلوباً ترهيبياً لإخضاع المجتمع، بدءاً بالتشويه والتفسيق والتكفير وإعطاء الدافع للأتباع حتى تتبلد عقولهم وتتحجر قلوبهم فلا يرحمون ولا يلينون ولا تأخذهم في المخالفين إلا ولا ذمة، ولا يفرقون بين حلال وحرام، ويتخذون من أسلوب الاجتثاث الكلي من قتل ودمار وتشريد ومجاعة واغتصاب وكل أنواع الإرهاب أسلوباً لإخضاع المجتمع الذي يغزونه، فتتبلد أحاسيسيهم، ولا يعيرون أي اهتمام للشرع؛ فالشرع عندهم ما يشرعه مجرموهم من الأئمة لا ما يشرعه القرآن ولا السنة، ولذلك عبر الزمن كانوا يصلون باليمن من التدمير إلى الصفر، وكانوا يفنون ثلثي المجتمعات اليمنية التي يغزونها، ومن لم يفنى بالحرب كانوا يفنوهم بالمجاعات
والتهجير.
لقد شهدت اليمن هجرات ونزوح جماعية عبر الزمن إلى القرن الأفريقي وإلى مكة ومصر والمدينة والعراق بسبب بطش الأئمة وإرهابهم لم يسلم منهم حتى العلماء من جلدتهم كابن الأمير وابن الوزير والمقبلي وحتى حفيد السفاح المطهر بن شرف الدين عيسى بن لطف الله الذي ترك مذهب الهادوية إلى الشافعية وتم مضايقته منهم.

الخلاصة:
إن كل كلمة في النظرية الإمامية هي شاهدة عليهم على عكسها، ومن لم يعرف تاريخ الإمامة وإجرامها فلينظر إلى تصرفات وأفعال الحوثية اليوم.
إن الإمامة قنبلة نووية انشطارية تتفجر في كل عصر، وتفجرها لا يبقي لليمنيين مجالاً غير الحرب معها أو الخضوع لها.
إن ما وصل إليه اليمن من تخلف ودمار إنما هو بسبب هذه القنبلة التي تنفجر بين حين وآخر، وشهدت اليمن نكسة في عهدهم لم تشهدها من قبل.
وأن المليشيا الحوثية تمضي اليوم في إحياء هذه الإمامة التدميرية بتشجيع وتواطؤ دولي، وأن كل أساليبها وأخلاقها هي ما أخذته الإمامة من مآخذ على اليمنيين في كل عصر؛ فهم يمضون على الطريقة الميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة".
الإصلاح نت يفتح ملف الاغتيالات السياسية.. قادة إصلاحيون في مرمى جماعات العنف والإرهاب (3-4)

الإصلاح نت - خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10008

من بين ردود أفعال بعض المتعاطفين مع التجمع اليمني للإصلاح بشأن ما يتعرض له من إرهاب وسفك ودماء ودعاية سوداء وشيطنة إعلامية أو إرهاب إعلامي، هناك من يتساءل: لماذا لا يعتزل التجمع اليمني للإصلاح السياسة ويختفي من الفضاء العام، وهو يرى سطوة ذلك الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي يطاول قياداته وناشطيه واتخاذه شماعة لمواصلة الانقلاب على الدولة وإخضاع المجتمع بشكل قسري لحكم المليشيات الإرهابية وجماعات العنف السياسي، ليحافظ على ما بقي من قياداته ومنتسبيه؟

والجواب: رغم العنف والإرهاب الذي يتعرض له حزب الإصلاح بهدف إبعاده من الساحة الوطنية وإجباره على عدم توظيف حضوره السياسي وثقله الشعبي لتحقيق هدف استعادة الدولة ليخلو الفضاء العام لتملأه جماعات العنف والمليشيات الإرهابية الانقلابية، إلا أن "الإصلاح" ما يزال ثابتا على مبادئه، مهما كانت التضحيات، لأن الأزمة الحالية في البلاد وتداعياتها ليست خاصة بحزب الإصلاح وحده، وإنما تهم الوطن بشكل عام وتهدد مصيره.

بمعنى أنه ليس من حق حزب الإصلاح ترك شركائه في النضال الوطني يواجهون بمفردهم مليشيات العنف والإرهاب والانقلاب على الدولة والدخول مع تلك الجماعات والمليشيات في مساومات ليضمن السلامة الذاتية والتخلي عن وطن هو جزء منه وتتعدد فيه المكونات السياسية والاجتماعية الرافضة للعنف السياسي والإرهاب والانقلاب على الدولة، لاسيما أن جميع المكونات الشعبية ذاقت ويلات جماعات ومليشيات العنف والإرهاب في المحافظات التي سيطرت عليها.

وبالتالي فالمبادئ الوطنية لحزب الإصلاح هي مبادئ تشاركه فيها جميع الأحزاب والمكونات الوطنية، ويتفق عليها جموع الشعب اليمني، أي أن المواقف الوطنية لحزب الإصلاح تأتي في السياق الطبيعي وليست بدعة سياسية، كونها تأتي ضمن نسق عام تتفق عليه مختلف الأمم والشعوب وتؤيدها مختلف الدساتير والقوانين، وأما الشذوذ فهو ما كان خارج ذلك السياق، ويتجلى ذلك في جماعات العنف السياسي والمليشيات الإرهابية التي تريد إقصاء الجميع واحتكار كل شيء، وإعادة تشكيل المجتمع وفق رؤيتها وأفكارها، لدرجة التدخل في أخص خصوصيات المواطنين، بما في ذلك طريقة لباس النساء وطريقة حلاقة شعر الرأس بالنسبة للرجال.

وفيما يتعلق بتوافق مختلف الجماعات والمليشيات الإرهابية على العداء المنفلت للتجمع اليمني للإصلاح، فإن ذلك يعكس النهج الإقصائي لتلك المليشيات، فهي لا تؤمن بمبدأ الشراكة والمواطنة المتساوية في إطار البلد الواحد، ولا تؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الإرادة الشعبية، وترى الدساتير التي تنظم مسألة تداول السلطة بأنها وثنية أو وضعية، وأحيانا تكفر الدساتير وتعلن إلغاءها، وتتعمد تعطيل كل المؤسسات الدستورية للدولة، لكن ماذا لو كان أمامها كتلة صلبة وواسعة تقف لها في المرصاد، ومسنودة بقاعدة شعبية عريضة وثقل سياسي لا يمكن تجاوزه؟

في هذه الحالة تكون الحروب وسفك الدماء والاغتيالات والتصفيات الجسدية والأعمال الإرهابية هي وسيلة جماعات العنف السياسي والمليشيات الإرهابية لتحقيق مبتغاها، لأنها غير قادرة على تحقيق أهدافها بالأدوات السياسية السلمية المتفق عليها، وإنما ترى العنف والإرهاب الوسيلة المثلى لإزاحة العقبات الكبيرة من أمامها، لاسيما أنها بلا مرجعيات أخلاقية تزجرها عن القتل وسفك الدماء وممارسة الإرهاب بكل أشكاله للتسلط على الناس ونهب ممتلكاتهم وإخضاعهم تحت سطوة القوة الغاشمة.

- الاستعداد الإجرامي والخلافات السياسية

لا شك أن الخلافات السياسية ظاهرة تنتشر في بلدان عدة، لكنها ليست مبررا للاغتيالات والأعمال الإرهابية التي تطاول المسالمين أو الأبرياء، فالخلافات السياسية يتم حسمها بالأدوات السياسية وفق ظروف كل بلد وقوانينه ودستوره، كما أن الحروب الأهلية ليست مبررا لارتكاب جرائم إرهابية بشعة بحق مدنيين عزل ومسالمين، سواء كانوا قيادات سياسية أو أساتذة جامعات أو دعاة أو علماء دين وغيرهم، ويبقى السؤال: ما هي دوافع ارتكاب جرائم القتل والإرهاب بحق مدنيين عزل؟ وكيف تتشكل جماعات العنف والمليشيات الإرهابية؟

تتشكل الجماعات الإرهابية من أشخاص لديهم الاستعداد الإجرامي أو الإرهابي، وتكون الخلافات السياسية من العوامل الكاشفة للنزعات الإجرامية لدى الأشخاص الذين يتكتلون في جماعات أو مليشيات إرهابية تكون بمنزلة الوعاء الجامع لهم، ويتم استدعاؤهم من خلال تأجيج النزعات العصبوية وبدافع المصالح الذاتية على حساب الآخرين.
وبالمجمل فالجماعات العنيفة والمليشيات الإرهابية تتشكل بفعل العديد من العوامل النفسية والعقلية والبيئية والعضوية والاجتماعية والأسرية وغيرها، ويكون سلوكها الإجرامي نتاج تسلسل سببي يبدأ من سوء الصياغة الأخلاقية والخلل في التربية، مرورا بالخلل في النفس والنقص في العقل، وانتهاء بظهور عوامل كاشفة للسلوك الإجرامي ومحفزة له مثل الخلافات السياسية، وغالبا يكون ارتكاب الجريمة نتيجة للعديد من العوامل التي تمثل عدة حلقات أو مراحل في التسلسل السببي، ثم ترتبط هذه العوامل بالسلوك الإجرامي أو بالرابطة السببية.

في المحصلة، نستطيع القول إن جماعات العنف السياسي والمليشيات الإرهابية تتشكل من الفئات التي لديها الاستعداد الإجرامي، وترى أنه لا يمكنها تحقيق أهدافها إلا من خلال العنف والإرهاب، وهذا يتضح تماما في سلوك مليشيا الحوثيين الإرهابية وغيرها، فمثل هذه المليشيا تكون كالعادة مظلة للأشخاص الذين لديهم نزعة إجرامية فيهرعون للانضمام إليها لإشباع نزعاتهم الإجرامية التي ترتبط لديهم بتكوين خاص جسمي ونفسي يميزهم عن غيرهم من الأشخاص الأسوياء.

وللتوضيح أكثر، عندما تكون هناك مليشيات أو جماعات لديها استعداد إجرامي ولديها أهداف سياسية غير مشروعة، وتتشكل ظروف محفزة لنزعتها الإرهابية، مثل الحرب الأهلية، ويكون هناك طرف سياسي ترى أنه يعيقها عن تحقيق أهدافها في التسلط واستعباد الآخرين، فإنه في هذه الحالة تكون الجريمة السياسية والتصفيات الإرهابية حصيلة تفاعل بين الاستعداد الإجرامي الداخلي للمليشيات الإرهابية وبين الظروف السياسية والأمنية التي تحفزها على ارتكاب جرائم العنف والإرهاب.

وعودة إلى حصاد الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين إصلاحيين خلال السنوات الماضية، فيما يلي رصد للضحايا في محافظات الحديدة، حضرموت، شبوة، وذمار:

• الحديدة

- 17 نوفمبر 2015: مليشيا الحوثي تداهم منزل رجل الأعمال والقيادي الإصلاحي عبد السلام الشميري في مدينة باجل بالحديدة، وتقتله في غرفة نومه وتمثل بجثته.

- 17 فبراير 2018: اغتيال القيادي الإصلاحي هائل عبده غالب، جراء انفجار لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثيين بالطقم العسكري الذي كان يستقله في نقطة محجر جنوبي مديرية حيس بمحافظة الحديدة.

- 2 مايو 2018: اغتيال القيادي الإصلاحي وقائد المقاومة التهامية الشيخ حسن دوبلة، مع خمسة من مرافقيه، في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في طريق الخوخة - حيس، جنوبي محافظة الحديدة.

• حضرموت

- 28 يوليو 2019: اغتيال جميل باتيس، شقيق القيادي في حزب الإصلاح بحضرموت صلاح باتيس، وكان الهدف من العملية الإرهابية اغتيال القيادي صلاح باتيس، وفيما بعد تكررت محاولة اغتيال باتيس، لكن أصيب مرافقه الشخصي طارق بن الزوع، في 25 سبتمبر 2019.

• شبوة

- 21 مارس 2022: اغتيال القيادي الإصلاحي شكري محمد يعقوب أمام منزله بعد صلاة العشاء بمنطقة المشحارة في مديرية رضوم بمحافظة ‎شبوة.

• ذمار

- 28 مارس 2016: اغتيال الشيخ علي العنسي، عضو مجلس شورى الإصلاح، أمام منزله بحي الجمارك شمالي مدينة ذمار من قبل مسلحيْن يستقلان دراجة نارية.

- 23 أبريل 2016: اغتيال القيادي الإصلاحي حسن اليعري، رئيس مجلس شورى الإصلاح في محافظة ذمار، من قبل مسلحيْن يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار عليه أمام منزله أثناء عودته من صلاة الظهر.

- 15 أغسطس 2016: اغتيال عضو شورى الإصلاح بمحافظة ذمار صالح العنهمي، من قبل مسلحين على متن دراجة نارية.

- 10 أغسطس 2017: اغتيال القيادي الإصلاحي عبد الرزاق الصراري، أمام منزله في قرية بدش بمديرية الحدأ شمالي محافظة ذمار.
خلال زيارتها لمقره بالمكلا ولقاء قيادة المكتب التنفيذي..
اللجنة الوطنية للتحقيق تطلع على الانتهاكات التي طالت قيادات ومقرات الإصلاح بحضرموت

الإصلاح نت – خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10009

استقبلت قيادة المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح، وفداً من قيادات اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك مقر التجمع اليمني للإصلاح لساحل حضرموت بالمكلا، صباح أمس الاثنين.
وكان في استقبال وفد اللجنة، كلٌ من رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بساحل حضرموت محمد بالطيف، ورئيس الدائرة الاجتماعية أحمد المرشدي، ورئيس لجنة الحقوق والحريات خالد بلفاس، ورئيس دائرة النقابات عوض الدقيل رئيس دائرة النقابات، ورئيس دائرة التخطيط نجيب العولقي.
وترأس وفد اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الانسان، نائب رئيس اللجنة الدكتور حسين المشدلي.
واستمع وفد اللجنة الوطنية، من قيادات إصلاح حضرموت إلى جملة من الانتهاكات التي طالت الحزب وبعض قيادته ومنتسبيه في الفترات الأخيرة، ومنها اقتحام المقرات وتحديداً ما تعرض له مقر المكتب التنفيذي من اقتحام في شهر يونيو 2016م، وما تزامن معه من اعتقالات لأفراد الحراسة وكذا اعتقال القيادي عوض الدقيل والذي دام حوالي عامين وعشرة أشهر، وما تلى ذلك من اعتداءات طالت أنشطة الحزب واعتقال بعض منتسبيه وهم يزاولون أنشطتهم القانونية والدستورية ومنها الاعتقال الذي تعرض له القياديين في المكتب التنفيذي للاصلاح بساحل حضرموت، محمد بالطيف وأحمد المرشدي، مع عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين الحضارم في شهر فبراير 2021م على خلفية مشاركتهم في الوقفة الشعبية السلمية التي كانت تقام صباح كل يوم خميس في مدينة المكلا أمام ديوان المحافظة للمطالبة بتحسين معيشة المواطن ورفع المظالم عنه.
كما استمعت اللجنة الوطنية من رئيس دائرة النقابات عوض الدقيل تفاصيل حادثة الاعتقال الأخيرة التي تعرض لها وهو في طريق عودته من زيارة لمدينة عدن، وذلك على مدخل مدينة المكلا في شهر نوفمبر من العام الماضي 2022م حيث مكث في المعتقل أكثر من خمسين يوماً بدون أي مسوغ قانوني.
وتعهد أعضاء وفد اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بأن تولي اللجنة هذه الانتهاكات جل اهتمامها ومتابعتها لدى الجهات المعنية وان تدرجها ضمن تقريرها القادم.
بدورها شكرت قيادة الإصلاح بساحل حضرموت، وفد اللجنة الوطنية على هذه الزيارة، متمنين لهم التوفيق والنجاح في مهامهم الوطنية والإنسانية النبيلة.
خلال زيارتها لمقره بالمكلا ولقاء قيادة المكتب التنفيذي..
اللجنة الوطنية للتحقيق تطلع على الانتهاكات التي طالت قيادات ومقرات الإصلاح بحضرموت

الإصلاح نت – خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10009

استقبلت قيادة المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح، وفداً من قيادات اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك مقر التجمع اليمني للإصلاح لساحل حضرموت بالمكلا، صباح أمس الاثنين.
وكان في استقبال وفد اللجنة، كلٌ من رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بساحل حضرموت محمد بالطيف، ورئيس الدائرة الاجتماعية أحمد المرشدي، ورئيس لجنة الحقوق والحريات خالد بلفاس، ورئيس دائرة النقابات عوض الدقيل رئيس دائرة النقابات، ورئيس دائرة التخطيط نجيب العولقي.
وترأس وفد اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الانسان، نائب رئيس اللجنة الدكتور حسين المشدلي.
واستمع وفد اللجنة الوطنية، من قيادات إصلاح حضرموت إلى جملة من الانتهاكات التي طالت الحزب وبعض قيادته ومنتسبيه في الفترات الأخيرة، ومنها اقتحام المقرات وتحديداً ما تعرض له مقر المكتب التنفيذي من اقتحام في شهر يونيو 2016م، وما تزامن معه من اعتقالات لأفراد الحراسة وكذا اعتقال القيادي عوض الدقيل والذي دام حوالي عامين وعشرة أشهر، وما تلى ذلك من اعتداءات طالت أنشطة الحزب واعتقال بعض منتسبيه وهم يزاولون أنشطتهم القانونية والدستورية ومنها الاعتقال الذي تعرض له القياديين في المكتب التنفيذي للاصلاح بساحل حضرموت، محمد بالطيف وأحمد المرشدي، مع عدد من الناشطين السياسيين والحقوقيين الحضارم في شهر فبراير 2021م على خلفية مشاركتهم في الوقفة الشعبية السلمية التي كانت تقام صباح كل يوم خميس في مدينة المكلا أمام ديوان المحافظة للمطالبة بتحسين معيشة المواطن ورفع المظالم عنه.
كما استمعت اللجنة الوطنية من رئيس دائرة النقابات عوض الدقيل تفاصيل حادثة الاعتقال الأخيرة التي تعرض لها وهو في طريق عودته من زيارة لمدينة عدن، وذلك على مدخل مدينة المكلا في شهر نوفمبر من العام الماضي 2022م حيث مكث في المعتقل أكثر من خمسين يوماً بدون أي مسوغ قانوني.
وتعهد أعضاء وفد اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بأن تولي اللجنة هذه الانتهاكات جل اهتمامها ومتابعتها لدى الجهات المعنية وان تدرجها ضمن تقريرها القادم.
بدورها شكرت قيادة الإصلاح بساحل حضرموت، وفد اللجنة الوطنية على هذه الزيارة، متمنين لهم التوفيق والنجاح في مهامهم الوطنية والإنسانية النبيلة.
من مقاصد القرآن الكريم: فقه منظومة سنن الواقع (الحلقة 5 والأخيرة)

مؤهلات الأمة الوسط.. تجريم كبائر الإثم المعاصر ومحاربتها

عبد العزيز العسالي

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10011

المقدمة الأولى: الإسلام جاء يبني الأمة، والرسول صلى الله عليه وسلم أرسى الأسس لإقامة الأمة تطبيقا للقرآن وعلمنا الحكمة، وللمزيد حول بناء الأمة يمكن للقارئ أن يعود إلى كتاباتي خلال الأشهر الثلاثة الماضية بما فيها الشهر الجاري.

المقدمة الثانية: خلاصة مفهوم بناء الأمة يعني الوصول بوعي الأمة إلى درجة المناعة الثقافية.. وعي بالعرف المتجدد بالسنن الحاكمة للاجتماع السياسي انطلاقا من أصولنا المعصومة واستيعابا لثقافة العصر والهيمنة عليها بمفاهيمنا الخلقية المتينة.

المقدمة الثالثة: لماذا بناء الأمة؟ لأنها هي مالكة الدولة، كون الأمة صاحبة المصلحة الحقيقية التي رسمتها مقاصد القرآن الواضحة التي مكنت الأمة من الولاية على ذاتها، كما أن مقاصد القرآن المجيد ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم - سنتة العملية التي جسدت بوضوح تمليك الأمة حقها في العقود -وثيقة المدينة- وتجلت تلكم المنهجية عبر التاريخ الفقهي كما سنوضح لاحقا.

باختصار، الوصول بالمناعة الثقافية والسياسية مقصد قرآني نبوي يجب - ضرورة - أن يكون نابعا من إرادة واختيار الأمة كي تحمي حقوقها ومصالحها وتكون الأمة هي مالكة القرار عن وعي بذاتها وأهدافها ووسائل تحقيق وحماية مصالحها.

المقدمة الرابعة، الدوافع والأسباب:

1- العُرف المتجدد المتصل ببناء أجهزة الدولة الحديثة تقسيما واتساعا، فقد كان شكل الدولة في العالم بما في ذلك العالم الإسلامي لا يتعدى 4‐5 وزارات فقط.

2- بما أن الأمة هي صاحبة القرار في إقامة الدولة، فمن حقها الشرعي القيام بإرساء قوانين يتم التعاقد بموجبها بين الأمة والوكلاء - السلطة بكل أجهزتها انطلاقا من الوعي الثقافي الشامل بحقوقها ووعي بالآليات والوسائل الملائمة الضامنة تحقيقا للعدل والمصلحة وحفظا لحقوق الأمة.

3- تغول المستبدين بسبب اتساع صلاحياتهم مستغلين السذاجة الثقافية الموروثة، علما بأن تلك الثقافة لها سياقها التاريخي.

4- الوصول إلى الأمة الوسط: تكرر منا القول حول قيام الأمة الوسط وبناء الشخصية الاعتبارية للأمة تبدأ من بناء مجتمع الرشد الذي تشرب مقاصد الشريعة - ثقافة عامة في المجتمع بدءًا من الصف الرابع أساسي فما فوق - شريطة تبسيط مدخلات الثقافة المقاصدية مع ضرب الأمثلة.

أمثلة للمفاهيم الأولية:

1- التوعية المستمرة حول تجريم كبائر الإثم والفواحش المعاصرة ومحاربتها.

2- محورة كبائر الإثم المعاصر: المقصود هنا تقديم كبائر الإثم تحت مفاهيم مبسطة مثل مفهوم الكرامة، الحريات، حقوق الإنسان، الهوية، المواطنة المتساوية، وقيم الانتماء الوطني.

يتخلل ذلك ضرب الأمثلة الواقعية وبيان الأسباب الثقافية التي أدت إلى كبائر الإثم، مع بيان نتائجها من الواقع، وصولا، إلى إرساء ثقافة قيم وسنن محاصرة الظلم والاستبداد... إلخ.

- تجريم كبائر الإثم المعاصر يجب ربطه بالتدين المغشوش المنحرف عن الفهم الصحيح لمقاصد عقيدة التوحيد والمنهج المقاصدي، ولفت نظر المجتمع إلى خطورة الانفصال بين مقاصد التوحيد ونتائجه، مع ضرب الأمثلة.

تلكم هي أهم وأبرز المقدمات.

باختصار، إرساء مفاهيم ثقافية واضحة الدلالة مفادها أن المساس بالكرامة والحريات هدم لمقاصد الشريعة، وأن محاربة الكبائر المعاصرة واجب عقدي، أخلاقي، شرعي، حماية للأمة من ثقافة الخوف وتمزيق النسيج المجتمعي وشبكة العلاقات الاجتماعية.

ثانيا، تحويل القيم إلى وسائل:

1- الانتقال بالوعي الثقافي من الثقافة الذهنية النظرية لدى المجتمع وتحويلها إلى وسائل قانونية تعاقدية بين المجتمع والسلطات الحاكمة تنص بوضوح على تجريم أي مساس بكرامة الإنسان وحقوقه، وتنص على عقوبات صارمة واضحة، وتنص القوانين على إنشاء محاكم خاصة تنص قوانينها أنها محاكم قضايا مستعجلة على أن تصدر قراراتها في زمن محدد لا يتعدى 30 يوما، مثلا.

2- إنشاء مكاتب محاماة وتمويلها من عائدات وقفية متخصصة وتبرعات واشتراكات من منظمات المجتمع المدني للقيام بالاحتساب والمرافعة أمام القضاء الشرعي.

3- إقامة دورات تجديدية متعلقة بهذا الصدد - إصلاح الخطاب المسجدي، وهذا سيكون له فاعلية مجتمعية غير عادية.

ثالثا، التأصيل الشرعي لكبائر الإثم والفواحش المعاصرة:

1- الوفاء بالعقود: قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود".

2- التعاقد حول العرف المتجدد: قال تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف".
فالحياة متجددة متغيرة وبالتالي يجب على الأمة - النخبة الدوران مع فقه الوسائل المتجددة ذات الفاعلية في حامية للمقاصد.

3- القاعدة الأصولية - الأصل في العقود الإباحة.. والمقصود هنا التعاقدات القانونية الخادمة للمصالح، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمر دنياكم".

4- يتفق الفقهاء جميعا أن مقاصد الشريعة جاءت لحفظ وحماية الإنسان - دينا، ونفسا، وعرضا، وعقلا، ومالا، وحرية، وهذه هي المقاصد الضرورية.

5- اتفق الفقهاء على تحريم كل وسيلة أو طريقة تؤدي إلى المساس بالمقاصد الضرورية الآنفة، مثل توسيع صلاحيات الحاكم دستوريا او قانونيا أو إداريا أو حزبيا... إلخ، فهذا هو التشريع لكبائر الإثم والفواحش.

6- الوسائل لها حكم المقاصد: اتفق الفقهاء على أن هذه القاعدة المقاصدية الحامية للمقاصد ينطبق عليها حكم الأهداف والمقاصد والغايات الإنسانية، مثال على ذلك: حماية الإنسان مقصد شرعي ضروري، والعلاج وسيلة لحماية الإنسان. إذن العلاج يكون حكمه ضروري، وكذلك الشرنقات وسيلة لكن لا قيمة للعلاج من دون وسيلة الشرنقات. إذن، حكم الشرنقات ضروري لأنها وسيلة حماية الضروري، وقس على قولي تكن فقيها.

رابعا، القواعد الأصولية المقاصدية:

1- يحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من فجور: هذه القاعدة الذهبية الرائعة قررها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، رحمه الله.

جاء تشريع هذه القاعدة من واقع متجدد، والهدف ردع بعض النافذين المستغلين نفوذهم السياسي وغيره، فقرر الخليفة العادل القاعدة الآنفة تضمنت استحداث عقوبات غير مسبوقة زجرا لمنتهكي الحقوق - اغتصاب المنازل، أو المزارع، أو اعتقال بلا مبرر شرعي... إلخ.

2- بناءً على القاعدة الراشدية الآنفة، فقد تطور التقعيد الفقهي المقاصدي إلى بلورة قاعدة مقاصدية أوسع وأشمل هي قاعدة "السياسة الشرعية".

وأصبحت السياسة الشرعية محل اتفاق فقهي - نظري وعملي في الفتوى والقضاء وبناء التفريعات الفقهية حسب الزمان والمكان - تشريعا بل واستند إليها فقهاء القوانين المعاصرة.

3- قاعدة المعاملة بنقيض القصد: هذه القاعدة تبلورت من مقصد النص القرآني القائل: "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلُ لكم وجه أبيكم".

قصد إخوة يوسف إزاحة أخيهم يوسف حتى يستحوذوا على نظر أبيهم إليهم فقط، لكن الله العليم بالنفوس عاملهم بـ"نقيض قصدهم"، فقد ابيضت عينا يعقوب عليه السلام من الحزن فهو كظيم لا يرى، عقوبة لهم من نيل مكانتهم في نظر أبيهم.

- ميراثك منها الحجر: مناسبة الحديث ومقصده: تقول الرواية إن شخصا شكا إخوته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم اقتسموا تركة أمهم ولم يعطوه حصته، فثارت شكوك أن ذاك الولد قذف حجرا أودى بحياة أمه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "ميراثُك منها الحجر".. وبناء على المقصد النبوي تقررت قاعدة "المعاملة بنقيض القصد".

- قياس أصولي: اتفق الفقهاء على إلحاق القضية التالية بقصة صاحب الحجر قائلين: لو أن "س" من الناس أوصى لـ"ص" بمال أو أرض، واشترط تنفيذ الوصية يكون بعد موته، لكن "س" قتل الموصي بهدف سرعة الحصول على الوصية، هنا قرر الفقهاء حرمان القاتل من الوصية معاملة له بنقيض قصده.

4- قاعدة سد الذرائع: انطلاقا من القاعدة الراشدية وقاعدة "نقيض القصد"، قرر الفقيه مالك بن أنس أن قاعدة سد الذرائع هي أحد أركان مذهبه، ووافقه فقهاء كثيرون من مذاهب أخرى.

مثال من واقعنا المعيش:

الصلاحيات الواسعة للحكام - هناك حاكم اتخذ 32 صلاحية دستورية صريحة إلى جانب عشرات الصلاحيات القانونية والإدارية والتسلطية المستبدة إلى الحد أنه صار يتدخل شخصيا في نقل مدرسين من مدارسهم إلى مديريات نائية، وحرمانهم من رواتبهم والسبب أنهم ليسوا في حزبه.

- أسوأ من ذلك أن تلكم الصلاحيات الفوضوية جاءت بسبب تقاعس أو غباء منظمات المجتمع المدني وبسبب تقصير المثقفين، واستغلالا للأغلبية الكسيحة في البرلمان، إلى جانب شراء ذمم المستشارين القانونيين السلاليين وبعض لاعقي الأحذية.

إذن على الشعب محاصرة تلك الفوضى سدا للذريعة ومعاملة بنقيض القصد والسعي لإصدار قوانين عقابية يتم التعاقد عليها وتحويلها قيودا دستورية تقلّم مخالب المستبدين والأطماع التسلطية المستبدة، وتقرر خلع الحاكم إذا خالفها.

خامسا، المفهوم القرآني الدال على كبائر الإثم:

1- اسم سورة الشورى: أسماء السور في القرآن لها دلالات وأبعاد حضارية، ومنها اسم سورة الشورى، فهذا الاسم يعكس أبعادا حضارية تخدم مقاصد القرآن في تمليك الأمة حقها في إقامة الحكومات وإيجاد الأمة الوسط وبناء شخصية الأمة.
2- مفهوم دلالة سياق نص آية الشورى: قال تعالى: "والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون • والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون".

3- تعددت صفات المؤمنين بدءا من اجتناب كبائر الإثم والفواحش، مرورا بالمغفرة عند الغضب، فالاستجابة لربهم في إقامة الصلاة، "وأمرهم شورى بينهم"، فالأمر هنا مصطلح شامل في سياق المدح، يعني كل ما يتصل من الأمور بمستجدات حياتهم الدنيوية، جلبا للمصالح ودفعا للمفاسد.

4- المفهوم السياقي: اقتران كبائر الإثم والفواحش بمبدأ الشورى يدعونا إلى أنه من الضروري حماية مقصد الشورى، وحماية العدل يجب أن يقوم على وسائل حامية للمقاصد.

- اتفق الفقهاء أن السياق النصي قاعدة منهجية تحدد مراد النص والقطع بعدم احتمال غير المراد.

سادسا، نماذج لكبائر الإثم والفواحش المعاصرة:*

تنويه وتذكير:

- يجب توعية المجتمع بخطورة الكبائر والفواحش المعاصرة بأنها أشد خطرًا، وأبعد أثرًا، وأوسع ضررًا من الكبائر التقليدية الشخصية، ذلك أن ضررها يطال شعوبا عقودا طويلة، إفسادا للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية والأخلاقية إلى حد التدمير، إهلاكا للحرث والنسل، بل تدمير الأوطان والإتيان على مقدراتها من القواعد - وطننا اليمن نموذجا.

وإليك أبرز كبائر وفواحش العصر:

1- إسقاط عقيدة الوطنية لدى مؤسستي الجيش والأمن: عقيدة مؤسسة الجيش تتمثل في "الله"، و"حماية الوطن".

عقيدة مؤسسة الأمن تتمثل في "الله"، و"حماية المواطن".

2- الصلاحيات الواسعة: سبقت الإشارة إلى الكوارث الناجمة عن هذه الكبيرة الآثمة.

3- تزوير الانتخابات من كبائر الإثم في عصرنا، بل من أكبر الكبائر، وصولا إلى الأغلبية الكسيحة فقد صادرت حق الشعب وإرادته وحرياته، وإليكم أبسط نتيجة: أقرّت الأغلبية الكسيحة قانون إيجار البيوت وفيه من المظالم ضد المستأجرين ما يتفجر له الصخر الأصم.

يا ترى هل يعلم الشعب شيئا عن هذه اللعنة الساحقة الماحقة لذوي الدخل المحدود؟ إيجارات تجاوزت رواتبهم.

4- انتخاب التجَّار، وتجار المخدِّرات، وأيضا المفسدين زبانية المستبد ليكونوا في المجالس النيابية.. إن انتخابهم من أكبر الكبائر.

5- التسويق للحكَّام الظالمين والمفسدين من رجال الإعلام والسياسة والأثرياء من أكبر كبائر الإثم.

6- اعتقال الناس وسَوْقهم من بيوتهم إلى السجون بتهم ملفَّقة، وإقامة محاكمات من قضاة غير نزيهين أو من عسكريين من أكبر كبائر الإثم.

7- تفصيل الدساتير لتوافق أهواء الحكَّام وتُحقِّق مطالبهم.. من أكبر الكبائر.

8- استيراد المُقرَّبين للأغذية الفاسدة، أو المُلوَّثة بالإشعاع، أو منتهية الصلاحية، من كبائر الإثم، بل من أكبر الكبائر.

9- استيراد البذور المفسدة للتربة، والمضرَّة بالزراعة.. من كبائر الإثم، بل من أكبر الكبائر.

10- انتقاص الكميات اللازمة من الحديد والإسمنت في بناء العمارات، مما يؤدِّي إلى انهيارها على سكَّانها - نموذج "عمارات الموت".. من كبائر الإثم، بل من أكبر الكبائر.

11- احتكار المواد الضرورية من الأغذية، والأدوية، أو الملابس، أو مواد البناء، لتستفيد منها طبقة معينة أو أفراد معينون.. من أكبر كبائر الإثم.

12- إنتاج الأفلام أو المسرحيات أو المسلسلات الهابطة المروجة للخلاعة، وتدعو إلى الإباحية والفجور.. من أكبر كبائر الإثم.

أكتفي بهذه الإلماحات على أمل اللقاء بكم مع عنوان: معوقات بناء المجتمع والأمة الوسط، وبناء شخصية الأمة.

...................

* مسرد الكبائر أعلاه، تم نقله عن الفقيه حجة العصر يوسف القرضاوي رحمه الله، بتصرف وإضافات.
الأمين العام للإصلاح يعزي في وفاة الشيخ قاسم السالمي ويشيد بأدواره الوطنية

الإصلاح نت – خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10012

عزى الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الآنسي، في وفاة الشيخ المناضل قاسم بن ناصر السالمي، شيخ مشايخ بني ضبيان، ورئيس المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء، الذي وافته المنية إثر معاناة مع المرض، وبعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والمواقف الوطنية.
جاء ذلك في برقية تعزية بعث بها إلى شقيق الفقيد، الشيخ ناصر بن ناصر السالمي، ونجل الفقيد، الشيخ هشام بن قاسم السالمي.
وعبر أمين عام الإصلاح عن الحزن وعظيم الأسى في رحيل الشيخ السالمي، مؤكداً أن الفقيد كان شخصية اجتماعية بارزة وصاحب مواقف منحازة للوطن والمواطن، وقامة قبلية عرفها الجميع بخدمة المجتمع وإصلاح ذات البين، ووطنياً صلباً وجمهورياً شجاعاً.
وأوضح الآنسي، أن الفقيد السالمي توج سيرة نضاله بدوره في التصدي لمخلفات المشروع الإمامي السلالي المتخلف، ومليشياته التي انقلبت على الدولة وإرادة الشعب اليمني، فكان لوالدكم الفاضل شرف الاسهام في تشكيل طلائع المقاومة الشعبية.
وأكد الأمين العام أن الوطن خسر برحيل الفقيد الشيخ قاسم السالمي شخصية وطنية تركت بصماتها في ميدان مواجهة المشروع الحوثي الإيراني، بانحيازها للمشروع الوطني الجامع الذي يمضي لاستعادة اليمن.
وعبر عن تعازيه لشقيق وأنجال الفقيد هذا المصاب الأليم، وكل الأسرة الكريمة، وقبائل بني ضبيان، ورفاق الفقيد في المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء، وكل أبناء اليمن.
وابتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمكم الصبر والسلوان.

نص التعزية:
الأخ الشيخ/ ناصر بن ناصر السالمي المحترم
الأخ الشيخ/ هشام بن قاسم السالمي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ببالغ الحزن وعظيم الأسى تلقينا نبأ وفاة المناضل الشيخ/ قاسم بن ناصر السالمي، شيخ مشايخ بني ضبيان، ورئيس المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء، الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والمواقف الوطنية.
لقد كان الفقيد الراحل شخصية اجتماعية بارزة وصاحب مواقف منحازة للوطن والمواطن، وقامة قبلية عرفها الجميع بخدمة المجتمع وإصلاح ذات البين، ووطنياً صلباً وجمهورياً شجاعاً، توج سيرة نضاله بدوره في التصدي لمخلفات المشروع الإمامي السلالي المتخلف، ومليشياته التي انقلبت على الدولة وإرادة الشعب اليمني، فكان لوالدكم الفاضل شرف الاسهام في تشكيل طلائع المقاومة الشعبية.
لقد خسر الوطن برحيل الفقيد الشيخ قاسم السالمي شخصية وطنية تركت بصماتها في ميدان مواجهة المشروع الحوثي الإيراني، بانحيازها للمشروع الوطني الجامع الذي يمضي لاستعادة اليمن.
إننا إذ نعزيكم في هذا المصاب الأليم، ونعزي كل الأسرة الكريمة، وقبائل بني ضبيان، ورفاق الفقيد في المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة صنعاء، وكل أبناء اليمن، فإننا نبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمكم الصبر والسلوان، ويخلف عليكم بخير، إنه سميع مجيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون

أخوكم/ عبدالوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
الاثنين 30 يناير 2023
الإصلاح نت يفتح ملف الاغتيالات السياسية.. قادة إصلاحيون في مرمى جماعات العنف والإرهاب (4-4)

الإصلاح نت - خاص
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10014

عند التأمل في البيانات الكمية للعمليات الإرهابية التي استهدفت التجمع اليمني للإصلاح، خلال السنوات الماضية، سنجد أن تلك العمليات توزعت زمانا ومكانا في محافظات تسيطر عليها المليشيا الحوثية الإرهابية وفي محافظات محررة وأخرى تخترقها خطوط تماس مثل محافظة تعز، كما أن المليشيات والجماعات المتهمة باغتيال قيادات في حزب الإصلاح وبعض ناشطيه تختلف في مرجعياتها الفكرية والروافد المغذية لفكرها الإرهابي، مثل مليشيا الحوثي وتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" وجماعات أخرى مناطقية عنصرية تستقي ثقافة العنف والقتل من روافد متنوعة، وتتلقى مختلف المليشيات الإرهابية الدعم من أطراف خارجية.

كما أن تعدد المليشيات والجماعات المسلحة الانقلابية منح التنظيمات الإرهابية التقليدية فرصة كبيرة للانخراط في التشكيلات المليشياوية والاستفادة من مظلتها لتمرير عمليات إرهابية ضد أهداف مشتركة، أي أن تقاطع المصالح بين جماعات العنف السياسي والمليشيات الإرهابية قلص المسافات الفاصلة بينها لتتفق جميعها على توجيه سهامها نحو التجمع اليمني للإصلاح، لأنه غاضها جميعا بفكره الوسطي المعتدل المقبول في أوساط المجتمع اليمني، ومواقفه الداعمة للسلطة الشرعية واستعادة الدولة ورفض الانقلابات وملشنة البلاد.

لم يكن حزب الإصلاح وحده ضحية الجماعات والمليشيات الإرهابية، ولكنه كان الأكثر استهدافا، وهناك أطراف ومكونات أخرى طالتها أيضا سهام المليشيات الإرهابية، مثل بعض الدعاة والعلماء السلفيين، وبعض المسؤولين والقيادات الأمنية والعسكرية، من بينهم محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد، بالإضافة إلى الاغتيالات التي كان ضحيتها عدد كبير من جنود الجيش الوطني والقيادات في المقاومة الشعبية، وهو ما يفرض على جميع الأطراف والمكونات الوطنية التكتل لمحاربة الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتجفيف منابع الفكر الإرهابي، ووحدة الصف لاستعادة الدولة، باعتبارها السبيل الوحيد لتحجيم المليشيات الإرهابية ومكافحتها حتى القضاء عليها، فالمليشيات الإرهابية هي نقيض الدولة، ولا تنمو وتترعرع ويستفحل خطرها إلا في حال غياب الدولة.

- سياكل الموت في تعز

شهدت محافظة تعز كثيرا من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين في حزب الإصلاح، كما شهدت تلك المحافظة كثيرا من عمليات الاغتيال التي استهدفت جنودا في الجيش الوطني، خصوصا خلال العام 2017، الذي شهد عمليات إرهابية عدة استهدفت جنودا في الجيش الوطني ومتطوعين في المقاومة الشعبية، وكانت دوافع اغتيالهم بمجرد الشك في أنهم ينتمون لحزب الإصلاح.

وقد أثارت تلك العمليات الإرهابية المخاوف في محافظة تعز، وتسببت في إقلاق السكينة العامة، لاسيما أنها تمت في عدة أماكن داخل وخارج المدينة، وظهر مصطلح "سياكل الموت" كون معظم تلك العمليات نفذها إرهابيون ملثمون على متن دراجات نارية، وشغلت تلك الظاهرة حيزا واسعا في التناولات الإعلامية لتنامي ظاهرة الإرهاب في تعز خلال العام 2017 داخل اليمن وخارجه.

كما تصدرت محافظة تعز اهتمامات منظمة الأمم المتحدة، بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية فيها بشكل كبير خلال العام 2017، من خلال التصريحات الصحفية والتقارير الصادرة عن المنظمة التي تطرقت لذلك.

وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في 5 سبتمبر 2017، إلى أنه "بعد إخراج تنظيم القاعدة من مدينة المكلا في محافظة حضرموت في أبريل 2016، بدأ التنظيم ينشط في مدينة تعز"، جاء ذلك بعد حوالي شهر من الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن آنذاك إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى مجلس الأمن، والتي أكد فيها أن "الجماعات الإرهابية تتوسع في محافظة تعز، إلى جوار كل من أبين ولحج، وأن الحكومة اليمنية قامت في 27 يونيو 2017 بإعادة نشر قوات إضافية في هذه المدن".

كما أن إقرار الأمم المتحدة بانتشار الجماعات الإرهابية في محافظة تعز، جاء بعد أن أطلقت قيادة اللواء 22 ميكا، التابع للسلطة الشرعية، في 29 أغسطس 2017، حملة أمنية لتعقب تواجد تنظيم القاعدة في الجبهة الشرقية من المدينة، وشاركت قيادة محور تعز في الحملة الأمنية، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للحملة العسكرية التي نفذها اللواء 22 ميكا وبمشاركة بعض ألوية الجيش الوطني الأخرى، وقد نجحت تلك العملية في مداهمة مواقع الجماعات الإرهابية التي اغتالت عددا كبيرا من جنود الجيش الوطني، كما استهدفت الجماعات الإرهابية عددا من قيادات حزب الإصلاح في تعز، الذين استشهد بعضهم ونجا البعض الآخر من عمليات الاغتيال التي استهدفتهم.
وفيما يلي أبرز العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات وناشطين في حزب الإصلاح بمحافظة تعز:

- 18 نوفمبر 2014: اغتيال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، صادق منصور الحيدري، بواسطة عبوة ناسفة ألصقت بسيارته.

- 13 يوليو 2016: اغتيال الناشط الإصلاحي والقيادي في المقاومة الشعبية حمدي حمود في مدينة تعز.

- 24 يوليو 2016: اغتيال القيادي الإصلاحي وعضو المجلس العسكري لمقاومة إب مالك أحمد عبد الله خراسان، برصاص مسلحين في شارع التحرير الأسفل بمدينة تعز.

- 30 مارس 2018: اغتيال التربوي والقيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي أثناء خروجه بعد صلاة الجمعة من جامع العيسائي في مدينة تعز.

- 2 أبريل 2018: وفاة القيادي الإصلاحي وخطيب جامع العيسائي بتعز الشيخ عمر دوكم متأثرا بجراحه، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من الجامع بعد صلاة الجمعة، في 30 مارس 2018، وهي ذات العملية الإرهابية التي اغتيل فيها القيادي الإصلاحي رفيق الأكحلي، واستهدفتهما معا.

- 9 مايو 2018: وفاة الناشط الإصلاحي صادق فرحان الحيدري في سجون مليشيات الحوثيين الإرهابية بتعز بعد تعرضه للتعذيب.

- 20 أكتوبر 2018: اغتيال القيادي الإصلاحي علي عبد الله مقبل، في كمين نصبه مسلحون بالقرب من سوق الحرية في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز.

- 23 أكتوبر 2021: مسلحون على متن دراجة نارية اغتالوا القيادي في التجمع اليمني للإصلاح ضياء الحق الأهدل أثناء خروجه من منزله وسط مدينة تعز. والأهدل -إلى جانب نشاطه السياسي- قيادي في مجلس المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، ومسؤول عن ملف الأسرى.
فضيحة حوثية من العيار الثقيل..
مبرمج يمني يكشف كيف نهب الحوثيون 10 ملايين دولار عبر «حوالات مالية»

الإصلاح نت-متابعات

كشف مهندس برمجيات يمني عن فضيحة من العيار الثقيل من خلال نشره بيانات عن آلاف التحويلات المالية التي قام الانقلابيون الحوثيون بمصادرتها والتي بلغت نحو ستة مليارات ريال يمني والتي تعادل نحو 10 ملايين دولار متوعدا بنشر المزيد من البيانات بعد تمكنه من الفرار ورفض العمل لدى مخابرات الميليشيات.

وقال رئيس النقابة الوطنية لشبكات الإنترنت في اليمن أحمد العليمي إنه رفض العمل لدى مخابرات الحوثيين لإيذاء الآخرين رغم أنهم حاولوا إرغامه على ذلك وداهموا منزله واعتقلوا زملاء له في صنعاء ومناطق سيطرتهم قبل أن يتمكن من الوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ومن ثم مغادرة اليمن إلى الخارج.

وتوعد العليمي الانقلابيين بمزيد من الفضائح في هذا الجانب حيث أقدمت سلطتهم على مصادرة مليارات الريالات بحجة أن الأشخاص المحولة لهم المبالغ لم يستلموها بعد أن أمرت بمصادرة أي حوالة مالية يمضي عليها شهر لدى شبكات التحويلات.

وبحسب مصادر مصرفية في صنعاء فإن فرع البنك المركزي هناك قام بمصادرة مليارات الريالات من الحوالات المتأخرة، وتمت إزالتها من أنظمة الشركات حتى يصعب على أي شخص البحث عنها أو المطالبة بها، بحجة أن أصحابها لم يتسلموها، وسط دعوات للنيابة في مناطق سيطرة الانقلابيين لفتح تحقيق عاجل في هذه الفضيحة التي مكنت عناصر الجماعة من الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة وفق البيانات المتاحة من شركة تحويلات واحدة فقط.

وفيما تتوقع المصادر وجود مبالغ أخرى أضخم تم الاستيلاء عليها لدى بقية شركات التحويلات كان المهندس العليمي قبل الكشف عن جزء من هذه الفضيحة كتب منشورا في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي تحدث فيه عن بداية خلافه مع جهاز مخابرات الانقلابيين الحوثيين، وقال «إن من حق أي شخص أن يقبل العمل لدى أي جهة أو يرفضها إلا لدى الأمن والمخابرات في صنعاء فكل شيء عندهم بالغصب».

واستعرض المبرمج العليمي جانبا من الممارسات التي تعرض لها وقال إن الحوثيين استخدموا كل سلطتهم للتنكيل به وبأهله وأصدقائه وجيرانه من أجل الإمساك به، حيث قاموا في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمحاصرة بيته والحي الذي يسكن فيه، واستمرت العملية يوما كاملا، قاموا خلالها بقطع التيار الكهربائي عن الشقة التي يسكن فيها، وفي اليوم التالي اقتحموها ولم يجدوه فنهبوا ما فيها من كومبيوترات وهواتف محمولة، واعتقلوا إخوته وأصدقاءه وبعض الموظفين.

وبحسب رواية العليمي فإن استخبارات الانقلابيين الحوثيين، عممت اسمه على جميع النقاط الأمنية، لكنهم لم يعلموا أنه كان قد غادر مناطق سيطرتهم قبلها مع أسرته ووصل مدينة عدن حيث العاصمة اليمنية المؤقتة ومنها غادر إلى خارج البلاد.

وقال إنه اضطر لفعل ذلك بعد أن مارس الحوثيون معه كل أساليب الابتزاز «التي لا تخطر على العقل ولا يقدم عليها إلا عديم الشرف والمروءة والأخلاق» وفق تعبيره، مضيفا أن عناصر الجماعة قامت عشية رأس السنة الجديدة باقتحام بيت عمه في ضاحية الحوبان في مدينة تعز، وصادرت هواتف النساء والأجهزة اللوحية للأطفال واعتقلت عمه وأصهاره ونهبت سيارة.

ولم يستبعد المبرمج العليمي أن يكون هدف المداهمات أخذ زوجته وأولاده رهائن لدى الحوثيين للضغط عليه، وأكد أن ممارساتهم ما تزال مستمرة لإلحاق الضرر بكل من تربطه به أي معرفة، وأنه يحتفظ ببعض الوثائق والأوراق.

ووجه العليمي رسالة لجهاز أمن ومخابرات الانقلابيين الحوثيين تعهد فيها بـ«ألا يمر ما فعلوه بسلام»، وطلب منهم انتظاره، مهددا بفضح نهب الأموال حيث أورد أسماء ثلاث من أكبر شركات الصرافة وهي شبكات داديه والامتياز والنجم، وكذا فرع البنك المركزي في صنعاء.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10016
ترسيخ الحكم العائلي والأسري.. تعيينات سلالية لإرساء دولة الإمامة الحوثية

#الإصلاح_نت - خاص

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10017

منذ اجتياحها العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، وسيطرة مليشيا الحوثي على عدد من المحافظات اليمنية، بَسَط عبدالملك الحوثي وأنباء عمومته سيطرتهم على النفوذ في الجهاز الإداري للدولة، وتربعت أسرة آل بدر الدين الحوثي على المناصب الحساسة داخل هيكل الدولة وتحديدا في العاصمة صنعاء.

فمن منطلق تركيبتها الأسرية السلالية، مضت المليشيا الحوثية في تثبيت دعائم حكمها المغتصب عبر تعيينات طائفية لأسر هاشمية تدين لها بالولاء والاعتقاد. وعمدت إلى اختيار أسر معينة دون غيرها أوصلتها إلى مواقع كثيرة في أجهزة الدولة المختلفة يتربع على عرش تلك الأسر عائلة بدر الدين الحوثي، والأسر الأخرى كأسر "الشامي، والمتوكل، والعماد، وشرف الدين.. وغيرها.

وتحظى كذلك أسرة "آل الحمران"، بنفوذ كبير داخل الجماعة الحوثية، بحكم علاقة القرابة والمصاهرة التي تربطها مع أسرة بدر الدين الحوثي، وبمؤسس الجماعة، ويتربع آل الحمران، مواقع ومناصب حساسة، خصوصاً في المجالات التعليمية والفكرية والعسكرية والأمنية والتنظيمية.

مناصب عائلة بدر الدين الحوثي

منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014، مكّن عبدالملك الحوثي، لأبناء عمومته وأقاربه في جسم الدولة اليمنية، سواء من تم تعيينهم في مناصب حسّاسة بشكل مُعلن، أو غير معلن، حيث تسيطر أسرة "آل الحوثي" على مناصب هامة في مناطق سيطرتهم.

وبالنظر إلى أسماء الشخصيات المهمة التي تدير سلطات الدولة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، يأتي اسم محمد علي الحوثي كرجل ثان بعد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، حيث يدير محمد علي الحوثي عدة سلطات منها القضاء بعد إنشاءه مؤخرا، رئاسة ما يسمى باللجنة العدلية، اضافة الى كونه رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا سابقا، وكذا عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع لمليشيا الحوثي، وهو الذي يدير أمور التحشيد العسكري والجماهيري، وممثل زعيم المليشيا للقاء القبائل والوجاهات.

يأتي بعده عبدالكريم أمير الدين الحوثي، المعين وزيرا للداخلية في سلطة المليشيا الحوثية، وكان الشخص المسؤول على إدارة التعيينات في الجهاز الإداري للدولة في مناطقهم، والمسؤول الأول عن إصدار البيانات باسم المجلس السياسي، وقبله اللجنة الثورية، وسبق تعيينه عضوًا لما يسمى باللجنة العسكرية والأمنية التي شكلها ما يسمى بالمجلس السياسي بعد إعلانه في 2016، مناصفة بينهم وبين حزب المؤتمر الجناح الموالي للحوثي.

ويأتي كذلك، وزير التربية والتعليم في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، يحيى بدر الدين الحوثي، وهو شقيق زعيم الجماعة ويتحرك دولياً ومحلياً، ولا يملك مؤهل دراسي عدا إجازات فقهية من والده، فيما عين شقيقه الثاني عبدالخالق الحوثي، قائدا لقوات الاحتياط وقائد المنطقة العسكرية الرابعة.

كما تم تعيين نجل الصريع حسين الحوثي مؤسس الجماعة، وكيلا لوزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة، اضافة إلى عبدالمجيد الحوثي رئيسا للهيئة العامة للأوقاف، وابراهيم الحوثي رئيسا لمركز البحوث والتطوير التربوي، وابراهيم أحمد الحوثي رئيسا لمجلس إدارة بنك التسليف الزراعي "كاك بنك".

وفي سياق سيطرة العائلة الحوثية، عُين أمير الدين عبدالكريم الحوثي، نائبًا لرئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور، وعبدالكريم الحوثي وكيلا لأمانة العاصمة لقطاع الأشغال والمشاريع، ويحي حسن مطهر الحوثي، مديرًا للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، ومحمد حسين الحوثي رئيسا لمركز رصد الزلازل والبراكين.

كما أن هناك قرارات لعدد من أقارب عبدالملك الحوثي تم تعيينهم كمدراء عموم ونواب لمدراء عموم في بعض المؤسسات وعلى رأسها الوزارات الإيرادية مثل أحمد عبدالكريم الحوثي المعين مديرًا عامًا للعلاقات والاعلام بوزارة الكهرباء بصنعاء، وعبدالله الحوثي رئيسا لما يسمى بهيئة التصالح والمسامحة وغيرها من المناصب الحساسة.

بنظرة سريعة على الأسماء الحوثية أعلاه، يتضح أن أسر بيت "بدر الدين الحوثي"، يتركز حضورها الوظيفي على أربع مؤسسات حكومية رئيسية هامة أكثر من غيرها، وهي: "الجيش والأمن، والتعليم، والمؤسسات المالية"، إلى جانب بعض الإدارات الأخرى مثل الأشغال والمشاريع التي لا تقل أهمية عن سابقاتها. وجميعها تقريبا لها علاقة بالخدمات المجتمعية الأكثر انتشارًا واحتياجًا للمجتمع، بما تشمله من مصالح مالية واستثماراتية واسعة، معززة بالنفوذ الأمني المرافق لحماية تلك المصالح.

م
الاســــــــــــــــــــــــــــــم
صلة القرابة بعبدالملك
الوظيفة المُعيّن فيها
1
محمد علي الحوثي
ابن عمه
عضو المجلس السياسي
2
عبد الكريم أمير الدين الحوثي
ابن عمه
وزير الداخلية
3
يحي بدر الدين الحوثي
شقيقه
وزير التربية والتعليم
عبدالخالق بدر الدين الحوثي
شقيقه
قائد قوات الاحتياط "
المنطقة العسكرية الرابعة"
4
علي حسين بدر الدين الحوثي
نجل المؤسس وعمه عبدالملك
وكيل وزارة الداخلية
4
زيد الحوثي
بن عمه
مستشار وزير العدل
5
محمد حسين الحوثي
بن عمه
رئيس مركز رصد ودراسات الزلازل والبراكين


6
عبدالكريم الحوثي
بن عمه
وكيل امانة العاصمة لقطاع الأشغال والمشاريع
7
عبدالله يحي زيد الحوثي
بن عمه
عميد كلية الآداب جامعة صنعاء
8
يحي الحوثي
بن عمه


9
عبدالمجيد الحوثي
بن عمه


10
هاشم الحوثي
بن عمه


11
عبدالمجيد الحوثي


رئيس المجلس الزيدي
رئيس الهيئة العامة للأوقاف
12
قاسم الحوثي
بن عمه


13
عبدالله الحوثي
بن عمه


14
إبراهيم الحوثي
بن عمه
رئيس مركز البحوث والتطوير التربوي
15
يحي الحوثي
بن عمه


16
علي زيد الحوثي
بن عمه
عضو مجلس الشورى
17
أمير الدين عبدالكريم الحوثي
نجل وزير الداخلية ابن عم عبدالملك
نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور


18
عبدالله الحوثي
ابن عمه
رئيسا لهيئة التصالح والتسامح
19
أحمد عبدالكريم الحوثي
من اقاربه
مدير العلاقات والاعلام وزارة الكهرباء
20
إبراهيم أحمد أحمد الحوثي
من اقاربه
رئيس مجلس إدارة بنك التسليف الزراعي "كاك بنك"


آل الحمران.. أخطبوط إيران

وبعيدا عن أسرة الحوثي، هناك أيضا عائلة "الحُمران"، والتي لها كتلة فاعلة داخل الهيكل القيادي لمليشيا الحوثي باعتبارها أخطبوط النفوذ المرتبط بإيران، حيث تعد أسرة "آل الحمران"، واحدة من العوائل الأكثر نفوذاً داخل مليشيا الحوثي، وتجمعها علاقة قرابة ومُصاهرة مع أسرة بدرالدين الحوثي، وبمؤسس الجماعة، ويتربع أبناء الأسرة مواقع ومناصب حساسة، خصوصاً في المجالات التعليمية والفكرية والعسكرية والأمنية والتنظيمية.

ورصد موقع "المصدر أونلاين" تعيين (10) قيادات من آل الحمران في مناصب حركية وحكومية حساسة ذات طابع تعليمي وفكري وتعبوي، وطبيعة ارتباطاتها بإيران وحزب الله وبعائلة الحوثي، أهمها جهاز ما يسمى بـ"الأمن الوقائي الجهادي" الذي أوكلت قيادته لأحد أفراد العائلة، وتعيينات وترقيات شملت (20) من الأسرة في مناصب مخابراتية وأمنية وفي هياكل وزارة الداخلية.

وأبرز الشخصيات المعينة في هياكل الدولة من أسرة الحمران هم: قاسم قاسم احسن الحمران، قائد قوات كتائب الدعم والاسناد، وأحسن عبدالله الحمران، مدير جهاز الأمن الوقائي وضابط في الأمن والمخابرات بوزارة الداخلية، وعبدالرحيم قاسم الحمران رئيس جامعة صعدة، والمشرف على الجامعات في مناطق سيطرة المليشيا، وعبدالرحيم حسن الحمران مدير عام التدريب والتوجيه بوزارة الداخلية.

وكذا، يحي عبدالله الحمران وكيل محافظة صعدة لشؤون التعليم والثقافة والاعلام، وحسن عبدالرحمن الحمران عضو المكتب السياسي للمليشيا، وحسين حسن الحمران مدير عام التوجيه التربوي لقطاع المناهج بوزارة التربية، وقاسم الحمران نائب وزير الادارة المحلية، وأحمد عبدالرحمن الحمران مدير عام مكتب الإرشاد والتوجيه بمحافظة إب وعبدالرحيم حسين الحمران رئيس قطاع إذاعة صنعاء البرنامج العام.

كما قامت مليشيا الحوثي بتعيين وترقية أكثر من (20) شخصاً ينتمون لأسرة الحُمران، ضمن هياكل وزارة الداخلية التي يقودها عبدالكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة، عُينوا في مناصب أمنية مهمة ومنحتهم الجماعة رتباً وأرقاماً عسكرية وترقيات رفيعة. معظمهم لا ينتمون للجيش والأمن من قبل، وشملت ترقيات آل الحُمران أيضاً:
ياسر عبدالكريم أحمد قاسم الحمران، رتبة "عقيد"، وعبدالله احمد محمد الحمران، رتبة "مقدم"، عبدالحكيم أحمد محمد حسن الحمران، رتبة "مقدم"، أدم عبدالكريم محمد احمد الحمران، رتبة "رائد"، محمد عبدالله صالح الحمران، رتبة "رائد"، هيهات يحيى أحمد الحمران، رتبة "رائد"، ابراهيم عبدالله قاسم الحمران، رتبة "رائد"، وكان من بين تم القبض عليهم عام 2008، عبدالملك عبدالرحيم عبدالله الحمران، رتبة "نقيب"، كما تم تعيين (علي أحمد الحمران) رتبة "نقيب"، عُين حاليا مديرا لشرطة مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.

أسرة المتوكل.. المليشيا تعيد بريقها

إضافة إلى ما سبق، أعادت مليشيا الحوثي بريق أسرة "المتوكل" إلى الواجهة على أسس سلالية طائفية، وتحديدا في محافظة إب، بعد عقود غابرة من الاندثار والغياب. تنتمي "أسرة المتوكل" إلى مديرية جبلة، جنوب غرب مركز محافظة إب؛ وتعتبر من الأسر الهاشمية العليا، وباسمهم سميت مملكتهم الإمامية المندثرة "المملكة المتوكلية اليمنية" (1918 -1962)، والتي أسقطتها ثورة 26 سبتمبر 1962.

وعليه، ترى مليشيا الحوثي، التي جاءت كامتداد لحكم الأئمة، بأن أسرة "المتوكل"، لهم الحق في إعادتهم وتمكينهم من الوظائف العليا في دولتهم الجديدة، التي ظلوا على مدى أكثر من نصف قرن- بعد سقوط مملكتهم الإمامية- يخططون ويعملون في السر على استعادتها. الأمر الذي- على ما بدى لهم- أنه تحقق بانقلابهم المسلح على السلطة الشرعية للبلاد، في 21 سبتمبر 2014م.