الإصلاح نت
1.27K subscribers
703 photos
70 videos
9 files
9.97K links
Download Telegram
اصلاح الحديدة يدعو الى سرعة اعلان الحديدة محافظة منكوبة وتشكيل خلية ازمة انسانية للإغاثة

الإصلاح نت - مأرب
دعا التجمع اليمني للاصلاح بمحافظة الحديدة، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والاشقاء في دول التحالف العربي والأمم المتحدة والمنظمات الانسانية، الى تلبية مناشدة المنكوبين بمحافظة الحديدة، المتضررين من الفيضانات التي شهدتها المحافظة خلال اليومين الماضيين.
واهاب إصلاح الحديدة، في بيان اليوم الخميس،الى سرعة التحرك الإنساني لإغاثة المواطنين.
وأشار إلى حجم المصاب الجلل والكارثة الانسانية التي حلت بمحافظة الحديدة جراء الفيضانات، ما يستدعي توفير الغذاء والدواء والمأوى والمتطلبات الحياتية الرئيسية لكافة المتضررين والمنكوبين والتخفيف من مصابه ومعاناتهم البالغة.
كما دعا إلى سرعة إعلان الحديدة محافظة منكوبة،وتشكيل خلية ازمة انسانية لمتابعة عملية الإغاثة وسلامة وصولها للمنكوبين من ابناء الحديدة.
وأهاب اصلاح الحديدة بكل الخيرين ورجال المال والأعمال، وكافة المؤسسات والجمعيات الخيرية، لسرعة التحرك للمناطق المنكوبة في محافظة الحديدة وإغاثة السكان المتضررين، وتلبية حاجياتهم الأساسية من غذاء ومأوى.
وشدد اصلاح الحديدة على اهمية توحيد أبناء تهامة لصفوفهم وتضافر جهودهم في إيصال رسالة مأساة اخوانهم في المناطق المنكوبة والمتضررة، عبر مختلف وسائل الاعلام والاعلام الجديد، وعرض المأساة للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي، ليتحمل الحميع المسؤولية ازاء هذه الكارثة الانسانية.
ودعا الأمم المتحدة للإسهام في إغاثة المناطق المتضررة والضغط على مليشيا الحوثي الارهابية لرفع كافة القيود عن المنظمات الإنسانية والإغاثية وإطلاق قادتها، وصرف الإيرادات الكبيرة من الموانئ والضرائب والجمارك التي تنهبها مليشيات الحوثي الارهابية، على مرأى ومسمع الجميع، وتحرم ابناء تهامة منها حتى مع وقوع الكوارث الطبيعية التي فاقمت من معاناة السكان.

نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلق وحزن بالغ يتابع التجمع اليمني للاصلاح بمحافظة الحديدة ، حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالمحافظة ارضا وإنسانا جراء الامطار الفيضانية التي شهدتها المحافظة يومي الثلاثاء والاربعاء ، واسفرت عن وفاة العشرات من المواطنين وتهدم المئات من المنازل وجرف المزارع والسيارات وتضرر الطرقات والبنية التحتية ونفوق الالاف من الماشية ، وغيرها من الخسائر الباهضة التي لحقت بعشرات الالاف من المواطنين ، الذين باتوا في العراء بلا غذاء ولا مأوى ..

اننا في التجمع اليمني للاصلاح بمحافظة الحديدة ، نؤكد بأن مصاب تهامة أليم وكارثي ، بعد ان صارت منكوبة ، خاصة وان معظم سكانها واراضيها تعيش بلا دولة منذ عقد من انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية وسيطرتها على مقدراتها وثرواتها وقيامها باغلاق المؤسسات والجمعيات الخيرية وملاحقة المنظمات الانسانية التي كانت تقدم المساعدات في الكوارث الطبيعية ، حيث لا تكترث المليشيات الحوثية ، بما يلحق بثلاثة مليون ونصف مليون نسمة من السكان من مآسي ومعاناة بالغة .

* اننا في التجمع اليمني للاصلاح بمحافظة الحديدة ندعو المجلس القيادي الرئاسي والحكومة والاشقاء في دول التحالف العربي والامم المتحدة والمنظمات الانسانية ، الى تلبية مناشدة المنكوبين وسرعة التحرك الانساني لاغاثتهم وتوفير الغذاء والدواء والمأوى والمتطلبات الحياتية الرئيسية لكافة المتضررين والمنكوبين والتخفيف من مصابهم ومعاناتهم البالغة .
*
سرعة اعلان الحديدة محافظة منكوبة وتشكيل خلية ازمة انسانية لمتابعة عملية الإغاثة وسلامة وصولها للمنكوبين من ابناء الحديدة .

- نهيب بكل الخيرين ورجال المال والأعمال وكافة المؤسسات والجمعيات الخيرية الى سرعة التحرك للمناطق المنكوبة في محافظة الحديدة واغاثة السكان المتضررين ، وتلبية حاجياتهم الاساسية من غذاء ومأوى.

* يشدد اصلاح الحديدة على اهمية توحيد ابناء تهامة لصفوفهم وتضافر جهودهم في إيصال رسالة مأساة اخوانهم في المناطق المنكوبة والمتضررة ، عبر مختلف وسائل الاعلام والاعلام الجديد ، وعرض المأساة للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي ، ليتحمل الحميع المسؤولية ازاء هذه الكارثة الانسانية

* كما يدعو الاصلاح : الامم المتحدة للاسهام في اغاثة المناطق المتضررة والضغط على مليشيا الحوثي الارهابية على رفع كافة القيود عن المنظمات الانسانية والاغاثية واطلاق قادتها ، وصرف الايرادات الكبيرة من الموانئ والضرائب والجمارك التي تنهبها مليشيات الحوثي الارهابية ، تحت مرأى ومسمع الجميع ، وتحرم ابناء تهامة منها حتى مع وقوع الكوارث الطبيعية التي فاقمت من معاناة السكان.
*
نسأل الله القدير ان يلطف بكافة ابناء الحديدة واليمن قاطبة ، وان يقي الجميع من الكوارث والمصائب وان ينجز وعده سبحانه ، النصر لعباده المظلومين ، في تحرير الحديدة واليمن قاطبة من براثن مليشيات الحوثي الارهابية ، انه على ما يشاء قدير .
الإصلاح يُدين استمرار حرب الإبادة على غزة ويعتبرها حربا على الإنسانية

الإصلاح نت -متابعة خاصة

استنكر التجمع اليمني للإصلاح، حرب الإبادة الدائرة على غزة منذ أكثر من 300 يوم.

وأكد الناطق الرسمي باسم الإصلاح نائب رئيس الدائرة الإعلامية، عدنان العديني، أن ما يجري في غزة حرب على الإنسانية جمعاء.

واعتبر العديني أن قصف مدرسة حي الدرج للنازحين، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد، هو استمرار لفضح الغرب ولكل ادعاءاته وأخلاقياته الزائفة بدعمه للكيان الصهيوني.

وأوضح ناطق الإصلاح أن جريمة قصف النازحين في غزة دليل على عدم وجود إرادة سياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق.

وفجر اليوم السبت، استشهد نحو 100 فلسطيني وسقط عشرات الجرحى، في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مدرسة "التابعين" التي تأوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة بينهم العديد من الأطفال والنساء.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11329
إصلاح وادي حضرموت يعقد ورشة عمل للمكونات والشخصيات الاجتماعية والسياسية لمناقشة رؤيته لمعالجة ملف الكهرباء

الإصلاح نت - سيئون

عقد التجمع اليمني للإصلاح بوادي وصحراء حضرموت، اليوم السبت، ورشة عمل لقيادات وشخصيات المكونات الاجتماعية والسياسية، لمناقشة رؤية حزب الإصلاح لمعالجة ملف الكهرباء والطاقة في مختلف مديريات وادي حضرموت خلال السنوات الخمس المقبلة (2025 - 2029).

وخلال الورشة، قال الأمين المساعد لتنفيذي الإصلاح بوادي وصحراء حضرموت، منير بامحيمود، إن رؤية الإصلاح انبثقت من معاناة المواطن التي يعيشها في حضرموت، وترجمت دور الحزب كمساهم ومساند ومشارك لجهود السلطات المحلية للاستفادة من الفرص الممكنة.

وأوضح بامحيمود أن الرؤية تأتي كخلاصة لجهود لجنة من المهندسين المختصين في مجالات الطاقة، وبحثت حلول وبدائل متاحة تستطيع من خلالها السلطات المحلية والمركزية التغلب على مشكلات الكهرباء والطاقة من خلال استغلال الفرص الممكنة لإنتاج طاقة مستدامة تلبي تطلعات المواطنين.

كما حث الأمين المساعد في كلمته، الأحزاب والمكونات المجتمعية على تحقيق التنافس الإيجابي بتقديم البرامج والمشاريع لمعالجة الأزمات التي تعاني منها حضرموت بدرجة أساسية ثم الوطن بشكلٍ عام.

وتضمنت رؤية الإصلاح تشخيصا دقيقا للوضع الحالي لمنظومة الكهرباء في وادي حضرموت، وأولويات وزمن التنفيذ للرؤية، والتكلفة التقديرية ومصادر التمويل والفرص والتحديات والتوصيات.

وأثارت الورشة مقترحات ومناقشات الحاضرين التي أسهمت في توسيع الرؤية وتنقيحها وفق معطيات المرحلة بما يضمن واقعية التنفيذ بناء على الموارد والإمكانيات المتاحة أمام السلطات، مع الأخذ بالاعتبار الرؤى المتعددة للمكونات الحضرمية الأخرى في ذات المجال.

وخرجت الورشة بمصفوفة توصيات قضت بتشكيل لجنة من المختصين والمهتمين بالطاقة وشخصيات اجتماعية وسياسية لتقديم الرؤية للسلطات المحلية والمركزية ومتابعتها مع الجهات ذات الاختصاص، لتنعكس على حياة المواطنين العامة واستقرار الخدمة خلال السنوات المقبلة.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11330
👎1
أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة الشخصية الإعلامية والدبلوماسية عبد الغني الشميري

الإصلاح نت - خاص

عزى الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبد الوهاب الآنسي، في وفاة الشخصية الإعلامية والدبلوماسية، الدكتور عبد الغني نصر الشميري، الذي وافاه الأجل اليوم الأحد، إثر مرض مفاجئ، بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والإنجاز.

وعبر الآنسي في رسالة تعزية، بعث بها إلى نجل الفقيد، صهيب عبد الغني الشميري، وإخوانه، عن الحزن وعميق الأسى، لرحيل والدهم.

وأشاد بأدوار الفقيد الشميري، الذي كان أبرز الشخصيات الإعلامية اليمنية التي لها إسهامات في النهوض بالعمل الإعلامي والصحفي، مشيراً إلى دوره في تطوير الإدارة الإعلامية من خلال المناصب التي تقلدها فحقق فيها نجاحات كبيرة.

وأشاد الآنسي بدور الراحل في العمل السياسي والدبلوماسي من خلال عمله سفيرا لليمن وممثلاً لها في مرحلة استثنائية من النضال الوطني.

وأكد أمين عام الإصلاح، أن خسارة اليمن كبيرة برحيل الفقيد عبد الغني نصر الشميري، الذي كان مثالاً للنضال الوطني في الميادين التي عمل فيها، وفي مجال الثقافة والتنوير والتربية الوطنية، علاوة على ما اتسم به من مناقب، جعلته محل محبة واحترام كل من عرفه.

وتقدم بخالص التعازي والمواساة لأبناء وأسرة الفقيد ورفاقه، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

نص رسالة التعزية:

الأخ العزيز/ صهيب عبد الغني الشميري، وإخوانه المحترمون
ببالغ الحزن وعميق الأسى، بلغنا نبأ وفاة والدكم الشخصية الإعلامية والدبلوماسية الدكتور عبد الغني نصر الشميري إثر مرض مفاجئ، بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء والإنجاز.

لقد كان والدكم واحداً من أبرز الشخصيات الإعلامية اليمنية التي لها إسهامات في النهوض بالعمل الإعلامي والصحفي، إضافة إلى دوره في تطوير الإدارة الإعلامية من خلال المناصب التي تقلدها فحقق فيها نجاحات كبيرة، ثم دوره في العمل السياسي والدبلوماسي من خلال عمله سفيرا لليمن وممثلاً لها في مرحلة استثنائية من النضال الوطني.

إن خسارة اليمن كبيرة برحيل والدكم المناضل الذي كان مثالاً للنضال الوطني في الميادين التي عمل فيها، وفي مجال الثقافة والتنوير والتربية الوطنية، علاوة على ما اتسم به من مناقب، جعلته محل محبة واحترام كل من عرفه.

ونحن إذ نشاطركم الحزن في هذا المصاب الأليم، فإننا نتقدم إليكم بخالص التعازي والمواساة وإلى كافة الأسرة الكريمة، وإلى رفاق والدكم الراحل، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان ويخلف عليكم بخير.
إنا لله وإنا إليه راجعون

عبد الوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
الأحد 11 أغسطس 2024

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11331
👍2👎1
الحوثي.. خميني بلا عمامة
عبد السلام قائد
في أواخر شهر سبتمبر 2023، أعلن زعيم مليشيا الحوثيين، عبد الملك الحوثي، عن "مرحلة تغيير جذري" للتخلص من شركائه في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، الذين وصفهم بـ"المنافقين والعملاء"، وبعد تصريحاته تلك أكدت إيران أنها ستواصل دعم الحوثيين بالخبرات السياسية، وفق ما نقلته حينها وكالة "تسنيم" الإيرانية عن رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي.
لكن "مرحلة التغيير الجذري" التي بشر بها عبد الملك الحوثي تأخرت أكثر من عشرة أشهر حتى تعيين رئيس جديد للحكومة الانقلابية غير المعترف بها دوليا، وهو ما يؤكد وجود خلافات بين أجنحة المليشيا الحوثية حول الحكم، أو بالأصح تقاسم المناصب، وكان تعبير "التغيير الجذري" مجرد مخدر للمواطنين في مناطق سيطرة المليشيا، بعد أن ازداد سخطهم ضد المليشيا، والتعبير عن السخط بوسائل متعددة، كان آخرها، حتى ذلك الحين، المظاهر الاحتفالية بذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962، وهي احتفالات تعد بمنزلة محاكمة شعبية للمليشيا وإدانة تاريخية لها.
أما تغيير رئيس الحكومة الانقلابية، أو تغيير الحكومة بكاملها، فلن يغير من واقع الحال شيئا، ذلك أن طريقة المليشيا الحوثية في الحكم هي استنساخ تام لطريقة ملالي إيران في الحكم، مع فارق بسيط وهو أنه لا يوجد في إيران منصب رئيس الحكومة، فصلاحيات رئيس الحكومة هناك بيد من يسمى رئيس الدولة، والجميع يعملون تحت سلطة من يسمى "مرشد الثورة"، بحسب الدستور الإيراني الذي ينص على أن "المرشد" هو صاحب المركز الأول وليس رئيس الجمهورية، وهذا ما تطبقه مليشيا الحوثيين فعلا، فسلطة عبد الملك الحوثي الذي تصفه مليشياته بـ"قائد الثورة"، له سلطة تشبه سلطة الخميني الذي يلقب بـ"مرشد الثورة".
وتظهر بصمات إيران بوضوح في مختلف مراحل الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية، ما يشير إلى أن مبدأ تصدير الثورة الخمينية إلى الدول العربية يسير على نفس مراحل تلك الثورة في إيران، باعتباره النموذج الأكثر نجاحا في الانقلاب على السلطات الحاكمة واستغلال الغضب الشعبي ضدها والولوج من بين مشاعر الغضب واستغلالها لتحقيق أهداف سياسية خاصة، حتى إن إقالة الحكومة الحوثية الانقلابية والتبشير بتغيير شامل يشبه إلى حد ما إقالة الخميني لآخر رئيس حكومة بعد الثورة، وهو مير حسين موسوي، ضمن إصلاحات عام 1989، وإلغاء منصب رئيس الحكومة وتسليم صلاحياته لرئيس الدولة، بذريعة تضارب الصلاحيات بين المواقع.
اندلعت ثورة الخميني ضد شاه إيران، عام 1979، في وقت كانت تشهد فيه البلاد مظاهرات ضد نظام الشاه، وكانت التيارات السياسية في إيران تطالب بدك نظام الشاه واقتلاعه من الجذور، معتمدة على سياسة كشف فضائح الأسرة المالكة بالوثائق والمستندات، فاستغل الخميني ذلك، وعاد مسرعا إلى طهران بعد أسبوعين من رحيل الشاه، وتمكن من السيطرة على الحكم في إيران، أي أنه وظف السخط الشعبي ضد الشاه لمصلحته، وأقام دولة "الولي الفقيه".
وهو المشهد الذي تكرر في اليمن، إذ لا يستبعد أن إيران هي من وجهت مليشيا الحوثيين باستغلال السخط الشعبي ضد نظام حكم علي عبد الله صالح والتقارب مع بعض الأحزاب، ثم التخطيط للانقلاب على السلطة الشرعية، ووصف الانقلاب بـ"الثورة"، لأنه لا يمكن الانقلاب في ظل ظروف طبيعية.
وكان الدعم العسكري الإيراني للحوثيين قد بدأ بعد اندلاع ثورة 11 فبراير 2011، وقد بلغ الدعم ذروته من خلال تسيير 14 رحلة أسبوعية من طهران إلى صنعاء، بعد سيطرة الحوثيين عليها، وقالت طهران حينها إن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط بيد إيران، وإن الإمبراطورية الفارسية عادت وعاصمتها بغداد.
وبعد أن قتل الحوثيون حليفهم السابق، علي عبد الله صالح، وانفردوا بحكم المحافظات التي يسيطرون عليها كسلطة أمر واقع، انتهجوا نفس مسلك الخميني في الحكم بعد ثورته على الشاه، الذي عمل على وجود سلطتين متوازيتين منذ اللحظة الأولى، سلطة تمثل واجهة مقبولة لنظام الخميني أمام العالم، وهي الحكومة (الوزارات)، وسلطة فعلية تباشر شؤون الدولة مكونة من اللجان الثورية المحلية ومحاكم الثورة والمجلس الثوري وغير ذلك، وكانت الوزارات والإدارات التابعة لها والجيش والشرطة، كانت كلها من الناحية الشكلية تابعة لرئاسة الحكومة، لكنها من الناحية الفعلية تحت سلطة اللجان الثورية المحلية على امتداد البلاد.
وهذا النهج سارت عليه مليشيا الحوثيين تماما، فرغم أن سلطة المليشيا أبقت على حكومة عبد العزيز بن حبتور، التي تم تشكيلها بالتقاسم بن شريكي الانقلاب، المليشيا الحوثية وجناح علي صالح في حزب المؤتمر، لكن تلك الحكومة لم يكن لها أي أهمية تُذكر وبلا صلاحيات، ووضعها من حيث التهميش يشبه وضع أول حكومة بعد ثورة الخميني في إيران، حكومة مهدي بازرجان، التي كانت مجرد واجهة مقبولة للخميني أمام العالم.
👎1
وكذلك أبقت المليشيا الحوثية على حكومة عبد العزيز بن حبتور لتكون واجهة لها مقبولة أمام العالم، رغم أن العالم لا يعترف بتلك الحكومة (الانقلابية)، ولم يكن لها أي صلاحيات تُذكر، ومن يحكم فعليا مناطق سيطرة الحوثيين ما يسمى "المجلس الجهادي" و"المجلس العام" والذي يطلق عليه أيضا "مكتب السيد القائد"، فالمجلس الجهادي استنساخ للجان الثورية في إيران، والمجلس العام (مكتب السيد القائد) استنساخ لـ"مجلس قيادة الثورة" الذي أنشأه الخميني، وكانت مهمته الأساسية الإشراف على الحكومة المؤقتة، أو بالأصح ممارسة صلاحياتها، بالإضافة إلى الإشراف على القيادات العسكرية واللجان المركزية.
ويتفرع من المجلسين التابعين للحوثيين، المجلس الجهادي والمجلس العام (مكتب السيد القائد)، عدد كبير من المجالس والهيئات، ويشبه هيكلهما الإداري الهياكل الإدارية لـ"مجلس قيادة الثورة" في إيران و"اللجان الثورية" وغيرهما من المجالس واللجان والهيئات التي كانت تحكم إيران بعد الثورة الخمينية، علما أن بعض من تسميهم المليشيا الحوثية "المشرفين" لهم صلاحيات واسعة لا يتمتع بها أي وزير في الحكومة الحوثية غير المعترف بها دوليا.
وتتعدد أشكال ومظاهر اقتفاء الحوثيين لخطوات ثورة الخميني في إيران ضد الشاه لتشمل بتفاصيلها الدقيقة ممارسات وشعارات لدرجة يبدو معها وكأن التاريخ القريب في إيران يكرر نفسه في اليمن، ومن نماذج ذلك أن الخميني في إيران جعل خطبة الجمعة في المساجد حكرا على الشيعة فقط، ووجه بتخصيص خطب الجمعة للشؤون السياسية والدعاية له، وجعل الشؤون الدينية في مرتبة ثانية بعد السياسة، كما حول المساجد إلى مراكز اقتراع في مواسم الانتخابات والاستفتاء.
وعلى هذا المنوال سارت مليشيا الحوثيين، التي استولت على المساجد في مناطق سيطرتها، وعينت خطباء جمعة من أتباعها، وخصصت خطب الجمعة للشؤون السياسية ونشر ثقافة الكراهية والقتل، كما حولت كثيرا من المساجد إلى مراكز للدعاية لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي، بل وحولتها إلى أماكن لمضغ القات وتدخين السجائر والرقص وترديد "زوامل الحرب".
يضاف إلى ذلك، أن مليشيا الحوثيين أنشأت مدارس خاصة بالتعليم الطائفي، وتنفق عليها ببذخ، بعد أن دمرت التعليم النظامي، وتعد تلك المدارس ذات الصبغة الطائفية البحتة أشبه بما يسمى "الحوزات العلمية" التي أنشأها الخميني في إيران بعد سيطرته على السلطة، لكن مليشيا الحوثيين تستنسخ الفكرة وليس الاسم، خوفا من أن يلفت ذلك الأنظار ويزداد السخط الشعبي ضدها.
وفيما يتعلق بالاقتصاد وتحقيق الثراء السريع، فمن المعلوم أن الخميني أنشأ مؤسسات لمصادرة أملاك أسرة الشاه والمعارضين والتجار الذين تضخمت ثرواتهم في عهد الشاه، بل فقد صادر ملكيات نحو خمسين مليونيرا عبر ما سماها "مؤسسة المستضعفين"، كما دمر القطاع الخاص عبر طبقة جديدة من التجار (رجال البازار) معظمهم من قادة قوات الحرس الثوري، مما أثر على رجال البازار التقليديين، وما زال الحرس الثوري إلى اليوم يعمل على استكمال احتكار التجارة تماما، من أجل تعزيز هيمنته على المؤسسات الاقتصادية الرئيسية في البلاد، بالرغم من تزايد الاستياء في صفوف تجار البازار بشكل خاص، وفي أوساط المواطنين بشكل عام.
وعلى هذا المنوال مضت مليشيا الحوثيين، حيث صادرت أملاك خصومها السياسيين وأملاك الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وعائلته، ونهبت أموال خصومها السياسيين المودعة في البنوك المحلية، كما نهبت مؤسسات وشركات تجارية حكومية وخاصة وجامعات وفنادق ومستشفيات وشركات اتصالات وغيرها، وشكلت طبقة جديدة من التجار الذين اغتنوا فجأة جراء الأموال المنهوبة، وظلت تحارب القطاع الخاص بعد أن دمرت الاقتصاد الوطني لتنشئ على أنقاضه اقتصادها الموازي، لتعزيز هيمنتها على المؤسسات الاقتصادية الرئيسية واحتكارها.
كما أن المليشيا الحوثية عملت على تصفية المعارضين وأفرغت مناطق سيطرتها منهم تماما، إما بالسجن والتنكيل والاغتيالات، أو إجبارهم على مغادرة مناطق سيطرتها، وأنهت أي وجود للأحزاب السياسية، كما نكلت بالمخالفين دينيا مثل البهائيين، وهي بهذه الخطوات مضت على خطى الخميني في إيران تماما، الذي صفى المعارضة بأجنحتها المختلفة، ونكل بالمعارضين إعداما وسجنا عبر المحاكم الثورية، كما نكل بالمخالفين دينيا وفي مقدمتهم طائفة البهائيين.

https://alislah-ye.net/articles.php?id=974
👎1
هيئة شورى وتنفيذي الإصلاح بذمار ينعيان الشيخ السنامي ويشيدان بجهوده التربوية وأدواره النضالية

الإصلاح نت – مأرب

نعت هيئة الشورى المحلية والمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح، بمحافظة ذمار إلى كل أعضائه ومحبيه، المناضل الشيخ على ناصر السنامي، الذي وافاه الأجل اليوم الاثنين، في مدينة ذمار، بعد حياة حافلة بالعمل التربوي والسياسي والعلمي والنضالي.
وأوضح إصلاح ذمار في بيان مشترك لهيئة الشورى والمكتب التنفيذي، إن الراحل أحد قادة الإصلاح المؤسسين، الذي كرس جهده ووقته في التربية والدعوة والنضال، وترك أثرا فاضلا في نفوس محبيه قادة ومرؤوسين، ونهجا سلوكيا يقتدى به ويسجل باسمه وصفته.
وأكد أن الشيخ السنامي، كان مصدر فخر واعتزاز الإصلاح بإسهاماته الجماهيرية وجهوده النضالية.
وأشار إلى أن الفقيد كان أحد ابرز مؤسسي الاصلاح وعضو لجنته التحضيرية، وأول رئيس مكتب تنفيذي للإصلاح بمحافظة ذمار، ثم رئيسا لهيئة شورى الاصلاح المحلية بالمحافظة، كما انتخب عضوا لمجلس النواب عن الاصلاح بالدائرة الاولى بمدينة ذمار للدورة الانتخابية من العام 1993-1997م.
وعبر إصلاح ذمار عن الحزن لرحيل هذه الشخصية الوطنية، معزياً أسرته، ومبتهلاً إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يتقبله في الصالحين، وأن يلهم كل أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

نص بيان النعي:
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)..
بحزن وألم بالغين وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ذمار إلى كل أعضائه ومحبيه وفاة المناضل الشيخ على ناصر صالح السنامي، الذي وافاه الأجل يومنا هذا في مدينة ذمار بعد حياة حافلة بالعمل التربوي والسياسي والعلمي والنضالي.
لقد ودع الإصلاح اليوم أحد قاداته المؤسسين، الذي كرس جهده ووقته في التربية والدعوة والنضال، وترك أثرا فاضلا في نفوس محبيه قادة ومرؤوسين، ونهجا سلوكيا يقتدى به ويسجل باسمه وصفته رحمه الله.
لقد كان الفقيد الشيخ على ناصر السنامي مصدر فخر واعتزاز الإصلاح بإسهاماته الجماهيرية وجهوده النضالية حيث كان أحد ابرز مؤسسي الاصلاح وعضو لجنته التحضيرية، واول رئيس مكتب تنفيذي للإصلاح بمحافظة ذمار، ثم رئيسا لهيئة شورى الاصلاح بمحافظة ذمار.
كما انتخب عضوا لمجلس النواب عن الاصلاح بالدائرة الاولى بمدينة ذمار للدورة الانتخابية من العام 1993-1997م.
إن التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ذمار وهو ينعى هذه الشخصية الوطنية لعموم أبناء محافظة ذمار واليمن عموما، فإنه يبتهل إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يتقبله في الصالحين، وأن يلهم كل أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وانا لله وانا اليه راجعون

هيئة مجلس الشورى والمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح - محافظة ذمار
الاثنين 12/ 8/ 2024

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11333
👎1
القبيلة اليمنية.. مقاومة مستمرة لرفض المشروع الحوثي وانتصارًا للثورة والجمهورية

الإصلاح نت-خاص

البيضاء مجددًا في مواجهات مع مليشيات الحوثي الإرهابية، هذه المرة في قرية "حمة صرار" في مديرية ولد ربيع.. بدأت الحكاية بقتل مليشيا الحوثي اثنين من أبناء القرية في نقطة عسكرية، الأمر الذي دفع الأهالي للانتفاض وفي وجه المليشيا، واندلاع اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

لقد سعت المليشيا لخوض هذه الحرب وفق استراتيجيتها المميتة، الهادفة للتفرد بالقرى والمناطق الصغيرة، لتهشيم أي بوادر للمقاومة، فحاولت اقتحام القرية بحملة عسكرية، مما أدى إلى انتفاض القبائل أمام الحملة الحوثية التي كانت متجهة لمداهمة القرية، واندلاع اشتباكات عنيفة.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات دموية بين القبائل والمليشيات الحوثية، فمنذ دخولهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014، دخلت المليشيا في مواجهات مفتوحة مع المليشيا في ذمار، وعتمة، وإب، وعمران، وحجة، وتعز، والضالع، والبيضاء، وغيرها من المحافظات.

سنعرض في هذا التقرير لجزء من تاريخ المواجهات بين الحوثيين والقبائل منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، وما قبلها وصولا إلى مواجهات البيضاء، والاستراتيجية التي اتبعتها المليشيا لمحاولة وأد أي بوادر للمقاومة، التي كانت تشتعل هنا وهناك، لضربها والقضاء عليها لتخويف القبائل الأخرى من القيام بأي تحركات مماثلة.

المواجهات مع القبائل (قبل الانقلاب)

قبل دخول المليشيا الحوثي صنعاء، والانقلاب على الدولة، كانت قبائل عمران وصعدة في مقدمة الصفوف دفاعًا عن الدولة اليمنية، حيث واجهوا المليشيات الانقلابية بأدواتهم الشخصية، وبعيدًا عن أي دعم حكومي يذكر سواء بالمال أو السلاح، الأمر الذي مكن الحوثي من البطش بهم نتيجة عوامل متداخلة ليس بينها استسلام القبائل.

حيث صمدت قبائل عمران التي احتشدت لمنع إسقاط المدينة لأكثر من شهرين، لكن تم اسقاطها بفعل مؤامرات داخلية وخارجية، زعما منهم أنه يستهدف طرف سياسي بعينه دون أن يعرفوا أنه يهدف للقضاء على الدولة اليمنية برمتها، حيث فرض حصارا خانقا على مدينة عمران لمدة شهرين، فشل في تحقيق أي تقدم يذكر حتى سقطت المدينة التي مثلت بوابة العبور لإسقاط العاصمة.

كما اندلعت مواجهات عنيفة بين المليشيا وعدد من قبائل الطوق، في همدان وأرحب وبني مطر، وغيرها حيث سعت المليشيا لإخضاع القبائل باعتبار اسقاطهم سيمهد لها الطريق بشكل فعلي باتجاه العاصمة صنعاء وهو ما حدث حيث ارتكبت المزيد من الانتهاكات في سبيل تطويع هذه القبائل

المواجهات مع القبائل (بعد الانقلاب)

بعد إسقاط العاصمة صنعاء، تحركت المليشيا الحوثية باتجاه محافظة البيضاء، وهناك اندلعت مواجهات عنيفة مع رجال القبائل، الذين وجدوا أنفسهم بأسلحتهم الشخصية مقابل المليشيا التي تحركت بأجهزة الدولة وأسلحتها بعد الانقلاب عليها، حتى تمكنوا من الانتصار على القبائل بعد وصفهم بتهم شتى بينها التطرف والإرهاب.

وفي محافظة ذمار، اندلعت مواجهات مسلحة مع قبائل عتمة بقيادة الشيخ معوضة، ثم ذهبت باتجاه إب واندلعت مواجهات عنيفة مع قبائل يريم التي كان يقودها الشيخ علي مسعد بدير، وفي الرضمة بقيادة الشيخ الدعام، ثم مع قبائل القفر بقيادة الشيخ البرح، وفي بعدان كذلك وغيرها.

وفي محافظة حجة، اندلعت معارك عنيفة بين المليشيا وقبائل كشر وحجور، والتي ظلت القبائل فيها صامدة لعدة أشهر، ولم تجد الدعم الكافي من الأسلحة والعتاد، الأمر الذي جعل الحوثي يحقق انتصارا عليهم، نظرا لغياب الدعم وفارق التسليح.

كما اندلعت مواجهات أخرى في البيضاء وتحديدا في مديرية ردمان، وقبلها في آل عمر، بين مليشيا الحوثي وأبناء القبائل، واخرى مع قبائل الحدأ بمحافظة ذمار، وفي بني حشيش، وهمدان وغيرها من القبائل في مناطق سيطرتهم، والتي تؤكد كمية الرفض المجتمعي للمليشيا الحوثية التي تجهد لفرض إرهابها على مناطق القبائل وسكانها.

صراع بين الجمهورية والحوثية

وفي هذا الصدد، علّق رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي على الأحداث في قرية "حمة صرار"، بالقول، إن ما حدث في قرية "حمة صرار" أو قبلها من تفجير للمنازل في رداع، وقبلها زيادة موازنة القوات العسكرية والأمنية التابعة لميليشيا الحوثي في محافظة البيضاء، يعطينا مدلولا مهما نقف أمامه، أن محافظة البيضاء، اليوم، أصبحت مركزا استراتيجيا للصراع بين القوى الجمهورية والقوى الحوثية.

وأوضح، أن السيطرة على محافظة البيضاء، يعتبر السيطرة على قلب اليمن، فهي المحافظة التي تربط بين شمال اليمن وجنوبه، وهي محور أساسي، يشرف تقريبا على ثمان محافظات، ولا يمكن حصارها على الأقل، مؤكدا الموقع الاستراتيجي للبيضاء، فمن يسيطر على محافظة البيضاء يستطيع أن يفرض سيطرة استراتيجية على المناطق المتوسطة في اليمن، وسقوطها سيحدث لميليشيا الحوثي نوع من الانكسار النفسي والانكسار العسكري.
👎1
وأكد الحميدي في مقابلة مع قناة بلقيس، أن سيطرة القوات الحكومية على البيضاء، يعني تماما أن المعركة أصبحت على أبواب إب وذمار ومأرب إلى غير ذلك، لذا فإن هذه النقاط الأساسية تدركها ميليشيا الحوثي جيدا. معربًا عن أسفه الشديد، أن الحكومة الشرعية إلى حد اليوم، خلال متابعة مجريات الأحداث، لم تستوعب أهمية هذه المحافظة، الأهمية التي تجعلها أولى أولوياتها في هذا الصراع على الأقل كورقة سياسية من أجل المفاوضات.

وأضاف الحميدي، الصراع الذي يجري في البيضاء متعلق بالتاريخ، فدائما كانت البيضاء العصية حتى على الدولة الإمامية، رغم أنها خليط من الزيدية والشافعية، لكنهم يتصفون بالشراسة، والاستقلالية، وعدم الخضوع لأي طرف من الأطراف، وهذا الأمر يقلق ميليشيا الحوثي تماما

وقال: عندما ترى ميليشيا الحوثي أي خروج عن سيطرتها، في محافظة البيضاء، تضرب بيد من حديد وبقوة، سواء بتفجير المنازل، أو هدم الآثار، وإحراق المزارع، وذلك لإنهاء ما تعتبره تمردًا عليها، لافتا إلى أن هذه المحافظة ذات تضاريس وعرة، ورجالها أشداء، يمكن أن تقلب معادلة الصراع في اليمن، وعلى الحكومة الشرعية أن تدرك أهمية هذا الصراع داخل المحافظة.

ثأر تاريخي

بدوره، قال القيادي في مقاومة البيضاء، "عبد الله صالح العبدلي"، إن ما حدث يوم الأربعاء هو حادث أدمى قلوب اليمن جميعا، الحادثة الإرهابية التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي الإرهابية، بحق قرية حمة صرار، تأتي في إطار الاستفزاز الذي تفتعله هذه الميليشيات بحق أبناء البيضاء.

وأشار إلى أن الاستفزاز الذي يحدث بحق هذه المنطقة التي عرف عنها جميع اليمنيين أنها منطقة مقاومة للمد الحوثي منذ الانتفاشة الأولى له، وتصدرت مشهد النضال، ومواجهة هذه الميليشيا، مؤكدا أن ما حدث هو أمر متفق عليه، ومخطط له سابقا، ويأتي في إطار العمل الممنهج لهذه الميليشيات لجمع أبناء القبائل المناهضة لها، حتى وإن كانت هذه المنطقة قد سبق وأن سيطرت عليها هذه الميليشيا، إلا أنها خائفة من ثورة القبائل، خائفة من الغضب الثوري المتولد في نفوس قبائل البيضاء عامة، التي تدين بالكراهية والبغض لهذه الميليشيا.

وأكد في تصريح لقناة بلقيس، أن هذه الميليشيا تتوقع من أبناء البيضاء، أن يثوروا ضدها أو أن يقاوموها، في أي لحظة، والتي اخضعتها هذه القرية الصغيرة والكبيرة بأبطالها وبرجالها وبشجعانها، لافتا إلى أن هذه الميليشيا هي من تدير الأمور داخل المحافظة، إلا أنها تقيم الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، في محاولة منها لإذلال وتركيع شباب هذه المنطقة، المقاومين والرافضين للمد الحوثي، ولفكرتهم من الأساس.

وأشار إلى أن محافظة البيضاء لها تاريخ ممتد منذ عقود، ولها ثأر مع هذه الميليشيا، وتاريخها النضالي والجمهوري واضح وجلي للجميع، لذا هذه الميليشيا تعتبر أن ما قام به أبناء المحافظة سابقا أبان ثورة 26 سبتمبر وحصار الـ 70 يوما ثأرا لها، وأن مهمة الانتقام لا زالت في رقبتها، ورقبة قيادتها.

وأكد أن ميليشيا الحوثي تسعى للانتقام من أبناء محافظة البيضاء، على أن محافظة البيضاء ذات نهج جمهوري، أولا، وتاريخ نضالي كبير، كذلك لا وجود لحاضنة أو قبول شعبي لها في المحافظة، وهي ميليشيا منبوذة، وليس لها حاضنة شعبية، ولا وجود لقبول شعبي في هذه المحافظة لهذه الميليشيات المنبوذة، فكرا ووجودا.

استنزاف متواصل

ويرى مراقبون، أن القبيلة اليمنية وأبنائها تتعرض لاستنزاف وترهيب واستهداف ممنهج من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذي لم يعد سرا أو خبرا في وسائل الإعلام يقبل الأخذ والرد، بل أصبح واقعًا معاشًا وحقيقة تجاهر وتتفاخر بها المليشيا على الدوام، وتفاخر بما تقوم به من جرائم بحقهم باعتبارها انتصارات مزعومة.

ويؤكد مراقبون، ان مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة، وضعت عينها على القبيلة، كقوة بشرية وقتالية رابحة بيدها، فهي تستقطب أبناء القبائل وتجندهم للقتال في صفوفها، وتزج بهم في محارق الموت في جبهات القتال المختلفة منذ سنوات عدة، أسفرت عن خسائر بشرية تصل إلى آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في المعارك مع قوات الجيش الوطني وغارات التحالف العربي، وإذا لم ترضخ لها تقوم بالتنكيل بأبنائها وتلفيق التهم بحقهم لوأد أي حركة مقاومة ضد مشروعهم الإرهابي.

والملاحظ، أن ميليشيا الحوثي استخدمت كل السبل والوسائل لإخضاع القبائل في مناطق سيطرتها وتوظيف قوتها وسلاحها للقتال معها، وأنها ما زالت تستخدم مع القبيلة الأساليب ذاتها التي كانت تستخدمها دولة حميد الدين بما في ذلك الرهائن والخطف، ومصادرة الأملاك، وشراء الولاءات وتقديم الاغراءات، كما أن سياسة فرق تسد واحدة من أهم السياسات التي تستخدمها لإخضاع القبائل، وخصوصا تلك التي ترفض مشروعها الإرهابي، كما يحصل اليوم في محافظة البيضاء.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11334
👍1👎1
أمين عام الإصلاح يعزّي في وفاة الشيخ السنامي عضو مجلس شورى الحزب

الإصلاح نت - خاص

عزى الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ عبدالوهاب الانسي في وفاة عضو مجلس شورى الحزب، الشيخ المناضل علي ناصر السنامي، الذي وافاة الأجل اليوم الأثنين.
وعبّر الانسي، في رسالة تعزية بعثها إلى نجل الفقيد، يحيى علي السنامي وإخوانه، عن الحزن العميق في رحيل والدهم بعد حياة حافلة بالعطاء في ميادين التربية والدعوة والعمل السياسي والنضالي.
ونوّه بأدوار الفقيد التربوية وتوعية المجتمع وبث الفكر الوسطي المناهض للعنصرية والكهنوت، وإسهاماته في العمل الدعوي.
وأشاد الآنسي بمناقب الفقيد الذي كان من أبرز الأصوات السياسية والجماهيرية سواء من خلال المناصب القيادية في الإصلاح، أو من خلال عضويته في مجلس النواب.
وتقدم أمين عام الإصلاح بالتعازي والمواساة، إلى أبناء الفقيد وأسرته، وكل رفاقه ومحبيه، مبتهلاً إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهمهم الصبر والسلوان.

نص رسالة التعزية:
الأخ/ يحيى علي ناصر السنامي، وإخوانه الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا نبأ وفاة والدكم الشيخ/ علي ناصر السنامي، عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، بعد حياة حافلة بالعطاء في ميادين التربية والدعوة والعمل السياسي والنضالي.
لقد كان والدكم واحداً من مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح، وواحداً من الذين خاضوا غمار العمل التربوي وتوعية المجتمع وبث الفكر الوسطي المناهض للعنصرية والكهنوت، ثم كانت له اسهاماته المشهودة في ميادين العلم والتربية والدعوة من خلال الأعمال والمناصب التي تقلدها.
كما كان والدكم من أبرز الأصوات السياسية والجماهيرية سواء من خلال المناصب القيادية في الإصلاح، أو من خلال عضويته في مجلس النواب في الدورة 1993- 1997، ونال محبة أبناء محافظته وكل من عرفه.
ونحن إذ نعزيكم في هذا المصاب الأليم، فإننا نتقدم إليكم بخالص التعازي والمواساة، وإلى كل أفراد أسرتكم الكريمة، وكل رفاق وتلاميذ ومحبي الشيخ الراحل، ونبتهل إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمكم الصبر والسلوان ويخلف عليكم بخير، إنه سميع مجيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون

عبدالوهاب أحمد الآنسي
الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح
الاثنين 12 أغسطس 2024

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11335
👍2👎1
مأساة تعز.. الحصاد المر لسنوات الحصار الحوثي

الإصلاح نت-متابعة ورصد محمد عبد المعين

ما يقرب من عقد من الزمان عاشته محافظة تعز في ظل استهداف ممنهج وحصار خانق غير مسبوق فرضته مليشيا الحوثي الانقلابية، كواحدة من الكوارث التي خلفتها الحرب التي شنتها المليشيا على المحافظة نهاية مارس 2015، فقد ترك الحصار الذي فرضته على المدينة آثارًا كارثية على السكان وتداعيات اقتصادية وصحية خطيرة، يضاف لذلك إغلاق الطرقات الرئيسة للمدينة، وفرض طرق بديلة شاقة ووعرة، أدت إلى حصد أرواح المئات من السكان وتدمير الممتلكات وخلق معاناة يتجرعها المسافرون بشكل شبه يومي من وإلى المدينة، وهو ما تسبب بالنزوح القسري لكثير من المدنيين الذين فرّوا من منازلهم نجاة بحياتهم وحياة أسرهم من الموت، خاصة في مناطق التماس، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لسكان المدينة، كما تسببت الحرب والحصار بأضرار كبيرة وواسعة النطاق في البنية التحتية الأساسية والخدمات العامة.

مأساة مستمرة

وقد رصد تقرير حقوقي صدر مؤخرا كثيرا من المعاناة التي يعانيها أبناء المناطق المحاصرة في محافظة تعز، وكشف عن حجم المأساة التي خلفها الحصار، والأضرار التي لحقت بالسكان، والأثر البالغ على حياة المدنيين في شتى النواحي الإنسانية في المديريات المحاصرة، إلى جانب القصف والقنص على الأحياء السكنية من قبل الحوثيين، والذي ما زال مستمرا حتى هذه اللحظة، وما نجم عن ذلك من قتلى وجرحى وإصابات ونزوح قسري وخلق واقع أكثر مرارة.

ورصد التقرير الذي أصدره المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، مطلع أغسطس الجاري، كثيرا من الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الحوثي بحق أبناء محافظة تعز، وذكر التقرير العديد من جوانب الحرب الممنهجة التي شنتها المليشيا على المواطنين في المحافظة المنكوبة.

كما تضمن التقرير المزيد من التفاصيل والمعلومات التي وثقها خبراء تابعون للمركز، حول ممارسات القمع والجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي طيلة السنوات الماضية، حيث أورد تفاصيل متنوعة عن حرمان المدنيين في المناطق المحاصرة من أبسط الحقوق الإنسانية، كالحق في الرعاية الصحية والغذاء وتلقي المساعدات الإنسانية، والحق في التنقل بعد قطع الطرقات الرئيسية التي تربط المدينة بالمديريات المجاورة، وفرض طرق بديلة أشبه بطريق الرجاء الصالح للوصول إلى المدينة، بعد أن حولت مناطق الحصار إلى ما يشبه سجن كبير لمئات الآلاف من المواطنين، يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، إضافة إلى منع سكان بقية مديريات المحافظة (20 مديرية) من إسعاف المرضى أصحاب الحالات المستعصية، كمرضى الفشل الكلوي إلى المراكز المتخصصة للعلاج داخل المدينة، لتضيف الطرق البديلة التي لجأ إليها المواطنون بوعورتها ومشقتها معاناة أخرى إلى معانات السكان.

المحافظة الأكثر دموية

ويركز التقرير على جرائم القتل التي حدثت وما زالت تحدث بشكل متكرر على أيدي قناصة المليشيا الحوثية، إذ عد محافظة تعز أكثر المحافظات اليمنية التي تعرضت للقتل من بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا، حيث تعرض السكان فيها إلى أعمال القتـل بشكل مباشر، بفعل الحرب والحصار الذي فرضته مليشيا الحوثي على مدينة تعز، والتي تدخل عامها التاسع، إضافة للاشـتباكات الدائرة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي التي كان لها أثر كبير في سقوط قتلى من المدنيين.

ويشير التقرير إلى أنه وعلى مدى ثمانية أعوام تعرضت القرى والأحياء السكنية الواقعة على خطوط النار للقصف الكثيف من قبل مليشيا الحوثي مستخدمة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهو ما تسبب بسقوط مئات الضحايا من المدنيين.

وقد رصد المركز الأمريكي للعدالة خلال فترة إعداد التقرير -التي استمرت من منتصف العام 2015 وحتى نهاية العام 2023- سقوط (1.778) قتيلا منهم (529) طفلا و(228) امرأة و(1021) رجلا وإصابة ( 4427) منهم (1717) طفلا، و(691) امرأة و(2019) رجلا في (7) مديريات، كانت مديرية صالة هي الأعلى نسبة، تليها مديرية المظفر، ثم مديرية القاهرة.

ووفقا لتقرير المركز فإن مليشيا الحوثي "تستخدم سلاح القنص كأحد الأسلحة الأكثر فتكاً بالمدنيين الساكنين في أطراف المناطق العالقة والمحاصرة في محافظة تعز، وغالبًا ما يكون القنص للضحايا
أثناء خروجهم من منازلهم لجلب الماء أو الحطب أو لممارسة أعمال الزراعة أو الرعي أو أثناء عودة النازحين لتفقد منازلهم، وكذا أثناء ذهاب أو عودة الطلاب من المدارس".

وبحسب ما وثقه التقرير فقد خلفت أعمال القنص سقوط (824) قتيلا منهم (166) طفلا و(87) امرأة و(571) رجلا وإصابة (1155) منهم (302) أطفال و(182) امرأة‏ و(671) رجلا من المدنيين، نتيجة القنص المباشر من قبل مليشيا الحوثي في مديريات المدينة (صالة، القاهرة، المظفر) والمديريات المحيطة بالمدينة (التعزية، جبل حبشي، صبر الموادم، مقبنة).
👎2👍1
وعلى الرغم من شمول الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي لكافة المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها إلا أن محافظة تعز -وفقا للتقرير- قد تصدرت بقية المحافظات بأعلى نسبة للضحايا المدنيين نتيجة لأسباب الموت التي وزعها الحوثيون.

وقد دأبت مليشيا الحوثي على زرع الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، إذ تُعد زراعة الألغام ظاهرة مصاحبة لتواجد مسلحي مليشيا الحوثي، في كل منطقة يستولون عليها أو يتمركزون فيها.

ويبين التقرير أنه وعلى امتداد المناطق المحيطة بمدينة تعز، قامت مليشيا الحوثي بزراعة الألغام بمختلف أنواعها المضادة للأفراد، والعبوات الناسفة محلية الصنع، والتي زرعت بشكل عشوائي، ما أسهم في زيادة معدلات الفقر وارتفاع مؤشر انعدام الأمن الغذائي في مدينة تعز، إضافة لسقوط المئات من الضحايا المدنيين خلال سنوات الحرب والحصار، حيث وثق فريق المركز الأمريكي للعدالة خلال فترة التقرير سقوط (419) قتيلا منهم (105) أطفال و(43) امرأة و(271) رجلا وإصابة (779) منهم (189) طفلا و(56) امرأة و(534) رجلا في المديريات الـ(7) فقط، دون غيرها من المديريات الأخرى التي تعاني من زراعة الألغام.

مخاطر وانتهاكات

واستكمالا لحصارها الشامل الذي فرضته مليشيا الحوثي على محافظة تعز، عملت المليشيا على قطع الطرق الرئيسية التي تمثل شريان الحياة لأبناء المحافظة، مما اضطر سكان المدينة للبحث عن طرق بديلة غير معبدة، وأكثر وعورة، تمر عبر سلاسل جبلية شاهقة، لدخول المدينة أو الخروج منها، بالإضافة إلى نقل الغذاء والدواء والمواد الأساسية إلى داخل المحافظة.

ونظرا لوعورة الطرق التي استحدثها السكان مجبرين، وافتقارها لأدنى متطلبات السلامة، وطبيعتها غير المحصنة من انهيارات التربة، وانزلاقات الصخور، فقد تعرضت للعديد من الانهيارات بفعل الأمطار الموسمية، الأمر الذي تسبب في كثيرمن الأحيان بإغلاق الطريق بشكل كامل أمام المسافرين، وتوقف حركة دخول الشاحنات التي تزود المدينة بالطاقة والغذاء وسبل الحياة، علاوة على ذلك الحوادث المرورية التي يروح ضحيتها سنوياً العشرات من المسافرين عبر هذه الطريق وغيرها من الطرق البديلة، إضافة إلى تسبب ذلك بسلسلة من الانتهاكات للمدنيين سواء
المحاصرين داخل المدينة، أو القادمين من مديريات المحافظة.

ووفقا لإحصائيات فريق المركز فقد بلغ عدد الحوادث المرورية في الطرق البديلة خلال (9) أعوام من الحصار (561) حادثا مروريا، نتج عنها وفاة (434) حالة وإصابة (807) فيما بلغت الخسائر المادية لتلك الحوادث مبلغ (511.612.028).

كما تسبب قطع الطرقات الرئيسية واضطرار الأهالي لسلوك الطرق البديلة المكتظة بنقاط وحواجز التفتيش التابعة لطرفي النزاع في اختطاف وإخفاء وتعذيب العديد من المدنيين، خاصة خلال الفترة من منتصف 2015 وحتى نهاية العام 2021، جُل تلك الانتهاكات كانت قائمة على أسباب تمييزية أساسها انتماء الضحايا لمنطقة معينة، أو لفصيل سياسي معين، وفقا لما تضمنه التقرير، حيث وثّق فريق الرصد التابع لـ(A.C.J)
قيام مليشيا الحوثي باعتقال (477) ضحية في مديريات المدينة والمديريات المجاورة لها المتأثرة بشكل مباشر بالحصار منهم (29) طفلا و(3) نساء و(445) رجلا والإخفاء القسري لعدد (9) ضحية منهم (75) رجلا و(3) أطفال وامرأة واحدة، كما تعرض للتعذيب عقب الاعتقال والإخفاء (59) ضحية منهم (56) رجلا وطفلان وامرأة واحدة.

ويعرج التقرير على مشكلة أخرى من المشاكل التي يعانيها الموطنون نتيجة للحصار وقطع الطرقات، فقد ارتفعت أجور المواصلات بشكل كبير ووصلت إلى نسبة 10,000%، فقبل الحصار كانت أجرة الانتقال من وإلى بعض المناطق داخل المدينة لا تزيد عن (100) ريال يمني، غير أنه وبعد الحصار ارتفعت الأجرة عبر الطرق البديلة إلى مبلغ عشرة آلاف ريال، أي ما يعادل (22) دولارا، وهو ما أدى إلى تزايد عدد الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المحافظة عما كانت عليه في العام 2014.

مشاكل متنوعة

ولا تنتهي المشاكل والأزمات التي خلفها الحصار المفروض على محافظة تعز وألقى بظلاله على المدينة، فقد تحدث التقرير عن تردي مستوى العلاقات الأسرية نتيجة لغياب الآباء عن أسرهم لفترات طويلة، بسبب معاناتهم وصعوبة التنقل عبر الطرق البديلة، حيث "ساهم ذلك في زيادة معدلات البطالة، نتيجة لفقدان كثير من العاملين لفرص عملهم في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، كما تسبب الحصار بقطع حبال الوصل بين الساكنين في المدينة وأهاليهم في المناطق المحيطة بها، وهو ما أثار العديد من المشاكل الأسرية التي انتهت بالطلاق والتفكك الأسري.

ويذكر (ACJ) أنه حصل على إحصائية تضمنت عدد حالات الطلاق في مديريات المدينة، حيث تم توثيق عدد (2.819) واقعة طلاق خلال سبعة أعوام من الحصار.
👍1👎1
كما تسببت مليشيا الحوثي خلال فترة الحصار بوضع عراقيل "أعاقت وصول الإمدادات الطبية الأساسية المنقذة للحياة إلى المدينة المحاصرة، وهو ما أثر بصورة كبيرة على المرضى الذين هم بحاجة إليها، خاصة مع تفاقم الأمراض المزمنة لـدى عشرات الآلالف من المصابين، وانتشار الأوبئة والحميات مثل حمى الملاريا والضنك (الشيكونغونيا) والحمى الصفراء ،وتفشي فيروس (كوفيد -19) خلال لعام 2020، الأمر الذي أسهم في خلق وضع إنساني صعب ومعقد فاقم من الوضع الإنساني الذيي يعيشه معظم سكان المدينة".

ويؤكد فريق المركز الأمريكي للعدالة أنه في العام الأول للحصار المطبق على المدينة "منعت مليشيا الحوثي دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وإسطوانات الأكسجين للمستشفيات، ما أدى إلى إغلاق عدد كبير من المراكز الصحية وفقدان المدنيين للرعاية الصحية، خاصة النساء الحوامل والأطفال، الأمر الذي تسبب بوفاة العشرات من المدنيين من جميع الفئات العمرية، نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية بسبب الحصار".

ويقول الفريق إنه وثّق خلال العامين (2015 و2016) (26) حالة وفاة نتيجة انعدام الأكسجين، منهم (9) أطفال فارقوا الحياة عقب ولادتهم و(7) نساء و(10) رجال توزعوا على مديريات المدينة المحاصرة (القاهرة، صالة، المظفر).

معاناة متفاقمة

وقد خلق الحصار معاناة أخرى لسكان محافظة تعز لا تقل شدة عن غيرها من المشاكل والأزمات التي خلفها الحصار، حيث "حرم سكان المديريات الريفية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من تلقى الخدمات الطبية في المراكز الصحية النوعية المتخصصة الموجودة وسط مدينة تعز وهي (مركز الأمل لعلاج مرضى السرطان) و(مراكز الغسيل الكلوي)، فيما تعرض مركز الغسيل بالمستشفى العسكري للقصف، مما تسبب بتدمير كلي لأجهزته، كما توقف مركز الغسيل بالمستشفى الجمهوري لعدة أشهر بسبب نفاد المحاليل والأدوية".

إلى جانب ذلك، فقد تفاقمت معاناة المرضى ومرافقيهم عبر الطرق البديلة، فبدل أن كانت المسافة لا تزيد عن ربع ساعة يقطعها المرضى والمسافرون عموما قبل إغلاق الطرقات من قبل الحوثيين، باتت تستغرق مدة لا تقل عن (6) ساعات للوصول إلى الضفة الأخرى المقابلة للمدينة.

ويمثل مرضى السرطان والفشل الكلوي القادمون من مديريات المحافظة نسبة 8096 من مرضى المركزين، يعانون في سفرهم الأمرين، ويتكبدون عناء مضاعفا للوصول إلى داخل المدينة لإجراء جلسات العلاج، والذي يتطلب سرعة الحضور والانتظام في الجلسات، بينما يؤدي تأخرهم لمضاعفات صحية كبيرة تصل إلى الوفاة.

نزوح جماعي

وقد شملت فترة الرصد الذي قام به فريق المركز جوانب أخرى من معاناة السكان تمثلت بالنزوح الجماعي الذي شهدته المحافظة، فقد "أدت الحرب التي تشهدها تعز منذ العام 2015 إلى تشريد ونزوح وتهجير أعداد كبيرة من الأفراد والأسر، بما في ذلك قرى هُجّر سكانها بشكل كلي، وثق فريق المركز تهجير مليشيا الحوثي لسكان (14) قرية بمديرية التعزية و(3) قرى بمديرية جبل حبشي و(3) قرى بمديرية مقبنة و(4) قرى بمديرية صبر الموادم، حيث أصبحوا يعيشون أوضاعاً إنسانية سيئة أحدثت تغيرات في حياتهم المعيشية لا سيما بعد نزوحهم إلى مخيمات تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية، أو إلى أماكن أخرى داخل المحافظة وخارجها، فقد مثّل النزوح لكثيرين الوسيلة الوحيدة لإنقاذ حياتهم من القصف والعنف".

وبحسب المركز ففد كان لاستمرار الحرب والحصار على المحافظة الأثر الأكبر في عدم تمكن كثير من النازحين من العودة إلى مناطقهم ومنازلهم التي تدمرت كلياً أو جزئياً أو لا تزال تقع في مناطق المواجهات.

ويشير المركز في تقريره إلى أن الحرب والحصار أحدثا تغيرات اجتماعية واقتصادية سيئة على الأسر نتيجة النزوح القسري وعلى الوضع الصحي والغذائي، كما ساهم في ازدياد حالات زواج القاصرات الذي نتج عنه ارتفاع حالات الوفيات من الأمهات والأطفال، إضافة لسوء حالات التغذية، وفقدان فرص التعليم للنازحين ونقص الموارد، الأمر الذي أدى إلى خلق مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية حادة، يعيشها النازحون والمتضررون من الحرب، والتي شملت (17) مديرية من أصل (22) مديرية، ويشار إلى أن عدد مخيمات ومواقع النازحين وصل إلى (107) مخيمات تضم (7195) أسرة نازحة، و(39,416) فردا.

ولم يكن القطاع الصحي أحسن حالا من القطاعات الأخرى التي تضررت بفعل الحرب والحصار، فقد ذكر التقرير العديد من منشآت القطاع الصحي التي "تعرضت للقصف على يد مليشيا الحوثي منذ بدء الحرب في العام 2015، واستمرت الاعتداءات بصورة شبه متكررة خلال سنوات الحصار بخاصة بعض المستشفيات كمستشفى الثورة العام، والمختبر المركزي، والمستشفى العسكري، فيما تعرض مركز الأمل للسرطان والمركز السويدي بالنقطة الرابعة للتدمير بفعل القصف، ونهب الأدوية والأجهزة الطبية، فيما يستمر إغلاق مركز الدرن الخاص بالسل الرئوي وهو المركز الوحيد بالمدينة منذ بداية الحرب والحصار، كما تعرض القطاع لخسائر بشرية تمثلت بوفاة (3) من موظفيه وإعاقة (2) ونزوح
👍1👎1
(252) قسراً إلى خارج المدينة".

وعن الخسائر المادية والاقتصادية التي تعرض لها القطاع الصحي خلال الفترة من 2015 وحتى 2020، يذكر التقرير أنها وصلت إلى مبلغ (16.311.030) دولار، تمثلت بأضرار بالغة في المباني، وتدمير وضياع أثاث وسلع ووسائل نقل.

أزمات فوق أخرى

وفيما يتعلق بقطاع المياه فقد تعرض القطاع لأضرار ومخاطر بالغة، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء المحافظة من أزمة كبيرة في مياه الشرب سابقة للحصار، لتزيد الأزمة سوءا، فقد كانت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بمدينة تعز تعتمد قبل الحصار في إمدادات المياه من (86) بئرا من مختلف الحقول المائية، وتسببت الحرب والحصار على مدينة تعز بخسائر بشرية في قطاع المياه حيّث تعرض (21) من موظفيه للوفاة، ونزوح (41) قسراً إلى خارج المدينة، فيما بلغ إجمالي الأضراز الاقتصادية لقطاع المياه مبلغ (35.041.723) دولار، وفقا لمعلومات المركز.

ومنذ اندلاع الحرب في المدينة وقعت معظم آبار المياه تحت سيطرة مليشيا الحوثي في منتصف أغسطس 2015، كما توقفت المؤسسة المحلية للمياه عن ضخ الماء للسكان تماماً، بعد أن عجزت عن توفير الوقود جراء الحصار المطبق على المدينة ليُحرم أكثر من (300) ألف مواطن من المياه، فيما تعرض (51) بئراً منها للجفاف، نتيجة زيادة السحب لتغذية سكان المدينة المحاصرة بالماء، حيث وجد السكان أنفسهم وبشكل مفاجئ دون ماء كما أنهم حرموا من مصادر المياه الارتوازية المستخرجة من الحقول المائية التي تغذي المدينة بعد أن استولت عليها مليشيا الحوثي، ومنعت وصول المياه للمدينة منذ نهاية العام 2015 وحتى اليوم، وهو ما تسبب بأزمة مياه خائقة بنسبة 756 من احتياج السكان، ولسد فجوة نقص المياه لجأ سكان المدينة المحاصرة إلى الحفر العشوائي للأبار التي بلغ عددها (70) بئراً، جف معظمها ولم يتبق منها سوى (22) بئراً، وفقا لبيانات التقرير.

ثمن الحرية

ولم يبق جانب من جوانب الحياة المختلفة إلا وطالها الضرر جراء الحصار الخانق الذي فرض على أبناء محافظة تعز، لا لشيء إلا لأنها أعلنت انحيازها لخيار الوحدة والجمهورية وتمسكها بمكتسبات الثورة، فقد ركز التقرير على جانب التعليم ورصد الأضرار التي لحقت به، حيث ألقى الحصار آثاره على تعز بشكل كبير على قطاع التعليم بمراحله المختلفة (رياض الأطفال، المدارس، المعاهد، الجامعات)، وتوقفت العملية التعليمية في بداية الحرب، ولم يتمكن الطلاب من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم، خاصة خلال عامي 2015 و2016.

ووفقا للتقرير فقد بلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة على الوصول إلى الجامعة (12484) طالبا بسبب قطع الطرقات والحصار المفروض على المدينة.

أما في المعاهد الفنية والتقنية بالمدينة فقد بلغ متوسط عدد الطلاب قبل الحصار (10,300) طالب في العام، بينما انخفض العدد إلى (2136) بعد الحصار، أي أن الطلاب الذين لم يتمكنوا من الوصول للتعليم بفعل الحصار (8337) طالبا، كما وثق المركز في قطاع التعليم الأساسي والثانوي إغلاق (31) مدرسة بسبب الحصار والحرب بالمدينة، وتضرر بفعل إغلاقها (32,200) طالب، فيما بلغ عدد الكوادر النازحة من العاملين في قطاع التعليم الأساسي والفني والمهني (10464) شخصا، فيما بلغت الأضرار الناتجة عن الحرب والحصار في القطاع التعليمي مبلغ (81.262.135) دولارا، توزعت بين دمار كلي وجزئي للمباني، وتدمير وضياع تجهيزات أثاث وتجهيزات مكتبية ووسائل نقل ومواصلات ومولدات للطاقة الكهربائية، فيما بلغت الخسائر البشرية للفطاع التعليمي (883) وفاة، و(4725) نزوح، (20) إعاقة، (268) هجرة خارجية، (157) هجرة داخلية.

منشآت معزولة

كما ركز التقرير أيضا على قطاع الصناعة والتجارة والذي يعتبر من أكثر الأنشطة الاقتصادية التي تأثرت بالحرب والحصار بصورة كبيرة، حيث تقع أهم المنشآت الصناعية والتجارية في المناطق التي تخضع لسيطرة مليشيا الحوثي، منها مجموعة شركات "هائل سعيد أنعم وشركائه" و"مصنع السمن والصابون" و"مصنع اسمنت البرح"، وقد أدى الحصار الذي فُرِض على مدينة تعز إلى "عزل هذه المنشآت المهمة عن مركز المحافظة، وفقدان المئات من أبناء المدينة لوظائفهم فيها، حيث بلغ إجمالي الأضرار التي لحقت بقطاع الصناعة خلال فترة الحرب والحصار مبلغ (22.364.606) دولارا، تمثلت تلك الأضرار بتدمير وضياع تجهيزات آلية وسلع مخزنة، وأثاث ووسائل نقل، كما بلغ إجمالي الأضرار التي لحقت بقطاع التجارة نحو (2.581.754) دولارا، تمثلت تلك الأضرار بتدمير وضياع تجهيزات آليات وسلع مخزنة، وأثاث ووسائل نقل.

خسائر قطاع الكهرباء

كما تضررت الكهرباء أيضا من فعل الحرب والحصار الذي لا زال مفروضا حتى هذه اللحظة، فقد "كانت المدينة تعتمد بشكل أساسي في الطاقة الكهربائية على محطة المخا التي كانت تنتج (160) ميجاوات، ومحطة عصيفرة التي تنتج (15) ميجا وات"، بيد أن الحرب أدت إلى تدمير المحطتين وخروجهما عن الخدمة، وحرم السكان من مصدر الطاقة الوحيد منذ تسعة أعوام،
👍1👎1
الأمر الذي كان له بالغ الأثر في خلق تبعات كبيرة على القطاع الصحي والخدمي بالمدينة اللذين توقفا عن تقديم خدماتهما خلال فترة الحصار المطبق، الذي استمر تسعة أشهر، كما تضررت شبكات نقل وتوصيل التيار الكهربائي، الأمر الذي أخرج الشبكة العامة للكهرباء عن الخدمة منذ بداية الحرب -يتابع التقرير- إذ إن "معظم الناس يعيشون من بداية الحرب بدون طاقة كهربائية ويتكبد السكان تكاليف باهظة لتوفير بعض من مصادر الطاقة بوسائل أخرى.

وقد بلغت الأضرار التي تعرض لها قطاع الطاقة مبلغ (36.767.437) دولارا، شملت أضرارا في المباني، وتدمير وضياع تجهيزات آلية وسلع مخزنة وأثاث ووسائل نقل، كما بلغ إجمالي الخسائر البشرية لهذا القطاع (207) حالة وفاة، و(314) حالة نزوح".

ويجمل المركز الأمريكي للعدالة في تقريره خسائر القطاع الخاص والشركات التجارية التي بلغت نسبة غير مسبوقة، حيث يؤكد أن عدد المؤسسات والشركات والمصانع التجارية بلغت قبل الحصار (100) شركة بينما انخفضت بعد الحصار إلى (17) مؤسسة، فيما بلغ عدد الوكالات التجارية والموردين التجاريين قبل الحصار أكثر من (400) وكيل ومورد، بينما أصبح العدد بعد الحصار (صفرا)، وبلغ عدد المتضررين من عمال القطاع الخاص بفعل الحصار (9.000) عامل بسبب ما تعرضت له المنشآت من دمار كلي أو جزني بفعل الحصار والحرب، حيث كان عدد العمال قبل الحصار (18.000) عامل.

https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11336
👍1👎1
استهداف الحوثيين للهوية اليمنية.. حرب على النظام الجمهوري وتفخيخ المجتمع بحروب مزمنة

خاص/ عامر دعكم

يُعد اعتزاز اليمنيين بهويتهم الوطنية مصدر رعب للمليشيا الحوثية، التي لا تتوقف عن استهدافها وهدمها، ضمن مساعيها لحوثنة الحياة وإعادة الإمامة بحذافيرها وبما يتواكب مع المشروع الإيراني التوسعي، في إطار معركة مصيرية بينها وبين اليمنيين.

وتواصل المليشيا الحوثية محاولاتها لطمس الهوية اليمنية، والعمل على فرض هويات مُشوّهة ومغلوطة، تغييبًا للوعي المجتمعي، مستخدمة كل الإمكانات والوسائل والإجراءات، بدءًا باستهداف النشء وتلغيم أدمغتهم بأفكارها الكهنوتية، والعمل على تحريف المناهج الدراسية وطمس الرموز اليمنية، وإقامة دورات طائفية، وصولًا إلى تغيير أسماء المستشفيات والمدارس والشوارع التي تحمل أسماء رموز يمنية ودلالات وطنية، وإحلال أسماء صرعاها وقادتها ومدلولات طائفية بدلًا عن ذلك، وغيرها من الإجراءات المعادية لهوية اليمنيين.

ويعد تغيير اسم شارع الزبيري في صنعاء، من أحدث الإجراءات الحوثية في حربها على الرموز اليمنية التي تعد جزءًا من الهوية الوطنية، حيث أطلقت عليه شارع الشهيد "إسماعيل هنية"، وهو إجراء اعتبره اليمنيون محاولة لطمس رمزية الشهيد الزبيري، استغلالًا لجريمة اغتيال القائد هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران.

وفي حين يتصاعد هذا التجريف والهدم الحوثي للهوية اليمنية، تتصاعد معه الدعوات إلى ضرورة أن يخوض اليمنيون بمختلف أطيافهم معركة الدفاع عن الهوية اليمنية، بأساليب مضادة وفاعلة، تنتصر للهوية وتفضح المشروع الكهنوتي وتدعو لرفضه.

ندوة فكرية

يوم الأحد الفائت، شهدت مدينة تعز ندوة فكرية نظمتها مؤسسة أثير للإعلام والتنمية، حملت عنوان "الحركة الحوثية.. تجريف الهوية وتدمير الدولة اليمنية"، وتضمنت الندوة ثلاثة محاور متنوعة، أشارت في مجملها إلى مخاطر استمرار النفوذ السياسي والعسكري للمليشيا الحوثية، مشددة على ضرورة الاستنفار وشحذ الهمم للتصدي لمشروعها السلالي العنصري.

وفي المحور الأول، تناول الباحث عبد الحكيم المليكي "الخلفية التاريخية والجذور لمليشيا الحوثي.. تكريس الطبقية والقيم العنصرية".

وتحدث المليكي عن توصيفات للحركة الحوثية، بينها ما ورد في كتاب الزهر والحجر، بكونها حركة سياسية تعد تطورا لتيار الإمامة الشيعية الجارودية في اليمن، مستغلة التوغل الإثنى عشري الإيراني في المنطقة، وكشفت عن نفسها عبر سلسلة من الأحداث بين عامي 2004 و2006، مستغلة سوء الأحوال الداخلية في اليمن سياسيا ومعيشيا، وكذلك الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، لافتا إلى أنها عبارة عن مجموعة عقائدية عسكرية تريد استعادة الحكم الإمامي في اليمن.

وأضاف المليكي أن "الحوثية مشروع إمامي، والإمامة مشروع مستمر، والإمامة لا تقتضي بالضرورة شكلا ملكيا لكي تتنزل على أرض الواقع، إنها قالب فكري بأهداف سياسية، يمكنها تقمص حتى أكثر أشكال الحكم حداثة"، مشددًا على أن أي محاولة لإثراء ضرورة العودة إلى الحديث عن حركة سياسية ذات صبغة دينية لا بد أن يكون من خلال العودة المستحقة إلى التاريخ الفكري والسياسي لهذه الحركة.

ووفق الباحث المليكي، فإن الحركة الحوثية (تنظيم الشباب المؤمن سابقا) هي "امتداد طبيعي لحركة الأئمة الهادويين الذين كانوا يحكمون بعض أجزاء اليمن ويعتقدون بمعتقد الجارودية القريبة من الإثنى عشرية تحت غطاء الزيدية ويحصرون الحكم والولاية في البطنين وبالحق الإلهي لهم من دون غيرهم في حكم اليمن، وآليتهم في تلك الدعوة للإمامة الخروج والسيف لقتال كل من يعارضهم وتكفير المخالفين من أجل استباحة أموالهم ودمائهم وأعراضهم".

كما أن الشباب المؤمن (اسم سابق للحركة الحوثية)، حركة دينية سلالية عسكرية متطرفة عملت بصورة سرية من أجل الاستيلاء على الحكم حتى تم الإعلان عنها في صعدة، واتخذت من محافظة صعدة شمالي اليمن مركزا رئيسيا لها، وعرفت في الإعلام باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي الذي عمل والده بدر الدين الحوثي مرشدا دينيا، وفق الباحث.

الرسّي والخرافات

وأوضح المليكي كيف دخل الهادي يحيى الرسّي إلى اليمن، والإشكاليات التي افتعلها مع قبائل يمنية، فضلًا عن قوله بالوراثة السياسية وحصر الولاية في البطنين.

وأشار إلى مدى استغلال الحوثية والإمامة للدين واستخدام الخرافة لإضفاء الهالة والقداسة على رموزها، بدءًا من الهادي الرسي، الذي زعموا أن له من الصفات والكرامات والمعجزات ما يجعله في مقام النبيين، بينها أنه أعاد البصر لصبي كان قد ذهب بصره من مرض الجدري، وأن المطر كان ينهمر في المناطق التي يدخلها، وأن رائحة طيبة ما تزال تنبعث من قبره منذ دُفن إلى اليوم، وأن التراب الذي فوق قبره إذا وُضع في محل لم يبق فيه حية ولا ثعبان ويبقى نفع هذا التراب لمدة سنة ثم يبدل.
👍1
التقسيم الطبقي

وبيّن الباحث المليكي كيف عمدت الهادوية، التي تعد امتدادًا للحوثية، إلى خلق التراتبية الاجتماعية من خلال تقسيم المجتمع إلى طبقات بصورة غير معهودة، على خلاف الإسلام الذي ينظر للناس نظرة متساوية، وحتى على خلاف النظريات السياسية الحديثة من فاشية واشتراكية التي تنظر إلى الإنسان نظرة متساوية، كما أن الحضارات القديمة كانت تنظر إلى اليمني نظرة متساوية.

وقال المليكي إن هذه المليشيا أو نظرية البطنين، عمدت إلى تقسيم المجتمع اليمني وتجزئته وتصنيف أبنائه بصورة غير معهودة على امتداد حضارة آلاف السنين، وإلى تفكيك البنى الاجتماعية وتدمير أمشاجه الداخلية بصورة فجّة لا نظير لها إلا في الهند تقريبًا، وقسّمت المجتمع وصنفته إلى طبقات تراتبية، ولكل طبقة امتيازاتها الخاصة عن الأخرى شريطة ألا تصل أي طبقة إلى نفس الامتيازات أو المكانة التي أضفتها هذه المليشيا على نفسها.

ولفت إلى أن المتوالية السكانية التي فرضتها نظرية البطنين قسمت المجتمع إلى: "السادة، يليهم القضاة، ثم المشايخ، ثم الرعية، ثمّ أصحاب المهن المحتقرة"، موضحًا كيف أن هؤلاء الهادويين سعوا في تثبيت نظريتهم السياسية التي تخدمهم، من خلال سيطرتهم على القوة السياسية والقوة الاجتماعية في المجتمع حتى أصبح وجودهم مقرونا عمليًا ونظريًا بالسلطة السياسية الشرعية وبالسيطرة المباشرة على الدولة وأدواتها المختلفة بوصفهم سادة.

وأضاف أنهم عملوا على تمييز أشكالهم وملبسهم عن الآخرين، وأنهم لا يزوجون الآخرين ولا يتزوجون منهم، وإن كان الزواج من الآخرين جائزا عندهم. كما أنهم اكتسبوا إلى جانب ذلك الجاه الاجتماعي والنفوذ السياسي والثراء المادي، لأن الجاه الاجتماعي مدر للثراء المادي.

أسباب عودة الإمامة

وفي المحور الثاني، تناولت الباحثة سارة قاسم هيثم "السبل الكفيلة بمواجهة فكر مليشيا الحوثي، وفق منهجية التغيير"، تحدثت فيها عن أسباب عودة الفكر الحوثي، وعن عناصر التغيير ومعادلاته، لافتة إلى أن الثورات تقوم لسببين: "أن يمس الرزق أو الخبز، وأن تمس المقدسات سواء كانت دينية أو شعبية".

وأوضحت الباحثة أن هناك العديد من الأسباب التي مهدت وسهلت عودة الفكر الحوثي، بينها أنه لم يكن هناك بناء حقيقيا لمؤسسات الدولة منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، إضافة إلى تسلل الفكر الإمامي واختراقه لكل مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية، إضافة إلى خمود الجذوة الثورية بعيد قيام ثورة سبتمبر، وكذا تغييب التاريخ اليمني وحضارته قديما من المناهج الدراسية، وتغييب الرموز الثورية عن المناهج الدراسية والتربوية، إضافة إلى تغييب تاريخ الثورة اليمنية كليا لا سيما الثورة الدستورية وحصار السبعين ودعم إسرائيل للنظام الإمامي وعداء بعض الدول الإقليمية للثورة الجمهورية.

ومن أسباب عودة الفكر الحوثي -وفق الباحثة سارة قاسم- انحراف المسار الديمقراطي وانعدام التنمية الكاملة، كما أن احتفالات الثورة كانت شكلية، كما جرى تغييب خطر الفكر الحوثي عن المناهج الدراسية، بالإضافة إلى ظهور إرهاصات عودة الفكر الإمامي مثل بيان حزب الحق، واستمرار حضور طقوس اجتماعية في تقديس السيد والشريفة حتى على مستوى المجالس العادية.

وبخصوص عناصر التغيير، قالت الباحثة إنها تشمل: دراسة الواقع، وتحديد إلى أين نريد أن نصل وما هي الرؤية، وتحديد الخطة التي تنقلنا من الواقع إلى المستقبل المنشود، مشيرة إلى إضافة عنصر جديد في علم التغيير وهو المقاومة والعمل على دراسة المقاومة، وهناك علم يتفرع منه يسمى مقاومة المقاومة.

لكي نهزم الحوثية

وفي إطار الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية، دعت الباحثة سارة قاسم في توصيات الورقة التي قدمتها، دعت كل النخب السياسية والثقافية والأكاديمية إلى دراسة الفكر الهادوي الرسي الجارودي من نشأته إلى امتداده دراسة جادة للجذور والأفكار والعمل على بناء إستراتيجية فكرية بعيدة المدى لمواجهة هذا الفكر، داعية إلى العمل على صياغة مناهج التعليم في كافة المراحل الدراسية بما يضمن بقاء جذوة الثورة متقدة ضد الفكر الإمامي وإظهار بشاعة إجرامه في حق اليمنيين عبر تاريخ اليمن المعاصر وذلك وقاية للأجيال وحفاظا على الهوية اليمنية.

وأكدت على أهمية بناء مؤسسات الدولة بناء حقيقيا وفق مخرجات الحوار الوطني وضمان استقلالية السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، إضافة إلى العمل على بناء إستراتيجيات بعيدة ومتوسطة وقريبة المدى في إحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في كل ربوع اليمن وخاصة شمالي اليمن معقل الفكر الإمامي، وتعزيز الجيش الوطني بما يمكنه من إدارة المعركة العسكرية ودعمه لوجستيا وسياسيا، والعمل على تعزيز الحاضنة الشعبية عبر معالجة الإشكالات المرتبطة بأفراد من المقاومة والجيش.
ودعت الباحثة إلى بناء رؤية وطنية جامعة لكل المكونات الاجتماعية والسياسية اليمنية والعمل على توحيد الجهود نحو معركة الانقلاب ومعالجة تداعياته، فضلا عن العمل على بناء إستراتيجية إعلامية مكثفة لفضح خبايا الفكر السلالي الكهنوتي وفضح جرائمه التاريخية والحالية، وتفعيل المسار الحقوقي والقانوني لمواجهة قيادات الحوثي عبر المحاكم المحلية والدولية، مشددة على تفعيل المسار الدبلوماسي على مستوى المجتمع الدولي لفضح المشروع الإمامي الحوثي وتبيين خطورته على السلم والأمن الدوليين.

وأكدت الباحثة سارة قاسم على العمل على تعزيز الثوابت الوطنية كالجمهورية والديمقراطية وثورتي سبتمبر وأكتوبر على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية وخاصة في المناهج التعليمية، وإلزامية التعليم ومجانيته للنشء ولكل المراحل التعليمية، ومعاقبة من يتخلف عن العملية التعليمية، والتركيز على المحافظات الشمالية معقل الفكر الإمامي، لافتة إلى العمل على استعادة الآثار اليمنية والمخطوطات، وبناء إستراتيجية فكرية وثقافية لتعزز الهوية اليمنية والتاريخ الحضاري لليمن القديم والإسلامي.

الحوثية وممارسة العنف والترهيب

أما في المحور الثالث، فقد استعرض القائد في الجيش الوطني عبد الحفيظ اليوسفي "ثقافة العنف والترهيب.. (الحوثية) وإحكام القبضة الأمنية على المجتمع"، وتحدث عن العنف وأنواعه ومظاهره وأضراره، وكيف عمدت مليشيا الحوثي في ممارسته لتكريس وفرض سيطرتها.

ولفت اليوسفي إلى أن هناك "أربعة أهداف لمليشيا الحوثي في ممارستها الفقر والتجويع، تشمل: أهداف عسكرية من خلال عسكرة اليمنيين لحماية مكاسبها، وأهداف سياسية، تتمثل في تثبيت السيطرة وإفشال جهود استعادة الدولة، وأهداف اقتصادية في السعي لتركيز الأموال والأعمال في العرقية المقدسة، وأهدف طائفية من أجل الإبادة الثقافية وحوثنة المجتمع".

وأشار اليوسفي إلى أن الإبادة الثقافية التي تعمدتها مليشيا الحوثي، تمثلت باستهداف هوية اليمنيين ومعتقداتهم.

وأوضح اليوسفي أنه عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء نفذت مليشيا الحوثي أعمالا عدة، بينها: تهجير العناصر المجتمعية الفاعلة والمفكرة والرافضة لها، كما سرّحت عشرات الآلاف من أعمالهم في المؤسسات الحكومية والمختلطة.

كما استهدفت المليشيا رؤوس الأموال الوطنية والقطاع الخاص ورجال الأعمال الذين لا ينتمون لها، وعملت على إنشاء جيل جديد من رؤوس الأموال والتجار والمقاولين الذين ينتمون لها ومن عرقيتها، فضلًا عن سيطرتها على جميع المنظمات الإغاثية ليصبح كل شيء بيد السلالة.

وبيّن القائد في الجيش الوطني كيف خدم الإعلام سياسة العنف عند مليشيا الحوثي، لافتًا إلى أنه "في 30 ديسمبر 2020 أدرجت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الحوثيين منظمة إرهابية، وفي 19 يناير 2021 دخل هذا القرار حيز التنفيذ بعدما عرض على الكونجرس وذلك قبل انتهاء ولاية ترامب بيوم واحد".

وأضاف: "على إثر هذا القرار بدأت المنظومة الإعلامية والسياسية الموالية لإيران حملة إعلامية تطالب بإلغاء القرار الأمريكي كونه سيفاقم الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين وسيحد من تقديم المنظمات مساعداتها لليمنيين في حال استمرار قرار التصنيف"، مُردفًا: "وفي 12 فبراير 2021 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء قرار تصنيف الحوثيين في اليمن مليشيا إرهابية".

وأشار اليوسفي إلى أنه "تحت مسمى الوضع الإنساني الذي أصبح خط الدفاع الأول عن الحوثيين وتواطؤ المجتمع الدولي مع المليشيا، جرى أيضا إيقاف الشرعية من تحرير صنعاء والحديدة".

ضرورة خوض المعركة الفكرية

ترى الباحثة سارة قاسم، عضو الدائرة السياسية بإصلاح تعز، أن الشرعية والأحزاب الوطنية المساندة لها والمثقفين يساهمون في الدفاع عن الهوية، لكن ليس بالمستوى المطلوب الذي يستوجب العمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفق رؤية إستراتيجية بعيدة المدى في المجال التنموي والتربوي والثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي، وبالتالي كل ذلك يتطلب من كل المكونات السياسية والاجتماعية الالتفاف حول رؤية وطنية جامعة للخروج باليمن من براثن الانقلاب والشروع في بناء الدولة اليمنية ومؤسساتها.

وقالت الباحثة سارة قاسم لـ"الإصلاح نت" إن سطوة المليشيا الحوثية وطول فترة سيطرتها تهدد مستقبل اليمن وأجيالها خاصة في ظل تجريف الهوية اليمنية عبر المناهج التي تفرضها المليشيا على الأجيال، والذي يعني ترحيل الصراع إلى الأجيال عبر تفخيخ أفكارهم بأفكار أيديولوجية طائفية خاصة مع طول استمرار الصراع.

وشددت على ضرورة أن تمضي معركتنا الفكرية بالتوازي مع المعركة العسكرية والسياسية في مواجهة الفكر الإمامي الطائفي الكهنوتي، مشيرة إلى أن تفخيخ المستقبل لا يقتصر خطره على اليمن واليمنيين فقط بل يتعدى ذلك إلى المنطقة والعربية والعالم حيث يصبح تهديد الأمن القومي العربي ماثلا أمام سطوة المليشيات وهو بذات الوقت مهدد للسلم والأمن الدوليين بلا شك،
👎1
وبالتالي نتمنى من اللاعبين السياسيين في الحكومات اليمنية والإقليمية أن يدركوا حقيقة الأخطار الوجودية المحدقة بهم قبل فوات الأوان.

وفي ظل التماهي الدولي مع مليشيا الحوثي، واستمرار الأخيرة في طمسها للهوية الوطنية، ناهيك عن جرائمها بحق اليمنيين، فإن الواقع يستوجب أن تستنفر الطاقات الشعبية والحزبية والحكومية وتتوحد جهود الجميع لخوض المعركة المصيرية على كافة المستويات والمجالات، وفي مقدمتها الثقافية والاقتصادية والعسكرية، في سبيل هزيمة المشروع الحوثي العنصري.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=11337