موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
549 subscribers
491 photos
1 video
2 files
437 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
لَيلَةُ القدر/ صحيفة الجماهير
د. محمود عكام – مفتي حلب
هي أفضل ليالي السنة، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (إنا أنزلناه في ليلةِ القدرِ * ومآ أدراكَ ما ليلةُ القدرِ* ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألف شهرٍ * تنزل الملائكة والروح فيها بإذنِ ربهم من كلِ أمرٍ * سلام هي حتى مطلع الفجر *)
ويستحَب طلبُها في الليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهدُ في هذه الليالي ما لا يجتهد في غيرها.
وقد ذهب العلماء مذاهبَ شتى في تحديدها، فمنهم من يرى أنها ليلةُ الحادي والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلةُ الثالث والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلةُ الخامس والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلةُ السابع والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلةُ التاسع والعشرين، ومنهم من ذهب إلى أنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر، وأكثرُهم على أنها ليلة السابع والعشرين، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فمن كان منكم مُتحريها فليتحرها ليلةَ سَبعٍ وعشرين)
عن أبيّ بن كعب قال: والله الذي لا إلهَ إلا هو إنها لفي رمضان، ووالله إني لأعلم أي ليلةٍ هي، هي الليلةُ التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلةُ صبيحةِ سبعٍ وعشرين، وأمارتُها أن تَطلع الشمسُ في صبيحةِ يومها بيضاء لا شعاع لها .
فلنقُمها، ولندعُ الله فيها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً غُفر لهُ ما تقدم من ذنبهِ) .
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: يا نبي الله أرأيت إن وافتُ ليلةَ القدرِ ما أقول؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: (تقولين: اللهم إنك عفوٌ تحبُ العَفوَ فاعفُ عَني).
نفحات من ليلةِ القَدر
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون الصَّائمون القائمون إنْ شَاءَ الله:
نحن في رِحابِ ليلةٍ هي خيرٌ من ألف شهر، في رِحابِ ليلة القدر، فاللهمَّ اجعلنا من أهل هذه الليلة، اللهمَّ اغفِر لنا ما قَدَّمنا وما أخَّرنا وما أسررنا وما أعلَنَّا وما أنتَ أعلم به منَّا يا ربَّ العالمين. ليلةُ القدر هي ليلةُ الشَّرف، ليلةُ التَّقدير، لماذا كانت ليلةَ الشَّرف ? لأنها ليلةٌ نَزلَ فيها القرآن الكريم، ليلةٌ صَارَ للأمة الأُمِّية كِتاب، صارَ للأمة الأمية دستور، لا أقول عن هذا الدُّستور أو عن هذا الكتاب بأنَّه صَالحٌ لكلِّ زَمان ومَكان، بل إنَّه مُصلِحٌ لكلِّ زَمان ومكان، (إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)، الحضارةُ نَصٌّ، فهذه الأمة الأمية أضحَى لديها نَصٌّ، وأعظِمْ بهذا النص، فهو الذي (يهدي للتي هي أقوم) وما يَعرفُ هذا إلا الذي يُجرِّب ويعتقد، ولقد اعتقدَ وجرَّبَ جيلٌ من الصَّحابة الكرام هذا فكانوا سادةً وقادة، لا نقول هذا من باب المبالغة، ولكنَّ الواقعَ يُثبتُ ذلك، عندما نخطبُ نقول ورضيَ الله عن سَادتنا وقاداتنا نذكُرُ أولئك رضي الله عنهم الذين استوعَبوا وعرفوا قَدْرَ هذا النَّص، فساروا في هديه وسَارُوا على أنواره وتمسَّكوا بآدابه واعتصموا به جميعاً، هذه نفحة أولى.
نفحةٌ ثانية: لُخِّصت السَّنةُ كُلُّها فكانت رمضان، ولُخِّصَ رَمضانُ فكانَ العشر الأواخر من رمضان، ولُخصت العشرُ الأواخر من رمضان فكانت ليلة القدر، و: (مَن قامَ ليلةَ القَدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تَقدَّم من ذنبه) كما قال عليه الصلاة والسلام. في هذه الليلة التي تَختَصِرُ السَّنة، وتختصرُ الشَّهر، وتختصرُ العشرَ الأواخر هَيَّا فَقُمْها، والقِيامُ ليسَ صَلاةً فحسب، وليسَ دُعاءً فحسب، وإنما اعترافٌ وإقرارٌ بالعُبودية لله عَزَّ وجَل مِن كُلِّ ذرَّاتك، من كل قلبك، قُل بينك وبين نفسك: (لا إله إلا الله) ولتكُن هذه الكلمة "كلمة التوحيد" نابعةً من قلبك، من عيونك، من جسمك، من ذَرَّاتك، من روحك، قيامُ ليلةِ القدر يعني أنك تُقِرُّ وتعتقد بأنَّ ربَّك أنعمَ عليك فأوجَدك، وأنعمَ عليك فهداك للإسلام، وأنعمَ عليكَ فجعلَكَ مُسلماً تصومُ وتُصلِّي، وأنعمَ عليك فَعَرَّفك بأنَّ هذا الإسلام ليسَ صلاةً وصياماً فحسب، وإنَّما هو عملٌ صالحٌ تنفعُ من خِلاله البلادَ والعِباد.
نفحة ثالثة: اعلَمْ عِلمَ اليقين أنَّ اللهَ أنزلَ في هذه الليلة القرآنَ على قلبِ مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلم، (إنَّا أنزلناهُ في ليلةِ القَدر) وبالتَّالي ما عليكَ من أجل أن تقومَ هذه الليلة، ومن أجل أن تُعَدَّ من الذين قاموا هذه الليلة، أنزل الله القرآن على قلبِ محمد صلى الله عليه وسلم، فأنزِلْ أنتَ القرآنَ على قلبك، أنت تقول: اجعل القرآنَ ربيعَ قلوبنا، اجعَل القرآنَ في قلبك، ومَن جَعَلَ القرآنَ في قلبه جعَله الله في قلبِ القرآن، (يس. والقرآنِ الحكيم. إنَّك لمن المرسلين) مَن جعلَ القرآنَ في قلبه هَداه الله للطريق الأقوم، من جعلَ القرآنَ في قلبه كانَ هَادياً مَهديَّاً، اجعل القرآن في قلبك، واجعل القرآن هو الذي يُحرِّكك، وإذا كانَ القرآنُ في قلبك حَرَّكَك القرآن، انظر تحركاتك، إن كانت لا تُوافق شرعَ الله عَزَّ وجَل فاعلم بأنَّ قلبَك ليس فيه القرآن، هيا وأعِد إنزال القرآنِ على قلبك، ولا سيما وأنت تصلِّي في هذه الليلة المباركة، وأنت تدعو اللهَ عز وجل، وتقول كما عَلَّمك المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ إنك عَفُوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعفُ عنَّا) قصَّرنا يا رب، أذنبنا يا رب، أخطأنا، إنك عَفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنا، وإلى غيرك رَبِّ لا تَكِلنا.
نفحةٌ أخيرة: إذا وضعتَ القرآنَ في قلبك، وإذا نَزَّلتَ القرآن على قلبك، فإنَّه سيدفعك في هذه الأيام من أجل أن تكونَ مع المجاهدين في بيتِ المقدس، إن وضعتَ القرآن في قلبك جاهدتَ مع أولئك الذين يُجاهدون في بيت المقدس، إن لم تَجِدْ نفسَك مع المجاهدين في بيت المقدس، في القدس، في فلسطين فاعلم بأنَّ القرآنَ ليسَ في قلبك، من أجل أن تتأكَّد من أن القرآن في قلبك: هل أنتَ مَعَ هذه الطائفة التي حدَّثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا تَزالُ طَائفةٌ مِن أمتي على الحقِّ ظَاهرين، ولعدوِّهم قاهرين، لا يَضُرُّهم مَن خالفهم) لا يضرهم المطّبِّعون، ولا يضرهم المستسلمون، ولا يضرهم المهرولون، ولا يضرهم أولئك الذين يقولون عنهم بأنَّهم ليسوا على الحق، لا يضرهم هذا (ولا ما أصابهم من البلاء) ولا يضرُّهم ما أصابهم من الابتلاءاتِ، من الشهادة، من القتل ومن الخراب ومن التدمير (حتى يأتيَ أمرُ الله) أي النصر (وهم كذلك. قالوا: يا رسولَ الله وأين هم ? قال: في بيتِ المقدس وأكنافِ بيتِ المقدس) القضيةُ قضيةُ مِعيار، اليوم نحن نعيشُ ليلةَ القدر، أتريدُ أن تتأكَّد فيما إذا كنتَ مِن أهل ليلة القدر: انظر نفسَك أو فكِّر بينَك وبينَ نفسِك، هل أنتَ مع الأقصى، مع المسلمين، مع المجاهدين، مع أولئك الذين يُريدون أن يُحرِّروا بيتَ المقدس مِن دَنَسِ الصَّهاينة المجرمين، أم أنك مع أولئك الذين يُريدون أن يكونوا مع الصَّهاينة المجرمين أصدقاء ويألفونهم ويُؤلَفون من قِبَلهم ؟ مِعيارٌ من المعايير التي تستطيع أن تُعاير نفسَك على هذا الأساس، فإما أن تكون من أهل القرآن وليلة القدر، وإما - لا سمح الله - أن تكونَ من أولئك الذين يَستدرِجُهم اللهُ عَزَّ وجَل (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون). في ليلة القدر، تذكَّروا - ولا سيما في هذه الأيام - تذكروا أنَّ واجباً عليكم هو دعمُ بيت المقدس، دعم الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، (إيتوه، فهو أرض المحشر وأرض المنشر) كما قال عليه الصلاة والسلام، يجب أن تتأكد من نفسك بأنك مع هؤلاء بأنك مع بيت المقدس، بأنك مع الأقصى وأن تقدم ما تستطيع تقديمه من نَفْسٍ ومال ودعاء، على الأقل من دعاء من قلبٍ مَكلوم، ادعُ الله عز وجل أن يَدحر أولئك الصَّهاينة المجرمين ومَنْ مَعهم، ومَن لَفَّ لَفَّهم ومَن يَدورُ في فَلَكِهم، قُل في هذه الليلة: اللهمَّ انصُر إخواننا في فلسطين، في بيتِ المقدس، في الأقصى، انصر إخواننا في غَزَّة، انصُر إخواننا في كل مكان من أمكنة فلسطين، من أمكنة بيت المقدس، وقُل بينك وبين نفسك أيضاً: اللهمَّ إنَّني أبرأُ إليك مِن كل ما يُخالف هذا، أبرأُ إليك من أولئك الذين يُعاملون الصَّهاينة ويُطبِّعون ويَسكتون، أبرأُ إليك مما فعلَ هؤلاء، اللهمَّ بِسِرِّ ليلةِ القدر انصُرنا على أعدائنا، حَقِّقنا بالعبودية، رُدَّنا إلى دِينك رَدَّاً جَميلاً يا ربَّ العَالمين، يا إلهنا يا رَجانا، أعِد إلينا قُدسَنا وأعِد إلينا قُرآنناـ أعِد إلى قُلوبنا قُرآننا، وأعد إلى أنفسنا عُبوديتنا لكَ يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 5/4/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/rfEfXN6QFz/
الدكتور #محمود_عكام
#نفحات_من_ليلةِ_القَدر
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5256/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
وداعاً يا رمضان/ صحيفة الجماهير
• الدكتور محمود عكام – مفتي حلب
وتودعُ قلوبنا رمضان وهي حزينة، لأنه الفرصةُ الكبرى للمغفرة، والظرفُ العظيم للتوبة، والميدان الأوسع للرّحمة، والساحةُ الأرحبُ للعتق من النار.
يُودعنا رمضانُ ونحن نتمنى أن تكون السنة كلها رمضان، لأن فيه القرآن والفرقان، أعني بدراً والفتح.
يودعنا رمضان هامساً في أذن الواعين:
لا تُعرضوا عما أنزلناه في ليلة القدر، ولا تتغافلوا عن الرحمن من علَّمَ القرآن، فخيرُكم من تعلم القرآن وعلمه، وإياكم والمثاقلة إلى الأرض، والرّضا بالحياة الدُنيا من الآخرة .
فيا رمضان:
في أواخر أيامك بيننا وبينك نجوى، تصدُر عنك وتخرجُ منا رجاءً!
ولئن بدأنا بالرجاء فمن أجل أن يكون خِتَامُ المسك معك، وقد عهَدناه فيك وعنك، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا. ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا قضى عمله).
فرجاؤنا أن تغدو بأيامك شفيعاً لنا، وأن تذكرنا في عداد من تُفاخر بهم على مر السنين وكر الدهور ومرور القرون.
فتكرّم وأجرِ ذكري عِندَهُمْ عَلّهمْ أن ينظروا عطفاً إليّ
ووصيَتك لنا:
ما فعلتموه في رِحابي حافظوا عليه بعد غيابي، فإنكم لو علمتم ما أنا لتمنيتم أن أكون السنة كلها، والدّهر كله.
فيَ الصيام فلا تنسوه، وفي القيام فلا تتركوه، وفيّ القرآن فلا تهجروه، وفيّ الجهاد فلا تقعدوا عنه، وأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتعاونوا معاً على البر والتقوى، واعتصموا بحبلِ الله جميعاً ولا تفرقوا.
عهداً يا رمضان أن نكون أوفياء لوصَاياك، وعهداً يا رمضان أن نعيش الصيام امتثالاً لله، والقيام جهاداً في سبيل، والفُطور شكراً تلهجُ به قلوبنا وألسنتنا لله، والسحور مناجاة مع الله.
رمضانُ وداعاً، طِبتَ وطابَ ما فيك، عُدْ إلينا أحياءً ازداد إيماننا، أو أمواتاً – إن كان الله قدّر ذلك – في جنة الخُلد عند مليكٍ مُقتدرٍ مأوانا.
السلامُ عليك يوم سُميتَ رمضان، ويوم فُرضتَ شهر الصيامَ، ويومَ أنزل فيك القُرآن، ويومَ تشفعُ لنا أيامُك ولياليك عند الدّيان .
وعَادَ العِيدُ والعَوْدُ أَحمَد
أيُّها العِيد: أنتَ أمران اثنان: فَرحةُ قَبول وإدخالُ سُرور، فأمَّا الفرحة فقد تمَّت بفضلِ الله، فها نحنُ أولاء في يومِ العِيد فُزنا بوَعدِ المصطفى صلَّى الله عليه وسَلَّم حينَ قال: (مَن صَامَ رَمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذنبه)، وأما إدخالُ السُّرور فيا أيُّها المسلمون في كُلِّ مَكان: أدخِلوا السُّرور على بَعضكم بالإعانةِ والصِّيانة، والإعانةِ على كُلِّ خَير، وأجمل وأفضل الإعانة اليوم إعانةُ إخواننا المجاهدين في فلسطين على دحر عدوهم الأثيم السفاح السفاك، وليبذل كل منا ما يقدر عليه "من نفسٍ أو مالٍ أو دُعاء"، والصِّيانة تعني أن يَصُون المسلمون أعراض بعضهم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه...)، و: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضُكم بعضاً)، وكفانا إدخال الرعب على بعضنا، وكذلك الاضطراب والترويع، (فإن ترويع المسلم ظلم عظيم) كما ورد عن سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام.
كل عام وسورية الغالية بألف خير، وكذلك فلسطين الحبيبة وسائر بللاد الإيمان والإحسان.
حلب
9/4/2023
الدكتور #محمود_عكام
#وعَادَ_العِيدُ_والعَوْدُ_أَحمَد
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5257/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
نجوَى إلهيِّةٌ عتيقةٌ (باريس/ 1982)
"يا ربّ!
أنتَ رجائِي، وأنتَ وليِّي ..
وأنتَ أنتَ إلهِي، لا أعْدِلُ بكَ، ولا أرغبُ عنْكَ.
إليكَ أمدُّ يدِي، وببابِكَ أحطُّ رحلِي ..
فاقبلنِي وأنتَ راضٍ، وأعطنِي وأنتَ كريمٌ ..
وسامحنِي وأنتَ عفوٌّ غفورٌ.
يا منْ قلبِي بإصبُعيكَ، وإيمانِي بيديكَ ..
ثبِّتْ قلبِي، وقوِّ إيمانِي ..
حتَّى لا أعرفَ إلاكَ ..
ولا أتوجَّهَ إلا إليكَ ..
ولا آملَ إلا بكَ.
تطارحنِي الذُّنوبُ، وتثقلنِي الخطايا ..
ويبقَى لسانِي جريئًا يطلبُ الغفران،
وتذرفُ دموعِي بعدَ الآثامِ؛ ترتجِي الرحمةَ والرضوانَ.
إلهِي ومحبوبِي! أحبُّك ..
وأعلم أنَّ أفعالِي قاصرةٌ عن بلوغِ هذا المقام ..
ولكنْ أحبُّكَ، وكفى بكَ عليمًا.
من أحبَّك أحببتَه، وهذا فضلُكَ ..
ومن أقبلَ عليكَ أقبلتَ عليهِ، وذا كرمُك ..
ومن رجاكَ كنتَ خيرَ المُلبِّين.
فاقبلْ بحقِّ فضلِكَ دعائِي ..
وامنحنِي بسرِّ كرمِكَ هنائِي ..
وبالخيريَّةِ التي لكَ وحدَكَ دونَ غيركَ حقِّقنِي بالعبوديَّةِ المرضية ..
ولا حولَ ولا قوَّة إلا بكَ ..
ولا تسليمَ ولا إذعانَ إلا إليكَ"
باريس
١٩٨٢
الدكتور #محمود_عكام
إِسرائيل إلى زَوَال هِي ومَنْ مَعَها
قد يطولُ الوقتُ بعض الشَّيء ولكنَّها حَتماً زائلة، لأنَّها دولةُ باطل وكذب وبهتان واعتداء، فلا يَغُرنَّكم - يا أيها الممعِنون - في تأييدها والتَّطبيع معها هذا الذي تدَّعيه من قوة عتاد ودعمِ دُولٍ عُظمى لها، فكلُّ ذلك صورة لا حقيقة لها، والحقيقة مع أبناء فلسطين الأوفياء البررة ومع داعميهم حتى ولو تبدَّوا ضعفاء فإن العاقبة لهم ما داموا أصحابَ حق وحق أكيد، وها هي فلسطين وأقصاها وبيت مقدسها أضحَت اليومَ معياراً للحق، فمَن كان معها فهو على الحق، ومَن كان مع عدوِّها فهو على الباطل، ومَن قاتل معها ضد عدوها فقتاله مشروع وجهاد، ومَن قاتل مع عدوها ضدها أو ضد من يدعمها فقتاله ظلم واغتصاب وضلال.
فيا أيها المسلمون، ويا أيها العرب، ويا أيها العقلاء: قتالكم إسرائيل عدالة وقتالكم بعضكم ظلامة وعنف وإرهاب. (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) ونصر الله قريب وقريب جداً، والحمد لله رب العالمين.
حلب
15/4/2024
الدكتور #محمود_عكام
ِسرائيل_إلى_زَوَال
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5258/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
إِنَّهُ الباحثُ العلَّامَة محمَّد قجَّة حَبيبُ حَلَب
فاللهمَّ ارحَمه وارْضَ عَنه
وهَا هُو ذا نَزَلَ بِساحةِ فَضلِك ضَيفاً فَأَكرِمْ نُزُلَه وأَحسِن وِفادَته يا ربَّ العَالمين، ونحنُ على خِدمةِ وَطَنه الغَالي وتَفانِيهِ في بِرِّه مِن الشَّاهِدين.
كَتبَ وبَحث ودَرَّس وتَكلَّم في الاجتماعِ والأدبِ وعُلومِ الإنسانِ ما يُمكِنُ أَن يُطلَقَ عليه "الجهدُ الكبير والعَملُ الجَليل" وإلى اللهِ الرَّحمن الرَّحيم نَكِلُ مَثوبَته عليه.
أيُّها المفضالُ في عَالَم العِلم والأدَب والتَّاريخ والأخلاق: شُكراً لكَ مِني ومِن كُلِّ أهلِ حَلَب الأوفياء البَرَرة صَغيرهم وكَبيرهم، وإنَّه لَفَخرٌ إِذ يُقال "محمَّد قجَّة" ابنُ حَلَب، فبأمثالِه قِيلَ عَن حَلَب "أُمُّ العِلم والأَدَب".
للهِ مَا أخَذَ، ولَهُ مَا أعطَى، وكُلُّ شيءٍ عندَه بمقدار، فَلتَصبِرُوا يا أَهلَه ويا أَقرِباءه ويا أَحبابه ويا أَصحابه ولْتَحتَسِبوا، وإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُون.
حلب
17 نيسان 2024
المحب
محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#محمد_قجة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5259/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
يومُ الجَلاء يومُ عيدٍ
نعَم، إنَّه عيدٌ وطني بامتياز، فلقد تحقَّق فيه الاستقلالُ والاستقرار، وأيٍُ نِعمةٍ أعظم من هاتين النِّعمتين: أن يكون بلدك مستقلاً صاحبَ سيادة وقرار وحرية، يحكُم نفسَه بنفسِه بهديٍ من ربِّه جلَّ وعَلا، ومع الاستقلال استقرارٌ وأمان وطمأنينة في مختلف مَناحي الحياة: المادِّية والمعنوية والاقتصادية والسِّياسية والاجتماعية والأدبية والعلمية، كل ذلك برعايةِ إيمانٍ بالله مَتين، وعنايةٍ ربَّانية عظيمة تدفعُ الجميع للبِر والإحسان والبناء والإعمار.
فاللهمَّ سورية ثم سورية ثم سورية أسبِغ عليها نِعمك ظاهراً وباطناً، واجعلها في حِرزك وأمانك ولُطفك وجُودك واكفِها هَمَّها وغَمَّها وشَرَّ الأشرار وسُوء السيئين يا ربَّ العالمين.
حلب
١٧ نيسان ٢٠٢٤
الدكتور محمود عكام
الدكتور #محمود_عكام
#يوم_الجلاء
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5260/
بَراهينُ الرِّضا بالله رَبَّاً
أمَّا بعد، فَيَا أيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنون إنْ شَاءَ الله:
هناك عندَ الإنسان صفات، وهناك أحوال، أنتَ تتَّصفُ بصفات وتَعترضك أَحوال، أو تكون أنت صاحب حال، الصفاتُ الإيجابية كالصدق والأمانة والوفاء، والأحوالُ الإيجابية كالرِّضا والتَّسليم والاطمئنان، والصفات السَّلبية كالكذب والخيانة والغدر، والأحوال السَّلبية كالقَلق والاضطراب والضَّجَر والشَّكوى. ما يهمني من الصِّفات والأحوال حال ننشُدها، ما الحال التي تنشدها وتريد أن تكون متحلِّياً بها ? الرضا. وهل أحدٌ منكُم لا يُريدُ أن يكونَ راضياً ? لكنني إن سألتك الرِّضا بماذا، أنتَ تطلبُ الرِّضا، وتريدُ أن تكونَ راضياً لكن بماذا أنت ترضى ? أن تكونَ راضياً بالله رباً، يُربِّيك، يُدَبِّر أمرك، يُقَلِّبُك كيفَما شاء، يُثبتك على العبودية له، ولذلك جاءَ في الحديث الصَّحيح: (مَن رَضِيَ باللهِ رَباً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمدٍ نبياً ورَسولاً فقَد وَجَبت له الجنة)، وفي رواية: (مَن قال) وكانَ قولُه مُعبِّراً عن حال، (مَنْ قال: رضيتُ باللهِ رَبَّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رَسولاً ونبياً فقد وَجَبت له الجنة)، وفي رواية: (مَن قالَ رَضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً ونبياً فأنا الزعيم "أي أنا الكفيل" (فأنا الزَّعيمُ لآخُذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجنة)، والسُّؤال: هل أنت راضٍ بربك ? هل أنت راضٍ بالله يُدبِّر أمرك،
لَا تُدَبِّر لكَ أمراً فذووا التَّدبيرِ هَلْكى
اتركِ الأمرَ إلينا نَحنُ أولى بِكَ منك
خُذ الأسباب ثم قُل: اعتمدتُ عليكَ يا رب، توكَّلت عليك يا رب، لا تعتمد على الأسباب، اتخذ الأسباب وخذ بها واعتمد على رَبِّ الأسباب، لأن الذي يُنتج الأثر هو الله جَلَّت قُدرَتُه، هل أنت راضٍ ? ستقولُ لي نعم إن شاء الله. أقول لكَ ثمةَ بَراهين على أنك راضٍ.
البرهان الأول: الإيمان باللهِ عَزَّ وجَل، (يا أيُّها الذين آمَنُوا آمِنُوا بالله ورَسوله والكتابِ الذي نَزَلَ على رسوله) فَعِّلوا إيمانكم، أنت مؤمن تقول عن نفسك بأنك مؤمن، ولكن هل تُفَعِّل إيمانك ? وتفعيلُ الايمان يُنتِجُ أمرين لا ثالثَ لهما، يُنتِجُ صَبراً في الضَّراء، وشُكراً في السَّراء، فَحَالُك كُلُّها خير، (عَجَباً لأمرِ المؤمن، إنَّ أمرَه كُله له خير، إن أصابَتهُ سَرَّاء شَكَر فكانَ خَيراً له، وإن أصابَتهُ ضَرَّاء صَبَر فكانَ خَيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن). الإيمان بُرهان الرِّضا، تفعيلُ الإيمان، كُلنا مُؤمنون، بَيْدَ أنَّ إيمانَنا غَير مُفَعَّل كَمَثَلِ آلةٍ لم تُشَغِّلها، كَمَثَلِ سيارةٍ لم تجعَل فيها الوقود، ولم تُسَيِّرها، فَعِّلوا إيمانكم لِيُنتِجَ شُكراً وصَبراً ولا ثالثَ لهما، إما أن تكون صابراً وهذا حال، وإما أن تكون شاكراً وهذا حال، أما أن تكونَ ضَجِراً فمعنى ذلك أنَّ الإيمان لم يُفَعَّل وأنَّك في الإيمان مُدَّعٍ.
البُرهان الثاني: الطَّاعة، (ومَن يُطِعِ اللهَ والرَّسولَ فأولئكَ معَ الذينَ أنعمَ الله عليهِم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ وَحَسُنَ أولئك رَفيقاً)، هُناكَ قَيد للطَّاعة، الطَّاعة في المَنشَط والمكرَه، في العُسر واليسر، في الفَقر والغِنى، في الصِّحة والمرض، إن مرضتَ فأنتَ مُطيعٌ لله عَزَّ وجَل، ولذلك لما تُوِّفي إبراهيم ولدُ النَّبي المصطفى صلى الله عليه وعلى أبيه وسَلَّم، قال سيِّدُنا المصطفى: (إنَّ العينَ لتدمَع، وإنَّ القلبَ ليَحزَن، وإنَّا على فِراقك يا إبراهيمُ لمحزونون، ولا نقولُ إلا ما يُرضِي رَبَّنا، إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون) عليكَ أن تكونَ في المنشَطِ والمكره طائعاً للهِ عَزَّ وجَل. يحلو لِبعضنا أن يكونَ طائعاً لله في المنشَط دونَ المكرَه، في الغِنى دونَ الفقر، في الصِّحةِ دُونَ المرض، هذه طاعة مَشْلُولة، لا يُمكِن أن تُسمَّى طاعةً لأنها شَطْرُ طاعة، والشَّطرُ لا يُعطَى حُكمَ الكل.
البُرهان الثالث: الحب، هل أنت تحبُّ ربك ؟ تقولُ بأنك راضٍ بالله رباً، برهان الرِّضا أن تكون مُحِبَّاً لربِّك، (قُل إن كانَ آباؤُكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجُكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشونَ كَسَادَها ومساكنُ تَرضونَها أحبَّ إليكم من اللهِ ورَسوله وجهادٍ في سبيله فتربَّصوا) والحُبُّ - كما قلتُ لكم في سالفِ الزَّمن - الحُبُّ حُبان: حُبٌ عَقلي وحُبٌّ قَلبي، الحُبُّ العَقلي يَدفَعُك للاقتداء، والحُبُّ القلبي يدفعك للافتداء، (إنَّ اللهَ اشترى من المؤمنينَ أنفُسَهم وأموالهم بأنَّ لهم الجنة) تحبُّ الله، تقول نفسِي الفداءُ لربي عَزَّ وجَل، لشرعةِ ربي، حيث يأمُرني ربي، لَبَّيكَ اللهمَّ لَبَّيكَ، لَبَّيكَ لا شريكَ لكَ لَبَّيكَ، إن طُلِبَ مِنَّا أن نُقدِّم المهَج من أجل رَبِّنا عَزَّ وجَل فسنُرخِصُها، حُبُّ القلبِ يدفعك للافتداء، (أشدُّ أمتي حُبَّاً لي ناسٌ يأتونَ بعدي يَوَدُّ أحدهم لَو رآني بأهلِه ومَالِه) أَفتَدي رؤية رسول الله، أتمنى لو أني أرى رسولَ الله ولو ذهبَ أهلي ومالي، هذا هو الحب القلبي الذي يُنتِجُ فِداءً وتضحية في سبيِل المحبوب.
هذه هي براهينُ الرِّضا، فهل أنتَ راضٍ باللهِ ربَّاً ? انظُر البراهين، إن كنتَ قد أقمتَها أو حَقَّقتها أو تحقَّقَتْ بك فاعلم بأنَّ النبيَّ المصطفى صلَّى الله عليه وسلم سيأخذُ بيدك حتى يُدخِلك الجنة، وهذه أخبارٌ مَوثوقة صَحيحة، قُولُوا من قلوبكم: رَضِينا باللهِ رَباً، وبالإسلامِ دِيناً، وبالقرآنِ كتاباً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وتبرَّأنا من كل ما يُخالِفُ ذلك ظاهراً وباطناً، قولوا رضينا بالله رباً، ورضينا بأمرِ الله إذ أمرنا بالجهاد في سبيله، والجهاد في بيتِ المقدس في عصرنا الرَّاهن وليسَ في مكانٍ آخر، اللهمَّ بِسِرِّ الرَّاضين بِكَ رَباً، وبمحمدٍ نَبياً انصُر إخوتَنا في فلسطين على أعدائِهم أعداءِ الدِّين، وانصُرنا على كُلِّ مَن يَبغِي علينا يا ربَّ العَالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 19/4/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/ry3Dz2N1oJ/
#خطبة_الجمعة
الدكتور #محمود_عكام
َراهينُ_الرِّضا_بالله_رَبَّاً
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5261/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/